← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37
الأَصْحَاحُ العِشْرُونَ
(1) موآب وبنو عمون يحاولون محاربة يهوشافاط (ع1، 2)
(2) صلاة يهوشافاط (ع3-13)
(3) نبوة يحزئيل (ع14-19)
(4) الانتصار على موآب وبني عمون وآدوم (ع20-24)
(5) نهب الغنائم وتسبيح الله (ع25-30)
(6) ملخص حياة يهوشافاط (ع31-37)
1 ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أَتَى بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْعَمُّونِيُّونَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ. 2 فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ قَائِلِينَ: «قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ الْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ». هِيَ عَيْنُ جَدْيٍ.
ع1: موآب
: هم نسل لوط من ابنته الكبرى، وسكنوا شرق البحر الميت وكانوا في عداء معظم أيامهم مع شعب الله.بنو عمون: هم نسل لوط من ابنته الصغرى وسكنوا شمال موآب، شرق نهر الأردن وكانوا في عداء معظم أيامهم مع شعب الله.
المعونيون: غالبًا المقصود العمونيون، كما في الترجمة اليسوعية، وهم بعض قبائل الأدوميين، الذين سكنوا جبل ساعير، وهم نسل عيسو (آدوم)، وسكنوا جنوب مملكة يهوذا.
بعد إصلاحات يهوشافاط ورجوعه بكل قلبه إلى الله وإصلاحاته، أثار الشيطان عليه الأمم المحيطة وسمح الله بهذا؛ ليتمجد فيه، فقام عليه الموآبيون وبنى عمون، الساكنين شرق بلاد اليهود وكذلك الأدوميين، الساكنين جنوب بلادهم، أي اتحدوا جميعًا لمحاربة مملكة يهوذا. ولم تُذكر أسباب لهجوم الأعداء، ولعل السبب هو طمعهم في غنى مملكة يهوذا.
ع2: حصون ثامار
: الإسم القديم لعين جدى، التي تقع في مملكة يهوذا، غرب البحر الميت وبالقرب منه.أخبر حرس يهوشافاط بتحركات عسكرية للموآبيين وبنى عمون وآدوم، وأنهم اجتمعوا في عين جدى، أي جنوب مملكة يهوذا، وهذا معناه تحرك جيوش موآب وبنى عمون إلى جنوب مملكة يهوذا؛ ليتحدوا بجيوش الآدوميين ويجتمعوا للحرب هناك.
وكلمة آرام، المذكورة هنا، المقصود بها آدوم، كما في الترجمة اليسوعية.
† لا تنزعج من مؤامرات الأشرار، فالله لا يسمح لهم بالإساءة إليك، إلا بالمقدار الذي تتحمله، ويعطيك القدرة للانتصار عليهم، فيتمجد فيك وتثبت في إيمانك.
3 فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ الرَّبَّ، وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. 4 وَاجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. جَاءُوا أَيْضًا مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. 5 فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ أَمَامَ الدَّارِ الْجَدِيدَةِ 6 وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ 7 أَلَسْتَ أَنْتَ إِلهَنَا الَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هذِهِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى الأَبَدِ؟ 8 فَسَكَنُوا فِيهَا وَبَنَوْا لَكَ فِيهَا مَقْدِسًا لاسْمِكَ قَائِلِينَ: 9 إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا شَرٌّ، سَيْفٌ قَضَاءٌ أَوْ وَبَأٌ أَوْ جُوعٌ، وَوَقَفْنَا أَمَامَ هذَا الْبَيْتِ وَأَمَامَكَ، لأَنَّ اسْمَكَ فِي هذَا الْبَيْتِ، وَصَرَخْنَا إِلَيْكَ مِنْ ضِيقِنَا فَإِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُخَلِّصُ. 10 وَالآنَ هُوَذَا بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ وَجَبَلُ سَاعِيرَ، الَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ حِينَ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ مَالُوا عَنْهُمْ وَلَمْ يُهْلِكُوهُمْ، 11 فَهُوَذَا هُمْ يُكَافِئُونَنَا بِمَجِيئِهِمْ لِطَرْدِنَا مِنْ مُلْكِكَ الَّذِي مَلَّكْتَنَا إِيَّاهُ. 12 يَا إِلهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا». 13 وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَاقِفِينَ أَمَامَ الرَّبِّ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ.
