← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ
عاش يوثام ملك يهوذا باستقامة أمام الرب (2 مل 15: 34)، غير أنه لم ينزع المرتفعات، وترك الشعب يذبحون ويوقدون على المرتفعات، وإذ استلم ابنه آحاز المُلك صار مثلاً رديئًا للفشل في كل جوانب حياته!
أ. فشله في سلوكه [1-4]، فقد حمل الشر كسمةٍ رئيسيةٍ في ملامح شخصيته.
ب. فشله في السياسة [5-9]، كما يظهر من دخوله في حرب مع رصين وفقح، ملكي أرام وإسرائيل.
ت. فشله في عبادته [12-18]، حيث مارس الارتداد إلى أبعد الحدود.
إن كان النجاح هو عطية إلهية تُقدَّم للمؤمن في كل جوانب حياته، فالفشل هو ثمرة اعتزال الإنسان عن الله مصدر النجاح الحقيقي.
|
1-2. |
|
|
3-4. |
|
|
5-6. |
|
|
7-9. |
|
|
10. |
|
|
11-18. |
|
|
19-20. |
1 فِي السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِفَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا، مَلَكَ آحَازُ بْنُ يُوثَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَعْمَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ كَدَاوُدَ أَبِيهِ،
فِي السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِفَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا،
مَلَكَ آحَازُ بْنُ يُوثَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. [1]
"أحاز" معناها "الله يُمسِك".
إن كان كل من والد أحاز يوثام وجده عزاريا قد سلكا باستقامة في عينيّ الرب، غير أنهما لم يكونا مثل داود أبيهما، فقد انحرفا بعد ذلك وسلكا في الشر. أما آحاز فمع كونه من نسل داود، إلا أنه لم يُطِعْ كلمة الله ولا اتكل عليه، بل سلك طريق ملوك إسرائيل في انحرافهم نحو العبادة الوثنية. عوض أن يقتدي بأبيه داود، فيكون موضع سرور الله، اقتدى بملوك إسرائيل الأشرار، ففشل مثلهم. إلا أننا لا نستطيع أن نتجاهل أن جده ووالده غرسا فيه بذور الارتداد بعدم إزالة المرتفعات، فأثمرت في شخصية آحاز وسلوكه علانية.
كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ،
وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ.
وَلَمْ يَعْمَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَدَاوُدَ أَبِيهِ. [2]
قد يعترض البعض بأنه ذُكِرَ هنا أن آحاز كان ابن عشرين سنة حين ملك، وملك ستة عشر سنة في أورشليم. وقد ورد في (2 مل 18: 1-2) أن حزقيا بن آحاز كان ابن 25 سنة حين مَلكَ. وبقليل من المقارنة الحسابية نلاحظ أن آحاز تزوج وهو في العاشرة من عمره، وأنجب حزقيا وهو في الحادي عشر، وهذا لا يتفق مع الناموس الطبيعي، وينافي المنطق السليم.
يُرَد على ذلك[1] أنه بالرجوع إلى تاريخ حياة آحاز، نجده قد أفسد نظم العبادة الهيكلية، وأحل محلها العبادات الوثنية. وملك حزقيا ابنه ليجد نفسه أمام عبء ثقيل من الإصلاحات الدينية، استغرق منه عدة سنين، حتى تمكَّن من إعادة تنظيم العبادة الهيكلية من جديد، قبل أن يُمسَح ملكًا بموجب المراسيم والطقوس الموسوية (2 أي 28-31). إذ من المعروف أن مسح الملوك في العهد القديم كان يتطلب وجود العبادة الهيكلية، واستقرار نظمها وطقوسها أولاً. لهذا من المُرجَّح أن حزقيا لم يُمسَحْ ملكًا بيد الكهنة إلا بعد إعادة تنظيم العبادة في الهيكل، التي استغرقت مدة زمنية ليست بقليلة. لهذا المقصود من النص الوارد في (2 مل 18: 2) في قوله عن حزقيا أنه "كان ابن خمسة وعشرين سنة حين ملك، أي حين مُسح ملكًا بموجب شريعة موسى، بعد تنظيم العبادة الهيكلية من جديد. أي لم يتجاوز العشرين من عمره أثناء وفاة أبيه، وهذا يعني أن أباه أنجبه وهو في السادسة عشر من عمره أو يزيد، تبعًا للمدة غير المعروفة التي تم فيها تنظيم العبادة الهيكلية على يدي حزقيا.
3 بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.
بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ،
حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ،
الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. [3]
بعد سلسلة من الملوك في يهوذا الذين سلكوا بالبرّ نسبيًا، جاء آحاز يسلك بالشر مثل ملوك إسرائيل. ربما كان لملوك إسرائيل أن يدَّعوا بأن عبادتهم للعجلين في دان وبيت إيل كان أمرًا ضروريًا بدافع الحفاظ على مملكة إسرائيل، حتى لا يميل قلب الشعب إلى العودة إلى الهيكل في أورشليم عاصمة مملكة يهوذا، والخضوع لملكها الذي من نسل داود. أما آحاز ملك يهوذا فلم يكن له ما يُبَرِّر به موقفه من الاقتداء بملوك إسرائيل، وعدم مبالاته بعبادة الله الحيّ والالتزام بوصاياه والاهتمام بالهيكل.
كان آحاز مُرتدًا، قاد بنفسه الشعب في تبنِّي العبادات الكنعانية الوثنية (2 أي 28: 2-4).
يُقدِّم لنا سفر أخبار الأيام الثاني تقارير عن إجازة الإنسان ابنه في النار التي ارتبطت بعبادة البعل والتي كانوا يمارسونها في وادي ابن هنوم (2 مل 23: 10؛ 2 أي 28: 2-3).
في أيام يوآش الملك ويهوياداع الكاهن هدم الشعب مذابح البعل وكسروا تماثيله (2 مل 11: 18). لكن إذ ملك آحاز عاد إلى ما عملته عثليا الشريرة ابنة أخآب وإيزابل. كما قدَّم ابنه مُحرَقة للأوثان، إرضاءً للآلهة بتقديم أفضل ما عنده (مي 6: 7)، وهذا ما يُدعى بالإجازة في النار، وهي من أبشع الممارسات الوثنية التي كثيرًا ما حذَّر الله شعبه منها.
