* تأملات في كتاب
تثنية: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) الأمر بالتحرك نحو الشمال (ع1-3)
(2) عدم محاربة الأدوميين (ع4-8)
(3) عدم معاداة موآب (ع9-12)
(4) فناء الجيل الذي خرج من مصر (ع13-15)
(5) عدم مهاجمة بني عمون (ع16-23)
(6) الانتصار على سيحون (ع24-37)
1«ثُمَّ تَحَوَّلنَا وَارْتَحَلنَا إِلى البَرِّيَّةِ عَلى طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ كَمَا كَلمَنِي الرَّبُّ وَدُرْنَا بِجَبَلِ سَعِيرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً. 2 ثُمَّ كَلمَنِي الرَّبُّ: 3 كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهَذَا الجَبَلِ. تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ.
ع1:
قاد الله شعبه بعمود السحاب وعمود النار، فاتجهوا جنوبًا نحو البحر الأحمر (خليج العقبة) وداروا حول سلسلة جبال سعير التي تقع في بلاد أدوم جنوب فلسطين (خريطة 1، 13) وبدأوا مسيرتهم في برية سيناء ليتوهوا فيها حوالي 38 سنة لما يلي:موت جميع الرجال من ابن عشرين سنة فما فوق وهم الذين تذمروا على الله.
اختبار الأبناء عناية الله ليثبت إيمانهم به.
تغرب الأبناء عن مصر والعبادات الوثنية وتقديم عبادة لله الواحد في خيمة الاجتماع.
الانتصار على بعض الشعوب مثل عماليق وسيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان تثبيتًا لإيمانهم واستعدادًا لدخول أرض الميعاد والانتصار على شعوبها.
ع2، 3: في السنة التاسعة والثلاثين من خروجهم من مصر وبعد موت الجيل السابق كله، وهو الذي سبق وتخوّف من تنفيذ أمر الرب بدخول أرض الموعد، طلب منهم الرب أن ينهوا الدوران في برية سيناء ويتجهوا ثانية إلى الشمال تجاه أرض الميعاد ليبدأوا في تنفيذ الخطة التي رسمها لهم لدخول الأرض.
† إن تغربنا في العالم هو فترة مؤقتة بعدها نعود إلى السماء، لذا ينبغى أن نستعد طوال عمرنا لحياتنا الأبدية ولا ننغمس في شهوات العالم الزائلة ولا ننشغل بمتاهاته التي لا تنتهي بل نتذكر دائمًا هدفنا الوحيد وهو الوجود مع الله في الأرض استعدادًا للوجود الدائم معه في السماء.
4 وَأَوْصِ الشَّعْبَ قَائِلًا: أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخُمِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ. فَاحْتَرِزُوا جِدًّا. 5 لا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ. لأَنِّي لا أُعْطِيكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلا وَطْأَةَ قَدَمٍ لأَنِّي لِعِيسُو قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَل سَعِيرَ مِيرَاثًا. 6 طَعَامًا تَشْتَرُونَ مِنْهُمْ بِالفِضَّةِ لِتَأْكُلُوا وَمَاءً أَيْضًا تَبْتَاعُونَ مِنْهُمْ بِالفِضَّةِ لِتَشْرَبُوا. 7 لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ بَارَكَكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ عَارِفًا مَسِيرَكَ فِي هَذَا القَفْرِ العَظِيمِ. الآنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ مَعَكَ لمْ يَنْقُصْ عَنْكَ شَيْءٌ. 8 فَعَبَرْنَا عَنْ إِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ عَلى طَرِيقِ العَرَبَةِ عَلى أَيْلةَ وَعَلى عِصْيُونِ جَابِرَ ثُمَّ تَحَوَّلنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ مُوآبَ.
