← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
(1) استرجاع الشونمية لأرضها (ع1-6)
(2) حزائيل يستولي على عرش آرام (ع7-15)
(3) تملك يهورام على يهوذا (ع16-24)
(4) تملك أخزيا على يهوذا (ع25-29)
1 وَكَلَّمَ أَلِيشَعُ الْمَرْأَةَ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا قَائِلًا: «قُومِي وَانْطَلِقِي أَنْتِ وَبَيْتُكِ وَتَغَرَّبِي حَيْثُمَا تَتَغَرَّبِي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بِجُوعٍ فَيَأْتِي أَيْضًا عَلَى الأَرْضِ سَبْعَ سِنِينٍ». 2 فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ وَفَعَلَتْ حَسَبَ كَلاَمِ رَجُلِ اللهِ، وَانْطَلَقَتْ هِيَ وَبَيْتُهَا وَتَغَرَّبَتْ فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَ سِنِينٍ. 3 وَفِي نِهَايَةِ السِّنِينِ السَّبْعِ رَجَعَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَخَرَجَتْ لِتَصْرُخَ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. 4 وَكَلَّمَ الْمَلِكُ جِيحْزِيَ غُلاَمَ رَجُلِ اللهِ قَائِلًا: «قُصَّ عَلَيَّ جَمِيعَ الْعَظَائِمِ الَّتِي فَعَلَهَا أَلِيشَعُ». 5 وَفِيمَا هُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمَلِكِ كَيْفَ أَنَّهُ أَحْيَا الْمَيْتَ، إِذَا بِالْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا تَصْرُخُ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. فَقَالَ جِيحْزِي: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، هذِهِ هِيَ الْمَرْأَةُ وَهذَا هُوَ ابْنُهَا الَّذِي أَحْيَاهُ أَلِيشَعُ». 6 فَسَأَلَ الْمَلِكُ الْمَرْأَةَ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ ذلِكَ، فَأَعْطَاهَا الْمَلِكُ خَصِيًّا قَائِلًا: «أَرْجِعْ كُلَّ مَا لَهَا وَجَمِيعَ غَلاَّتِ الْحَقْلِ مِنْ حِينِ تَرَكَتِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ».
ع1:
مازال أليشع يقدر معروف المرأة الشونمية التي استضافته في بيتها، فبعد أن أعطاها ابنًا، ثم أقامه من الأموات، الآن يخصها بنعمة، إذ يخبرها بجوع سيأتى على أرض كنعان لمدة سبع سنوات. وأرشدها أن تتغرب في أحد البلاد، غالبًا كان زوجها قد مات، فكان عليها أن تقود بيتها، أي ابنها وعبيدها وتذهب إلى أي مكان لا يكون فيه مجاعة.يلاحظ أن هذا الجوع كان جوعًا سائدًا على أرض كنعان وهو غير الجوع المحدود الذي حدث في السامرة، عندما حاصرها الآراميون، فالمشكلة أكبر وستطول لمدة سبع سنوات، لذا اهتم الله بإعالة أولاده أثناءها. ولعل هذا كان تأديبًا من الله؛ ليتوب شعبه ويرجع عن عبادة الأوثان.
واهتمام أليشع أن يرشد الشونمية لتتغرب كان ضروريًا؛ لأن الشونمية كانت غالبًا أرملة وغنية وفى المجاعات تحدث فوضى ونهب للممتلكات وقتل، فكانت الشونمية معرضة -بسبب غِناها- أن تقتل وتنهب ممتلكاتها.
† إن عطايا الله كثيرة لأولاده الخصوصيين، فيهتم بهم أكثر من باقي الناس؛ ليتكلوا عليه ويتفرغوا لمحبته. فلا تهتم بالغد وثق أن الله سيدبره لك وعش اليوم مع الله في صلوات وتأملات، فتتمتع به؛ لأنه يحبك.
ع2: أطاعت الشونمية أمر أليشع؛ لأنها تؤمن بكلام الله على فم نبيه، فذهبت إلى أرض فلسطين، والتي تقع جنوب بلاد اليهود ولم تتعرض للمجاعة، لذا وافق أليشع أن تتغرب هناك.
ع3: بعد انتهاء السنوات السبع، عادت المرأة إلى وطنها من أرض الفلسطينيين، التي كانت قد لجأت إليها خلال المجاعة، ولكنها فوجئت باستيلاء آخرين على ممتلكاتها: البيت والحقل. فلجأت شاكية إلى الملك.
