* تأملات في كتاب
تثنية: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ
(1) عقوبة الجلد (ع1-3)
(2) الإشفاق على الثور (ع4)
(3) شريعة الزواج من امرأة المتوفى (ع5-10)
(4) المرأة وشجار الرجال (ع11، 12)
(5) الموازين والمكاييل الصحيحة (ع13-16)
(6) إبادة عماليق (ع17-19)
1«إِذَا كَانَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ أُنَاسٍ وَتَقَدَّمُوا إِلى القَضَاءِ لِيَقْضِيَ القُضَاةُ بَيْنَهُمْ فَليُبَرِّرُوا البَارَّ وَيَحْكُمُوا عَلى المُذْنِبِ. 2 فَإِنْ كَانَ المُذْنِبُ مُسْتَوْجِبَ الضَّرْبِ يَطْرَحُهُ القَاضِي وَيَجْلِدُونَهُ أَمَامَهُ عَلى قَدَرِ ذَنْبِهِ بِالعَدَدِ. 3 أَرْبَعِينَ يَجْلِدُهُ. لا يَزِدْ لِئَلا إِذَا زَادَ فِي جَلدِهِ عَلى هَذِهِ ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً يُحْتَقَرَ أَخُوكَ فِي عَيْنَيْكَ.
ع1:
يدعو الله القضاة للعدل في تبرئة البار ومعاقبة المذنب إذا طُلِبَ منهم الحكم في أي مشاجرة أو خلاف.
ع2، 3: يحدثنا عن عقوبة المذنبين بضربهم أو جلدهم ويشترط فيها ما يلي:
أن يتم الجلد أمام القاضى ليتأكد من إتمامه بالمقدار الذي حكم به.
لا تزيد الجلدات عن 40 جلدة لئلا يشعر المذنب بالذل والاحتقار أكثر مما يحتمل وحتى لا يخور جسديًا أو يموت.
ويظهر هنا أن المقصود من العقوبة التأديب وليس الذل. وقد ضُرِبَ المسيح 39 جلدة، وإذا أضفنا إكليل الشوك والحربة يصبح العدد 41، هذا ما تصرخ به الكنيسة في كل صلاة قائلة يا رب ارحم 41 مرة لأنه بسبب خطايانا احتمل المسيح هذه الآلام.
† إذا كنت مسئولًا وأمرت بتأديب لطفل أو لشخص كبير، فليكن في حدود ما يفيده وليس ما يحطمه نفسيًا أو جسديًا. وليتك تقنعه بسبب العقاب حتى لو كان طفلًا ولا تنسَ أن تظهر له أيضًا محبتك ورحمتك.
4 لا تَكُمَّ الثَّوْرَ فِي دِرَاسِهِ.
ع4: كانت العادة عند الشعوب الوثنية أن يضعوا كمامة على فم الثور عند جره النورج لدراس الحبوب المختلفة. ولكن تظهر رحمة الله أن يأمر شعبه بترك الثور يأكل ما يحتاجه من التبن ليستطيع أن يواصل عمله. ويقصد من هذا الرفق بالحيوان وبالأولى الإنسان فينبغى مكافأة كل من يتعب في عمل وخاصة لو كان خدمة الله كما يتضح ذلك (1 كو9: 9).
† اهتم أن تكافئ كل من يتعب في أي عمل سواء مقدم لك أو في خدمة الله ولو بكلمات مشجعة واهتمام ورعاية وإن كان محتاجًا فاهتم باحتياجاته المادية.
5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6 وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8 فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9 تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10 فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».
ع5، 6: إذا مات رجل وترك امرأته دون أن ينجب منها، فيلتزم أخوه بالزواج منها لينجب نسلًا يحسب البكر منه لأخيه الميت. وكان الأخوة في كثير من الأحيان يسكنون معًا في مسكن كبير كل واحد وأسرته كما يحدث حتى الآن في بعض القرى. ويكون الزوج الجديد مسئولًا عن أرملة أخيه التي أصبحت زوجته الجديدة ويهتم بكل احتياجاتها ولا يصح للزوجة أن تتزوج آخر غير أخى زوجها إلا إذا رفض هذا الأخ.
ع7: إذا رفض أخو الزوج أن يتزوج بأرملة أخيه، كما حدث مع أبناء يهوذا (تك38: 8)، وهذا يبين أن هذه العادة قديمة قبل شريعة موسى، فتنص الشريعة على إثبات هذا الخطأ الشنيع على الأخ الرافض تحمل المسئولية والمحافظة على حق أخيه في ميراث أرض الميعاد والذي يرمز إلى ملكوت السموات. فتذهب أرملة الميت إلى شيوخ المدينة الذين يجتمعون في الساحة التي عند باب المدينة، وتعلن لهم رفض أخى زوجها تحمل المسئولية وإقامة نسل لأخيه.
ع8-10: يحاول الشيوخ إقناع هذا الأخ بتحمل مسئوليته والزواج من أرملة أخيه، فإن أصرّ على الرفض يثبت عليه الشيوخ ذلك بالاعتراف الصريح، ثم تحقيرًا لهذا التصرف الشنيع تخلع الأرملة نعل هذا الرجل وتعطيه للشيوخ شهادة على رفضه تحمل المسئولية وإعلانًا على أنه لا يجوز له السير في أرض أخيه أي ميراثه، وتبصق الأرملة عليه إعلانًا لاحتقار الشعب كله له ويدعون اسمه طوال عمره "بيت مخلوع النعل" أي بيت الرافض تحمل مسئوليته والمخالف للشريعة.
بعد رفض الأخ الزواج من أرملة أخيه يبحثون عن أقرب قريب للميت ويسمى الولى، كما حدث مع بوعز وراعوث (را 4)، وإن رفض الكل فتسمح الشريعة للزوجة أن تتزوج من تريد.
