← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
(1) ارتداد رحبعام وهجوم شيشق عليه (ع1-12)
(2) موت رحبعام (ع13-16)
1 وَلَمَّا تَثَبَّتَتْ مَمْلَكَةُ رَحُبْعَامَ وَتَشَدَّدَتْ، تَرَكَ شَرِيعَةَ الرَّبِّ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ. 2 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ خَانُوا الرَّبَّ، 3 بِأَلْفٍ وَمِئَتَيْ مَرْكَبَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَلَمْ يَكُنْ عَدَدٌ لِلشَّعْبِ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنْ مِصْرَ: لُوبِيِّينَ وَسُكِّيِّينَ وَكُوشِيِّينَ. 4 وَأَخَذَ الْمُدُنَ الْحَصِينَةَ الَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5 فَجَاءَ شَمْعِيَا النَّبِيُّ إِلَى رَحُبْعَامَ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا الَّذِينَ اجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ وَجْهِ شِيشَقَ، وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضًا تَرَكْتُكُمْ لِيَدِ شِيشَقَ». 6 فَتَذَلَّلَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ وَالْمَلِكُ وَقَالُوا: «بَارٌّ هُوَ الرَّبُّ». 7 فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا قَائِلًا: «قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلًا مِنَ النَّجَاةِ، وَلاَ يَنْصَبُّ غَضَبِي عَلَى أُورُشَلِيمَ بِيَدِ شِيشَقَ، 8 لكِنَّهُمْ يَكُونُونَ لَهُ عَبِيدًا وَيَعْلَمُونَ خِدْمَتِي وَخِدْمَةَ مَمَالِكِ الأَرَاضِي». 9 فَصَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، أَخَذَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَتْرَاسَ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. 10 فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي رُؤَسَاءِ السُّعَاةِ الْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ الْمَلِكِ. 11 وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَلِكُ بَيْتَ الرَّبِّ يَأْتِي السُّعَاةُ وَيَحْمِلُونَهَا، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ السُّعَاةِ. 12 وَلَمَّا تَذَلَّلَ ارْتَدَّ عَنْهُ غَضَبُ الرَّبِّ فَلَمْ يُهْلِكْهُ تَمَامًا. وَكَذلِكَ كَانَ فِي يَهُوذَا أُمُورٌ حَسَنَةٌ.
ع1:
ذكرت أحداث هذه الآية في (1 مل14: 22-24).لم يدم رحبعام في عبادة الله ولعل ذلك كان بتأثير أمه الأممية نعمة العمونية فسلك في الشر وعبادة الأوثان وظهر المأبونون في مملكته، أي انتشرت النجاسة والشذوذ الجنسى، وسار الشعب في هذه الشرور وراء ملكهم، وابتعدوا عن الله. ونلاحظ اختصار تفاصيل الشرور في هذا السفر عن سفر الملوك؛ لأنه هنا يركز على خطة الخلاص في داود ونسله، ملوك يهوذا، حتى يأتي المسيح.
ونرى هدف رحبعام من عبادة الله، هو أن تكون مملكته قوية، وكان ذلك بتعضيد الكهنة واللاويين ومن رجعوا من المؤمنين، الذين من الأسباط. ولما استقرت المملكة، أي ضمن قوته، ترك الله وخانه بعبادة الأوثان وحينئذ تخلى عنه الله، فهجامه ملك مصر، كما سنرى في الآيات التالية.
ع2: ذكرت أحداث هجوم شيشق على مصر باختصار في (1 مل14: 25-28) ونرى في هذه الآية كيف أن رحبعام سار مع الله ثلاث سنوات وفى السنة الرابعة ابتعد عن الله وعبد الأوثان وكل ما يتصل بها من نجاسات، فأطال الله عليه أناته لمدة سنة - هي السنة الرابعة - وفى السنة الخامسة هجم عليه شيشق ملك مصر والتي كانت أقوى دول العالم في هذا الوقت؛ إذ كانت تعتبر الإمبراطورية الأولى في العالم.
وذكر سفر الأخبار تفاصيل هجوم شيشق؛ ليظهر عقوبة الله لمن يرفضه، أي يعلن أن الخلاص هو في التمسك بعبادة الله.
ع3: لوبيين
: سكان ليبيا.سكيين: العرب سكان الصحراء والمغاير، في الجبال، بجوار البحر الأحمر.
كوشيين: رجال عمالقة اشتهروا في الحرب وهم سكان الحبشة.
هجم شيشق بجيش عظيم، لا يحصى عدده من المصريين والبلاد المحيطة وبأسلحة كثيرة؛ إذ كان فيه ألف ومئتى مركبة وستين ألف فارسًا.
ع4: استطاع شيشق أن يستولى على المدن الحصينة التي جهزها رحبعام؛ لأنه لا توجد قوة تقف أمام قوة الله، عندما يريد أن يؤدب شعبه. ثم وصل شيشق إلى العاصمة أورشليم.
