← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ
(1) حزقيا ملكًا على يهوذا (ع1، 2)
(2) دعوة الكهنة واللاويين (ع3-11)
(3) تطهير اللاويين للهيكل (ع12-19)
(4) تقديس الهيكل (ع20-30)
(5) تقديم الذبائح (ع31-36)
1 مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. 2 وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ.
ذكرت هذه الآيات وشرحت في (2 مل18: 1-3) ونرى فيها نعمة الله في تمليك رجل تقى صالح على مملكة يهوذا، هو حزقيا الملك، خاصة وأن أبوه كان شريرًا وهو الملك آحاز، ولكن حزقيا قد يكون تتلمذ على يد أشعياء النبي المعاصر له ولوالده، والذي كان من النسل الملكى، إذ كان ابن عم الملك عزيا ملك يهوذا وجد آحاز الملك.
† اهتم بالتلمذة على أيدي الآباء والإخوة الروحيين؛ حتى لو كانت ظروفك صعبة ويحيط بك أشرار كثيرون، أو أناس بعيدون عن الكنيسة، فالله مستعد أن يملأك بروحه القدوس ويعمل فيك، إن كنت مستعدًا للاقتراب منه.
3 هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا. 4 وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ وَجَمَعَهُمْ إِلَى السَّاحَةِ الشَّرْقِيَّةِ، 5 وَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا لِي أَيُّهَا اللاَّوِيُّونَ، تَقَدَّسُوا الآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِكُمْ، وَأَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ، 6 لأَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ الرَّبِّ وَأَعْطَوْا قَفًا، 7 وَأَغْلَقُوا أَيْضًا أَبْوَابَ الرِّوَاقِ وَأَطْفَأُوا السُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُورًا وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي الْقُدْسِ لإِلهِ إِسْرَائِيلَ. 8 فَكَانَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَأَسْلَمَهُمْ لِلْقَلَقِ وَالدَّهْشِ وَالصَّفِيرِ كَمَا أَنْتُمْ رَاؤُونَ بِأَعْيُنِكُمْ. 9 وَهُوَذَا قَدْ سَقَطَ آبَاؤُنَا بِالسَّيْفِ، وَبَنُونَا وَبَنَاتُنَا وَنِسَاؤُنَا فِي السَّبْيِ لأَجْلِ هذَا. 10 فَالآنَ فِي قَلْبِي أَنْ أَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ. 11 يَا بَنِيَّ، لاَ تَضِلُّوا الآنَ لأَنَّ الرَّبَّ اخْتَارَكُمْ لِكَيْ تَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدِمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ».
ع3:
بدأ حزقيا إصلاحاته بترميم بيت الرب وفتح أبوابه؛ حتى تقدم الخدمة فيه. وكان أبوه آحاز قد أغلق أبواب البيت وأقام مذبحًا على مثال مذبح الأوثان، الذي رآه في دمشق (2 مل16: 10، 11) وأهمل عبادة الله.وترميم أبواب بيت الرب المقصود بها تغشيتها بالذهب، الذي قشره فيما بعد حزقيا؛ ليقدمه لملك آشور (2 مل18: 16).
ويظهر صلاح حزقيا هنا أنه - في بداية ملكه - في الشهر الأول من السنة الأولى لتملكه، بدأ اهتمامه ببيت الرب؛ لأن بداية كل صلاح تأتى من علاقة الإنسان بالكنيسة.
† ليت ارتباطك بالأسرار المقدسة وعلاقتك بالكنيسة تكون محور حياتك وأهم ما فيها وتنظم كل اهتماماتك بحيث لا تتعدى على علاقتك بالكنيسة وخدمتك فيها.
ع4، 5: جمع حزقيا الملك الكهنة واللاويين في الساحة الشرقية لبيت الرب، وهؤلاء هم خدام الهيكل الذين يعرفون شريعة الله وعبادته؛ لذا اعتمد عليهم حزقيا؛ لبدء إصلاحه في تجديد العبادة في الهيكل. وطلب منهم أمرين هما:
أن يتقدسوا وذلك لتنقية قلوبهم بالتوبة، وكذلك إتمام إجراءات الشريعة بالتطهير؛ حتى يكونوا أهلًا لخدمة بيت الرب.
بعد أن يتقدسوا طلب منهم حزقيا أن يقدسوا بيت الرب وذلك بما يلي:
أ - إزالة آثار العبادة الوثنية.
