← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
الأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
(1) البداية الصالحة (ع1-3)
(2) ترميم الهيكل (ع4-16)
(3) رشوة ملك أرام ثم موت يوآش (ع17-21)
1 فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِيَاهُو، مَلَكَ يَهُوآشُ. مَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ ظَبْيَةُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. 2 وَعَمِلَ يَهُوآشُ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ الَّتِي فِيهَا عَلَّمَهُ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ، 3 إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ.
ع1:
ظبية: إمرأة من بئر سبع، زوجة أخزيا وأم يهوآش ملك يهوذا.ملك يهوآش على يهوذا في السنة السابعة لملك ياهو على إسرائيل. طالت مدة حكمه أربعون سنة وكانت عاصمة مملكته هي أورشليم. اسم أمه ظبية وهي من بئر سبع. وقد ذكر اسم أمه اهتمامًا واحترامًا لهذا الملك؛ لأجل بدايته الصالحة.
ع2: في كل المدة التي كان فيها يوآش تحت وصاية يهوياداع الكاهن، كان يعمل كل ما هو صالح.
†
الاستعانة بالمرشدين الروحيين تقود الإنسان إلى ما يرضى الرب. فلنلجأ إلى مرشدينا الروحيين، ينيرون لنا الطريق؛ حتى نصل إلى بر الأمان. فلا نتكبر ونرفض اللجوء إليهم فننحرف عن طريق الله.
ع3: لكن بقيت مشكلة المرتفعات وإن كان الشعب يذبح الذبائح ويقدم المحرقات، ليس لآلهة وثنية وإنما للإله الحقيقي يهوه.
في ذلك مخالفة للوصية، كما سبق أن ذكرنا، والتي حددت مكانًا واحدًا هو الهيكل لتقديم الذبائح عنده.
فتقديم الذبائح على المرتفعات مخالفة طقسية، أي تقديم الذبائح في غير مكانها ولكن ليست بقصد عبادة الأوثان. وأول الملوك الذين ابتدعوا هذه الفكرة هو سليمان (1 مل3: 2-4). أدى هذا إلى سقوط ابنه رحبعام في التقديم على المرتفعات، ليس لله ولكن للأوثان. وهنا تظهر أهمية طاعة الشريعة التي تحمينا من الانحراف عن الله. ولم يستطع ملوك يهوذا الصالحين، أن يزيلوا العبادة على المرتفعات مثل آسا ويهوشافاط (1 مل15: 14، 1 مل22: 43-44). أما الأشرار مثل آبيا ويهورام وأخزيا، فقد عبدوا للأوثان. حتى وصلنا إلى عهد حزقيا الملك الصالح، الذي استطاع أن يزيل المرتفعات ويمنع تقديم الذبائح عليها لله، أو للأوثان ولكن للأسف عادت ثانية في عهد ابنه منسى، ثم آمون، ثم ظهر أعظم ملوك يهوذا الذين ساروا مثل داود في عبادة الله وهو يوشيا الملك الصالح الذي لم يزل فقط المرتفعات، بل نجسها أيضًا بعظام الأموات، فلم يستطع مَن بعده من الملوك العبادة عليها.
