St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   12-Sefr-Molouk-El-Thani
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

ملوك الثاني 4 - تفسير سفر الملوك الثاني

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب ملوك ثاني:
تفسير سفر الملوك الثاني: مقدمة سفر الملوك الثاني | ملوك الثاني 1 | ملوك الثاني 2 | ملوك الثاني 3 | ملوك الثاني 4 | ملوك الثاني 5 | ملوك الثاني 6 | ملوك الثاني 7 | ملوك الثاني 8 | ملوك الثاني 9 | ملوك الثاني 10 | ملوك الثاني 11 | ملوك الثاني 12 | ملوك الثاني 13 | ملوك الثاني 14 | ملوك الثاني 15 | ملوك الثاني 16 | ملوك الثاني 17 | ملوك الثاني 18 | ملوك الثاني 19 | ملوك الثاني 20 | ملوك الثاني 21 | ملوك الثاني 22 | ملوك الثاني 23 | ملوك الثاني 24 | ملوك الثاني 25

نص سفر الملوك الثاني: الملوك الثاني 1 | الملوك الثاني 2 | الملوك الثاني 3 | الملوك الثاني 4 | الملوك الثاني 5 | الملوك الثاني 6 | الملوك الثاني 7 | الملوك الثاني 8 | الملوك الثاني 9 | الملوك الثاني 10 | الملوك الثاني 11 | الملوك الثاني 12 | الملوك الثاني 13 | الملوك الثاني 14 | الملوك الثاني 15 | الملوك الثاني 16 | الملوك الثاني 17 | الملوك الثاني 18 | الملوك الثاني 19 | الملوك الثاني 20 | الملوك الثاني 21 | الملوك الثاني 22 | الملوك الثاني 23 | الملوك الثاني 24 | الملوك الثاني 25 | ملوك الثاني كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

أسلام لكِ؟ أسلام لزوجكِ؟ أسلام للولد؟

 

سرّ الكنيسة الكارزة

في المعجزة الأولى أعلن الله لبني الأنبياء أن أليشع قد صار بالحق نبيًا، يحمل ذات القوة التي كانت لمُعلِّمه إيليا، فشق نهر الأردن برداء إيليا (2 مل: 2).

وفي الثانية أعلن الله عما في قلب أليشع النبي من حبٍ، وما وُهب له من قدرة في الرب، كرمز للسيد المسيح الطبيب السماوي، فشفى المياه الفاسدة، لتصير القرية مثمرة.

وفي الثالثة أعلن عن اهتمام أليشع بخلاص النفوس، فسمح الله لدُبتين أن تفترسا الصبيان الذين سخروا بالنبي عوض الشكر لله. إنه أصلح المياه والأرض، بهذا قدَّم الله درسًا لكل الشعب عن ضرورة الشكر عوض الجحود، والسلوك بالتقوى عوض السخرية.

وفي الرابعة أعلن عن غِنَى رجال الله وتمتعهم بكنوز فائقة، فما لم يستطع الملوك الثلاثة المتحالفون أن ينالوه من مياه للشرب، قدَّمه لهم أليشع النبي دون وجود رياحٍ وأمطار. أما عن نصرة ملك موآب بعد هزيمته أمام الملوك الثلاثة، بتقديمه ابنه البكر ذبيحة لصنمه علانية على سور المدينة، ففيه درس خطير يُقدِّمه الله لشعبه: إنهم لم يحبوه ولا خافوه ولا تمسكوا به كما فعل هذا الوثني بصنمه.

الآن إن كان الوثني قد كرَّم الصنم، وصار درسًا لشعب الله الجاحد للإله الحقيقي، ففي المعجزة التي بين أيدينا يعلن الله عن كنيسة العهد الجديد، هذه التي ليس فقط تخشى الله وتحبه، وإنما تفتح أبواب الإيمان لكل الشعوب والأمم.

بينما كان إيليا يميل بالأكثر إلى خدمة الجماعة ككل، ويهتم بالشعب كأمة، دون تجاهل خدمة الفرد، كان أليشع يميل بالأكثر إلى الخدمة الفردية دون تجاهل خدمة الجماعة. لذا يرى البعض أن إيليا في خدمته يشبه القديس يوحنا المعمدان، بينما أليشع يتشبه بالسيد المسيح.

في هذا الأصحاح يختبر أليشع نواله نصيب اثنين من روح إيليا (2 مل 2: 9)، يظهر هذا من خلال كثرة المعجزات. يُقدِّم لنا هذا الأصحاح صورة حية لخدمة أليشع النبي:

1. إعالته أرملة وابنيها

 

1 - 7.

2. قبوله استضافة امرأة عظيمة

 

8 - 10.

3. سدّ احتياج المرأة العظيمة

 

11 - 17.

4. إقامة ابنها الميت

 

18 - 37.

5. إصلاح طعام مُميت

 

38 - 41.

6. إشباع مئة رجل بعشرين رغيفًا

 

42 - 44.

* من وحي 2 ملوك 4: لأفتح فمي فتُشبِع أعماقي بزيت نعمتك!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: A certain woman of the wives of the sons of the prophets cried out to Elisha, saying, "Your servant my husband is dead, and you know that your servant feared the LORD. And the creditor is coming to take my two sons to be his slaves." So Elisha said to her, "What shall I do for you? Tell me, what do you have in the house?" And she said, "Your maidservant has nothing in the house but a jar of oil." (2 Kings 4:1-2) صورة في موقع الأنبا تكلا: أرملة تستنجد بأليشع النبي من مرابي اخذ ولديها (ملوك الثاني 4: 1-2)

St-Takla.org Image: A certain woman of the wives of the sons of the prophets cried out to Elisha, saying, "Your servant my husband is dead, and you know that your servant feared the LORD. And the creditor is coming to take my two sons to be his slaves." So Elisha said to her, "What shall I do for you? Tell me, what do you have in the house?" And she said, "Your maidservant has nothing in the house but a jar of oil." (2 Kings 4:1-2)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أرملة تستنجد بأليشع النبي من مرابي اخذ ولديها (ملوك الثاني 4: 1-2)

1. إعالته أرملة وابنيها

1 وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: «إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ». 2 فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟». فَقَالَتْ: «لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ». 3 فَقَالَ: «اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. 4 ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ». 5 فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. 6 وَلَمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالَتْ لابْنِهَا: «قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً». فَقَالَ لَهَا: «لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ». فَوَقَفَ الزَّيْتُ. 7 فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ: «اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ».

 

وَصَرَخَتْ إِلَى أليشع امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً:

إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ،

وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ.

فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ. [1]

يبدو أن هذه الأرملة اضطر رجلها وهو نبي تحت ظروف المرض أن يستدين من مُرابٍ. يبدو أن أحد الأنبياء أُصيب بمرضٍ، فأنفق كل ما لديه واستدان من مُرابٍ، لأجل الأنفاق على مرضه أو بيته، ثم مات. طالب المرابي الأرملة بإيفاء الدين، وإذ لم تستطع هددها بأن يأخذ ابنيها عبدين له.

كان يجوز للفقراء والمدينين أن يبيعوا أنفسهم أو أولادهم عبيدًا لسداد ديونهم، وكان الشعب يطلب من الأغنياء الترفق بهم كإخوة لهم، وعدم استغلال ظروفهم (تث 1:15-18). لكن الدائن هنا لم يحفظ الشريعة، وجاء عمل أليشع يكشف عن سخاء عطية الله ومحبته ورحمته بالمتألمين.

استنجدت الأرملة بأليشع النبي، وكان أمامه أحد أمرين: إما أن يفي عنها الدين أو يسأل المُرابي أن يُمْهلَها. لم يكن لدى أليشع مالاً يفي به الدين، ولم يكن لدى المُرابي قلبًا رحيمًا لينصت لحديث النبي وطلبته. استحسن النبي التعامل مع دهنة الزيت عن التعامل مع المُرابي. فالطبيعة تستجيب للصوت النبوي أكثر من الإنسان القاسي القلب.

كانت النظم والقوانين تسمح ببيع الأبناء كعبيد للدائن لتسديد الدين. أما الكتاب وإن كان قد سمح بذلك لكنه قدَّم حدودًا حتى لا يُساء استخدام هؤلاء العبيد، وهو بهذا كان يُهيئ البشرية بالتعامل مع العبيد كإخوة في البشرية لهم حقوقهم. وجاء العهد الجديد يطالب بذلك بكل وضوحٍ، فأطلق كثير من المؤمنين عبيدهم في حرية، وبقى البعض في خدمة سادتهم بكامل حريتهم خلال علامة الحب والاحترام المتبادل. هذا هيَّأ لقيام ثورات ضد نظام العبيد فيما بعد.

تصدر هذه الشكوى عن كل إنسان يشعر بحالة من اليتم، بسبب الخطية التي تعزل النفس البشرية عن عريسها السماوي، وتصير كمن فقدته، فصارت أرملة ليس لها من يسندها ويشبع كل احتياجاتها. تصير النفس في حاجة إلى زيت نعمة الله الغنية القادرة أن تهبنا المغفرة بالتوبة والرجوع إلى الله مخلصنا، كما تُحرِّرنا من عبودية إبليس القاسية.

واضح أنه مع وجود أنبياء بتوليين زاهدين مثل إيليا النبي وأليشع النبي، وُجد أيضًا بعض الأنبياء كانوا متزوجين ولهم ممتلكات وأعمال خاصة.

حقوق الدائن: سمحت الشريعة الموسوية للدائن أن يلزم المدين العاجز عن سداد دينه أن يقوم هو وأولاده بخدمته حتى متى حلَّتْ سنة اليوبيل يُطْلقهم أحرارًا (لا 25: 39-41؛ نح 5: 5، 8؛ أي 24: 9؛ إش 50: 1)[1].

v يُقال أن هذه المرأة هي زوجة عوبيديا، أمين خَزنة أخآب، وتلميذ خفي لإيليا، هذا الذي أخفى مئة نبيًا من ثورة إيزابل، وكان يُطْعمهم عندما كانوا جائعين.

يبدو أنه في هذا الشأن كان الحافظ على ذهب البيت الملكي، ولكن بعد موته ترك زوجتُه وعليها دين ضخم تلتزم بسداده. وإذ لم تستطع أن توفيه كان رجال الضرائب العاملين لحساب الملك يضغطون عليها، ويريدون أن يبيعوا ابنيها، فتوسلت الأم أمام أليشع، إذ عرفت أنه أب الأيتام والمدافع عن الأرامل (مز 68: 5)، وعرفت أن يديه لن تتوانيا عن مساعدة أبناء إنسانٍ بارٍ خدم زملاءه الأنبياء[2].

القديس أفرام السرياني

فَقَالَ لَهَا أليشع: مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟

أَخْبِرِينِي، مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ.

فَقَالَتْ: لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ. [2]

من قول أليشع النبي: ماذا أصنع لك؟ يتضح أنه لم يكن يستطيع أن يتحدث مع المُرابي، إما لمعرفته به أنه طماع وقاسي القلب، أو لأن كثيرًا من المرابين كانوا يستغلون فرصة المرض أو الاحتياج الشديد. فكان من الأسهل على أليشع أن يتعامل مع "دهنة الزيت" لتملأ كل الأوعية التي تستعيرها من الجيران عن أن يتعامل مع قلب المرابي وفكره، لأن إرادته الشريرة أغلقت عليه، فلا يقبل مشورة ولا يمارس حبًا ورحمة.

"دهنة زيت": لم يكن لديها إلا ما يكفي إلا لدهن قطعة خبز. تشير دهنة الزيت إلى عدم وجود زيت يكفي للطعام، إنما دهنة تستخدم كمسحة. غالبًا ما كانت الدهنة في إناء صغير لا قيمة له.

يطالبنا الرب أن نُقدِّم ما عندنا ولو كان قليل القليل كدهنة زيت، أو خمسة خبزات لإشباع خمسة آلاف رجلٍ وعائلاتهم، وهو يبارك في القليل ليسد احتياجاتنا بفيض من عنده.

إناء الزيت Asuk: وهو إناء غالبًا ما يكون جرة فخارية عميقة وعنقها ضيق، توضع في قاعدة خشبية أو حجرية أو تُسند في الأرض مثل القارورة التي كان الرومان والمصريون يستخدمونها للخمر والزيت والماء، ذات عروتين (يدين)، وإن كان البعض يرون أن هذا الإناء asuk بلا عروة[3].

v كان ذاك المسكين يستعمل هذه الثروات، لأنه لم يقتنِ على الأرض مع الله ذهبًا وفضةً.

لم يكن له شيء، لكنه كان غنيًا في كل شيءٍ، وكل ما طُلب منه وهبه للمحتاجين، فأغناهم.

كانت أرملة يضايقها المدينون، عرضت عليه طلبها بالدموع بسبب حاجتها.

ضايقها صاحب الدين، فركضت عند أليشع، ليقوم محل رجلها في حاجتها.

الرب هو رجل الأرملة، وبدل الرب كان (أليشع) يُطالب بأن يفرج عن المُعوزة.

بدل الله تمسكت به، ليحل محل الرجل، لئلا يمزقها الدائنون.

عرفت أنه وكيل بيت الله، لهذا طلبت منه أن ينقذها من صاحب دَينها.

عند من تذهب الأرملة عندما تتضايق، إلا عند الله وحده الذي هو رجلها؟

ولما كان أليشع وكيله، أمسكت به ليخلّص يتيميها من عبودية صاحب الدين.

أسرعت لتودع أمورهما إلى أب الأيتام، كما وعد بأنه يسند المظلومين، الذين مات أبوهم.

وإذ ارتفع صوتها، صرخت أمامه بقوةٍ، ليفي دَينها، وينقذ ابنيها من العبودية.

قالت له الذكية: عبدك بعلي مات، وها صاحب الدَين يمسك اليتيمين ليستعبدهما.

وأنت تعلم بأن عبدك كان يخاف الرب. قم مكانه، لأجل الرب الذي كان يخافه.

عرضت الذكية قضيتها بحكمة، حتى يُلزَم النبي ويقوم لكي يتمم مهمتها.

قالت له مات بعلها، وكان يخاف الرب، حتى يهتم بها بسبب كلا الأمرين.

أجبرته ليقف مثل رجلها، وأن يخلص ابنيّ خائف الرب من العبودية.

عرفت أنه نبي، ذاك الذي وعد بأنه يجازي الأصدقاء مجازاة حسنة إلى ألف جيلٍ.

وطلبت من النبي أن يقوم مقام الله، استنادًا إلى ذلك الوعد المستودع عندها كرهينة.

قام النبي أيضًا مثل مُطالب بالعدالة ليسدد كل ديونها بدل الله.

طُلب منه كأنما اسمه موجود في الصك، فأعطى بفرحٍ ليخلِّص اليتيمين.

وقف بدل الله مع الأرملة المحتاجة، وحلَّ محل رجلها في عوزها[4].

