← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ
(1) محاربة بعشا لآسا (ع1-6)
(2) توبيخ حناني لآسا (ع7-10)
(3) مرض آسا ونهايته (ع11-14)
1 فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا صَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا، وَبَنَى الرَّامَةَ لِكَيْلاَ يَدَعَ أَحَدًا يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا. 2 وَأَخْرَجَ آسَا فِضَّةً وَذَهَبًا مِنْ خَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَنْهَدَدَ مَلِكِ أَرَامَ السَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلًا: 3 «إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ أَبِي وَأَبِيكَ عَهْدًا. هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ لَكَ فِضَّةً وَذَهَبًا، فَتَعَالَ انْقُضْ عَهْدَكَ مَعَ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ عَنِّي». 4 فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا، وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ الْجُيُوشِ الَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبُوا عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ الْمِيَاهِ وَجَمِيعَ مَخَازِنِ مُدُنِ نَفْتَالِي. 5 فَلَمَّا سَمِعَ بَعْشَا كَفَّ عَنْ بِنَاءِ الرَّامَةِ وَتَرَكَ عَمَلَهُ. 6 فَأَخَذَ آسَا الْمَلِكُ كُلَّ يَهُوذَا، فَحَمَلُوا حِجَارَةَ الرَّامَةِ وَأَخْشَابَهَا الَّتِي بَنَى بِهَا بَعْشَا، وَبَنَى بِهَا جَبْعَ وَالْمِصْفَاةَ.
ذكرت هذه الآيات وشرحت في (1 مل15: 17-24) وهي تحدثنا عن محاولة بعشا، ملك إسرائيل مهاجمة آسا، ملك يهوذا، الذي استنجد بملك آرام، فهاجم مدن إسرائيل، فانصرف بعشا عن بناء الرامة، التي كان مزمعًا أن يضايق منها آسا.
ويضيف هنا توقيت هذه الحرب، إذ كان في السنة السادسة والثلاثين لملك آسا.
ويذكر مدينة آبل المياه، التي هي آبل بيت معكة.
ويظهر هنا أن خطية آسا واضحة وهي التجاؤه لملك آرام، بدلًا من الله، ليسنده في الحرب ضد بعشا.
عندما تمر بضيقة لا تفكر مثل أهل العالم، فتنزعج لضعف امكانياتك، وتطمئن إن وجدت معونة مادية تعتمد عليها، بل اتكل على الله واطلب معونته، ثم أعمل واجبك وهو سيبارك حتمًا خطواتك ويحفظك.
7 وَفِي ذلِكَ الزَّمَانِ جَاءَ حَنَانِي الرَّائِي إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَقَالَ لَهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ اسْتَنَدْتَ عَلَى مَلِكِ أَرَامَ وَلَمْ تَسْتَنِدْ عَلَى الرَّبِّ إِلهِكَ، لِذلِكَ قَدْ نَجَا جَيْشُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ يَدِكَ. 8 أَلَمْ يَكُنِ الْكُوشِيُّونَ وَاللُّوبِيُّونَ جَيْشًا كَثِيرًا بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّكَ اسْتَنَدْتَ عَلَى الرَّبِّ دَفَعَهُمْ لِيَدِكَ. 9 لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ، فَقَدْ حَمِقْتَ فِي هذَا حَتَّى إِنَّهُ مِنَ الآنَ تَكُونُ عَلَيْكَ حُرُوبٌ. 10 فَغَضِبَ آسَا عَلَى الرَّائِي وَوَضَعَهُ فِي السِّجْنِ، لأَنَّهُ اغْتَاظَ مِنْهُ مِنْ أَجْلِ هذَا، وَضَايَقَ آسَا بَعْضًا مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ.
ع7:
إذ سقط آسا في الاعتماد على البشر وترك الله، أرسل له الرب حنانى الرائى؛ ليوبخه وقال له: من أجل أنك استندت على ملك أرام؛ لتوقف هجوم بعشا، بدلًا من استنادك على الله، فقد خسرت شيئًا كبيرًا، وهو نجاة ملك أرام من يدك؛ إذ كانت خطة الله أن يخضعه لك، فتصير من أقوى الأمم في المنطقة التي تعيش فيها. فخطية آسا هي ضعف الإيمان والشك في الله، فقد خاف من بعشا وبدأ يبحث عمن يسنده والتجأ إلى أرام. وخوف آسا دفعه لحفر جب؛ حتى يختبئ فيه من وجه بعشا وقد أشار إليه أرميا النبي (أر41: 9).
ع8: ذكر حناني آسا الملك، بأن الله قد دفع ليده جيش زارح الكبير جدًا والمسلح بمركبات وأسلحة مختلفة؛ لأنه استند على الله، فلم يهمه قوة الكوشيين واللوبيين، الذين مع زارح. وهنا توبيخ واضح؛ لماذا يا آسا رجعت عن إيمانك واتكالك على الله؛ الذي سلكت به مع زارح، ثم تركته مع بعشا؟!..
ع9:
أوضح حنانى لآسا أن الله فاحص القلوب والكلى ويبحث عن أولاده المؤمنين به؛ ليشددهم ويقويهم أمام كل الضيقات التي تقابلهم، ولكن لأنك تركت يا آسا إيمانك، فالله سيعاقبك، بقيام حروب عليك من أعدائك.
