← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الأَصْحَاحُ السَّادِسُ وَالعِشْرُونَ
(1) بداية حكم عزيا (ع1-5)
(2) انتصارات عزيا وإنشاءاته (ع6-15)
(3) خطية عزيا ومرضه وموته (ع16-23)
1 وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا عُزِّيَّا وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ أَمَصْيَا. 2 هُوَ بَنَى أَيْلَةَ وَرَدَّهَا لِيَهُوذَا بَعْدَ اضْطِجَاعِ الْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ. 3 كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4 وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ. 5 وَكَانَ يَطْلُبُ اللهَ فِي أَيَّامِ زكَرِيَّا الْفَاهِمِ بِمَنَاظِرِ اللهِ. وَفِي أَيَّامِ طَلَبِهِ الرَّبَّ أَنْجَحَهُ اللهُ.
ذكرت هذه الآيات وتم شرحها في الموسوعة في تفسير الملوك الثاني (2 مل14: 21، 22؛ 15: 2، 3) وفيها نرى بداية صالحة لعزيا الملك ويعلن الله في (ع5) أن سبب الصلاح يرجع لخضوع الملك لزكريا النبى، الذي يفهم شريعة الله، بل ويرى رؤى ويعلم عزيا.
وهكذا نرى أن عزيا عندما طلب الله أنجحه وبارك في أعماله وحروبه، كما سنرى في الآيات التالية، فصلاح الإنسان هو سبب بركة الله في حياته.
وزكريا النبي هذا، غير زكريا الذي له سفر بإسمه في الكتاب المقدس؛ لأن هذا الأخير كان بعد السبي. وغير زكريا بن يهوياداع الكاهن، الذي تنبأ أيام يوآش جد عزيا، وقتله يوآش.
وغير زكريا النبي هذا، وُجد أنبياء آخرون تنبأوا أيام عزيا هم أشعياء النبي (ع22) وهوشع (هو1: 1) وعاموس النبى (عا1: 1).
† الله يعلن نفسه لك من خلال أب اعترافك والمرشدين الروحيين، فإن أطعتهم، فأنت تطيع الله وتربح حياتك وتسلك مستقيمًا وتتمتع برعاية الله.
6 وَخَرَجَ وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَهَدَمَ سُورَ جَتَّ وَسُورَ يَبْنَةَ وَسُورَ أَشْدُودَ، وَبَنَى مُدُنًا فِي أَرْضِ أَشْدُودَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. 7 وَسَاعَدَهُ اللهُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَعَلَى الْعَرَبِ السَّاكِنِينَ فِي جُورِ بَعْلَ وَالْمَعُونِيِّينَ. 8 وَأَعْطَى الْعَمُّونِيُّونَ عُزِّيَّا هَدَايَا، وَامْتَدَّ اسْمُهُ إِلَى مَدْخَلِ مِصْرَ لأَنَّهُ تَشَدَّدَ جِدًّا. 9 وَبَنَى عُزِّيَّا أَبْرَاجًا فِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الزَّاوِيَةِ وَعِنْدَ بَابِ الْوَادِي وَعِنْدَ الزَّاوِيَةِ وَحَصَّنَهَا. 10 وَبَنَى أَبْرَاجًا فِي الْبَرِّيَّةِ، وَحَفَرَ آبَارًا كَثِيرَةً لأَنَّهُ كَانَ لَهُ مَاشِيَةٌ كَثِيرَةٌ فِي السَّاحِلِ وَالسَّهْلِ، وَفَلاَّحُونَ وَكَرَّامُونَ فِي الْجِبَالِ وَفِي الْكَرْمَلِ، لأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْفِلاَحَةَ. 11 وَكَانَ لِعُزِّيَّا جَيْشٌ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ يَخْرُجُونَ لِلْحَرْبِ أَحْزَابًا حَسَبَ عَدَدِ إِحْصَائِهِمْ عَنْ يَدِ يَعِيئِيلَ الْكَاتِبِ وَمَعَسِيَا الْعَرِيفِ تَحْتَ يَدِ حَنَنْيَّا وَاحِدٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. 12 كُلُّ عَدَدِ رُؤُوسِ الآبَاءِ مِنْ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ أَلْفَانِ وَسِتُّ مِئَةٍ. 13 وَتَحْتَ يَدِهِمْ جَيْشُ جُنُودٍ ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ وَسَبْعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ بِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ لِمُسَاعَدَةِ الْمَلِكِ عَلَى الْعَدُوِّ. 14 وَهَيَّأَ لَهُمْ عُزِّيَّا، لِكُلِّ الْجَيْشِ، أَتْرَاسًا وَرِمَاحًا وَخُوَذًا وَدُرُوعًا وَقِسِيًّا وَحِجَارَةَ مَقَالِيعَ. 15 وَعَمِلَ فِي أُورُشَلِيمَ مَنْجَنِيقَاتٍ اخْتِرَاعَ مُخْتَرِعِينَ لِتَكُونَ عَلَى الأَبْرَاجِ وَعَلَى الزَّوَايَا، لِتُرْمَى بِهَا السِّهَامُ وَالْحِجَارَةُ الْعَظِيمَةُ. وَامْتَدَّ اسْمُهُ إِلَى بَعِيدٍ إِذْ عَجِبَتْ مُسَاعَدَتُهُ حَتَّى تَشَدَّدَ.