ع4:
في ذلك الوقت كان الملك قد استدعى جيحزى خادم أليشع وطلب منه أن يحكى له عن جميع المعجزات، التي تمت على يد أليشع. ويفهم من هذا أمران:أن الملك كان يعلم أن قوة الله في أليشع، فأظهر اهتمامه بسماع قصص معجزاته وإن كان لا ينفذ تعاليم اليشع وما زال يعبد الأوثان ولا يطيع وصايا الله، فهو يمثل الإنسان الذي يرغب أن يعرف معلومات عن الله ولكن لا يخضع لها.
أن جيحزى كان قريبًا من الملك، فهو إما أن يكون الملك قد استدعاه قبل أن يأتي عليه برص نعمان، أي أن يصاب البرص، أو يكون قد حاول إكرامه بعد تبشيره بمعسكر الآراميين والغنائم. ويظهر من قصص جيحزى أنه استفاد من تلمذته لأليشع، فهو يعلّم الآن ويبشر بكلام الله.
ع5: يظهر تدبير الله العجيب، الذي جعل الملك يستدعى جيحزى، ليسمع منه معجزات أليشع، ثم يحكى جيحزى بعض المعجزات، فينجذب قلب الملك إلى محبة أليشع وأعماله، ثم يقص قصة الشونمية وإقامة ابنها، ثم يسمح الله أن تأتى الشونمية إلى الملك في هذا الوقت؛ لتستنجد به لينقذها ويعيد لها أرضها وممتلكاتها المغتصبة، التي استولى عليها الناس في فترة ابتعادها عنها، مدة سبع سنوات. فكان الملك مشتاقًا ومتعلقًا بالقصة وزاد تعلقه بأن جيحزى عندما دخلت المرأة الشونمية؛ لتصرخ إلى الملك، حتى ينقذها قال للملك إن هذه هي المرأة التي أحكى لك عنها وهذا هو ابنها الذي مات وأقامه أليشع، ففرح الملك وأصبح مشتاقًا لمعرفة تفاصيل أكثر من صاحبة القصة ومستعدًا للاستجابة لأى طلب تطلبه، من أجل إعجابه بإيمانها ومحبتها وكرمها.
ع6: طلب الملك من المرأة أن تحكى له قصتها مع أليشع، فسردت له تفاصيل أكبر زادت إعجابه بها وبأليشع وأصبح مستعدًا لتحقيق كل طلباتها، عندما استمع لمشكلتها واغتصاب أرضها، فأسرع ليعيد إليها حقوقها وأعطاها أحد عبيده، وهو من الخصيان العاملين عنده، ليعيد إليها - بأمر الملك - أرضها وكل ممتلكاتها، بل وأيضًا جميع المحاصيل التي أعطتها الأرض طوال السبع سنوات، أو ما يقابلها من الفضة والذهب ومن هذا نرى بضعة أمور:
الله أعطى المرأة أكثر مما طلبت، فقد طلبت الأرض والله يعطيها المحاصيل أيضًا طوال السبع سنوات.
الملك أداة في يد الله يعمل بها ما يريد لصالح أولاده (أم21: 1).
الأرض كانت تنتج أثناء المجاعة ولكن إنتاجًا ضعيفًا لا يكفى لقوت الناس. ومعنى هذا أن الشونمية كانت معرضة لهجوم الناس عليها؛ لأخذ إنتاج أرضها والإساءة إليها والله أنقذها بتغربها في فلسطين.