ع3:
عندما علم يهوشافاط باستعداد أعدائه لمحاربته، لم ينزعج واتجه إلى الله؛ كما علمه ياهو بن حنانى، فلم يحاول الالتجاء للبشر، ليتحالف معهم (2 أخ 19: 2)، فقد خاف الله؛ لذا لم يخف من البشر، إذ شعر أن قوة الله فوق كل قوة واتجه إليه بالصلاة.قرن يهوشافاط صلاته بالصوم، فنادى بصوم جماعى لكل مملكة يهوذا ورفع صلاة عن شعبه أمام الله، لأن الملك هنا يمثل الشعب كله.
† إن كلام الله واضح؛ أن جنس الشيطان لا يقوى على الصلاة والصوم. لذا في كل ضيقاتك، التجئ إلى الصلاة والصوم؛ لتعلن تجردك أمام الله وحاجتك إليه وحده؛ فتجد معونة تفوق كل تخيل، تساندك من الله.
ع4: عندما علم الشعب من مملكة يهوذا بالصوم الجماعى والصلاة، حضروا إلى أورشليم، إلى هيكل الله، ليرفعوا صلاة وصوم أمامه،واثقين من وعوده، التي أعلنها، أنه أمام أي هجوم للأعداء، إذا رفعوا قلوبهم للصلاة أمامه، فإنه حتمًا سيتدخل وينقذهم (تث20: 4، 1 مل8: 44، 45).
ع5: اجتمع شعب مملكة يهوذا في دار جديدة أُنشئت بالهيكل، لعل آسا أبا يهوشافاط هو الذي أعدها، أو جددها (2 أخ 15: 8)، وقد تكون هي الدار العظمى، أي الكبيرة، التي في الهيكل، ووقف يهوشافاط أمامهم؛ ليصلى نائبًا عنهم أمام الله؛ حتى ينقذهم من أعدائهم.
ع6: بدأ يهوشافاط صلاته بتمجيد الله، الذي له السلطان على السماء والأرض، وكل الممالك تخضع له، لأن له القوة الكاملة ولا يستطع أحد أن يقاومه.
ع7: خليل
: صديق.يُذكِّر يهوشافاط الله، بأنه قد طرد الأمم الوثنية من أرض كنعان، ووهب أرضهم لشعبه، نسل صديقه إبراهيم، فهو يُذكر الله برعايته ومحبته لشعبه، ويذكره أيضًا بحبيبه ابراهيم؛ ليتشفع به، ليرحمهم الله وينقذهم من أعدائهم.
ويقول لله أن عهوده ثابتة إلى الأبد "أعطيتها ... إلى الأبد"، لذا يترجاه أن يتدخل؛ ليصد عنهم الأعداء.
ع8، 9: يُذكِّر الله، بأن شعبه قد بنى هيكلًا له في أرض كنعان، وأنه قد وعد سليمان -عندما بنى هذا الهيكل- بأنه إذا حل بهم سيف قضاء، أي هجوم من الأعداء، أو أية ضيقة، مثل الجوع والوبأ، فإنه سيتدخل سريعًا وينقذ شعبه.
: أى الآدوميين.
