St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   numbers
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   numbers

تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

العدد 31 - تفسير سفر العدد

 

* تأملات في كتاب عدد:
تفسير سفر العدد: مقدمة سفر العدد | العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36

نص سفر العدد: العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36 | العدد كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ

محاربة المديانيين

 

(1) الانتصار على المديانيين (ع1-13)

(2) غضب موسى وقراراته (ع14-20)

(3) حديث ألعازار الكاهن (ع21-24)

(4) تقسيم الغنائم (ع25-47)

(5) تقدمة الرؤساء الاختيارية (ع48-54)

 

(1) الانتصار على المديانيين (ع1-13):

1 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلى قَوْمِكَ». 3 فَقَال مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالًا لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلى مِدْيَانَ. 4 أَلفًا وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيل تُرْسِلُونَ لِلحَرْبِ». 5 فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيل أَلفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلفًا مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ. 6 فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى أَلفًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلى الحَرْبِ هُمْ وَفِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الكَاهِنِ إِلى الحَرْبِ وَأَمْتِعَةُ القُدْسِ وَأَبْوَاقُ الهُتَافِ فِي يَدِهِ. 7 فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8 وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9 وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10 وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11 وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ 12 وَأَتُوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ وَإِلى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا. 13 فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ.

 

ع1، 2: يكلف الله هنا "موسى" بآخر مهمة له قبل موته وانتقاله من هذا العالم إلى آبائه الذين سبقوه، ونلاحظ هنا عدة أمور:

أولًا: يطلب الله هذا من موسى وهو يبلغ من العمر مائة وعشرين عامًا وأيامه قد قربت جدًا، والمعنى الروحي هنا هو أن الجهاد الروحي لا يعرف وقت للتوقف أو الراحة، فعلى الإنسان أن يستمر في الخدمة والعطاء حتى آخر أيام حياته طالما كان قادرًا على ذلك.

ثانيًا: أن هذه الحرب كانت عادلة، فهي حرب على مملكة الشر وليست على شعب بعينه، فالمديانيون هم من اتحدوا مع الموآبيين على شعب الله ووضعوا العثرة أمامه (عد 25)، وكانت المرأة "كزبى بنت صور" التي قتلها فينحاس الكاهن مديانية أيضًا.

ثالثًا: المعنى الثالث والهام هو أنه قبل أن تملك ميراثك، عليك أن تقاتل من أجله. فأرض الموعد هي رمز ملكوت السموات، والمديانيون هم أعداء الله ومملكة الشيطان، والقاعدة هي أنه لا ميراث بدون انتصار ولا انتصار بدون قتال، وهو قتال روحي بالطبع.

 

ع3-5: مجردون للحرب: مستعدون للحرب حاملين أسلحتهم.

كلّم موسى شعبه بما تكلم به الله معه، وكقائد يخطط لمعركة بدأ في إعداد رجاله "جيشه"، فطلب منهم اختيار رجال من جميع الأسباط، بواقع ألف رجل من كل سبط قادرين على القتال وحمل السلاح، وكانت حكمة موسى هنا هي اشتراك الشعب كله في الحرب حتى لا يفتخر سبط على آخر من ناحية، ومن الوجهة الروحية فالمعنى هو أن القتال الروحي والجهاد للكل ولا يستثنى منه أحد.

 

ع6: كان وجود الله في وسط شعبه أثناء الحرب أمرًا هامًا، فالحرب هي للرب وبأمره والنصرة أيضًا من خلاله، وحتى يفهم الشعب هذا المعنى الروحي الجميل، وأيضًا حتى تطمئن قلوبهم في أول حرب سوف يخوضونها من أجل الأرض الجديدة، أرسل موسى مع الشعب فينحاس الكاهن بن ألعازار ومعه أيضًا مقدسات من أمتعة الخيمة، يعتقد أغلب المفسرين أنها "تابوت العهد"، وأخذ "فينحاس" كذلك الأبواق الفضة المذكورة في (عد 10) والتي كانت تستخدم في الحرب تشجيعًا للشعب وتمجيدًا لله في الوقت نفسه.

 

ع7: تجندوا على مديان: أي حاربوا مديان.