كان لمولك صنم من النحاس جالس على عرش، وكانوا يشعلون في التجويف نارًا، ويضعون على ذراعي الصنم أطفالهم ليحترقوا ويموتوا، أو يُسلِّمونهم لكاهن الوثن، فيلقيهم على الذراعين المُحمرتين بالنار وسط ضربات الطبول حتى لا يسمع أحد صرخات الأطفال وهم يحترقون.
وقف إرميا عند باب الفخار حيث تُلقَى القمامة ليوجه الحديث إلى ملوك يهوذا مع سكان أورشليم، لأنه لم يكن ملوك يهوذا يدخلون من هذا الباب. لكن اشتراكهم في سفك دم الأبرياء (2 مل 21: 16؛ 24: 4)، وتقديم أطفالهم ذبائح بشرية للأوثان (2 مل 16: 3، 21: 6)، جعلهم يُحصون مع الشعب الداخل في باب القاذورات ليسمعوا معهم كلمة توبيخ قاسية، وصدور حُكْم إلهي عليهم جميعًا بغير محاباة!
حقًا ما أصعب على نفس ملك يهوذا أن يأتيه الخبر بأن إرميا يوجه إليه رسالة عنيفة عند باب القاذورات وإلقاء القمامة. لكن هكذا نزل الملك بنفسه إلى هذا المستوى باشتراكه في الرجاسات الوثنية وعنفها!
لقد جاءت الوصية الإلهية واضحة: "لا تعمل هكذا للرب إلهك، لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجسٍ لدى الرب مما يكرهه، إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم" (تث 12: 31).
جاء في (2 أي 28: 3) عن آحاز أنه أوقد في وادي ابن هنّوم وأحرق بنيه بالنار حسب رجاسات الأمم، كما قام منسّى وهو من أشر ملوك إسرائيل بنفس العمل (2 أي 33: 6). هذا كان يتم في توفة أو تفتة بوادي هنّوم. وهي تقع في وادي الربابة على السفح الشرقي لجبل صهيون (نح 11: 30). ربما هذا الاسم مُشتَق من كلمة معناها "تنُّور أو فرن"، أو من كلمة أرامية معناها "مكان الحريق". كانت هذه المنطقة في الأصل بستانًا مقدسًا للكنعانيين، ثم صارت مركزًا لعبادة البعل حيث كان اليهود المنحرفون يجيزون بنيهم وبناتهم في النار لمولك (إر 32: 35).
وقام يوشيا الملك الصالح بتنجيس توفة "لكي لا يُعبِّر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك (2 مل 23: 10). وقد صارت توفة رمزًا للخراب والتأديب على هذه الخطايا والرجاسات، إذ يقول النبي: "لذلك ها هي أيام تأتي يقول الرب ولا يُسمَّى بعد توفة ولا وادي ابن هنوم، بل وادي القتل، ويدفنون في توفة حتى لا يكون موضع. وتصير جثث هذا الشعب أُكلاً لطيور السماء ولوحوش الأرض ولا مُزعج" (إر 7: 32-33). وقد امتلأ الوادي عبر التاريخ بالقمامة التي كانت تُلقَى من فوق أسوار المدينة حتى ضاعت الآن معالمها.
يا للعجب! قدَّم ابنه ذبيحة للأصنام العاجزة عن حمايتها لنفسها، ظانًّا أنه بهذا يضمن أمانه ونصرته، ولم يُقدِّم قلبه لله القدير ضابط الكل! يفقد الإنسان في فساده التعقُّل والاتزان وحتى الحكمة البشرية الطبيعية! في عصيانه لله يتعدَّى حدود الممارسة الوثنية في إسرائيل. إذ ينحطّ إلى مستوى شائن بتقديم ابنه مُحرَقة كطقس الإله مولك.
إنه لأمر محزن أن أولاد الله الذين جعلهم الله ملوكًا وكهنة (رؤ 1: 6)، ليرتفعوا بروح أبيهم إلى حيث هو جالس، أن ينحدروا بأنفسهم ليسقطوا تحت الحُكْمِ مع أولاد إبليس الأشرار باشتراكهم معهم في سلوكهم الشرير، وينحطوا أحيانًا إلى مستوى أدنى من الحيوانات!
v أية مأساة هذه؟!... لقد قدَّموا أبناءهم وبناتهم ذبائح للشيطان! رفضوا أن يتعرَّفوا على الطبيعة، لقد نسوا آلام الولادة، ووطأوا بأقدامهم تربية أطفالهم، لقد سقطوا من أساسات شرائع القرابة، وصاروا أكثر وحشية من أي حيوان مفترس[2].
v إذ خلق الله آدم، لم يزوده بأجنحة جسدية مثل الطيور، لكن قصد في الأصل أن تكون له أجنحة الروح القدس، تلك الأجنحة التي قصد أن يعطيها له في القيامة لترفعه وتختطفه إلى حيث يشاء الروح. هذه الأجنحة التي تنال النفوس المُقدَّسة امتياز الحصول عليها منذ الآن، وتطير في عقولها إلى المجال السماوي. فالمسيحيون لهم عالم مختلف خاص بهم، ومائدة أخرى، وثوب آخر، ونوع آخر من التمتُّع والتنعم، وشركة أخرى، وطريقة أخرى للتفكير والعقل... إن لهم الامتياز أن ينالوا قوة هذه الأمور في داخل نفوسهم منذ الآن بواسطة الروح القدس. لذلك فإن أجسادهم تُحسَب أهلاً في القيامة للاشتراك في خيرات الروح الأبدية هذه، وسوف تختلط بذلك المجد الذي قد عرفته نفوسهم بالاختبار في هذه الحياة[3].
وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ،
وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. [4]
مارس آحاز رجاسات الوثنيين، الأمر الذي شدَّد الرب على الامتناع منه. لقد أهمل والده إزالة هذه المرتفعات، فكانت عثرة خطيرة لابنه الذي ليس فقط تجاهل وجودها، إنما اندفع وانغمس في العبادة الوثنية على هذه المرتفعات.