أعلن يهوشافاط لله خطورة هجوم جيش كبير من تحالف موآب وبنى عمون وآدوم والذين أوصى الله شعبه - عند دخوله لتملك أرض كنعان - ألا يهاجموهم، بل يدورون حول بلادهم؛ لأنهم أبناء عمومتهم (تث2: 5-7). ولكن للأسف لم يحفظ هؤلاء الأعداء جميل شعب الله معهم وهجموا عليهم ليطردوهم من ملكهم؛ لذا يطالب يهوشافاط الله أن ينقذهم من هؤلاء الأشرار المعتدين. وأن هذه الأرض، أرض كنعان، قد وهبها الله لشعبه، فمحاولة الموآبيين ومن معهم طرد شعب الله منها هو تحدى ومقاومة لله، واهب الأرض، وبالتالي يلزم تدخل الله؛ لإنقاذ شعبه وتثبيتهم في أرضهم.
ع12: حدد يهوشافاط طلبته من الله وهي التدخل؛ لينقذ شعبه من أعدائهم، وأعلن لله ما يلي:
أ - ضعف شعبه أمام قوة الأعداء، أي احتياج شعبه الشديد لله، وواضح من هذا عدم اتكال يهوشافاط على جنوده الكثيرة، التي تجاوزت المليون (2 أخ 17: 14-18)، بل اعتماده على الله فقط، ولم نسمع أن يهوشافاط اهتم بتجهيز جيوشه، ولكنه اهتم بالصلاة؛ لينال معونة الله.
ب - اعلن أن رجاء شعبه الوحيد هو الله؛ إذ قال في اتضاع أن أعيننا نحوك، أي لتنقذنا.
ع13: كان كل الشعب، رجالًا ونساءً وأطفالًا في مملكة يهوذا، مجتمعون في أورشليم، يسمعون كلمات صلاة يهوشافاط وقلوبهم متعلقة بالله، ومن أجل هذا الاتضاع والالتجاء لله، يتدخل الرب وينقذ شعبه ويستجيب لصلواتهم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
14 وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ بَنَايَا بْنِ يَعِيئِيلَ بْنِ مَتَّنِيَّا اللاَّوِيِّ مِنْ بَنِي آسَافَ، كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، 15 فَقَالَ: «اصْغَوْا يَا جَمِيعَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، وَأَيُّهَا الْمَلِكُ يَهُوشَافَاطُ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ، لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ للهِ. 16 غَدًا انْزِلُوا عَلَيْهِمْ. هُوَذَا هُمْ صَاعِدُونَ فِي عَقَبَةِ صِيصَ فَتَجِدُوهُمْ فِي أَقْصَى الْوَادِي أَمَامَ بَرِّيَّةِ يَرُوئِيلَ. 17 لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هذِهِ. قِفُوا اثْبُتُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَدًا اخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَالرَّبُّ مَعَكُمْ». 18 فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ الرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ. 19 فَقَامَ اللاَّوِيُّونَ مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي الْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدًّا.
استجاب الله سريعًا لصلاة يهوشوفاط، فحل روح الله على أحد اللاويين وهو يحزئيل، فدعا الشعب والملك ووقف في وسطهم وطلب منهم أن ينصتوا لكلام الله، الذي سينطق به، وبشرهم بأن الله سيقود الحرب، فلا يخافوا من الأعداء لكثرتهم، فلن يحاربوهم، بل الله هو الذي سيحاربهم.
ع16: عقبة صيص
: برية تمتد من غرب البحر الميت إلى جبال يهوذا.برية يروئيل: صحراء بجوار عقبة صيص.
أمرهم الله -على فم يحزئيل- أن يتقدم جيشهم في اليوم التالي إلى عقبة صيص، فيجدوا الأعداء صاعدين إليهم في أقصى هذه البرية. وهكذا يُظهر شعب الله أنه شجاع ونازل لمواجهة الأعداء، مع أن الحقيقة أن الله هو الذي سيحارب عنهم، فشجاعتهم مستمدة من إيمانهم بالله، الذي استجاب بسرعة لصلاتهم وصومهم، فأمرهم بمواجهة الأعداء في اليوم التالي.