تقدم الشعب وبدأ الحرب ضد المديانيين وأعطاهم الرب النصرة، فقتلوا كل الذكور وهم الذين يمثلون الشر الأكبر في حالة بقائهم، وتعبير كل ذكر يعلمنا نحن ألا نبقى للشر أي مقدار ولو صغير في أذهاننا، لأنه سوف ينمو ويعاود محاربتنا (خريطة 8).

 

ع8: ملوك مديان: أي رؤساء العشائر الكبرى للمديانيين وكما نقول نحن الآن "عُمدة القرية".

يذكر هذا العدد أسماء الخمسة ملوك الذين كانوا لمديان وتم قتلهم أيضًا مع كل الرجال "الذكور"، ويذكر هنا أيضًا قتل بلعام النبي الشرير بالسيف وهو الذي ألقى العثرة لبني إسرائيل، وبالرغم من أنه قد رجع لمدينته (عد 24: 25) إلا أن وجوده هنا مع المديانيين أخذه معظم المفسرين قرينة ضده أنه عاد وتحالف معهم ضد شعب الله، فاستحق بذلك ما حلّ به.

 

ع9-12: بعد نهاية الحرب، حرق رجال إسرائيل كل مدن المديانيين بجميع المنازل ولكنهم أبقوا على النساء والأطفال الصغار والحيوانات كلها لأنفسهم، ورجعوا بكل ما حصلوا عليه إلى مكان استقرار باقي الشعب عند شرق الأردن، أمام أريحا في المكان المسمى "عربات موآب" (خريطة 6).

 

ع13: وقبل أن يصلوا إلى مكان إقامة الشعب "المحلة"، بلغت أخبار انتصارهم الجميع، فخرج موسى ومعه ألعازار رئيس الكهنة لاستقبال رجال الحرب المنتصرين، كتعبير عن فرحهم بالنصر من ناحية، وكنوع من أنواع التكريم من ناحية أخرى.

إحرص على إبادة الشر وكل ما يتعلق به حتى لا يستخدمه إبليس في إسقاطك مرة أخرى، وثق أنه مهما كانت قوة الخطية فالله قادر أن ينصرك عليها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) غضب موسى وقراراته (ع14-20):

14 فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحَرْبِ. 15 وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ 16 إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلًا بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18 لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ. 19 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْسًا وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلًا فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابِعِ أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ. 20 وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلدٍ وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ تُطَهِّرُونَهُ».

 

ع14-16: وكلاء الجيش: أي قادة الجيش وقد اختيروا من قادة الأسباط أي رؤساء الألوف ورؤساء المئات.

إذ رأى موسى جيشه المنتصر قادمًا ومعه نساء مديانيات بعد قتل كل الرجال، اشتد غضبه وغار غيرة مقدسة للرب، إذ رأى بعين القائد الروحي ما لم يره الإنسان العادي، وصرخ في قادته مستاءً ومعاتبًا كيف أحضروا نساء المديانيين معهم. وبدأ يشرح لهم سبب رفضه لما أتوا به، وهو أن هؤلاء النساء كن سبب سقوط الشعب في الزنا سابقًا عندما اختلط بهن وبسببهن سجدوا للإله الوثني "بعل فغور" فكان انتقام الله من الشعب بالوباء الذي قضى على أربعة وعشرين ألفًا ... وظهر أيضًا في كلام موسى إشارة لبلعام الذي كان وراء هذه النصيحة الشريرة والتي قدمها "لبالاق" وملوك المديانيين (عد 25).

كان موسى خادمًا وقائدًا بحق، إذ كان له بعد نظر عن باقي قادة الجيش، ورأى جيدًا الخطر الذي يهدد شعبه باستبقاء النساء، ولم تأخذه أفراح النصر وكثرة عدد السبايا عن هذا الخطر فلم يجامل بل وبخ هؤلاء القادة.

أخى الحبيب ... أبوك الروحي هو الإنسان الذي أؤتمن من الله على خلاص نفسك وأعطاه الله أن يرى الشر المحيط بك، فاسمع له وأطع توجيهاته، فتأخذ بذلك بركة الطاعة وتنجو من الشر.

