← المقدمات: مقدمة رسالة رومية - مقدمة عن فكرة الخلاص في المسيحية - الإيمان: أهمية الإيمان للخلاص
1- أول آية في الكتاب "في البدء خلق..." فالله يعلن إرادته في إعطاء حياة فهو لا يخلق موتًا.
2- الله خلق العالم في مليارات السنين ليحيا الإنسان في جنة جميلة، فهل يعقل بعد ذلك أنه يخلقه ليحيا عدة سنوات قليلة ثم يموت.
3- كانت شجرة الحياة متاحة لآدم ولو اختار الأكل منها لما مات ولكنه اختار شجرة المعرفة بحريته.
4- قوس قزح كان علامة لنوح أن الله لا يريد أن يهلك العالم مرة أخرى. ثم نسمع في سفر الرؤيا أن يوحنا رأى قوس قزح حول العرش شبه الزمرد (وهو أخضر اللون) والمعنى أن الله يذكر ميثاقه مع الإنسان في أنه لا يريد أن يهلكه، بل أن يحيا حياة أبدية (اللون الأخضر يشير للحياة).
5- فداء المسيح كان لنحيا أبديًا.
1- اسم الجنة عَدْنْ وهي كلمة عبرية تعني فرح، فهذه إرادة الله أن نفرح.
2- كان الفرح نتيجة حب متبادل مع الله، فالله محبة وآدم مخلوق على صورة الله. والفرح ينشأ عن المحبة.
3- الله بارك الإنسان (تك1: 28).
4- المسيح أعاد لنا المحبة والفرح.... (ثمار الروح القدس).
وسقط الإنسان إذ اختار بحريته إرادة غير إرادة الله فتذوق الشر فانفصل عن الله ومات. كان الله يعرف أن آدم كان ضعيفا فلم يرد أنه يتذوق الشر قبل أن يختار الأكل من شجرة الحياة، لذلك نهاه عن الأكل من شجرة المعرفة. وكانت الوصية في مقابل الحرية كحماية له. وكان آدم حرا فهو على صورة الله.
"أنا اختطفت لي قضية الموت" (القداس الغريغوري).
1- الموت بأنواعه (أدبي / روحي / جسدي / أبدي). والموت عكس الحياة. بل وقَصُرَ عمر الإنسان.
2- العبودية (آخر كلمات سفر التكوين "فحنطوه ووضع في تابوت في مصر" ومصر هي أرض العبودية). والعبودية عكس الحرية. ولاحظ أن المصريين كانوا يحنطون موتاهم إذ كانوا يعتقدون أن الروح ستعود للميت فيعود للحياة. ويكون معنى الآية أن الله سمح بموت الإنسان وعبوديته لكن على رجاء.
3- اللعنة (كلمة "لعن" هي آخر كلمات العهد القديم "لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن") وهي لعنة للأرض (ملعونة الأرض بسببك). ولعنة للإنسان (ملعون أنت من الأرض) واللعنة عكس البركة (والبركة تصاحب وجود الله، أما اللعنة فهي في انفصال الله عن الإنسان أو المكان). ولعنة الأرض لا ندري مداها إذ لا ندري ماذا كانت ولكن ما نراه من زلازل وبراكين وأوبئة... هذا ما نراه من نتائج اللعنة. ولعنة الإنسان تسببت في تحوله للطبع الوحشي مما انعكس على الوحوش، فسمح الله للإنسان بأكل اللحم.
4- اختفى الفرح إذ طرد الإنسان من جنة الفرح وخدع الشيطان الإنسان بأن اللذة الحسية هي الفرح.
5- المرض بأنواعه (جسدية ونفسية....).
6- فساد طبيعة الإنسان: كان الإنسان مخلوقا على غير فساد، والخطية أفسدته، وصارت للإنسان طبيعة فاسدة. صار الإنسان غير قادر أن ينفذ الناموس ولا أن يصنع البر.
7- نزع الروح القدس من الإنسان.
8- فقدان صورة الله وفقدان البنوة.
وكان هذا ناتجا عن أن الخليقة أخضعت للباطل لكن على رجاء (رو8: 20). وهذا من مراحم الله إذ يقول "لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وبإحسان أبدي أرحمك قال وليك الرب" (إش54: 7، 8).
واحتاج الإنسان إلى طبيب وكان هو المسيح الذي قدَّم لنا الفداء فماذا أخذنا بالفداء؟.... "أنا هو الرب شافيك" (خر15: 26).
1- الألم دخل نتيجة للخطية، والله حول العقوبة خلاصا فالموت تحول لقيامة أولى هنا على الأرض بالتوبة وفي النهاية قيامة ثانية لحياة أبدية.
2- المسيح أتى لشفاء طبيعتنا (السامري الصالح) فنعود لصورة المسيح (غل4: 19) وهكذا في السماء (1يو3: 2). وتغيرت طبيعة الناس فشعب روما الدموي تغير وشاول الطرسوسي تغير والزناة وعبدة الأوثان تغيروا، بل إنعكس هذا على طبع الوحوش (الأنبا برسوم العريان والثعبان)، بل وعلى الطبيعة فالله كان يفيض ماء النيل بسبب الأنبا بولا. ورأينا كيف أن البركة والقداسة تنتقل كما تنتقل اللعنة.
3- الكفارة = إذ تعرينا جاء المسيح ليسترنا ويغطينا (يكفر = يغطي). فلا يرانا الآب بل يرى ابنه. لذلك يقول لنا الرب "اثبتوا فيَّ".
4- الفداء = يلخص بولس الرسول هذا بقوله "صولحنا مع الله بموت ابنه.... ونخلص بحياته" (رو5: 10).
5- بموت المسيح.... دُفِنَّا معه فماتت الطبيعة القديمة وتم تنفيذ حكم الناموس فينا فغفرت خطايانا إذ دفع المسيح الثمن. فالمسيح لإتحاد لاهوته غير المحدود مع ناسوته كان فداءه غير محدود، وكافٍ لغفران خطايا الجميع في كل زمان ومكان. "من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم" (هو13: 14). بالمعمودية نموت مع المسيح فنتبرأ من خطايانا السالفة.
نخلص بحياته.... بالمعمودية نقوم مع المسيح متحدين به ويعطينا حياته، ولإتحادنا به ننال البنوة لله. وبهذه الحياة يمكننا أن نسلك في بر، وإن سلكنا في بر نتبرر، ولكنه بر الله الذي بالمسيح الذي اتحد بنا وأعطانا حياته (2كو5: 21). وتتحول أعضاءنا لآلات بر بدلًا من أن تكون آلات إثم (راجع (رو6)]. وهذه الخليقة الجديدة في المسيح هي التي تَخْلُص (غل6: 15). ولكن هذا لمن يصلب الجسد مع الأهواء الشهوات.. (غل5: 24). حينئذ يقول مع بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل2: 20).
6- اللعنة تحولت إلى بركة، إذ صار المسيح لعنة لأجلنا (غل3: 13) "فملعون كل من عُلِّق على خشبة" (تث21: 23) فهو تحمل عنا كل نتائج الخطية (موت/لعنة/عُرِيّ/شوك/....) هو حمل كل خطايانا.
7- صار وارثا لأجلنا (عب1: 2)... بأن مجد ناسوته ليعطينا هذا المجد (يو17: 5، 22). وأما على الأرض هنا فلقد عاد لنا السلام والفرح وباقي ثمار الروح القدس. أما الأشرار فهم بلا سلام.