ع6: جت
: إحدى مدن الفلسطينيين الخمس الكبرى وهي جت وعقرون وأشقلون وأشدود وغزة، وتقع على ساحل البحر الأبيض، شمال أشدود، على بعد 12 ميلًا.يبنة: مدينة كبيرة في فلسطين، تقع جنوب يافا، على بعد 20 كم.
أشدود: إحدى مدن الفلسطينيين الخمس الكبرى، تقع شمال غزة، على بعد 30 كم.، وهي في منتصف المسافة بين غزة ويافا.
خضع الفلسطينيون للملك يهوشافاط وقدموا له هدايا (2 أخ 17: 11) ولكنهم استغلوا ضعف يهورام ابنه؛ لابتعاده عن الله، فهجموا عليه، وأخذوا نساءه وأولاده وأمواله (2 أخ 21: 16). ولكن إذ اعتمد عزيا على الله، حارب الفلسطينيين، الذين يسكنون جنوب مملكة يهوذا نحو ساحل البحر الأبيض، فهاجم ثلاثة من مدنهم الكبيرة وهي جت ويبنة وأشدود، وهدم أسوارها واستولى عليها، بل واستطاع أيضًا أن يبنى مدنًا تابعة له في هذه المناطق. وهذه هي أول نجاحاته.
: منطقة يسكنها العرب، تقع جنوب بئر سبع، أي جنوب مملكة يهوذا وكانت تعبد البعل، لذا سميت بهذا الإسم.
المعونيون: قبيلة من الأدوميين تسكن في جبال ساعير، التي تقع جنوب مملكة يهوذا.
النجاح الثاني الذي حققه عزيا هو انتصاره على أماكن أخرى من الفلسطينيين والعرب الساكنين في جور بعل والمعونين الساكنين في جبال ساعير. وإذ خضع له العمونيون، قدموا له هدايا، ليسترضوه. وامتد نفوذ وسلطان عزيا إلى حدود مصر، أي صارت له عظمة وقوة، فهابته كل الأمم، حتى وصل إلى حدود مملكة مصر القوية.
ع9: باب الزاوية
: يقع في الشمال الغربي لمدينة أورشليم.باب الوادى: يقع في الجنوب الغربي لمدينة أورشليم.
النجاح الثالث لعزيا هو تحصينه لأورشليم، فبنى أبراجًا في سور أورشليم، عند باب الزاوية وباب الوادى، أي أعاد بناء سور أورشليم، الذي كان قد هدمه يوآش ملك إسرائيل في حربه مع أمصيا أبو عزيا (2 أى26: 9).
ع10: الكرمل
: معناها البستان المثمر وهي أرض خصبة، تقع جنوب مملكة يهوذا.النجاح الرابع لعزيا هو إنشاؤه أبراجًا في برية يهوذا، وحفر آبارًا حتى تساعد على رعى الغنم ورعايتها؛ لأنه كان يمتلك ماشية كثيرة في أودية يهوذا وحتى ساحل البحر الأبيض.
والنجاح الخامس لعزيا هو اهتمامه بالزراعة، إذ كان محبًا لها، فاهتم بالمزروعات المختلفة في الأراضي الخصبة من مملكته، مثل الكرمل وفى أماكن كثيرة من المملكة وكان له فلاحون كثيرون، يهتمون بهذه الزراعات.
: أقسام.
العريف: ضابط برتبة كبيرة.
النجاح السادس لعزيا هو تكوينه جيش كبير تعداده ثلثمائة وسبعة آلاف وخمسمائة جنديًا (307500 جندي) وكانوا مقسمين إلى أقسام، فيتحركون بنظام، تحت قيادة كاتب الملك واثنان من قادته العسكريين. ويفهم من هذا أن عزيا قد وضع نظامًا جديدًا وقسم جيشه إلى أقسام؛ حتى يخرجون للحرب فرقًا فرقًا، حسب هذا النظام، وتبقى الفرق الأخرى؛ لحماية الدولة بترتيب دقيق، فعزيا مفكر عسكري، تميز عمن سبقوه من الملوك.
وكان له ألفين وستمائة من القادة يقودون جيشه العظيم.