 

ع17، 18: أمر موسى بحسم قادة جيشه أن يقتلوا كل الأطفال الذكور، الذين إذا كبروا، صاروا رجالًا يقاومون الشعب وقد يتأثرون لما حدث لآبائهم، وكذلك كل النساء الغير عذارى واللواتى تلوثن بعضهن بإغواء بنى إسرائيل سابقًا بالإضافة إلى أنهن تحملن شعور انتقام لقتل أزواجهن أو آبائهن وأبناءهم، أما الأطفال من البنات والفتيات العذارى فأبقى موسى عليهن كسبايا وعطايا لرجال شعبه. ومن المعروف أن المسبيات كن تتهودن وتنضمن للشعب ومع الوقت يتزوج منهن الرجال وتعتبر زوجة وليس جارية.

 

ع19، 20: استمر موسى في كلامه، فلم ينسَ كل ما أوصى به الله سابقًا في شرائع التطهير، فأمر الرجال بأن يخرجوا خارج المحلة لمدة سبعة أيام ويتمموا شريعة التطهير في اليوم الثالث والسابع كما أمر الرب (لا19: 26؛ عد 5: 1-4؛ 19: 11-13). وشمل أيضًا التطهير ليس فقط من قتل أو لمس ميتًا .. بل تطهرت أيضًا الأسرى من النساء العذارى، لأنهن سيتهودن فيلزم أن يخضعن للشريعة، وكذلك كل ثوب وكل منقول حملوه معهم سواء كان خشبًا أو صوفًا لأنه تنجس بلمس الوثنيين له أو بلمسهم هم أيضًا، أي بني إسرائيل، بعد تنجسهم بلمس القتلى. والمعنى يشمل كل شيء آخر.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) حديث ألعازار الكاهن (ع21-24):

21 وَقَال أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ لِرِجَالِ الجُنْدِ الذِينَ ذَهَبُوا لِلحَرْبِ: «هَذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى. 22 اَلذَّهَبُ وَالفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالحَدِيدُ وَالقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ 23 كُلُّ مَا يَدْخُلُ النَّارَ تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِرًا غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لا يَدْخُلُ النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي المَاءِ. 24 وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُونَ المَحَلةَ».

 

ع21: بعد أن فرغ موسى من حديثه بوجوب التطهير، ترك الكلام لألعازار الكاهن لأنه بكهنوته هو المسئول عن تطبيق شرائع الرب، فبدأ يتكلم مع رؤساء الشعب موضحًا لهم كيفية هذا التطهير.

 

ع22، 23: قسم ألعازار المتاع الذي تم اغتنامه إلى مجموعتين، الأولى هي المعادن وكان تطهيرها بأن توضع في النار دون أن تصهر أو بمعنى أدق تمرر في النار، وبعد ذلك يرش على هذه المعادن ماء التطهير الذي سبق الكلام عليها (عد 19)، أما الأمور الأخرى مثل الجلد أو الخشب أو القماش الذي يحترق بالنار، فيكون تطهيره برش الماء فقط عليه.

 

ع24: وفى نهاية زمن التطهير أي الأسبوع الكامل، يغسل الرجال ثيابهم ويتمموا بذلك تطهيرهم بعد استحمامهم أيضًا، وبهذا يؤهلون لدخول المحلة والشركة مع الشعب مرة أخرى.

الخطية تنجسنا جميعًا، والتوبة تطهرنا منها والحِلّ الذي يقرأه لى أبى في الاعتراف يعيدنى مرة أخرى إلى شركة جسد المسيح .. فلا تتهاون ولا تؤجل .. بل تقدم وانعم بتطهير روحك وغسلها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) تقسيم الغنائم (ع25-47):

25 وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«أَحْصِ النَّهْبَ المَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الجَمَاعَةِ. 27 وَنَصِّفِ النَّهْبَ بَيْنَ الذِينَ بَاشَرُوا القِتَال الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ الجَمَاعَةِ. 28 وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الحَرْبِ الخَارِجِينَ إِلى القِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْسًا مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ. 29 مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. 30 وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ البَهَائِمِ وَتُعْطِيهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ». 31 فَفَعَل مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32 وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ التِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الجُنْدِ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلفًا. 33 وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلفًا. 34 وَمِنَ الحَمِيرِ وَاحِدًا وَسِتِّينَ أَلفًا. 35 وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلفًا. 36 وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ: عَدَدُ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37 وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ. 38 وَالبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفًا وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. 39 وَالحَمِيرُ ثَلاثِينَ أَلفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِدًا وَسِتِّينَ. 40 وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفًا وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْسًا. 41 فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 42 وَأَمَّا نِصْفُ إِسْرَائِيل الذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ الرِّجَالِ المُتَجَنِّدِينَ 43 فَكَانَ نِصْفُ الجَمَاعَةِ مِنَ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ. 44 وَمِنَ البَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفًا. 45 وَمِنَ الحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ. 46 وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفًا. 47 فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل المَأْخُوذِ وَاحِدًا مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.