ع10: للأسف لم يخضع آسا لصوت الله، فيتوب عن خطيته، بل على العكس عاقب حنانى الرائى، الذي أبلغه بكلام الله، فألقاه في السجن، ليكتم صوت الله، أي صوت حنانى. وضايق المؤمنين بالله، الذين أيدوا حنانى وحاولوا دفع آسا للتوبة، فأساء إليهم بدلًا من أن يشكرهم.
اقبل صوت الله على فم من يعاتبك ولا تتضايق منه من أجل كبريائك، فالله من محبته أرسل لك هؤلاء؛ لتتوب ولا تهلك في العذاب الأبدي.
وبهذا نجد أن آسا قد سقط في مجموعة خطايا هي:
ضعف إيمانه وعدم التجائه لله.
الخوف من البشر، أي من بعشا.
الالتجاء إلى ملك وثني هو ملك آرام، بدلًا من الله.
دفع رشوة لآرام من الفضة والذهب من بيت الرب، بدلًا من أن يضيف إلى خزينة بيت الرب، من الغنائم التي يحصل عليها من انتصاراته على أعدائه بقوة الله، كما حدث عندما انتصر على زارح وأخذ غنائم كثيرة منه.
شجع ملك آرام على ارتكاب خطية وهي نقض عهده مع بعشا.
جعل ملك وثني يحارب أبناء عمومته وهم مملكة إسرائيل، وبهذا تكون مملكته أيضا معرضة لخطر ملك آرام، الذي يمكن أن ينقض عهده في أي وقت معه.
رفض أن يخضع لكلام الله على يد حنانى.
أساء إلى من يعلن له الحق وهو حنانى وعدد من المؤمنين في مملكته، الذين ضايقهم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 وَأُمُورُ آسَا الأُولَى وَالأَخِيرَةُ، هَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ الْمُلُوكِ لِيَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. 12 وَمَرِضَ آسَا فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ مِنْ مُلْكِهِ فِي رِجْلَيْهِ حَتَّى اشْتَدَّ مَرَضُهُ، وَفِي مَرَضِهِ أَيْضًا لَمْ يَطْلُبِ الرَّبَّ بَلِ الأَطِبَّاءَ. 13 ثُمَّ اضْطَجَعَ آسَا مَعَ آبَائِهِ وَمَاتَ فِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ وَالأَرْبَعِينَ لِمُلْكِهِ، 14 فَدَفَنُوهُ فِي قُبُورِهِ الَّتِي حَفَرَهَا لِنَفْسِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَأَضْجَعُوهُ فِي سَرِيرٍ كَانَ مَمْلُوًّا أَطْيَابًا وَأَصْنَافًا عَطِرَةً حَسَبَ صِنَاعَةِ الْعِطَارَةِ. وَأَحْرَقُوا لَهُ حَرِيقَةً عَظِيمَةً جِدًّا.
ذكرت هذه الآيات باختصار وشرحت في (1 مل15: 23، 24) ويضيف هنا ما يلي:
زمن إصابة آسا بالمرض كان في العام التاسع والثلاثين لملكه (ع12).
لم يطلب آسا الله ليشفيه، بل التجأ إلى الأطباء (ع12)، فهذا إصرار على عدم الإيمان والاتكال على البشر. ولو كان قد صلى إلى الله واستشار الأطباء، لكان الله قد باركه وشفاه. ولعله لجأ إلى السحرة، ليشفوه من مرضه. وقد يكون ضرب الله له بالمرض، هو أحد الحروب والضيقات، التي سمح الله له بها؛ لعله يتوب، ولكنه لم يتب ولم يلتجئ إلى الله، وهذه الحروب كان قد أنبأه بها حنانى الرائى (ع9).
إن آسا قيد حنانى وألقاه في السجن، فقيده الله بالمرض في رجليه وأصبح غير قادر على الحركة الطبيعية. فالله يعاقب بنفس نوع الخطية، لعل الإنسان يتوب وينتبه لخطيته.
اهتم آسا بإعداد وحفر مجموعة قبور؛ ليدفن في أحدها وقد دُفن فيها (ع14).
في (ع14) أظهر شعب آسا محبتهم وتقديرهم له في أمرين:
أ - أعدوا له سريرًا ملأوه بالأطياب ووضعوا جسده عليه.
ب - عملوا له حريقة عظيمة؛ لإظهار حزنهم وتقديرهم لعظمته.
ما سبق يبين أن آسا كان من الملوك الصالحين، وإن كان قد أخطأ في نهاية حياته وعاقبه الله بالمرض ولكن من الممكن أن يكون قد تاب، والله لا ينسى تعبه ومحبته.
ليتك تقدر أتعاب الآخرين، فتمدحهم وتكرمهم؛ لتثبت وتعظم المبادئ والقيم، وتشجع الآخرين على الثبات فيها، وهذا يشجعك أنت نفسك على التمسك بالفضيلة.
ملحوظة: أنظر حياة آسا في نهاية هذا الكتاب.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 17 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الثاني 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles2/chapter-16.html
تقصير الرابط:
tak.la/6rb2q5k