7 وَجَاءَ أَلِيشَعُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ مَرِيضًا، فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ جَاءَ رَجُلُ اللهِ إِلَى هُنَا». 8 فَقَالَ الْمَلِكُ لِحَزَائِيلَ: «خُذْ بِيَدِكَ هَدِيَّةً وَاذْهَبْ لاسْتِقْبَالِ رَجُلِ اللهِ، وَاسْأَلِ الرَّبَّ بِهِ قَائِلًا: هَلْ أَشْفَى مِنْ مَرَضِي هذَا؟». 9 فَذَهَبَ حَزَائِيلُ لاسْتِقْبَالِهِ وَأَخَذَ هَدِيَّةً بِيَدِهِ، وَمِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ دِمَشْقَ حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلًا، وَجَاءَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «إِنَّ ابْنَكَ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلًا: هَلْ أُشْفَى مِنْ مَرَضِي هذَا؟» 10 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «اذْهَبْ وَقُلْ لَهُ: شِفَاءً تُشْفَى. وَقَدْ أَرَانِي الرَّبُّ أَنَّهُ يَمُوتُ مَوْتًا». 11 فَجَعَلَ نَظَرَهُ عَلَيْهِ وَثَبَّتَهُ حَتَّى خَجِلَ، فَبَكَى رَجُلُ اللهِ. 12 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «لِمَاذَا يَبْكِي سَيِّدِي؟» فَقَالَ: «لأَنِّي عَلِمْتُ مَا سَتَفْعَلُهُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الشَّرِّ، فَإِنَّكَ تُطْلِقُ النَّارَ فِي حُصُونِهِمْ، وَتَقْتُلُ شُبَّانَهُمْ بِالسَّيْفِ، وَتُحَطِّمُ أَطْفَالَهُمْ، وَتَشُقُّ حَوَامِلَهُمْ». 13 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «وَمَنْ هُوَ عَبْدُكَ الْكَلْبُ حَتَّى يَفْعَلَ هذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ؟» فَقَالَ أَلِيشَعُ: «قَدْ أَرَانِي الرَّبُّ إِيَّاكَ مَلِكًا عَلَى أَرَامَ». 14 فَانْطَلَقَ مِنْ عِنْدِ أَلِيشَعَ وَدَخَلَ إِلَى سَيِّدِهِ فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا قَالَ لَكَ أَلِيشَعُ؟» فَقَالَ: «قَالَ لِي إِنَّكَ تَحْيَا». 15 وَفِي الْغَدِ أَخَذَ اللِّبْدَةَ وَغَمَسَهَا بِالْمَاءِ، وَنَشَرَهَا عَلَى وَجْهِهِ وَمَاتَ، وَمَلَكَ حَزَائِيلُ عِوَضًا عَنْهُ.
ع7: ذهب أليشع إلى دمشق؛ ليتمم ما أمر الله به إيليا في (1 مل19: 15) وهو مسح حزائيل ملكًا على آرام. وإن كان لم يمسحه ولكن أعلن له أنه سيكون ملكًا؛ لأن حزائيل سيصير ملكًا أمميًا ويضطهد شعب الله، فكان حضور أليشع؛ ليقابل حزائيل ويحذره مما سيفعله. فالله يحذر جميع البشر الأبرار والأشرار، حتى يكون الكل بلا عذر أمامه إن فعلوا الشر وليعطى الكل فرصة للتوبة.
كان أليشع رجل الله ظاهرًا وليس مختفيًا، فعندما وصل إلى دمشق علم الملك بنهدد بوصوله. وكان بنهدد هو اسم عام لملوك آرام ومعناه عابد الشمس. ولكن بنهدد هذا كان هو الذي أرسل نعمان إلى أليشع؛ ليشفيه وهو أيضًا الذي حاصر السامرة فكان شريرًا ولكنه يعلم بقوة أليشع ولأنه كان مريضًا في ضعف، كان مشتاقًا أن يشفيه رجل الله، أو على الأقل يتنبأ له بالشفاء.
ع8: أمر الملك بنهدد أحد قواده - وهو حزائيل - أن يأخذ هدية ويذهب للترحيب بأليشع ويطلب منه أن يسأل الرب إن كان هو - أي بنهدد - سيشفى من مرضه ويستعيد صحته.
ولعل بنهدد أراد بهذه الهدية إكرام أليشع ليتنبأ بشفائه ونسى أن هذا هو رجل الله الذي لا يتكلم إلا بكلام الله ولا يتأثر بهدايا، إذ لم يقبل هدايا نعمان الذي شفاه.
من العجيب أن بنهدد الملك الوثني يسأل الله عن طريق أليشع نبيه، بينما أخزيا ملك إسرائيل يسأل بعل زبوب؛ ليتنبأ له بالشفاء؛ ولذا جاء عليه القضاء الإلهي بالموت، فمات أخزيا أيام أيليا (2 مل1: 2).
ع9: نفذ حزائيل أمر الملك بنهدد وجمع من كل الخيرات التي تشتهر بها دمشق ووضعها على أربعين جملًا وجاء إلى أليشع، موصلًا له رسالة الملك وطالبًا منه أن يخبره، إن كان هو - أي بنهدد - سيشفى من مرضه أم لا.