ب - القيام بالنظافة العامة؛ لإزالة الأتربة وكل بقايا الإهمال، ليكون بيت الرب في أجمل صورة؛ لتليق بحضرته العظيمة.
ع6: يتقدم حزقيا بروح التوبة، معترفًا بخطايا الآباء، الذين خانوا الله؛ لأن موسى وبعده يشوع وكذلك يهوياداع الكاهن، الذي كان أيام يوآش الملك، قطعوا عهدًا - نيابة عن الشعب - مع الله؛ ليحيوا معه ويحفظوا وصاياه. ولكن شعب الله، سواء في مملكة يهوذا أيام آحاز والد حزقيا ومن سبقه من الملوك، أو في مملكة إسرائيل، قد تركوا الله وعبدوا الأوثان وساروا في شهواتهم الردية.
ع7: وفى إهمال الآباء لله تركوا عبادته في بيته؛ مثل إغلاق الرواق، الذي يجتمع فيه الشعب الآتين لعبادة الله، وأهمل أيضًا الكهنة الخدمة في القدس، سواء في إضاءة السُرج في المنارات، أو تقديم البخور على مذبح البخور الذهبى. أما المذبح النحاسى الذي أمام القدس، فلم يعودوا يقدموا عليه المحرقات لله. وهكذا صار بيت الله كأنه مهجور بلا حياة، مظلمًا؛ لأنهم اهتموا بعبادة الأوثان.
ع8: يُذكر حزقيا الكهنة واللاويين قادة الشعب الدينيين، بأن الآباء في مملكة يهوذا عندما تركوا الله وعبدوا الأوثان، سمح الله للأمم المحيطة بهم، مثل آشور وآرام ومملكة إسرائيل أن تضايقهم، فصاروا في قلق واضطراب؛ حتى تعجبت الأمم المحيطة من ضعفهم.
ع9: ينبه أيضًا حزقيا المجتمعين معه بما حدث في مملكة إسرائيل، إذ هجم عليها الأشوريون وأخذوها للسبى وانتهت مملكة إسرائيل أيام آحاز والد حزقيا، إذ كان السبي عام 722 ق.م في أواخر حكم آحاز، أي لم تمض إلا فترة قليلة على السبي، عندما تملك حزقيا.
يظهر هنا اعتراف حزقيا بأن سبب كل الضيقات التي مرت بشعب الله هي خطاياهم، بكل هذا يحاول حزقيا تحذير خدام الهيكل وتشجيعهم؛ لنوال رضا الله بالتدقيق في عبادته ولينجوا أنفسهم من عقاب الله، الذي تم أيام الآباء.
ع10: أظهر حزقيا في النهاية نيته الواضحة في قطع عهد مع الله؛ ليحيا بكل قلبه أمامه، حافظًا وصاياه ومتمسكًا بشرعيته، فينجو من الغضب الإلهي. وهو كقائد يشجع شعبه بهذا العهد؛ ليتبعه ويعبد الله.
ع11: تبين هذه الآية أبوة حزقيا، الذي كان مازال صغيرًا في السن، إذ كان عمره خمس وعشرين عامًا، ولكنه يحمل قلب كبير ومسئولية كملك عن شعبه، فيقول لهم "يا بنى" ويطلب من الكهنة واللاويين أن يهتموا بخدمتهم في الهيكل، إذ اختارهم الله من وسط الشعب؛ ليقدموا الذبائح والمحرقات ويوقدوا السُرج والبخور أمامه.