صار آحاز مثالاً شريرًا لشعبه في الذبح على المرتفعات للآلهة الوثنية. كما كان يُقدِّم ذبائح تحت الأشجار الكبيرة القديمة المنفردة، بزعم أنها مسكن الآلهة، ولا يجسر أحد أن يقطعها أو يحتطب منها.
v الذين يثقون في الأصنام أغبياء. الأصنام هي من صُنعهم، أشياء يصنعونها بأياديهم، لكنهم يعودون ويقولون: "هذه الأصنام هي خالقنا". كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يقولوا عن أشياء صنعوها أنها خِلقتهم؟ بجانب هذا هم يحرسون أصنامهم، حتى لا يسلبها لصوص... يا للغباوة! إن كانت الأصنام تعجز عن أن تحرس نفسها وتحميها، فكيف تحرس آخرين وتخلصهم؟[4]
v في الوصية الأولى من الوصايا العشر، كما أن عبادة الرب الإله الواحد قد أُمر بها بكل وضوح، هكذا جاء المنع في غاية الشدة بخصوص العبادة والخدمة التي يُقدِّمها المؤمنون لأي مخلوق، إذ يُقال: "أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (خر 20: 2)[5].
الأب فولجنتيوس أسقف Ruspe
v ألا ترون أن هذا (تث 13: 9) لم يُقل بخصوص النادمين، بل عن الذين ليس فقط متمسكين بالشر، وإنما لا يكفّون عن وضع عقبات لنا في طريقنا؟ هؤلاء الذين مهما كانوا أعزاء علينا يلزم هجرهم. ومهما يبدو أنهم نافعون لنا يلزم التخلِّي عنهم[6].
بيشان أسقف بارسيلونا
v يُطلب من المسيحيين واليهود تجنُّب المعابد (الوثنية) والمذابح والصور (الأصنام) وذلك حسب الوصية: "خف الرب إلهك، وإيّاه وحده تخدم..." ليس فقط يتجنّبونها بل ومستعدون عند الضرورة أن يبلغوا حتى الموت لتجنُّب تدنيس مفهومهم لإله المسكونة بأي تصرف من هذا النوع مخالف لناموسه[7].
v عندما يحاول أُناس أن يغوونا نحو الارتداد، من المفيد أن نتأمل فيما يرغب الله أن يُعلِّمنا بقوله: "أنا هو الرب إلهك، غيور". في رأيي أن العريس الذي يرغب في عروسه أن تحيا بالطهارة، فتُقدِّم نفسها له بالكامل، وأن تحذر من أية علاقة مع أي إنسانٍ غير زوجها، يبدو أنه بحكمة يكون غيورًا. يستخدم هذا المظهر كنوعٍ من الترياق لعروسه. هكذا مُقدِّم الشريعة، خاصة عندما يُعلن عن نفسه كبكر كل خليقة (كو 1: 15)، يقول لعروسه – أي النفس – إنه إله غيور. بهذه الطريقة يحفظ تابعيه من أي زنا مع الشياطين والآلهة الباطلة[8].
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
5 حِينَئِذٍ صَعِدَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ وَفَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَحَاصَرُوا آحَازَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ. 6 فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَرْجَعَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ أَيْلَةَ لِلأَرَامِيِّينَ، وَطَرَدَ الْيَهُودَ مِنْ أَيْلَةَ. وَجَاءَ الأَرَامِيُّونَ إِلَى أَيْلَةَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
حِينَئِذٍ صَعِدَ رَصِينُ مَلِكُ أرام وَفَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ،
فَحَاصَرُوا آحَازَ،
وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ. [5]
لقد أراد رصين وفقح، ملكا أرام وإسرائيل (2 مل 15: 37). أن يكونا سيديْن لأورشليم، ويقيما لها مَلِكًا من عندهما (إش 7: 6)، ومع ما بذلاه من مجهودٍ ضخمٍ واستعداداتٍ عسكرية إلا إنهما فشلا في الاستيلاء على أورشليم، وإقامة ملك عوض آحاز. فبالرغم من انحراف آحاز للعبادة الوثنية واقتدائه بملوك إسرائيل، إلاّ أن الله من أجل وعوده الصادقة لبيت داود أرسل إليه إشعياء النبي لكي يُعلن له أنه سيهبه النصرة على رصين وفقح. جاء في إشعياء النبي 7: 3 الخ. فقال الرب لإشعياء أخرج لملاقاة آحاز أنت وشآر ياشوب ابنك إلى طرف قناة البركة العليا... وقل له: احترز واهدأ. لا تخف ولا يضعف قلبك من أجل ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين يحمو غضب رصين وأرام...
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَرْجَعَ رَصِينُ مَلِكُ أرام أَيْلَةَ لِلأراميِّينَ،
وَطَرَدَ الْيَهُودَ مِنْ أَيْلَةَ.
وَجَاءَ الأراميُّونَ إِلَى أَيْلَةَ،
وَأَقَامُوا هُنَاكَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [6]
حاصر رصين أورشليم وانسحب، وكل ما ناله هو أنه استرد أيلة لأرام. سمح الله لآحاز بالنصرة، لعله يرجع إلى الله، ويلتصق به، تاركًا عبادة الأوثان، وسمح باسترداد الأراميين لأيلة كتأديب لآحاز على تركه عبادة الله الحيّ.
سبق أن استولى عزيا ملك يهوذا، جد آحاز، على أيلة (2 مل 13: 22). وهي الآن ميناء رئيسي (1 مل 9: 26)، أُخذ من يهوذا، وأقام فيه الأراميون إلى يوم كتابة هذا السفر.
7 وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلًا إِلَى تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلًا: «أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُكَ. اصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ يَدِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ يَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ». 8 فَأَخَذَ آحَازُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَهَا إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ هَدِيَّةً. 9 فَسَمِعَ لَهُ مَلِكُ أَشُّورَ، وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ وَأَخَذَهَا وَسَبَاهَا إِلَى قِيرَ، وَقَتَلَ رَصِينَ.
وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلاً إِلَى تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلاً:
أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُكَ.
اصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ يَدِ مَلِكِ أرام،
وَمِنْ يَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ. [7]
كان يليق بآحاز أن يرجع إلى الله، ويُقدِّم له ذبيحة شكر، لأنه أرسل له إشعياء النبي يطمئنه، ووهبه بالفعل نُصرَة على ملكيْ أرام وإسرائيل، لكن في جحودٍ وعدم إيمانٍ تمرَّد على الله، والتجأ إلى أشور ليسنده ويحميه. التجأ لا بروح الصداقة والتعاون، إنما بمذلة، قائلاً: "أنا عبدك وابنك. اصعد وخلِّصني".
يا للعجب كثيرًا ما يُفضِّل الإنسان الالتجاء إلى بني البشر بمذلة عوض الالتجاء إلى الله بروح البنوة والعزة! يقبل العبودية للأرضيين عوض الحرية التي يهبها له السماوي.