وإرسال هذه الهدية الكبيرة المحمولة على أربعين جملًا تعنى الآتي:
غنى الملك بنهدد وقوته.
تقديره لأليشع، خاصة وأنه ناداه واعتبره أبًا له، إذ قال ابنك بنهدد، كما يناديه ملوك إسرائيل. وهذا إكرام عظيم لنبى الله ولكن للأسف لم يكن مصحوبًا بالإيمان بالله وتغيير سلوكه؛ لأنه ما زال يعبد الأوثان، بل ويضطر نعمان قائد جيشه أن يشاركه هذه العبادة.
ع10: أخبر أليشع حزائيل بإجابة الله على سؤال بنهدد في أمر شفائه، بأن الله يخبره أنه سيشفى ولكن أليشع أكمل كلامه بأن بنهدد سيموت، ليس من المرض ولكن بسبب آخر، سنعلمه من الآيات التالية، إذ سيقتله حزائيل (ع15).
ع11: بعد أن أخبر أليشع حزائيل بإجابة الله، نظر أليشع إلى حزائيل نظرة قوية وفاحصة واستمر مدة ينظر إليه، شعر أثناءها حزائيل بقوة رجل الله وأنه عالم خفايا القلوب بقوة الله، أي علم قسوة قلبه ونيته أن يقتل الملك بنهدد ليملك مكانه، حتى أن حزائيل خجل؛ لأن نواياه الشريرة قد انفضحت أمام أليشع.
وبعد هذا بكى أليشع، فتعجب جدًا حزائيل وخاف وتساءل، لماذا يبكى رجل الله القوى؟
ع12: سأله حزائيل عن سبب بكائه، فأخبره بالسبب، وهو أنه بروح النبوة علم ما سيحدث في مستقبل الأيام، وعن الشر الذي سيلحق بإسرائيل، على يدى حزائيل، حين يحرق حصونهم بالنار ويقتل جنودهم بالسيف ويقضى على أطفالهم ويشق بطون حواملهم.
تظاهر حزائيل بالاتضاع والخضوع لأليشع ونفى عن نفسه أن يسئ في يوم من الأيام إلى بني إسرائيل، بل وصف نفسه بأنه حقير، مثل الكلب وأنه أقل من أن يفعل هذه الشرور العظيمة. ولكن قلبه كان في الحقيقة قاسيًا أنانيًا يحب نفسه ويكره شعب الله ولكنه يخاف رجل الله أليشع.
أما أليشع فاستكمل تحذيره لحزائيل، بأن قال له نبوة أنه سيصير ملكًا على آرام ويستخدم سلطانه وجيشه لعمل هذه الفظائع.
† إن إنذارات الله متوالية ومستمرة لتحذرك من الشر، فلا تستهن بها وترفض كلام الله، بل ارجع إليه بالتوبة فتربح نفسك.
ع14: رجع حزائيل من عند أليشع إلى قصر سيده بنهدد، الذي بادره على الفور بالسؤال عما أعلمه به أليشع. فأجابه إجابة موجزة قائلًا، إنه سيشفى من مرضه ولم يخبره بباقى النبوة، أنه سيموت بعد شفائه. فكان حزائيل كاذبًا؛ لأن نصف الحقيقة لم يكن هو الحقيقة.
ع15: لبدة: قطعة من الصوف تستخدم، إما كلحاف، أو سجادة.