القديس مار يعقوب السروجي

St-Takla.org Image: Then Elisha said, "Go, borrow vessels from everywhere, from all your neighbors; empty vessels; do not gather just a few. "And when you have come in, you shall shut the door behind you and your sons; then pour it into all those vessels, and set aside the full ones." (2 Kings 4:3-4) صورة في موقع الأنبا تكلا: الأرملة تجمع أوعية للزيت كما قال لها أليشع النبي (ملوك الثاني 4: 3-4)

St-Takla.org Image: Then Elisha said, "Go, borrow vessels from everywhere, from all your neighbors; empty vessels; do not gather just a few. "And when you have come in, you shall shut the door behind you and your sons; then pour it into all those vessels, and set aside the full ones." (2 Kings 4:3-4)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الأرملة تجمع أوعية للزيت كما قال لها أليشع النبي (ملوك الثاني 4: 3-4)

فَقَالَ: اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ،

أَوْعِيَةً فَارِغَةً.

لاَ تُقَلِّلِي. [3]

عندما طلب منها النبي أن تستعير أوعية من الخارج، لم يشر إلى ضمها إلى أوعية في البيت، مما يدل أن البيت كان مُعدَمًا حتى من الأوعية الفارغة.

غالبًا ما كان جيرانها هم عائلات الأنبياء، إذ سمعن عن قول أليشع قدَّمن بإيمان كل ما عندهن من أوعية فارغة.

دعوة الله لنا على لسان نبيه أليشع هي:"لا تقللي"، وكأنه يحثنا بطلب الأمور العظيمة وبكثرة، فإنه يليق بنا كأبناء لله أن نطلب منه ما يليق بأبينا.

v هذه الأرملة، أي الكنيسة، عليها دين ثقيل من الخطايا، ليس دينًا ماديًا. عليها دين ودائنوها أقسى ما يكون، إذ جعلت نفسها خاضعة للشيطان بخطاياها الكثيرة. هكذا بالحقيقة سبق فأخبرنا النبي: "هوذا من أجل آثامكم قد بُعتم، ومن أجل ذنوبكم طلقَت أُمُّكم" (إش 50: 1). لهذا السبب صارت الأرملة مُستعبَدة لدينٍ ثقيلٍ هكذا.

كانت مسبية، إذ لم يكن بعد قد جاء الفادي، لكن بعد مجيء المسيح ربنا الفادي الحقيقي افتقد الأرملة، وحررها من كل ديونها. لنرى الآن كيف تحررت هذه الأرملة، كيف تم ذلك إلا بفيض الزيت؟ نفهم بالزيت الرحمة.

لاحظوا يا إخوة أن الزيت قلَّ والدين زاد؛ وإذ زاد الزيت اختفى الدين... هكذا عند مجيء أليشع الحقيقي، المسيح ربنا، تحررت الأرملة أو الكنيسة من دين الخطية بزيادة الزيت، أي بعطية النعمة والرحمة أو غِنَى الحب[5].

v لنأخذ في الاعتبار ما قاله الطوباوي أليشع لها: [استعيري لنفسك أوعية كثيرة من جيرانك وأصدقائك، وأغلقي بابك، وصُبِّي هذا الزيت في آنية جيرانك].

من هم جيرانها إلاّ الأمم؟ بالرغم من أن هذه الأرملة تشير إلى الكنيسة، لكنها كانت لا تزال أرملة، والجيران الذين استعارت منهم الآنية هم الأمم. قدَّموا آنية فارغة لكي يستحقوا استلام زيت الرحمة، لأنه قبل الحصول على عطية النعمة كان الأمم معروفين أنهم بلا إيمان ولا محبة ولا أعمال صالحة. أخيرًا، كل الذين قُدِّموا للكنيسة لنوال العماد المُكرَّم، ونالوا المسحة وزيت البركة حتى لا يعودوا بعد أوعية فارغة بل صاروا مملوءين من الله بكونهم هيكله[6].

v لاحظوا أيها الأحباء الأعزاء أنه طالما كان لدى الأرملة زيت في آنيتها لم يكن ذلك كافيًا لكي تسد دينها. هذا حق يا إخوة. إن أحب إنسان نفسه فقط لا يكفي هذا ولا يفي دين خطاياه، لكنه عندما يبدأ يسكب زيت الحب على كل أصدقائه وجيرانه، وبالحقيقة على كل بشرٍ، عندئذ يصير قادرُا أن يَشبع ويتحرر من كل الديون.

حقا يا إخوة هذه هي طبيعة الحب المقدس والمحبة الصادقة إنها تزيد عندما تُنفَق، وبقدر ما تدفع للآخرين تنمو بفيض وتتكدس في الإنسان...

إن قدَّمتَ خبز الحب لمئة إنساٍن يبقى خبز الحب سالمًا بكماله. في الواقع إن كنتَ تمنحه للعالم كله، لن تفقد منه شيئًا، بالحري ليس فقط لا ينقص، وإنما الربح الذي ناله كل الذين وهبتهم هذا الحب يزداد بالأكثر فيك[7].

v يلزمنا من جانبنا أن نبحث عن أوعية نسكب فيها الزيت، فقد أظهرنا أنه طالما نحن نسكب الزيت على آخرين يكون لنا ما هو أكثر.

البشر هم أواني الحب، إن أردنا أن نحمل فيضًا من زيت الحب، يلزمنا أن نحب الأشرار كما الصالحين، الصالحين لأنهم صالحون، والأشرار لكي يصيروا صالحين. حقًا إن زيت الحب له هذه القوة، يجعل الصالحين في حالٍ أفضل، ويرد الأشرار من ظلمة خطاياهم إلى نور الحق[8].

الأب قيصريوس أسقف آرل

ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ،

وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هَذِهِ الأَوْعِيَةِ،

وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ. [4]

طلب منها النبي أن تدخل وتغلق الباب عليها وعلى بنيها، لتدرك أن ما تتمتع به هو من الله الساكن في أعماقها وفي بيتها. يشير غلق الباب إلى توجيه الأنظار إلى الرب السخي في العطاء، فلا تترقب زيتًا من الخارج. لقد طلب منا رب المجد في صلواتنا أن نغلق أبوابنا حتى يكون ربنا هو موضع تفكيرنا ورجائنا (مت 6: 6).

v حقيقة أن الكتاب المقدس يقول بأن الأرملة صبَّت زيتًا في الأواني والباب مُغلَق، يعني أن كل واحدٍ يلزم أن يقُدَّم الصدقة وداره مُغلَق، أي من أجل الله وحده، وليس بطريقة بها يمدحه الناس، وإنما أن يتأهل أن يجد نعمة لدى الله.

إن قدَّم إنسانٌ صدقةً من أجل مديح بشري، يصنعها وبابه مفتوح، إذ هو مفتوح لرؤية كل بشرٍ. على أي الأحوال إن تمم أحدٌ أعمالاً صالحة من أجل الحياة الأبدية وغفران خطاياه، حتى إن مارسها علنًا، إنما يمارسها وبابه مُغلَق، لأنه لا يطلب ما يُرَى أثناء عطائه، بل ما لا يُرَى (2 كو 18:4)[9].

الأب قيصريوس أسقف آرل

St-Takla.org Image: So she went from him and shut the door behind her and her sons, who brought the vessels to her; and she poured it out. Now it came to pass, when the vessels were full, that she said to her son, "Bring me another vessel." And he said to her, "There is not another vessel." So the oil ceased. Then she came and told the man of God. And he said, "Go, sell the oil and pay your debt; and you and your sons live on the rest." (2 Kings 4:5-7) صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع يقول للأرملة "اذهبي بيعي الزيت" (ملوك الثاني 4: 5-7)

St-Takla.org Image: So she went from him and shut the door behind her and her sons, who brought the vessels to her; and she poured it out. Now it came to pass, when the vessels were full, that she said to her son, "Bring me another vessel." And he said to her, "There is not another vessel." So the oil ceased. Then she came and told the man of God. And he said, "Go, sell the oil and pay your debt; and you and your sons live on the rest." (2 Kings 4:5-7)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع يقول للأرملة "اذهبي بيعي الزيت" (ملوك الثاني 4: 5-7)

فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ،

وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا.

فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. [5]

إذ طلب أليشع من مُعلِّمه أن ينعم بروحيْن منه، نال سؤل قلبه. فكما وُهب إيليا النبي سلطانًا، يأمر الخلائق فتطيعه في الرب، إذ طلب من السماء ألا يكون طلّ ولا مطر حتى يقول لها، هكذا تمتَّع أليشع بذات السلطان. لقد طلب من دُهنة الزيت أن تفيض حتى تملأ الأواني الفارغة، وتُحقِّق له طلبه.

لقد أكَّد النبي بعمله هذا أن الله قادر أن يُشبع احتياجات المؤمنين حتى المادية.

إنه لأمر مُحزِن أن تستجيب دهنة الزيت لطلبة النبي، فتحل بها البركة، لتُسدِّد دين الأرملة المسكينة، وتنقذ الابنين، ولا يستجيب قلب الإنسان ليظهر حنوًا ورأفة.

لقد أشركت المرأة ابنيها في العمل، حيث كانا يُقدِّمان لها الأواني الفارغة، وهي تسكب من دهنة الزيت لكي تكون لهما خبرة عملية بعمل الله المُشبِع لاحتياجاتنا.

v سألها ماذا يوجد معها في بيتها؟ أجابته: إن لها زيتًا في قارورة.

لماذا إذًا سأل النبي المختار واستفسر من الأرملة (قائلاً): ماذا لكِ في البيت؟

حرَّك نفسه ليصنع آية في بيت الأرملة، ويُكثِّره لها ما لها، وتغتني به.

بالروح الذي أخذه من الله، كان قد تسلط حتى يُكثِرَ الخليقة ويُقللها ويُبدِّلها.

لهذا سألها ماذا لديكِ، حتى يكثِّر ذلك الشيء الموجود عندها.

لو كان يوجد في بيتها شيء آخر، لأكثره، وكان يثريها مما لها.

إذ أعلمته بأنها تملك زيتًا، صمم أن يملأ كل بيتها زيتًا، فتغتني به.

أخذ أليشع مفتاح إيليا العظيم ليفتح الخلائق ويغلقها مثل رب بيتٍ.

بهذه القوة التي بها تدفق القرن في بيت الأرملة، بُوركت القارورة وكثر الزيت.

معلّمه لقّنه، والرب وهب له أن يأمر الخلائق، فتخدمه بطبائعها.

ولهذا سأل ماذا يوجد في بيت الأرملة، ليدعو الخليقة المجيدة فتقوم.

وإذ وجد هناك زيتًا، أمر الزيتَ ففاض، وسُدَّ حاجة المعوزة.

ما أن عرف بأنها تملك في بيتها زيتًا، قال لها أن تطلب من جيرانها آنية فارغة.

وتدخل إلى بيتها هي وابناها وتغلق بابها، وتملأ الآنية ماءً[10]، وفعلت هكذا.

والآنية التي طلبتها ملأتها ماء وفاض الزيت واغتنى بيت المعوزة بمعجزةٍ حدثت[11].

القديس مار يعقوب السروجي

يتعجب القديس مار يعقوب السروجي من تصرُّف أليشع النبي، فإن كثيرين كانوا يقدمون له ذهبًا وفضة وثيابًا، وكان يرفض أن يأخذ شيئًا منهم. كان في إمكانه أن يأخذ منهم ويُسدِّد دين هذه الأرملة. لقد طلب منها أن تدخل بيتها مع ولديها وتُغلِق الباب عليهم، فتمتلئ الأواني الفارغة بالزيت. إنها صورة رائعة لعمل السيد المسيح في كنيسته التي تُقدِّم أسرار الله الغنية الفائقة في داخلها، الأسرار التي لن يدركها من هم في الخارج. يُحوِّل السيد المسيح قلوبنا الباردة إلى الامتلاء بزيت نعمته.

v من يعطني عينًا صافية ترى الأسرار، وفمًا صاحب سلطان على الخفايا فأتكلم عنها.

ونفسًا مملوءة من حبّ الرب، وإيمانًا، وكلمة جلية تُحرِّك التمييز.

وأذنًا مملوءة حبًا عظيمًا، وعطشًا لسماع جمال الأسرار، عندما توصف بأشكالها؟

هذه الأرملة التي اشتكت لدى أليشع، مصوّر بها السرّ بوضوح لمن ينظر إليها.

كان النبي يستطيع أن يدفع دَينها بدون زيت، لو أَمَرَ صاحب الدَين أن يتركه لها.

كان يُقدَّم له وزنات وثياب ولم يأخذها، أما كان قادرًا أن يفي دَين تلك المشتكية؟

سأل الشونمية ماذا يُصنَع لها، وكان مُستعِدًا أن يقول كلمة للملك لأجلها.

ذاك الذي كان يسهل عليه أن يأمر الملوكَ، لماذا لم يأمر صاحبَ دَين هذه الأرملة؟

أدخلها وأغلق الباب عليها وعلى ولدَيها، لأجل الأسرار التي تمَّت فيها بوضوح.

ربنا هو نسمة نفس النبوة، ولا توجد فرصة نهائيًا، بأن تحيا بدون أسراره...

بتلك الأرملة التي دخلت وأغلقت الباب على نفسها صوَّر أليشع سرّ الكنيسة وخلاصنا...

أغلقت أبوابها وأوفت دَينها، وبها رُسمت الكنيسة التي هي أيضًا تغلق أبوابها لغفران الذنوب...

كان السرّ محفوظًا عن الذين في الخارج ولم يعرفوه، عندما صنعت فعلها بينها وبين ولدَيها داخل أبوابها.

أرسل أليشعُ صاحبُ السرِّ الروح،َ ورفرف هناك في بيت الأرملة داخل أبوابها[12].

القديس مار يعقوب السروجي

يرى القديس مار يعقوب السروجي الأرملة وقد أدخلت إلى بيتها آنية فارغة من السوق ومن الجيران، ليملأها أليشع بالزيت، صورة حية للكنيسة التي تدخل بالبشرية من كل الأمم والشعوب إلى العضوية الكنسية، فتمتلئ القلوب بسُكنَى الله فيها!

v داخل الأبواب المُغلَقة تكلم ثلاثة بالسرّ، وصبُّوا، وملأوا الأوعية الفارغة غنى عظيمًا.

الأوعية الفارغة تدل على البشر الذين كانوا فارغين من الحياة ومن موهبة اللاهوت.

في داخل الكنيسة، يسكب الثالوث الحياة، ويملأ الجميع من موهبته صاحبة الكنوز.

هذه الأسرار التي تمت داخل الكنيسة، موجودة في كل العمل الذي صار في بيت الأرملة...

طلب النبي من المرأة أن تسأل الأوعية حتى من السوق ومن جيرانها لتملأها.

هذا يرسم أن تأخذ الكنيسة من جميع الشعوب أناسًا فارغين، وتملأهم إيمانًا.

قال لها: اطلبي من السوق ومن جيرانك، كما تأخذ الكنيسة من الشعوب والأمم[13].

وَلَمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالَتْ لاِبْنِهَا:

قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً.

فَقَالَ لَهَا: لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ.

فَوَقَفَ الزَّيْتُ. [6]

قدَّم الله للأرملة زيتًا قدر ما قدَّمت من أوعية، فإن عطاياه لا تُحد، يهب قدر ما نطلب، ويملأ قدر ما نستقبل. إيماننا وطاعتنا يفتحان مخازن الله لنأخذ أكثر مما نطلب وفوق ما نحتاج. قدر ما نفتح أفواهنا يملأها؛ الله لا يكف عن أن يبارك ويعطي حتى تمتلئ.

فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ الله، فَقَالَ:

اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ، وَأَوْفِي دَيْنَكِ،

وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ. [7]

دُعي أليشع النبي رجل الله 11 مرة في هذا الأصحاح (7، 9، 16، 21، 22، 25، 27، 40، 42)(*).

كانت المرأة حكيمة وتقية، فإنه إذ امتلأت الأواني لم تتصرف في الحال من عندها، بل سألت النبي عما تفعله. سلكت بروح التواضع، لا تفعل شيئًا بدون مشورة رجل الله. أما بالنسبة للنبي فواضح أنه في أبوَّة صادقة يهتم بالجميع ويشبع احتياجاتهم ويحل مشاكلهم الروحية والاجتماعية والمالية.

طلبت المرأة الحاجة العاجلة لكي تنقذ ابنيها من العبودية، فقدَّم لها النبي ليس فقط ما تسد به احتياجها السريع، وإنما ما يسندها في معيشتها: "اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنت وبنوكِ بما بقى".

امتلأت كل الأوعية التي قدَّمتها بالزيت، فلم تنشغل بالزيت، ولا انبهرت بالمعجزة، لكنها أسرعت إلى رجل الله تخبره بما حدث حتى تتمم إرادة الله. هكذا يليق في كل أمورنا أن نطلب مشورة الله، ولا نتحرك حسب مشورتنا البشرية.

v من الجانب الرمزي يلزم ملاحظة ثلاثة أمور هنا:

أولاً: قيل أن الأرملة ملأت أواني جيرانها بزيت تفجر في بيتها، بفضل عطية الله، فإن الكنيسة المقدسة تمثلها الأرملة. في الواقع لم تُهجَر عندما صعد رجلها إلى السماء، إنما ملأت قلوب الأمم بزيت معرفة الخلاص الذي تكاثر وفاض في بيتها بفضل حضور الروح القدس!...

ثانيًا: سألت الأرملة عن أوعية فارغة، ملأتها بالزيت، تلك التي قدَّمها لها ابناها، الأواني الكبيرة والصغيرة. هذا يعني أن القديسين الذين رفضوا شهوة زمنية، وامتلأوا بدسم المسحة المقدسة وزيت البهجة، فإن أمهم، أي نعمة الله، تهب زيتًا لكل واحدٍ منهم، للعظماء والصغار. إذ يعطي الله هذه العطايا كما يشاء، فيصير كل شيءٍ هو لنا (1 كو 3: 21-22)، كقول الرسول: [يلزمنا أن ننمو في المسيح حسب عطيته] [راجع أف 4: 15]. أما الذين ينحدرون بسبب الإفراط في الشهوات والسُكْر والاهتمامات الزمنية، هؤلاء الذين – كما يقول الرسول – يسيرون في بطلان روحهم، وفي ظلمة جهالتهم، هؤلاء الذين فقدوا رجاءهم وسلَّموا أنفسهم لممارسة كل نوعٍ من الوثنية والطمع (رو 1: 21-24؛ أف 4: 17-19)، فيتجرَّدون من هذه النعمة. في الحقيقة لا يرغبون في هذا الزيت، وإن رغبوا فيه لا يعدون إناءً يمتلئ به.

ثالثًا: بقية الزيت الذي تركه الزوج الميت لأرملته، يعني رحمة ذاك (المسيح) التي أظهرها للقديسين عندما كان يعيش على الأرض. يقول سليمان إن من يلتصق بالرب يرحم الفقير، ويكافئه الرب على أعماله (أم 19: 17)[14].

القديس مار أفرام السرياني

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Now it happened one day that Elisha went to Shunem, where there was a notable woman, and she persuaded him to eat some food. So it was, as often as he passed by, he would turn in there to eat some food. (2 Kings 4:8) صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة شونمية تطلب من أليشع أن يأكل خبزا عندها (ملوك الثاني 4: 8)

St-Takla.org Image: Now it happened one day that Elisha went to Shunem, where there was a notable woman, and she persuaded him to eat some food. So it was, as often as he passed by, he would turn in there to eat some food. (2 Kings 4:8)

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة شونمية تطلب من أليشع أن يأكل خبزا عندها (ملوك الثاني 4: 8)

 2. قبوله استضافة امرأة عظيمة

8 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. 9 فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. 10 فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا».

 

كان أليشع رجلاً عظيمًا يحمل قلبًا متسعًا للجميع، ويهتم بكل أحدٍ. لذلك أرسل الله إليه امرأة عظيمة تهتم هي وزوجها به، وتُقِيم له مسكنًا في العلية لكي يستريح فيها أثناء عبوره ورحلاته المتكررة، خاصة بين مراكز الأنبياء أو مدارسهم.

لقد وجد القديس يعقوب في قصة الشونمية مع أليشع كما سجَّلها الكتاب المقدس مصدرًا رائعًا للمفاهيم الإنجيلية، فتحدث عن:

1. مفهوم الغني، مقارنًا بين الغنى الداخلي والغنى الخارجي.

2. خدمة القديسين، وكيف يتأهل المؤمن لهذه الخدمة المباركة.

3. مساواة المرأة للرجل، وكيف يمكن أن تكون أكثر غيرة منه.

4. المبادرة بالحب والعطاء من سمات المؤمن، فلا ينتظر من يسأله شيئًا.

5. المؤمن صاحب سلطان.

6. للمؤمن بصيرة مفتوحة.

7. المؤمن جاد في خدمته، لا يُفسِد وقته بالمجاملات الزائدة.

8. المسيح وحده هو القيامة وواهبها.

9. أن تكون بيوتنا كنيسة الله أو موضع الجلجثة، حيث تشهد لصليب المسيح.

وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أليشع إِلَى شُونَمَ.

وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا.

وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. [8]

شونم: كانت من نصيب سبط يسَّاكر (يش 18:19)، وهي سولم على جانب جبل الدوحي الجنوبي الغربي، على بعد ثلاثة أميال من يزرعيل. حلَّ الفلسطينيون فيها قبل معركة جلبوع العظيمة، وكانت مسكن أبيشج (1 مل 3:1).

كان أليشع النبي يمر على شونم كثيرًا، لأنها على الطريق من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء في الجلجال وبيت إيل وغيرها.

امرأة عظيمة": واضح مما ورد عنها أنها كانت غنية أو زوجة رجل غني بجانب أنه يبدو عليها أنها مُتقدِّمة على رجلها في حياة التقوى والذكاء، كما كانت كريمة وغيورة.

حتى في وسط الأيام القاسية بسبب الانحلال والفساد وعبادة الأوثان، وُجدَ أُناس أتقياء عظماء في حياتهم الداخلية.

إذ ترك أليشع النبي ممتلكاته، واختار بإرادته الفقر، حيث وجد في الرب إلهه كنزه وغناه وشبعه وسلامه، كان يحمل هذا الغنى الفائق في أعماقه أينما حلَّ. فلم يكن يشعر بالعوز، وإنما كان يفيض بالغنى على من يلتقي بهم، كما حدث مع المرأة الشونمية. هذا ما دفع القديس مار يعقوب السروجي إلى افتتاح ميمره عن "أليشع النبي والشونمية" بعمل مقارنة بين الغِنَى الداخلي والغِنَى الخارجي:

أ. يُمَثِّل الغِنَى الخارجي ثقلاً على الإنسان، فإنه يبحث عن موضع آمن لحفظه، إذ يخشى سرقته أو اغتصابه، أما الغِنَى الداخلي بالله الساكن في الإنسان، فيهب حياة سعيدة آمنة!

ب. ينصب الغِنَى الخارجي فخاخًا لصاحبه قد تؤدي إلى هلاكه، أما الغِنَى الداخلي فيدخل بصاحبه إلى الحياة المُطوَّبة!

ج. الغِنَى الخارجي يُشبِه قيدًا يربط صاحبه به، فيفقده حريته، أما الغِنَى الداخلي ففي كمال الحرية يحمله صاحبه أينما ذهب!

v غِنَى العالم يُحمّل من يقتنيه ثقلاً، بك يا رب أَغتني، لأن غناك حياة لمن يحبك.

 كل مُقتنَى يقتنيه المرء خارجًا عنك هو فخ عظيم، يخنق من يقتنيه.

 ربي نقتنيك، لأنك الغِنَى الذي لا يُسلَبْ، وغناك يُكسب الحياة، والتطويب لمن يتعلق.

 إذ يتغير الغنى ويعبر عن قانيه، فلماذا يفرح به، لأنه قد ركب العجلة وغيَّر المكان؟

 هذا هو الغنى عندما يغتني الإنسان من داخله، وكل غناه يسير معه حيثما سار.

 عبيد الرب كانوا أغنياء في الرب فقط، وكانوا فقراء في كل ما وُجد في العالم.

 كانوا فقراء في مقتنيات الوقت القصير، لكنهم كانوا أغنياء في الله وفي مواهبه.

 هذا هو الغِنَى: غنى كل يوم لمن يعرفه، الغنى الذي يثبت بدون تغيير لدى مقتنيه.

 من أجل هذا اقتناه الأبرار عوض كل شيءٍ، لأن منه ينبع كل غنى بدون تغيير[15].

القديس مار يعقوب السروجي

تأهلت الشونمية أن يقيم أليشع النبي في بيتها كلما عبر في الطريق إلى الكرمل، إذ كانت نفسه تستريح لهذه التي اتسمت حياتها بالتقوى. وكأنه كان رمزًا للسيد المسيح الذي كان يستريح لبيت لعازر ومريم ومرثا في بيت عنيا.

لقد طلب السيد المسيح من التلاميذ عند دخولهم أية مدينة أن يقيموا في بيت من هو مستحق لذلك بحياته التقوية المقدسة في الرب.

v مال إلى بيت الشونمية المملوءة بالتمييز، لأنها استحقت أن تستقبله بحبٍ إيمانٍها.

 كان يتقيد بوصية ربنا الجديدة منذ بداية سيرته حسب (العهد) القديم.

 أمر ربنا الرسلَ عندما يدخلون إلى المدن أن يسألوا: من يستحق (ليقيموا عنده).

 وبما أن روح الأولين والآخِرِين واحد، فبه كان يتصرف أليشع باستنارة.

 رأى أن الشونمية كانت مستحقة ليُقِيم عندها، وكان يزورها دائمًا حين يَعبُرُ.

 أنت تفهم أنها كانت تستحقه بفضل تمييزها، وكلامها مع رَجلها بخصوص أليشع.

 قالت الذكية لرجلها بخصوص أليشع: أنا أعرف أن نبي الرب قديس.

 لم تكن تستقبله بدون تمييز، لكن بحركات الإيمان المملوء حبًا.

 ولهذا قالت: أعرف أنه قديس، فتجلى جمال إيمانها وتميَّز[16].

القديس مار يعقوب السروجي

v قال شيخ: "يُقال إنّ الشونمية تشير إلى النفس، وأليشع النبي إلى الروح القدس. هكذا عندما تبتعد النفس من الاهتمامات الجسدانية يحلُّ عليها الروح القدس، حينئذٍ ولو كانت عاقرًا يمكنها أن تحبل وتلد".

v قال أبّا بيمين: "ذهبتُ يومًا ما إلى أنبا آمون، وطلبتُ منه قولاً لمنفعتي، فقال لي: عمل الخير وحده هو الذي ينجِّي من جهنم، فالخير يمنع ذهاب الإنسان إلى الهلاك. اُنظر إلى طابيثا، كيف أنّ فضيلتها أقامتها بعد الموت (أع 9: 36-42). وها هي امرأة عملت عملاً صالحًا مع أليشع النبي، فأقام ابنها حيًّا من الموت (2 مل 4). اُنظر إلى الملك حزقيا كيف أنه بسبب برِّه وحُسن أعماله منحه الرب 15 سنة إضافية على عمره (2 مل 20: 1-11)."

v قال أخٌ لأبّا كرونيوس: "قُل لي كلمة". فقال له: "عندما ذهب أليشع النبي إلى المرأة الشونمية وجد أنها ليس لها تعهُّد بشري مع إنسان، وأنها أكرمته جدًا كنبي. وهكذا حبلت وولدت طفلاً في أيام ذهاب أليشع إليها (2 مل 4)." فقال له الأخ: "ماذا يعني ذلك؟" فقال له الشيخ: "تُشبَّه المرأة بالنفس وأليشع النبي بروح الله، فإذا كانت النفس متيقِّظة وبعيدة عن كل تشتُّت وتنبذ مشيئتها، حينئذٍ يسود عليها روح الله، ويمكنها أن تُثمر حتى ولو كانت عاقرًا، لأنها حرّة أن تفعل ذلك.

فردوس الآباء

St-Takla.org Image: And she said to her husband, "Look now, I know that this is a holy man of God (Elisha), who passes by us regularly. "Please, let us make a small upper room on the wall; and let us put a bed for him there, and a table and a chair and a lampstand; so it will be, whenever he comes to us, he can turn in there." (2 Kings 4:9-10) صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة تطلب من زوجها أن يعدوا غرفة لأليشع ببيتهم (ملوك الثاني 4: 9-10)

St-Takla.org Image: And she said to her husband, "Look now, I know that this is a holy man of God (Elisha), who passes by us regularly. "Please, let us make a small upper room on the wall; and let us put a bed for him there, and a table and a chair and a lampstand; so it will be, whenever he comes to us, he can turn in there." (2 Kings 4:9-10)

صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة تطلب من زوجها أن يعدوا غرفة لأليشع ببيتهم (ملوك الثاني 4: 9-10)

فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ الله مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. [9]

قول الشونمية: "عَلِمتُ أنه رجل الله مقدس"، يعني أنه مُخلِص في تكريس حياته لخدمة القدوس، فصار مِلكًا له.

v بعد صعود إيليا، احتلّ أليشع مكانه، وصار كرئيس لبني الأنبياء والمدبِّر لهم. بناء على دعوته هذه، كان مُلزَمًا أن يفتقد مساكنهم في بيت إيل وأريحا، كما يفتقد الذين عند الأردن. في الواقع في طريقه هذا كان ملزمًا أن يعبر خلال قرية شونم، كان من وقت إلى آخر يميل إلى بيت الشونمية، إذ كانت امرأة عجيبة... أدركت بركة إقامته في بيتها. لهذا سألت رجلها أن تبني له عُلّية معتزلة ومنفصلة عن سكان البيت[17].

