St-Takla.org  >   books  >   fr-athnasius-fahmy  >   patrology
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي - القمص أثناسيوس فهمي جورج

115- البابا غريغوريوس الكبير أسقف روما: سيرة - تعاليم - أقوال *

 

محتويات

أولًا: سيرته:

 

1- ميلاده:

* وُلد غريغوريوس حوالي سنة 540 م. في روما من أسرة أرستقراطية متدينة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- ثقافته:

* ربما كان تعليم غريغوريوس أفضل تعليم ممكن في روما في القرن السادس نشأ ميالًا للتقوى، نبغ في المنطق والبلاغة والنحو، ودرس القانون، وفي عام 573 اختاره الإمبراطور قاضيًا للقضاة في روم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- رهبنته:

* بعد فترة قصيرة توفى والده، فباع باتفاق مع والدته التي اختارت الحياة النسكية بعد ترملها وأيضًا أخوته ما ورثوه من ممتلكات واسعة، ووزع ثمنها على الفقراء والأعمال الخيرية وتأسيس سبعة أديرة.

* استقال غريغوريوس من عمله وترهب، وازداد في التقشف إلى حد كاد يؤذيه لولا تدخل أصدقائه ليخففوا من شدته، وكل ذلك ربما من أهم أسباب اعتلال صحته باقي أيام حياته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- في القسطنطينية:

* سامه البابا بيلاجيوس الثاني شماسًا، وأرسله إلى القسطنطينية مندوبًا عنه لدى البلاط الإمبراطوري. مكث هناك من سنة 579 حتى 586 م.، كتب أثنائها جزءً من كتابه في شرح سفر أيوب. ثم عاد إلى روما، حيث سُمح له بالرجوع إلى ديره مع استمراره سكرتيرًا للبابا، ثم صار رئيسًا للدير، وعاود تقشفه وعبادته لعدة سنوات.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- أسقف روما:

* لما انتقل البابا بيلاجيوس الثاني عام 590 م. خلال فترة انتشار وباء، استقر الرأي بإجماع الكهنة والشعب ومجلس الشيوخ على سيامته بابا بالرغم من اعتراضه الشديد.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6-جهاده

 

أ- الظروف السياسية:

* تعرضت روما إلى السلب بسبب الحروب، وانتشرت فيها الأوبئة، وعمتها المجاعات.

* بدأ أسقفيته بعمل عام حيث عمل على خدمة الكل بروح التواضع وسط الذين أصيبوا بالوباء المنتشر والذين ذهب ضحيته سلفه. طلب من كل كنائس المدينة المختلفة أن يبعثوا بمجموعات في بازليكا القديسة ماريا للتذلل أمام الله وطلب رحمته. كرس سبعة مواكب يجولون لهذه الخدمة، وقد أنتقل منهم 80 شخصًا أثناء خدمتهم للمرضى. قيل أن ملاكًا ظهر في قبر هادريان، حاليًا قلعة سان أنجلو يغمد بسيف إشارة إلى نهاية الوباء.

 

ب - مُحاط بالرهبان:

* يرى البعض أنه هو أول راهب يسام أسقفًا على روما وقد أراد أن يستخدم الرهبان في الأماكن الخالية بأسقفيته.

 

ج- إدارة ممتلكات الأسقفية:

* بحكم مهارته الإدارية التي أهلته أن يكون قاضى روما وضع نظامًا راسخًا في إدارة ممتلكات الأسقفية التي كانت منتشرة في إيطاليا والغال وشمال أفريقيا وفي بلاد أخرى.

 

د- قائد روحي:

* أهتم جدًا برفع المستوى الروحي للرهبان ورجال الإكليروس، ونظم الحياة الرهبانية.

* قام بحملة قوية متشددة ضد السيمونية، ومنع الكهنة من قبول أي أجر مقابل خدماتهم وطلب من الكنيسة أن ترد الممتلكات التي نالها في ظروف متشكك فيها. وحرم عادة دفع الأساقفة مبالغ من المال كعادة سنوية للبابا، وأصدر قرارًا مجمعيًا بذلك سنة 595 م.

