← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ
1 وَفِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِمُلْكِهِ، فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ، جَاءَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا، وَبَنَوْا عَلَيْهَا أَبْرَاجًا حَوْلَهَا. 2 وَدَخَلَتِ الْمَدِينَةُ تَحْتَ الْحِصَارِ إِلَى السَّنَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا. 3 فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ اشْتَدَّ الْجُوعُ فِي الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ لِشَعْبِ الأَرْضِ. 4 فَثُغِرَتِ الْمَدِينَةُ، وَهَرَبَ جَمِيعُ رِجَالِ الْقِتَالِ لَيْلًا مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ بَيْنَ السُّورَيْنِ اللَّذَيْنِ نَحْوَ جَنَّةِ الْمَلِكِ. وَكَانَ الْكِلْدَانِيُّونَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مُسْتَدِيرِينَ. فَذَهَبُوا فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ. 5 فَتَبِعَتْ جُيُوشُ الْكِلْدَانِيِّينَ الْمَلِكَ فَأَدْرَكُوهُ فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا، وَتَفَرَّقَتْ جَمِيعُ جُيُوشِهِ عَنْهُ. 6 فَأَخَذُوا الْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ وَكَلَّمُوهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. 7 وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ.
ع1:
كان صدقيا ملك يهوذا خاضعًا لبابل وزارها معلنًا ولاءه لنبوخذ نصر ولكنه عندما عاد إلى أورشليم وعلم أن صور قد تمردت على بابل، فكر في التحالف مع صور وصيدا وموآب وبنى عمون وآدوم وهي البلاد المحيطة لمملكة يهوذا، بل أيضًا التحالف مع مصر وبهذا يتمرد على بابل، فلما علم نبوخذ نصر، أرسل جيوشه إلى أورشليم وقد كان مقيمًا في ربلة، التي تقع في مكان متوسط بين صور وأورشليم؛ ليستطع منها مهاجمة الاثنين.ووصلت جيوش نبوخذ نصر إلى أورشليم وحاصرتها في اليوم العاشر من الشهر العاشر في السنة التاسعة لتملك صدقيا وأقام نبوخذ نصر متاريس حول أورشليم، هي عبارة عن أكوام من التراب وبنى عليها أبراجًا؛ ليستطع منها إلقاء السهام والرمى بالمجانيق على المدينة، فصارت المدينة في خطر ولا يستطع أحد الخروج منها، بل بدأ ضرب المدينة.
وكان جيش بابل قد استولى على مدن يهوذا، ما عدا لخيش وغريقة؛ لأنهما مدينتان حصينتان بالقرب من مصر (أر34: 7)، بالإضافة لحصاره أورشليم، فلما وجدت مصر انقسام جيش بابل على عدد من المدن، انتهزتها فرصة لمحاربة بابل، فخرجت بجيوشها وحينئذ اضطرت بابل أن تجمع جيوشها؛ لتهاجم مصر (أر37: 5)، فخاف المصريون وانسحبوا وعادت بابل بكل جيوشها لتحاصر أورشليم.
ع2، 3: دام حصار بابل لأورشليم حوالي سنة ونصف وفى اليوم التاسع من الشهر الرابع للسنة الحادية عشر لتملك صدقيا (أر52: 6)، إشتد الجوع في أورشليم وكاد الناس يموتون، حتى أن عظماءهم فتشوا عن الطعام في المزابل والنساء أكلت أطفالهن والتصق جلدهم بعظامهم، ثم مات عدد ليس بقليل منهم وتفشى الوبأ، فقتل أيضًا الكثيرين منهم (حز5: 12).
ع4:
ثغرت: كسر حراس الملك جزء من السور وعملوا فيه فتحة.طريق الباب بين السورين: كانت بركةسلوام في مدينة أورشليم، في الجنوب الشرقى منها وهي عند ملتقى سورين بينها أحد أبواب المدينة، هو غالبًا باب العين (نح3: 15) وكان هناك طريق بجوار السور يؤدى إلى هذا الباب، ففى هذا الطريق الذي هو أمام جنة الملك، فتح الحراس فتحة في السور.
جنة الملك: حديقة كبيرة خاصة بالملك.