ع17: طمأنهم الرب - على فم يحزئيل - بأنهم لن يحاربوا، بل يقفوا في ثبات وشجاعة؛ لينظروا الرب الذي يحارب عنهم ولا يخافوا من الأعداء؛ لأن الله معهم. وواضح أنهم لن يأخذوا أسلحة، بل هم مشاهدين فقط لعمل الله ونصرته، التي ستتم. وقد أخذوا معهم فقط مغنين لتسبيح الله؛ لإيمانهم بحتمية تنفيذ كلام الله.
وهكذا نرى أن من يخاف الله ويلتجئ إليه بالصلاة والصوم لا يخاف ولا ينزعج من أي عدو؛ لأن مخافة الله تطرد الخوف من الناس والعكس صحيح، فمن لا يخاف الله يرتعد من الناس.
† إذا خفت من أي مشاكل تمر بك التجئ سريعًا إلى الله وثق أنه قادر أن يطمئنك ويدافع عنك، فلا تنزعج من تهديدات، أو قوة من يحاول الإساءة إليك. آمن فتخلص.
ع18: فرح يهوشافاط وكل الشعب بعظمة البشرى، فسجدوا جميعًا أمام الرب، شاكرين محبته ورعايته، معلنين خضوعهم وطاعتهم لكل ما قاله وإيمانهم بقوته، القادرة أن تسحق الأعداء، دون أن يتحركوا، أو يعملوا شيئًا، ولعلهم تذكروا كلام الله مع شعبه، أيام موسى، قبل عبورهم البحر الأحمر (خر14: 13).
ع19: عبَّر الشعب عن فرحته وشكره، بقيام اللاويين، من بنى قهات وبنى قورح، بتسبيح الله وشكره وتمجيده.
20 وَبَكَّرُوا صَبَاحًا وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ تَقُوعَ. وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ وَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا». 21 وَلَمَّا اسْتَشَارَ الشَّعْبَ أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ الْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: «احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». 22 وَلَمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِير الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا. 23 وَقَامَ بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ عَلَى سُكَّانِ جَبَلِ سِعِير لِيُحَرِّمُوهُمْ وَيُهْلِكُوهُمْ. وَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ سُكَّانِ سِعِير سَاعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى إِهْلاَكِ بَعْضٍ. 24 وَلَمَّا جَاءَ يَهُوذَا إِلَى الْمَرْقَبِ فِي الْبَرِّيَّةِ تَطَلَّعُوا نَحْوَ الْجُمْهُورِ وَإِذَا هُمْ جُثَثٌ سَاقِطَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَلَمْ يَنْفَلِتْ أَحَدٌ.
ع20: برية تقوع
: تقع جنوب شرق أورشليم على بعد حوالي 10 كم.أطاع الشعب وأسرع باكر اليوم التالي وخرجوا للقاء الأعداء، عند برية تقوع، ومعهم ملكهم يهوشافاط، الذي وقف بينهم، لا ليعدهم للمحاربة، مثل أي ملك، أو قائد جيش عند مواجهة الأعداء، بل ليعظهم ويثبتهم في الإيمان بالله، فبه ينالون الطمأنينة والنجاح والانتصار في الحرب، دون أي مجهود. وأكد عليهم ضرورة الإيمان بكل ما قاله نبى الله يحزئيل.
ع21: العجيب في هذه الحرب أن يتقدم جيش الله، ليس الجنود ذوى الخبرة والمهارة الحربية، بل مجموعة من المغنين، يسبحون الله من أجل مراحمه الكثيرة، كما نسبحه اليوم، في الهوس الثاني، في تسبحة الكنيسة.
وقد استشار يهوشافاط رؤساء الشعب؛ لتشجيع الجيش، في أن يتقدم الجيش مجموعة من المغنيين؛ حتى يقودوا الشعب في شكر الله، فيثبتوا إيمانهم.