كان على الشعب في اتجاهه نحو الشمال أن يمر داخل حدود أرض عيسو وهي منطقة سعير. وكان خوف الأدوميين من جماعة إسرائيل يرجع لكثرة عددهم ولما ألقاه الله على شعبه من مهابة تخيف الأعداء، وهذا يذكرنا بما كتب في (تك35: 5) بخصوص مهابة يعقوب وبنيه أثناء ترحالهم، ولكن الله يحذرهم بشدة من مهاجمة الأدوميين لأنه لن يسمح لهم بأخذ أراضي بنى عيسو فقد سبق وأعطاهم تلك الأراضي ميراثًا لهم (يش24: 4). وهنا يوضح الله لأبنائه سبب المنع، فهو لا يكتفى بإصدار الأوامر لأحبائه بل يشاركهم في معرفة الأسباب، ويعلمهم أيضًا:
ألا يتكبروا بسبب خوف الأدوميين منهم فيندفعوا في محاربتهم لأن هذه المهابة هي نعمة من الله وليست منهم.
تقدير علاقة الأخوة، لأن عيسو هو أخو يعقوب فأبناؤهم إخوة، رغم أن أبناء عيسو قد ساروا في عبادة الأوثان ولكن ينبغى على أبناء يعقوب أن يحتفظوا بمحبتهم لهم.
ع6، 7: باركك في كل عمل يدك: سواء تربية الأغنام أو الثروات التي سلبوها من المصريين (خر12: 35، 36) وما غنموه من عماليق بعد انتصارهم عليهم (خر17: 13).
أكد الرب عليهم أن يكون تعاملهم مع نسل عيسو بكل نزاهة ومراعاة للحقوق؛ فان اشتروا منهم شيئًا فليعطوهم حقهم في الثمن ولا يأخذوا شيئًا اغتصابًا، علمًا بأنهم في واقع الأمر ليسوا في حاجة لهذا، فقد وفر لهم الرب كل ما احتاجوه أثناء مسيرتهم في القفر فلم يشعر الشعب بالعوز أو الحاجة لشئ طيلة سنوات التيه. إذ كان يعطيهم المن من السماء والماء من الصخرة ولكن لم يمنعهم أن يأكلوا أي شيء آخر يجدونه في البرية، فإن أرادوا أن يأكلوا شيئًا من منتجات الأدوميين فليشتروه منهم.
ع8: آيلة: هي إيلات الحالية في الطرف الشمالى لخليج العقبة.
عصيون جابر: غرب ميناء إيلات، حاليًا "تل الخليفة" (خريطة 1).
حاول بنو إسرائيل أن يمروا في أرض الأدوميين ولكنهم رفضوا، فلم يحاربهم كما أمر الله بل داروا حول بلادهم من السهل الممتد غرب البحر الميت حتى وصلوا إلى شمال خليج العقبة، ثم اتجهوا شمالًا نحو شرق البحر الميت إلى بلاد موآب (عد20: 14-21).
†
ليتك تقدر العلاقات الأسرية والقرابات فتقدم محبة للجميع حتى لو أساءوا إليك، فأنت تحبهم لأجل الله الذي يعطيك بركات كثيرة في حياتك.
9«فَقَال لِي الرَّبُّ: لا تُعَادِ مُوآبَ وَلا تُثِرْ عَليْهِمْ حَرْبًا لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثًا. لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍَ قَدْ أَعْطَيْتُ «عَارَ» مِيرَاثًا. 10(الإِيمِيُّونَ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلًا. شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالعَنَاقِيِّينَ. 11 هُمْ أَيْضًا يُحْسَبُونَ رَفَائِيِّينَ كَالعَنَاقِيِّينَ لكِنَّ المُوآبِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ إِيمِيِّينَ. 12 وَفِي سَعِيرَ سَكَنَ قَبْلًا الحُورِيُّونَ فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ مِنْ قُدَّامِهِمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ كَمَا فَعَل إِسْرَائِيلُ بِأَرْضِ مِيرَاثِهِمِ التِي أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ).