 

ه حبه للفقراء:

* أشتهر بحبه للفقراء وسخائه في العطاء، فكان لا يتناول طعامه اليومي إلا إذا تأكد أن كميات من الأكل قد وُزعت على الفقراء.

 

ز- العمل الكرازي والإيمان الكنسي:

* شجع الإرساليات وأهتم بها. قام بإرسال بعثة قوامها 400 راهبًا من ديره بقيادة الراهب أغسطينوس سنة 596 م. لإعادة نشر الإيمان في بريطانيا، بعد أن كادت المسيحية تتلاشى على يد السكسون الذين غزوا بريطانيا في نهاية القرن الخامس.

* لقد رحب بعودة المملكة الغوصية لأسبانيا إلى الإيمان المستقيم مرتدة عن الهرطقة الأريوسية، الأمر الذي أُعلن بواسطة مجمع توليدو في 8 مايو سنة 589 م. بعث برسالة يهنئ فيها الملك ويحثه على التواضع والطهارة والرحمة. أيضًا تخلى اللومبارديون المكروهون عن الأريوسية في آخر أيامه، كثمرة أثره إلى حد ما على الملكة ثيؤدليندا التي عادت إلى الإيمان.

* جاهد أيضًا في قمع ما تبقى من بدعة الدوناتست في شمال غرب أفريقيا. كما منع العماد الجبري لليهود في الغال، ونادى أن يكون الإيمان بالإقناع والكرازة والحوار وليس بالقهر. بذل جهدًا في منع تجارة الرقيق التي كانت غالبيتها في يد اليهود لكنه فشل في ذلك.

 

ح- مرضه:

* لازمه المرض، غير أنه لم يعرف الراحة، بل واصل العمل بكل قوة حتى وأن ألزمه المرض أن يلقيه على السرير. وفي سنة 601 م. كتب لصديق له: "إني عاجز عن القيام من سريري، إني أتعذب من مرض النقرس، يبدو كأن نارًا تعم جسمي كله. أن أحيا فهذا مؤلم، فأنى أتطلع إلى الموت بكونه العلاج الوحيد".

* وفي خطاب آخر كتب: "أنى أموت كل يوم، لكنني لم أمت".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثانيًا: أفكاره:

 

1- ثقافته:

St-Takla.org         Image: Saint Pope Gregory the Great of Rome, Pope Gregory I صورة: القديس البابا غريغوريوس الأول الكبير، بابا روما

* قرأ ترجمات أعمال العلامة أوريجينوس والقديس غريغوريوس النزينزي والنيسي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما أن حواراته مع أصدقائه جعلته ملمًا بالأفكار الشرقية. هذا وقد عرف غريغوريوس القديس يوحنا كاسيان معرفة جيدة، هذا الذي كتب مناظراته مع آباء برية مصر وكتاب الدساتير الذي يصف الرهبنة المصرية ورهبنة فلسطين وغيرها من الأعمال. لقد عرف وكتاب روفينوس عن تاريخ الرهبنة في مصر وغيرهم. هذه الكتابات لها أثرها الخفي على أعماله، وقادت غريغوريوس في اتجاه مختلف عن القديس أغسطينوس وغيره من كثير من آباء الكنيسة في الغرب.

 

2- الكتاب المقدس

* تفاسيره الموجودة حاليًا هي تفسير سفر أيوب وسفر ملوك الأول. أما التفاسير المفقودة فهي على الأمثال ونشيد سليمان وكُتب الأنبياء، وكل الملوك والتكوين حتى القضاة.