أسفار موسى: الله يعطي حياة ولكن يموت الإنسان ويرسل الله موسى ليخلص الشعب من عبودية فرعون ونرى كل قصة فداء المسيح كرموز.
الأسفار التاريخية: نرى أنه بدون ملك ساد الفساد (القضاة) ثم يُكَوِّن الله مملكة كرمز لمملكة المسيح.
الأسفار الشعرية: هي علاقة تصاعدية للمؤمن مع الله، وتبدأ بالتصادم مع الله (أيوب) ثم اللجوء لله بالصلاة والروح القدس يعين ويعزي ويضع كلمات على الفم (المزامير) والروح القدس يعطي حكمة (الأمثال) وتأتي قمة الحكمة في قول سليمان أن العالم باطل (الجامعة) ولكن قمة الروعة تصل في (النشيد) في علاقة الحب مع الله.
الأنبياء: يتلخص كلام الأنبياء في إظهار بشاعة حال الإنسان، وأنه يستحق الهلاك ولكن... يشير كل الأنبياء لأن الحل في المسيح الذي سيأتي للفداء [راجع مثلًا (هو5: 8؛ 6: 3)].
وينتهي العهد القديم بكلمة لعن.... انتظارًا للمسيح الذي يحول اللعنة إلى بركة.
العهد الجديد: نرى تحقيق الوعد فيه "باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح (أف1: 3). وينتهي بقول يوحنا الرائي "آمين تعال أيها الرب يسوع" لتنتهي آلام الأرض ونحيا في الفرح والمجد.
والمسيح ذراع الله (إش51: 9 – 11 + 59: 1، 16) وهو تمم الفداء وأرسل الروح القدس إصبع الله [قارن (مت12: 28) مع (لو11: 20)] ليتمم تجديد طبيعتنا.
1- الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح (2تى1: 7).
* القوة: قوة لنسلك في البر وقوة تساند إرادتنا بالإقناع (إر20: 7) وهذا ما يسمى بالنعمة. ولكن لا بُد من الجهاد كما يقول الرسول "فإذ نحن عاملون معه" (2كو6: 1). وهي قوة في مواجهة أي شيء مخيف.
* المحبة: الروح يسكب فينا محبة الله ومحبة الجميع حتى أعداءنا. وبهذه المحبة تكون لنا إمكانية حفظ الوصايا. وبالمحبة نثبت في المسيح (يو15: 9). وبدون الروح القدس لا توجد محبة حقيقية. والروح يُعَرِّفنا بالمسيح ويعطينا رؤية حقيقية له فنحبه (يو16: 12-16)، وبهذا يسكب محبة الله في قلوبنا (رو5: 5). والروح يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم رب المجد، ويفتح أعيننا على السماء (1كو 2).
* النصح: الروح يعطينا المشورة لاتخاذ القرار السليم. النصح في الإنجليزية (sound mind). فالروح ينصح ويقنع المؤمن بأن يترك الخطية ويسلك في البر (إر20: 7 + يو16: 8).
2- الأسرار الكنسية : وبواسطتها يبدأ عمل الروح القدس فينا:-
* المعمودية:- وبها نستفيد من موت المسيح وقيامته (رو6)، فيها نموت مع المسيح ونقوم متحدين معه وتكون لنا حياته الأبدية. ولكن علينا بعد ذلك أن نستمر كأموات أمام الخطية والروح يعين.
* الميرون:- بهذا السر يسكن الروح القدس في المُعَمَّد، ويعمل الروح القدس على أن يثبت المعمد في المسيح (2كو1: 21، 22). وهذا يتم بأنه: 1- يبكتنا على فِعْل الخطية، 2- يبكتنا على عدم فِعْل البر، 3- يبكت على دينونة... فلماذا نلتمس لأنفسنا الأعذار إذا أخطأنا فالروح يعطي نعمة أعظم (يع4: 4 – 7) والروح يعين ضعفاتنا (رو8: 26) فلماذا نخطئ، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ولاحظ أن المسيح داس الشيطان وأعطانا هذا السلطان، ودان الخطية في الجسد (رو8: 3) أي أضعف سلطانها وأماتها ولكننا بحريتنا نرتد عن كل هذا. وهذا كله يعني أن لنا سلطان على الخطية (رو6: 14)، ولهذا قال الكتاب "أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله..." (يو1: 12) فما يفصلنا عن البنوة هو الخطية. توبنا يا رب فنتوب (إر31: 18). وكما رأينا فالروح القدس يسكب المحبة في قلوبنا، وبالمحبة نحفظ الوصايا، وبالمحبة وحفظ الوصايا نثبت في المسيح.
* التوبة والاعتراف:- هو قرار بالموت عن الخطية لنحيا في بر. والروح القدس في سر الاعتراف ينقل الخطايا التي اعترفنا بها لله أمام الكاهن إلى المسيح فيغفرها دم المسيح في ذبيحة الإفخارستيا.
* الإفخارستيا:- "من يأكلني يحيا بي" (يو6: 57).
* مسحة المرضى:- ليست لشفاء الجسد فقط بل هي لشفاء الإنسان كله نفسًا وجسدًا وروحًا بل قد يكون المرض عمل إلهي لشفاء الروح لتخلص أبديا. ولاحظ صلوات سر مسحة المرضى " إشف يا رب (فلان).... وإن كان قد فعل خطية تغفر له" وهذا ما علَّم به القديس يعقوب (يع 5: 14-16).
3- والروح القدس يعطي مواهب لبناء الكنيسة كجسد واحد ليقدم عروس واحدة لعريسها المسيح. ونلاحظ قول السيد المسيح...... "مَنْ آمن واعتمد خلص".
مَنْ آمن |
واعتمد خلص (مر16: 16) |
|||
↘ |
↙ |
|||
*
آمن نظريا بالمسيح *
قَبِلَ أن يموت مع المسيح عن خطيته
|
+ يموت مع المسيح ويقوم مع المسيح
+ يستمر في ممارسة موت الجسد (رو12: 1، رو6: 11) |
إذن الإيمان ليس ترديد كلمات أو قبول المسيح كمخلص نظريا بل هو قبول الموت مع المسيح بالطبيعة القديمة، فيكون الخلاص هو حياة جديدة تعمل البر، وخليقة جديدة (2كو5: 17).
وأنا أريد أن أبرأ من الطبيعة القديمة...... |
والروح يعين |
|||
↙ |
↘ |
|||
هذا جهادي أنا |
وهذا عمل النعمة أي معونة الروح | |||
وهذا ما قاله الرسول ....... | ||||
إن كنتم بالروح |
تميتون أعمال الجسد (رو8: 13) |
|||
⤹ |
⤸ | |||
عمل النعمة التي تعين |
إماتة أعمال الجسد هي بالإرادة الحرة وهذا هو الجهاد والجهاد هو التغصب على عمل الصالح (مت12: 11). |
ولهذا نقول أن الروح القدس هو الروح المحيي، فهو يثبتنا في الابن فتكون لنا حياة الابن ومن له حياة تكون له ثمار. ومن يثبت في الابن يحصل على البنوة. والروح يشهد لأرواحنا قائلا يا آبا الآب. فهو روح التبني.
الجهاد: هو ببساطة التغصب على فعل إرادة الله وهذا ما علَّم به الرب... "ملكوت السموات يغصب" (مت11: 12).