4 وَقَالَ يَهُوآشُ لِلْكَهَنَةِ: «جَمِيعُ فِضَّةِ الأَقْدَاسِ الَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، الْفِضَّةُ الرَّائِجَةُ، فِضَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ النُّفُوسِ الْمُقَوَّمَةِ، كُلُّ فِضَّةٍ يَخْطُرُ بِبَالِ إِنْسَانٍ أَنْ يُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، 5 لِيَأْخُذَهَا الْكَهَنَةُ لأَنْفُسِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِهِ، وَهُمْ يُرَمِّمُونَ مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ، كُلَّ مَا وُجِدَ فِيهِ مُتَهَدِّمًا». 6 وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِلْمَلِكِ يَهُوآشَ لَمْ تَكُنِ الْكَهَنَةُ رَمَّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. 7 فَدَعَا الْمَلِكُ يَهُوآشُ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ وَالْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ؟ فَالآنَ لاَ تَأْخُذُوا فِضَّةً مِنْ عِنْدِ أَصْحَابِكُمْ، بَلِ اجْعَلُوهَا لِمَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ». 8 فَوَافَقَ الْكَهَنَةُ عَلَى أَنْ لاَ يَأْخُذُوا فِضَّةً مِنَ الشَّعْبِ، وَلاَ يُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. 9 فَأَخَذَ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ صُنْدُوقًا وَثَقَبَ ثَقْبًا فِي غِطَائِهِ، وَجَعَلَهُ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ عَنِ الْيَمِينِ عِنْدَ دُخُولِ الإِنْسَانِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. وَالْكَهَنَةُ حَارِسُو الْبَابِ جَعَلُوا فِيهِ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمُدْخَلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 10 وَكَانَ لَمَّا رَأَوْا الْفِضَّةَ قَدْ كَثُرَتْ فِي الصُّنْدُوقِ، أَنَّهُ صَعِدَ كَاتِبُ الْمَلِكِ وَالْكَاهِنُ الْعَظِيمُ وَصَرُّوا وَحَسَبُوا الْفِضَّةَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 11 وَدَفَعُوا الْفِضَّةَ الْمَحْسُوبَةَ إِلَى أَيْدِي عَامِلِي الشُّغْلِ الْمُوَكَّلِينَ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَأَنْفَقُوهَا لِلنَّجَّارِينَ وَالْبَنَّائِينَ الْعَامِلِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، 12 وَلِبَنَّائِي الْحِيطَانِ وَنَحَّاتِي الْحِجَارَةِ، وَلِشِرَاءِ الأَخْشَابِ وَالْحِجَارَةِ الْمَنْحُوتَةِ لِتَرْمِيمِ مَا تَهَدَّمَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَلِكُلِّ مَا يُنْفَقُ عَلَى الْبَيْتِ لِتَرْمِيمِهِ. 13 إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ لِبَيْتِ الرَّبِّ طُسُوسُ فِضَّةٍ وَلاَ مِقَصَّاتٌ وَلاَ مَنَاضِحُ وَلاَ أَبْوَاقٌ، كُلُّ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ مِنَ الْفِضَّةِ الدَّاخِلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، 14 بَلْ كَانُوا يَدْفَعُونَهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ، فَكَانُوا يُرَمِّمُونَ بِهَا بَيْتَ الرَّبِّ. 15 وَلَمْ يُحَاسِبُوا الرِّجَالَ الَّذِينَ سَلَّمُوهُمُ الْفِضَّةَ بِأَيْدِيهِمْ لِكَيْ يُعْطُوهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِأَمَانَةٍ. 16 وَأَمَّا فِضَّةُ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ وَفِضَّةُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ فَلَمْ تُدْخَلْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، بَلْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ.
الفضة الرائجة: المتداولة.
تظهر عظمة يوآش واستقامته في اهتمامه قبل كل شيء بترميم بيت الرب، فأمر الكهنة بجمع الفضة المستخدمة وقتذاك والتي تقدم إلى الهيكل بطرق مختلفة مثل:
ما يقدم عن نفوس الشعب وهو نصف الشاقل من الفضة (خر30: 11-16).
ما يقدم ثمنًا لبعض التقدمات، بدلًا عنها (لا27: 11، 12).
أية تبرعات اختيارية من الفضة.
وأمر يوآش أن تستخدم هذه الفضة في ترميم بيت الرب المتهدم، بعد إهماله في أيام الملوك الأشرار، يهورام وأخزيا وعثليا وخاصة عثليا، التي هدمت أجزاء من الهيكل (2 أى24: 7).
ع6: لكن الهيكل قد بقى دون ترميم حتى العام الثالث والعشرين من حكم يوآش؛ لأن الكهنة جمعوا الفضة ولكن أخذوها لأنفسهم ولم يرمموا الهيكل، فلم يكتفوا بسد احتياجاتهم من الفضة - وهذا ما تسمح به الشريعة - ولكنهم أخذوا كل الفضة وأهملوا ترميم بيت الرب وتنفيذ أوامر الملك وهذا يظهر محبتهم للمال وإهمالهم لله.