* أتسمت كتاباته بالكشف عن التكامل بين العهدين القديم والجديد، وأيضًا بين النفس والجسد... فهو يرى أن العهد القديم في اهتمامه بالأمور الظاهرة الخارجية يهيئ المؤمن لقبول ما في العهد الجديد من أمور خفية داخلية. والتمتع بهذه الأمور الداخلية يقودنا إلى قبول ما في العهد القديم بفكر روحي لندخل إلى أعماق جديدة. وكأن المؤمن ينطلق خلال الجسد ليبلغ الروح، لكنه يعود إلى الجسد ليكون روحيًا بحق، أنها حركة دائرية لا تتوقف، تكشف عن روح الوحدة. يشبه المؤمن بيعقوب الذي بدأ بليئة رمز العهد القديم، ثم تزوج براحيل رمز العهد الجديد، وإذ أثمرت الأولى تمتع بأبناء من راحيل، ثم عاد لينجب من ليئة وهكذا. هذه صورة حية للوحدة بين عالمنا المنظور الذي يعلن عن أسرار العالم غير المنظور في الوقت الحاضر.

 

التفسير الرمزي للكتاب المقدس:

* سبق ليَ الحديث في شيء من التوسع عن التفسير الرمزي وعلاقته بالتفسير الحرفي أو التاريخي، والتفسير السلوكي أو الأخلاقي، خاصة بالنسبة للعلامة أوريجينوس. دافع غريغوريوس عن استخدامه للتفسير الرمزي حاسبًا أنه بهذا يقيم من النص قلادة من الذهب أو حلى متنوع، وهو يكشف عن غنى الأسفار المقدسة وأعماقها، وأنها تليق بزينة العروس السماوية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثالثًا: فكره اللاهوتي:

 

1- الذبيحة:

* يرى البعض أن "الذبيحة" هي مركز لاهوت البابا غريغوريوس (الكبير)، سواء ذبيحة السيد المسيح أو ذبيحة المؤمن. خلال الذبيحة يصير الجسداني روحانيًا. تصير في المسيح المصالحة محققة، إذ يحمل الجانبين من الحقيقة التي في ذات الآن إذ هو الله والإنسان (الإله المتأنس)، هو المُصالح المُصالَح.

* التجسد في ذاته ذبيحة دائمة، ومع هذا فأن الكفارة عن الخطية يتطلب أن الذي جاء لكي يبطلها وينزع نتائجها يقبل العقاب عنا. لا يمكن محو الخطأ إلا بذبيحة، هذه التي لا تقدم خلال حيوان غير عاقل ولا بإنسان خاطئ، بل من هو بلا عيب وقدوس الذبيحة التي فيها يسوع المسيح هو الكاهن والذبيح. لقد قدم حياته ذبيحة.

* أنه يشبه العلامة أوريجينوس والقديس أغسطينوس، يؤمن بأن حياة المسيح كلها ذبيحة، في كتابه يركز الأب غريغوريوس على ذبيحة حياة أيوب من جهة الطاعة لله يفسر اسم أيوب بأنه يعنى "الحزن"، حزن آلام المخلص. واقعيًا كل عمل لأيوب أو لإنسان يمارسه أمام الله هو ذبيحة، وتقدمه لله. توجد ذبيحة، الحياة، الهداية الطاعة، التواضع، الجسد، الحياة الجسدانية، العفة، الندامة، الخوف، الدموع الأعمال، الفضيلة، التأمل، الصلاة، التسبيح.

 

2- الخلاص والأسرار:

* يرى البابا غريغوريوس أنه قبل مجيء السيد المسيح كانت الخطية الجدية تُمحى من الأطفال بالإيمان المجرد، أما بالنسبة للراشدين فتلزم أيضًا الذبيحة، ويُمارس الختان بالنسبة لأبناء إبراهيم. أما الآن فالمعمودية لازمة لتحقيق ذلك، ولا يمكن أن يحل محلها شيء سوى الاستشهاد بكونه عمادًا كاملًا.

 

3- الفكر الرؤيوي:

* لعل من أثار الفكر الرهباني الشرقي على هذا الأب أنه يرى في نفسه كأنه في ساحة معركة ضد قوات الظلمة، وأن هذه المعركة ليس إلا بدء انطلاق للمعركة الحاسمة النهائية مع الشيطان وضد المسيح.

