← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ عَشَرَ
منذ أن حدث الانقسام بعد موت سليمان الحكيم، أطال الله أناته جدًا على المملكتيْن، خاصة مملكة إسرائيل، إذ لم يوجد ملك واحد صالح طوال هذه الفترة. استخدم كل وسيلة، تارة باللطف وأخرى بالتأديب، ومع هذا صمم إسرائيل على حالة الارتداد والتمرد، وقد حانت الساعة ليستدعي الله أشور لتسبي شعبه إسرائيل. تطرد الكثيرين خارج المملكة، وترسل غرباء من الأمم يتزوجون من البقية التي بقيت في إسرائيل، فيقوم جيلٌ لا ينتمي إلى إسرائيل في أصالة، بل هو خليط من اليهود والأمم، فتنتفي عن السامرة العاصمة ملامحها اليهودية كشعب الله.
في هذا الفصل الأخير من تاريخ إسرائيل الخاص بالسبي النهائي لهم، تكشف كلمة الله عن الأسباب التي أدَّتْ إلى سبيهم كدرس لكل الأجيال، بل ولكل مؤمنٍ، حتى لا يسقط فيما سقطت فيه مملكة إسرائيل، وكدرس لمملكة يهوذا التي للأسف لم تستفد منه.
سرّ هذا التأديب الحازم هو:
أ. نسيان مراحم الله ومعاملاته معهم [7].
ب. الاقتداء بالأمم الوثنية في عبادتهم للأوثان وممارسة قبائح غير لائقة، هذه الأمم التي طردها الله من أمامهم [8-12]
ت. سد الآذان عن سماع صوت الرب على فم الأنبياء [13-14].
ث. رفض فرائض الرب وعهده مع آبائهم، والسلوك في الباطل، فصاروا باطلاً [15-17].
ج. خشية الرب دون التخلّي عن العبادة الوثنية، أي الخلط بين عبادة الله وعبادة الأوثان [32-33].
|
1-6. |
|
|
7. |
|
|
8-12. |
|
|
13-14. |
|
|
15-17. |
|
|
18-23. |
|
|
24. |
|
|
25-28. |
|
|
29-41. |
1 فِي السَّنَةِ الثَّانِيةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي السَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. 2 وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 3 وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ، فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْدًا وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. 4 وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ، وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ. 5 وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. 6 فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ السَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي.
كان الملك شلمنأسر على الأرجح هو شلمنأسر الخامس بعد تغلث فلاسر (727- 722ق.م)، قد بالغ في فرض جزية ثقيلة على المملكة الشمالية، حتى قرر الملك هوشع التمرُّد على أشور، وتحالف مع سوا ملك مصر (2 مل 4:17)، لم يكن في هذا حماقة فحسب، وإنما عدم إيمان بالله الذي يحمي أولاده. لكي يقضي شلمنأسر على هذه المؤامرة، هاجم السامرة وحاصرها ثلاث سنوات، لكنه مات قبل سقوط السامرة. استولى خليفته سرجون الثاني على المدينة، وقضى على مملكة إسرائيل، وسبى شعبها.
فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا،
مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي السَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. [1]
"هوشع" معناها "خلاص". اغتال هوشع فقح بن رمليا ملك إسرائيل ومَلَكَ عوضًا عنه (2 مل 15: 30)، غير أنه لم يتحقق له استلام المُلْكِ إلا بعد سبع أو ثمان سنوات من قتله لفقح.
أُقيم هوشع ملكًا عام 732 ق.م.، أي أن الاثني عشر عامًا المذكورة هنا تشير إلى مشاركة حكمه مع أبيه آحاز، ربما تم ذلك بضغط من حملة تغلث فلاسر الأولى الغربية (744-743 ق.م).
وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ،
وَلَكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. [2]
كان هوشع الملك التاسع عشر والأخير لإسرائيل، وكان أفضل من بعض أسلافه، ومع ذلك كان سقوط المملكة في أيامه. لم تسقط بسبب خطايا ملك مُعيَّن، بل بسبب خطايا الملوك جميعهم من يربعام إلى هوشع، وأيضًا خطايا القادة الدينيين والمدنيين والشعب. يرى البعض أنه وإن كان هوشع من أفضل ملوك إسرائيل على الرغم من أن جميعهم كانوا أشرارًا، لم يُكرِّس حياته لعبادة العجليْن اللذيْن في دان وبيت إيل، كما أزال الحظر الذي وضعه الملوك على الشعب بعدم الذهاب إلى أورشليم للعبادة هناك في الهيكل. أعطى الفرصة للقادة وللشعب ألاّ يعبدوا العجليْن، كما سمح لهم بالعبادة في أورشليم لكنهم لم ينتفعوا بهذا، بل ازدادوا شرًا. فحدث السبي بالأكثر من أجل إصرارهم على الشر والتمادي فيه.
وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ،
فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْداً، وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. [3]
شلمنأسر: اسم أشوري معناه "شلمان رئيس". هنا يقصد شلمنأسر الخامس، وهو ابن تغلث فلاسر وخليفته، حَكَم من سنة 727-722 ق.م، وخلفه سرجون. يذكر يوسيفوس أنه حكم فينيقية عام 725 ق.م. يدعوه هوشع "شلمان" (هو 10: 14).
خضع هوشع للملك تغلث فلاسر، لكنه عصى خليفته شلمنأسر، فصعد الأخير عليه، فخضع له هوشع، وكان يدفع له جزية سنوية. انتهز هوشع فرصة انشغال شلمنأسر في محاربة فينيقية ومحاصرة مدينة صور الجديدة وتحالف مع سوا ملك مصر على رجاء أن يخلص من سلطة أشور. نهاه هوشع النبي عن هذا التحالف (هو 7: 1؛ 1 أي 12: 1) لكنه لم يسمع له. صعد شلمنأسر ثانية على السامرة، لكنه مات قبل الاستيلاء عليها، فحاصرها خليفته سرجون لمدة ثلاث سنوات.
