St-Takla.org Image: King Ahaz (735-715 AD) became King of Judah at the age of 20. He turned his back on God to worship Baal and other false gods instead. Others in the nation followed his wicked example. - 2 Chronicles, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: تولى آحاز الملك (735-715 ق. م.) على اليهودية في سن الـ20، ولكنه انحاز عن عبادة الله لعبادة آلهة غريبة، وتبعه آخرين - صور سفر أخبار الأيام الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ع3، 4: للأسف اقتدى آحاز بملوك إسرائيل، الذين عبد جميعهم الأوثان ولم يقتدِ بأبيه وجده الصالحين، فعبد ملوك إله بنى عمون وقدم بنيه محرقات لهم وليس مجرد ابن واحد، كما هو مذكور هنا؛ لأن سفر أخبار الأيام يذكر أنه قدم أكثر من ابن (2 أخ28: 3) وعبد آلهة سكان الأرض الأصليين، الوثنيين، الذين طردهم الله على يد يشوع وقدم للآلهة الوثنية ذبائح على المرتفعات والتلال وتحت الأشجار الخضراء التي خصصوها؛ لعبادة الآلهة الوثنية، أي أنه تمادى في عبادة الآلهة الكثيرة الوثنية. وذكره كل شجرة خضراء يبين مدى انتشار عبادة الأوثان في عصر آحاز، فقد أضل شعبه وقادهم في عبادة الأصنام.

ولعل السبب في تمادى آحاز في عبادة الأوثان، هو خوفه من تحالف رصين ملك آرام وفقح بن رمليا ملك إسرائيل واستعدادهم لمحاربته، فبدلًا من أن يلتجئ إلى الله، التجأ إلى الآلهة الوثنية بكثرة، ومع أن أشعياء النبى طمأنه، أنه إن آمن بالله لن يصيبه ضرر (اش7: 4-16). وأن هذين الملكين سيموتا وتخلى أراضيهم ولكنه لم يؤمن وعاش في الخوف وعبادة الأوثان.

وكذلك وبخه ميخا النبي (مى6: 6-8)؛ لأنه قدم أبناءه محرقات للإله مولك ولكنه لم يتب.

ع6: أثناء غزوات رصين ملك آرام على مملكة يهوذا، استطاع الاستيلاء على آيلة، وهي ميناء هام على خليج العقبة من جهة الشمال وهي إيلات الحالية وطرد اليهود منها وأسكن الآراميين فيها.

ع7: إغتاظ آحاز وخاف من غزوات آرام وإسرائيل وبدلًا من الاتكال على الله، أرسل إلى ملك آشور يستنجد به؛ ليحميه من ملكى آرام وإسرائيل.

ووافق هذا أطماع آشور للاستيلاء على كل البلاد المحيطة، فشجعه طلب آحاز أن يستولى على مملكة إسرائيل وعلى آرام وبهذا تم سبى مملكة إسرائيل، فشرور آحاز كانت سببًا في سبى المملكة الشمالية. ويظهر ضعف آحاز في قوله لملك آشور أنا عبدك وابنك، فهو يعلن خضوعه الكامل له. ولم يذكر التاريخ أن آحاز ضمن قائمة من دفعوا الجزية لملك أشور، وهذا معناه أنه كان مستعبدًا بالكامل له.

ع8: إعلانًا من آحاز خضوعه لملك أشور، أخذ الفضة والذهب التي في بيت الرب وأرسلها هدية لملك أشور؛ ليرضى عنه ويحميه. وهذا يؤكد بوضوح اعتماد آحاز على قوى العالم وعدم إيمانه بالله، حتى أنه يسلب بيت الرب، ليرضى ملك أشور الوثني وبهذا عطل الخدمة في بيت الرب، فهو يشجع وينشر عبادة الأوثان ويغلق بيت الرب ويوقف عبادته.

انتهز ملك أشور الفرصة ليحقق أطماعه، فاستجاب لدعوة آحاز، ليس حبًا فيه، بل تحقيقًا لأغراضه بالاستيلاء على العالم المحيط به، فقتل رصين واستولى على دمشق عاصمة الأراميين.

ع11: نفذ أوريا الكاهن كل ما طلبه آحاز وبنى مذبحًا طبقًا للتصميمات المرسلة إليه من آحاز الملك. وأتم بناءه قبل عودة الملك من دمشق. وهذا يظهر ضعف رئيس الكهنة أوريا وتهاونه في حق الله وبيته إرضاء للملك. وهذا يبين أيضًا ضعف عبادة الله والقيادة الكهنوتية في أيام آحاز وضلال الشعب وراء الآلهة الغريبة. ونتعجب أمام إيمان نعمان السريانى الذي أخذ ترابًا من أرض إسرائيل؛ لإقامة مذبحًا للرب في دمشق، أما آحاز اليهودي الغير مؤمن بالله، فيقيم مذبحًا على مثال المذابح الوثنية في بيت الرب.