أخطأ آحاز لأنه جعل اتكاله على تحالفات بشرية، وليس على الرجوع إلى الله. فإنه إن تحالفت مملكة يهوذا مع أرام وإسرائيل تتعرَّض لغضب أشور، وإذا اتحدت مع أشور تبتلعها وتستعبدها، ويكون هذا الاتحاد مثل صداقة الحمل والذئب. لهذا إذ استغاث آحاز بتغلث فلاسر صار له عبدًا، عوض الالتجاء لله السماوي.
v قلب المسيحي وعقله وطريقة تفكيره دائمًا في المجال السماوي. فالمسيحيون الحقيقيون ينظرون الخيرات الأبدية كما في مرآة، وذلك بسبب اقتنائهم الروح القدس وشركته، لكونهم مولودين من الله من فوق، ولأنهم نالوا الامتياز أن يصيروا أولاد الله بالحق وبالفعل، إذ يَصِلُون بعد حروب وأتعاب لفترة طويلة إلى حالة ثابتة مستقرة من الحرية والتحرُّر من الاضطراب، حالة الراحة، فلا يعودون يُغربلون ويموجون بالأفكار القلقة الباطلة.
العلامة المميزة للمسيحيين ليست هي في الأساليب والأشكال الخارجية، فكثيرون يظنون أن الذي يُميٍّزهم عن العالم هو في الشكل أو الأساليب الظاهرة. ويا للأسف فإنهم في عقولهم وتفكيرهم هم مثل العالم، إذ يضطربون بقلق الأفكار غير الثابتة مثل أهل العالم، في عدم الإيمان والحيرة والاختلاط والخوف مثل كل الناس الآخرين.
قد يختلفون عن العالم في الشكل الخارجي والمظهر، ويختلفون عنه أيضًا في القليل من الممارسات الدينية، لكنهم في القلب والعقل مقيدون بالرباطات الأرضية، إذ لم يحصلوا أبدًا على الراحة في الله وسلام الروح السماوي في قلبهم، لأنهم لم يطلبوها من الله، ولم يؤمنوا أنه سيمنح لهم هذه الأشياء[9].
فَأَخَذَ آحَازُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ،
وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ،
وَأَرْسَلَهَا إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ هَدِيَّةً. [8]
قدًّم الله لآحاز تأكيدات لتطمئن نفسه، وفي حبٍ عظيمٍ ورعايةٍ فائقةٍ، قال له: "اطلب لنفسك آية من الرب إلهك. عمِّق طلبك أو رفِّعه إلى فوق، وإذ أجابه: "لا أطلب، ولا أجرِّب الرب" (إش 7: 12)، قدَّم له ولشعبه آية فريدة، ونبوّة فائقة: "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا، وتدعو اسمه عمّانوئيل" (إش 7: 14). كما أعطاه آية أخرى كعلامة على رعاية الله له: "لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو يا أبي ويا أمي، تُحمَل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور" (إش 8: 4). لقد أكد له أن الملكين لن ينتصرا عليه، بل بالرب يغلبهما، وينعم بثروتيهما وغنائمهما. مع هذا كله لجأ إلى معونة ملك أشور، ودفع ثمن ذلك فضة وذهب بيت الرب وخزائن بيت الملك، أي ما ورثه عن أجداده.
هنا يظهر فشل آحاز سياسيًا وعسكريًا، ففي عدم إيمانه بالله سلب هيكل الرب ليشتري من أشور حمايته وأمانه، فسلَّم المقدسات والكنوز لأعدائه وهو لا يدري.
يا للعجب! يتوسل الإنسان الشرير إلى أذرع البشرية كي تسنده، بتكلفة هذا قدرها، ويرفض حماية الله المجّانية والتي تفيض معها الخيرات والبركات الزمنية والأبوية!
سرّ فشل آحاز هو عدم إيمانه، إذ قال له إشعياء النبي وهو يُبلّغه رسالة الله بالنصرة على الملكين: "إن لم تؤمِنوا فلا تأمَنوا" (إش 7: 9). فإن كان آحاز مع بلوغ هذه الرسالة الإلهية إليه بكل وضوح شعر بعدم الأمان، ولجأ إلى ملك أشور، فسِّر ذلك عدم إيمانه.
كان آحاز رمزًا لليهود الذين بسبب جحودهم رفضوا قبول الخلاص الإلهي، رفضوا الآية التي قدَّمها الرب إلههم نفسه، وحسبوا عمانوئيل رئيس الشياطين!
لقد أُصيبوا بالجهل وعدم الفهم بالرغم من ظهور الحق الإلهي بكل قوة. ما قبله المجوس الوثنيون بكرازة كوكبٍ منيرٍ، رفضه أبناء إبراهيم بكرازة الأنبياء عبر الأجيال.
إننا في حاجة إلى الإيمان، فنستنير ونتمتع بالفهم لوعود الله وأعماله وقبول نبوات الأنبياء. الإيمان الحقيقي والفهم الصادق أخوان متلازمان.
v إنه لأمر حيوي أن نُدرِكَ بأن العبارة [إن لم تؤمِنوا فلا تأمَنوا] تعني الذين يقرأونها لا يحتاجون فقط إلى الفهم، بل وأيضًا إلى الإيمان، ولا يحتاجون إلى الإيمان فقط، بل وإلى الفهم. هؤلاء الذين في الختان الذين لا يؤمنون بمسيح الله، فإنهم حتى الآن يسمعون هذه الكلمات، ولا يفهمون موضوع هذه النبوة، لأنهم لا يسمعون بالذهن. سرّ عدم فهمهم هو عدم الإيمان، فإن النبوة تعلن بوضوح عنهم ولهم[10].
يوسابيوس أسقف قيصرية
v يلزم العقل المسيحي أن ينتعش بالإيمان البسيط، حتى يمكنه أن يفهم الأمور السماوية الأبدية. هذا ما قاله النبي: "إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا" (إش 7: 9). الإيمان البسيط هو ذاك الذي قبل أن نبلغ إلى أعالي معرفة محبة المسيح، فنمتلئ بكل كمال الله؛ نؤمن أن تدبير تواضع المسيح لم يكن باطلاً، الذي به وُلد وتألم كإنسانٍ. هذا قد سبق فأُخبر به بواسطة الأنبياء خلال الجنس النبوي، الشعب النبوي والمملكة النبوية[11].
v إن كنتَ غير قادر على الفهم، آمن أنك تفهم. الإيمان يتقدم، والفهم يأتي وراءه، إذ يقول النبي: "إن لم تؤمِنوا، فلا تأمَنوا" (إش 7: 9)[12].