ع9:
عار: من أكبر مدن موآب وتسمى عروعير وتقع قرب حدودها الشمالية ودعيت فيما بعد "ربة موآب" وهي خربة حاليًا.حذَّر الرب بني إسرائيل وهم في طريقهم إلى برية موآب من إثارة حرب على الموآبيين، تمامًا كما حذرهم من قبل بالنسبة للأدوميين، وبيَّن لهم أيضًا السبب وهو أنه سبق وأعطى لهم أرضهم ميراثًا، لأن موآب هو ابن لوط من ابنته الكبرى ولوط هو الرجل البار الذي أراد الله أن يكرمه في نسله لأنه اتبع طريق الرب، وكان يعذب نفسه ليلًا ونهارًا بما يراه من حوله من سلوك الأشرار. بالإضافة إلى القرابة التي تربط لوط بإبراهيم جدهم فهو ابن اخيه.
ع10، 11: الإيميون: كانوا يسكنون نفس المنطقة التي سكنها الموآبيون بعدهم. وكانوا شعبًا كبيرًا وقويًا ويسمون أيضًا رفائيين.
العناقيين: هم بنى عناق الذين جاء تعريفهم في الأصحاح الأول. والعناقيون هم أحد فروع الرفائيين.
يذكر سكان الأرض وهم الإيميون ويشبههم في كثرتهم وقوتهم بالعناقيين ويذكر أنهم يسمون أيضًا رفائيين لأن العناقيين من نسل الرفائيين. وذِكْر الله لهذه الشعوب القديمة التي سكنت الأرض ليس مجرد سرد تاريخى لسكان الأرض بل ليثبت إيمان شعبه ويقويه، فكما زالت هذه الشعوب القديمة سيزيل الله سكان أرض كنعان الوثنيين ويطردهم من أمام شعبه.
ع12: الحوريون: سكان جبل سعير الأصليون، أبادهم نسل عيسو وسكنوا مكانهم.
كما ذكر لنا سفر التثنية في الأعداد السابقة السكان الأصليين لأرض الموآبيين، يعود هنا فيذكر لنا أيضًا السكان الأصليين لأرض الأدوميين، وهم الحوريون. ولكن عندما قرَّر الله أن يهب للأدوميين تلك الأرض للسكنى فيها سمح لبنى عيسو - وفق تدبيره الأزلي - أن يتغلبوا عليهم ويسكنوا مكانهم، وهكذا أيضًا سيعطى أرض كنعان لبني إسرائيل ويطرد الوثنيين سكان الأرض منها.
†
كن أمينًا على كل عطايا الله لك حتى يباركك ولكن إن اهملت فالله سيأخذها منك ويعطيها لمن يستحقها.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
13 اَلآنَ قُومُوا وَاعْبُرُوا وَادِيَ زَارَدَ. فَعَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ. 14 وَالأَيَّامُ التِي سِرْنَا فِيهَا مِنْ قَادِشَ بَرْنِيعَ حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ كَانَتْ ثَمَانِيَ وَثَلاثِينَ سَنَةً حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الجِيلِ رِجَالُ الحَرْبِ مِنْ وَسَطِ المَحَلةِ كَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لهُمْ. 15 وَيَدُ الرَّبِّ أَيْضًا كَانَتْ عَليْهِمْ لِإِبَادَتِهِمْ مِنْ وَسَطِ المَحَلةِ حَتَّى فَنُوا.
ع13:
وادى زارد : زارد هو نهر صغير ينبع من جبل عباريم شرق البحر الميت ويصب فيه، وهو يمثل الحدود بين أدوم وموآب ويسمى حاليًا "وادى الحصى" (خريطة 1).كان الرب يرشد الشعب في كل خطوة من خطواتهم نحو أرض الموعد، فلما وصلوا إلى تلك النقطة بعد عبورهم بسلام لأراضي الأدوميين والموآبيين طلب منهم الرب أن يقوموا ويعبروا وادي زارد.