القديس أفرام السرياني

يرى القديس مار يعقوب السروجي أن المرأة مع مساواتها للرجل في الطبيعة البشرية، وفي قدراتها العقلية والتدبير، إلا أنها تتميز عنه بأنها قادرة على تحقيق ما تريده إن كان خيرًا أو شرًا. يرى أيضًا في المرأة الشونمية نموذجًا حيًا للمرأة البارة، ذات الفكر المقدس، يمكن أن يقتدي بها رجلها وكل أهل بيتها، كمصدر بركة لكل الأسرة.

v صوّرت (المرأة الشونمية) للنساء صورة مُحبَّبة ومملوءة جمالاً، لينظرن إليها، ويتشبهن بها مع رجالهن.

يسهل على المرأة أن تحث بعلَها على ما هو جميل، وبإيمانها تصير لبيتها سبَب صلاح.

طبيعة النساء لا تنقصها المعرفة، فإن أردن، يكن حكيمات جدًا في أعمالهن.

أنزلت عادات التراخي ومحبة العالم الباطلة (بعض) النساء من معرفة الله.

بدون ذلك طبيعة الرجل وطبيعة المرأة متساويتان في خلقتهما: الفكر والعقل والتمييز وكل فهمٍ.

يسهل على المرأة أن تفهم كل شيءٍ بوضوح، ما لم تُنزلها العادة إلى الرخاوة.

لاحظها عندما تصلي لتحب شيئًا، فإنه ليس ما يمنعها، فتشغف نفسها كلها بمحبته بشدةٍ.

إنها مستنيرة كثيرًا بأمور تخصها، وما تود أن تصنعه تفعله كما الرجل.

حينما تحب، تكون بليغة جدًا في المدح، وحينما تبغض تكون ماهرة جدًا في اللعنات...

إن أرادت فهي نشيطة في كل هذا، ومستنيرة في التعليم الإلهي.

اُنظر تمييز الشونمية وتَعلَّم منها، فإنه يلزم على جميع النساء أن ينظرن إليها.

ويمارسن تعليم البرّ، ويرتبطن بفكر القداسة.

ويصرن سبب خيرٍ لرجالهن، ويظهرن كمُعلِّمات في منازلهن.

وتصدر من أفواههن نصائح صالحة داخل بيوتهن لرجالهن ولأشخاصهن.

مثل هذه المرأة التي صارت مثالاً لكل ما هو نافع، بمشورتها الصالحة تبارك بيتها كله[18].

القديس مار يعقوب السروجي

فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً،

وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً،

حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا. [10]

العلية aliyah، هي حجرة علوية في البيوت في الشرق، كانت تُبنَى على السطح، وكانت تُفرَش بأثاثات خاصة تليق بالضيوف الذين يكرمونهم. إقامة علية للضيافة كان أمرًا عاديًا للقادرين، خاصة الذين بيوتهم على الطريق. وكان الضيف يشعر بحريته، فيصعد وينزل من العلية خلال سلم خارج البيت، فلا يشعر بحرجٍ في تحركاته.

تعتبر العلية مكانًا محبوبًا لرب البيت ينسحب إليها ليقضي فترة خلوة. كان إيليا النبي مقيمًا في العلية في منزل أرملة بصرفة صيدا (1 مل 17: 19، 23). وكان الملك أخزيا في العلية التي بقصره في السامرة عندما سقط من الكوة (2 مل 1: 2). وكان عجلون ملك موآب في العلية (قض 3: 20، 23) حين اغتاله أهود. واعتكف داود في العلية ليبكي ابنه أبشالوم (2 صم 18: 24، 33). وفي العلية كان دانيال يصلي ثلاث مرات يوميًا (دا 6: 10). واستخدمت العلية بمعنى رمزي في (مز 104: 3، 13؛ إر 22: 13، 14).

وفي العهد الجديد أسس السيد المسيح سرّ الإفخارستيا في العلية في بيت مريم والدة مرقس الرسول (مر 14: 15؛ لو 22: 12).

يرى James Freeman أن الكلمة الأصلية في سفر الملوك الثاني جاءت Kisse، وهي لا تعني عُلية بمعنى بدائي، إنما تُستخدَم في بعض العبارات لتشير إلى عرشِ.

يرى العلامة أوريجينوس أن العلية أو الدور العلوي يشير إلى الارتفاع إلى التفسير الروحي للكتاب المقدس عوض النزول إلى الجب أي إلى التفسير الروح.

v أمر منطقي أن يُضرَب إرميا كما ضُرِبَ بولس وكما ضُرِبَ السيد المسيح. "فضرب فشحور إرميا النبي، وجعله في المقطرة التي في باب بنيامين الأعلى". كانت المقطرة في باب بنيامين وفي الدور الأعلى (العلوي). إن نصيب سبط بنيامين من الميراث كان "أورشليم" حيث يوجد هيكل الرب، ذلك كما هو موضح في تقسيم الميراث الموجود في سفر يشوع. بما أن الهيكل كان في سبط بنيامين، لذلك فإن النبي قد جُعل في المقطرة، أو بحسب الترجمة النص: قد أُلقي في الجب الذي في باب بنيامين. واسم بنيامين معناه "ابن اليمين". وهذا الباب موجود بالقرب من الدور العلوي عند بيت الرب. وبالرغم من وجود دور علوي في بيت الرب، إلا أن فشحور لم يلقِ إرميا إلا في الجب السفلي. أما نحن فإننا نريد أن نأخذ إرميا الآن ونصعده إلى الدور العلوي من بيت الرب؛ هذا الدور العلوي أقصد به المعنى الروحي المرتفع[19]، وذلك كما سأوضح من خلال نصوص عديدة من الكتاب المقدس، تؤكد أن الأبرار يستقبلون الأنبياء في الأدوار العليا. يذكر سفر الملوك أن أرملة صرفة صيدا التي جعلها الرب لإعالة إيليا استضافته عندها في العلية الموجودة في منزلها (1مل17: 19)

كذلك المرأة الشونمية التي كانت تستضيف أليشع النبي كلما مرّ عليها، عملت له علية صغيرة لكي يستريح فيها كلما يجيء [8-10]. وعلى العكس من ذلك فإن أخزيا الخاطئ سقط من الطابق العلوي (2 مل 1: 2). يوصيك يسوع المسيح أنت أيضًا ألا تنزل من السطح، فيقول: "والذي على السطح، فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئًا" (راجع مت 24: 15- 17)[20].

العلامة أوريجينوس

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: And it happened one day that he came there, and he turned in to the upper room and lay down there. Then he said to Gehazi his servant, "Call this Shunammite woman." When he had called her, she stood before him. And he said to him, "Say now to her, 'Look, you have been concerned for us with all this care. What can I do for you? Do you want me to speak on your behalf to the king or to the commander of the army?' " She answered, "I dwell among my own people." So he said, "What then is to be done for her?" And Gehazi answered, "Actually, she has no son, and her husband is old." (2 Kings 4:11-14) صورة في موقع الأنبا تكلا: "جيحزى" تلميذ أليشع يخبره بان المرأة ليس لها ولد (ملوك الثاني 4: 11-14)

St-Takla.org Image: And it happened one day that he came there, and he turned in to the upper room and lay down there. Then he said to Gehazi his servant, "Call this Shunammite woman." When he had called her, she stood before him. And he said to him, "Say now to her, 'Look, you have been concerned for us with all this care. What can I do for you? Do you want me to speak on your behalf to the king or to the commander of the army?' " She answered, "I dwell among my own people." So he said, "What then is to be done for her?" And Gehazi answered, "Actually, she has no son, and her husband is old." (2 Kings 4:11-14)

صورة في موقع الأنبا تكلا: "جيحزى" تلميذ أليشع يخبره بان المرأة ليس لها ولد (ملوك الثاني 4: 11-14)

3. سدّ احتياج المرأة العظيمة

11 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَاضْطَجَعَ فِيهَا. 12 فَقَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «ادْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. 13 فَقَالَ لَهُ: «قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هذَا الانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟» فَقَالَتْ: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي». 14 ثُمَّ قَالَ: «فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟» فَقَالَ جِيحْزِي: «إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ». 15 فَقَالَ: «ادْعُهَا». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. 16 فَقَالَ: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا». فَقَالَتْ: «لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ». 17 فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ.

 

وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ،

وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ، وَاضْطَجَعَ فِيهَا. [11]

فَقَالَ لِجِيحَزِي غُلاَمِهِ: ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ.

فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. [12]

كلمة "غلامه" هنا تُطلق على إنسان تحت التدريب، أكثر منه إنسان يهتم بالخدمة. هذا التعبير أُطلق أيضًا على أليشع نفسه في علاقته بإيليا النبي (1 مل 19: 21). لكن للأسف فإن جيحزي أثبت بتصرفاته أنه ليس أهلاً أن يخلف أليشع النبي كما خلف أليشع إيليا.

v للنار الإلهية غير المادية فاعليتها لإنارة النفوس وتمحيصها كما يمتحن الذهب النقي بنار البوتقة. لكنها (النار الإلهية) تحرق كل شرٍ مثل الأشواك والقيود "لأن إلهنا نارٌ آكلة" (عب 12 : 29) [معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، في نار لهيب، وللذين لا يطيعون إنجيله] (2 تس 1: 8)... هذه النار ظهرت لموسى في العليقة، وظهرت في شكل المركبة التي اختطفت إيليا من الأرض [11]. وداود المبارك كان يطلب فاعلية هذه النار حينما قال: [امتحني يا رب، وجربني، محِّص كليتي وقلبي] (مز 26 : 2)[21].

القديس مقاريوس الكبير

قَالَ لَهُ: قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هَذَا الاِنْزِعَاجِ،

فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟

هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟

فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي. [13]

كان أليشع كريمًا يود أن يرد لكل مَن يعمل له خيرًا خِدمة يحتاج إليها. هذا واضح من حديثه أن الملك مع كونه شريرًا، لكنه هو ورئيس جيشه كانا يَعتَبِرَان أليشع ويسمعان له (2 مل 3: 12؛ 6: 9، 21؛ 13: 14). لم يستغل محبة المرأة العظيمة، إنما سألها إن كان يقدر أن يخدمها لدى الملك أو أحد رجال الدولة. فقد تدرب ألا يمتنع عن أن يأخذ، ولكنه وهو يأخذ يرد العطاء بالعطاء، والحب بالحب العملي.

تدعو الكنيسة الله "صانع الخيرات"، فإنه مُبادِر بالعطاء لمحبيه ولأبنائه. هكذا أراد أليشع مثل إلهه أن يُقدِّم خيرًا للمرأة الشونمية. إنها لم تسأله شيئًا، بل بادر يسألها ماذا تطلب. كان مستعدًا أن يطلب من أجلها لدى الملك أو قائد الجيش. هكذا يليق بكل مؤمنٍ أن يبادر بكل قلبهِ ليعطي دون أن يسأله أحد.

v بذل عناية فائقة لاحتياجات (المصارعين) الزمنية والروحية. اسمعه كيف يناشد الجميع بخصوص امرأة واحدة، فيقول: "أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا" (رو 1:16). وأيضًا: "أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ، وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ، كَيْ تَخْضَعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ" (1 كو 16: 15، 16).

من خصائص محبة القديسين، مساعدة الآخرين في الأمور الزمنية، فأليشع النبي ساعد المرأة التي استضافته ماديًّا وروحيًّا (2 مل 12:4)، فقال لها: "هوذا قد انزعجتِ بسببنا كل هذا الانزعاج، فماذا يُصنع لكِ، هل لكِ ما يُتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش؟" [13][22]

القديس يوحنا الذهبي الفم

v بإيمانها أظهرت لزوجها الطريق، وصنعت لذلك القديس (أليشع) مسكنًا مقدسًا في بيتها.

 بنفسها المُحبة التي كانت ساكنة لدى الله، قالت لزوجها: إن نبي الرب قديس.

 ونظرًا لوجود التمييز والإيمان فيها، أمكنها أن تعرف ذلك القديس كما هو.

 وأعطت النصيحة، وسمع الرجل للمؤمنة، وأعدَّا مكانًا ليحل النبي عندما يَعبُرُ.

 كان النبي أيضًا فطنًا مثل الله، وقد أراد أن يكافئ الصالحين على أفعالهم الصالحة.

 رأى العلّية التي أتقناها له حسب إرادته بفقرٍ وتجردٍ وعفافٍ.

 واستعد ليجازيهم خيرًا كما يجازي الله أعمال أحبائه الصالحة.

 ولئلا ينكر النبي تعب الإيمان، طلب أن يكافئ محبتها التي بها أُكرم.

 دعاها النبي ليستفهم منها ماذا يعطيها، لتقول له ماذا تطلب منه فيعطيها.

 هكذا يعطي الله أيضًا من يطلب منه، ويريد أن يستجيب كل سؤال من السائلين.

بنفس الفكر استعد نبي الرب ليعطيها ما تسأله، لأنها خدمته.

 استفهم منها: هل تطلب منه بأن يقول عنها كلمة للملك أو لقائد الجيش فتنال مساعدة[23].

القديس مار يعقوب السروجي

ثُمَّ قَالَ: فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟

فَقَالَ جِيحَزِي: إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ. [14]

لم تذكر المرأة أنها عاقر، ليس لها ابن، ربما لأنها قد قطعت كل رجاء في ذلك. غير أن جيحزي أدرك مشاعر سيدة عاقر متزوجة رجلاً قد شاخ، لا يوجد من يُشبِع أمومتها ولا من يرثها وهي غنية. لذا سأل النبي لا أن يخدمها لدى الملك أو لدى أحد رجال الدولة العظماء، بل لدى الله نفسه، القادر وحده أن يهبها ابنًا. آمن جيحزي بالله إله المستحيلات، المتخصص في الأمور المستعصية.

قال أنبا إشعياء: "قال لي أنبا بفنوتيوس: كنتُ أقوم بزيارة الأبوين الشيخين أنبا أنوب وأنبا بيمين طيلة حياتهما مرتين في الشهر. وكانت قلايتي تبعد عنهما اثني عشر ميلاً، وكنتُ أسألهما عن جميع أفكاري، فكانا يقولان لي هذا: لا تعمل لك اسمًا في المكان الذي تسكن فيه، فتجد راحةً، فالمرأة الشونمية استضافت أليشع النبي لأنه لم يكن لها انشغال شديد برجلها (2 مل 4: 14-17). ونحن نقول إنّ المرأة الشونمية هي النفس وأليشع هو روح الله، فإذا أقامت النفس بعيدًا عن الطياشة يفتقدها الروح، وحينئذٍ تستطيع أن تلد هذه التي كانت من قبل عقيمة."