النعمة: هي معونة الروح القدس وهي عطية مجانية، ولكن بحسب فكر الآباء فهي تُعْطَى لمن يستحقها.
الجهاد والأعمال: نوعين 1- جهاد سلبي 2- جهاد إيجابي.
وكلا النوعين يحتاج للتغصب.
الجهاد السلبي: هو أن نقف أمام الخطية كأموات (رو6: 11 – 14 + كو3: 5) ونرى في ( رو12: 1) = تقديم الجسد ذبيحة حية، وهذا يعني أن لا ننقاد لشهواتنا ثانية، فلا شركة للنور مع الظلمة. ويقول بولس الرسول "أقمع جسدي وأستعبده..." (1كو9: 27) وهذا صليب اختياري. وهذا أيضًا نراه في كيفية التمتع بثمار الروح القدس فينا، لأن هذه الثمار هي لمن يصلب جسد مع الأهواء الشهوات (غل5: 24). بل الله يساعدنا بصليب من عنده كما أعطى لبولس الرسول شوكة في الجسد. ويقول الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا..." (غل2: 20) لذلك فبقدر ما نمارس صلب النفس بقدر ما نرى المسيح حيا فينا وبره ظاهرا فينا (2كو4: 10 – 16). فكلما يفنى "إنساننا الخارج بآلام الصليب يتجدد الداخل يومًا فيومًا". إذن الجهاد السلبي هو قبول أن تموت الطبيعة القديمة التي في، وقبول الصليب الموضوع عليَّ والصليب الاختياري بدون تذمر.
الجهاد الإيجابي: عمل البر كالصلاة والتسابيح والصوم... وبذل الذات في الخدمة، وفي هذا يقول الرسول "جاهدت الجهاد الحسن...." (2تى4: 7) ويوصي تلميذه تيموثاوس بهذا (1تى6: 12). ويقول الرسول أيضًا أنه تعب أكثر من جميعهم (1كو15: 10). ويقول "أما الذين بصبر في العمل الصالح.... سيجازى كل واحد بحسب أعماله" (رو2: 6، 7). إذن الجهاد الإيجابي هو أن نقبل السلوك في الحياة الجديدة التي على صورة المسيح (غل4: 19)، وبحياة المسيح التي فينا.. "عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح" (فى1: 27).
إذن الحياة الجديدة هي قبول الموت عن الخطية والحياة في بر بحياة المسيح التي فينا. فنستعيد صورة الله.
لكن هل الجهاد وحده يكفي؟ قطعًا لا، فلماذا:-
1- لو كان الجهاد وحده يكفي ما كان هناك داعٍ لموت المسيح.
2- لو كان بالناموس بر إذًا المسيح مات بلا سبب (غل2: 21).
3- يقول السيد المسيح "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو15: 5).
4- يقول بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فى4: 13).
لذلك كان هناك احتياج للنعمة وهي معونة إلهية لمن يجاهد
النعمة: نوعين 1- دون عمل منا 2- نعمة تحتاج إلى جهاد منا
1- كان الصليب والفداء وإرسال الروح القدس ليس لاستحقاق أي مخلوق. ومهما عمل أي مخلوق ومهما بلغت درجة قداسته فما كان له استحقاق في الخلاص بدون عمل الفداء. وتقول السيدة العذراء والدة الإله وأطهر المخلوقات "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 47) فهي -وهي والدة الله- تحتاج للخلاص بدم ابنها. كان الفداء عطية مجانية من الله للبشر ليخلصوا.
2- لكن هناك نعمة تحتاج إلى جهاد منا، وهي معونة الله لنا لنكمل وتتجدد طبيعتنا فنخلص. وهذه قيل عنها "ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد" فالروح يؤازر أعمال الجسد (رو2: 29) ويعين ضعفاتنا (رو8: 26). والنعمة تسندنا أمام خداعات قلبنا النجيس (إر17: 9). وعن هذا النوع من النعمة نقول أنها تحتاج إلى جهاد.
فلك نوح: نوح عمل ما استطاعه (جهاد) لكن الله أغلق عليه (نعمة) فلم يتسرب الماء للفلك (تك7: 16).
الخمس خبزات = (جهاد) فهذا كل ما استطاعوا جمعه، و(بالنعمة) أشبع الرب 5000 نفس.
إقامة لعازر: ألم يكن الرب الذي أقامه (نعمة) قادرا على رفع الحجر ولكن كان هذا هو جهاد البشر.
تحويل الماء إلى خمر: ملأ الأجران (جهاد) و(بالنعمة) حَوَّل الرب الماء إلى خمر.
أستار في بطن سمكة: مثل رائع للزوم الجهاد مع النعمة. لو الجهاد بدون النعمة لطلب الرب من بطرس أن يصطاد سمكا كثيرا ليبيعه ويدفع الجزية. ولو النعمة بدون جهاد كافية لأحضر الرب أستارا من السماء.
يقول الرسول إمتلئوا بالروح (وهذا بالنعمة فالروح هو عطية من الله مجانية) لكن هذا الامتلاء يحتاج إلى جهاد يعلمه لنا الرسول بقوله "مكلمين بعضكم بمزامير ومرنمين ومسبحين وشاكرين على كل حال وخاضعين بعضكم لبعض..." (أف5: 18 – 21).
أحبوا أعدائكم (المحبة هي نعمة فهي عطية من الله) لكنها تعطى لمن يغصب نفسه على أن يتكلم حسنا على الناس = باركوا لاعنيكم + يحسن إليهم + يصلي لأجلهم، وهذا التغصب يسمى جهاد.
لو كان بالنعمة فقط فلماذا لا يتحول الكل إلى قديسين !! ولكن الرب يقول "كم مرة أردت لكنكم لم تريدوا" (مت23: 37).
ولاحظ قول الرسول "إننا عاملون معه" (2كو6: 1) + قوله " تعبت أكثر منهم (جهاد)...لا أنا بل (نعمة) الله التي معي (1كو15: 10).
وما زال يسأل كل منا "أتريد أن تبرأ" (يو5: 6).
الضمير:- الله طبع وصاياه على قلب آدم بالمحبة إذ كان في الجنة يحب الله فهو مخلوق على صورة الله، ومن يحب الله يحفظ وصاياه (يو14: 23). والضمير هو عطية إلهية لكل البشر.
الناموس:- بالسقوط فسدت طبيعة الإنسان ولم يعد يحب الله، فما عاد قادرًا على حفظ الوصايا. فأعطاه الله الناموس عونا (القداس الغريغوري) ليكون مؤدبا للإنسان حتى يأتي المسيح (غل3: 24) وذلك لكبح جماح البشر بالخوف من عقوبات الناموس. وكانت الوصايا على لوحي حجر لتناسب حالة قلب البشر الذي تحجر. وكان الناموس هو عطية الله لليهود.
النعمة:- هي عمل الروح القدس في الإنسان المعمد. ولكن من يطفئ الروح ويحزنه لا يعود يشعر بهذه النعمة.
وبهذا يتمتع الإنسان المسيحي بالضمير والناموس وعمل النعمة.
1- أعمال الناموس الطقسية من ختان وخلافه.
2- الأعمال بفكر يهودي أي الذين يشعرون أن أعمالهم تبررهم وهي سبب خلاصهم، وهم يفتخرون بها ويفتخرون ببرهم الذاتي. هم لا يشعرون أنهم في احتياج لمعونة من الله. وهذه هي الفريسية.