ع14: كانت الفترة التي انقضت منذ تركهم "قادش" ثمانى وثلاثين سنة، مات خلالها كل رجال الجيل الذي عصى الرب برفضه دخول الأرض.
ثم عادوا إلى قادش برنيع وعبروا نهر زارد، لأن مجيئهم الأول إلى قادش برنيع كان في السنة الثانية لخروجهم من مصر وداروا في برية سيناء 38 سنة ثم عادوا إلى قادش برنيع في السنة الأربعين لخروجهم من مصر حيث مات هارون في الشهر الخامس، ثم عبروا نهر زارد (عد33: 38).
ع15: المحلة: المكان الذي تنصب فيه خيام بني إسرائيل.
لم يكن موت الرجال من ابن عشرين سنة فصاعدًا بعامل الشيخوخة فقط، ولكن جاء عليهم غضب الله فأفنى منهم الكثيرين مثل موت العشرة جواسيس الذين أشاعوا التذمر وسط الشعب (عد14: 36، 37) ومثل موت قورح وداثان وأبيرام ومائتين وخمسين واحد معهم ابتلعتهم الأرض (عد16) ومات أيضًا عدد كبير منهم بالوبأ (عد25: 9).
† عصيان بني إسرائيل لكلام الله حرمهم من دخول أرض الميعاد، فلا ترفض طاعة وصايا الله لأن عقلك يرفضها أو تتعارض مع رغباتك لئلا تحرم نفسك من السعادة ونوال ملكوت السموات.
16«فَعِنْدَمَا فَنِيَ جَمِيعُ رِجَالِ الحَرْبِ بِالمَوْتِ مِنْ وَسَطِ الشَّعْبِ 17 قَال لِي الرَّبُّ: 18 أَنْتَ مَارٌّ اليَوْمَ بِتُخُمِ مُوآبَ بِعَارَ. 19 فَمَتَى قَرُبْتَ إِلى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لا تُعَادِهِمْ وَلا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثًا - لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثًا. 20(هِيَ أَيْضًا تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلًا لكِنَّ العَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ. 21 شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالعَنَاقِيِّينَ أَبَادَهُمُ الرَّبُّ مِنْ قُدَّامِهِمْ فَطَرَدُوهُمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ. 22 كَمَا فَعَل لِبَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ الذِينَ أَتْلفَ الحُورِيِّينَ مِنْ قُدَّامِهِمْ فَطَرَدُوهُمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ إِلى هَذَا اليَوْمِ. 23 وَالعُوِّيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي القُرَى إِلى غَزَّةَ أَبَادَهُمُ الكَفْتُورِيُّونَ الذِينَ خَرَجُوا مِنْ كَفْتُورَ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ).
عندما فنى الجيل الذي عصى الرب كان الشعب على وشك العبور بجوار حدود أرض موآب بمروره على مدينة "عار" التي هي قرب الحدود الشمالية لأرض موآب. وتقع بلاد بنى عمون شمال غرب أرض موآب (خريطة 14←).
ع19: وهنا أيضًا يحذِّرهم من معاداة العمونيين أو الهجوم عليهم، لأنهم ذوو قرابة لهم وأعطاهم الله هذه الأرض ولن يسمح لبني إسرائيل أن يأخذوها منهم، إذ أنهم بنو لوط ابن أخى جدهم إبراهيم من ابنته الصغرى (تك19: 38).
ع20، 21: الزمزميين: هي تسمية أخرى للرفائيين، فالموآبيون يدعون الرفائيين إيميين، والعمونيون يدعون الرفائيين زمزميين.
والحقيقة أن الإيميين والزمزميين شعوب متشعبة من الرفائيين. والزمزميون يدعون أيضًا الزوزيين الذين هزمهم كدرلعومر (تك14: 15). ومعنى اسم الزمزميين أي المزمرين. كما ذكر السفر لنا أسماء السكان الأصليين لأرض موآب وأرض أدوم، يذكر لنا هنا السكان الأصليين لأرض بنى عمون. فقد سكنها الرفائيون قبلًا، ويصفهم بأنهم شعب قوى ويشبههم في كثرتهم وطول قامتهم بالعناقيين المذكورين في (ع10). ولكن نصر الله بنى عمون عليهم وأعطاهم أرضهم.