12 فَقَامَ اللاَّوِيُّونَ: مَحَثُ بْنُ عَمَاسَايَ وَيُوئِيلُ بْنُ عَزَرْيَا مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ، وَمِنْ بَنِي مَرَارِي: قَيْسُ بْنُ عَبْدِي وَعَزَرْيَا بْنُ يَهْلَلْئِيلَ، وَمِنَ الْجَرْشُونِيِّينَ: يُوآخُ بْنُ زِمَّةَ وَعِيدَنُ بْنُ يُوآخَ، 13 وَمِنْ بَنِي أَلِيصَافَانَ: شِمْرِي وَيَعِيئِيلُ، وَمِنْ بَنِي آسَافَ: زَكَرِيَّا وَمَتَّنْيَا، 14 وَمِنْ بَنِي هَيْمَانَ: يَحِيئِيلُ وَشِمْعِي، وَمِنْ بَنِي يَدُوثُونَ: شِمْعِيَا وَعُزِّيئِيلُ. 15 وَجَمَعُوا إِخْوَتَهُمْ وَتَقَدَّسُوا وَأَتَوْا حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ بِكَلاَمِ الرَّبِّ لِيُطَهِّرُوا بَيْتَ الرَّبِّ. 16 وَدَخَلَ الْكَهَنَةُ إِلَى دَاخِلِ بَيْتِ الرَّبِّ لِيُطَهِّرُوهُ، وَأَخْرَجُوا كُلَّ النَّجَاسَةِ الَّتِي وَجَدُوهَا فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ، وَتَنَاوَلَهَا اللاَّوِيُّونَ لِيُخْرِجُوهَا إِلَى الْخَارِجِ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ. 17 وَشَرَعُوا فِي التَّقْدِيسِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنَ الشَّهْرِ انْتَهَوْا إِلَى رِوَاقِ الرَّبِّ وَقَدَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ انْتَهَوْا. 18 وَدَخَلُوا إِلَى دَاخِل إِلَى حَزَقِيَّا الْمَلِكِ وَقَالُوا: «قَدْ طَهَّرْنَا كُلَّ بَيْتِ الرَّبِّ وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ وَمَائِدَةَ خُبْزِ الْوُجُوهِ وَكُلَّ آنِيَتِهَا. 19 وَجَمِيعُ الآنِيَةِ الَّتِي طَرَحَهَا الْمَلِكُ آحَازُ فِي مُلْكِهِ بِخِيَانَتِهِ، قَدْ هَيَّأْنَاهَا وَقَدَّسْنَاهَا، وَهَا هِيَ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ».
تحمس الرؤساء من عشائر اللاويين الثلاثة؛ القهاتيين والمراريين والجرشونيين، فقام اثنان من كل عشيرة، بالإضافة إلى اثنين من كل عشائر المغنين الأربعة؛ ألياصافان وآساف وهيمان ويدوثون، أي كان الإجمالى أربعة عشر رئيسًا. ولأجل تكريم الله لهم، ذكرهم كل واحد بإسمه في الكتاب المقدس؛ لتأثرهم بكلام حزقيا وتحمسهم لخدمة بيت الرب.
† إن الله يلاحظ محبتك واهتمامك بعبادته وخدمته وكل ما تعمله ذو قيمة كبيرة أمامه، مهما بدا صغيرًا في عينيك. إنها فرصتك في هذا العمر لتعبر عن حبك له، بعد أن عبر عن حبه لك على الصليب، بل وأعد لك الملكوت؛ لتفرح معه إلى الأبد.
ع15: شعر هؤلاء الرؤساء بأن كلام حزقيا مبنى على كلام الله في شريعته لموسى؛ لذا تحمسوا في الحال وجمعوا أخوتهم اللاويين؛ ليطهروا الهيكل.
ع16:
وادى قدرون: وادي يقع جنوب شرق أورشليم، كانت تلقى فيه الجثث والفضلات، الخارجة من المدينة وتحرق هناك، ويتصل بوادى ابن هنوم، الذي تشتعل فيه النار دائمًا ومنه أخذ لفظ "جنهم".قام الكهنة بتطهير القدس وتنظيفه، حيث لا يسمح بدخوله إلا للكهنة. وأخرجوا كل نجاسة وقذارة إلى دار بيت الله، حيث يقف اللاويون، فأخذوا كل النجاسات مع تلك التي جمعوها من دار بيت الرب وحملوها إلى وادي قدرون، حيث أحرقوها هناك.
ع17: استغرق تطهير القدس ثمانية أيام، من اليوم الأول، من الشهر الأول من تملك حزقيا إلى اليوم الثامن، أما تطهير دار بيت الرب والرواق، فقد استغرق تطهيره ثمانية أيام أخرى، واستغرق نقل ما فيه من نجاسات إلى وادي قدرون ثمانية أيام أخرى، أي تم تطهير بيت الرب وكل ما يتصل به في ستة عشر يومًا. وهذا يبين كثرة النجاسات، التي كانت موجودة والإهمال الشديد أيام آحاز ومن قبله. ومن ناحية أخرى يظهر اهتمام الكهنة واللاويين بتطهير بيت الرب.