فَسَمِعَ لَهُ مَلِكُ أَشُّورَ،
وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ،
وَأَخَذَهَا وَسَبَاهَا إِلَى قِيرَ،
وَقَتَلَ رَصِينَ. [9]
تدمير دمشق: سمع ملك أشور ما قد قيل عنه: "جاء عليه تغلث فلاسر ملك أشور، وضايقه ولم يُشَدِّده، لأن آحاز أخذ قسمًا من بيت الرب ومن بيت الملك ومن الرؤساء وأعطاه لملك أشور، ولكنه لم يساعده" (2 أي 28: 2). لذلك بعث ملك أشور حملة (734-732 ق. م)، سقطت أمامها دمشق في عام 732 ق. م، وقتل ملكها رصين، وأقام هوشع ملكًا عوض فقح على عرش إسرائيل في ذات العام. كما وضع تغلث فلاسر جزية على كلٍ من هوشع وآحاز.
تُعتبَر دمشق من أعرق المدن، ورَد ذكرها في أيام إبراهيم (تك 14: 15)؛ غزاها داود الملك وأقام فيها حامية (2 صم 8: 5-6؛ 1 أي 18: 5-6). قام رزون وتمكَّن من تأسيس المملكة السورية ودامت الحرب بينها وبين إسرائيل زمانًا طويلاً، لكنهما تحالفا معًا فيما بعد ضد يهوذا وأشور. وقد تعرضت للهزيمة عدة مرات، ففي سنة 843 ق.م. هاجم شلمنأسَّر دمشق وهزم ملكها حزائيل، كما هاجمها تغلث فلاسر سنة 732 ق.م.، وقتل ملكها رصين وقاد شعبها إلى السبي (2 مل 16: 5-9؛ إش 7: 1-8؛ عا 1: 3-5). انتقلت بعد ذلك من الأشوريين إلى الكلدانيين، ثم إلى الفرس، فاليونانيين المقدونيين، فالرومان على يدي ميتللوس عام 64 ق.م. لتصير سوريا مقاطعة رومانية عام 63 ق.م.
إن كان ملك أشور قد أخذ موقفًا من دمشق التي تحالفت مع إسرائيل ضد آحاز، لكنه لم يسند آحاز ضد الفلسطينيين، ولا قدَّم له عونًا ضد إسرائيل. هكذا أعانه قليلاً، لكنه سلب الكثير وضغط عليه.
يبدو في هذه الفترة أن فقح ملك إسرائيل دمَّر يهوذا، إذ جاء في (2 أي 28: 6، 8) أنه قتل مئة وعشرين ألفًا من بني البأس في يومٍ واحدٍ، وسبى من إخوتهم مائتيّ ألف من النساء والبنين والبنات، ونهبوا أيضًا منهم غنيمة وافرة إلى السامرة. وعند دخول الجيش ومعه المسبيّون خرج للقائهم نبي للرب اسمه عوديد، وقال لهم: "هوذا من أجل غضب الرب إله آبائكم على يهوذا قد دفعهم ليدكم، وقد قتلتموهم بغضبٍ بلغ السماء. والآن أنتم عازمون على إخضاع بني يهوذا عبيدًا وإماءً لكم. أما عندكم أنتم آثام للرب إلهكم. والآن اسمعوا لي وردُّوا السبي الذي سبيتموه من إخوتكم لأن حمو غضب الرب عليكم" (2 أي 28: 9-11). وقام بعض رؤساء من بني أفرايم ورفضوا الدخول بالمسبيين إلى المدينة، وقدَّموا ملابس للعراة منهم وأحذية وطعامًا وشرابًا ودهنًا وحملوا المعيين على حمير وذهبوا بهم إلى أريحا[13].
هكذا قام الله بتأديب يهوذا بسبب ارتدادهم عن الإيمان وفي نفس الوقت بعث من إسرائيل من يرفضون دخول المسبيين إلى المدينة، وتقديم العون للمسبيين. إنه يؤدب ويترفق!
وَسَارَ الْمَلِكُ آحَازُ لِلِقَاءِ تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ،
وَرَأَى الْمَذْبَحَ الَّذِي فِي دِمَشْقَ.
وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ إِلَى أُورِيَّا الْكَاهِنِ شِبْهَ الْمَذْبَحِ،
وَشَكْلَهُ حَسَبَ كُلِّ صِنَاعَتِهِ. [10]
إذ التجأ آحاز إلى ملك أشور لإنقاذه من أرام وإسرائيل، صار لزامًا عليه أن يخضع له، ويذهب ومعه الملوك الخاضعون لأشور إلى دمشق عاصمة أرام ليهنئ الملك تغلث فلاسر بانتصاره، ولتقديم فروض الولاء لملك أشور، ولدفع الجزية. خشي آحاز أن يزحف ملك أشور إلى الجنوب، فاتَّكل على المال (دفع جزية) لا على الله، بالتوبة والرجوع إليه، وقد سبَّب تغلث فلاسر متاعب كثيرة ليهوذا حتى ندم آحاز على استنجاده به (2 أي 20:18-21).
هناك في دمشق أُعجب آحاز بمذبح للوثن، فلم ينتظر أن يعود إلى أورشليم، إنما أرسل رسمًا تخطيطيًا له إلى أوريَّا الكاهن بأورشليم لصنع مذبح مثله، وبهذا انحرف آحاز عن شريعة الرب، بل ودفع أوريا الكاهن الأمين إلى ذلك الخطأ. كما ذبح لآلهة دمشق (2 أي 28: 23). هذا ثمن طبيعي للاتكال على ذراع البشر، لا على ذراع الله.
لقد كان أوريَّا الكاهن أحد شاهديْن أخذهما إشعياء النبي ليتنبّأ بأن ثروة دمشق وغنيمة إسرائيل تُحمَل قدام ملك أشور (إش 8: 2). مع ذلك قام بالتنفيذ ليشبع رغبة الملك الشرير المرتد عن الإيمان. إنها خيانة للرب الحيّ، خاصة وأنه أقامه بجوار المذبح النحاسي، حيث قام الملك عند عودته بتقديم ذبائح عليه لآلهة دمشق، وليس للإله الحيّ.