ع5: خاف رؤساء يهوذا، الموجودين في مدن يهوذا وهربوا إلى أورشليم للتحصن فيها، فأرسل الله نبيه شمعيا للمرة الثانية؛ لأنه حضر أولًا إلى رحبعام وأبلغه ألا يحارب الأسباط المنشقة عنه (2 أخ 11: 2-4). وهنا جاء؛ ليعلن لرحبعام ورؤسائه، أنهم تركوا الله وعبدوا الأوثان؛ لذلك تخلى عنهم الله وتركهم ليستعبدهم شيشق ويذلهم.
ونلاحظ أن شمعيا كان نبيًا ومؤرخًا، فقد كتب أعمال رحبعام كما يظهر من (ع15).
ع6-8: عندما سمع الرؤساء عقاب الله على يد شمعيا النبي، تذللوا أمام الله في صلوات وتقشف ودموع طالبين رحمته. وحينئذ أرسل لهم شمعيا للمرة الثالثة وأعلمهم أنه قد قبل توبتهم، رغم أنها ليست كاملة، أي ليست من كل القلب من جميع الرؤساء والشعب ولكن الله في حنانه سيمنع شيشق من تدمير أورشليم وقتل من فيها، فيعطيهم فرصة للنجاة؛ حتى يستكملوا توبتهم وعبادتهم له. ولكن الله سمح أن يستعبد شعب مملكة يهوذا، حتى يعرفوا الفرق بين تنعمهم أثناء عبادتهم لله وذلهم أثناء عبادتهم للأمم، تحت يد شيشق ملك مصر.
ع9-11: ذكرت هذه الآيات في (1 مل14: 26-28) ونلاحظ فيها اهتمام رحبعام بالمظهر، فعمل أتراسًا من نحاس؛ ليبدو أنه ملك عظيم، مع أنه فقد الأتراس الذهبية وأصبح فقيرًا وذليلًا أمام ملك مصر.
ع12: نشعر هنا بتوبة رحبعام وتذلله أمام الله من أجل الضيقة التي سقط فيها وهي هجوم شيشق. ونرى على الجانب الآخر حنان الله عليه، فلم يسمح لشيشق أن يهلك رحبعام ويدمر كل مملكته، بل حفظ مدينته المقدسة أورشليم وهيكله الذي فيها وأعطى حياة لرحبعام ومملكته.
ورأى الله أمورًا حسنة في يهوذا، فتحنن على المملكة ولم يهلكها وهذه الأمور الحسنة؛ لعلها توبة بعض المؤمنين والكهنة واللاويين، الذي ابتعدوا عن عبادة الله وانشغلوا بالأوثان وعودة بعضهم إلى الله؛ بسبب الضيقة التي حلت عليهم من ملك مصر. وحنان الله هذا أُشير إليه في (ع7) على فم شمعيا، بأن الله فرح بتوبة الشعب؛ عندما تذللوا وأعطاهم قليل من النجاة.
†
ليتك تنتهز فرصة حنان الله، فتتوب وأنت في هذه الحياة وتتذلل أمامه؛ عندما تحل بك ضيقة، بدلًا من أن تتذمر. إرجع إليه فهو يحبك ومستعد أن يعوضك عن كل ما خسرته بسبب خطاياك.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
13 فَتَشَدَّدَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَلَكَ، لأَنَّ رَحُبْعَامَ كَانَ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهَا دُونَ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَاسْمُ أُمِّهِ نَعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ. 14 وَعَمِلَ الشَّرَّ لأَنَّهُ لَمْ يُهَيِّئْ قَلْبَهُ لِطَلَبِ الرَّبِّ. 15 وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمْعِيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الانْتِسَابِ؟ وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ. 16 ثُمَّ اضْطَجَعَ رَحُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَبِيَّا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
ذكرت هذه الآيات في (1 مل14: 21-22، 29-31) ونلاحظ هنا الإضافات الآتية، عما ذُكر في سفر الملوك:
يذكر في (ع13) أن رحبعام تشدد وذلك؛ لأنه كان ضعيفًا في بداية ملكه ولكنه عندما حصن المدن، ثم أتى إليه الكهنة واللاويون والمؤمنون من أسباط إسرائيل، شعر بقوته.
في (ع14) يذكر أن رحبعام "لم يهيئ قلبه لطلب الرب" لأنه اعتمد على قوته الشخصية وانحرف إلى عبادة الأوثان، فهو لم يكن مستعدًا ومتمنيًا أن يلتصق بالله، بل أهمل هذا الموضوع؛ حتى أتت عليه الضيقة، عند هجوم شيشق، فتذلل أمام الله.
يذكر في (ع15) المؤرخان اللذان اهتما بكتابة حياة رحبعام وملكه، وهما شمعيا النبي وعدو الرائى وأرَّخا أيضًا للانتساب، الذي اهتم به رحبعام؛ لأنه كان من الأمور الهامة عند بني إسرائيل أن يعرف كل إنسان نسبه؛ حتى يأتي المسيح الذي من نسل داود.
في (ع16) يذكر أن ابن رحبعام وهو أبيا ملك عوضًا عن أبيه، وهو نفسه آبيام، المذكور في سفر الملوك الأول.
†
لا تتكبر من أجل الإمكانيات التي معك؛ لأنها نعمة ممنوحة لك من الله ولكن اتكل على الله واشكره على عطاياه وأطلب معونته، فتصير قويًا بالحقيقة.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الثاني 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles2/chapter-12.html
تقصير الرابط:
tak.la/r62kq74