3- كل أعمال الإنسان قبل المسيح لا قيمة لها للخلاص بدون دم المسيح. (هذا ما يناقشه بولس الرسول).
4- أما بعد الإيمان فالجهاد والأعمال شرط للحصول على النعمة (وهذا ما يناقشه يعقوب الرسول).
5- وحتى الآن فكل من يشعر أنه بأعماله هو شيء، ويفتخر بأعماله، بل يطالب بأجر عن كل عمل يعمله فإن صلى يريد بركة مادية من الله وهكذا لو صام...إلخ. ويتصور أنه بأعماله يحاسب الله لو سمح له الله بتجربة قائلا....لماذا هذا وأنا أصلى وأصوم... فهو ساقط في البر الذاتي كالفريسيين.
بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ.. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ (أف2:5، 9)
هل تعني هذه الآية حقًا أن الخلاص هو بالنعمة فقط وبدون أعمال؟!
* لو قال بولس الرسول "بالنعمة أنتم مخلصون ليس من أعمال" وسكت لكانت الأعمال فعلا لا لزوم لها.
* ونلاحظ أن بولس الرسول يركز على الإيمان والنعمة، أما القديس يعقوب فيركز على الأعمال التي بدونها الإيمان يكون إيمان ميت. فما معنى هذا وهل هناك تعارض بين كلا الرأيين؟
* وما معنى الإيمان الميت والإيمان الحي في رسالة القديس يعقوب؟
لنشرح هذا كله لنأخذ مِثالًا:-
لو طلبت منك أن تنزل إلى البحر لترفع رجلا ضخم الجثة وأنت لا تعلم شيئا عن قوة دفع الماء، فسترفض قطعا لثقل وزن الرجل..... ومع محاولاتي لإقناعك سيكون أمامك أحد موقفين. الأول:- أن تقول أنا واثق فيك لكن لا أستطيع. والثاني:- أن تنفذ وتنزل إلى الماء. مع الموقف الثاني ستجد نفسك قادرا على حمل الرجل بسهولة فقوة دفع الماء حقيقة هي التي تحمل الرجل. لنرى الآن.... هل لو خرجت من الماء وبكبرياء شديد افتخرت بقوتك، وبأنك رفعت هذا الرجل. أفلا يستهزئ بك من يعلم نظرية دفع الماء.
والآن لنفهم تفسير المثل:-
* الرجل الثقيل = الوصايا وهكذا قال تلاميذ المسيح (أع15: 10).
* قوة دفع الماء = النعمة التي تساندنا دون أن يراها أحد. الروح يعين ضعفاتنا (رو8: 26). فمن يغصب نفسه على تنفيذ الوصية سيجدها سهلة فالنعمة تساند، وهذا معنى قول بولس الرسول "لنطرح كل ثقل، والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب12: 1).
* الموقف الأول الرافض لنزول الماء والقول أثق فيك لكن لن أنزل = الإيمان الميت.
* الموقف الثاني وهو قبول النزول للماء = الإيمان الحي.. وهذا بالضبط ما قاله القديس بطرس للسيد المسيح "على كلمتك ألقي الشبكة" (لو5: 5).
* الافتخار = البر الذاتي والكبرياء.
* استهزاء الناس بمن يفتخر = سخرية الشيطان بمن يسقط في الكبرياء إذ أنه عملا.
* تصديق الرجل وتنفيذ ما طلب منه بتغصب = الجهاد المطلوب وأن أغصب نفسي أن أنفذ الوصية.
إذًا الإيمان الحي هو قرار بحرية كاملة أن ننفذ الوصايا ونموت عن الخطية ونسلك في البر واثقين أن النعمة ستساندنا. وسنجد حينئذ أن الوصية سهلة، فالمسيح حقيقة هو من يحمل الحمل، لذلك قال "احملوا نيري فهو هين وحملي فهو خفيف". الإيمان الحي هو أن يغصب الإنسان نفسه وينفذ الوصية فيجد التنفيذ سهلا (رو10: 1 – 11) + (عب12: 1) ولذلك يقول السيد "ملكوت السموات يغصب..." (مت11: 12). ولكنه يقول أيضًا أن حمله خفيف، فمن يغصب نفسه يجد المسيح يحمل عنه. ولاحظ قول الرب "إن فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10) وذلك لمنع الافتخار فبداية السقوط الكبرياء. وهذا هو دائما فكر بولس الرسول أن الله هو الذي يعطي فلماذا الافتخار ومصدر النعمة هو الله "وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ" (1كو4: 7).
أهمية الإيمان الحي: - بدون إيمان لا خلاص. المسيح مات وبدمه غفران الخطايا ولكن هناك ما يسمَّى استحقاق الدم، وأول الشروط هو الإيمان، وتأتي بعد هذا الأسرار وجهاد الإنسان. وأهمية الإيمان أن من آمن بالمسيح فقد عرف من هو المسيح وأحبه، وهذا يكون قد عرف الله، فالمسيح هو صورة الله ورسم جوهره (كو1: 15 + عب1: 3) فمن لم يعرف المسيح هو لم يعرف الله فالمسيح هو صورة الله (يو8: 19). والإيمان الحي يجعلنا مستعدين أن ننفذ وصايا الله، ونقدم أنفسنا ذبائح حية.
يقول القديس أغسطينوس "إن الله الذي خلقك بدونك لا يستطيع أن يخلصك بدونك" وفي هذا يقول السيد المسيح "كم مرة أردت...لكنكم لم تريدوا" (مت23: 37).
و"الله يريد أن الجميع يخلصون" (1تى2: 4) فهل يخلص كل الناس؟ قطعا لا.
ويقول الكتاب"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية" فهل يخلص كل الناس وتكون لهم حياة أبدية؟ قطعا لا.
اذًا المهم أن يكون هناك قرارا واضحا بالموت عن الخطية والطبيعة القديمة والحياة بحسب الحياة الجديدة.
وما زال سؤال الرب لكل واحد "أتريد أن تبرأ"؟
الخلاص بالإيمان فقط دون أعمال:- قول بولس الرسول "بالنعمة أنتم مخلصون.." هو رد على اليهود والمتهودين ولكل من يفتخر بأعماله أمام الله حتى الآن ويطالب بثمن جهاده.
الخلاص بالأعمال فقط دون إيمان:- والرد على هذا "لو كان بالناموس بر (أعمال وتنفيذ وصايا) فالمسيح إذا مات بلا سبب".
بولس الرسول تكلم عن النعمة كمقابل للأجرة بحسب الفكر اليهودي في مقابل برهم الذاتي. وكلمة النعمة في أصلها "خاريزما" χάριςμα وهي هِبة مجانية يعطيها قيصر لجيشه ورجاله يوم ميلاده أو جلوسه على العرش، وكانت تعبيرا عن كرم قيصر وليست في مقابل عمل معين. وقال أباء الكنيسة أن النعمة عطية مجانية لكنها تُعطى لمن يستحقها أي لمن يجاهد.
الناموس يحكم بالموت على كل من أخطأ. أما المسيح فقد جاء ليموت فيغفر خطايانا فنتصالح مع الله. وقام ليعطينا حياته لنعمل أعمال بر. وأعضاءنا التي صارت أعضاء له تكون آلات بر.