ع22: كذلك طرد الله الحوريين، سكان الأرض الأصليين، من أمام بنى عيسو وأسكنهم مكانهم.
†
الله يطرد الأشرار ويسكن غيرهم مكانهم. فإن كان الله يباركك، فلا تتكبر بل اشكره واتضع أمامه لأنك إن فعلت شرًا سيأتى عليك غضب الله إن لم تتب.
ع23: العويون: شعب قديم سكن بمنطقة غزة.
تأكيدًا لطرد الشعوب الشريرة وإسكان غيرهم مكانهم، أورد السفر هنا ذكر غزاة آخرين هم الكفتوريون (أجداد الفلسطينيين) وهم نسل مصرايم بن حام بن نوح (تك10: 14)، الذين جاءوا من جزيرة كريت (كفتور) أو من دلتا مصر التي تدعى (كابت هور) وانتصروا على السكان الأصليين لمنطقة غزة وهم العويون. ولم يذكر الرب هنا أنه هو الذي أعطى الفلسطينيين هذه الأرض وبالتالي نجد في (يش15: 47) أن هذه الأرض منحت لسبط يهوذا مع باقي مدن الجنوب (قض18: 1).
وقد ذكر الله في هذا الجزء طرد شعوب وإسكان شعوب مكانهم حتى يشجع بني إسرائيل الذين سيطرد من أمامهم الشعوب الوثنية الشريرة الساكنة في أرض كنعان.
24 قُومُوا ارْتَحِلُوا وَاعْبُرُوا وَادِيَ أَرْنُونَ. انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ إِلى يَدِكَ سِيحُونَ مَلِكَ حَشْبُونَ الأَمُورِيَّ وَأَرْضَهُ. ابْتَدِئْ تَمَلكْ وَأَثِرْ عَليْهِ حَرْبًا. 25 فِي هَذَا اليَوْمِ أَبْتَدِئُ أَجْعَلُ خَشْيَتَكَ وَخَوْفَكَ أَمَامَ وُجُوهِ الشُّعُوبِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. الذِينَ يَسْمَعُونَ خَبَرَكَ يَرْتَعِدُونَ وَيَجْزَعُونَ أَمَامَكَ. 26«فَأَرْسَلتُ رُسُلًا مِنْ بَرِّيَّةِ قَدِيمُوتَ إِلى سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ بِكَلامِ سَلامٍ قَائِلًا: 27 أَمُرُّ فِي أَرْضِكَ. أَسْلُكُ الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ. لا أَمِيلُ يَمِينًا وَلا شِمَالًا. 28 طَعَامًا بِالفِضَّةِ تَبِيعُنِي لآِكُل وَمَاءً بِالفِضَّةِ تُعْطِينِي لأَشْرَبَ. أَمُرُّ بِرِجْليَّ فَقَطْ. 29 كَمَا فَعَل بِي بَنُو عِيسُو السَّاكِنُونَ فِي سَعِيرَ وَالمُوآبِيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي عَارَ إِلى أَنْ أَعْبُرَ الأُرْدُنَّ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا. 30 لكِنْ لمْ يَشَأْ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ أَنْ يَدَعَنَا نَمُرَّ بِهِ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَسَّى رُوحَهُ وَقَوَّى قَلبَهُ لِيَدْفَعَهُ إِلى يَدِكَ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ. 31 وَقَال الرَّبُّ لِي: انْظُرْ! قَدِ ابْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ وَأَرْضَهُ. ابْتَدِئْ تَمَلكْ حَتَّى تَمْتَلِكَ أَرْضَهُ. 32 فَخَرَجَ سِيحُونُ لِلِقَائِنَا هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ لِلحَرْبِ إِلى يَاهَصَ 33 فَدَفَعَهُ الرَّبُّ إِلهُنَا أَمَامَنَا فَضَرَبْنَاهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ. 34 وَأَخَذْنَا كُل مُدُنِهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ وَحَرَّمْنَا مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. لمْ نُبْقِ شَارِدًا. 35 لكِنَّ البَهَائِمَ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا وَغَنِيمَةَ المُدُنِ التِي أَخَذْنَا 36 مِنْ عَرُوعِيرَ التِي عَلى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَالمَدِينَةِ التِي فِي الوَادِي إِلى جِلعَادَ لمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ قَدِ امْتَنَعَتْ عَليْنَا. الجَمِيعُ دَفَعَهُ الرَّبُّ إِلهُنَا أَمَامَنَا. 37 وَلكِنَّ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ لمْ نَقْرَبْهَا. كُل نَاحِيَةِ وَادِي يَبُّوقَ وَمُدُنَ الجَبَلِ وَكُل مَا أَوْصَى الرَّبُّ إِلهُنَا».