† إحترس من محبة المال، فهي أصل كل الشرور، تبدأ بسد احتياجاتك، ثم تنشغل بها وتهتم بالكماليات وتصير الكماليات ضروريات دون أن تدرى وينشغل قلبك بالمال، فيقل اهتمامك بعبادة الله. تمسك بنظام روحي في علاقتك مع الله، في صلاة وكتاب مقدس وعلاقة بالأسرار والتوبة؛ حتى لا تبتعد عن الله دون أن تدرى.
إستدعى الملك يهوآش يهوياداع رئيس الكهنة ومعه بقية الكهنة ولامهم على عدم قيامهم بترميم الهيكل. وأمرهم ألا يأخذوا شيئًا من الفضة الداخلة إلى بيت الرب وبالتالي فهم غير مسئولين عن ترميم هيكل الله، فوافقوا وأطاعوه.
ونرى هنا يقظة يوآش، في تأنيبه ليهوياداع معلمه وكل الكهنة التابعين له. فقد أتقن ما تعلمه من يهوياداع وتمسك به، حتى لو تهاون يهوياداع نفسه في محبته واهتمامه ببيت الرب.
ونجد أيضًا تحمل يوآش لمسئولية ترميم بيت الرب، إذ سيجمع الفضة ويستخدمها في الترميم، بعيدًا عن الكهنة.
†
كن يقظًا وتحمل مسئولياتك، حتى لو تهاون الآخرين المحيطين بك ولو كانوا أكبر منك؛ لأنك مسئول أمام الله وهو الذي سيحاسبك وفى نفس الوقت سيساعدك، إن كنت مدققًا في مسئولياتك أمامه.
ع9: أحضر يهوياداع صندوقًا، وثقب ثقبًا في غطائه ووضعه إلى يمين مذبح المحرقة، عند مدخل الهيكل، كان الكهنة حراس المدخل يضعون فيه كل النقود التي يقدمها المتبرعون من الشعب لهيكل الرب. وهنا نرى تعاون الكهنة واهتمامهم بتنفيذ أوامر يوآش الملك ولعل هذا يرجع إلى أمرين:
تأثر الكهنة بكلام يوآش وتوبتهم؛ لأنهم اهتموا باحتياجاتهم الخاصة أكثر من اهتمامهم ببيت الرب فعبروا عن توبتهم بوضع الفضة في الصندوق.
لعل يهوياداع تأثر وفرح في نفس الوقت بكلام تلميذه الملك يوآش، فشدد على الكهنة وأمرهم بالتعاون في تنفيذ أوامر الملك.
ع10-12: الكاهن العظيم: هو يهوياداع.
صروا وحسبوا: جمعوا الفضة وهي عبارة عن سبائك من الفضة محددة القيمة، كانت معروفة وقتذاك، فحسبوا قيمتها وجعلوها كل كمية في صرة ذات قيمة محددة.
كان كلما امتلأ الصندوق من الفضة، تحضر اللجنة المشكلة من كاتب الملك ورئيس الكهنة؛ لحصر ما بداخله من نقود؛ ليسلموها إلى المراقبين الموكلين للإشراف على أعمال الترميم؛ ليوفوا بها مستحقات النجارين والبنائين العاملين في الترميم وكذلك النحاتين، ولشراء الأخشاب والحجارة وكل نفقات الترميم الأخرى.
من هذا نفهم عدة أمور:
اهتمام يهوياداع وثقة الملك فيه، فهو وإن كان قد عاتبه، لكنه يثق في أمانته، فهو إن تهاون في التشديد على الكهنة لسد احتياجاتهم الضرورية فقط، لكنه هو نفسه كان يحيا حياته البسيطة وكان أمينًا في حياته الشخصية.
اهتمامه بوجود لجنة مكونة من إثنين؛ حتى لا يشك أحد من الشعب في الفضة المقدمة للهيكل، لأين تذهب؟ خاصة وأن أحدهما موثوق فيه تمامًا وهو يهوياداع رئيس الكهنة.