ع18، 19: بعد تطهير بيت الرب دخل رؤساء الكهنة واللاويين وبشروا الملك حزقيا بإتمام تطهير بيت الرب وكل ما فيه، سواء المذابح، أو الآنية المستخدمة فيها، وكل ما هو موجود في القدس وفى دار بيت الرب.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
20 وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَجَمَعَ رُؤَسَاءَ الْمَدِينَةِ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 21 فَأَتَوْا بِسَبْعَةِ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةِ كِبَاشٍ وَسَبْعَةِ خِرْفَانٍ وَسَبْعَةِ تُيُوسِ مِعْزًى ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنِ الْمَمْلَكَةِ وَعَنِ الْمَقْدِسِ وَعَنْ يَهُوذَا. وَقَالَ لِبَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ أَنْ يُصْعِدُوهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ. 22 فَذَبَحُوا الثِّيرَانَ، وَتَنَاوَلَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ وَرَشُّوهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا الْكِبَاشَ وَرَشُّوا الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا الْخِرْفَانَ وَرَشُّوا الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ. 23 ثُمَّ تَقَدَّمُوا بِتُيُوسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْجَمَاعَةِ، وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهَا، 24 وَذَبَحَهَا الْكَهَنَةُ وَكَفَّرُوا بِدَمِهَا عَلَى الْمَذْبَحِ تَكْفِيرًا عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ الْمَلِكَ قَالَ إِنَّ الْمُحْرَقَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ هُمَا عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ. 25 وَأَوْقَفَ اللاَّوِيِّينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِصُنُوجٍ وَرَبَابٍ وَعِيدَانٍ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ وَجَادَ رَائِي الْمَلِكِ وَنَاثَانَ النَّبِيِّ، لأَنَّ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ الْوَصِيَّةَ عَنْ يَدِ أَنْبِيَائِهِ. 26 فَوَقَفَ اللاَّوِيُّونَ بِآلاَتِ دَاوُدَ، وَالْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ. 27 وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ الْمُحْرَقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ. وَعِنْدَ ابْتِدَاءِ الْمُحْرَقَةِ ابْتَدَأَ نَشِيدُ الرَّبِّ وَالأَبْوَاقُ بِوَاسِطَةِ آلاَتِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 28 وَكَانَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ يَسْجُدُونَ وَالْمُغَنُّونَ يُغَنُّونَ وَالْمُبَوِّقُونَ يُبَوِّقُونَ. الْجَمِيعُ، إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمُحْرَقَةُ. 29 وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الْمُحْرَقَةِ خَرَّ الْمَلِكُ وَكُلُّ الْمَوْجُودِينَ مَعَهُ وَسَجَدُوا. 30 وَقَالَ حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَالرُّؤَسَاءُ لِلاَّوِيِّينَ أَنْ يُسَبِّحُوا الرَّبَّ بِكَلاَمِ دَاوُدَ وَآسَافَ الرَّائِي، فَسَبَّحُوا بِابْتِهَاجٍ وَخَرُّوا وَسَجَدُوا.
ع20:
ورث الشاب حزقيا مملكة فقيرة ومهلهلة وبعيدة عن الله ولكنه لم يستسلم، بل قام بنشاط؛ ليعود بمملكته إلى الله. وتظهر محبة حزقيا الملك لله في أنه قام باكرًا؛ لأن أشواق قلبه كانت تدفعه للصلاة في بيت الرب، فجمع رؤساء شعبه، في مملكته يهوذا، وصعد إلى بيت الرب؛ لأنه كان مبنيًا على تل، داخل أورشليم.
ع21: لم يكتفِ حزقيا بتطهير بيت الرب، بل اهتم أيضًا بتقديسه والتكفير عن الشعب، بتقديم ذبائح عن نفسه وعن شعبه. وهذا يبين أن حزقيا لا يكتفِ بالحزن على الخطأ، بل يعمل عملًا إيجابيًا؛ لإصلاح الأخطاء.
وأمر حزقيا الكهنة بتقديم سبعة من كل من الثيران والكباش والخراف والتيوس عن خطايا كل الشعب، مع أن الشريعة تقضى بتقديم ثور واحد محرقة (عد15: 24) وتيس واحد ذبيحة خطية (لا16: 15). ولعل حزقيا شعر بعظم خطاياه، هو وشعبه؛ لأنهم أهملوا تقديم الذبائح سنينًا طويلة أيام آبائه، الذين أهملوا عبادة الله؛ لذا قدم عدد سبعة من الحيوانات. وعدد سبعة يمثل الكمال؛ إذ كان حزقيا يشعر بكمال خطيتهم؛ لذا احتاج لتكفير كامل.