: جمع ترس وهو سلاح دفاعى، عبارة عن قطعة خشبية.
خوذا: جمع خوذة وهي غطاء معدنى، يوضع على رأس الجندى المحارب؛ لحمايتها.
دروعًا: جمع درع وهو ملابس معدنية، يلبسها المحارب على صدره حتى ركبتيه.
قسيا: جمع قوس وهو ما تضرب بواسطته السهام.
مقاليع: جمع مقلاع وهو آلة جلدية، توضع بها حجارة صغيرة؛ لتطوح بها بعيدًا، فتصيب الأعداء؛ مثلما فعل داود مع جليات.
منجنيقات: جمع منجنيق وهو آلة حربية قديمة، تلقى بها الحجارة والكرات النارية؛ لهدم أسوار المدن وحرقها.
اهتم عزيا بتسليح جيشه بالأسلحة المختلفة، سواء للمحارب الواحد، للدفاع عنه، مثل الأتراس والدروع، أو لمهاجمة الأعداء، مثل الرماح والقسى والمقاليع. وكذلك الآلات الحربية الكبيرة، مثل المنجانيقات، التي كانت قد اخترعت في زمن سابق عن عزيا ولكنه اهتم بتطويرها بواسطة مخترعين من جيشه، أي كان له جيش مسلح بأحدث الأسلحة.
تميز عزيا بمواهب متعددة، فنجح في كل المجالات، كما ذكرنا في الآيات السابقة، حتى أن علمه ومهارته وقوته ذاعت وتكلم الناس عنها بين الأمم المحيطة به، مثل سليمان جده؛ لأن قوة الله المساعدة له ظهرت عجيبة وقوية في أعين الكل، وصار متشددًا وناجحًا في كل ما يعمل. ولكنه للأسف سقط في الكبرياء بعد هذا فجعل نفسه كاهنًا وتجاسر ودخل إلى القدس، حيث لا يدخل إلا الكهنة، فضربه الرب بالبرص وتم عزله عن الشعب، لأجل نجاسته، كما سيظهر في الآيات التالية في هذا الأصحاح.
† عندما تزداد نعمة الله المعطاة لك، ليت قلبك يرتفع بالشكر الكثير، لئلا يخدعك الشيطان وتظن أنك شيء وتتكبر على الناس والله، فتفقد كل شيء.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
16 وَلَمَّا تَشَدَّدَ ارْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى الْهَلاَكِ وَخَانَ الرَّبَّ إِلهَهُ، وَدَخَلَ هَيْكَلَ الرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 17 وَدَخَلَ وَرَاءَهُ عَزَرْيَا الْكَاهِنُ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ الرَّبِّ بَنِي الْبَأْسِ. 18 وَقَاوَمُوا عُزِّيَّا الْمَلِكَ وَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ لَكَ يَا عُزِّيَّا أَنْ تُوقِدَ لِلرَّبِّ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ الْمُقَدَّسِينَ لِلإِيقَادِ. اُخْرُجْ مِنَ الْمَقْدِسِ لأَنَّكَ خُنْتَ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ كَرَامَةٍ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ الإِلهِ». 19 فَحَنِقَ عُزِّيَّا. وَكَانَ فِي يَدِهِ مِجْمَرَةٌ لِلإِيقَادِ. وَعِنْدَ حَنَقِهِ عَلَى الْكَهَنَةِ خَرَجَ بَرَصٌ فِي جَبْهَتِهِ أَمَامَ الْكَهَنَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِجَانِبِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 20 فَالْتَفَتَ نَحْوَهُ عَزَرْيَاهُو الْكَاهِنُ الرَّأْسُ وَكُلُّ الْكَهَنَةِ وَإِذَا هُوَ أَبْرَصُ فِي جَبْهَتِهِ، فَطَرَدُوهُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى الْخُرُوجِ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَهُ. 21 وَكَانَ عُزِّيَّا الْمَلِكُ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ الْمَرَضِ أَبْرَصَ لأَنَّهُ قُطِعَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَكَانَ يُوثَامُ ابْنُهُ عَلَى بَيْتِ الْمَلِكِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ الأَرْضِ. 22 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُزِّيَّا الأُولَى وَالأَخِيرَةُ كَتَبَهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ. 23 ثُمَّ اضْطَجَعَ عُزِّيَّا مَعَ آبَائِهِ وَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي حَقْلِ الْمِقْبَرَةِ الَّتِي لِلْمُلُوكِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ أَبْرَصُ. وَمَلَكَ يُوثَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
ع16: عندما بارك الله عزيا الملك وتقوى ونجح في مجالات إدارة المملكة المختلفة، تكبر ولم ينسب المجد لله، بل شعر أنه ملك متميز ويستطيع أن يعمل كل شئ؛ حتى أنه تجاسر واعتبر أن له الحق في دخول القدس، مثل باقي الكهنة، فدخل ليقدم بخورًا على مذبح البخور، أمام قدس الأقداس.