St-Takla.org Image: So Elisha said, "Call her." When Gehazi had called her, she stood in the doorway. Then he said, "About this time next year you shall embrace a son." And she said, "No, my lord. Man of God, do not lie to your maidservant!" (2 Kings 4:15-16) صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع يعد المرأة بأنه سيكون لها ولد بعد عام (ملوك الثاني 4: 15-16)

St-Takla.org Image: So Elisha said, "Call her." When Gehazi had called her, she stood in the doorway. Then he said, "About this time next year you shall embrace a son." And she said, "No, my lord. Man of God, do not lie to your maidservant!" (2 Kings 4:15-16)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع يعد المرأة بأنه سيكون لها ولد بعد عام (ملوك الثاني 4: 15-16)

16فَقَالَ: ادْعُهَا.

فَدَعَاهَا فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. [15]

فَقَالَ: فِي هَذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، تَحْتَضِنِينَ ابْنًا.

فَقَالَتْ: لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ الله!

لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ! [16]

ظنت المرأة الشونمية أنه يكذب عليها، ليس عن عمدٍ، لكن مع محبته وإخلاصه واشتياقه أن يخدمها، فيطلب لها ابنًا، غير أنه عاجز عن تحقيق هذا الوعد، لأنه ليس في سلطانه هكذا. ولعلها دعته هكذا لأنها كانت في حالة إحباط لسنين كثيرة، وشعرت أن ما يعدها به أمر لا يستطيع أحد أن يهبه لها.

إذ علم أليشع النبي بأن المرأة عاقر ورجلها شيخ طُعن في السن، تذكَّر سارة وإبراهيم، وكيف أقام الله لهما ابنًا مباركًا. آمن أليشع بأن الله قادر أن يقيم من مستودع الشونمية الحجري أولادًا لله.

v أراد النبي أن يعطيها ابنًا دون أن تطلبه، إذ لم تسأل ولدًا تناله من الله.

عرف البهيّ بأنها كانت عاقرًا، وزوجها شيخ، فحارب الأمرين وقهرهما.

صارع مع العقم والشيخوخة، وجنى النبي العظيم ثمرة من كليهما...

كانت كلمة الرب في فم ذلك القديس، وكان يسهل عليه أن يصنع أبناء من الحجارة.

ولهذا وعد أن يعطي المرأة العاقر والرجل الشيخ ثمرة، ويبهجهما.

أشرقت من بين شفتيه قوة فاعلة، فلم تقدر الطبيعة أن تعصيه في ما يأمرها.

بثقةٍ وعد المرأة المقفرة، وكما وعد تمَّم الرب، وأعطاها ثمرة.

شبعت العاقر، وفرحت المعوزة بالثمرة، واغتنى البيت بوارثٍ محبوبٍ، وابتهج سكانه.

انتصر أليشع حين أمر، فأثمر الحضن العاقر، وابتهجت الشونمية بابن تحتضنه[24].

القديس مار يعقوب السروجي

يُقدِّم لنا أليشع النبي مفهومًا حيًا لحياة لوحدة والتأمل. فالوحدة في نظره هي شركة مع الله، مع العمل بروح الرب لحساب ملكوته ولبنيان شعب الله. ليست الوحدة انعزالاً ولا خمولاً ورفضًا للعمل!

v لنقارن بين راحة (أليشع) والآخرين. الآخرون إذ يطلبون الراحة اعتادوا أن يسحبوا أفكارهم من العمل، وأن ينسحبوا من الشركة وصحبة الناس، لكي يبحثوا عن الانسحاب من القرية، أو وحدة الحقول أو من المدينة ليهبوا راحة لعقولهم، وينعموا بالسلام والهدوء.

في الهدوء شق الأردن بعبوره عليه، ففاض الجانب الأسفل، ورجع الجانب الأعلى إلى مصدره. على الكرمل وعد امرأة لم يكن لها بعد طفل، أن يكون لها طفل غير متوقع تحبل به (2 مل 4: 16). أقام ميتًا إلى الحياة [34، 35]، وأصلح مرارة الطعام وجعله حلوًا بمزج دقيق به [41]. وإذ تم توزيع عشرين رغيفًا للشعب للطعام، جمعوا الكسر التي تبقَّت بعد أن شبعوا [44]. جعل رأس الفأس الحديدي الذي سقط في نهر الأردن وغطس في الأعماق أن يطفو بوضع يد خشبية في الماء (2 مل 6:6). جعل البَرَص يتحول إلى نقاوة (2 مل 5: 10)، والجفاف إلى مطر (2 مل 3: 17)، والمجاعة إلى وفرة (2 مل 7: 1).

متى يكون البار في وحدةٍ؟ متى كان الله معه على الدوام. متى يُترك ذاك الذي لن ينفصل قط عن المسيح؟ قيل: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟... فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملاك يفعل ذلك" (راجع رو 8: 35، 38)[25].

القديس أمبروسيوس

St-Takla.org Image: But the woman conceived, and bore a son when the appointed time had come, of which Elisha had told her. (2 Kings 4:17) صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة الشونمية تلد طفلا كما قال أليشع النبي (ملوك الثاني 4: 17)

St-Takla.org Image: But the woman conceived, and bore a son when the appointed time had come, of which Elisha had told her. (2 Kings 4:17)

صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة الشونمية تلد طفلا كما قال أليشع النبي (ملوك الثاني 4: 17)

فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذَلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ،

كَمَا قَالَ لَهَا أليشع. [17]

إذ تحقق الحبل في رحم عقيم أو شبه ميت، فإن إنجاب طفل يُمثَّل تمتعنا بالحياة الجديدة في الرب عوض الموت.

v إذ لم يكن ممكنًا لأحد أن يقبل بسهولة أن عذراء تقدر أن تحمل طفلاً، فإنه في البداية أُعطي لنساء عواقر أن يكون لهن هذا؛ ليس فقط عواقر بل وأيضًا نساء كبار (شيخات)... وذلك لتهيئة الطريق للإيمان بأنه يحدث حبَلاً في عذراء.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v كانت المرأة عاقرًا، لكن بصلاة أليشع أنجبت ابنًا. هكذا أيضًا كانت الكنيسة عاقرُا قبل مجيء المسيح، وكما أنجبت هذه ابنًا بصلاة أليشع، هكذا أنجبت الكنيسة الشعب المسيحي عندما جاء إليها المسيح.

على أي الأحوال مات ابن هذه المرأة في غياب أليشع، وهكذا مات ابن الكنيسة أي الأمم بالخطية قبل مجيء المسيح. عندما نزل أليشع من الجبل عاد ابن الأرملة إلى الحياة، وعندما نزل المسيح من السماء عاد ابن الكنيسة أي الأمم إلى الحياة[26].

الأب قيصريوس أسقف آرل

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: And the child grew. Now it happened one day that he went out to his father, to the reapers. And he said to his father, "My head, my head!" So he said to a servant, "Carry him to his mother." (2 Kings 4:18-19) صورة في موقع الأنبا تكلا: الطفل يسقط مريضا في الحقل عند والده (ملوك الثاني 4: 18-19)

St-Takla.org Image: And the child grew. Now it happened one day that he went out to his father, to the reapers. And he said to his father, "My head, my head!" So he said to a servant, "Carry him to his mother." (2 Kings 4:18-19)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الطفل يسقط مريضا في الحقل عند والده (ملوك الثاني 4: 18-19)

4. إقامة ابنها الميت

18 وَكَبِرَ الْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ، 19 وَقَالَ لأَبِيهِ: «رَأْسِي، رَأْسِي». فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: «احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ». 20 فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ. 21 فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ. 22 وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ: «أَرْسِلْ لِي وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَرْجعَ». 23 فَقَالَ: «لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ». فَقَالَتْ: «سَلاَمٌ». 24 وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: «سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ». 25 وَانْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ اللهِ مِنْ بَعِيدٍ قَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «هُوَذَا تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. 26 اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا وَقُلْ لَهَا: أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟» فَقَالَتْ: «سَلاَمٌ». 27 فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى الْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحْزِي لِيَدْفَعَهَا، فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: «دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي». 28 فَقَالَتْ: «هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟» 29 فَقَالَ لِجِيحْزِي: «أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَدًا فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ». 30 فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ». فَقَامَ وَتَبِعَهَا. 31 وَجَازَ جِيحْزِي قُدَّامَهُمَا وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ. فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلًا: «لَمْ يَنْتَبِهِ الصَّبِيُّ». 32 وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. 33 فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. 34 ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. 35 ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. 36 فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: «اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ». 37 فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ.

 

وَكَبِرَ الْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ. [18]

لا تزال تمتاز أرض شونم بالخصوبة. واضح هنا أن هذا الرجل كان غنيًا، لديه كثير من الخدم والحصادين.

وَقَالَ لأَبِيهِ: رَأْسِي، رَأْسِي.

فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ. [19]

فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ،

فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ. [20]

لم يكن موت ابن الشونمية علامة غضب الله عليها، وإنما لكي يتمجد الله في نبيِّه أليشع. كطلب النبي وهبها الله الابن، وبطلبته يردُّه إليها بعد موته. الله هو واهب الحياة، ومقيم الأموات.

v أراد الرب أن ينتصر عبدُه المختار، ويعظم اسمه بالعجائب التي تُصنَع.

 أرسل الموتَ، فقطف الثمرة المحبوبة التي نمت، والكرمة العاقر التي تحمله لبست الحِداد.

 وهبه وأخذه ليُظهِرَ قدرته العظيمة، لأن حياة العالم كله وموته موضوعان في يديه[27].

القديس مار يعقوب السروجي

St-Takla.org Image: When he had taken him and brought him to his mother, he sat on her knees till noon, and then died. And she went up and laid him on the bed of the man of God, shut the door upon him, and went out. (2 Kings 4:20-21) صورة في موقع الأنبا تكلا: الطفل يموت بين يدي أمه (ملوك الثاني 4: 20-21)

St-Takla.org Image: When he had taken him and brought him to his mother, he sat on her knees till noon, and then died. And she went up and laid him on the bed of the man of God, shut the door upon him, and went out. (2 Kings 4:20-21)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الطفل يموت بين يدي أمه (ملوك الثاني 4: 20-21)

بموت الصبي لم يتمجد الله فحسب، ولا نال أليشع كرامة في الرب فحسب، وإنما تزكَّت المرأة الشونمية، فظهر إيمانها بالله القادر أن يقيم من الأموات. عند موت ابنها لم تطلب تعزية من رجلها وأهل بيتها. ولا تسلَّل اليأسُ إلى قلبها، كما لم تفكر في تكفينه ودفنه، إنما حملته إلى سرير النبي، ووثقت في عمل الله خلاله.

v تدبير الله سام جدًا، ولا يوجد خطأ في أعماله الحكيمة.

كل (أعماله) تُذهل المميّزين، ولا تُدرَك إلا بمحبة الإيمان.

حتى عندما يأخذ الرب شيئًا من إنسانٍ، فكأنه ينال بالنسبة لمن يعرف أن يتأمل فيه.

عندما وهب ابنًا للعاقر كان ذلك موهبة، وحين أخذه أيضًا كان يتعامل بنعمته نفسها.

أراد أن يُعظِّم موهبته ويزيِّنها، لتصير محبوبة ونامية جدًا لدى آخذيها.

وهب ولدًا للمرأة العاقر ولكن فقدته، ثم عاد وأعطاها من الميت حيًا لكي تفرح به.

ضاعف هذه الموهبة المحبوبة التي أعطاها، ليكثر جمالها، ويُمدَح بها النبي العظيم.

وهبه القوة أن يُعطي أبناء للعواقر، وأضاف له أيضًا أن يُعِيدَ الموتى من الموت.

بنبوتِّه جعل البطن العاقر والهاوية يثمران، وأظهر قدرته بالحضنَين اللذين كانا مُقفريْن.

ولكي ينتصر جبروته (الله) في العالم كله، أمات الرب حينئذ ابن الشونمية.

نظر الله إلى إيمانها كم كان عظيمًا، وكانت تطلب منه دون ارتياب أن يُحيي الميتَ.

لهذا أخذ (الله) هذا المحبوبَ الذي سُلب، لتهتم أمه وتطلب حياة الموتى من المختار.

عرف بأنها لن تترك ذلك القديس حتى يقيمه، لهذا أخذه منها بالموت.

حكيم القلب أرسل الموتَ إلى العاقر، وجرَّد مسكنها الذي عرف الأمان بحبيبها (ابنها)[28].

القديس مار يعقوب السروجي

v إننا نقتنع أن الموت ليس جزاء عقوبة، فالقديسون أيضًا يجتازونه، لا بل ورب القديسين نفسه يسوع المسيح، الذي هو حياتهم والقيامة من الأموات (اجتازه)[29].

قوانين الرسل القديسين

فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ الله

وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ. [21]

تصرُّف المرآة الحكيم يكشف عن الصلاة المقبولة لدى الله، حين نُلقِي بأمورنا بين يديه دون أن نسأل شيئًا معينًا، إنما نقبل إرادته المقدسة ومشيئته الحكيمة.

يرى القديس مار يعقوب السروجي أن المرأة الشونمية تطلعت إلى أليشع كرمزٍ للسيد المسيح، الأسد الخارج من سبط يهوذا، يزأر فيقتل الموت ويميته! لهذا دخلت بابنها إلى العلية كما إلى كنيسة المسيح، ووضعته على سرير النبي، وكأنها دخلت به إلى قبر المسيح. فالمعركة هي بين الأسد واهب الحياة والموت الذي لا يقدر أن يقف أمام واهب القيامة.

v مات حبيبها ولم تفتح قبرًا يدخل فيه، بل وضعته في العلية التي تُنبع الحياة.

 عرفتْ من يحل في ذلك البيت، وكانت واثقة أنه سيأتي حالاً، وسيشرق الحياة.

 وضعت الصبي في بيت أليشع، وأغلقت عليه، ليأتي النبي ويطرد الموت من خدره.

 وضعت الجثمان على سرير الرجل الإلهي، ليأتي ويسحق الموت الذي سحق مضجعه.

 أدخلت الميت إلى عرين الأسد، وأغلقت الباب، ليزأر على الموت ويطرده بسرعة[30].

القديس مار يعقوب السروجي

St-Takla.org Image: The Shunammite woman goes to Elisha and tell him about the death of her son (2 Kings 4:22-26) صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة الشونمية تذهب لأليشع وتخبره بموت الولد (ملوك الثاني 4: 22-26)

St-Takla.org Image: The Shunammite woman goes to Elisha and tell him about the death of her son (2 Kings 4:22-26)

صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة الشونمية تذهب لأليشع وتخبره بموت الولد (ملوك الثاني 4: 22-26)

وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ:

أَرْسِلْ لِي وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ،

فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ الله وَأَرْجِعَ. [22]

وضعت ابنها على سرير النبي في العلية، وأغلقت عليه، كي لا يشعر رجلها وأهل بيتها والعاملون فيه بالأمر، فيرتبك الكل بسبب موته. كما أن تصرُّفها هكذا يكشف عن إيمانها بأن رجل الله بطلبته وهبها هذا الطفل وهي عاقر، حين كانت كمن في حالة موت تعجز تمامًا عن الحبل بطفلٍ. ذاك الذي بطلبته وهبها هذه الهدية، قادر أيضًا بطلبته أن يُقِيمَ الميت باسم الرب الحي.

