← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ
(1) تحذيرات عزريا (ع1-7)
(2) استجابة آسا (ع8-19)
1 وَكَانَ رُوحُ اللهِ عَلَى عَزَرْيَا بْنِ عُودِيدَ، 2 فَخَرَجَ لِلِقَاءِ آسَا وَقَالَ لَهُ: «اسْمَعُوا لِي يَا آسَا وَجَمِيعَ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ. الرَّبُّ مَعَكُمْ مَا كُنْتُمْ مَعَهُ، وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ. 3 وَلإِسْرَائِيلَ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ بِلاَ إِلهٍ حَقّ وَبِلاَ كَاهِنٍ مُعَلِّمٍ وَبِلاَ شَرِيعَةٍ. 4 وَلكِنْ لَمَّا رَجَعُوا عِنْدَمَا تَضَايَقُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ وَطَلَبُوهُ وُجِدَ لَهُمْ. 5 وَفِي تِلْكَ الأَزْمَانِ لَمْ يَكُنْ أَمَانٌ لِلْخَارِجِ وَلاَ لِلدَّاخِلِ، لأَنَّ اضْطِرَابَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرَاضِي. 6 فَأُفْنِيَتْ أُمَّةٌ بِأُمَّةٍ وَمَدِينَةٌ بِمَدِينَةٍ، لأَنَّ اللهَ أَزْعَجَهُمْ بِكُلِّ ضِيق. 7 فَتَشَدَّدُوا أَنْتُمْ وَلاَ تَرْتَخِ أَيْدِيكُمْ لأَنَّ لِعَمَلِكُمْ أَجْرًا».
حل روح الله على نبى اسمه عزريا، وعلى أبيه عوديد، وأمرهما أن يذهبا للقاء آسا وشعب مملكة يهوذا. وهنا نرى حلول الروح القدس في العهد القديم مؤقتًا؛ لإتمام عمل إلهى، وهو هنا إعلان نبوة وتشديد النبى؛ ليواجه بشجاعة الملك وكل الشعب، أما في العهد الجديد، فالروح القدس يحل حلولًا دائمًا في المؤمنين، من خلال سر الميرون. وإن كان قد حل هنا؛ ليكون الكلام كله بدقة لله، فخضوعنا في العهد الجديد للروح القدس يجعل كلامنا وأعمالنا من الله.
وقف عزريا وقال لآسا وشعب سبطى يهوذا وبنيامين، أن الله معهم، بشرط أن يظلوا متمسكين به، ولكن إن ابتعدوا عنه، فسيتخلى عنهم، أى أن إرادة الإنسان ضرورية لخلاصه وتمتعه برعاية الله.
ونلاحظ التوقيت الذي اختاره الله لإرسال عزريا، أى بعد انتصار شعبه على زارح الكوشي؛ حتى لا ينشغلوا بالنصرة والغنائم، فيتكبروا وينسوا الله، فيهاجمهم إبليس ويسقطهم، فدوام النصرة مرتبط بدوام الالتصاق بالله والاتكال عليه.
ع3-6: يذكر عزريا النبي الشعب بأن بنى إسرائيل مرت عليهم أيام كثيرة أهملوا فيها عبادة الله، وكهنتهم وتعاليمهم وكذلك وصايا الله وشريعته. وذلك كان واضحًا أيام عصر القضاة وتكرر في أوقات مختلفة، مثل أيام شاول الملك وكذلك العشرة أسباط، عندما انشقوا على يد يربعام. وكلام النبى ينطبق على أية فترة يبتعد فيها شعب الله عنه.
وعندما ترك الشعب الله، ضايقهم أعداؤهم، فصرخوا إلى الله، الذي أسرع إليهم وأنقذهم، معلنًا انهم شعبه وتحت رعايته.
تقلب الشعب بين عبادة الله وإهمالها، ففقدوا رعاية الله، وبالتالي الطمأنينة والأمان، فكانوا معرضين كثيرًا لهجمات الأعداء؛ بالإضافة إلى النزاعات والمشاكل الداخلية بين الشعب، فلم يكن لهم راحة، أو سلام؛ ومن أجل شرور شعب الله، سمح لهم أن تقوم عليهم أمم كثيرة، فقتلت منهم الكثيرين، بل واستعبدوهم وأذلوهم، أي أن الله سمح للأشرار أن يضايقوا شعبه؛ حتى يتوبوا ويرجعوا إليه، فلا يهلكوا.