وعندما يقول حزقيا أن هذه الذبائح عن المملكة يقصد مملكته، أي سبطى يهوذا وبنيامين، والمقدس يقصد به بيت الرب وكل ما فيه، أما يهوذا فيقصد به كل شعب الله؛ لأنه في الترجمة السبعينية مكتوب إسرائيل بدلًا من يهوذا، أي يقصد شعب المملكتين؛ لأن حزقيا يشعر بمسئوليته عن شعبه البعيدين في مملكة إسرائيل، الذين تشتتوا في السبي الأشوري وبقى الضعفاء منهم في مدنهم.
ع22: ذبح الكهنة الثيران السبعة وكذا الكباش والخرفان محرقات أمام الله، ورشوا دماءها على المذبح النحاسى، الذي قدموها عليه. وهكذا استعاد المذبح مكانته وصعدت عليه محرقات؛ لإرضاء الله.
ع23، 24: وضع الكهنة أيديهم على السبعة تيوس ذبيحة الخطية، معلنين - نيابة عن الشعب - خطيتهم أمام الله وإهمالهم عبادته وعصيانهم وصاياه، وكان ذلك أمام الملك والشعب، ثم ذبحوا هذه التيوس وقدموها على المذبح النحاسى؛ للتكفير عن خطايا كل شعب الله، سواء في مملكة يهوذا، أو الباقين من المملكة الشمالية إسرائيل، أو المشتتين في السبي؛ لأن السبي الأشوري حدث أيام أبيه الملك آحاز. وحزقيا هو أول ملك من بعد انقسام المملكة يهتم بخلاص؛ ليس فقط شعب مملكته يهوذا، بل شعب كل الأسباط ويقدم ذبائح عنهم.
ع25، 26: بعد أن طهر حزقيا بيت الرب وقدسه وقدم الذبائح للتكفير عن الشعب، استطاع أن يرتب الكهنة واللاويين المغنين ووقفوا في بيت الرب بالآلات بالموسيقية؛ ليرنموا المزامير، كما أوصى ورتب داود الملك وجاد الرائى وناثان النبي. فقد اهتم حزقيا بنظام العبادة الذي استلمه ووصل إليه من أيام داود الملك، وهذا يبين أهمية التمسك بالتقليد المقدس، أي التعاليم الشفاهية، التي وصلتنا من أيام الرسل وجميع طقوس الكنيسة.
ونرى واضحًا أنه بعد تقديم التوبة ونوال الغفران، يستطيع الإنسان أن ينطلق في تسبيح الله والتمتع بوجوده.
ع27، 28: أثناء تقديم المحرقة كان المغنون يسبحون الله والشعب يسجد أمامه والملك يقف في فرح وتمجيد الله.
وهكذا أعاد حزقيا الطقس، الذي أمر به الرب أيام موسى وهو تقديم المحرقة صباحًا ومساءًا في كل يوم.
ع29، 30: بعد تقديم الذبيحة سجد الملك وكل الشعب خضوعًا لله وإعلانًا لتمسكه بعبادته ووعدهم أن يحيوا له، كل ذلك كان من التسابيح المرفوعة من المغنين، شكرًا لله، الذي أعطاهم نعمة الوجود أمامه.
† ما أجمل أن توجد في الكنيسة وتشترك في الصلوات والتسابيح والتناول من الأسرار المقدسة، فهو أعظم شيء في الوجود. إحرص على ذلك، مهما كانت مشاكلك، فهذا عربون الملكوت ومعونتك في هذه الحياة؛ لتنجح في كل أعمالك.