من شونم إلى الكرمل مسافة نحو ست ساعات. وكان نادرًا ما تمشي سيدة من الطبقة النبيلة، إنما غالبًا ما تركب حمارًا أو خيلاً، وكان يجري وراءها خادم ومعه سوط أو عصا ليحث الحمار على السرعة. ربما أشار إلى ذلك سليمان في (سفر الجامعة 10: 7) بقوله: "قد رأيت عبيدًا على الخيل، ورؤساء ماشين على الأرض كعبيدٍ"[31].

فَقَالَ: لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟

لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ.

فَقَالَتْ: سَلاَمٌ. [23]

في أيام الأعياد لا يقوم المؤمنون بأعمالهم اليومية، بل يُكرِّسونها للعبادة والخدمة، لذا يذهبون إلى بيت الرب ويقابلون أناس الله لممارسة أي عمل روحي (خر 20: 9-12؛ عا 8: 5).

واضح أنه بالرغم من انتشار عبادة الأوثان، كانت توجد بقية تمارس عبادة الرب وتحتفل بالأعياد، خاصة مع الأنبياء.

لم تتحدث مع رجلها، ربما لأنها كانت في عجلةٍ تود أن تُسرِعَ إلى رجل الله. ولعلها خشت أن يعوقها عن الذهاب إلى رجل الله، ما دام الابن قد مات.

ربما اعتاد الأنبياء في رأس الشهر وفي أيام السبوت أن يقيموا اجتماعات للشعب للتعليم. يصف عاموس النبي الطامعين هكذا: "قائلين متى يمضي رأس الشهر لنبيع قمحًا، والسبت لنعرض حنطة" (عا 8: 5)؛ أي يُفضِّلون أعمالهم اليومية عن حفظ الأيام المقدسة أو الاستماع لكلمة الله وتعاليم الأنبياء.

إن كانت المرأة الشونمية قد آمنت بيقين أن أليشع قادر بالرب أن يقيم ابنها، فقد اخفت الأمر عن رجلها حتى يبعث ابنها حيًا. لعلها أدركت أن رجلها يعاني من ضعف إيمان، فلم ترد أن تُرْبِكَه، أو خشت أن ينطق بكلمة تذمرٍ.

v وضعت الميت وسلكت طريقها إلى أليشع، ليأتي ويرد سبيًا أخذه الموت منها.

 مضت لتدعو الطبيب الذي يعرف أن يحيي ميتًا، ليأتي ويشفي الصبي الميت ويقوم حيًّا.

 بإيمانها أدركت كيف أن قوته قادرة، وطلبت منه ما يسهل عليه فعله مثل الجبار.

 توجهت وصعدت إلى جبله لتأتي به، فينزل ويُصعد الميت من حفرة الموتى.

 أخفت الذكية السرّ عن زوجها لئلا يتذمر، إلى أن يحيا الصبي، ثم تكشفه له[32].

القديس مار يعقوب السروجي

وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ،

وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا:

سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ. [24]

طلبت من الغلام أن يُسرع وهو يسوق الأتان دون أي اعتبار أنها تنزعج لسرعة الأتان.

وَانْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ الله إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ.

فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ الله مِنْ بَعِيدٍ، قَالَ لِجِيحَزِي غُلاَمِهِ:

هُوَذَا تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. [25]

اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا، وَقُلْ لَهَا:

أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟

فَقَالَتْ: سَلاَمٌ. [26]

قولها لجيحزي "سلام"، يحمل معنى أنها في عجلة، والأمر خطير ليس لديها الوقت للكلام، بل تود اللقاء مع النبي سريعًا.

تكشف هذه الأسئلة الثلاثة عما في قلب أليشع النبي، ألا وهو سلام كل إنسانٍ!

بالرغم من أن أليشع هو الذي أرسل تلميذه جيحزي ليلتقي بها ويسألها، غير أنها أرادت أن تتحدث مع النبي مباشرة، فهو وحده يشاركها مشاعرها، وله القدرة بالله أن يُقدِّم لها المستحيلات.

كان الشرقيون يمارسون تحيات جرى العرف عليها. فمتى سألت إنسانًا عن صحة شخص تعرف أنه مريض؛ يجيب: "بخير، شكرًا لله"، حتى وإن أكمل الحديث، قائلاً بأنه قد انتقل.

أحد الأمثلة التي قدَّمها العلامة ترتليان[33] لتأكيد وحدة العهد القديم مع العهد الجديد هو أن وصية أليشع هنا تحمل رمزًا وتناغمًا مع وصية السيد المسيح لرسله عند إرساله لهم في الخدمة (لو 10: 4-9).

St-Takla.org Image: Now when she came to the man of God at the hill, she caught him by the feet to resurrect her child (2 Kings 4:27-30) صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة تترجى أليشع أن يذهب ليقيم الولد (ملوك الثاني 4: 27-30)

St-Takla.org Image: Now when she came to the man of God at the hill, she caught him by the feet to resurrect her child (2 Kings 4:27-30)

صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة تترجى أليشع أن يذهب ليقيم الولد (ملوك الثاني 4: 27-30)

فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ الله إِلَى الْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ.

فَتَقَدَّمَ جِيحَزِي لِيَدْفَعَهَا.

فَقَالَ رَجُلُ الله: دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا،

وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي، وَلَمْ يُخْبِرْنِي. [27]

ما كان يشغل جيحزي هو ألا تمسك المرأة رِجْلَي النبي، أما ما كان يشغل النبي فهو التطلُّع إلى مرارة نفسها وتقديم الخدمة، دون الاهتمام بالمظهر الخارجي.

بقوله: "والرب كتم الأمر عني، ولم يخبرني" واضح أن إخفاء الأمر عنه أمر استثنائي، وكأن الله اعتاد أن يكشف له كل شيءٍ، لكنه لحكمة إلهية لم يخبره بما في نفس المرأة.

"أمسكت رجليه": يحمل هذا التصرُّف نوعًا من التواضع مع تكريم النبي (مت 28: 9).

يُعَلِّق القديس إكليمنضس الروماني[34] على تصرُّف جيحزي هذا بأنه هكذا كان طابع الحياة بالنسبة لأليشع، حيث لا يُسمَح لامرأة غريبة أن يكون لديها دالة أن تمسك بقدميه.

v النبي أليشع وهو كائن بشري لم يسمح لتلميذه أن يرد اقتراب المرأة، قائلاً: "دعها لأن نفسها مرة"، ليشير فقط إلى أنه بسببٍ صالحٍ ومن حقها إذ هي في ضيقة. بالأولى الله لن يخذلك عندما تقترب وأنت مُر النفس، ولهذا طوَّب المسيح الحزانى، وأما الطائشين فأعطاهم الويل[35].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v يُنتج الحزن الصراخ إلى الله، والتضرُّع بشدة العزم والهمَّة، ويجلب إليه استجابة الله وإغاثته. لأن أليشع النبي عندما رأى المرأة الشونمية تقترب إليه بغمٍ وحزنٍ شديدٍ، لم يترك خادمه يطردها، بل سمح لها بالدخول إليه، وقضَى أمرها [17]، ليُعرِّفنا أن الله لا يطرد الصارخين إليه في حزنهم.

وأنت أيها الأخ المسيحي عند حزنك لا تيأس، بل اُصرخ إلى الرب.

الأب أنسيمُس الأورشليمي

حديث القديس مار يعقوب السروجي يُلهِبُ القلب اشتياقًا نحو الالتصاق بالرب، فإن الرب يود أن يهب محبيه بصيرة مفتوحة، فلا يُخفي عنهم شيئًا، وإن أخفى أمرًا ما يكون ذلك لبنيان الشخص ومجده. كان أليشع مثل مُعَلِّمِه إيليا النبي يدرك حتى الأسرار السمائية، ليس من أمرٍ يُخفَى عنه إلا بسماح إلهي للبنيان.

لو لم يخفِ الله عن أليشع موت الصبي، لمنع أليشع موته، وكان الرب يستجيب طلبته. أخفى الأمر حتى يتمَّ موتُ الصبي، ويدخل النبي في معركة مع الموت، فينهزم الموت أمامه، ويتمجد الله في نبيِّه أليشع.

v لماذا إذًا يا تُرَى أخفى الرب موت الصبي عن أليشع، ولم يشعر به عندما مات؟

لو شعر، لكان قد منع الموت عنه، وبدعائه كان يزجره، فلا يقترب منه.

شعوره بالصبي وطرد الأذى منه ليس عظيمًا كما أقامه وأعطاه لأمه[36].

القديس مار يعقوب السروجي

فَقَالَتْ: هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟

أَلَمْ أَقُلْ: لاَ تَخْدَعْنِي؟ [28]

مرارة نفسها بموت هذا الابن الوحيد، عطية الله لها، أكثر من مرارتها حين كانت فارغة لا نسل لها.

لم يعلن الله لأليشع غاية زيارتها له، ولا تحدثت معه في هذا الأمر، إنما أشارت إلى طلبها بسؤالها: "هل طلبت ابنًا من سيدي؟ ألم أقل: لا تخدعني؟" ربما ظن أليشع من هذين السؤالين أن الابن يعاني من مرض خطير. لكن بهذه العبارة المُختصَرة أدرك النبي أن الولد قد مات.

فَقَالَ لِجِيحَزِي:

أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ،

وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَدًا، فَلاَ تُبَارِكْهُ،

وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ، فَلاَ تُجِبْهُ.

وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ. [29]

كانت وصية أليشع النبي لتلميذه جيحزي، أن يسرع ليعمل ما هو للرب، وطلب منه ألا يبارك أحدًا في الطريق، ولا يرد على من يباركه. فيليق بالخادم أن يُقدِّس كل وقته للشهادة لإنجيل المسيح ما استطاع.

طلب أليشع النبي أن يستخدم تلميذه العكاز، ولعله شعر بأن عكازه يحمل قوة كما حملت عصا موسى ورداء إيليا. لكن الله لم يرد أن يستعملها[37].

v يستخدم (الرهبان العصا) متشبهين بأليشع النبي (2 مل 4 : 29)، أما مفهومها الروحي فهو أنه لا يليق بالراهب أن يسير غير مُسلَّح بين كلاب الخطايا التي تنبح والوحوش الروحية في الشر غير المنظورة، هذه التي أراد داود الطوباوي أن يتخلَّص منها، قائلاً: [لا تُسَلِّمْ يا رب للوحش النفس التي اتكلتْ عليك] (مز 74 : 19). عندما تهاجمه يلزمه أن يضربها بعلامة الصليب ويطردها بعيدًا. وعندما تثور بعنف ضده يُبدِّدها بمصالحته الدائمة باحتماله آلام الرب وإتباعه مثال حياة الإماتة[38]

القديس يوحنا كاسيان

يرى القديس أغسطينوس أن أليشع أعطى خادمه عصا، وطلب منه أن يذهب إلى الابن الميت، لكن العصا لم تستطع أن تهبه الحياة. هذه العصا هي الناموس الذي بعث به الرب عن طريق خدامه، لكن الصبي لن يقوم إلا بمجيء ربنا يسوع نفسه[39]. انطلاق جيحزي ومعه عصا أليشع يشير إلى عمل الناموس العاجز عن الإقامة من الأموات، وانطلاق أليشع يشير إلى عمل السيد المسيح واهب النعمة، والقادر وحده على الإقامة من الأموات.

v أُرسل الناموس ولم يحيا، ومع هذا إذ أرسل عصاه بواسطة الخادم، والذي تبعه بنفسه، ووهبه الحياة... الناموس بواسطة خادمه والرحمة بواسطته هو نفسه.

الناموس كما لو كان في العصا التي أرسلها أليشع لإقامة ابن الأرملة، وقد فشلت في إقامته. "لأنه لو أُعطي ناموس قادر أن يحيي، لكان بالحقيقة البرّ بالناموس" (غل 3: 21)، أما الرحمة فكما لو كانت في أليشع نفسه الذي يحمل رمز المسيح، بإعطائه الحياة للموتى. ارتبط هذا المعنى بالسرّ العظيم الذي للعهد الجديد[40].

القديس أغسطينوس

ويُعلِّق القديس أمبروسيوس على هذه الوصيَّة بأن السيِّد لم يمنعنا من تحيَّة السلام، إنما من تقديمها في الطريق، بمعنى ألا تكون مُعطِّلة للعمل، وذلك كما أمر أليشع النبي خادمه [29] لكي يُسرع ويتمِّم الأمر، [المُراد بهذا الأمر لا منع السلام، بل إزالة العقبات. السلام عادة جميلة، لكن إتمام الأعمال الإلهيَّة أجمل، وهي تستلزم السرعة، تأخيرها غالبًا ما يجلب عدم الرضا.]

v لاحظوا أنه لم يُقل فقط: "لا تُسلِّموا على أحدٍ"، وإنما بقوله "في الطريق" (لو 10: 4) لا تحمل عدم الاهتمام بالشخص.

عندما أرسل أليشع خادمه ليضع عصاه على جسم الصبي الميت، أمره أيضًا ألا يُسَلَّم على أحد يلتقي به [29]. أمره أن يُسرِعَ في الذهاب، ليُتمِّم رسالة الكرازة بالقيامة، لئلا ينحرف عن عمله بالدخول في حوارٍ مع أحدٍ في الطريق.

لم ينزع الغيرة في تقديم التحية، إنما يطلب إزالة العقبة في ممارسة التقوى.

متى أعطيت وصايا إلهية تتنازل إلى حين عن قليل من الالتزامات البشرية[41].

القديس أمبروسيوس

v المرأة المُحِبَّة قالت لرجل الروح هذه الأمور، وبطلبها أجبرته ليعمل حسب إرادتها.

 أرسل جيحزي، وأعطاه عصا كما قلنا، وأمر الخادم بأن يسكت ولا يتكلم في الطريق.

 قال له: لو التقى بك رجل في الطريق، لا تُبَاركه، ولو باركك لا تردّ عليه.

 هذا ما قاله أيضًا ربنا لتلاميذه: لا يُسَلِّموا أبدًا على أحدٍ في الطريق.

 العبارتان إذًا قيلتا بروح واحدٍ، لأن ربنا وهب الأنبياء روحًا منه[42].

القديس مار يعقوب السروجي

فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ.

فَقَامَ وَتَبِعَهَا. [30]

استخدمت المرأة نفس لغة النبي، فقولها له: "حي هو الرب، وحية هي نفسك" نفس الكلمات التي نطق بها النبي عندما رفض أن يترك إيليا (2 مل 2: 2، 4، 6).