ع7: خلاصة النبوة وغرضها أعلنه عزريا للشعب، أن يتقووا في الرب؛ ليتخلصوا من الشر ويعملوا الخير ويعبدوا الله، فيكافئهم الله مكافآت عظيمة في هذا الدهر وفى الدهر الآتي.
تمسك بقانونك الروحي وعبادتك لله، مهما كان مشاغلك، أو المشاكل التي تمر بها، بهذا تضمن رعاية الله ومساندته لك، بل ويحارب عنك ويمتعك بعشرته.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
8 فَلَمَّا سَمِعَ آسَا هذَا الْكَلاَمَ وَنُبُوَّةَ عُودِيدَ النَّبِيِّ، تَشَدَّدَ وَنَزَعَ الرَّجَاسَاتِ مِنْ كُلِّ أَرْضِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَمِنَ الْمُدُنِ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، وَجَدَّدَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الَّذِي أَمَامَ رِوَاقِ الرَّبِّ. 9 وَجَمَعَ كُلَّ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَالْغُرَبَاءَ مَعَهُمْ مِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَمِنْ شِمْعُونَ، لأَنَّهُمْ سَقَطُوا إِلَيْهِ مِنْ إِسْرَائِيلَ بِكَثْرَةٍ حِينَ رَأَوْا أَنَّ الرَّبَّ إِلهَهُ مَعَهُ. 10 فَاجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةَ عَشَرَةَ لِمُلْكِ آسَا، 11 وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي جَلَبُوا سَبْعَ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ. 12 وَدَخَلُوا فِي عَهْدٍ أَنْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ. 13 حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. 14 وَحَلَفُوا لِلرَّبِّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَهُتَافٍ وَبِأَبْوَاق وَقُرُونٍ. 15 وَفَرِحَ كُلُّ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ الْحَلْفِ، لأَنَّهُمْ حَلَفُوا بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ، وَطَلَبُوهُ بِكُلِّ رِضَاهُمْ فَوُجِدَ لَهُمْ، وَأَرَاحَهُمُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. 16 حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّ آسَا الْمَلِكِ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً لأَنَّهَا عَمِلَتْ لِسَارِيَةٍ تِمْثَالًا، وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَدَقَّهُ وَأَحْرَقَهُ فِي وَادِي قَدْرُونَ. 17 وَأَمَّا الْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ. إِلاَّ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا كُلَّ أَيَّامِهِ. 18 وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ وَأَقْدَاسَهُ إِلَى بَيْتِ اللهِ مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالآنِيَةِ. 19 وَلَمْ تَكُنْ حَرْبٌ إِلَى السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا.
ع8:
استجاب آسا بسرعة لكلام الله على فم عوديد النبي وابنه عزريا، فأزال المذابح الوثنية، التي كان قد بدأ في إزالتها في بداية ملكه، سواء من أراضي سبطى يهوذا وبنيامين، أو كذلك من المدن التي استولى عليها من إسرائيل، التي تقع شمال مملكة يهوذا في جبل أفرايم. وقد تكون هي المدن التي استولى عليها أبوه أبيا (2 أخ 13: 19). هذا هو الإصلاح الأول من سلسلة إصلاحات آسا.الإصلاح الثاني من إصلاحات آسا، هو تجديد مذبح الرب الذي أمام الرواق، أي الفناء الموجود في الهيكل، وهذا المذبح هو المذبح النحاسى، ولعله تهدم، أو حدثت به بعض التلفيات أثناء فترة إهمال العبادة في الهيكل، أيام رحبعام وأبيا، وهي فترة خمسة وثلاثين عامًا (17 سنة حكم رحبعام + 3 سنوات حكم أبيا + 15 سنة من بداية حكم آسا حتى هذا الوقت (ع10)).