11 فَبَنَى أُورِيَّا الْكَاهِنُ مَذْبَحًا. حَسَبَ كُلِّ مَا أَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ كَذلِكَ عَمِلَ أُورِيَّا الْكَاهِنُ، رَيْثَمَا جَاءَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ. 12 فَلَمَّا قَدِمَ الْمَلِكُ مِنْ دِمَشْقَ رَأَى الْمَلِكُ الْمَذْبَحَ، فَتَقَدَّمَ الْمَلِكُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ، 13 وَأَوْقَدَ مُحْرَقَتَهُ وَتَقْدِمَتَهُ وَسَكَبَ سَكِيبَهُ، وَرَشَّ دَمَ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ الَّتِي لَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 14 وَمَذْبَحُ النُّحَاسِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ قَدَّمَهُ مِنْ أَمَامِ الْبَيْتِ مِنْ بَيْنِ الْمَذْبَحِ وَبَيْتِ الرَّبِّ، وَجَعَلَهُ عَلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ الشِّمَالِيِّ. 15 وَأَمَرَ الْمَلِكُ آحَازُ أُورِيَّا الْكَاهِنَ قَائِلًا: «عَلَى الْمَذْبَحِ الْعَظِيمِ أَوْقِدْ مُحْرَقَةَ الصَّبَاحِ وَتَقْدِمَةَ الْمَسَاءِ، وَمُحْرَقَةَ الْمَلِكِ وَتَقْدِمَتَهُ، مَعَ مُحْرَقَةِ كُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ وَتَقْدِمَتِهِمْ وَسَكَائِبِهِمْ، وَرُشَّ عَلَيْهِ كُلَّ دَمِ مُحْرَقَةٍ وَكُلَّ دَمِ ذَبِيحَةٍ. وَمَذْبَحُ النُّحَاسِ يَكُونُ لِي لِلسُّؤَالِ». 16 فَعَمِلَ أُورِيَّا الْكَاهِنُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ آحَازُ. 17 وَقَطَعَ الْمَلِكُ آحَازُ أَتْرَاسَ الْقَوَاعِدِ وَرَفَعَ عَنْهَا الْمِرْحَضَةَ، وَأَنْزَلَ الْبَحْرَ عَنْ ثِيرَانِ النُّحَاسِ الَّتِي تَحْتَهُ وَجَعَلَهُ عَلَى رَصِيفٍ مِنْ حِجَارَةٍ. 18 وَرِوَاقَ السَّبْتِ الَّذِي بَنَوْهُ فِي الْبَيْتِ، وَمَدْخَلَ الْمَلِكِ مِنْ خَارِجٍ، غَيَّرَهُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ مَلِكِ أَشُّورَ.
فَبَنَى أُورِيَّا الْكَاهِنُ مَذْبَحًا.
حَسَبَ كُلِّ مَا أَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ كَذَلِكَ عَمِلَ أُورِيَّا الْكَاهِنُ،
رَيْثَمَا جَاءَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ. [11]
فَلَمَّا قَدِمَ الْمَلِكُ مِنْ دِمَشْقَ رَأَى الْمَلِكُ الْمَذْبَحَ،
فَتَقَدَّمَ الْمَلِكُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ، [12]
إذ عاد آحاز من دمشق قدَّم على المذبح الوثني مُحرَقة وتقدمة وسكب سكيبة ورش دم ذبيحة السلام على المذبح. خلط بين عبادة الله الحي والوثنية. وقام بتصرفات خاطئة ببيت الرب (14-18؛ 2 أي 28: 2-4؛ 22-25) تحمل ارتدادًا، حتى أغلق باب الهيكل (2 أي 28: 24).
بأمر إلهي أخذ إشعياء لوحًا كبيرًا كتب عليه بحروف واضحة "مهير شلال حاش بز" وتعني "أسرع إلى السلب، بادر إلى النهب". وضع إشعياء النبي اللوح في مكان ظاهر في الهيكل لكي يقرأه الكل، وقد شهد كاهنان عليه هما: أوريا وزكريا، أوريا كان رئيس كهنة في أيام آحاز ومشيره الروحي والمُشترِك معه في العبادة الوثنية.
عندما أقام موسى النبي خيمة الاجتماع، أقامها على المثال السماوي الذي أظهره له الرب، لكي يعيش الشعب كما في السماء أثناء عبادتهم. أما آحاز، فأُعجب بالمذبح الوثني الجامد، لكي يسكب روح البطلان على المتعبِّدين دون أن يدروا.
انجذب آحاز إلى إقامة مذبح جديد، ولم يدرك أن التجديد الحقيقي هو في القلب حيث يتمتع بخبرة الحياة السماوية المتجددة على الدوام.
إلى يومنا هذا يريد البعض التجديد بقبول كل ما هو جديد دون تمييز ودراسة ورغبة في التمتُّع بالحق الإلهي. كما يخطئ البعض بالتمسُّك بالقديم لمجرد كونه قديمًا دون تجديد الأعماق ونوال خبرات متجددة.
يربط إرميا النبي بين ما هو قديم وجديد، فيقول: "لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباحٍ، كثيرة هي أمانتك" (مرا 3 22-23).
يهب الرب كل إنسان سؤل قلبه، فمن يحب العالم يهبه العالم فينهار معه، ومن يحب الحق يلتصق به ويتمجد مع المسيح "الحق". يقول المرتل: "تلذَّذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز 37: 4)، "فأعطاهم سؤلهم، وأرسل هزالاً في أنفسهم" (مز 106: 15).
وإذ تحدث الرب عن السبي، قال لإرميا: "ويكون حين تقولون: لماذا صنع الرب إلهنا بنا كل هذه؟ تقول لهم كما أنكم تركتموني وعبدتم آلهة غريبة في أرضكم، هكذا تعبدون الغرباء في أرضٍ ليست لكم" (إر 5: 19).
v بالتأكيد امتلك شعب إسرائيل الأرض المقدسة، الهيكل بيت الصلاة. وكان يليق بهم أن يخدموا الله، لكنهم إذ عصوا الوصية الإلهية، عبدوا الأصنام، سواء الأصنام التي نقلوها عن دمشق كما جاء في الملوك أو الأصنام الأخرى التي أحضروها من أممٍ وثنية أخرى إلى الأرض المقدسة.
إذ قبلوا هذه الأصنام الوثنية تأهلوا أن يُطرَدوا إلى بلاد الأصنام ويسكنوا هناك حيث يعبدون الأصنام[14].