ع12، 13: عندما عاد آحاز من دمشق رأى المذبح العظيم، الذي كلف أوريا الكاهن ببنائه، فأعجب به. وبكبرياء تتطاول على الكهنوت، فتقدم بنفسه؛ ليقدم ذبيحة سلامة ورش بنفسه دمها على هذا المذبح، بعد أن قدم تقدمته على هذا المذبح وسكب عليها سكيبه من الخمر. وهو هنا قد أخطأ في أمرين:

1. إغتصابه الكهنوت في تقديمه الذبيحة.

2. عمل مذبح مخالف لوصايا الله، أقامه على مثال مذابح الوثنيين، بل أقامه بدلًا من مذبح الله النحاسى ورفع الآخر ووضعه جانبًا كما سنرى في (ع14).

ع14: أقام آحاز المذبح العظيم الجديد أمام بيت الرب، الذي هو من جهة الشرق وكان أمامه المذبح النحاسى، ثم البحر الذي يغتسل فيه الكهنة، ثم القدس وقدس الأقداس، فلكيما يكون المذبح الجديد هو المذبح الأساسى ولتقديم ذبائح بني إسرائيل عليه، أمر آحاز برفع المذبح النحاسى ونقله جانبًا إلى جهة الشمال، أي على يمين الداخل إلى بيت الرب، فهو مخالفة طقسية واضحة، تعنى اهتمام آحاز بإرضاء ملك أشور، بدلًا من إرضاء الرب.

ع15، 16: أمر الملك آحاز أوريا الكاهن أن يقدم محرقة الصباح والتقدمة المسائية والمحرقة المقدمة من الملك وتقدمته ومعها محرقة الشعب وتقدمتهم وسكائب خمرهم، على المذبح، الذي أسماه بالمذبح العظيم. وخُصص لرش دم كل محرقة، أو ذبيحة. أما مذبح النحاس فيكون مخصصًا للملك، حين يريد سؤال الرب في موضوع ما. وهذا يعنى محاولة آحاز التخلص من المذبح النحاسى، بأن وضعه جانبًا وقال إن أردت أن اسأل الله في شيء، فسأستخدم هذا المذبح وهو في الحقيقة يريد التخلص من هذا المذبح ولكن بعد حين؛ حتى لا يثير الكهنة والشعب، فنفذ أوريا الكاهن كل ما طلبه الملك آحاز.

ع17: بعد أن أخذ آحاز الذهب والفضة الذي في بيت الرب وأهملت العبادة فيه واستبدل المذبح النحاسى بمذبحه العظيم، شعر بعدم أهمية البحر النحاسى، الذي يغتسل فيه الكهنة قبل دخولهم إلى القدس وعدم أهمية المراحض العشرة، التي أقامها سليمان، لغسل الذبائح فيها، فهو عمومًا غير مهتم بالعبادة في بيت الرب بل يهتم بكل عبادة الأوثان في مدينة أورشليم؛ لذا أخذ الأتراس النحاسية، التي ترتكز عليها المراحض ووضع المراحض على الأرض. وأخذ أيضًا الثيران النحاسية الإثنى عشر، التي يستند عليها البحر؛ لعله كان يريد استغلال نحاسها. ووضع البحر على صف من الحجارة. والخلاصة هو أن آحاز احتقر بيت الرب وفكر في مصلحته واقتناء النحاس؛ ليفيده في تكاليف مملكته.

ع18: كان هناك في بيت الرب قاعة كبيرة، يجتمع فيها الشعب يوم السبت للعبادة، فإذ أهمل آحاز تقديس يوم السبت وعبادة الله في هيكله، أزال هذه القاعة، أي الرواق. وكان هناك مدخلًا خاصًا للملك من بيته إلى هيكل الله، فأزاله أيضًا؛ لأنه لا يريد عبادة الله في هيكله كل هذا إرضاء لملك أشور، فيعلن بهذا آحاز له، أنه قد أهمل عبادة الله ويعبد آلهة الأشوريين، التي أقام لها مذابحًا في كل أنحاء أورشليم.

وقد سمح الله أن يموت هذا الملك صغيرًا، إذ قد مات وعمره ستة وثلاثين عامًا، حتى تتخلص يهوذا من شروره الكثيرة.