كان الهيكل قد أصيب بتهدمات وتخريب وإهمال كثير من الملوك السابقين؛ لانشغالهم بعبادة البعل، فاحتاج الأمر لعدد كبير من العمال المتخصصين في نواحى البناء المختلفة؛ لترميم الهيكل.
ع13، 14: طسوس: أوانى متسعة يوضع فيها الماء أو دم الذبائح.
مقصات: جمع مقص.
مناضح: أوانى صغيرة لرش الدم.
إهتم الملك وكل الموكلين منه بترميم بيت الرب أولًا ولم ينفقوا شيئًا من الفضة في استكمال الأوانى والأدوات اللازمة للهيكل، فهذا يمكن استكماله، بعد التأكد من سلامة وتكامل البناء. وهذا يبين حكمة الملك وعقله المنظم ويبين أيضًا أن البيت كان ينقصه الكثير من الأدوات؛ لأن الملوك الأشرار السابقين كانوا قد وزعوا أوانى الهيكل الذهبية وأعطوها لأعداء شعب الله (1 مل14: 26، 15: 18). وبعد أن أكمل ترميم البيت، استكمل أيضًا الأدوات الموجودة داخل الهيكل، كما نفهم من سفر أخبار الأيام (2 أى24: 14).
ع15:
كان معروفًا عن هؤلاء المراقبين الموكلين من الملك الأمانة التامة في التعامل بالأموال، فلم يطلب منهم تقديم كشف حساب عما أنفقوه على العمل في إصلاح الهيكل، إذ كان العمل كبيرًا جدًا ولم يتسع الوقت لتقديم كشوف حسابات بكل التفاصيل، فاعتمدوا على أمانتهم وهذا يبين محبة وأمانة الشعب، التي قد تفوق الكهنة أحيانًا.
ع16: لم يهمل الملك يوآش العادل احتياجات الكهنة الشخصية، فخصص لهم الفضة الخاصة بذبيحة الخطية وذبيحة الإثم ونرى من هذا أمرين:
بركة الرب الكبيرة، عندما اهتم يوآش بترميم البيت، فكانت الفضة كثيرة، تكفى احتياجات الكهنة وترميم البيت.
مبالغة الكهنة قديمًا في احتياجاتهم أكثر مما ينبغى، كما ذكرنا سابقًا، قبل أن يأمرهم يوآش بترك جمع الفضة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 حِينَئِذٍ صَعِدَ حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ وَحَارَبَ جَتَّ وَأَخَذَهَا، ثُمَّ حَوَّلَ حَزَائِيلُ وَجْهَهُ لِيَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 18 فَأَخَذَ يَهُوآشُ مَلِكُ يَهُوذَا جَمِيعَ الأَقْدَاسِ الَّتِي قَدَّسَهَا يَهُوشَافَاطُ وَيَهُورَامُ وَأَخَزْيَا آبَاؤُهُ مُلُوكُ يَهُوذَا، وَأَقْدَاسَهُ وَكُلَّ الذَّهَبِ الْمَوْجُودِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَهَا إِلَى حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فَصَعِدَ عَنْ أُورُشَلِيمَ. 19 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 20 وَقَامَ عَبِيدُهُ وَفَتَنُوا فِتْنَةً وَقَتَلُوا يُوآشَ فِي بَيْتِ الْقَلْعَةِ حَيْثُ يَنْزِلُ إِلَى سَلَّى. 21 لأَنَّ يُوزَاكَارَ بْنَ شِمْعَةَ وَيَهُوزَابَادَ بْنَ شُومِيرَ عَبْدَيْهِ ضَرَبَاهُ فَمَاتَ، فَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَمَصْيَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
ع17:
جت: أحد مدن الفلسطينيين الخمس الكبرى وتقع جنوب مملكة يهوذا وبجوار البحر الأبيض وهي مدخل لمملكة يهوذا.أرام: سوريا الحالية.