 

ع25، 26: بعد أن أتمَّ رجال الحرب تطهيرهم وكذلك السبايا، أمر الله موسى أن يحصى كل السبي من العذارى الباقيات وكذلك المواشى الحية والمتاع، وأشرك الله معه في ذلك العمل كل من ألعازار الكاهن ورؤساء الأسباط حتى يبعد الله كل شبهة عن موسى ويعلمنا أيضًا ضرورة العمل الجماعى وإشراك الآخرين وعدم الانفراد بالسلطان.

والمقصود بالإحصاء العدالة في تقسيم الغنائم، لإعطاء نصيب للمحاربين ونصيب كذلك لمن لم يشتركوا في الحرب.

 

ع27: أمر الله موسى أن يقسِّم الغنائم إلى نصفين بعد الحصر، ويكون النصف الأول لرجال الحرب الذين خاطروا بأنفسهم عن الشعب وعرّضوا أنفسهم للموت، والنصف الآخر من الغنائم، يذهب للشعب جميعه، لأن من لم يخرج للحرب فعمره غير مناسب، لذلك كان يحرس البلاد وبيوت المحاربين. وبالطبع حمل هذا عدلًا من جهة، وتحفيزًا لباقى الرجال للخروج للحرب من جهة أخرى.

بعيدًا عن حرب بني إسرائيل والغنائم المادية، فالمعنى الروحي هنا هو أنه لا مكافأة سمائية إلا لمن انتصر، والانتصار يتطلب جهادًا وقتالًا ... فتشدد يا أخى ولا تَدَع أحدًا يأخذ منك إكليلك.

 

ع28، 29: زكاة: تقدمة ضرورية لله.

جاء الأمر هنا لرجال الحرب بتقديم تقدمة من النصف الخاص بهم، وهذه التقدمة تقدر بواحد من خمسمائة من الأسرى ومن البهائم والأغنام، وتعطى هذه الزكاة نصيبًا للكهنة الذين يمثلهم ألعازار، واعتبر الله هذه التقدمة مقدمة له "رفيعة للرب" لأنها مقدمة لكهنته.

 

ع30: لم ينس الله أيضًا اللاويين، فأمر أن يخرج من نصف الغنائم الأخرى والتي قدمت للشعب زكاة أيضًا ولكن تكون النسبة واحد من كل خمسين وليس خمسمائة، لأن بالطبع عدد اللاويين أكبر من عدد الكهنة. ويذكر الله أيضًا هنا ضرورة إكرامهم وحصولهم على نصيب، إذ هم خدامه والمحافظون على طقوس عبادته في بيته.

 

ع31: وكما أوصى الرب وأمر موسى فعل موسى النبى وألعازار كأمر الرب تمامًا.

 

ع32-47: في هذه الأعداد القادمة، تفصيل توضيحى لكل ما سبق قوله، وتعتبر أيضًا سجلًا دون فيه الشعب إجمالى الغنائم والحرص على تقسيمها قسمين تمامًا، وكيف أن القسم الأول خرج منه نصيب الكهنة بالنسبة التي حددها الله، وكذلك القسم الثاني والمخصص للشعب كيف خرج منه نصيب اللاويين بالنسبة المقررة لهم. ويتضح من تلك الأعداد وفرة الغنائم التي حصل عليها الشعب من هذه الحرب وبركة الله الكبيرة.