ع24:
الأموريون : شعب كان يتكلم لغة سامية ويذكر في (تك10: 16) أن نسبه يرجع إلى كنعان.وادى أرنون: يقع بين نهر أرنون الذي يصب في منتصف البحر الميت شرقًا وبين نهر يبوق الذي ينبع بالقرب من مدينة عمان الحالية ويصب في منتصف نهر الأردن شرقًا، وهذا الوادى أو مجموعة أودية أرنون كانت ملكًا للأموريين قبل أن يستولى عليها بنو إسرائيل أما بلاد موآب فتقع جنوب نهر أرنون.
حشبون: عاصمة الأموريين التي يسكنها ملكهم سيحون (عد21: 25، 27) (خريطة 14).
يتابع الرب قيادته لمسيرة بني إسرائيل، وقد عبروا أراضي كل من موآب وأدوم وبنى عمون دون أن يثيروا حروبًا ضدهم. وبعد أن شجعهم بذِكْر طرد الشعوب القديمة وسكن شعوب أخرى مكانها، يأمرهم بالتقدم إلى الأمام عابرين وادي أرنون في اتجاه مملكة سيحون الأمورى والتي كانت مدينة "حشبون" هي مركز قيادته. ويعلن لهم الرب أن مرحلة تمكلهم للأراضي تبدأ الآن وعليهم أن يعلنوا الحرب على سيحون. وهذه هي أول مرة يطلب منهم الله فيها محاربة سكان الأرض الوثنيين لتملك أرضهم، إذ أنه لم يوافق قبلًا على مهاجمتهم لهؤلاء السكان عندما تقدموا بإرادتهم دون سماح من الله بعد تجسس الجواسيس في أرض كنعان منذ 38 عامًا فهزموا وقُتِلَ منهم عدد كبير (عد14: 45). وقد كملت شرور الأموريين وحان الوقت بحلول غضب الله عليهم لأن الله قد قال قديمًا لإبراهيم "لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملًا" (تك15: 16).
ع25: يطمئنهم الله بأنه سيلقى رعبًا على سكان وملوك تلك الأراضي التي سيمتلكوها، فيضطربون ويجزعون كلما سمعوا باقتراب بنى إسرائيل من بلادهم.
هنا نرى أنه كان على بني إسرائيل أن يحاربوا ويجاهدوا لامتلاك الأرض، فهي لن تُمنَح لهم دون جهد من جانبهم، ولكن لن يتركهم الرب وحدهم في الميدان بل سيكون في وسطهم واهبًا لهم النصرة.
† علينا نحن أيضًا أن نجاهد في حروبنا الروحية ضد عدو الخير، فالجهاد الروحي طريق يسير فيه كل من يسعى للملكوت. وعلينا أن نتسلح دائمًا باليقظة الروحية لنحذر فخاخ الشيطان وأعماله، ولكن لن يتحقق لنا النصر إلا بمؤازرة الرب لنا في جهادنا الذي يخيف أعداءنا، فينهار المقاوم أمامنا ويتجلى حضور الرب في وسط أحبائه.