31 ثُمَّ أَجَابَ حَزَقِيَّا وَقَالَ: «الآنَ مَلأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ. تَقَدَّمُوا وَأْتُوا بِذَبَائِحَ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ لِبَيْتِ الرَّبِّ». فَأَتَتِ الْجَمَاعَةُ بِذَبَائِحِ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ، وَكُلُّ سَمُوحِ الْقَلْبِ أَتَى بِمُحْرَقَاتٍ. 32 وَكَانَ عَدَدُ الْمُحْرَقَاتِ الَّتِي أَتَى بِهَا الْجَمَاعَةُ سَبْعِينَ ثَوْرًا وَمِئَةَ كَبْشٍ وَمِئَتَيْ خَرُوفٍ. كُلُّ هذِهِ مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. 33 وَالأَقْدَاسُ سِتُّ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ. 34 إِلاَّ إِنَّ الْكَهَنَةَ كَانُوا قَلِيلِينَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَسْلُخُوا كُلَّ الْمُحْرَقَاتِ، فَسَاعَدَهُمْ إِخْوَتُهُمُ اللاَّوِيُّونَ حَتَّى كَمَلَ الْعَمَلُ وَحَتَّى تَقَدَّسَ الْكَهَنَةُ. لأَنَّ اللاَّوِيِّينَ كَانُوا أَكْثَرَ اسْتِقَامَةَ قَلْبٍ مِنَ الْكَهَنَةِ فِي التَّقَدُّسِ. 35 وَأَيْضًا كَانَتِ الْمُحْرَقَاتُ كَثِيرَةً بِشَحْمِ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ وَسَكَائِبِ الْمُحْرَقَاتِ. فَاسْتَقَامَتْ خِدْمَةُ بَيْتِ الرَّبِّ. 36 وَفَرِحَ حَزَقِيَّا وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ الشَّعْبَ، لأَنَّ الأَمْرَ كَانَ بَغْتَةً.
ع31:
ملأتم أيديكم للرب: تقدستم وتكرستم لخدمة الله، بعد أن ابتعدوا عنها سنينًا كثيرة وقد يكون بعض الكهنة لم يبدأ خدمته، لأنه لم يجد فرصة للكهنوت أيام الملوك السابقين الأشرار.سموح القلب: قلب ممتلئ بالمحبة لله.
بعد أن رأى الشعب الذبائح التي قدمها حزقيا، المذكورة في (ع21)، تشجعوا ليقدموا لله هم أيضًا ذبائحًا، خاصة بعد أن أعلن لهم حزقيا، أن الكهنة قد تقدسوا وبدأوا عملهم الكهنوتى. فقدموا ذبائح وقرابين شكر لله، الذي أعطاهم نعمة عبادته في بيته، وكل من امتلأ قلبه بالمحبة قدم محرقات لله؛ لأن المحرقات تحرق كلها أمام الله ولا يأخذ منها من يقدمها شيئًا، وهذا يرمز إلى أن كل من يمتلئ قلبه بمحبة الله مستعد أن يقدم حياته كلها له، وهكذا تظهر أهمية القدوة، فقد تعلم الشعب من حزقيا، الذي قدم الذبائح وبكر إلى بيت الرب.
† ثق أن أعمالك الحسنة وسلوكك كإبن لله يؤثر فيمن حولك، أكثر من أي كلام، فأعبد الله من كل قلبك وقدم محبتك لمن حولك، فحياتك هي الإنجيل المعاش، الذي يعلن المسيح لمن حولك.
ع32: عدد الذبائح التي قدمت محرقات - أي أحرقت كلها لله - كانت كثيرة وهي سبعين ثورًا ومائة كبش ومئتى خروف، وهذا يبين أنه هناك عدد كبير من الشعب امتلأ قلبه بمحبة الله، كما ذكرنا في (ع31).
ع33: وباقى الذبائح، غير المحرقات، كانت ستمائة من البقر وثلاثة آلاف من الضأن، وهذا عدد كبير يظهر إقبال الشعب على التوبة وعبادة الله.
ع34، 35: كان عدد الكهنة قليل، لعل ذلك بسبب للبدء السريع لحزقيا الملك في تطهير بيت الرب وتقديسه، فبعض الكهنة أسرعوا للحضور إلى أورشليم والتطهر؛ استعدادًا للخدمة والباقين توانوا، أما اللاويين فكانت استجابتهم لنداء حزقيا الملك أسرع، فكانوا أكثر استقامة واهتمامًا بتجديد الخدمة في بيت الرب، لذا من أجل كثرة الذبائح وقلة الكهنة احتاج الكهنة لمساعدة اللاويين لهم في سلخ الذبائح؛ حتى يقدموها على المذبح النحاسى أمام الله.
ع36: رغم أن أمر حزقيا الملك كان مفاجئًا للكهنة واللاويين وكل الشعب أن يسرعوا لتطهير وتقديس الهيكل وإعادة العبادة فيه، لكن روح الله القدوس حرك قلوب الكثيرين من الشعب، فأتوا وقدموا ذبائح وفرحوا بعودة العبادة في الهيكل المقدس.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 30 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الثاني 28 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles2/chapter-29.html
تقصير الرابط:
tak.la/npz2v9f