* تأملات في كتاب
تثنية: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
(1) امتحان الشعب في البرية ورعايته (ع1-10)
(2) عدم نسيان الله (ع11-16)
(3) الغرور وعقوبة النسيان (ع17-20)
«جَمِيعَ الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا وَتَكْثُرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ. 2 وَتَتَذَكَّرُ كُل الطَّرِيقِ التِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي القَفْرِ لِيُذِلكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلبِكَ أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لا؟ 3 فَأَذَلكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ المَنَّ الذِي لمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلا عَرَفَهُ آبَاؤُكَ لِيُعَلِّمَكَ أَنَّهُ ليْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَل بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ. 4 ثِيَابُكَ لمْ تَبْل عَليْكَ وَرِجْلُكَ لمْ تَتَوَرَّمْ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً. 5 فَاعْلمْ فِي قَلبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 6 وَاحْفَظْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَتَّقِيَهُ 7 لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ آتٍ بِكَ إِلى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي البِقَاعِ وَالجِبَالِ. 8 أَرْضِ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَكَرْمٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ. أَرْضِ زَيْتُونِ زَيْتٍ وَعَسَلٍ. 9 أَرْضٌ ليْسَ بِالمَسْكَنَةِ تَأْكُلُ فِيهَا خُبْزًا وَلا يُعْوِزُكَ فِيهَا شَيْءٌ. أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حَدِيدٌ وَمِنْ جِبَالِهَا تَحْفُرُ نُحَاسًا. 10 فَمَتَى أَكَلتَ وَشَبِعْتَ تُبَارِكُ الرَّبَّ إِلهَكَ لأَجْلِ الأَرْضِ الجَيِّدَةِ التِي أَعْطَاكَ.
ع1:
يعلن الله لشعبه أنهم إن حفظوا وصاياه، سينالوا بركاته بكثرة عددهم وامتلاكهم أرض الميعاد والتمتع بالحياة معه.
ع2: مع أن الطريق من مصر إلى كنعان لا يستغرق أكثر من عدة أيام، أتاههم الله في برية سيناء 40 عامًا ليمتحنهم ويؤدبهم، فيعرف مدى تمسكهم بوصاياه وسط ظروف برية سيناء الصعبة، فإن نجحوا يهبهم أرض الميعاد.
ع3: امتحن الله شعبه بالجوع في بداية رحلتهم بسيناء، وإذ كادوا يموتون، أظهر الله عنايته بهم فأرسل لهم المن الذي ظل ينزل كل يوم لمدة 40 سنة حتى يعلموا أن الله هو مصدر حياتهم إذ أعطاهم طعامًا لذيذًا غريبًا عنهم لم يعرفوه ولا آباؤهم من قبل، فيحبوا الله وكلامه ويعملوا بوصاياه بل ويفضلونها حتى عن احتياجاتهم المادية مثل الخبز، أو بمعنى آخر يعلموا أن الله مصدر حياتهم بوصاياه ويعطيهم أيضًا احتياجاتهم المادية أي الطعام. وقد اقتبس المسيح هذه الآية في رده على الشيطان عند التجربة على الجبل (مت4: 4).
ع4: رعايةً من الله لشعبه في ظروف برية سيناء القاسية، حفظ ثيابهم فلم تبلَ مدة 40 عامًا. وهذا فوق قدرة القماش العادي أن يحتمل كل هذه المدة. وأعطى أرجلهم قوة فلم تتورم من كثرة السير في رمال البرية وعلى جبالها. فالله مع الوصية يعطى معونة ليشعرنا بوجوده ويشجعنا على تنفيذ وصاياه.
ع5: يبين الله أن تأديبه لشعبه بتيهانهم في برية سيناء 40 سنة لم يكن انتقامًا أو قسوة بل هو رعاية واهتمام كما يهتم الأب بتربية ابنه وتأديبه ليكون شخصية قوية وناجحة.
† انظر إلى رعاية الله وعنايته بك، فتقبل تأديباته في شكل الظروف المعاكسة التي تقابلك في حياتك، فهي لخيرك ولإصلاح أخطاءك، ويدفعك هذا إلى التوبة وشكر الله على محبته.
ع6: نظرًا لأبوة الله ومحبته الكبيرة، فيلزم على أولاده أن يتمسكوا بوصاياه بكل تدقيق ويخافوه في أعمالهم فيسلكوا باستقامة.
ع7: غمار: المياه الكثيرة التي تخرج من الينابيع بالإضافة إلى مياه الأمطار.
بقاع: الوديان وأماكن الأرض المختلفة.
يبشرهم بأن الأرض التي سيمتلكونها تتمتع بالمياه الكثيرة مما يساعد على زراعتها وخصوبتها وكثرة محاصيلها التي تنتجها.