* يرى في الحروب والمجاعات والضيقات التي يثيرها عدو الخير نذير بنهاية العالم. انشغاله بالعالم الآخر كعالم ليس بغريب عنه بل قريب إليه ومعروف ينبع عن خبرته في المعركة ضد قوات الظلمة، فمع كل معركة يرى النهاية تقترب، ويرى بالأكثر العالم العتيد.

 

4- نظرته للعالم:

* كان غريغوريوس يرى العالم منقسمًا إلى عالم النقاوة وعالم الدنس، وأن الأبرار ملتزمون أن يعيشوا بين الفاسدين. مثل أيوب الذي صار أخًا للتنانين وصديقًا للنعام (أي 29:30).

 

5- الكرازة:

* يربط الأب غريغوريوس (الكبير) بين التمتع بالأسرار الكنسية بروحنية وبين الاهتمام بكل نفس لخلاصها.

 

6- التوازن بين الحياة العاملة والحياة التأملية:

* مع خبرته الرهبانية وسلوكه كراهب حتى في أسقفيته لم ينشغل بتقديم الحياة الرهبانية بل كراع أهتم بالشعب ككل دون تجاهل الرهبان والبتوليين. فيتحدث مع الرجل والمرأة، الشعب والكهنة والرهبان، وهو في هذا تسنده حياته الرهبانية الجادة. كان هذا الأب مهتمًا جدًا بالتوازن بين الحياة العاملة وخدمة النفوس والكرازة والحياة التأملية.

* رأينا كيف دخل في صراع داخلي بين شوقه العميق للحياة التأملية ورغبته الحارة لخلاص الناس في بدء سيامته أسقفًا على روما. وحسب مسئوليات الرعاية تحرمه من التمتع برؤية أدق وأجمل لله. لكن كما سنرى في كتابه عن الرعاية كيف يصالح بين الحياتين.

* حقًا لقد اختبر حياة التأمل وعشقها، لكن لا تنسى خبرته كقاضي قضاه روما التي حسبها شهادة حية لإيمانه العملي، وعندما التحق بالرهبنة عاد ليكون المندوب البابوي في القسطنطينية (579 م.). ولما عاد ثانية للرهبنة اختاره البابا بيلاجيوس الثاني شماسًا يسنده في العمل الرعوي، وأخيرًا خلفه على كرسي روما. حياته مزيج عمله بين حياة التأمل وحياة العمل.

* خطاباته الأولى بعد سيامته أسقفًا تعكس تعبه الداخلي ومقاومته، فقد حزن بمرارة على فقدان هدوءه وسكونه والتزامه بالعمل وحمل نير المسئولية.

* يعود فيسجل لنا أن معقل الفضيلة هو العقل والقلب لا القلاية المجردة، وأن ممارسة نوع من النسك هو في متناول يد كل أنواع المسيحيين مع اختلاف درجات نموهم الروحي. كل مسيحي له فرصته للتمتع بروح التمييز والسكون الروحي والهدوء. المسيحية في ذهنه شاملة، أبوابها مفتوحة للجميع.

* في الحوارات يكشف البابا غريغوريوس عن فرحه بتلميذه بطرس مؤكدًا أنه حتى في أيامه يوجد قديسون على مستوى قامة عالية كأولئك اللذين كانوا في العصور السابقة.

 

7- فلسفته في الألم:

* في أكثر من موضع يسجل لنا البابا غريغوريوس تطابق حياته مع حياة أيوب من أجل كثرة ما كان يعانيه من متاعب في جسده كما من الظروف المحيطة به، فقد جاء في ختام تفسيره لسفر حزقيال: (لماذا ألزم كل يوم أن أشرب المرارة، بينما يمكنني أن أهرب إلى البرية، ماذا يتبقى سوى تقديم التشكرات بدموع وسط البلايا التي نعانى منها بسبب خطايانا؟ أن ذاك الذي خلقنا نفسه صار أبانا خلال روح التبني الذي أعطانا. أحيانًا يمد أبنائه بالخبز، وأحيانًا أخرى يُصلح من شأنهم بالمحن، حيث أنه بالأحزان والجراحات كما بالعطايا يدربهم لنوال ميراثهم الأبدي).