ع17، 18: فوجئ رئيس الكهنة - وهو عزريا - باقتحام عُزيا للقدس، فغضب جدًا وكل الكهنة الذين معه، الذين كانوا يخدمون في الهيكل، فدخل عزريا ومعه ثمانون من الكهنة خلف عزيا، لإخراجه من القدس. وأمروه بالخروج من القدس وأعلموه أنه ليس من حقه الدخول، إذ أنه ليس كاهنًا (خر30: 7، تث33: 10). لكنه للأسف لم يسمع لتحذيرات الكهنة في عدم الدخول، ولعله قد شعر أن منع الدخول يسرى على الشعب ولكن لا يسرى عليه، إذ أن الملك - في نظره - أعظم من الكهنة.
وواضح أن عزيا نسى ما حدث لقورح وجماعته، الذين تجاسروا على الكهنوت، أيام موسى وهارون، فانشقت الأرض وابتلعتهم (عد16: 35). يفهم من هذا أن عزيا أراد أن يجمع كرامة الملك وكرامة الكهنوت في شخصه وهذا ليس من حقه، ولا يستطيع أحد أن يجمع هاتين الكرامتين، إلا المسيح نفسه، الذي هو ملك الملوك ورئيس كهنة العهد الجديد، الذي قدم ذبيحة نفسه على الصليب.
: غضب بشدة أو اغتاظ.
اغتاظ عزيا الملك لأجل أمر الكهنة له أن يخرج من القدس، فلم يعتاد - بسبب كبريائه- أن يأمره أحد، فالكل يلزم أن يخضع له، أما هو فلا يخضع لأحد. وكان عزيا قد أمسك بمجمرة؛ ليوقد بها على مذبح البخور، مثل الكهنة، وإذ لم يخضع لله وقاوم بتمرد، ضربه الله بالبرص في الحال، فظهرت بقعة بيضاء في جبهته، فطرده الكهنة خارج القدس، وهو نفسه خاف جدًا، إذ علم أنه قد أصيب بالبرص وصار نجسًا من قبل الرب، بل ويلزم عزله بعيدًا، ليس عن الهيكل فقط، بل عن كل الشعب.
ويقول يوسيفوس المؤرخ أن الزلزلة التي حدثت أيام عزيا وذكرت في (عا1: 1)، (زك14: 5) تمت في هذا الوقت، الذي أصيب فيه عزيا بالبرص، بل يقول يوسيفوس أيضًا أن سقف الهيكل انشق ودخل شعاع من الشمس تسلط على وجه عزيا، فظهر برصه واضحًا أمام كل الكهنة، مما جعلهم يطردونه بسرعة خارج الهيكل، وصار عزيا في رعب شديد.
حاول عزيا بكبرياء أن يغتصب كرامة الكهنوت إلى جانب كرامة الملك، لكنه خسر الاثنين، كما حاول آدم وحواء أن يحصلا على معرفة جديدة بعيدًا عن الله بالأكل من الشجرة المحرمة، ففقدا مكانهما في الجنة ومعرفتهما لله.
ونرى عزيا يتكبر ويتمرد على الكهنة في دخوله القدس ولكن الله أصابه بالبرص، فصار تحت سلطان الكهنة، الذين فحصوه ووجدوه أبرصًا، فطردوه وعزلوه.
† إن الكبرياء تفقد الإنسان كرامته الحقيقية، فيصير محتقرًا ومرفوضًا من الله وتحزن عليه الملائكة والقديسون. لذا فاتضاعك وشكرك لله، يحميك من حيل إبليس المتكبر وتستطيع أن تتذوق محبة الله.
ع21: عزل الكهنة عزيا في بيت وحده، دعوه بيت المرض، الذي يحجز فيه المصابين بمرض البرص، وظل مصابًا بهذا المرض حتى نهاية حياته. ولعل هذا دليلًا على نجاسته ورفض الله له ولم يستطع بالتالى أن يختلط بالناس، فملك ابنه يوثام عوضًا عنه، وهكذا ذُلَّ عزيا الذي تكبر؛ ليعلم كل الشعب خطورة الكبرياء.
باقى أمور وحياة عزيا كتبها أشعياء النبي، الذي عاصره. ثم مات عزيا ولم يكرموه مثل باقي الملوك، بل دفنوه في حقل مقابر الملوك، لأنه كان نجسًا ببرصه، ثم ملك يوثام وحده بعد موت أبيه، لأنه كان يملك مدة طويلة مع أبيه أثناء مرضه.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 27 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الثاني 25 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles2/chapter-26.html
تقصير الرابط:
tak.la/dtwy2fv