عندما رأى صدقيا ملك يهوذا أن الكلدانيين قد بنوا أبراجًا وبدأوا يصوبون منها السهام والمجانيق، التي يلقون منها الحجارة والكور المشتعلة على المدينة، شعر أن المدينة على وشك السقوط في أيديهم، فأسرع مع رؤسائه وحاشيته؛ ليهرب ليلًا من أورشليم وأمر حراسه أن يفتحوا فتحة في السور، عند بركة سلوام؛ ليتسلل منها هاربًا ووجهه مغطى حتى لا يراه الشعب، أو الجنود البابليين وخرج من المدينة عند ملتقى وادي قدرون ووادى ابن هنوم وهرب في طريق البرية المؤدية إلى مدينة أريحا.
ع5: لم يعرف الكلدانيون بهروب الملك ليلًا ولكن في الصباح شاهدوا الثغرة، فعلموا بهروب مجموعة من المدينة وتبعوهم، حتى أدركوهم في برية أريحا، فقبضوا على الملك وهرب رجاله وتركوه وحده بين أيدي الكلدانيين. ولعل صدقيا كان يود أن يعبر نهر الأردن من عند أريحا ويلتجئ إلى الموآبيين ولكن قبض عليه قبل أن يحقق قصده.
ع6: إقتاد جنود نبوخذنصر الملك صدقيا إلى مدينة ربلة، حيث يقيم نبوخذ نصر؛ ليقتلوه هناك أمام ملك بابل.
ع7: أمام نبوخذ نصر أذلوا صدقيا بقتل بنيه أمام عينيه وكانوا أطفالًا؛ لأن عمر صدقيا كان وقتذاك إثنى وثلاثين عامًا، ثم فقأوا عينيه وربطوه بسلسلتين من نحاس، واحدة ليديه والثانية لرجليه، وهذا ما يعمل للمجرمين والأشرار جدًا، أو لمن يُراد إذلاله والسيطرة الكاملة عليه. وبهذا تمت نبوتى أرميا وحزقيال (أر32: 4، 5، حز12: 13).
† النتيجة الطبيعية للبعد عن الله والسلوك في الشر هو الذل الشديد. فكن حذرًا من الخطية وتأمل نتائجها الفظيعة؛ لتبتعد عنها،فتنقذ نفسك وتحيا مطمئنًا بين يدى الله أبيك.
8 وَفِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي سَابِعِ الشَّهْرِ، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ عَبْدُ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 9 وَأَحْرَقَ بَيْتَ الرَّبِّ وَبَيْتَ الْمَلِكِ، وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ، وَكُلَّ بُيُوتِ الْعُظَمَاءِ أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. 10 وَجَمِيعُ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ مُسْتَدِيرًا هَدَمَهَا كُلُّ جُيُوشِ الْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ مَعَ رَئِيسِ الشُّرَطِ. 11 وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَالْهَارِبُونَ الَّذِينَ هَرَبُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَبَقِيَّةُ الْجُمْهُورِ سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ. 12 وَلكِنَّ رَئِيسَ الشُّرَطِ أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ الأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. 13 وَأَعْمِدَةَ النُّحَاسِ الَّتِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَالْقَوَاعِدَ وَبَحْرَ النُّحَاسِ الَّذِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ كَسَّرَهَا الْكِلْدَانِيُّونَ، وَحَمَلُوا نُحَاسَهَا إِلَى بَابِلَ. 14 وَالْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَقَاصَّ وَالصُّحُونَ وَجَمِيعَ آنِيَةِ النُّحَاسِ الَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَا، أَخَذُوهَا. 15 وَالْمَجَامِرَ وَالْمَنَاضِحَ. مَا كَانَ مِنْ ذَهَبٍ فَالذَّهَبُ، وَمَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ فَالْفِضَّةُ، أَخَذَهَا رَئِيسُ الشُّرَطِ. 16 وَالْعَمُودَانِ وَالْبَحْرُ الْوَاحِدُ وَالْقَوَاعِدُ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هذِهِ الأَدَوَاتِ. 17 ثَمَانِي عَشَرَةَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ، وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَارْتِفَاعُ التَّاجِ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ، وَالشَّبَكَةُ وَالرُّمَّانَاتُ الَّتِي عَلَى التَّاجِ مُسْتَدِيرَةً جَمِيعُهَا مِنْ نُحَاسٍ. وَكَانَ لِلْعَمُودِ الثَّانِي مِثْلُ هذِهِ عَلَى الشَّبَكَةِ.