غفران الخطايا = تبرئ
تبرئ + عمل البر = تبرير
الله هو القدوس. والروح يكرسنا ويخصصنا لله فنصير قديسين مخصصين لله. لذلك نقول عن الروح القدس أنه روح القداسة. وكل ما يخص الله يقال عنه مقدس.
هو من ظن الإيمان كلمات نرددها مثل أنا مسيحي وأؤمن بالمسيح أنه مخلصي ولكن دون أعمال. أو كمن يخطئ ويقول أن المسيح بدمه غفر كل خطايانا وخلصنا.... وبالتالي لي خلاص مهما أخطأت فأنا مؤمن.
هو قول ما سبق + أن تكون هناك أعمال تثبت هذا، ومن يحاول أن يعمل ولو بالتغصب سيجد هناك معونة هي النعمة = قوة من الروح القدس. وهذا تعليم بولس الرسول "إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد" (رو8: 13) وبنفس المعنى "ختان القلب بالروح" (رو2: 29) أي قرار بالامتناع عن الخطايا المحبوبة بالتغصب والروح يعين.
إن كنتم بالروح |
تميتون أعمال الجسد (رو8: 13) |
|||
↘ |
↙ |
|||
النعمة التي تعين |
إرادتك الحرة +تغصبك = جهادك | |||
⤴ |
|
|
|
⤹ |
مَنْ يجاهد يختبر | الإيمان الحي = تغصب + ثقة في نعمة تعين |
1- المقصود بالجسد = شهوات الجسد. والجسد يستمر في مشاغباته بعد المعمودية.
2- قطعا المعمودية لا تعطي موتًا كاملًا وإلا تعطلت الحرية.
3- ويظل الجسد يشتهي ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد (أعمال الجسد) (غل5: 16-26)....... ولكن "الروح يعطي نعمة أعظم" (يع4: 9). ولكن هذا لمن يريد أن يسلك بالروح، أي يطيعه ولا يقاومه بأن يصر على مسلكه الخاطئ. مثل هذا سيجد معونة من الروح وهذه المعونة هي ما تسمى بالنعمة.
4- وهذا الصراع بين الروح والجسد لن ينتهي سوى بالتخلص من هذا الجسد. لذلك نحن نقول مع بولس الرسول "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو7: 24)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ونقول معه أيضا "نحن أنفسنا أيضًا نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا" (رو8: 23). فبالجسد الجديد الممجد الذي نلبسه في السماء لن نستطيع أن نخطئ، وهذه هي البنوة الكاملة (1يو3:9). أما ما حصلنا عليه حتى الآن من بركات الفداء فهو عربون، أو باكورة البركات الأبدية التي هي نصيبنا في السماء (لنا باكورة الروح رو8: 23 + عربون الروح 1كو1: 22 + روح الموعد الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى أف1: 14) وفداء المقتنى هو فداء الجسد أي حصولنا على الجسد الممجد.
1- سبق وقلنا أن المعمودية لا تلغي حرية أحد ومن يريد بإرادته الحرة أن يسلك بالروح هو من يجد معونة من النعمة. أما من يريد أن يرضي شهواته حتى آخر المدى، فهو له حريته وإن أصر على عدم التوبة فسيهلك.
2- هلك شعب الله في البرية بعد أن اعتمدوا في البحر مع موسى وأكلوا طعامًا روحيًا وشربوا شرابًا روحيًّا، وذلك لإصرارهم على الخطية (1كو10: 1 – 12).
3- وديماس إذ أحب العالم الحاضر ارتد وترك بولس الرسول (2 تي 4: 10) وراجع أيضًا (عب 1:4 + في 3: 17-19 + عب 6:4-8 + رو 17:11-22).
4- يكفي أن نستمع لبولس الرسول وقوله "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا" (1كو9: 29).
5- وننهي بقول الرب نفسه "بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 5).
|
* إنسان ما قبل المسيح وما قبل
الناموس + الضمير هو الناموس الطبيعي نجد هنا أن ناموس الخطية له قوة ضاغطة على الإنسان. والضمير يقاوم الخطأ ولكن ناموس الخطية له سطوة. |
|||||||||||||
|
* الإنسان في عهد ناموس موسى + صار الناموس بما له من قوة تأديب وعقاب، مساعدًا للناموس الطبيعي ضد ناموس الخطية. لذلك قال بولس الرسول أن الناموس مؤدبنا إلى المسيح (رو24:3) "أعطيتني الناموس عونًا". |
|||||||||||||
|
الجسد يشتهي ضد الروح |
|
|
|||||||||||
↑ |
||||||||||||||
بالمسيح كان لنا النعمة وهي قوة جبارة ولكن لمن يجاهد. |
|
|
|
إنسان لا يجاهد ونجد هذا الإنسان يشتكي من أن للخطية قوة قاهرة عليه |
إنسان مجاهد. هنا نرى النعمة تكبح ناموس الخطية وكأن الإنسان ميت عنها وأعضاؤه ميتة أمامها. |
|||||||||
* المؤمن المسيحي |
الإتحاد بالمسيح ← نحن نجاهد لأجل هذا الإتحاد هنا...... أما هناك فاتحاد كامل
هنا نسمي ”عروس المسيح” هناك نسمي ”امرأة الخروف”
جسدنا المحدود | → | → | الإيمان والأسرار النقاوة قبول الصليب بشكر →→→→→ |
→ | → |
المسيح حل فيه كل ملء اللاهوت جسديا |
التجسد |
قال السيد المسيح له المجد "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" فأخذ بولس الرسول هذه العبارة وجعلها أساس فكر الخلاص وأطلق الآباء على عبارة في المسيح التي رددها بولس الرسول تقريبا في كل رسائله مرارًا "لاهوت بولس الرسول". فالخلاص عند الرسول هو لمن هو في المسيح:-
لا خلاص سوى بثباتنا في المسيح
كل بر هو في المسيح.
حتى سلامنا ومحبتنا بعضنا لبعض هما في المسيح وإلا كانت غشا مثل يهوذا. (1كو16: 19، 24).
وكل من هو في المسيح هو قديس ( طبعا هناك درجات).
المسيح (آدم الأخير رأس الكنيسة) |
آدم رأس الخليقة الأولى |
|||
∆ |
∆ |
|||
قاعدة المثلث هي من هم في المسيح عبر العصور |
قاعدة المثلث هي كل البشرية أبناء آدم |
البشر كلهم جسد آدم:- فحواء هي من آدم، والأولاد من كلاهما.... إذًا البشرية كلها جسد واحد.
المؤمنين المعمدين:- يتحدون بالمسيح كخليقة جديدة ويصيرون أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أف5: 30). وصار كل منا عضو في هذا الجسد، وبالتالي فكل عضو له عمله الذي يحدده له الروح القدس ويزوده بالمواهب (1بط 4: 10) فنحن "مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة سبق الله وأعدها لكي نسلك فيها" (أف 2: 10). ولاحظ في هذه الآية أننا لنا خلقتين.. نحن عمله ( الخلقة الأولى).. مخلوقين في المسيح (الخلقة الثانية) وراجع (أف 1: 1-14). وكون كل عضو له عمله فهذا هو ما يسمى بالتكامل بين أعضاء الجسد. والمسيح هو رأس الجسد (الكنيسة). ولكن من يصر على الخطأ بدون توبة لن يستمر في الثبات في الجسد (جسد المسيح) فلا شركة للنور مع الظلمة. لذلك يقول الرب "توبوا"....(لو13: 5). والتوبة قيامة أولى ومن يستمر في حياة التوبة فله قيامة ثانية في المجد. وواضح طبعًا أن كل هذا بسبب تجسد المسيح.