فكرة التدوين لأعمال الله وعطاياه هي فكرة روحية عمل بها الكثير من القديسين، فالإنسان في أزمنة الضيق قد يقع فريسة لعدو الخير الذي يشككه في أعمال الله السابقة في حياته؛ فما صنعه موسى والشعب هنا بتدوين الأعداد للغنائم وكيفية توزيعها هي شهادة وثّقها الشعب على نفسه باعترافه بعمل الله الرائع معه.. يا ليتنا نعمل جميعًا هذا، ونتذكر وندون في قلوبنا وعقولنا كل ما صنع الله معنا، بل هناك بعض منا يدونها بالفعل كتابةً في تأملاته الخاصة مع الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(5) تقدمة الرؤساء الاختيارية (ع48-54):

48 ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلى مُوسَى الوُكَلاءُ الذِينَ عَلى أُلُوفِ الجُنْدِ رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ المِئَاتِ 49 وَقَالُوا لِمُوسَى: «عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ الحَرْبِ الذِينَ فِي أَيْدِينَا فَلمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. 50 فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولًا وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطًا وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ». 51 فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْهُمْ كُل أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ. 52 وَكَانَ كُلُّ ذَهَبِ الرَّفِيعَةِ التِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفًا وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ. 53(أَمَّا رِجَالُ الجُنْدِ فَاغْتَنَمُوا كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ). 54 فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَالمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ تِذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيل أَمَامَ الرَّبِّ.

 

ع48: تحمل الأعداد (48-52) مشهدًا رائعًا جدير بالملاحظة والتعليق والتأمل، فلقد تقدم إلى موسى رؤساء الألوف ورؤساء المئات ومعهم قادة فرق الجيش أي الوكلاء للحديث معه وذلك من تلقاء أنفسهم.

 

ع49: وكانت بداية هذا الحديث للقادة والرؤساء هو إقرار بحقيقة ملموسة وهي إدراكهم لعمل الله العظيم معهم في هذه الحرب، إذ عادوا منها دون أن يُفقَد رجل واحد، وهو شيء غير مألوف ولا مسموع به في أي حرب. ويسجل لنا الوحى مدى اتضاع هؤلاء الرؤساء إذ تكلموا مع موسى في بدء حديثهم قائلين "عبيدك".

 

ع50: حجولًا: خلاخيل، وهي ما تلبس أسفل ساق المرأة وفوق قدمها.

أقراطًا: حلقان الأذن.

قلائد: العقد أو ما يلبس حول العنق.

أما موضوع الحديث فكان تقدمة شكر عبارة عن نصيب كل واحد منهم من غنائم الذهب المشغولة أي المصنوعة التي حصلوا عليها من زينة النساء، واعتبروا أن هذه التقدمة المرفوعة إلى الله هي تقدمة تكفير عن خطاياهم. وكلمة تكفير هنا أيضًا تحتمل معنى "فداء" لهم واعتراف بأن الله فداهم من الموت في هذه الحرب.

 

ع51، 52: تقبل موسى منهم هذه التقدمة ومعه ألعازار، إذ أن هذه التقدمة مقدمة لله والكاهن هو وكيل الله وبالتالي فألعازار هو من استلمها. أما كمية الذهب التي قدمت فكانت وفيرة جدًا، إذ أنه بالموازين الحالية كانت قيمتها مائتين كيلو جرامًا من الذهب تقريبًا وهذا يوضح أيضًا مدى غنى شعب المديانيين من جهة، ووفرة أنصبة ما حصل عليه الرؤساء وبالتالي كل الشعب.

 

ع53، 54: أخذ موسى وألعازار الذهب المقدم من الرؤساء والوكلاء وأتيا به إلى الخيمة ووضعاه، أي قدماه للرب، تذكارًا لبنى إسرائيل بمعنى تذكر عمل الله العجيب في هذا الانتصار وأنه الإله الوحيد بين آلهة الأمم الوثنية الحقيقي والقادر على سحق أعدائه. وكلمة "تذكارًا" أمام الرب تحمل معنى آخر وهو أن هذه التقدمة كانت قاصرة فقط على الرؤساء.

إن ما قام به رؤساء الشعب ووكلائه لهو عمل جميل ورائع يعبر عن العرفان بالجميل وكيف كانت نفوسهم سخية وكريمة فرفضوا ما هو حق لهم وقدموه لله ذبيحة شكر. وهذا يعلمنا نحن أنه من اللائق أن نقدم لله من مكاسبنا الزائدة ذبيحة شكر تكون أكثر من العشور ولو بقليل، فإذا كنت لا تستطيع أن تقدم كل ما عندك، فهل تقدم بعضًا منه؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/numbers/chapter-31.html

تقصير الرابط:
tak.la/6a3a6n5