وَأَوْقَدَ مُحْرَقَتَهُ وَتَقْدِمَتَهُ وَسَكَبَ سَكِيبَهُ،
وَرَشَّ دَمَ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ الَّتِي لَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. [13]
ما قدَّمه من عبادة وإن كانت في هيكل الرب، غير أنها لم تُقدَّم لله، بل لآلهة دمشق التي سُر بها.
وَمَذْبَحُ النُّحَاسِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ قَدَّمَهُ مِنْ أَمَامِ الْبَيْتِ مِنْ بَيْنِ الْمَذْبَحِ وَبَيْتِ الرَّبِّ،
وَجَعَلَهُ عَلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ الشِّمَالِيِّ. [14]
أمر الملك بتحريك مذبح النحاس ليكون في الجانب الشمالي كما في ركن ليس بذي أهمية، أمام المذبح الذي صُنع مشابهًا لمذبح إله دمشق، فوضعه أمام الهيكل مباشرة. قام بتحريك المذبح من مكانه لكي ما يزيله تدريجيًا من الهيكل.
لقد دُعيت الدرجات بعد ذلك "درجات آحاز" (2 مل 20: 11)، حيث يوجد مذبح آحاز، لا مذبح الرب.
يبدو أن الملك وقد صار مولعًا بما رآه في دمشق بخصوص المذبح والهيكل الوثني، أراد أن يقوم بهذا التعديل، لكي يصير الهيكل مطابقًا إلى حدٍ ما بما رآه في دمشق. وأن يُشكِّل العبادة الإلهية بما يتفق بالعبادة التي تُقام في دمشق. لقد أراد أن يُكرِّم العبادة الوثنية عِوَض تكريم إله السماء. وكما قيل عنه: "وأسخط الرب إله آبائه" (2 أي 28: 25)[15].
وَأَمَرَ الْمَلِكُ آحَازُ أُورِيَّا الْكَاهِنَ:
عَلَى الْمَذْبَحِ الْعَظِيمِ أَوْقِدْ مُحْرَقَةَ الصَّبَاحِ وَتَقْدِمَةَ الْمَسَاءِ وَمُحْرَقَةَ الْمَلِكِ وَتَقْدِمَتَهُ،
مَعَ مُحْرَقَةِ كُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ وَتَقْدِمَتِهِمْ وَسَكَائِبِهِمْ،
وَرُشَّ عَلَيْهِ كُلَّ دَمِ مُحْرَقَةٍ وَكُلَّ دَمِ ذَبِيحَةٍ.
وَمَذْبَحُ النُّحَاسِ يَكُونُ لِي لِلسُّؤَالِ. [15]
أمر آحاز الملك أن يوقد الكاهن على المذبح الأشوري المحرقات مرضاة لملك أشور.
فَعَمِلَ أُورِيَّا الْكَاهِنُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ آحَازُ. [16]
أوريَّا اسم عبري معناه "يهوه نوري". اتسم بالطاعة للملك آحاز في كل ما يأمر به. لكنها طاعة ملومة. لقد أخطأ، لأنه أراد تطوير المذبح بذوقٍ بشريٍ وهوى إنساني، متجاهلاً أن الهيكل وما يحتوي عليه من أساسات تم بدقة بأمر إلهي (خر 25: 40؛ 26: 30؛ 27: 1؛ 1 أي 28: 19)[16].
وَقَطَعَ الْمَلِكُ آحَازُ أَتْرَاسَ الْقَوَاعِدِ وَرَفَعَ عَنْهَا الْمِرْحَضَةَ،
وَأَنْزَلَ الْبَحْرَ عَنْ ثِيرَانِ النُّحَاسِ الَّتِي تَحْتَهُ،
وَجَعَلَهُ عَلَى رَصِيفٍ مِنْ حِجَارَةٍ. [17]
يُظَن أن الملك قطع أتراس القواعد ليستخدمها كقواعدٍ لتمثال مُتقَن يُزيَّن به قصره[17].
وَرِوَاقَ السَّبْتِ الَّذِي بَنُوهُ فِي الْبَيْتِ،
وَمَدْخَلَ الْمَلِكِ مِنْ خَارِجٍ غَيَّرَهُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ مَلِكِ أَشُّورَ. [18]
رواق السبت: هو رواق عند مدخل المبنى معمَّد، كان الكهنة يدخلون منه إلى الهيكل في يوم السبت[18].
مدخل الملك من خارج: هو مدخل سري خارجي خاص بالملك اليائس للدخول إلى الهيكل في سرية ليستشير النبي المرذول من الملك وشعبه طويلاً.
ما قد فعله آحاز الملك بإزالة هذه الأمور ربما كان يهدف أنه متى حدث حصار أشوري يبقى الهيكل في شيءٍ من الأمان، فلا يدخل الأشوريون من هذه المنافذ[19].
أهان آحاز الرب وبيته وفرائضه وغيرها وأكرم آلهة أشور.
جاء في 2 أي 28: 24 أن آحاز جمع آنية بيت الله، وقطع آنية بيت الله، وأغلق أبواب بيت الرب، وعمل لنفسه مذابح في كل زاوية. في أورشليم، وفي كل مدينة عمل مرتفعات للإيقاد لآلهة أخرى.
استبدل آحاز المذبح لخدمة الله إلى مذبح وثني إرضاءً لملك أشور، وكأنه يقيم إلهًا له يتكل عليه عِوَض الاتكال على الله.
لا نعجب إن كان الملك الضعيف الذي يُرضِي الناس لا الله له رئيس كهنة على شاكلته، ضعيف وخانع، يهتم أن يُرضِي الملك لا الله.
قام آحاز بتخريب بيت الرب تدريجيًا، فهو لم يأمر بهدم الهيكل، ولا أمر بتحويله إلى هيكل للوثن، لكنه أفسد عمل الهيكل تدريجيًا.
أ. أمر أوريَّا بصنع مذبح برسم مذبح دمشق.
ب. قام بتحريك مذبح النحاس جانبًا، ووضع المذبح الجديد في مكان مرموق.
ج. قام بتقديم المُحرَقات والتقدِّمات على المذبح الجديد، وترك مذبح النحاس لكي ما يسأل الرب في أمر ما عند الضرورة.
د. قطع أتراس القواعد، ورفع المرحضة...
هـ. أزال رواق الكهنة أو رواق السبت.
و. أزال مدخل الملك إلى الهيكل.
