* تأملات في كتاب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51
الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالعِشْرُونَ
(1) هدم هيكل سليمان (ع1-2)
(2) ظهور مُسَحاء كَذَبَة (ع 3-5)
(3) الكوارث العامة (ع 6-8)
(4) ضيقات خاصة (ع 9-10)
(5) التضليل (ع 11-14)
(6) رجسة الخراب (ع15)
(7) الهروب من أورشليم (ع 16-20)
(8) الضيقة العظيمة (ع 21-22)
(9) المجيء الثاني مُعْلَن للكل (ع 23-28)
(10) انهيار الطبيعة (ع 29)
(11) مجيء المسيح (ع 30-31)
(12) مثل شجرة التين (ع 32-34)
(13) ميعاد مجيء المسيح (ع 35-36)
(14) الاستعداد لمجيء المسيح (ع 37-41)
(15) مثل رب البيت والسارق (ع 42-44)
(16) مثل العبد الأمين (ع 45-51)
+1 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. 2 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!»
كان هيكل سليمان مبنًى عظيما جدا، اهتم هيرودس الملك - إرضاءً لليهود - بتجميله وتوسيعه، وكان مبنيا بحجارة ضخمة جدًا وبعضها مغطى بصفائح معدنية لامعة.
وفيما كان التلاميذ منبهرين بعظمة أبنية الهيكل، ويشيرون إليها أمام المسيح، قال لهم أنه سينهدم تماما، وقد حدث هذا عام 70 م على يد الرومان لأن اليهود عصوا عليهم.
† هدم الهيكل كان إعلانا لظهور هيكل جديد، وهو الكنيسة التي أساسها دم المسيح. ولكيما يبنى الله هيكله داخلك، ينبغي أن يموت إنسانك العتيق، أي طبيعتك المائلة للشر، وذلك من خلال سِرَّي المعمودية والاعتراف.
3 وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» 4 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5 فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.
ع3:
جلس المسيح مع تلاميذه على جبل الزيتون، وهو قريب من أورشليم، ومن هناك يظهر الهيكل واضحا، فسأل التلاميذ المسيح عن ميعاد خراب الهيكل، وسألوه أيضًا عن مجيئه الثاني، وما هي العلامات التي تظهر قبل مجيئه، حتى ينتبهوا ويستعدوا.من هذا يظهر أن إجابة المسيح تشمل موضوعين، هما خراب أورشليم ومجيئه الثاني. وسنلاحظ تداخلهما، لأن الأمر المستفاد منهما واحد، وهو التوبة والاستعداد. وقد كان اليهود يظنون أن هيكلهم سيظل إلى نهاية الأيام، والتلاميذ ظنوا أن خرابه سيكون في النهاية.
ع4-5: نبههم المسيح إلى ظهور أناس مدّعين كاذبين، يقول كل منهم إنه المسيح، أو يأتون كأنهم رسل منه؛ فينبغي فحصهم وعدم الانسياق وراءهم. وإن لم يقولوا كلاما يتفق مع كلام الكتاب المقدس والكنيسة، يكونون كاذبين، فنرفضهم.
† لا تسرع نحو أية تعاليم خارج الكنيسة، حتى لو كان قائلها له اسم وشهرة، بل اثبت في كنيستك وتعاليمها، وبالصلاة والخضوع لإرشاد الآباء الروحيين، ستكتشف الضلال في تعاليم الغرباء.
6 وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8 وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ.
ع6:
يثير الشيطان الناس على بعضهم البعض، فتحدث انقسامات وحروب، وذلك ليكرهوا بعضهم البعض، فيتسلط عليهم ويشغلهم بالمشاكل عن عبادة الله، ويملأهم بالقلق والخوف."لا ترتاعوا": لا تنزعجوا من هذه الأخبار، بل توقعوها، وصلّوا لكي يسندكم الله ويعطيكم سلاما، ويحفظ الذين داخل هذه الحروب.