ونحن نصير في المسيح بالمعمودية "لأننا جميعا بروح واحد اعتمدنا إلى جسد واحد" (1كو12: 13).
وأنا فيكم:- نخرج من المعمودية متحدين بالمسيح وتكون لنا حياته، وهي حياة أبدية "فالمسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضا...." (رو6: 9). وهذه أيضًا للمؤمن التائب الذي يحسب نفسه ميتا أمام الخطية (رو6: 11). فمن يقول مع المسيح صُلِبْت.
(عن أهواء الخطايا)......له أن يقول المسيح يحيا فيَّ (غل2: 20). وله أن يقول لي الحياة هي المسيح....(فى1: 21).
وحينما صرنا في المسيح، حل علينا الروح القدس (روح المسيح) والروح القدس يثبتنا في المسيح، وكلما نثبت في المسيح نمتلئ من الروح القدس. وكلما امتلأنا من الروح القدس، كلما ثبتنا في المسيح.
|
ماذا حصلنا عليه من إتحادنا وثباتنا في المسيح
راجع الرسم الصفحة السابقة. فنحن نتحد بالمسيح (1) بالإيمان والأسرار (2) النقاوة (3) قبول الصليب بشكر.
ولأن المسيح حل فيه كل ملء اللاهوت جسديا (كو2: 9، 19) صار هذا لنا مصدرا لكل البركات التي نحن في احتياج إليها 1- سكنى الروح القدس فينا 2- قداسة 3- بركات روحية ومادية 4- حياة أبدية 5- بنوة.
رؤيا زكريا النبي (زك 4) ورأى فيها منارة تستمد زيتها التي به تنير من كوز فوقها، وهذا له زيتونتان كمصدر للزيت. وليس مجال شرح المعنى الكامل للنبوة ولكن نقول أن المنارة إشارة للكنيسة المملوءة من الروح القدس فتكون منارة لكل العالم. والكوز إشارة للمسيح رأس الكنيسة فهو المملوء بجسده من الروح ويعطي للكنيسة كل احتياجها.
1- مع كل هذه البركات فهناك صليب وآلام للمؤمن، ولكن تغير مفهومها عن العهد القديم، فما عادت عقابا وغضبا من الله بل تأديب وشركة آلام مع المسيح ويليها شركة مجد (رو8: 17) بل قال الكتاب عن الصليب مجد (يو7: 37-39). وصار شرطا لنكون تلاميذ للمسيح فنتشبه به في حبه الباذل. ومن تذوق حب المسيح حقيقة يشتهي أن يتألم معه بل قال عنه الرسول أنه صار هبة (فى1: 29).
2- قيل أن المسيح تكمل بالآلام (عب2: 10) = أي ليشبهنا في كل شيء حتى الآلام. ونحن نكمل بالآلام لنقترب من صورته (غل4: 19). فمن تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية (1بط4: 1).
3- بولس الرسول بالرغم من كل آلامه (شوكة في الجسد + مقاومة من اليهود والوثنيين بل من المسيحيين الذين أشاعوا ضده شائعات وشككوا في صحة رسوليته بل في أمانته في أموال التبرعات + (2 كو 11)) نجده يقمع جسده ويستعبده. فهو الذي علَّم بأن ثمار الروح هي لمن يصلب شهواته (غل5: 24). والله شرح له سبب شوكته، وأنه معرض للكبرياء من (الاستعلانات والرؤى / اختطف إلى السماء / حسبوه إلها وأرادوا أن يذبحوا له / صنع معجزات وأقام موتى / محبة الكل له). فالآلام صارت أدوية:- 1) إما للشفاء من مرض (مثال: - أيوب) أو 2) للحماية من مرض (مثال:- بولس). ربطتني بكل الأدوية المؤدية للخلاص وليس معنى هذا أن الآلام تغفر الخطايا بل دم المسيح فقط...لكن المجاعة أعادت الابن الضال فغفر له. وبولس نفسه أدَّب زاني كورنثوس إذ أسلمه للشيطان ليؤذي جسده فتخلص روحه (1كو5: 5). وقال بولس أيضا حين يفنى الجسد الخارج يتجدد الداخل يوما فيوما (2كو4: 16).
4- من لا يستطيع أن يصلب أهواءه يساعده الله بصليب من عنده، حتى لا ينجذب لمحبة العالم.
5- يقول رب المجد "احملوا نيري فهو هيِّن..." (مت11: 29-30). وهو يعلم أنه "سيكون لنا في العالم ضيق ولكنه غلب العالم" والمعنى = ارتبطوا بي فأنا الذي سأحمل الحمل حقيقة (سواء صليب أو تنفيذ وصية) بل روعة الصورة التي رسمها الكتاب "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" أي أنه يحتضن المتألم. وهو لا يدعنا نُجرَّب فوق ما نحتمل بل يعطي مع التجربة المنفذ (1كو10: 13) وكونه غلب العالم، إذًا ونحن فيه سنغلب التجربة ولكن ليس بالخروج منها بل يأتي هو ويحملها معنا فنشعر بعزاء وراحة (الثلاثة فتية في الأتون)، وهذه هي النصرة في المسيحية.
هنا ننتقل لمرحلة العيان ونرى الله وجهًا لوجه |
||||||
طريق التبرير
← (2كو 3: 18) |
| |
القيامة والحصول على الجسد الممجد (1كو43:15) هذا هو المجد العتيد ان يستعلن فينا (رو18:8). الموت بالجسد (رو24:7). من يسكن الله فيه فهذا هو المجد (زك5:2) ولكن مالنا من المجد الآن فهو مخفي غير ظاهر. من يتقدس يصير مسكنًا للثالوث (يو23:14) + (1كو16:3). التقديس هو أن نتخصص ونتكرَّس لله وتصير أعضائنا تعمل لحساب مجد اسمه. كلما نسير في طريق التبرير تموت أعضائنا عن الخطية فلا تكون آلات إثم بل تتخصص لله وتكون آلات بر (رو13:6).
التبرير طريق التقديس بهذا يتحقق "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ"(غل20:2) ← الروح يأخذ من بر المسيح وحياته ويعطي للمؤمن (2كو21:5) ← الروح يبكت على بر (يو8:16) أي يقنع المؤمن بأن يعمل أعمال بر إيجابية. عمل الروح القدس (النعمة) يعطي للمؤمن قوة ليصلب شهواته فيُصلَبْ مع المسيح. ← الروح القدس يقنع المسيحي بفساد طريق الخطية (أر7:20). ← الروح القدس يبكتنا على كل خطية نرتكبها (يو8:16) ثم سر الاعتراف. ← بالمعمودية نصير أولادًا لله ثم بالميرون يحل علينا الروح القدس. ← بالمعمودية غفران الخطايا وبهذا يتبرأ الإنسان من خطيته (رو7:6). إذ دفع المسيح الثمن.
الخطوة الثانية هي المعمودية وهي موت وقيامة مع المسيح (رو3:6-8). المدخل للتبرير هو الإيمان "وإذ قد تبررنا بالإيمان" (رو1:5). |
التبرير والتقديس والتمجيد يسيروا معا وليس كالرسم، ولكن هذا الرسم هو للشرح فقط.