ع9:
الإصلاح الثالث هو جمع شمل المؤمنين، ليس فقط في مملكة يهوذا، بل أيضًا الذين في مملكة إسرائيل، أى الأسباط العشرة، الذين سمعوا بتجديد عبادة الله في هيكله، فتركوا بلادهم وأتوا إلى أورشليم، ليشاركوا في عبادة الله وشجعوا أخوتهم الذين في مملكة يهوذا.ما أجمل أن تبحث عن المحبين لله؛ لتصادقهم، فتتشجع بهم وتشجعهم على عبادة الله، يضاف إلى هذا أهمية صداقتك مع القديسين، الذين أكملوا جهادهم على الأرض ويحيون في محبة الله. إن كل هذا يدفعك خطوات كبيرة في طريق الملكوت.
الإصلاح الرابع الذي قام به آسا، هو تقديم عبادة وحب لله بوفرة، إذ لم يتعلق آسا وشعبه بالغنائم التي جلبوها من زارح الكوشي، بل قدموا منها على مذبح الله سبع مئة من البقر وسبعة آلاف من الغنم. وهكذا تتجدد صورة المحبة الشديدة التي قدمها سليمان، عند تدشين هيكل الله (2 أخ 7: 5).
الإصلاح الخامس هو قطع العهد مع الله أن يطلبوه بكل قلوبهم، أي لا يطلبوا شيئًا من الآلهة الوثنية ولا يعتمدوا على قوتهم الذاتية، ومن لا يطلب الرب ويلتجئ إلى الأوثان يقتل. ونلاحظ هنا تكرار طلب آسا للرب في سفر الأخبار الأيام الثاني من (2 أخ 14-16) والتي تحوي ثمانية وأربعين آية، إذ يتكرر فيها طلب الرب خمس مرات وهذا يبين اهتمام آسا بالصلاة والالتجاء إلى الله.
وأقسم الشعب لله أن يعبدوه ويطلبوه وحده، بل هتفوا واستخدموا الأبواق والقرون معلنين، إيمانهم بالله وتمسكهم به.
وفرحوا جدًا بهذا القسم والعهد؛ لأنهم طلبوا الله بإرادتهم بكل قلوبهم، أي لم يضغط عليهم الملك في هذا العهد. وهذا يبين اهتمام الله بالإرادة الإنسانية، فاستجاب لهم الله وشعروا بحضوره معهم وبركته وأعطاهم راحة من هجمات الأعداء وسلام في قلوبهم.
ع16-18: ذكرت هذه الآيات وشرحت في (1 مل15: 13-15) ونرى فيها الإصلاح السادس لآسا، وهو عزل الملكة معكة وتحطيم تمثالها وساريتها، فقد اهتم بإصلاح القصر الملكى، أي بيته ونرى تمكسه بالله أكثر من اهتمامه بعلاقاته العائلية "فينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع5: 29) وهذه شجاعة كبيرة؛ لأن معكة كانت قوية الشخصية ومسيطرة.
ع19: من أجل صلاح آسا وإصلاحاته باركه الله، فقضى خمسة وثلاثين عامًا من ملكه في راحة، وهي فترة طويلة، تظهر محبة الله له. وهنا يشبه آسا سليمان جده، الذي اهتم ببناء هيكل الله، فأعطاه راحة وأخضع الأمم له، كما يقول الكتاب المقدس "إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضًا يسالمونه" (أم16: 7).
يشهد الكتاب المقدس هنا أن قلب آسا كان كاملًا أمام الله (ع17)، فيعتبر من الملوك الصالحين، ولكنه لم يكن مثل قلب داود أبيه (1 مل15: 3)، فداود هو المقياس الكامل لمحبة الله، فآسا سار على طريق كمال داود ولكن بمقدار وداود كان كاملًا ولكنه إنسان له أخطاؤه، مثل خطية أوريا الحثى (2 صم12: 9) وإحصاء الشعب (2 صم24)، فهو أفضل ملك ظهر على عرش بني إسرائيل، فعندما أخطأ تاب، فغفر له الله، أما آسا فسار في طرق الكمال ولكن توبته لم تكن كاملة، فقد سمع لعوديد وعزريا ولكنه لم يسمع لحنانى الرائى (2 أخ 16).
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 16 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الثاني 14 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles2/chapter-15.html
تقصير الرابط:
tak.la/4f8rqaf