عاش يوآش مستقيمًا يعبد الله طوال حياة يهوياداع رئيس الكهنة. وبعد موت يهوياداع تأثر بكلام رؤساء يهوذا، كما يخبرنا سفر أخبار الأيام الثاني (2 أى24: 15-21)، فترك الرب وعبد الأوثان وعندما نبهه زكريا الكاهن ابن يهوياداع، اغتاظ منه ورجمه وصلى زكريا عند موته طالبًا قضاء الله، فتدخل الله وجعل حزائيل ملك أرام يهاجمه، فبعد استيلائه على جت، تقدم نحو أورشليم وهذا كان تأديبًا من الرب؛ لأجل شر يوآش.
من هذا يظهر ضعف شخصية يوآش، فقد عاش مع الله بسبب إرشاد يهوياداع ولكن بعد موته، انقاد - بمشورة رؤساء يهوذا - لعبادة الأوثان.
†
كن ثابتًا في علاقتك مع الله، ملتزمًا بنظام روحي لا يتزعزع، حتى وإن أبعدتك الظروف عن أبوك، أو مرشدك الروحي، فلا تهتز وثابر في جهادك وثق في معونة الله التي ستساندك.
ع18: أراد يهوآش أن يجنب أورشليم الدمار والخراب، الذي كان على وشك أن يلحق بها عند غزو حزائيل لها، فقرر رشوته بالمال. فأخذ كل ما خصصه آباءه لخدمة الأقداس: ما قدمه يهوشافاط ويهورام وأخزيا، كذلك كل الذهب المحفوظ في خزائن الهيكل وخزائن القصر الملكى وسلمها لحزائيل، الذي ارتضى بها ثمنًا لرجوعه عن غزو أورشليم، أي أعطاه كل الذهب والفضة الموجودة في بيت الرب.
ونلاحظ أن يوآش، نتيجة اهماله لعبادة الله، لم يفكر أن يلتجئ إليه؛ لينقذه من يد حزائيل. واعتمد على عقله في تقديم المال، مع أنه ليس ماله الشخصى، بل مال الله والله سمح بتراجع حزائيل عن أورشليم تقديرًا لصلاح يوآش في حياته الأولى، أيام يهوياداع، أي اكتفى بتأديب محدود ليوآش. وأدبه أيضًا بأمراض كثيرة (2 أى24: 25) وهكذا صار يؤآش ضعيفًا لا يستطيع أن يقاوم أعداءه ومصاب بالأمراض؛ لأنه ابتعد عن الله وفقد مساندته.
ع19: بقية أعمال يوآش وكل أحداث فترة ملكه، مدونة في "سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا وهو غير سفر أخبار الأيام الموجود في الكتاب المقدس.
ع20: كانت نهاية يوآش نهاية مأساوية، فقد تمرد عليه بعض رجاله وقتلوه في "بيت القلعة"، التي بناها سليمان كان يوآش نازلًا، عند الطريق المؤدى إلى مدينة سلى.
ع21: يوزاكار بن شمعة: هو نفسه زاباد في (2 أى24: 26) ابن امرأة عمونية وأحد الإثنين الذين اشتركا في اغتيال يوآش.
يهوزاباد بن شومير: أحد رجال يوآش الذين قتلاه.
اغتاله إثنان من رجاله، هما يوزاكار بن شمعة ويهوزاباد بن شومير، دفن مع آبائه في مدينة داود وتولى العرش بعده ابنه أمصيا.
ونجد هنا نهاية لمن يبدأ حسنًا، ثم ينحرف عن الله، فلم يقابل مشاكل فقط، بل خانه عبداه وقتلاه؛ لأنه إن كان الملك بعيدًا عن الله، يعبد الأوثان، فكذلك يصبح عبيده، من السهل أن يكونوا عابدى أوثان، ليس لهم مبادئ، فيقتلا الملك. ولأجل انحرافه عن الله لم يدفن في قبور الملوك، بل دفن فقط في مدينة داود. كل هذا كان انتقامًا وتأديبًا من الله لدم زكريا بن يهوياداع الكاهن البرئ.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير ملوك الثاني 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/kings2/chapter-12.html
تقصير الرابط:
tak.la/fnf2s6h