يبدو أن بنهدد بدأ في اليوم التالي يتعافى ويشفى من مرضه، كما تنبأ له أليشع، فشعر حزائيل أن بنهدد لن يموت؛ فتقدم بوحشية وخيانة وأخذ اللبدة وغمسها في الماء ووضعها على وجه بنهدد الضعيف الجسد، بسبب المرض، وكتم أنفاسه، فاللبدة المبتلة تساعد على عدم وجود الهواء، فمات فعلًا بنهدد، ثم أعلن حزائيل أن الملك قد مات، كأنه مات من مرضه ونصب نفسه ملكًا على أرام، إذ كان قائدًا حربيًا له سلطانه، فاستطاع بواسطة الجنود التابعين له إعلان نفسه ملكًا.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
16 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. 17 كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِي سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ. 18 وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 19 وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِهِ، كَمَا قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ سِرَاجًا وَلِبَنِيهِ كُلَّ الأَيَّامِ. 20 فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا وَمَلَّكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَلِكًا. 21 وَعَبَرَ يُورَامُ إِلَى صَعِيرَ وَجَمِيعُ الْمَرْكَبَاتِ مَعَهُ، وَقَامَ لَيْلًا وَضَرَبَ أَدُومَ الْمُحِيطَ بِهِ وَرُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ. وَهَرَبَ الشَّعْبُ إِلَى خِيَامِهِمْ. 22 وَعَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. 23 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُورَامَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 24 وَاضْطَجَعَ يُورَامُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَخَزْيَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
ملحوظة: في هذه الأعداد التسع من 16-24 وصف مختصر لفترة حكم يهورام ملك يهوذا. ويوجد تفصيل أكثر لفترة حكم هذا الملك في سفر أخبار الأيام الثاني أصحاح 21 بأكمله، أي من الأعداد 1 حتى 20.
ع16: ويلاحظ أن يهورام ملك يهوذا ملك في السنة الخامسة للملك يورام (يهورام) ملك إسرائيل. ولكن في هذا السفر (2 مل 1: 17) يخبرنا أن يورام ملك إسرائيل ملك في السنة الثانية ليهورام ملك يهوذا وهذا التناقض الظاهرى تفسيره، أن الملك يهوشافاط والد يهورام ملك يهوذا، عندما خرج للحرب مع آخاب؛ لاسترداد راموت جلعاد من الأراميين، أعطى الوصاية لإبنه يهورام على المملكة؛ لأنه لا يعرف إن كان سيرجع حيًا أم لا، وعندما عاد حيًا ملك مع ابنه يهورام. وبعد سنتين من إقامة يهورام ملكًا على يهوذا مع أبيه، ملك يورام على مملكة إسرائيل وبعد خمس سنوات من ملكه، أعطى يهوشافاط المُلك كله، أي الوصاية الكاملة، لابنه يهورام، أي صار ملكًا وحده على المملكة وهذا معناه أنه ملك بالكامل بعد خمس سنوات من ملك يورام ملك إسرائيل.
هذا معناه أن يهورام ملك يهوذا ملك سبع سنوات مع أبيه، ثم نال الملك بمفرده على المملكة وكان وقتذاك يهوشافاط ما زال حيًا.
تشابه الأسماء بين الملوك سببه أن يهورام ملك يهوذا تزوج ابنة أخاب. وكانت هناك علاقة بين يهوشافاط وأخاب وكمجاملة سياسية دعوا أبناءهم بنفس الأسماء. وأيضًا يهورام ملك يهوذا دعى ابنه أخزيا وهو الابن الثاني الذي ملك قبل يهورام ملك إسرائيل وهو خال أخزيا ملك يهوذا.
سلسلة أنساب ملوك يهوذا وإسرائيل في هذه الفترة.
يهوشافاط | آخاب | |||||
↓ | ↓ | |||||
يهورام (زوج عثليا) | ↓ | ↓ | ↓ | |||
↓ | أخزيا | يهورام |
عثليا وتُنْسَب إلى عُمري جدها (ع26). |
|||
أخزيا |
ع17: كان سن يهورام ملك يهوذا اثنين وثلاثين سنة، حين ملك بمفرده ودام ملكه ثمانى سنوات. وكانت عاصمة ملكه هي أورشليم.
ع18: سار الملك يهورام في الشر، أي عبادة الأوثان والشهوات الشريرة، مثل ملوك إسرائيل، الذين كان أكثرهم شرًا آخاب الملك وزوجته الشريرة إيزابل؛ لأن زوجة يهورام ملك يهوذا كانت عثليا ابنة آخاب، فأثرت عليه وجعلته يسلك في الشر.
إن يهوشافاط ظن أنه باتحاده مع آخاب ملك إسرائيل يزداد قوة ولكنه للأسف ضعف؛ لقلة بركة الله معه وفساد نسله، بسبب مصاهرتهم لبيت آخاب. فالقوة في العلاقة مع الله وليس مع الأشرار.
† دقق في علاقاتك الخاصة وأهمها الزواج ويليها الأصدقاء، فهي تؤثر عليك قطعًا، فينبغى أن يكون هؤلاء الأشخاص لهم علاقة مع الله؛ ليساعدوك في حياتك الروحية وإلا فإن معاشراتهم هي معاشرة ردية، تفسد حياتك وتبعدك عن الله.