ع8: دام حصار بابل لأورشليم مدة عام ونصف، إذ بدأ في اليوم العاشر من الشهر العاشر في السنة التاسعة لملك صدقيا (ع1) واستمر حتى اليوم السابع من الشهر الخامس في السنة الحادية عشر له وكانت المدينة قد ثُغرت وهرب صدقيا الملك منها، ثم قبض ملك بابل عليه (ع4، 5). والسنة الحادية عشر للملك صدقيا تقابل السنة التاسعة عشر لتملك نبوخذنصر على بابل، في هذا الوقت سقطت أورشليم؛ وقد كان نبوزردان عبد ملك بابل، يشغل منصبًا كبيرًا في الدولة البابلية وهو رئاسة الشرط، أي ما تقابل تقريبًا وزير الدفاع.
ع9: عند سقوط أورشليم في يد نبوزردان ودخوله فيها، أحرق بيت الرب، الذي أقامه سليمان منذ ثلاث مائة عامًا وأحرق أيضًا قصر الملك وقصور العظماء وبيوت أورشليم عمومًا وبهذا تمت نبوات الأنبياء (أر21: 10، مز79: 1).
ع10: قامت جيوش الكلدانيين بهدم الأسوار التي حول أورشليم.
ع11: أسر نبوزردان بقية الشعب، الذين بقوا في المدينة والهاربين، الذين لجأوا إلى ملك بابل مستسلمين، أثناء حصار أورشليم.
ع12: وأبقى نبوزردان بسطاء الناس المساكين؛ ليفلحوا الأرض ويزرعونها.
† إن الشيطان يريد أن يهدم حياتك ولا يترك فيك إلا الضعف والذل، فتمسك بوصايا الله ولا تستسلم له مهما سقطت، فالله لن يتركك أبدًا، ما دمت متمسكًا به وبهذا يخاف منك الشيطان، بل يصبح لك سلطان عليه؛ لتدوس قوته. لا تتهاون في أية خطية؛ لأن عدوك شرس ولكنه يخاف جدًا من الله ومن كل من يتكل عليه.
ع13: كان الكلدانيون قد سلبوا -في هجماتهم السابقة لأورشليم- الفضة والذهب وكل الآنية الثمينة (دا1: 2؛ 2 مل 24: 13) والآن قبل أن يحرقوا الهيكل، حطموا العمودين النحاسيين وقد كانا في غاية الجمال؛ كما توضح (ع17) وحطموا أيضًا البحر وهو حوض نحاسي ضخم وقواعده نحاسية: لأنها كلها ذات أحجام كبيرة وحملوا هذا النحاس إلى بابل.
ع14:
الرفوش: جمع رفش، أي جاروف.المقاص: أداة كالمقص؛ لقطع الجزء المحترق من الفتيل.
إستولى جنود ملك بابل أيضًا على القدور والرفوش والمقاص والصحون وجميع الأوانى النحاسية، التي كانت تستخدم في الهيكل.
ع15:
المجامر: جمع مجمرة أي شورية وهي وعاء يوضع فيه الفحم المشتعل.المناضح: إناء مجوف يستخدم في الرش.
أخذوا كذلك المجامر والمناضح، وأخذ نبوزردان كل المصنوعات الذهبية والفضية، التي بقيت بعد الهجمات البابلية السابقة على أورشليم.
ع16، 17: أخذ الكلدانيون العمودين الجميلين في شكلهما والبحر وقواعده وحطموها؛ لتتحول إلى قطع نحاسية يسهل نقلها ولم يزنوها لكثرتها واكتفوا بوزن الآنية الذهبية والفضية (عز8: 24-34).
كان ارتفاع العمود الواحد حوالي تسعة أمتار وعليه تاج نحاسى، ارتفاعه مترًا ونصف المتر والرمانات التي حول التاج جميعها من نحاس، ومثله العمود الثاني.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
18 وَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ سَرَايَا الْكَاهِنَ الرَّئِيسَ، وَصَفَنْيَا الْكَاهِنَ الثَّانِي، وَحَارِسِي الْبَابِ الثَّلاَثَةَ. 19 وَمِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذَ خَصِيًّا وَاحِدًا كَانَ وَكِيلًا عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ، وَخَمْسَةَ رِجَال مِنَ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ الْمَلِكِ الَّذِينَ وُجِدُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَكَاتِبَ رَئِيسِ الْجُنْدِ الَّذِي كَانَ يَجْمَعُ شَعْبَ الأَرْضِ، وَسِتِّينَ رَجُلًا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ الْمَوْجُودِينَ فِي الْمَدِينَةِ 20 وَأَخَذَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ وَسَارَ بِهِمْ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ. 21 فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ وَقَتَلَهُمْ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ. فَسُبِيَ يَهُوذَا مِنْ أَرْضِهِ.