بعد أن قيل عن هوشع الملك "عمل الشر في عينيّ الرب" [2]، جاء عنه أنه صار لملك أشور عبدًا، ودفع له جزية [2]. إنها صورة مُرَّة للإنسان الذي خلقه الله ليكون ملكًا صاحب سلطان، يمارس الحياة الملوكية المُطوَّبة، ليصير بالخطية عبدًا لإبليس، ويُسَلِّم ما وهبه الله كجزية يغتصبها منه عدو الخير.
v الله كصالحٍ ومحبٍ (جوَّاد)، وهب الإنسان حرية بخصوص الخير والشر، واهبًا إيَّاه عقلاً به يقدر أن يعاين العالم وكل ما فيه، فيعرف الله الذي خلق لأجله كل شيءٍ.
أما الإنسان الشرير، فقد يرغب في هذا (معرفة الله)، لكنه لا يفهم، بل يهلك بعدم إيمانه وبتفكيره المناقض للحقيقة. هذه هي حرية الإنسان فيما يختص بالخير والشر!
v لا نعتبر الأحرار هم أولئك الأحرار بحسب مركزهم، بل الذين هم بحق أحرار في حياتهم وطبعهم... حرية النفس وطوباويتها هما نتيجة النقاء الحقيقي والازدراء بالزمنيات[1].
v الإنسان الحر هو ذاك الذي لا تستعبده الملذات، بل يتحكم في الجسد بتمييزٍ صالحٍ وعفةٍ، قانعًا بما يعطيه الله، مهما كان قليلاً، شاكرًا إياه من كل قلبه[2].
وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً،
لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ،
وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ،
فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ، وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ. [4]
يرى بعض المُفَسِّرين أن الحديث هنا موجه إلى آفرايم حيث ورد في (2 مل 17: 4) عن معاهدة تمت بين هوشع بن إيلة ملك إسرائيل (آفرايم) وسوا ملك مصر مع ثورته ضد أشور ورفضه دفع الجزية له، أكثر منه وجود معاهدة بين يهوذا ومصر... لكن بقية الحديث مُوَجَّه إلى يهوذا وأورشليم إنه حديث إلهي موجه ضد كل إنسان يتجاهل الله مُتَّكلاً على ذراعٍ بشريةٍ.
أرسل سرجون رئيس جيشه إلى أشدود قاصدًا سوا ملك مصر (2 مل 17: 4)، إذ تعتبر أشدود التي على حدود الفلسطينين مفتاحًا للدخول إلى مصر.
كشفت الدراسات الحديثة أن سوا Sua ليس اسمًا لفرعون، وإنما هو اختصار لاسم قائد كتيبة في الدلتا يُدعَى Siba، أو هو اختصار لاسم مدينة في غرب الدلتا تُسمَّى Sais استخدمها تافنخت Tefnakhte لإقامته. ظهور شخصية في مصر "تافنخت Tefnekht" فرعون من الأسرة الرابعة والعشرين، دفع هوشع إلى الشعور بأنه قد حان الوقت للتمرُّد على أشور معتمدًا على تحالفه مع ملك مصر. يبدو أنه قُبِضَ عليه قبل سقوط السامرة.
عندما جاء شلمنأسر ملك أشور لمحاربة هوشع ملك إسرائيل، اكتشف مؤامرة بدأها هوشع: "لأنه أرسل رسلاً إلى سوا ملك مصر" (2 مل 17: 4). لم يرد بجانب هذه الفقرة أي موضع آخر ذُكِرَ فيه ملك لمصر اسمه "سوا". فهل هذا خطأ؟
الإجابة: الاسم المُترجَم "سوا" يمكن أيضًا أن يُترجَم "سايس Sais" وهو اسم مدينة العاصمة التي لتافنخت Tefnakht ملك مصر في أيام هوشع ملك إسرائيل. لهذا يمكن قراءة هذه الفقرة هكذا: "أرسل (هوشع) رسلاً إلى "سايس Sais" ملك مصر." كلمة سوا So في الترجمة NKJV ليست اسم ملك مصر إنما اسم مدينة العاصمة لمملكة مصر. لا يوجد خطأ هنا[3].
نسي هوشع الله كمُخَلِّصٍ له، ووضع أمام عينيه الخيار بين الالتصاق بملك مصر أو يملك أشور، وإذ يخضع لأحدهما يصير له عبدًا، ويفقد الكثير من حريته وكرامته وممتلكاته. لقد نسي دور الله وإمكانياته في حمايته وعطاياه خاصة الحرية!
للأسف كثيرًا ما نتخبط بين الاستعباد لخطية أو أخرى وننسى برّ المسيح مخلصنا ومُحَرِّرنا واهب الأمجاد الأبدية.
v أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34). إنه عبد، يا ليته لإنسانٍ بل للخطية! من لا يرتعب أمام مثل هذه الكلمات؟ الرب إلهنا يهبنا –أنتم وأنا– أن نتكلم بتعبيرات لائقة عن هذه الحرية باحثين عنها وأن نتجنّب تلك العبودية...
يا لها من عبودية بائسة! عندما يعاني البشر من سادة أشرار، يطلبون بكل الأحوال تغيير السيد. ماذا يفعل عبد الخطية؟ لمن يُقدِّم طلبه؟ إلى من يطلب الخلاص؟...
أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيده) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير منه، ولا يوجد موضع يذهب إليه. نعم، لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيءٍ من اللذة الجسدية. تَعْبُرُ اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يَعْبُرُ، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة!...
لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونِه مُخَلِّصنا.
لنطلب أن نُباع لكي ما يُخَلِّصنا بدمه. إذ يقول الرب: "مجانًا بُعتم وستخلصون بدون مالٍ" (إش 52: 3). بدون ثمن من جهتكم، بسببي. هكذا يقول الرب لأنه هو دفع الثمن لا بمالٍ بل بدمه، وإلا بقينا عبيدًا معوزين[4].
v كنا عبيدًا للشهوة، ولكن إذ نتحرر يجعلنا عبيدًا للحب. هذا أيضًا ما يقوله الرسول: "فإنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الإخوة غير أنه لا تصيِّروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا" (غل 5: 13).