ع8: يذكر دليلًا على خصوبة الأرض وهو تنوع محاصيلها العظيمة مثل القمح والشعير بالإضافة إلى الفواكه مثل العنب والتين والرمان والزيتون وكذلك يكون فيها النحل والعسل الكثير.
ع9: بالمسكنة: تأكل بتقتير خوفًا من قلة ثمارها.
يبشرهم الله بوفرة المحاصيل، فيأكلون منها كما يشاءون بالإضافة إلى وجود مناجم للمعادن بها مثل الحديد والنحاس.
ع10: بعد أن ينالوا هذه الخيرات، يجب أن يشكروا الله ويباركوه، هذا هو التجاوب الطبيعي مع نعمة الله.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلا تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ. 12 لِئَلا إِذَا أَكَلتَ وَشَبِعْتَ وَبَنَيْتَ بُيُوتًا جَيِّدَةً وَسَكَنْتَ 13 وَكَثُرَتْ بَقَرُكَ وَغَنَمُكَ وَكَثُرَتْ لكَ الفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَكَثُرَ كُلُّ مَا لكَ 14 يَرْتَفِعُ قَلبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ 15 الذِي سَارَ بِكَ فِي القَفْرِ العَظِيمِ المَخُوفِ مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ ليْسَ مَاءٌ. الذِي أَخْرَجَ لكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ 16 الذِي أَطْعَمَكَ فِي البَرِّيَّةِ المَنَّ الذِي لمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُكَ لِيُذِلكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيُحْسِنَ إِليْكَ فِي آخِرَتِكَ.
ع11: قبل أن يعدّد لهم موسى الأسباب التي قد تجعلهم يحيدون عن الشريعة، يعيد تحذيره للشعب بوجوب التمسك بالوصية وبالأحكام والفرائض التي يوصيهم بها.
ع12-14: يحذّرهم من نسيان الله وعبادته انشغالًا بخيرات الأرض التي هي:
الأكل والشرب الكثير.
الاستقرار في بيوت ومدن محصنة.
امتلاك ماشية كثيرة.
امتلاك فضة وذهب.
ع15، 16: يذكرهم الله برعايته لهم طوال مسيرتهم في برية سيناء القاسية، حيث حفظهم من الحيات السامة المنتشرة في الجبال والعقارب وحماهم من مخاوف الأرض. ورغم جفاف برية سيناء أعطاهم الله ماءً من صخور الصوان الصلبة التي لا يمكن أن تخرج منها مياه، وأعطاهم أيضًا المن من السماء، وإن كان قد سمح لهم بالمعاناة والذل ليشعروا بصعوبة الحياة وكنتيجة لعدم طاعة وصايا الله، ولكن في نفس الوقت أراهم إحساناته إليهم في حفظه لهم وتدبير احتياجاتهم من الطعام والشراب فيؤمنوا به ويتكلوا عليه ويطيعوا وصاياه ليمتلكوا في النهاية أرض الميعاد ثم يدخلوا ملكوت السموات بعد حياتهم الأرضية.
† احترس من أن تنشغل بالماديات عن الله، بل اشكر الله عليها واستخدمها بمقدار وتذكر أنها نعمة الله عليك فتتناولها بشكر ولا تنسى أيضًا رعايته لك طوال حياتك.
17 وَلِئَلا تَقُول فِي قَلبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هَذِهِ الثَّرْوَةَ. 18 بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ أَنَّهُ هُوَ الذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاِصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ لِيَفِيَ بِعَهْدِهِ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ. 19 وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لهَا أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لا مَحَالةَ. 20 كَالشُّعُوبِ الذِينَ يُبِيدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ كَذَلِكَ تَبِيدُونَ لأَجْلِ أَنَّكُمْ لمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ».
ع17: يحذرهم الله من أن ينسبوا خيرات أرض كنعان إلى قوتهم، في غرور وكبرياء، عندما يصبحوا أغنياء لكثرة ممتلكاتهم.
ع18: يدعوهم الله إلى تذكره بالصلاة لأنه هو واهب الخيرات كما وعد آباءهم إبراهيم وإسحق ويعقوب.
†
أشكر الله كل يوم على عطاياه فتظهر محبتك له وتفيض عليك بركاته. وتمتع بما بين يديك من عطاياه فتحيا في فرح مهما أحاطت بك ضيقات بل تنشر الفرح بين الآخرين خاصة من يعانون من الضيقات.
ع19: ينذرهم الله أنهم إن تركوه وعبدوا الأوثان وأهملوا وصاياه، فإنه يبيدهم ويهلكهم.
ع20: يعطيهم الله مثالًا للاحتراس من عبادة الأوثان وهو الشعوب الوثنية الساكنة في أرض كنعان والتي سيبيدها الله من أمامهم بسبب عبادتهم للأوثان.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 9 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير التثنية 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/deuteronomy/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/vq4ay9h