ع18:
قبض نبوزردان على رئيس الكهنة، الذي يدعى سرايا وعلى نائبه صفنيا الكاهن، الذي كان يحل محله، عند وجود أي موانع طقسية تمنع رئيس الكهنة من ممارسة خدمته.أما حراس أبواب أورشليم وعددهم أربع وعشرين وكان عليهم ستة رؤساء، قبض نبوزردان على ثلاثة منهم، لعلهم المتقدمين، أو قد يكون الثلاثة الآخرين قد استطاعوا الهرب.
ع19: قبض أيضًا نبوزردان على العظماء والمسئولين في المدينة، فبالإضافة لرؤساء الكهنة، قبض أيضًا على خصيًا يشغل منصبًا هامًا، إذ كان مسئولًا، من قبل الملك عن رجال الحرب وكذلك خمسة، هم المشيرين المقربين للملك والمسموح لهم بالدخول والجلوس معه وهؤلاء المشيرين هم الذين أشاروا على الملك بخيانة بابل والتحالف مع مصر والدول المحيطة، ولم يكن مسموحًا للشعب أن يرى وجه الملك. وقبض أيضًا على كاتب رئيس الجند، الذي كان يعد الجنود ويجمعهم للحرب من كل شعب الأرض. وكذلك قبض أيضًا على ستين من الرؤساء الذين يقودون الشعب. وهكذا نجد أن من لم يخضعوا لله ولم ينبهوا الملك لطاعة الله، بل شجعوه على نقض عهده مع بابل، الآن يقبض عليهم ليهلكهم ملك بابل، فهذه هى النهاية الطبيعية للسلوك في الشر.
† لا تستهن بفعل الشر وتتمادى فيه، فإن الله طويل الأناة ولكنه أيضًا عادل، لأنك بهذا تعد لنفسك هلاكًا شديدًا ولكن ارجع الآن إلى الله، فهو بحنانه مستعد أن يسامحك عن كل ما عملت من شر.
ع20: أخذ نبوزردان جميع عظماء أورشليم واقتادهم إلى ملك بابل، الذي كان موجودًا في ربلة في ذلك الوقت؛ لأن ربلة في مكان متوسط بين صور وأورشليم اللتان كان يحاربهما.
ع21: أمر نبوخذ نصر بقتل العظماء، الذين أتى بهم نبوزردان إلى ربلة، التي في أرض حماة وبهذا تم سبى مملكة يهوذا، الذي استمر سبعون عامًا وكان ذلك تحقيقًا للنبوات (أر25: 1، 12) وبعده عادت المملكتان كمملكة واحدة متحدة.
وسبى يهوذا تم على أربعة مراحل، بالإضافة إلى هجمات أخرى، سبى فيها بعض اليهود، أثناء هذه الأربعة مراحل وإن كان بعض المفسرين يختصرون هذه المراحل إلى ثلاثة، أو إثنين. وهذه الأربعة مراحل هى:
السبي الأول
السبي الثاني
السبي الثالث
السبي الرابع
وتوجد في التفاسير فروقًا في السنين؛ لأن أجزاء السنة أحيانًا تحسب، أو لا تحسب.
وتوجد اختلافات بين أعداد المسبيين إلى بابل؛ لأن بعضهم مات في الطريق إلى بابل، فبعضهم حسب عدد المسبيين من أورشليم والبعض الآخر حسب عدد المسبيين الذين وصلوا إلى بابل.
† إن إبليس يريد أن يستعبدك في خطايا كثيرة، فلا تسمح له، بابتعادك عن أصغر خطية وإن سقطت فارجع إلى الله سريعًا، فهو قادر أن يحميك من كل هجماته ويثبتك في الحياة النقية.
22 وَأَمَّا الشَّعْبُ الَّذِي بَقِيَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا، الَّذِينَ أَبْقَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، فَوَكَّلَ عَلَيْهِمْ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ. 23 وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ هُمْ وَرِجَالُهُمْ أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَكَّلَ جَدَلْيَا أَتَوْا إِلَى جَدَلْيَا إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا، وَيُوحَنَانُ بْنُ قَارِيحَ، وَسَرَايَا بْنُ تَنْحُومَثَ النَّطُوفَاتِيِّ، وَيَازَنْيَا ابْنُ الْمَعْكِيِّ، هُمْ وَرِجَالُهُمْ. 24 وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيدِ الْكِلْدَانِيِّينَ. اسْكُنُوا الأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ». 25 وَفِي الشَّهْرِ السَّابعِ جَاءَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَمَعَ مِنَ النَّسْلِ الْمَلِكِيِّ، وَعَشَرَةُ رِجَال مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا فَمَاتَ، وَأَيْضًا الْيَهُودُ وَالْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ مَعَهُ فِي الْمِصْفَاةِ. 26 فَقَامَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَرُؤَسَاءُ الْجُيُوشِ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْكِلْدَانِيِّينَ.
ع22: عين نبوخذ ناصر ملك بابل نائبًا عنه؛ ليحكم بقية أفراد شعب يهوذا، اللذين بقوا في أرض يهوذا. كان هذا النائب هو "جدليا بن أخيقام بن شافان".
وشافان كان رجلًا صالحًا وكاتبًا للملك يوشيا الصالح وكذلك ابنه أخيقام كان رجلًا تقيًا، أرسله يوشيا إلى خلدة النبية؛ ليسأل عن كلام الله (2 مل 22: 8، 14) وهو أيضًا الذي خلص أرميا من الموت بيد الكهنة الأشرار (أر26: 24). فجدليا كان رجلًا تقيًا ومن نسل صالح، أي تربى تربية روحية وكان محبًا لوطنه وشعبه وكان عادلًا في تصرفاته. ولعل أرميا النبي هو الذي اقترح على البابليين جدليا كحاكم، الذين احترموه ولعلهم سألوه عن الشخص اليهودي المناسب لقيادة الشعب وتهدئة النفوس، بعد أحداث حرق وتدمير أورشليم. وبالطبع لم يكن جدليا من النسل الملكى، لكنه كان رجلًا تقيًا وعادل ومقرب للملوك.
ع23:
المصفاة: مدينة في نصيب بنيامين وكان قد بناها آسا ملك يهوذا بحجارة مدينة الرامة، فهي مدينة قوية (1 مل15: 22).النطوفاتى: من مدينة نطوفة القريبة من بيت لحم.
المعكى: من مدينة معكة إلى تقع شرق نهر الأردن.
لما علم قواد فرق جيش مملكة يهوذا أن ملك بابل قد عين جدليا، جاءوا بصحبة جنودهم إلى جدليا، في المصفاة، حيث كان هناك، وهم: اسماعيل بن نثنيا ويوحانان بن قاريح وسرايا بن تنحومث النطوفاتى ويازنيا ابن المعكى.
وبهذا أظهروا ولاءهم وخضوعهم لجدليا ولكن اسماعيل، الذي كان يقودهم في مقابلة جدليا والذي هو من النسل الملكى، كان خبيثًا وضد بابل ويريد أن يعيد الملك لبيت داود، ليس حبًا في داود ولكن ليملك هو. وقد فهم هذا يوحنان، الذي كان مخلصًا لوطنه ولجدليا وأرشد جدليا؛ ليحترس منه ولكنه لم يصدقه، بل حاول استئذان جدليا في قتل اسماعيل ولكن جدليا منعه (أر40: 13-16).
ع24: بعد تدمير بابل لأورشليم وحرق الهيكل وكل القصور والبيوت وقتل الكثيرين، كان الشعب في خوف شديد من بابل وقد يكون اليأس قد خيم عليهم، فانتهز جدليا فرصة اجتماع رؤساء الجيش والجنود التابعين لهم وطمأنهم أن بابل لن تعاود مهاجمة أورشليم ودعاهم للسكن في أورشليم والقيام بأعمالهم الزراعية ولا يخشوا الخضوع لبابل، فقد كان واثقًا أن بابل تريد الهدوء وسير الأعمال في أورشليم بطريقة طبيعية. وقد قال جدليا هذا؛ لأنه كان يحب وطنه ويريد إعادة الحياة لأورشليم وكل اليهودية والبلاد المحيطة، خاصة وأن كلام الله على فم أرميا كان يؤكد هذا وأن ما حدث في السبي كان تأديبًا للشعب؛ ليتوبوا، فيحفظهم الله ويرعاهم.