* يعلن الأب غريغوريوس أنه ملزم أن يشرب من المجارى المرة وهو يتوق أن يتمتع بعذوبة الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رابعًا: كتابات البابا غريغوريوس:

* يرى بعض الدارسين أن البابا غريغوريوس أغسطيني معتدل، مع أسلوب عملي واقعي، بجانب اهتمامه بالجانب التأملي والتفسير الرمزي. كتاباته تقليدية غير نقدية كان يستخف بالدراسات الزمنية الكلاسيكية، لكنه كان بليغًا في وعظه، ولم يباره أحد في عصره في الغرب.

* نظرته للنعمة والخطية شبه بيلاجية، يرى أن مصير الإنسان يعتمد على سبق معرفته بالله. يرى في الطبيعة الساقطة أنها طبيعة ضعيفة لكنها ليست ميتة، كثيرًا ما يركز على استحقاق الأعمال الصالحة، وهو المسئول الأول عن تعليم نيران المطهر فيرى أن تقام قداسات لصالح النفوس في المطهر.

 

1- تفسير سفر أيوب:

* يضم ثلاثة تفاسير لسفر أيوب: التفسير التاريخي أو الحرفي، والتفسير الرمزي، والتفسير الأخلاقي السلوكي. في الرسالة التي قدم فيها الكتاب كافتتاحية له شبه تفسيرية للكتاب المقدس ببناء أساسه هو التفسير الحرفي، وأما التفسير الرمزي فهو الحوائط التي يقيمها على الأساسات كمبنى معماري للتعليم، والتفسير الأخلاقي ينتشر بكونه الألوان الجميلة التي يغطى بها البناء. هكذا لم يتجاهل الثلاثة أنواع من التفسير بل حسبها تكمل بعضها البعض ليقوم المبنى الواحد بأساساته وهيكله وزينته.

* ما كان يشغله بالأكثر التفسير الرمزي، فكان يقرأ ما وراء السطور ليرى شخص السيد المسيح معلمنا. يرى في أسماء الأشخاص والأشياء والأرقام في الأحداث مفاهيم سرية، يرى في أيوب رمزًا للسيد المسيح، وزوجته تمثل الطبيعة الجسدية وأبنائه السبعة رمزًا للرسل الكاملين، وبناته الثلاثة رمزًا للإيمان والرجاء والمحبة أو للشعب المتعبد للثالوث القدوس، وفي أصدقائه رمزًا للهراطقة، والسبعة آلاف من الغنم المسيحيين الكاملين، والثلاثة آلاف جمل الوثنيين والسامريين، الخمسمائة نير للثيران وخمسمائة من الأتن رمزًا أيضًا للوثنيين كقول أشعياء النبي "الثور يعرف قانيه والحمار معلف سيده، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم".

* أما التفسير الأخلاقي فهو شرح للسابق بطريقة وعظية للبنيان السلوكي.

 

2- الرعاية:

* كتاب بديع نافع ليس فقط للقادة الكنسيين، بل لكل إنسان روحي في يده سلطة أو مسئولية، سواء كان مرشدًا أو والدًا أو رئيس عمل.

* في هذا العمل الذي يضم أيضًا تفاسير رمزية لبعض نصوص من الكتاب المقدس يكشف الأب غريغوريوس عن خدمة الأسقف الفعالة، فمع حزن هذا الأب على تركه حياة السكون الرهبانية، لكن بقلبه الملتهب بحب الله الناري كرس كل طاقاته لخدمة النفوس.

* يضم أربعة أجزاء أو أبواب، يقدم في هذا العمل اللاهوتي الرعوي، وها بين يديك الترجمة العربية للبابين الأولين، وبمشيئة الله تقوم الكنيسة بنشر البابين الأخيرين بعد تعريبهما.