خلقنا الله على صورته (تك1: 26). وبالخطية فسدت هذه الخلقة الأولى، وسكنت الخطية في داخلنا (رو7: 20 + مز51: 5). فما عدنا نرى الله بسبب ذلك (1كو15: 1، 5 + خر33: 20). وكان الفداء ودفع المسيح ثمن خطايانا بل أعطانا أن نكون خليقة جديدة فيه (2كو5: 17) وبهذه الخليقة نخلص (غل6: 15). ومدخلنا لكل هذه البركات هو الإيمان ثم المعمودية.....أنظر الرسم العلوي.... إلى أن ننتهي في المجد والأفراح الأبدية في السماء. حقا لقد خسرنا الفردوس ومتنا بالخطية...ولكن عطية المسيح فاقت أضعاف ما خسرناه بشكل عجيب. فلقد حصلنا على جسد ممجد غير قابل للموت ولا يستطيع أن يخطئ، خسرنا جنة فحصلنا على مكان في عرش الله (رؤ3: 21) ولخص الرسول هذا حين قال "ولكن ليس كالخطية هكذا أيضًا الهبة" (رو5: 15).
إذًا الخلاص وهو بركات الفداء يعني: -
1- غفران الخطايا السابقة بدم المسيح = صولحنا بموته (رو5: 10) وموت الطبيعة القديمة أي الإنسان العتيق (رو3: 4، 5) وقيام طبيعة جديدة فينا بالمسيح الذي يحيا فينا (فى1: 21). وحياة المسيح فينا أبدية وحينما نموت بالجسد نكون كبذرة تدفن لتثمر (1كو15: 35 – 38) +(رو6: 9).
2- نعمل أعمال بر بحياة المسيح التي فينا فهو يستخدم أعضاءنا (2كو5: 21 + رو6: 13).
3- صرنا جسد المسيح من لحمه ومن عظامه (أف5: 30) وبإتحادنا به وهو الابن صرنا أبناء لله (مت6: 9 + رو3: 5) والابن يرث (رو8: 17 + يو17: 22).
4- آدم في الجنة إذ كان يحب الله كان في فرح (عدْن = فرح) وبالخطية فقدنا هذا. وخدعنا إبليس بأن اللذة الحسية هي الفرح. وبسكنى الروح القدس فينا عدنا للحالة الفردوسية الأولى فهو يسكب محبة الله في قلوبنا فتكون ثماره (محبة فرح.......). (غل5: 22، 23)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وكل ما حصلنا عليه هو مجرد عربون ما سنحصل عليه في السماء فهناك فرح أبدي لا ينطق به ومجيد (1بط1: 8) وهناك يمسح الله كل دمعة من العيون وهناك لا عطش ولا جوع (سفر الرؤيا). والبنوة هناك ستكمل متوقعين التبني (رو8: 23)....حقا المسيح أكمل الفداء لكن سنستفيد من كل بركات الفداء في السماء. وهناك يقتادنا الخروف إلى ينابيع ماء حية (رؤ7: 17) أما هنا فنحن أخذنا عربون الروح.
5- طالما يسكن الثالوث فينا فنحن في مجد غير مستعلن وغير مرئي (راجع الرسم الصفحة السابقة).
هنا مجد غير مستعلن.. وهناك مجد مستعلن ونرى الله وجها لوجه.. يكون لنا جسد ممجد
هنا مجد غير مستعلن.. | وهناك مجد مستعلن ونرى الله وجها لوجه.. | يكون لنا جسد ممجد | ||||
↓ |
↓ |
↓ |
||||
بالإيمان |
رو8: 18 + 1كو13: 12 |
في 3: 21 + 1يو3: 2 وبهذا الجسد الممجد نرى الله |
||||
الإتحاد بالمسيح | ← | نحن هنا نجاهد لأجل هذا الإتحاد | وهناك إتحاد كامل | |||
↓ | ↓ | |||||
تسمى الكنيسة هنا عروس المسيح | وتسمى هناك امرأة الخروف (رؤ19: 7). |
6- صارت الكنيسة كلها جسد واحد كعروس واحدة للمسيح، وكل منا عضو يعطيه الروح موهبة لبناء الكنيسة. وسنقوم كجسد واحد ونصعد للسماء فالمسيح كان باكورة وسابق لنا (عب6: 18 – 20) وهذا ما نصليه في القداس الغريغوري "أصعدت باكورتي إلى السماء" = "أنا أمضي لأعد لكم مكانًا" (يو14).
7- كل من يثبت في المسيح يحسب كاملًا وبلا لوم وبلا دينونة (كو1: 28 + أف1: 4 + رو8: 1) ولكن من هم الثابتين في المسيح؟ هم السالكين بحسب الروح ومنقادين له بلا مقاومة للروح، وليسوا سالكين حسب الجسد (رو8: 1) وسنناقش الآية في حينه. وهذا معنى ما ورد في سفر النشيد حين قال العريس لعروسته حمامتي كاملتي فالحمام دائما يرجع لبيته، وابن الله إذا ابتعد بالخطية وعاد بالتوبة يُحسب كاملا فيسمى الحمامة (لأنها عادت لبيتها عب3: 6 فنحن بيته) وكاملة (لأنها في المسيح).
8- لم يعد للموت الجسدي غلبة ولا شوكة فهو لا يمنعنا من أن نحيا للأبد (1كو15: 55). ولكن الشوكة ما زالت توجع وتؤلم دون أن تميت أبديا، لذلك ما زال عدو لأننا نحزن على فراق أحبائنا الذين يرقدون لكن ليس كالباقين الذين لا رجاء لهم (1تس4: 13) وكحزانى ونحن دائما فرحون (2كو6: 10) وهذا عمل الروح المعزي.... الدموع من خارج والتعزية من داخل (يو15: 26).
9- الألم والصليب صارا لنَكْمُل ولكن هناك تعزية (راجع نقطة 5 تحت عنوان "مفهوم الصليب والألم في المسيحية") عمومًا فالصليب ملازم للمؤمن فكل الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون (2 تي 3: 12) وإلهنا الذي يخرج من الجافي حلاوة جعل هذه الآلام طريقا لنا إلى السماء. (راجع 1كو10: 13 + 2كو1: 3 – 7).
10- الروح القدس صار يسكن فينا ويساندنا على حفظ الوصية، وأن نثبت في المسيح، بل صار شريكًا لنا في كل عمل صالح (1كو3: 16 + 2كو13: 14 + 2كو1: 21).
11- سَكَبَ الروح القدس المحبة لله في قلوبنا (رو5: 5)، والمحبة تتحول إلى فرح (غل5: 22) ومن يحب الله يتحول قلبه الحجري ليصير قلب لحم (حز11: 19). ومن يُحِّب يحفظ الوصايا (يو14: 23)، وهذا معنى أن الوصايا كتبت على قلوبنا (هذا تم بالحب) (عب8: 10). ومثل هذا الإنسان لا يحتاج إلى ناموس (غل5: 23). ولأن قلوبنا كانت حجرية كتبت الوصايا على ألواح حجرية، وبالحب كتبت على قلوبنا، وليس معنى هذا أن نلغى الناموس بل نثبته (رو3: 31)، فلماذا؟
هو مرشد لنا، فهو كلمة الله وهذه لا تسقط أبدًا.