ع22: أكمنة
: جمع كمين، وهي مجموعة من الجنود، مختبئة، تفاجئ الجيش بالهجوم عليه.عندما بدأ تسبيح شعب الله وتثبت إيمانه، تدخل الله بطريقة معجزية، فتحركت أكمنة من الجنود على جيوش الأعداء وهذه الأكمنة لا ندرى أفرادها، فقد يكونوا من الملائكة، أو أن الأعداء اختلفوا معًا، فقامت أكمنة منهم على بعضهم البعض، أي انقسموا فهاجموا وأفنوا بعضهم البعض.
والله لم يذكر نوع الأكمنة لنا هنا؛ ليؤكد على أهمية الإيمان؛ حتى لو لم نعرف ماذا سيفعل الله بالتحديد.
† آمن بالله مهما كان الحل مستحيلًا والأمور معقدة؛ لأنه قادر أن يخلصك بأمور لا تخطر على بالك، اتكل عليه واطلبه واتركه يعمل ما يراه.
ع23: يحرموهم
: يقتلونهم.يخبرنا هنا بأن جيوش الأعداء قامت على بعضها، فحارب الموآبيون والعمونيون الآدوميين وأهلكوهم، ثم حارب الموآبيون وبنو عمون بعضهم البعض، فهلكوا جميعًا.
ع24: المرقب
: المكان الذي يراقبون منه الأعداء عن بعد.تقدم شعب الله نحو الوادى، الذي اجتمع فيه الأعداء، فوجدهم جميعًا جثثًا ملقاة على الأرض، أي هلكوا جميعًا.
25 فَأَتَى يَهُوشَافَاطُ وَشَعْبُهُ لِنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، فَوَجَدُوا بَيْنَهُمْ أَمْوَالًا وَجُثَثًا وَأَمْتِعَةً ثَمِينَةً بِكَثْرَةٍ، فَأَخَذُوهَا لأَنْفُسِهِمْ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَحْمِلُوهَا. وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ الْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً. 26 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابعِ اجْتَمَعُوا فِي وَادِي بَرَكَةَ، لأَنَّهُمْ هُنَاكَ بَارَكُوا الرَّبَّ، لِذلِكَ دَعَوْا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «وَادِي بَرَكَةَ» إِلَى الْيَوْمِ. 27 ثُمَّ ارْتَدَّ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَيَهُوشَافَاطُ بِرَأْسِهِمْ لِيَرْجِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ، لأَنَّ الرَّبَّ فَرَّحَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. 28 وَدَخَلُوا أُورُشَلِيمَ بِالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ وَالأَبْوَاقِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 29 وَكَانَتْ هَيْبَةُ اللهِ عَلَى كُلِّ مَمَالِكِ الأَرَاضِي حِينَ سَمِعُوا أَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ أَعْدَاءَ إِسْرَائِيلَ. 30 وَاسْتَرَاحَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوشَافَاطَ، وَأَرَاحَهُ إِلهُهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
ع25:
تقدم يهوشافاط الملك ومعه جيشه نحو الجثث الملقاة في الوادى، فوجدوا غنائم كثيرة من الأموال والأمتعة الثمينة، استمروا يجمعونها لمدة ثلاثة أيام.
ع26: بعد أن جمع الشعب الغنائم، اجتمعوا في وادي على بعد ثلاثة عشر كيلومترًا جنوب بيت لحم، ووقفوا يسبحون الله ويباركونه، فدعوا اسم هذا الوادى وادي بركة؛ لأنهم باركوا الله فيه.
ع27: بعد هذا، عاد يهوشافاط وجيشه بفرح عظيم إلى أورشليم؛ لأن الله نصرهم على أعدائهم بقوته الإلهية، دون أن يحاربوهم وأخذوا منهم غنائم كثيرة.
ع28: وأسرعوا عند دخولهم إلى أورشليم، إلى هيكل الله، وكان يقود الموكب المغنون المسبحون الله بالآلات الموسيقية، مثل الرباب والعيدان والأبواق.