إذن لا يقول المسيحي: أنا حرّ، أنا دُعيت للحرية. كنتُ عبدًا وقد خلصتُ، وبخلاصي هذا صرتُ حُرًا أفعل ما يحلو لي، لا يصد أحد إرادتي ما دمت حرًا... لا تفسد حريتك بالخطية، بل استخدمها في عدم ارتكاب الخطية. فإنه متى كانت إرادتك ورعة عندئذ فقط تكون حرة. تكون حرًا إن كنت لا تزال عبدًا متحررًا من الخطية وخادمًا للبرّ. وكما يقول الرسول: "لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحرارًا من البرّ... وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية، وصرتم عبيدًا لله، فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو 6: 20، 22)[5].
وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ،
وَصَعِدَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. [5]
بعد فترة حصار دامت ثلاث سنوات سقطت السامرة في يد الأشوريين سنة 722 ق.م. سرجون قائد جيش شلمنأسر الخامس الذي خلفه على العرش قال إنه هو الذي أخذ السامرة. وكانت العادة في ذلك الوقت ترحيل مجموعة ضخمة ممن لهم نفوذ على مواطني البلد المنهزمة، مما يُقَلِّل من إمكانية قيام ثورة في البلد المهزومة (2 مل 25: 11-12؛ حز 1: 2-3).
استمرار الحصار ثلاث سنوات يكشف عن أنها كانت مدينة حصينة، بها إمدادات قوية.
ما فعله ملك أشور هو حصار السامرة لمدة ثلاث سنوات، حتى يسقط القادة والشعب في حالة إحباط؛ يفقدون القدرة على الحركة والتمتُّع بحرية الخروج والدخول، بل يفقدون الطعام الضروري حتى الشرب من الماء!
كثيرًا ما يُلقي الإنسان بتصرفاته في فخ إبليس، ويصير تحت الحصار، ويعجز عن الحركة، ويفقد طعام الروح وشرابه، وتتحوَّل حياته إلى أشبه بسجن قائم مُحَطِّم للنفس.
v لا تجزع أبدًا من تصورات الخيال. إن قوة الشيطان ليست بشيء إزاء الحرية. إنه لا يقدر أن يجبر ويضغط عليها قسرًا، لكنه يحارب فقط بالقلق والترغيب. لا يعرف بأي فخٍ يصطاد الإنسان، ولهذا يكثر من فخاخه وينوِّعها. فلو عرف بأي فخٍ يقتنص الإنسان لنصبه له منذ البداية ليتغلَّبَ عليه[6].
فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ السَّامِرَةَ،
وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ،
وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي. [6]
جاء في الكتابات الأشورية أنه سبى 27290 أسيرًا و50 مركبة. هذه هي الغزوة الثالثة والأخيرة من أشور لإسرائيل، وقد سبق الإشارة إلى الغزوتين الأولى والثانية في (2 مل 19:5؛ 29:15).
الغزوة الأولى: كانت تحذيرًا لإسرائيل لتجنُّب هجوم آخر، بدفع الجزية وعدم العصيان. والغزوة الثانية: إذ لم يرجع الشعب إلى الله سمح الله بالغزوة الثانية حيث أُخذ البعض إلى السبي. أما الغزوة الثالثة، فإنه إذ لم يدرك الشعب أنه بسبب الفساد قد حلَّتْ بهم المتاعب تمَّت الغزوة الثالثة حيث تم السبي الكامل وانتهت مملكة الشمال، وجاءت بغرباء أسكنتهم البلاد. لقد سبق أن أنذرهم الله بما سيحل بهم بسبب العصيان وعدم الأمانة في حفظ العهد (تث 28).
جاء عن هذا الغزو: "تُجازي السامرة لأنها قد تمرَّدتْ على إلهها. بالسيف يسقطون، والحوامل تُشَق" (هو 13: 16). "فأجعل السامرة خربة في البرية، مغارس للكروم، وألقى حجارتها إلى الوادي، وأكشف أسسها، وجميع تماثيلها المنحوتة تُحطَّم وكل أعقارها تُحرَق بالنار، وجميع أصنامها أجعلها خرابًا، لأنها من عُقر الزانية جمعتها، وإلى عُقر الزانية تعود" (2 مل 1: 6-7). واضح أن السبي الأشوري لإسرائيل كان في غاية العنف، إذ كانوا يغتصبون النساء، ويضربون الأطفال الصغار على الصخور والحجارة.
بهذا انتهت مملكة الشمال بعد أن استمرت 254 عامًا منذ موت سليمان والانقسام الذي تبناه يربعام حتى استيلاء شلمنأسر على السامرة في السنة التاسعة من حكم هوشع.
وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمِ،
الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْر،َ
مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ،
وَاتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، [7]
سبَب سقوط السامرة وإزالة مملكة الشمال هو الفشل الروحي، بترك الله الحي وعبادة آلهة وثنية، رغم التحذيرات المُستمرة للمملكتيْن خلال الأنبياء [13، 14، 23]. أخطأت إسرائيل بكل أشكال العبادة الوثنية وممارسة قبائح لإغاظة الرب [11]. من غباوة قلوبهم أنهم اتقوا الآلهة التي لا تقدر أن تُخَلِّص المتعبدين لها، وفضَّلوا عبادتها القبيحة على عبادة الرب.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
8 وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ. 9 وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرًّا ضِدَّ الرَّبِّ إِلهِهِمْ أُمُورًا لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ، وَبَنَوْا لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جَمِيعِ مُدُنِهِمْ، مِنْ بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ. 10 وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَابًا وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلّ عَال وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. 11 وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُورًا قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. 12 وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: «لاَ تَعْمَلُوا هذَا الأَمْرَ».
وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ
مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ. [8]
كان الشعب مسئولين عن خطايا ملوكهم، لأنهم هم الذين أقاموهم، واستحسنوا أعمالهم.
وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرّاً ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِهِمْ أُمُوراً لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ،
وَبَنُوا لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جَمِيعِ مُدُنِهِمْ،
مِنْ بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ. [9]
عملوا سرًا (إش 8: 19؛ حز 8: 7-12) من جهة الناس، ولكن الرب يرى كل شيء. أما أن يمارسوها سرًّ، فلأنهم يدركون أنها خطية وغير لائقة.
تعبير "برج النواطير إلى المدينة المحصنة"،
بقوله "من برج النواطير إلى المدينة الحصينة" يعني أن عبادة الأوثان صارت شائعة في كل مكانٍ، من المدينة الكبيرة إلى القرية الصغيرة، من البرج العام إلى كوخ الراعي.
وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ عَالٍ،
وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. [10]
وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ،
مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ،
وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. [11]
وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا:
لاَ تَعْمَلُوا هَذَا الأَمْرَ. [12]
13 وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلًا: «ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، فَرَائِضِي، حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ». 14 فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِهِمْ.
وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا،
عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً:
ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ
وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ،
وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ. [13]
"وأشهد الرب على إسرائيل وعلى يهوذا" كأنه لا يوجد مجال لتبرير أخطاء إسرائيل أو يهوذا، لأن الرب نفسه يشهد على ذلك. وأنه لا مجال للمغفرة ما لم يسمعوا لصوت أنبيائه ويرجعوا إلى الله بقلوبهم وينزعوا عنهم العبادة الوثنية.
لم ينقطع الأنبياء لا في إسرائيل ولا في يهوذا. فكان في يهوذا شمعيا وعِدّو وعزريا وحناني وياهو ويحزئيل واليعزر وزكريا وزكريا آخر ويوئيل وميخا وإشعياء وغيرهم. وكان في إسرائيل أخيا وياهو وإيليا وميخا وأليشع ويونان وهوشع وعاموس وعوديد.
فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ،
الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِهِمْ. [14]
تعبير "صلَّبوا أقفيتهم" مأخوذ من الفَرَس الصلب الجموح الذي لا يستطيع راكبه أن يثنيه باللجام (خر 32: 9).
يندر استخدام تعبير "لم يؤمنوا بالرب" في العهد القديم. عدم الإيمان الحي بالرب هو وراء كل خطية، حيث يسلك الإنسان حسب فكره البشري، متجاهلاً حكمة الله ومواعيد الصادقة، فلا ينظر إلى ما لا يُرَى، بل إلى الأمور المنظورة وحدها.
15 وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلًا وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16 وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ، وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. 17 وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ.
وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ،
وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ،
وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ،
وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ،
الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. [15]
وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ
وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ،
وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ،
وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. [16]
هنا أول ذِكْر للعجلين في إسرائيل، أحدهما في بيت إيل، والآخر في دان (عا 4: 4؛ 7: 13؛ 8: 14). وأيضًا ذكر السواري التي بواسطتها سجدوا للقمر أو ملكة السماء أو الزُهرة (إر 7: 18؛ 44: 17-19).
وثالثًا جند السماء، أي الكواكب والنجوم التي تعلَّموا عبادتها من الأشوريين، رابعًا البعل الذي كانت الشمس رمزًا له (حز 8: 16).
v "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم" (مز 24: 9) LXX. لنذهب فورًا إلى السماء. مرة أخرى ليصرخ بوق النبي عاليًا: "ارفعوا يا رؤساء الهواء الأبواب التي في أذهان البشر الذين يعبدون "جند السماء" (2 مل 17: 16). ولترتفعي أيتها الأبواب الدهرية. لترتفعي يا أبواب البرّ الدهرية، أبواب الحب والطهارة التي من خلالها تحب النفس الله الحقيقي الواحد، ولا تسلك بالبغي مع كثيرين يُدعَون آلهة[7].
وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ،
وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا،
وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. [17]
العرافة هي التنبؤ بأمورٍ مستقبلية بغير وحي إلهي، وكانت تتم بملاحظة النجوم والغيوم وبالقرعة والقضبان وطيران الطير ومراقبة أحشاء الحيوانات الخ.
التفاؤل: كانوا يتفاءلون ويتشاءمون بوقع أحداث معينة. فيتشاءمون من سقوط لقمة من الفم، وسقوط العصا من اليد، وصراخ طفل وراء والده ونعيق الغراب فوق الرأس ومرور الغزال على عرض الطريق أمام الإنسان الخ.
باعوا أنفسهم لعمل الشر، بمعنى عوض تسليم حياتهم في يد الله، سلَّموا أنفسهم لعدو الخير يُحرِّكهم كيفما شاء.
18 فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدًّا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. 19 وَيَهُوذَا أَيْضًا لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20 فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، 21 لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ، فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ، فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. 22 وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي عَمِلَ. لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا، 23 حَتَّى نَحَّى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ،
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. [18]
كما في وجود الرب تجتمع كل الخيرات، هكذا يهرب الشر من أمامه، ويُحسَب الأشرار كأن لا وجود لهم في حضرته.
يقصد بيهوذا هنا سبط يهوذا ومن انضم إليه أي سبط بنيامين واللاويين وأيضًا الذين تركوا عبادة الأوثان من الأسباط العشرة والتصقوا بيهوذا ليعبدوا الإله الحيّ الحقيقي.
وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ
بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. [19]
فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ،
وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، [20]
لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ،
فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ،
فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ
وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. [21]
إذ أخطأ لوط البار بتسيُّبِه وسُكْرِه، جلب على نفسه ونسله إلى أجيال كثيرة مرارة، إذ أنجب من بنتيه موآب وعمون اللذين أسسا شعبين غايتهما مقاومة الرب وشعبه إلى قرون كثيرة. هكذا ما فعله يربعام بن نباط بأن شق إسرائيل عن بيت داود وأقام عجلين في دان وبيت إيل حتى لا يَحِن الشعب إلى العودة إلى هيكل الرب بأورشليم، بقيت ثمار خطيته عاملة في مملكة الشمال حتى اللحظات الأخيرة لتدميرها بالسبي الأشوري. هذه الثمار امتدت من موت سليمان إلى حملة أشور (725-722 ق. م) حيث تحرَّك شلمنأسر عام 725 ق.م وحاصر السامرة ثلاث سنوات وانتهت بسقوط السامرة وانهيار المملكة.
كان انقسام المملكة ثمرة جهل رحبعام وتشامخه (1 مل 11: 31) وخطية يربعام.
v يُقال إن الرب كان في غضبٍ شديدٍ، وسلَّمهم للهلاك، لأنهم انشقوا عن الوحدة، وأقاموا لأنفسهم ملكًا لهم[8].
وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي عَمِلَ.
لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا [22]
حَتَّى نَحَّى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ،
كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ،
فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [23]
وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ،
وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضاً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ،
فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا. [24]
يرى بعض الدارسين أن النبي يُشير هنا إلى خراب إسرائيل بواسطة آسرحدون الذي جاء بقوم من بابل وكوث وعدا وحماة وسفروايم وأسكنهم في مدن السامرة عوضًا عن بني إسرائيل ليقضي على أمة إسرائيل تمامًا (2 مل 17: 24).
ملك أشور هنا غالبًا سرجون الثاني (722-705 ق.م.). غير أن إحلال الغرباء محل بني إسرائيل استمر فيما بعد. تم المزج بين الإسرائيليين الذين تُرِكُوا في السامرة والغرباء الذين امتزجوا بهم، ودُعِي الكل سامريين، عقائدهم وأفكارهم مزيج بين عبادة الله الحي والأصنام.
كان من سياسة ملوك أشور أن ينقلوا سكان الأرض، ويُسَكِّنوا غيرهم عوضًا عنهم، حتى تضعف محبتهم للوطن واتحادهم بعضهم مع بعض، ويخضعوا لملك أشور.
وأما في جرزيم حيث كان الهيكل الذي بناه سنبلط مع حميه منسّى على جبل عيبال هناك، فقد دعي هكذا، أولاً لرغبة السامريين في عدم الاشتراك مع اليهود الأورشليميين في عبادة واحدة، ومن جهة أخرى لكون الذين هناك هم في معظمهم غرباء أتى بهم الأشوريون عند سبي السامريين (2 مل 17: 24-41) وكان المعروف آنئذ أن "زيوس المضياف" هو مؤوي الغرباء والأجانب. من جهة أخرى يفيد يوسيفوس بأن السامريين كانوا قد تقدَّموا بالتماس إلى أنطيوخس أبيفانيوس لإعفائهم من الاضطهاد وبطلب تغيير اسم هيكلهم، مُبَرِّرين ذلك بعدم اشتراكهم مع يهود أورشليم في عبادة واحدة(1) ولذلك فقد نظر السفر إلى "الذين تركوا العهد المقدس" الوارد ذكرهم في (دا 11: 32) على إنهم السامريون، ولكن السامريين في اختيارهم لـ"Zeus Xenios " كانوا يرون فيه إحدى صفات إله إسرائيل، وهي الاهتمام بالغرباء (تث 10 : 18) قارن مع (مز 146 : 9) كما يروى تفسير سامري قديم للتوراة أن إبراهيم أب الآباء قد أُحسنتْ ضيافته في جبل جرزيم[9].
أخطر ما يفعله عدو الخير بنا هو أن يفقدنا هويَّتنا، فلا نذكر أننا أبناء الله، مسكننا السماء، ولغتنا الحب، ومركزنا أبناء الله، وقانوننا ناموس المسيح، وسلاحنا صليب المُخَلِّص، وأصدقاؤنا الطغمات السماوية، واستقرارنا الاتكاء على صدر الله، والدخول إلى أحضانه الإلهية.
v لا تتعجب يا إنسان أنك تصير ابنًا بالنعمة، أن تولد من الله حسب كلمته. فالكلمة نفسه اختار أولاً أن يُولد من إنسانٍ لكي تولد أنت من الله حسب الخلاص، فتقول لنفسك: "ليس بدون سبب أراد الله أن يولد من إنسان، لكن لأنه حسبني ذا أهمية ولكي يجعلني خالدًا، من أجلي وُلِدَ كإنسانٍ قابلٍ للموت[10].
كوث: غالبًا ما يقصد بها كوش، إذ يستبدل الكلدانيون والسريان حرف "ش" بحرف "ت" أو "ث".
25 وَكَانَ فِي ابْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا الرَّبَّ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. 26 فَكَلَّمُوا مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ، لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ». 27 فَأَمَرَ مَلِكُ أَشُّورَ قَائِلًا: «ابْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِدًا مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ، وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ». 28 فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنَ السَّامِرَةِ، وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ.
وَكَانَ فِي ابْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا الرَّبَّ،
فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ، فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. [25]
وُجِدَتْ الأسود في فلسطين حتى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد انقرضت. من أحب الأماكن لسكناها هناك هي الغابات والأحراش القائمة على ضفتيّ الأردن (2 مل 49: 19؛ 50: 44)، كما وُجدت في جبل حرمون (نش 4: 8)، وفي السامرة (2 مل 17: 25)، وفي البرية الواقعة جنوب يهوذا (إش 30: 6).
كان صيد الأسود هو الرياضة المُحَبَّبة لدى ملوك الأشوريين.
اُستخدمتْ أشكال الأسود في هيكل سليمان (1 مل 7: 29، 36)، وفي عرشه (1 مل 10: 19-20).
يُستخدَم الأسد كرمز لرعاية الله وحراسته لأولاده (رؤ 5: 5)، كما يُستخدَم لغضبه (2 مل 25: 30). أُستخدم أيضًا كرمز لإبليس المفترس (1 بط 5: 8)، وللأنبياء الكذبة المهلكين (حز 22: 5) وللملك الغاضب (أم 25: 30).
إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ،
لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلَهِ الأَرْضِ،
فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ،
لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلَهِ الأَرْضِ. [26]
خالق العالم من أرض خالية وخاوية (تك 1 : 2) قادر أن يُعاقب بإرسال وحوش مفترسة ومُرعبة كما حدث في السامرة (2 مل 17 :26).
كان أمرًا طبيعيًا إذ قلَّ عدد السكان كثُرَتْ الأسود، مع ذلك هذا حدث بسماح من الرب (لا 26: 21-22).
v لقد ظنوا أن الله يُحَدّ بمكان مُعَيَّن وقابل للقسمة؛ على الأقل كانوا يعبدونه بهذا المفهوم. بهذا الروح أرسلوا إلى الفارسيين وأعلنوا أن إله هذا الموضع لا يُسَرّ بهم (2 مل 17: 26).