St-Takla.org Image: So Gehazi went back to meet Elisha who was on his way to the house. ‘The boy has not woken,’ he reported. (2 Kings 4: 31) - "Elisha: a dead boy raised to life" images set (2 Kings 4:8-37): image (13) - 2 Kings, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي، فلم يكن صوت ولا مصغ. فرجع للقائه وأخبره قائلا: «لم ينتبه الصبي»" (الملوك الثاني 4: 31) - مجموعة "إليشع وإقامة صبي من الموت" (ملوك الثاني 4: 8-37) - صورة (13) - صور سفر الملوك الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: So Gehazi went back to meet Elisha who was on his way to the house. ‘The boy has not woken,’ he reported. (2 Kings 4: 31) - "Elisha: a dead boy raised to life" images set (2 Kings 4:8-37): image (13) - 2 Kings, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي، فلم يكن صوت ولا مصغ. فرجع للقائه وأخبره قائلا: «لم ينتبه الصبي»" (الملوك الثاني 4: 31) - مجموعة "إليشع وإقامة صبي من الموت" (ملوك الثاني 4: 8-37) - صورة (13) - صور سفر الملوك الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

وَجَازَ جِيحَزِي قُدَّامَهُمَا، وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ،

فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ.

فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ، قَائِلاً: لَمْ يَنْتَبِهِ الصَّبِيُّ. [31]

لم يكن ممكنًا لعصا أليشع أن تُقيمَ الصبي، إذ تُشْبِه الناموس. فإن كلاهما –العصا والناموس– غير قادرين أن يُخلِّصا البشرية بدون كلمة الله المتجسد.

تُشير عصا أليشع النبي إلى تابوت العهد أو الحضرة الإلهية، كما إلى صليب ربنا يسوع المسيح. أمام تابوت العهد انشق نهر الأردن وعبر الكهنة مع الشعب إلى أرض الموعد. بينما حين حمله الكهنة الأشرار مثل ابني عالي الكاهن، انهزم الشعب واستولى الوثنيون على تابوت العهد. هكذا بالنسبة لاسم المسيح أو لصليب المسيح. فباسم المسيح وبقوة صليبه صنع التلاميذ آيات وعجائب، بينما عندما استخدم أبناء سكاوا اسم يسوع لطرد الشياطين هاجمتهم الشياطين وغلبتهم (أع 19: 14). هكذا لم ينتفع جيحزي شيئًا بعصا أليشع، لم يكن الضعف في العصا، إنما في حاملها الذي كان فارغًا من نعمة الله.

v أخذ العصا واجتاز أمامه كما أمره، فوصل إلى الميت، ووضع العصا عليه كما قال له.

لم يتحرَّك الموتُ ويهرب من التلميذ، ولم يترك الجثة وينتقل، لأنها كانت مغلقة.

لم تكن للعصا الضعيفة القوة لتحيي الميت، بل كان حاملها فارغًا ومجردًا من الأعجوبة.

تابوت العهد الذي شطَر البحر، وحطَّم السور، وصنع القوات على يديّ يشوع الكاهن العظيم.

من جهة ثانية سُبيَ سبيًا، وقُتل شعبه، وأُذل مع المسبيين.

لم ينتصر بأيدي كهنة طماعين حملوه، وهكذا لم تشتهر العصا بيديّ جيحزي.

حمل الضعيف عصا قوية ولم يصنع بها آية، كالتابوت الذي لم ينتصر بالطماعين الذين حملوه[43].

القديس مار يعقوب السروجي

St-Takla.org Image: Prophet Elisha resurrects the son of the Shunammite woman by the power of the Lord (2 Kings 4:31-37) صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع النبي بقوة الرب يقيم الولد من الموت (ملوك الثاني 4: 31-37)

St-Takla.org Image: Prophet Elisha resurrects the son of the Shunammite woman by the power of the Lord (2 Kings 4:31-37)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع النبي بقوة الرب يقيم الولد من الموت (ملوك الثاني 4: 31-37)

وَدَخَلَ أليشع الْبَيْتَ، وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيِّتٌ،

وَمُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. [32]

فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. [33]

كشف الالتجاء إلى الصلاة عما في قلب النبي وفكره:

أ. محبته للولد واهتمامه بوالديه.

ب. الالتجاء إلى الله والاتكال عليه، وليس على العكاز أو الخادم أو النبي نفسه.

ج. يقينه أن الله يسمع ويستجيب، وأنه قادر على الإقامة من الأموات.

ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ،

وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْه،ِ وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ،

وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. [34]

لم تستطع عصا أليشع أن تقيم الميت، إنما كانت هناك حاجة أن يضع فمه على فم الوالد، وعينيه على عينيه الخ. فكان رمزًا للسيد المسيح الذي يُقدِّم حياته فديةً عنا.

يرى القديس أفرام السرياني أن ما فعله أليشع النبي كان يشير إلى تجسد كلمة الله الذي صار إنسانًا أقل من الملائكة (عب 2: 9) لكي يُقِيمَنا من الموت. ويرى أن النبي قد صغُر ليصير كمن في حجم صبي من أجلنا[44].

v لم يستطع الخادم أن يقيم الجسم الميت بالعصا، كما يشهد بذلك بولس الرسول: [الناموس لا يُكَمِّل شيئًا] (عب 7: 19). ولكن عندما جاء بشخصه، وبسط نفسه في تواضع على الجسم حدّ نفسه ليكون في حدود أعضاء الجسم الميت. "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبدٍ، صائرًا في شبه الناس" (في 2: 6-7)...

نفخ على الجسد الميت سبع مرات، فإنه بإعلان العطية الإلهية يهب الروح النعمة السباعية على الذين ينطرحون في موت الخطية.

بعد ذلك قام حيًا، ذاك الطفل الذي لم تستطع عصا الخوف أن تُقِيمَه، عاد إلى الحياة بروح الحب[45].

البابا غريغوريوس (الكبير)

v إن كان عوض أن يتقلص ويصغُر تمدد أليشع وازداد، ما كان قد استرد ابن الأرملة الحياة. وهكذا أيضًا لنوال الحياة جعل المسيح نفسه أقل. فمع كونه على صورة الله قبِل صورة البشرية، هكذا صغُر هو، كي نزداد نحن[46].

v بالرغم من كونه على هيئة الله، تقبَّل هيئة الإنسان، هكذا نقص حتى نزداد نحن خلاله[47].

القديس جيروم

v تشهد أناجيل كثيرة بقيامة الأموات، إذ توجد شهادات كثيرة في هذا الأمر. لكن الآن لمجرد التذكر نُقدِّم تنويهًا عابرًا عن قيامة لعازر في اليوم الرابع، ونُلمِّح فقط لضيق الوقت عن قيامة ابن الأرملة.

ولكي أُذَكِّركم فقط، دعوني أذكر ابنة رئيس المجمع، وتشقُّق الصخور وقيام كثير من أجساد القديسين الذين رقدوا (مت 27: 52)، فقد "فُتحتْ قبورهم".

لكن بالأحرى كونوا ذاكرين [أن المسيح قام من الأموات] (1 كو 15: 20).

أتكلم عن إيليا وعن ابن الأرملة الذي أقامه، وعن أليشع الذي أقام ميتًا مرتين: مرة في حياته، وأخرى بعد موته.

لأن في حياته أتم القيامة بنفسه [34] his soul. لكن لكي تُكرَم ليس فقط نفوس الأتقياء، بل ولكي يُصدَّق أنه في أجساد الأتقياء تكمن قوة، فالجثة التي ألقيت في قبر أليشع عندما لمست جسد النبي قامت (2 مل 13: 21). فصنع جسم النبي الميت فعل النفس. الذي مات ودُفن أعاد الحياة للميت، ولو أن الذي أعطى حياة استمر وسط الأموات. لماذا؟ لئلا إن قام أليشع مرة أخرى فالعمل يُعزى لـ"نفسه" فقط، وإنما ليظهر أنه حتى في غياب "النفس" تسكن فضيلة في أجساد القديسين بسبب النفس التقية التي سكنت به عدة سنين واستعملتها لخدمتها.

فلا تدعونا نكذب بجهل كأن هذه الأشياء لم تحدث. لأنه إن كانت المناديل والعصائب التي من الخارج تلمس أجساد المرضى فيشفون، فما بالك بجسم النبي نفسه يقيم الموتى؟[48]

القديس كيرلس الأورشليمي

v يشير هذا الغلام إلى الطوباوي موسى الذي أرسله الله إلى مصر بعصا، بدون المسيح لم يستطع موسى أن ينقذ الشعب بالعصا، ولا أن يحررهم أو يُحييهم من الخطية الأصلية أو الواقعية. وكما يقول الرسول: "إذ الناموس لم يُكمِّل شيئًا" (عب 19:7). كان من الضروري نزول الذي أرسل العصا بنفسه. العصا بدون أليشع لا تنفع شيئًا، لأن الصليب بدون المسيح بلا قوة[49].

v انحنى أليشع ليحيي الصبي، وتواضع المسيح ليرد العالم المُلقَى في الخطية.

وضع أليشع عينيه على عيني الصبي، وفمه على فمه، ويديه على يديه. لاحظوا يا إخوة كيف أن رجلاً كامل السن يسحب نفسه ليتناسب مع صبي مُلقَى ميتًا، لأن ما فعله أليشع في حالة الصبي حققه المسيح بالكامل مع الجنس البشري كله. أنصت إلى قول الرسول: "وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (في  8:2). جعل نفسه صغيرًا... انحنى الطبيب الحنون لأنه بالحق يا إخوة، لا يقدر أحد أن يرفع أحدًا مُلقَى أرضًا إن رفض أن ينحني[50].

v حقيقة عطْس الصبي سبع مرات يُظهِر نعمة الروح القدس السباعية التي منحت للجنس البشري عند مجيء المسيح ليرده إلى الحياة. بخصوص الروح نفسه، يقول الرسول: [إن كان أحد ليس له روح المسيح، فلا ينتسب للمسيح] (راجع رو 9:8)... حقًا بطريقة وضع فمه على أفواههم ونفخ عليهم وأعطاهم الروح[51].

الأب قيصريوس أسقف آرل

ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ، تَارَةً إِلَى هُنَا، وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ،

وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ،

ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. [35]

صار النبي يتمشى كدليل على اضطراب النبي، لأن الله لم يستجب له في الحال، لكنه لم يفقد الثقة في إمكانية الرب أن يقيمه.

يرى القديس أفرام السرياني أن تحركه هنا وهناك في العُلّية يشير إلى دخول السيد المسيح إلى بيوت البشر وحلوله بينهم، ومشاركتهم حياتهم[52].

v لاحظوا، أليس اليهودي صلسس يتكلم وهو أعمى؟! إذ يقول... "هذا هو السؤال: هل يمكن لأحدٍ مات حقيقة أن يقوم بجسد حقيقي؟"

ما كان يليق بيهودي أن ينطق بهذه الكلمات، إذ يؤمن بما هو مُسجل في سفريّ الملوك الثالث والرابع (1 و2 مل) بخصوص الفتيَيْن، أحدهما أقامة إيليا (1 مل 17: 21-22) والآخر أقامة أليشع (2 مل 4: 34-35). لهذا أيضًا أظن أن يسوع لم يظهر لأمةٍ أخرى سوى لليهود، الذين اعتادوا على حوادث معجزية، حتى بمقارنتهم بما يعتقدون به مع أعمال صنعها يسوع، وبما ينتمي إليه، يعترفون أنه أعظم من كل السابقين له، وذلك بسبب الأمور العظيمة، التي سبق فتمت وبما هو أعظم منها قوة وعجبًا[53].

العلامة أوريجينوس

St-Takla.org Image: Elisha told Gehazi to summon his mother. When she came in, he said, ‘Take your son.’ She fell at Elisha’s feet and bowed to the ground. Then she took her son and went out. (2 Kings 4: 36-37) - "Elisha: a dead boy raised to life" images set (2 Kings 4:8-37): image (16) - 2 Kings, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فدعا جيحزي وقال: «ادع هذه الشونمية» فدعاها. ولما دخلت إليه قال: «احملي ابنك». فأتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض، ثم حملت ابنها وخرجت" (الملوك الثاني 4: 36-37) - مجموعة "إليشع وإقامة صبي من الموت" (ملوك الثاني 4: 8-37) - صورة (16) - صور سفر الملوك الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Elisha told Gehazi to summon his mother. When she came in, he said, ‘Take your son.’ She fell at Elisha’s feet and bowed to the ground. Then she took her son and went out. (2 Kings 4: 36-37) - "Elisha: a dead boy raised to life" images set (2 Kings 4:8-37): image (16) - 2 Kings, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فدعا جيحزي وقال: «ادع هذه الشونمية» فدعاها. ولما دخلت إليه قال: «احملي ابنك». فأتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض، ثم حملت ابنها وخرجت" (الملوك الثاني 4: 36-37) - مجموعة "إليشع وإقامة صبي من الموت" (ملوك الثاني 4: 8-37) - صورة (16) - صور سفر الملوك الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

فَدَعَا جِيحَزِي وَقَالَ: ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ فَدَعَاهَا.

وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: احْمِلِي ابْنَكِ. [36]

فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ،

وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ،

ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ. [37]

في مرارة نفسها سقطت المرأة العظيمة عند رجلي أليشع بسبب حزنها على ابنها، والآن تسقط أيضًا عند رجليه في فرحها بإقامته لتعبر عن شكرها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5. إصلاح طعام مميت

38 وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسًا أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ». 39 وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولًا، فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. 40 وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا وَقَالُوا: «فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللهِ!». وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. 41 فَقَالَ: «هَاتُوا دَقِيقًا». فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: «صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا». فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ.

 

وَرَجَعَ أليشع إِلَى الْجِلْجَالِ.

وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسًا أَمَامَهُ.

فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ. [38]

الجلجال: تبعد حوالي ميل شمال شرق أريحا. وهي أول مكان عسكر فيه إسرائيل بعد عبور الأردن (يش 4: 19-20).

ربما يشير هنا إلى المجاعة التي دامت سبع سنوات (2 مل 8: 1-2).

وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً،

فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا،

فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ،

وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ،

لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. [39]

من هو هذا الواحد؟ يرى القديس أفرام السرياني أنه هو المسئول عن تدبير معيشة الأنبياء.

v هذا هو المسئول بين الأنبياء، كاد يموت جوعًا، إذ لم يجد طعامًا التزم أن يذهب إلى الحقول يبحث عن بعض الأعشاب. وإذ لم يستطع أن يجد الأعشاب التي يعرفها جمع ما لم يعرفه، ولم يكن صالحًا للأكل، إذ كتب أنه جمع حنضلاً برّيًا[54].

القديس أفرام السرياني

St-Takla.org Image: Elisha Raises Dead Boy - Elisha restores the Shunamite's son, and we can see Gehazi at the back - (2 Kings 4: 36-37) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908. صورة في موقع الأنبا تكلا: إليشع النبي يقيم الولد الميت - أليشع يقيم ابن المرأة الشونمية، ونرى جيحزى في الخلفية (2 ملوك 4: 36-37) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908.