لذا ففى كنيسة العهد الجديد يخلع الكاهن والشمامسة أحذيتهم عند دخول الهيكل إعلانًا على أنهم ليسوا المسئولين عن خلاص الناس بل المسيح وحده هو المخلص وهم خدام فقط له. وكذا كل إنسان عند التناول إعلانًا عن ضعفه وحاجته للمسيح مخلصه.
† لا تتهاون في مسئولياتك لأنك وكيل عليها أمام الله وسيحاسبك عنها في يوم الدينونة، وإن كنت تشعر بعجزك فاطلب معونته وهو لن يتخلى عنك وتفرح باختبار عمله فيك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12 فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.
عورته: أعضاءه التناسلية.
إذا اشتبك رجلان في عراك بسبب نزاع أو خصام بينهما، فجاءت زوجة أحدهما وتدخلت في المشاجرة بغرض إنقاذ أو مناصرة زوجها على الشخص الآخر، فصدر عنها فعل شائن يدل على وقاحة وتهور بل ورغبة في قتله إذ أمسكت بعورته لتجبره على ترك زوجها. فالوصية تأمر هنا بقطع يد تلك الزوجة لأنها بذلك تكون قد تخلت عن الحشمة والوقار وفقدت الحياء. فتركها دون عقاب يمكن أن يعثر ويشجع نساء أخريات على ذلك الفعل، لذلك لا يصح أن تُعامل بالشفقة بل تكون عبرة للأخريات.
† لا تكن قاسيًا في معاملاتك مع الناس حتى لو استفزك أحدهم وتطاول عليك، فالدفاع عن النفس ليس معناه الانتقام ومحاولة تدمير الآخر.
13«لا يَكُنْ لكَ فِي كِيسِكَ أَوْزَانٌ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. 14 لا يَكُنْ لكَ فِي بَيْتِكَ مَكَايِيلُ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. 15 وَزْنٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لكَ وَمِكْيَالٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لكَ لِتَطُول أَيَّامُكَ عَلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 16 لأَنَّ كُل مَنْ عَمِل ذَلِكَ كُل مَنْ عَمِل غِشًّا مَكْرُوهٌ لدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.
ع13، 14: ينهى الله عن الغش في الموازين والمكاييل. فقد كان التجار يحملون الموازين المختلفة في كيس يتنقلون به أما المكاييل فكانوا يحفطونها في بيوتهم. فلا يصح أن يكون لدى التاجر صنجتين من الوزنة يشترى بالكبيرة ويبيع بالصغيرة، وكذلك في المكاييل (لا19: 35، 36، أم11: 1).
ع15، 16: يأمر الرب بوجوب استخدام وزن أو مكيال واحد للبيع والشراء يكون صحيحًا وحقيقيًا ليس به غش، فالغش في الموازين والمكاييل هو كذب وسرقة. فان كان الشخص أمينًا في تعاملاته يجعل الرب حياته على الأرض سعيدة ومباركة ويعطيه نسلًا يعيش دومًا على الأرض المقدسة. أما الغش فمكروه لدى الرب وتحل على من يرتكبه اللعنة جزاء احتياله على الآخرين.
† كن أمينًا في معاملاتك مع الآخرين حتى لو كان لك فرصة أن تخدعهم، ولا تبرر الغش بأنك محتاج وهم أغنياء أو بأنهم سارقون فتستبيح سرقتهم.
17«اُذْكُرْ مَا فَعَلهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. 18 كَيْفَ لاقَاكَ فِي الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُل المُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ وَلمْ يَخَفِ اللهَ. 19 فَمَتَى أَرَاحَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلكَ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا لِتَمْتَلِكَهَا تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا تَنْسَ».
ع17:
عماليق: شعب من نسل عيسو أخو يعقوب.يذكرهم الرب بالعداوة التي أظهرها عماليق عندما تقابلوا مع بني إسرائيل عند خروجهم من مصر قاصدين أرض الميعاد.
ع18: هاجم عماليق الشيوخ والأطفال الذين أعياهم الرحيل من مكان لآخر في سيناء، فكانوا يبطئون في السير ويتخلفون عن المجموعة، فيستغل عماليق انفرادهم عن الباقين ويأخذوا بعضهم أسرى ويقتلوا البعض الآخر. فكان فعلهم هذا دليل شرهم وعدم وجود مخافة الله في قلوبهم. فلو كانوا محاربين شرفاء لتقدموا في المواجهة وحاربوا الأقوياء من الشعب وليس المرضى والمستضعفين (خر17: 8).
ع19: يوصيهم الرب هنا أنه متى استقروا في الأرض التي يعطيهم إياها، واستراحوا من أتعاب السفر والحروب مع أعدائهم من حولهم، أن يبيدوا العمالقة ويزيلوا أي أثر لهم على وجه الأرض فلا تقوم لهم قائمة فيما بعد.
يحذرهم الرب من نسيان تنفيذ هذا الأمر لأن استمرار وجود عماليق يشكل خطرًا دائمًا على سلامهم وقد تم ذلك على مراحل كثيرة كما في (عد14: 45، قض3: 12-20، قض6: 3، 33، 1 صم27: 8، أى4: 14، أش3: 1-9) حتى بادوا تمامًا فلا وجود لهم الآن.
† الظلم دائمًا مؤقت، وسيأتى الوقت الذي يحل فيه الظلم كعقاب على رأس الظالم. فلا تتمادَ في سلب حقوق الآخرين بعدم إعطاءهم فرصة للدفاع عن أنفسهم أو تسفيه كلامهم أو استخدام سلطانك بأى شكل لتقييد حريتهم.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير التثنية 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/deuteronomy/chapter-25.html
تقصير الرابط:
tak.la/xjp499t