* كان يقدم للأساقفة في فرنسا عند سيامتهم مع كتاب القوانين كمرشد لهم في إتمام رسالتهم.

 

3- الحوارات:

* هذه الحوارات بين الأب غريغوريوس ورئيس الشمامسة الروماني بطرس، وضعها في أربعة كتب حيث يعدد سير وعجائب ورؤى القديسين والقديسات في إيطاليا، وعن خلود النفس، ويحوى الكثير من حروب الشياطين خاصة في الأديرة. لقد أشار إلى إنه عرف هذه القصص سماعًا، مدافعًا عن ذلك بأن مرقس ولوقا اللذين سجلا إنجيليهما سماعًا من شهود.

* يرى تكسيرونت أن الأب غريغوريوس وجد تعزيته (تسليته) للتحول من ثقل أعباء المسئوليات والمتاعب التي تحيط به من كل جانب، فيهرب إلى هذه العجائب التي لم تكن موضع تساؤل بالنسبة له.

* يتعجب شاف كيف يمكن لإنسان مثل غريغوريوس صاحب الفكر المتزن والقدرة العقلية الثاقبة أن يصدق عجائب غريبة طفولية. ويقول أن هذه الحوارات هي المصدر الرئيسي للمعتقدات الخرافية للاعتقاد بالمطهر في العصر الوسيط. وقد أمر الملك ألفريد بترجمتها إلى الأنجلوساكسونية.

* غير أنه قام بعض الدارسين بالدفاع عن هذا العمل، وكما يقول Boglion أن القارئ المعاصر يصعب عليه إدراك هذا العمل لأنه لم يعش في عالم غريغوريوس في ذلك الحين.

* يروى الكتاب الثاني من "الحوارات" حياة ومعجزات بندكت مؤسس دير مونتى كاسينو، مؤسس النظام البندكي وقد جمع ذلك من أشخاص عرفوا هذا الأب.

 

4- سجل الرسائل:

* سجل يحوى أكثر من 850 رسالة. من أجل اهتمامه بالكنيسة كان على اتصال بالنبلاء والملوك والملكات وإرساليات في الغرب، والأباطرة والبطاركة في الشرق وأشخاص آخرين في كل العالم المسيحي.

* تقدم لنا أفضل فكرة عن شخصيته ووزناته الإدارية بفكر روحي عملي، وعن تحول الأنجلوساكسونيين. تعالج مواضيع لاهوتية وأخلاقية وسياسية ودبلوماسية ورهبانية وأسقفية وتدابير باباوية. تعطينا صورة حية عن التزاماته المتعددة واهتماماته ورقة مشاعره وعواطفه.

 

5- عظات على حزقيال:

* عبارة عن 22 عظة ألقيت في روما خلال حصار Agiluph، روجعت بعد ذلك.

 

6- خمسون عظة على الأناجيل:

* وهى تمثل تفسيرًا رمزيًا لنصوص كثيرة من العهدين، مع إرشادات عملية في الحياة. فالتأمل الروحي والرمزي ليس هروبًا من الواقع إنما هو رفع القلب والفكر إلى السماويات دون تجاهل للواقع الزمني.

 

7- الأسرار الغريغورية وقانون القداس الإلهي:

* نظم قانون القداس الإلهي معتمدًا على الأنظمة التي وضعها جلاسيوس ولاون الأول مع شيء من التعديل.

 

8- تجميع أنتيفونات:

* قام بتجميع بعض الترانيم التي تُرنم بالمناوبة التجريبية، وربما وضع عليها إضافات توجد ألحان لاتينية أخرى كثيرة منسوبة إليه يتشكك البعض في نسبتها له.

 

9- كتابات أخرى:

* توجد كتابات أخرى تنسب إليه مثل تفسير سفر ملوك الأول، وتفسير لنشيد الأناشيد.

_____

(*) المرجع:

الرعاية للأب غريغوريوس (الكبير) مجدى فهيم وجورج فهمي (اسبورتنج).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/great.html

تقصير الرابط:
tak.la/k8zq3ts