ع25: بعد مضى سبع شهور على إقامة جدليا حاكمًا لليهود من قبل بابل، أتى اسماعيل، الذي كان يشتاق لعرش مملكة يهوذا، إلى المصفاة، مقر جدليا وهو مدبر مؤامرة لقتله، فاستضافه جدليا بمحبة (أر41: 1-10) هو والعشرة رجال الذين معه وبعد ذلك قاموا عليه، فقتلوه هو ومن معه من اليهود وأيضًا الكلدانيين نواب بابل، الذين يقيمون في المصفاة، ثم هرب إلى بعليس ملك بنى عمون والذي كانت تربطه به صداقة وتحالف؛ لأنه خاف من بابل أن تقتله، فعندما علم يوحانان بن قاريح بهذا وهو رئيس متقدم في جيش بني إسرائيل، تبع اسماعيل، فأدركه عند جبعون، قبل أن يصل إلى ملك بنى عمون وحاربه هو ومن معه من جنود وانتصر عليه واسترد السبايا، الذين أخذهم اسماعيل ولكن اسماعيل استطاع أن يهرب هو وثمانية رجال والتجأ إلى بعليس (أر41: 15).
† ما أصعب الخيانة، فقد استضاف جدليا اسماعيل، فقتله الأخير، هو وكل من معه وأخذ سبايا كثيرين. كن صادقًا ووفيًا في تعاملاتك مع من حولك، لا تفكر في مصلحتك فقط وتكون أنانيًا، بل قدر تعب الآخرين وليكن عندك عرفان بالجميل، فيباركك الله ويحميك من مخاطر كثيرة.
ع26: خاف جميع الشعب بمختلف أعمارهم ومكانتهم من انتقام الكلدانيين، فقرروا الهرب إلى مصر؛ لأن الكلدانيين لن يبحثوا عن اسماعيل فقط، بل خافوا أن يقتلوا عددًا كبيرًا منهم، بالإضافة إلى ميلهم للالتجاء إلى مصر منذ مدة طويلة، لعلهم يجدوا فيها الحماية من بابل، كما كان يظن صدقيا ملك يهوذا. رغم تحذيرات أرميا النبي لهم بعدم الالتجاء لمصر، لكنهم أصروا على ذلك، بل حملوا أرميا معهم بالقوة إلى مصر وهناك تمت نبوات أرميا فيهم، إذ ماتوا بالجوع والوبأ والسيف (أر42).
27 وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ فِي السَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ، فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ، رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا مِنَ السِّجْنِ 28 وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ فِي بَابِلَ. 29 وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ. وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِمًا الْخُبْزَ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 30 وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ، أَمْرُ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ.
ع27: بعد موت نبوخذ نصر ملك بابل، ملك بعده أويل مرودخ وكان ذلك عام 561 ق.م، فحاول مرودخ إظهار تسامحه وعطفه، ليكسب محبة الشعب، فأطلق سراح بعض المسجونين ومنهم يهوياكين ملك يهوذا، الذي بقى في السجن سبعة وثلاثين عامًا وكان ذلك في اليوم السابع والعشرين من الشهر الثاني عشر ولعل مرودخ حاول بهذا إكرام دانيال والثلاثة فتية، الذين كانت لهم مكانة عظيمة في المملكة. وبالطبع كان يهوياكين ذا نفسية ضعيفة ومحطمة، بعد قضاء هذه الفترة الطويلة في السجن، بالإضافة إلى ضعف أورشليم وكل بلاد اليهود، فلم يكن هناك خطرًا من إطلاق سراحه ومع هذا، فكان إكرام مرودخ له، أن يعيش بجوار قصره ويأكل على مائدته، تكريمًا له وأيضًا رقابة عليه.
وقد سمح الله بإطلاق سراح يهوياكين؛ ليعطى رجاءً لشعبه المذل تحت عبودية بابل، إذ وعدهم بالرجوع من السبي بعد سبعين عامًا.
ع28: قابل مرودخ يهوياكين وكلمه بكلام طيب ووعده أن يكرمه، بل أعطاه مكانة في جلوسه على مائدته، أكثر من باقي ملوك الأمم، الذين أطلق سراحهم وعاشوا معه في بابل ولعل هذا -كما قلنا- إكرامًا لدانيال.
وظيفته: احتياجاته المالية من مأكل وملبس وخلافه.
بدأ إكرام يهوياكين، فترك ثياب الذل التي لبسها في السجن ولبس ملابس تليق به كملك وكان يأكل مع الملوك والعظماء، على مائدة مرودخ، حتى نهاية حياة يهوياكين. وكانت تعطى له أيضًا كل احتياجاته، فعاش مكرمًا بقية حياته.
† إن صبرت على الضيقة مهما طالت، فالله قادر أن يحولها للخير، فتستفيد منها، ثم يرفعها عنك وتنال بركات كثيرة؛ لتظل تشكر الله كل أيامك.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
حياة إيليا |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير ملوك الثاني 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/kings2/chapter-25.html
تقصير الرابط:
tak.la/z4ax9rv