هو يقودنا للمسيح ويُظهر احتياجنا إليه فهو الذي يعين.
هو وسيلة إيضاح للعهد الجديد (الحروب مثلا هي شرح للحروب مع إبليس).
النبوات عن المسيح تثبت صحة الكتاب وتثبت محبة الله وخطته الأزلية في الفداء.
حب الله الذي يمنعنا من عمل الشر هو درجة عالية. فلنسلك خطوة خطوة حتى نصل للحب الكامل.
الوصايا الأخلاقية لم تبطل. الطقوس فقط بطلت فهي كانت رمزًا للمسيح.
قال الآباء أننا يمكننا أن نجد العهد الجديد داخل القديم، وقالوا كان اليهود بحفظهم للناموس أمناء مكتبة المسيحية. وقصص العهد القديم نرى فيها معاملات الله مع شعبه والله لا يتغير. فهذه المعاملات هي نفسها معاملات الله معنا "يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد" + "الله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (عب13: 8 + يع1: 17).
12- وحَّد المسيح كنيسته في جسد واحد وجعلها له عروس واحدة بل وحَّد السمائيين مع الأرضيين وصار لهما رأسًا واحدًا (أف1: 10، 22، 23 + 4: 1-6) + (1 كو 12). وحينما تجتمع الكنيسة كجسد واحد وفي محبة ينسكب عليها الروح القدس (مز133). والروح يثبتها في المسيح الابن فيحملها إلى حضن الآب (شكل بناء الكنيسة). والروح يصرخ فينا يا آبا الآب لنشعر بأبوة الله.
13- أقامنا معه (الآن من موت الخطية) وأعطانا أن نحيا حياة سماوية ونحن ما زلنا في الجسد = وأجلسنا معه في السماويات (أف2: 6). وهذا معنى "طأطأ السموات ونزل" (مز18: 9). ألم يقل السيد أنه سيكون وسط أي اثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه (مت18: 20). وحيثما يوجد المسيح يكون المكان سماء.
14- يقول القديس بطرس أننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية (2بط1: 4) ويقول القديس بولس الرسول أن المسيح يحل فيه كل ملء اللاهوت جسديا ونحن مملوؤون فيه (كو2: 9، 10) فما معنى هذا؟ هل نحن نمتلئ باللاهوت الذي امتلأ به المسيح؟! حاشا...... قطعا لا فنحن أجساد محدودة ولن نصير آلهة. ولكن بتجسد المسيح وإتحادنا به بالمعمودية وثباتنا فيه، ولأن جسده مملوءًا من لاهوته، صار المسيح مصدرا لكل ما نحتاج إليه مما لا يوجد سوى عند الله. هو يملأنا على قدر احتمالنا من كل البركات التي نحتاجها، وهذا قال عنه الرسول "كل ملء الله" (أف3: 19). لنتصور هذا... تصور أن هناك خزان ضخم جدًا جدًا وفي أسفل هذا الخزان ماسورة متصلة بكوز صغير (راجع الرسم تحت عنوان في المسيح). فسنجد أن الكوز يمتلئ على قدر سعته المحدودة مما في هذا الخزان. والخزان الكبير هو جسد المسيح المملوء من لاهوته، والكوز الصغير هو أنا وأنت، وتم الاتصال بتجسد المسيح وبالمعمودية (وقطعا بقية الأسرار...).
فماذا نأخذ من هذا الإتحاد من بركات لا توجد سوى عند الله؟
حياة أبدية:- ونقول هل لو وضع إنسان بعض الأموال في بنك ليحيا من عائدها، فهل يصير البنك كله ملكا له بأمواله وممتلكاته وموظفيه بحجة أنه صار شريكا في رأس مال البنك عن طريق المال الذي وضعه....قطعا لا إنما هو يأخذ فقط ما يحيا به. "كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني يحيا بي" (يو6: 57).
قداسة:- بالروح القدس الساكن فينا ورش دم المسيح وبمقتضى علم الله السابق (1بط1: 2) ولذلك كان بولس الرسول يسمى المؤمنين قديسين (رو1: 7). ولنأخذ مثالا:- نحن ندخل الشمس إلى بيوتنا لتنظيف وتطهير البيوت من أي ميكروبات. فهل نحن ندخل قرص الشمس نفسه؟! وأين هو البيت الذي يسع هذا الكوكب أو يحتمل حرارته؟! بل كل ما نحتاجه هو شعاع من نور الشمس وهذا يكفي لتطهير الحجرة. وشعاع خارج من الشمس = الابن المولود من الآب = نور من نور.
مجد:- المسيح تمجد بناسوته (يو17: 5) ليعطينا هذا المجد (يو17: 22). المسيح بناسوته صار وارثا (عب1: 2) لنرث نحن فيه (رو8: 17). والسؤال.. هل يكون لنا نفس مجده. حاشا. قطعًا لًا. فالمسيح صار له نفس مجد الآب = جلس عن يمين الآب = أجلس مع أبي في عرشه (رؤ3: 21). أما نحن فنأخذ كل واحد بحسب جهاده = مَنْ يغلب يجلس معي في عرشي = ينعكس عليه من مجدي بحسب حالته. فنجم يمتاز عن نجم في المجد (1كو15: 41). المسيح له المجد في ذاته، أما نحن فسوف نعكس هذا المجد حينما نراه كما هو (1يو3: 2).
حرية:- إن حرركم الابن.......(يو8: 36).
كان في روما حوالي 16000 يهودي جاءهم من آمن واعتمد يوم الخمسين في أورشليم. كان هؤلاء هم الخميرة. بالإضافة لتأثرهم بمن أتى من هنا ومن هناك يشهد للمسيح، فروما مدينة مفتوحة.
كتبت سنة 57 م أي بعد عظة بطرس بحوالي 22 سنة. وكان الروح القدس يعمل بشدة في الكنيسة الأولى.
بشر بولس في تركيا واليونان. وهناك تجارة متبادلة بينهم وبين روما.
طرد كلوديوس قيصر اليهود من روما، وآمن البعض على يد بولس وعادوا مؤمنين.
لم يكن هناك كرازة للرسل ولا لبطرس وقت كتابة الرسالة.
بطرس لم يكن في روما والدليل أن بولس يقول أنه يريد أن يذهب لهم ليمنحهم هبة روحية وهو مستعد لتبشيرهم، فهل يصح أن يقول بولس هذا الكلام وبطرس هناك، بل أن بولس يقول أنه لا يبني على أساس آخر، بل في إرساله السلام لمن يعرف أنهم هناك لم يذكر اسم بطرس.
1- من أصل أممي:- فاحتقروا اليهود..ونظروا إليهم كشعب جاحد أغلق الله الباب في وجوههم وفتحه لهم.
وكان هذا كرد فعل لموقف اليهود منهم فكان اليهود يحتقرون الأمم
2- من أصل يهودي:- يشعرون بالامتياز كأولاد لإبراهيم، وهم مستلمو الناموس، وهم شعب الله المختار وهذا أعطاهم شعورا بالكبرياء بل تأصل فيهم هذا الشعور.
وفي الرسالة هاجم بولس كلاهما وأظهر احتياج الكل للمسيح = الخلاص هو لكل العالم... وطالب الكل بالمحبة.
← تفاسير أصحاحات رومية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/axk7nc4