وبسبب فكرتهم هذه عنه، فإن مفهومهم عن الله لا يختلف عن مفهومهم عن الأصنام. لهذا استمروا يعبدون الروح الشرير والله، رابطين أمورًا لا يمكن التوافق بينها. أما اليهود فأغلبهم كانوا متحررين من هذا الفساد، وعرفوا أنه هو إله المسكونة، حتى وإن لم يكن الكل مؤمنين[11].
v كيف لم يعرف السامريُّون ما يعبدونه؟ لأنهم ظنوا أن الله خاص بالمكان المحلِّي ولجزءٍ مُعَيَّن. لهذا فإنهم على الأقل وهم يعبدونه أرسلوا إلى الفارسيين (الأشوريين) يقدمون تقريرًا بأن "إله الأرض غاضب علينا" (راجع 2 مل 17: 26). بهذا يشكِّلون فكرًا أن الله ليس بأسمى من تماثيلهم. لقد استمروا يخدمونه مع الشياطين، فضموا ما يليق بما لا يليق[12].
ابْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِدًا مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ،
فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ،
وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلَهِ الأَرْضِ. [27]
إذ كثرت الأسود التي تفترس السكان، حسبوا أن هذا بسبب إله هذه المنطقة، لأن الشعب القادم لم يعرف قضاء هذا الأرض. كان كثيرون يحسبون أنه كما لكل منطقة حاكم هكذا لها إله له قضاء خاص، إن لم يطيعوه يغضب عليهم.
فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبُوهُمْ مِنَ السَّامِرَةِ،
وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ،
وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ. [28]
بالرغم من استدعاء أحد الكهنة ليقوم بتعليم الشعب قضاء إله الأرض، لكن النتيجة هي قيام مزيج من عبادات وثنية متنوعة مع ارتداء المملكة عن عبادة الله الحي وإن مارسوا بعض العبادات الخاصة بالله. هذا ما دفع اليهود إلى رفض السامريين تمامًا، مع قيام نوع من العداوة نحوهم (يو 4: 9؛ 8: 48).
ربما كان هذا الكاهن من بيت إيل، رجع إلى بلاده وإلى الخدمة الدينية التي كان يمارسها حتى يطفئ غضب إله هذه الأرض.
هنا أول ذكرٍ لتعبير السامريين، كانت ديانتهم خليطًا بين عبادة الله الحي والعبادة الوثنية. وكانوا لا يعترفون إلا بأسفار موسى الخمسة. لذلك كان اليهود في أيام السيد المسيح يحتقرونهم ويرفضون التعامل معهم (يو 4: 9).
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
فَكَ29 فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. 30 فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوثَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، 31 وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلهَيْ سَفَرْوَايِمَ. 32 فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ أطْرَافِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ، كَانُوا يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. 33 كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ 34 إِلَى هذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. 35 وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْدًا وَأَمَرَهُمْ قَائِلًا: «لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. 36 بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ اسْجُدُوا، وَلَهُ اذْبَحُوا. 37 وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 38 وَلاَ تَنْسَوْا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 39 بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ». 40 فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. 41 فَكَانَ هؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضًا بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
انَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا،
وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ،
كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. [29]
"فكانت كل أمة تعمل آلهتها"، فعوض الإيمان بالله خالق السماء والأرض، والذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، قامت الأمم بتشكيل الآلهة التي تتعبد لها حسب هواها، لتحقيق الآلهة شهوات الإنسان الخاصة.
هؤلاء من منطقة السامرة الذين يُكِنُّون كل عداوة ليهوذا وبنيامين، هم من سلالة الشعوب التي استقرت في مملكة الشمال، بعث بهم ملوك أشور من مناطق مختلفة بعد ترحيل عدد كبير من الإسرائيليين إلى العاصمة سنة 722 ق.م واختلطوا باليهود، فمزجوا بين عبادة الله الحي والعبادة الوثنية.
v من المناسب أن نخبر من أين جاء أصل السامريين. أقول هذا لأن كل المنطقة تُدعَى السامرة. فما هو مصدر هذا الاسم؟
يُدعَى الجبل "سامر" على اسم مالكه (شامر) (1 مل 16: 24)...
لم يكن يُدعَى سكانها سامريين بل إسرائيليين. ولكن مع الزمن إذ عصوا الله في أيام الملك فقح، فصعد تلغث بلاسر واستولى على مدن كثيرة (2 مل 15: 29). بعد مهاجمة إيلة وقتله، سلَّم المُلك لهوشع. مؤخرًا جاء شلمنأسر واستولى على مدنٍ أخرى، وأخضعها ووضع عليها جزية. مع أن هوشع في البداية خضع، غير أنه ثار بعد ذلك على هذا الخضوع، ولجأ إلى المصريين[13] (2 مل 17: 4). عَلَمَ الأشوريون بذلك وبعثوا حملة وأخذوا سبايا، ورفضوا ترك الأمة في مكانها بعد، إذ تشكك أشور متوقعًا حدوث تمرُّد آخر.
نُقل السكان إلى بابل ومادي، وجاءوا بأناس من مناطق مختلفة مجاورة، يسكنون في السامرة، بهذا تطمئن أشور أن سلطانها يبقى في المستقبل، وأن السكان يعيشون في ولاء لأشور.
عندما حدثت هذه الأمور، إذ أراد الله أن يُظهِرَ سلطانه أنه هو الذي سلَّم اليهود ليس عن عجز في القوة من جانبه، وإنما بسبب خطايا هؤلاء الذين أخضعهم لأعدائهم، أرسل أسودًا على البرابرة، وافترستهم.
أُرسل للملك تقريرًا بما حدث، فبعث بكاهنٍ معينٍ يعلمهم شرائع الله، مع هذا كله لم يتحرر (الإسرائيليون) من شرهم، وإنما بطريقة جزئية.
مع مرور الزمن تركوا الأصنام وعبدوا الله. إذ بلغ اليهود هذا الأمر حمل اليهود روح نزاع ضدهم وحسبوهم غرباء وأعداء ودعوهم سامريين باسم الجبل الذي بُنيت عليه المدينة[14].
v يدعو اليهود الحارس "سومر somer". لذلك جاء في تقليدهم أن السامريين أخذوا هذا الاسم أولاً، لأن ملك الأشوريين أرسلهم حُرَّاسًا على أرض إسرائيل بعد السبي[15].
فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوتَ بَنُوثَ،
وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ،
وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، [30]
سكوث بنوث:
الترجمة الحرفية "سكن البنات" أو "خيام البنات" أو "أكشاك البنات"، ويُفترَض أن يكون اسم أماكن يتسلل إليها النساء لممارسة طقوس دنسة تخص عبادة آلهة بابليين.
غالبًا ما تشير إلى عامة الباغيات لدى هيكل فينوس Venus عند البابليين.
يرى Sir H.Rawlinson أن الكلمة تمثل إلهة كلدانية تسمى Zir-bamit، يعبدونها في بابل وتُسمَّى ملكة المكان. ويظن Gesenius إنه ربما تُقرأ سكوث باموث Succoth-bamoth وتعني أكشاك في المرتفعات مُخصصة للأصنام[16].
نرجل Nergal: كان إله أشوري معروف. والكلمة معناها "بطل" أو "إنسان عظيم". وهو يُطلَق على نُصب تذكارية بأسماء متنوعة، "الأخ العظيم"، "حاكم العاصفة"، "إله المعارك"، "إله الصيد". الاسم الأخير هو اللقب الرئيسي، ويبدو أنه كان الشفيع الرئيسي للصيد، مما جعل البعض يعتقد أنه يمثل البطل نمرود Nimrod المتأله.
كثيرًا ما كان اسم نرجل يظهر على أختام أشورية وأسطوانات، رمزه إنسان على شكل أسد، أو أسد له رأس إنسان وبه جناحا نسر. نرجل يطابق الإله Mars حسب الفلك[17].
كان نرجل إله الحرب والوباء عند البابليين، وكان معبده في كوث، وصنمه على هيئة أسد له جناحان، وله وجه إنسانٍ. ودَخَلَ اسمه في بعض الأسماء البابلية كنرجل شرصر (إر 39: 3).
إشيما Ashima هو إله شعب حماث Hamath. أغلب الكُتَّاب اليهود يؤكدون أن هذا الإله كان يُعبَد في شكل ماعز بدون صوف، وآخرون تحت شكل حمل. وقد وُجدت المعزاة بين الحيوانات المقدسة في النُصب التذكارية البابلية. هذا يجعل الأشيما تطابق الـMendes.
المصرية والـPan اليونانية. يرى بعض الكُتّاب أن الأشيما هو عينه الإله الفينيقي Esmun والـEsculapius الفينيقي الذي يحمل نفس سمات الإله بان Pan[18].
وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ،
وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلَهَيْ سَفَرْوَايِمَ. [31]
نبحز Nibhaz: هو إله العويين Avites، ولكن لا يُعرَف شيء عن سماته ولا عن شكل صنمه. يقول المفسرون العبرانيون إنه صنم على شكل إنسان له رأس كلب. عبد المصريون الكلب، ويرى بعض الكُتَّاب أن إلههم أنوبيوس Anubis على شكل إنسان له رأس كلب، وإن كان Wilkinson يقول أن له رأس ابن آوي[19].
ترتاق Tartak : وهو أيضًا إله Avite يظن بعض الكُتّاب اليهود أن تمثاله على شكل حمار، لكن البعض يرون أن هذا مُجَرَّد تخمين، وأن الاسم يعني "بطل الظلمة"، وهو يشير إلى كوكب له تأثير مُدَمِّر مثل مارس Mars أو Saturn أدر مّلك.
فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ بَيْنِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ،
يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. [32]
لم يلتزموا بالأمر الإلهي أن يكون الكهنة من نسل هرون، بل اختاروا من أطرافهم كهنة.
كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبُوهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ [33]
كانوا يتقون الرب بالعبادة الخارجية دون الروحية القلبية.
إِلَى هَذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ.
لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ،
وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ،
(الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ). [34]
لخَّص الكتاب خطأ السامريين في أمرين: أنهم لم يتقوا الرب، ورفضوا الشريعة والوصية الإلهية. بهذا كسروا العهد مع الله.
صار السامريون ثلاثة أنواع:
1. الساجدون للعجلين كما فرض يربعام، وهم قليلون.
2. الإسرائيليون الذي أضافوا على عبادة العجلين ما اتخذوه من الوثنيين.
3. الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام ما كانوا اتخذوه من الإسرائيليين.
آمن كثير من السامريين بالسيد المسيح (يو 4: 39-42؛ أع 8: 5، 25).
وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْداً وَأَمَرَهُمْ:
لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا
وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. [35]
بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ،
وَلَهُ اسْجُدُوا وَلَهُ اذْبَحُوا. [36]
العلّة الرئيسية لعبادة للرب أنه خلَّصهم من الأعداء بقوة عظيمة وذراع ممدودة، ليس من قوةٍ تقف أمامه وتقاومه.
وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ
لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ،
وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. [37]
وَلاَ تَنْسُوا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. [38]
بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ
وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ. [39]
فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. [40]
فَكَانَ هَؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ،
وَأَيْضاً بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ.
فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هَكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [41]
كيف يمكن للأمم أن يخافوا الإله الحقيقي ويعبدوا آلهة مُزيَّفة؟ يقول بوضوح عن الأمم: "كانوا يتَّقون الرب" (2 مل 17: 32)، وقيل أيضًا في نفس السياق: "كانوا يعبدون تماثيلهم" (2 مل 17: 33).
الإجابة: إن هذا مثال لاستخدام كلمة يتقي fear بمعاني مختلفة. إنهم يتقون الله بصفة عامة، ولكن ليس في هذه الحالة بالتحديد. إنهم لم يعبدوا الإله الواحد ولكنهم وثنيون. وهذا ما جاء في الآية 4: "فكان هؤلاء الأمم يتقون الرب ويعبدون تماثيلهم[20]."
v هكذا يقول إن السامرة ستُحاط وتُحاصَر بشعوب معادية. ليس فقط يَضربون خدَّها برؤوسهم، الأمر الذي يمكن احتماله، وإنَّما سيسحقونها بالعصيَ، الأمر الذي يحمل قسوة خاصة. هذا يعني محنة السبي المُهينة البائسة، فإنَّه دون جدالٍ أن ضربْ الخد فيه إهانة خاصة. لاحظوا أنَّهم يضربونها أيضًا بالعصيّ، فيسبِّبون متاعب عنيفة مع إهانة. لقد أُهينت السامرة حيث حكمها سبط أفرام. كانت في عارٍ وتحت الآلام. على أي الأحوال ستتوقَّف الأيدي الضاربة، فلا نذوق بؤسًا إن كنَّا نبذل ما في وسعنا أن ننزع غضب الرب عن الكل بسبب العصيان، وارتكاب الخطايا بتلهُّفٍ، الأمر الذي يبغضه الرب. إن كنَّا نكرِّمه بالحياة الفاضلة عوض هذا، فإنَّنا نتمتع بالرخاء ونحيا حياة مفرحة جديرة بالإطراء[21].
v تئن نفسي من سبي الخطية المُر.