St-Takla.org Image: Elisha Raises Dead Boy - Elisha restores the Shunamite's son, and we can see Gehazi at the back - (2 Kings 4: 36-37) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908.

صورة في موقع الأنبا تكلا: إليشع النبي يقيم الولد الميت - أليشع يقيم ابن المرأة الشونمية، ونرى جيحزى في الخلفية (2 ملوك 4: 36-37) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908.

اليقطين البرّي هو القثاء البرّي، غالبًا ما كان الحنضل، طعمه مرّ، ويُسبِّب إسهالاً شديدًا مع مغص وقيء شديد. جاء في الترجمة البشيطة Peshitta السريانية والتي اقتبس منها القديس أفرام السرياني "الحنظل" colocynths.

v بنو الأنبياء الذين كانوا رهبان العهد القديم بنوا لأنفسهم أكواخًا بجوار مياه الأردن، وهجروا المدن المزدحمة، عاشوا على الحساء وأعشاب البرية (2 مل 4: 38-39؛ 6: 1-2). ما دمت في بيتك، اجعل قلايتك هي فردوسك (جنَّتك)، هناك جميع ثمار الكتاب المقدس المتنوعة. لتكن هذه هي رفيقك المُفضَّل، واحمل وصاياه في قلبك[55].

القديس جيروم

v ما السبب في أن حياة أليشع النبي مثال للسيرة الحسنة. تأمل كيف أن المرأة الشونمية استضافته، وكيف أنه هو نفسه كان يستضيف بني الأنبياء؟ انظر معي هل قدَّم لبني الأنبياء قليل من الخبز مع نباتات برية سامة؟ بالطبع لا، لأن واحدًا من هؤلاء خرج إلى الحقل وجمع يقطينًا بريًا سامًا ووضعه مع السليقة في القدر، ولكن بفضل صلوات هذا النبي الصائم -إذ كان الموت متربصًا بمن يأكل ما هو موجود في القدر- اختفى السُم من الطعام (2 مل 39:4-41)[56].

القديس باسيليوس الكبير

وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا.

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا:

فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ الله!

وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. [40]

عرفوه من طعمه المرّ، وتوقفوا عن الأكل قبلما يأكلوا قدرًا ما يسبب لهم سمًا.

وجَّه الأنبياء هذه الصرخة لأليشع النبي، فإنه إذ كان جوع وضعوا قثاء بريًا أو حنضلاً سامًا في القدر، ولم يستطيعوا أن يأكلوا. أمر أليشع النبي بوضع قليل من الدقيق في القدر ثم طلب منهم أن يأكلوا، فأكلوا وشبعوا.

ماذا يُقدِّم لنا العالم إلا الموت ؟! لذا صارت الحاجة أن يسكب الدقيق في القدر فلا يكون موت بل حياة. هذا الدقيق هو جسد الرب يسوع الذي صار خبز الحياة، من يأكله يتمتع بالحياة الأبدية عوض الموت ( يو 6 : 53).

فَقَالَ: هَاتُوا دَقِيقًا.

فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا.

فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ. [41]

لا يحمل الدقيق قوة معجزية لإزالة السم عن الطعام، إنما إيمان أليشع في قوة الله وقدرته ومحبته هو الذي نزع عن الطعام السم المميت. ليس في الدقيق ما يضاد السم، لكن الله اختاره كما سبق فاختار الملح (2 مل 2: 20-22) لإصلاح الماء المُر.

أظهر بنو الأنبياء إيمانهم بالرب ونبيه فأكلوا حسب قوله مما كان قبلاً سامًا.

v أصلح أليشع طبيعة الطعام المطبوخ بقليل من الدقيق، أعطاه تذوقًا جديدًا. فعل ربنا نفس الأمر بتدبيره (الإلهي) حتى يُقتدَى به. وكما قال لأجل نصحنا لكي نسير في طريق البرّ والتقوى، ونفرح بالمكافأة العظيمة التي وعدنا بها، ولشفاء الأمراض والكروب والضيقات التي تحيط بنا على الدوام منذ بدء حياتنا.

أب جنسنا آدم، جمع هذه الثمار (المرّة) كثمرة لخطيته، وقدمها لنا في الساعة التي سمع فيها كلمات خالقه: "الأرض ملعونة من أجلك. إنها تنبت لك شوكًا وحسكًا. أنت تراب وإلى تراب تعود" (تك 3: 17-19)[57].

القديس أفرام السرياني

St-Takla.org Image: Elisha throws flour in the pot, and saves the prophets from death (2 Kings 4:38-44) صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع يلقى دقيقا في القدر فينقذ الأنبياء من الموت (ملوك الثاني 4: 38- 44)

St-Takla.org Image: Elisha throws flour in the pot, and saves the prophets from death (2 Kings 4:38-44)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أليشع يلقى دقيقا في القدر فينقذ الأنبياء من الموت (ملوك الثاني 4: 38- 44)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6. إشباع مئة رجل بعشرين رغيفًا

42 وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ اللهِ خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا». 43 فَقَالَ خَادِمُهُ: «مَاذَا؟ هَلْ أَجْعَلُ هذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُل؟» فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ». 44 فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ.

 

وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ،

وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ الله خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ،

وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ.

فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا. [42]

v يقول يوحنا (عن إشباع الجموع) "أرغفة شعير" (يو 6: 9)، مشيرًا إلى ذلك ليس بدون هدف. إنما يعلمنا أن نطأ بأقدامنا كبرياء تعظم المعيشة. هكذا كان طعام الأنبياء (من أرغفة شعير)[58].

القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم

قام العلامة ترتليان في القرن الثاني الميلادي بتفنيد آراء مرقيون في خمسة كتب، خاصة وحدة الكتاب المقدس (أي العهدين). كان مرقيون يكره العهد القديم، ويرى في الخالق كائنًا عنيفًا لا يعرف الحنو والرحمة، وأن السيد المسيح الكلي الرحمة ضد خالق المادة، التي هي عنصر الشر.

استخدم العلامة ترتليان القصة التي بين أيدينا حيث أشبع أليشع الكثيرين بقليلٍ من الطعام وفاض في رده على مرقيون، فهي تحمل رمزًا لعمل السيد المسيح الخالق[59].

بعل شليشة: ذكرت أرض شليشة في (1 صم 4:9)، موقعها مجهول، غير أنها كانت قريبة من الجلجال.

خبز باكورة: ربما أحضره الرجل، لأنه من الواجبات الدينية أن يُقدٍّمه للرب (لا 14:23) فكان ذلك دليلاً على وجود من يخافون الرب الذين لم يشاركوا العامة في عبادة البعل. من بينهم هذا الرجل الذي يُقدِّم البكور لرجال الله حتى من الخبز الذي يقوم بصنعه في البيت. كان هذا الرجل كريمًا إذ لم يرد أن يحفظ الخبز لنفسه، بل قدًّم بكور الخبز في وقت المجاعة [38]. أما عمل الرب فهو أنه بارك العشرين رغيفًا ليشبع المئة رجل ويفضل عنهم.

السويق: هو ما يخرج من البرغل عند غربلته، ويفهمه البعض على أنه الفريك (لا 2: 14؛ 23: 14).

v هنا صُنعت معجزتان، تحققتا بواسطة أليشع عندما كان بين تلاميذه. تمَّم الأولى عندما جعل الموت يفارق القِدْر، حيث قيل أنه كان مخفيًا. وتمَّم الثانية عندما أطعم مئة نبي بقليلٍ من الخبز. في كلتا المعجزتين كان يرمز لذاك الذي بارك خبزات الشعب (مت 14: 13-21)، حيث أطعم خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال (مت 14: 21)[60].

القديس أفرام السرياني

فَقَالَ خَادِمُهُ: مَاذَا؟

هَلْ أَجْعَلُ هَذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُلٍ!

فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا،

لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:

يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ. [43]

فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا،

وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. [44]

حينما نُقدِّم مما عندنا للغير تحل بركة الرب، فنشبع ويشبع الآخرون ويَفضُل عنا وعنهم. يقول الحكيم: "يوجد من يفرِّق فيزداد أيضًا، ومن يمسك أكثر من اللائق، وإنما إلى الفقر. النفس السخية تُسمَّن، والمُروي هو أيضًا يُروى" (أم 11: 24-25).

ليس الشبع من كثرة الأكل أو من تنوعه، بل من بركة الرب.

لم يكن ممكنا لرجل الله أن يترك الرجال - مهما بلغوا - يخرجون جائعين، فإن الله قد أوجد الإنسان وهو مُلتزِم أن يُشْبِعَ كل احتياجاته. يهبه أكثر مما يسأل وفوق ما يحتاج.

هذا هو عمل الخادم الحقيقي، بل وكل مسيحي، ألا يمد يده كمحتاجٍ، بل يمدها ليعطي بسخاء، فيُشبِع من هم حوله ويفيض عنهم.

رقم 100 يشير إلى كمال الجماعة، لذا عندما تحدث السيد عن الخروف الضال، قال إنه كان لدى الراعي مائة خروف. هكذا كان ما فعله النبي إنما هو دعوى لكل خادم أن يهتم بكل البشرية ليشبعها. وكما يقول القديس بوحنا الذهبي الفم: "أيها الكاهن أنت أب العالم كله".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

من وحي 2 ملوك 4

لأفتح فمي فتُشبِع أعماقي بزيت نعمتك!

v بارَك أليشع دهنة زيت، فملأت بيت الأرملة فرحًا.

حررت ابنيها من العبودية، وقدَّمتَ للأسرة كل احتياجاتها.

v لتدخل يا إله أليشع إلى بيتي.

نفسي صارت أرملة، وأولادها كادوا يصيرون عبيدًا.

هوذا إبليس كمُرابي عنيف يستعبد أولادي:

عقلي وعواطفي وأحاسيسي ومواهبي وكل طاقاتي.

لتدخل إلى بيتي، وتسكب زيت نعمتك فيَّ.

كل أوعيتي فارغة، من يقدر أن يملأها سواك.

لماذا أشحذ من الناس عاطفة أو مالاً أو كلمة مديح؟!

وأنت أبي الغني تُشبِعُ كل احتياجاتي؟!

v امرأة عظيمة أقامت لنبيك علية، يصعد إليها وفيها يستريح.

هب لي أن أُسلِّمك أعماقي، فتُقِيم فيها هيكلاً مُقدَّسًا لك.

تسكن فيها وتدعو أصدقاءك السمائيين!

نعم لتقم في داخلي، ولتحوِّل أعماقي إلى ملكوت مُفرِح.

v أنت تنزع عُقم نفسي!

تهبني أبناء لك، أتمخض بهم لحسابك!

إن ماتت نفسي الوحيدة، أو هلكت نفس أخي،

إلى من أذهب إلا إليك؟!

أنت هو الحياة! أنت هو القيامة!

أنت مُحطِّم الموت! أنت واهب النصرة!

ليلتصق جسدي بجسدك، ولتتحد نفسي بك!

فمن يرتبط بك، يهرب منه الموت،

وتجري إليه الحياة الأبدية!

v التفتْ حولَك الجموع تطلب كلمتك.

أشبعتَ نفوسَها بوصيتِك، وملأت بطونها بالطعام!

ليس من يقترب إليك ويرجع فارغًا.

تشبعه وترويه، ويفيض منه ليهب أيضا آخرين!

لك المجد يا خبز السماء!

لك المجد يا مُشبِعَ الجميع!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bible, 1972, , article 331.

[2] On the Second Book of Kings, 4:1.

[3] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bible, 1972, , article 332.

[4] ميمر 116 على أليشع وإصلاح الماء (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص40-42.

[5] Sermon 128:1.

[6] Sermon 128:2.

[7] Sermon 128:3.

[8] Sermon 128:4.

[9] Sermon 128:5.

[10] لم يذكر الكتاب المقدس أن الأرملة ملأت الأواني الفارغة ماءً تحول بعد ذلك إلى زيتٍ، إنما كانت تصب الزيت من القنينة التي لديها وكان الابنان تقدمان لها الواني الفارغة فتمتلئ زيتا.

[11] ميمر 116 على أليشع وإصلاح الماء (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص42-43.

[12] ميمر 116 على أليشع وإصلاح الماء (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص43-45.

[13] ميمر 116 على أليشع وإصلاح الماء (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص46.

(*) إضافة من الموقع: كان مكتوبًا: "دُعي أليشع النبي رجل الله 6 مرات في هذا الأصحاح (7، 16، 21، 22، 25، 27)"، والأصح هو 11 مرة بإضافة آيات أخرى، فتم تعديل الجملة بالتصحيح.

[14] On the Second Book of Kings. 4:3.

[15] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص69.

[16] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ، ص 70-71.

[17] On the Second Book of Kings, 4:8.

[18] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 71-73.

[19] أي أن الذين لا يأخذون من نبوات إرميا سوى الجانب الحرفي، يفعلون مثل فشحور الذي ألقى النبي في الجب السفلي.

[20] عظات على إرميا، عظة 19: 13.

[21] عظة 25: 9.

[22] في مديح القديس بولس، عظة 3.

[23] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 73-74.

[24] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 75-77.

[25] Duties of the Clergy, Book 3, ch. 1:6-9.

[26] Sermon 128:6.

[27] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 71-73.

[28] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 77-78.

[29] Constitutions of the Holy Apostles, Book 5., Sec.1:7.

[30] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 79.

[31] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bible, 1972, , article 334.

[32] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 79-80.

[33] Tertullian against Marcion, Book 4, ch. 24.

[34] Clement of Rome: Two Epistles Concerning Virginity, 1:15.

[35] On PS. 120.

[36] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 82.

[37] Orthodox Study Bible.

[38] De institutis caenoborum,Book 1,chapter 8.

[39] On Ps 71 (70).

[40] Against two Letters of Pelagians, Book 4, ch.11.

[41] Exposition of the Gospel 7: 63.

[42] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 84.

[43] ميمر 116 على أليشع والشونمية (راجع نص الأب بول بيجان والدكتور بهنام سوني). الخوري بولس الفغالي، عظات حول أليشع النبي، ص 85-86.

[44] On the Second Book of Kings, 4:30-35.

[45] Morals on the Book of Job, 9.40.63.

[46] Homilies on Psalms, 25 (Ps. 98).

[47] Hom. 25 on Ps.97 (98).

[48] Lecture 18: 16.

[49] Sermon 128:7.

[50] Sermon 128:8.

[51] Sermon 128:8.

[52] On the Second Book of Kings, 4:30-35.

[54] On the Second Book of Kings, 4:39.

[55] Letter 125 To Rusticus 7.

[56] عن الصوم المقدس.

[57] On the Second Book of Kings, 4:41.

[58] Homilies on Matt. Homily 49:1.

[59] Tertullian against Marcion, Book 4, ch. 21.

[60] On the Second Book of Kings, 4:38.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/12-Sefr-Molouk-El-Thani/Tafseer-Sefr-Molouk-El-Thany__01-Chapter-04.html

تقصير الرابط:
tak.la/d9q4ba2