جاءت خطة آحاز مطابقة لعمل عدو الخير الذي يتسلل تدريجيًا لينزع من القلب قدسيته تحت أسماء برَّاقة مثل التجديد، وعدم الالتزام بطقسٍ مُعَيَّنٍ الخ. إنه زحف عدو الخير في حياة المؤمن دون المطالبة بترك الله وعبادته، ليُحَقِّقَ في النهاية هدفه.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
وَبَقِيَّةُ أُمُورِ آحَازَ الَّتِي عَمِلَ
مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. [19]
ثُمَّ اضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ،
وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ،
وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. [20]
يُقدِّم لنا القديس أغسطينوس نصيحة عملية للتعامل مع عابدي الأوثان، قائلاً:
[عندما يكون لديك سلطان شرعي افعل هذا (أي ما ورد في تث 7: 1-5)، عندما لا يكون لدينا سلطان لا نفعل هذا؛ إنما متى أُعطي لنا سلطان لا نفشل في فعل هذا. كثير من الوثنيين لديهم هذه الرجاسات في ممتلكاتهم، فهل نذهب إليهم ونُحَطِّمها؟
أول ما ينبغي أن نفعله هو أن نُحَطِّمَ الأصنام التي في قلوبهم. عندئذ يصيرون مسيحيين، عندئذ إما أنهم يدعوننا لنُتَمِّم هذا العمل الصالح، أو يفعلون هذا بأنفسهم أمامنا. ما يجب أن نفعله هو أن نُصَلِّي لأجلهم، لا أن نغضب عليهم[20].]
v ترك عزاريا وابنه يوثام المرتفعات لِعلَّة أو أخرى.
وجاء من صُلْبِهما آحاز ينغمس بكل قلبه في العبادة الوثنية.
ما أهمله الجد والأب تعثَّر فيه الحفيد والابن.
ليس لهما ما يعتذرا به،
إذ قدَّما للابن السُمّ ولم يدريا!
وليس للابن عُذْرٌ،
فقد ملك الفساد كل كيانه!
v قلبًا نقيًّا اخلقه فيّ يا الله،
فأُقَدِّم لك كل حبّي ومشاعري وأحاسيسي.
لا أترك شيئًا لحساب العدو في أعماقي،
حتى لا يجد له فيَّ موضعًا يتسلل إليه،
ولا أكون عثرة لأحدٍ بسبب إهمالي.
v هبْ لي يا ابن داود أن اقتدي بداود الملك والنبي.
فمع ضعفاته كان يهرب إليك،
فيك يختفي ويتحصّن سالكًا بروحك القدوس.
لم تستطع كل الظروف المقاومة أن تُفسِدَ شعوره بحضرتك الإلهية.
لم يستطع العرش وكل السلطة أن تسحب قلبه عنك.
سقط في ضعفات، لكن سرعان ما انسحب قلبه إلى سماواتك.
v تركك الملك آحاز، وفي ضيقته لم تتركه.
أرسلتَ له نبيّك إشعياء يسنده ويطمئنه،
وعِوَض أن يُقَدِّمَ لك ذبيحة شكر،
التجأ إلى مملكة أشور تحميه وتدافع عنه.
وثَقَ في الملك الوثني، ولم يثق فيك يا أيها القدير.
هب لي أن ألجأ إليك، فأنت حصن حياتي.
أنت رجائي ومصدر فرحي وبهجة قلبي.
حلولك في أعماقي يرفعني كما إلى سماواتك.
لا يقدر عدو أن يلحق بي ويغتصبني.
في حضورك الدائم، لا تقدر خطية أن تتسلل فيَّ.
تجلِّيك يحوِّل أعماقي إلى مقادس طاهرة.
v حلولك يقيم من أعماقي سماءً جديدة أسوارها نار إلهية.
حلولك يُشبِع نفسي، فلا تشتهي عونًا بشريًا.
حلولك ينزع عنّي المذلة،
ويدخل بي إلى أمجاد فائقة!
v هبْ لي الإيمان بك، فأصير في أمان.
تفتح ذهني، فيستنير بالفهم والمعرفة.
أتمتع بعربون السماء، وأختبر قُدسيتها!
افتحْ قلبي وبصيرتي، فيتعانق الفهم مع الإيمان.
فلا أطلب الفهم دون الإيمان بك، ولا الإيمان بغير الفهم!
v هبْ لي يا رب القلب النقي،
فلا يجد مسرَّته إلاّ في أحضانك الإلهية.
هبْ لي مع النقاوة الحكمة والجديَّة.
فلا يجد عدو الخير ثغرة للتسلل إلى قلبي.
مع النقاوة هبْ لي التجديد المُستمِر الداخلي.
هبْ لي أن أمارس الطقس بفكر سماوي.
فلا أسقط في الحرف القاتل، ولا الاستهتار المُفسِد!
هبْ لي نقاوة سماوية بعمل روحك القدوس الناري.
فأختبر عربون السماء مع كل نسمة من نسمات حياتي.
_____
[1] د. وهيب جورجي: مقدمات العهد القديم 1985، ص 184.
[2] Discourses against Judaizing Christias,1:6:7.
[3] راجع عظات القديس أنبا مقار الكبير، ترجمة مؤسسة القديس أنبا أنطونيوس لدراسات الآباء، عظة 5: 11.
[4] Barlaam and Joseph 10.
[5] Fulgentius of Ruspe (c. 467-532): Letter 8:4:9.
[6] Pacian of Barcelona (c. fourth century): Letter 3:7.
[7] Adv. Celsus 7:64.
[8] Exhortation to Martyrdom 9.
[9] راجع عظات القديس أنبا مقار الكبير، ترجمة مؤسسة القديس أنبا أنطونيوس لدراسات الآباء، عظة 5: 4.
[10] Proof of the Gospel 7:1
[11] Reply to Faustus the Manichean 12:46.
[12] Sermon 68 (118):1.
[13] cf. Adam Clarke Commentary.
[14] Homilies on Jeremiah 7:3:1.
[15] Cf. Adam Clarke Commentary.
[16] Cf. Jamieson, Fausset and Brown Commentary.
[17] Cf. Jamieson, Fausset and Brown Commentary.
[18] Cf. Jamieson, Fausset and Brown Commentary.
[19] Cf. Jamieson, Fausset and Brown Commentary.
[20] St. Augustine: Sermon 62:17.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 17 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير ملوك الثاني 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9bg2jzt