† اهتم يهوشافاط، ليس بتسبيح الله قبل المعركة فقط، بل بعد انتصار الله عليهم وإهلاكهم بعضهم لبعض، فشكر الله وتسبيحه أقل شيء نقدمه له، بعد رعايته وحمايته لنا. تعود الشكر في صلواتك كل يوم، فتشكره على كل ما يعمله معك، سواء الأمور الكبيرة، أو الصغيرة.
ع29، 30: بعد هلاك الجيوش المتحالفة ضد شعب الله، سمعت الأمم، فخافوا الله وشعبه. ولم يحاول أحدهم محاربة شعب الله بعد هذا، فعاشت مملكة يهوذا في أمان وراحة أيام يهوشافاط، من أجل إيمانهم وتقواهم.
31 وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ عَلَى يَهُوذَا. كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي. 32 وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ آسَا وَلَمْ يَحِدْ عَنْهَا إِذْ عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 33 إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لَمْ يُعِدُّوا بَعْدُ قُلُوبَهُمْ لإِلهِ آبَائِهِمْ. 34 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 35 ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. 36 فَاتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ السُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. 37 وَتَنَبَّأَ أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو مِنْ مَرِيشَةَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ قَائِلًا: «لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ». فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ السَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ.
ذكرت هذه الآيات وشرحت في (1 مل22: 42-43) ويوضح فيها أن يهوشافاط سار مع الب، مثل آسا أبيه ويضيف هنا، أن الشعب، رغم إيمانه وتقواه، لم يكن كاملًا في قلبه مع الله، إذ كان ما زال يقدم عبادة لله على المرتفعات وليس في هيكله بأورشليم. وهناك احتمال، أن يكونوا قد قدموا عبادة للأوثان على هذه المرتفعات، بدليل أن يهوشافاط اتحد بعد ذلك مع أخزيا الشرير، ملك إسرائيل، في التجارة.
ع34: ذكرت هذه الآية وشرحت في (1 مل22: 45) ونرى فيها، أن أخبار يهوشافاط كتبها ياهو بن حنانى، في كتاب هو سفر أخبار ملوك يهوذا، وهو غير سفر أخبار الأيام الموجود بالكتاب المقدس. ومن هذا نفهم أن ياهو لم يكن نبيًا فقط، بل مؤرخًا أيضًا.
ع35-37: ذكرت هذه الحادثة في (1 مل22: 48) وتذكر هنا بالتفصيل، كما يلي:
أنه بعد انتصار الله على أعداء شعبه، أخطأ يهوشافاط بذهابه واتحاده بملك شرير، هو أخزيا ملك إسرائيل. وكان الاتحاد ليس في الحرب، بل في التجارة، فعمل سفنًا للتجارة في عصيون جابر؛ لتذهب إلى مدن العالم وآخرها ترشيش.
إرسال الله العزر بن دوداواهو النبي، الذي وبخ يهوشافاط على اتحاده بأخزيا، فأنبأه بأن الله غضب منه وسيهاجمه. وحدث فعلًا أن تكسرت هذه السفن، التي عملها يهوشافاط.
يظهر من هذا رحمة الله، فقد أطال أناته على يهوشافاط، الذي أخطأ باتحاده مع أخزيا، فأرسل له نبيًا يوبخه وتكسرت سفنه، فتاب يهوشافاط، ورفض أن يتحد بعد هذا مع أخزيا في التجارة، كما يخبرنا سفر الملوك (1 مل22: 49).
† كن مطيعًا لإنذارات الله وتوبيخاته، بل والضيقات التي تمر بك؛ فترجعك إلى الله بالتوبة وتتمسك من جديد بوصاياه.
ملحوظة: أنظر حياة يهوشافاط آخر الكتاب.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 21 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الثاني 19 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles2/chapter-20.html
تقصير الرابط:
tak.la/rt46s4t