اصطادني عدو الخير في شبكته،
وحصرني في أسره القاسي.
حطَّمني، إذ يُشوِّه كل يوم صورتي،
يُفقدني سمة أولاد الله، لأعيش عبدًا له!
v لماذا ألوم إبليس ولا ألوم نفسي؟!
ما كان يمكن أن يتسلل إلى أعماقي،
ما لم أفتح له أبواب قلبي.
وما كان يمكن لشباكه أن تصطادني،
ما لم أسحب يدي من يدك.
لأقل مع نحميا: "أنا وبيت أبي قد أخطأنا،
لقد أفسدنا أمامك،
ولم نحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أمرت بها موسى عبدك" (نح 1: 6-7).
v إلهي، أعترف أنني نسيت محبتك الفائقة ورعايتك لي العجيبة.
أخرجتني لا على يديّ موسى النبي،
بل أنت رب موسى نزلت إليَّ لتُحَرِّرَ أعماقي.
عبرت بي لا بحر سوف،
بل فتحت لي طريق السماء بدمك.
وهبتني روحك القدوس،
لكي يُجَدِّد على الدوام حياتي.
قدَّمتَ لي بالمعمودية فردوسًا أروع من جنة عدن.
قدَّمتَ لي برّك لباسًا بهيًّا لنفسي.
وهبتني جسدك ودمك حياة أبدية!
لتنحت في قلبي محبتك ومعاملاتك العجيبةّ،
فأسلك فيك يا أيها السماوي العجيب.
v أعترف لك أنني كثيرًا ما أود الهروب،
كما هرب الابن الضال من بيت أبيه.
ظننتُ في الاقتداء بالسالكين في شهوات العالم سعادة.
بدَّدتُ خيراتك في الفساد.
حوّلتُ محبتي للسماء إلى حبٍ لشهوات فاسدة.
عوض الصداقة مع السمائيين،
التصقتُ بمُحبّي العالم وشهواته.
عوض التسبيح مع السمائيين،
بحثت عن فرح العالم الزائل.
أقمت في داخلي أصنامًا أتعبد لها.
حررني أيها القدوس بنعمتك!
v أعترف لك بأني لم أصغ إلى إنجيلك المُفرِح.
عوض البشارة المُبهِجة طلبتُ المشورة البشرية.
هبْ لي أن أقتنيك يا حكمة الله،
فتشبع نفسي بك وتدوس عسل الحكمة الزائفة.
لتعمل كلمتك فيَّ،
فتُقيم منّي ابنًا مُقدَّسًا لك.
ليكن ناموسك هو لذّتي وقائدي وكنزي ومجدي!
v إلهي، ظننت في كل ما هو جديد سعادة لمُجرَّد جدَّتِه.
تركتُ طريق آبائي الآمن بنعمتك،
وسلكتُ في الباطل، فصرتُ باطلاً.
هبْ لي أن أجتمع مع كل الكنيسة منذ آدم إلى آخر الدهور.
فأسلك في بريّة هذا العالم مع آبائي السالكين بالروح.
تكون لي سحابة فتظللني من حرّ الخطية في نور النهار المُشرِق.
وتكون لي عمود نار ليلاً،
بنورك تُبَدِّد ظلمتي،
وبلهيبك الإلهي تنزع عنّي كل رخاوة وإهمال!
v إلهي هبْ الآن قوة لآخذ بقيادتك مصيري.
أتعهد بنعمتك أن أرتمي في أحضانك.
وبقوتك لا أُعرِّج بين الفريقيْن.
أجد لذة في العبادة لك،
ولن أترك موضعًا لعبادة وثنية في أعماقي.
أنت لي ومعك لا أطلب حتى في السماء شيئًا!
وأنا لك وبك، لن أقبل الحوار مع الحيّة كما فعلت أمّي حواء!
_____
[1] الفيلوكاليا، 1993، ص 34.
[2] الفيلوكاليا، 1993، ص 43.
[3] When Critics ask: A popular handbook on Bible difficulties. Wheaton، III.: Victor Books. Geisler، N. L.، & Howe، T. A. (1992).
[4] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 41: 3 – 4.
[5] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 41: 8.
[6] راجع الدكتور الأب بهنام سُوني: الإنسان في تعليم مار يعقوب السروجي الملفان، 1995، ص 131.
[7] On Ps 24 (23).
[8] Epistle 75 to Magnus, 6.
(1) تاريخ يوسيفوس عصور اليهود القديمة (ج 12 / 5 – 5 – 257 – 264). راجع أيضا: Jonathan Goldsten, 1Macc. P.223) وجاءت "الآية 2" في الترجمة الحرفية للفولجاتا: "لأن أهل الموضع كانوا غرباء".
[9] Jonathan A. Goldsten, II Macc.
[10] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 2:15.
[11] Homilies on John, 33:1
[12] Homilies on St. John Homily 33:1.
[13] جاء في نص القديس يوحنا الذهبي الفم الأثيوبيين.
[14] Commentary on John, 31:2.
[15] Commentary on John, 20:321.
[16] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bihle, 1972, , article 351.
[17] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bihle, 1972, .
[18] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bihle, 1972, .
[19] CF. James M. Freeman: Manners and Customs of the Bihle, 1972, .
[20] When Critics ask: A popular handbook on Bible difficulties. Wheaton، III.: Victor Books. Geisler، N. L.، & Howe، T. A. (1992).
[21] Commentary on Micah 5:1 PG 71:709-712.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 18 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير ملوك الثاني 16 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w65wfdr