ع26: قديموت: مدينة شرق البحر الميت وتقع في مجرى وادي أرنون وتسمى حاليًا قصر الزعفران (خريطة 14).
برية قديموت: الصحراء المحيطة بمدينة قديموت.
كلام سلام: طلب موسى من سيحون نفس ما سبق أن طلبه من الأدوميين والموآبيين والعمونيين، وأكد له أنه لن يغتصب منه شيئًا بل إن احتاج لشئ سيشتريه منه بالمال أي لن يأخذ منه شيئًا دون أن يدفع ثمنه (عد21: 21، 22).
تصرف موسى هنا بإرساله رسل إلى حشبون بكلام سلام قد يكون محل تساؤل عن السبب، والإجابة هي أن ذلك تم بوحى من الله بغرض إظهار القساوة التي في قلب سيحون وعدم استجابته لنداء السلام، فيكون بذلك قد أضاف شرورًا إلى شروره فاستحق أن يسحقه الله أمام محاربى بني إسرائيل. فما سمح الله بحدوثه لسيحون وغيره من الشعوب التي لاقت نفس المصير، ليس سببه أن الله قد أحبّ بني إسرائيل على حساب تلك الشعوب وإنما ما حلّ بها كان ثمرة طبيعية للشرور التي اقترفتها تلك الأمم.
أسلك الطريق الطريق: أي أسير في خط واحد لا أحيد عنه يمينًا أو يسارًا.
طلب موسى أن يسلك في خط مستقيم دون انحراف وان احتاج لشئ سيشتريه بالنقود.
ع29، 30: يذكر له أنه سبق وتصرف هكذا مع العمونيين والموآبيين ولم يخلف وعده، ولكن سيحون رفض فظهر ما في قلبه من شر وقسوة.
ع31: كما وعد الرب موسى تحقق وعده، إذ نصر بني إسرائيل على سيحون وجيشه. ويقول ابتدئ تملك: لأن هذه هي أول أرض يمتلكونها في كنعان.
ع32، 33: ياهص: مدينة موآبية بين أرنون ويبوق تقع على بعد حوالي 20 كم شرق البحر الميت (خريطة 14).
خرج سيحون لمحاربة بني إسرائيل في مدينة ياهص؛ وقُتِلَ في المعركة سيحون وبنوه وجميع شعبه فلم يعد لهم وجود.
ع34: حرَّمنا: قتلنا.
شاردًا: هاربًا.
استولى بنو إسرائيل على كل مدن مملكته وأهلكوا في كل مدينة جميع سكانها من الرجال والنساء والأطفال، فلم يفلت أحد من الهلاك ولا شيء من الدمار.
ع35: غنيمة الحرب التي أخذها بنو إسرائيل من جميع مدن الأموريين كانت الأغنام وجميع الممتلكات ذات القيمة مثل الفضة والذهب.
ع36: عروعير: مدينة موآبية إلى الشمال من نهر أرنون وتسمى أيضًا عار (ع18). وتسمى الآن "عراعير".
المدينة التي في الوادى: غالبًا حشبون عاصمة الأموريين.
جلعاد: إقليم جبلى شرق نهر الأردن (خريطة 14).
ع37: لم تكن قرية قد امتنعت علينا: استولينا على جميع بلاد الأموريين.
مدن الجبل: المنطقة الجبلية عند منابع نهر اليبوق وقد سكنها العمونيون.
تحددت المنطقة التي احتلها بنو إسرائيل وهي من عروعير إلى جلعاد. ويؤكد موسى هنا أنه لم يمس منطقة بنى عمون المجاورة لتلك المناطق في وادي يبوق ومدن الجبل وكل المناطق التي تخص الشعوب التي أوصى الرب بعدم مهاجمتها.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير التثنية 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/deuteronomy/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/pz5rj2f