ع20: رغم شر يهورام ملك يهوذا الكثير جدًا، لم يفنِ الله مملكة يهوذا الذين أغضبوه، من أجل داود العظيم؛ لأنه وعده أن يحفظ نسله ملوكًا على المملكة إلى الأبد، فأطال أناته على يهورام وعلى كل ملوك يهوذا، حتى أتى منهم المسيح، الذي يملك إلى الأبد.
إبقاء الله سراج في مملكة يهوذا، يعنى استمرار الملك لنسل داود؛ لأن وجود سراج للبيت معناه، أن فيه سكان وإطفاء السراج معناه، عدم وجود سكان، أي أن البيت مهجور.
† إن الله يطيل أناته عليك في أوقات كثيرة، ليس من أجل برك؛ لأن شرورك تغيظه ولكنه من أجل صلوات كثيرة تُرفع عنك ومن أجل أبرار تنتسب إليهم، فهو بهذا يعطيك فرصة للتوبة، فلا تتهاون وتضيع الفرصة.
ع21: صعير: هي سعير وهي سلسلة الجبال التي يسكنها الأدوميون.
حدث تمرد من الأدوميين على الساكنين جنوب يهوذا، فخرج يهورام ملك يهوذا بجنود ومركبات حربية لإخضاعهم واستطاع الانتصار عليهم. ولكن بعد ذلك أحاطت به فرقة من جنود الأدوميين لإهلاكه ولكنه استطاع اختراقها والرجوع إلى أورشليم وهرب جنود مملكة يهوذا كل واحد إلى خيامه، عندما وجدوا ملكهم قد حاصرته هذه الفرقة الأدومية، أي أن يهورام قد انتصر أولًا على آدوم ولكنه كاد يهلك عندما حاصروه واستطاع الهرب وهرب أيضًا جنود يهوذا.
يلاحظ أن نص هذه الآية مختصر جدًا، لذا قدمنا هذا الشرح التفصيلى.
ع22:
لبنة: مدينة في يهوذا تقع جنوب غرب أورشليم.ومنذ أيام يهورام عصى آدوم على مملكة يهوذا وأقاموا لهم ملكًا وظلوا في هذا العصيان حتى قرب القرن الأول قبل الميلاد، حين أخضعهم المكابيين.
وتمرد أدوم هو إتمام لنبوة اسحق لابنه عيسو حين قال له أنه سيخضع لنسل يعقوب، ولكن سيأتى وقت؛ ليكسر نير يعقوب ويعصى عليه.
وبسبب شر يهورام ملك يهوذا تمردت عليه مدينة لبنة وهي مدينة في يهوذا، يسكنها الكهنة، لم يستطيعوا احتمال شروره، فتمردوا عليه، في نفس وقت عصيان أدوم وربما تمردت مدن أخرى من يهوذا على يهورام. والله سمح بهذه التمردات؛ لعله ينتبه ويرجع عن شره ولكنه للأسف استمر فيه.
وكلمة إلى هذا اليوم المقصود بها، إلى يوم كتابة هذا السفر.
ع23: بقية الأعمال التي قام بها يهورام هي مدونة في "سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا" وهو كتاب كان عند اليهود؛ لتسجيل حوادث ملوك يهوذا وهو غير أخبار الأيام المدون في الكتاب المقدس.
ع24: مات يهورام ودفن مع آبائه في مدينة داود وورث العرش ابنه أخزيا. ولأجل شر يهورام لم يدفن في قبور الملوك، بل في مدينة داود فقط.
25 فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 26 وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 27 وَسَارَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ أَخْآبَ، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَبَيْتِ أَخْآبَ، لأَنَّهُ كَانَ صِهْرَ بَيْتِ أَخْآبَ. 28 وَانْطَلَقَ مَعَ يُورَامَ بْنِ أَخْآبَ لِمُقَاتَلَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ، فَضَرَبَ الأَرَامِيُّونَ يُورَامَ. 29 فَرَجَعَ يُورَامُ الْمَلِكُ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ مِنَ الْجُرُوحِ الَّتِي جَرَحَهُ بِهَا الأَرَامِيُّونَ فِي رَامُوتَ عِنْدَ مُقَاتَلَتِهِ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. وَنَزَلَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا لِيَرَى يُورَامَ بْنَ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ لأَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا.
أعيدت سيرة أخزيا في (سفر أخبار الأيام الثاني 22: 1-9) وتطابقت الأعداد من 1-6 مع ما جاء في سفر الملوك الثاني، وأضاف سفر أخبار الأيام في الأعداد (2 أخ 22: 7-9) بعض أحداث نهاية حياة أخزيا التي لم يذكرها سفر الملوك الثاني.
ع25:
أخزيا: يدعى يهو أحاز في (2 أى21: 17) ويدعى أيضًا عزريا في (2 أى22: 6).بعد موت يهورام ملك يهوذا، ملك ابنه أخزيا على يهوذا وكان وقتذاك في السنة الثانية عشر ليهورام ملك إسرائيل. وإن كان (2 مل 9: 29) يذكر أن أخزيا ملك يهوذا ملك في السنة الحادية عشر ليهورام ملك إسرائيل، فذلك؛ لأن أجزاء السنة تحسب سنة، فحسبت في هذا الأصحاح، فصارت إثنى عشر سنة، أما في (2 مل 9) فلم تحسب.
ع26: كان سن أخزيا حين تولى الملك اثنتين وعشرين سنة وكانت مدة حكمة قصيرة جدًا، فقد ملك في أورشليم سنة واحدة. أمه هي عثليا بنت آخاب ابن عمرى ملك إسرائيل.
هنا وقفة للمقارنة بين الأم والجدة سر البركة في حياة تيموثاوس (2 تى1: 5)، والأم عثليا والجدة ايزابل سر الشقاء والفساد في حياة أخزيا.
ع27: سار أخزيا الملك في الشر، أي عبد الأوثان وشجع شعبه على هذا. وذلك لأن أمه عثليا هي بنت آخاب أشر ملوك إسرائيل، الذي قادهم في عبادة الأوثان، فآخزيا الحفيد استمر في طريق جده آخاب، أي في طريق الشر.
ومعنى كلمة عثليا: من يُبليه يهوه ومعنى كلمة يورام أخو عثليا: من يعليه، أو يعضده يهوه، فنلاحظ من هذا أن أخاب الشرير كان يستخدم اسم يهوه في تسمية أبناءه ولكن أحيانًا بالخير، أو بالشر، فأخاب كان يعرج بين الفرقتين، أحيانًا يكون مع الله وأحيانًا ضده، فآخاب كان يعبد الأوثان. وهكذا صار أولاده وأحفاده مثله في الشر فيقتربون أحيانًا من الله، ثم يبتعدون عنه. وهذا بالطبع يغيظ الله جدًا ويجلب غضبه عليهم.
† كن مطيعًا لوالديك ولكن فيما يتفق مع الله. إن سلكوا في الشر، فلا تسر وراءهم؛ لأنه ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس، بل إنك بتمسكك بالله قد تستطيع أن تجذبهم إليه، على قدر اتضاعك وصلواتك.
ع28: ساعد أخزيا ملك يهوذا يورام ملك إسرائيل وخرج معه؛ لمحاربة حزائيل ملك أرام. وذلك لأن يورام ملك إسرائيل، هو خال أخزيا أخو عثليا أمه. والإثنان يسيران في الشر مثل آخاب. وكان سبب الحرب هو محاولة يورام استعادة مدينة راموت جلعاد. واستطاع أن يستعيدها من حزائيل، بدليل مسح ياهو ملكًا، أثناء وجوده فيها (2 مل 9: 1-15) وهو الملك التالي ليورام ملك إسرائيل ولكن يورام ضُرب وجرح في الحرب.
ع29: بعد انتهاء الحرب مع حزائيل، ذهب يورام ملك إسرائيل إلى يزرعيل وهي مكان يقضى فيه الملوك فترة الصيف، أي أنه مكان جميل قضى فيه يورام فترة؛ ليشفى من جراحاته، التي أصيب بها في الحرب مع الأراميين. وعاد أخزيا بجيشه إلى أورشليم، ثم نزل من أورشليم - التي على الجبال - إلى يزرعيل التي في الوادى؛ ليسأل ويهتم بأحوال خاله يورام ملك إسرائيل.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 9 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير ملوك الثاني 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/kings2/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/j3ac27h