"ليس المنتهى بعد": هذه الحروب تذكركم بالاستعداد لنهاية الأيام، ولكن ليست هي العلامة النهائية قبل يوم الدينونة.
ع7:
علامة ثانية يعطيها المسيح، ليس فقط الانقسامات والحروب، بل نقص الطعام والشراب، أي المجاعات، فيموت الكثيرون. ثم ينشر الشيطان الأمراض كأوبئة، ليخيف الناس ويشغلهم عن الله. ويستخدم علامة أخرى وهي الزلازل وكل تغيرات في الطبيعة، حتى يتذمر الناس على الله.
ع8:
كل هذه العلامات ستتكرر كثيرا، ولكنها بداية المتاعب، وما زالت هناك علامات أخرى قبل مجيء المسيح.† لا تنزعج إن واجهتك ضيقات، بل ثق في قدرة إلهك أن يحميك من حروب إبليس، ويحوّل الضيقة المادية إلى نمو في حياتك الروحية؛ فقط تمسك بالله بصلوات وأمانة في حياتك.
9 حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10 وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
ع9:
إلى جانب الكوارث العامة التي يحاول إبليس بها أن يسقطهم في التذمر، يثير ضيقات ضد أولاد الله في اضطهادات كثيرة لأجل إيمانهم، فيخسرون كثيرًا من راحة الجسد، بل يتعرضون لعذابات تصل إلى الموت؛ وهوبهذا يحاول إبعادهم عن الله، بل جحد المسيح.
ع10:
أمام الاضطهادات التي تواجه أولاد الله، يخاف ويتشكك بعض المؤمنين فيرتدوا عن الإيمان ويقاوموا إخوتهم، ويتحالفوا مع الأشرار لاضطهاد المؤمنين، فيسلمونهم للحكام الأشرار حتى يعاقبونهم ويقتلونهم، وتحدث بهذا انقسامات وكراهية بين المرتدين عن الإيمان وبين إخوتهم المؤمنين، بل يصيرون أكثر اضطهادا لإخوتهم من المضطهدين الخارجيين.† اُنظر إلى مسيحك الذي احتمل آلاما كثيرة حتى الموت، لتقبل الضيقات من أجله. ولا تضطرب إذا قاومك أقرب الناس، بل اثبت في محبتك لله ولهم، وَصَلِّ لأجلهم حتى يعودوا للإيمان، واثقا أن الله يسندك فلا يؤذيك أحد إلا بإذنه.
11 وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12 وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13 وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14 وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.
ع11:
الضربة الثالثة التي يوجهها الشيطان لأولاد الله، بعد الكوارث العامة والضيقات الخاصة، هي تضليلهم عن الحق بظهور أنبياء كذبة كثيرون، أي أناس يدّعون أنهم مرسلون من الله، أو أصحاب فلسفات ومذاهب تبعد الناس وتشككهم في الله وفي الكنيسة، وتسقطهم في شهوات مختلفة.
ع12: بابتعاد الناس عن الله وسقوطهم في شهوات كثيرة، تضعف محبتهم لله، ويصيروا جسديين وبعيدين عن الحياة الروحية.
ع13:
على الجانب الآخر، يتمسك القليلون بالإيمان المستقيم، ويرفضون ضغوط التشكيك والتضليل. ومن يظل متمسكا، يعلن إيمانه ومحبته، فينال الخلاص الأبدي.
ع14:
حتى يكون الإنسان بلا عذر، يوفر الله الدعوة بالإيمان المستقيم لكل البشر، فتصل الكرازة للكل قبل المجيء الثاني للمسيح، لتعطى فرصة الخلاص للجميع.† لا تنساق وراء أية تعاليم غريبة أو اجتماعات خارج الكنيسة، ودقق في صداقاتك لتحتفظ بإيمانك المستقيم.
ع15:
15 «فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ
يلاحظ أن كلام المسيح، من هذا العدد حتى (ع22)، يقصد به أساسا خراب أورشليم.
"رجسة الخراب": هى النجاسة التي تظهر في المكان المقدس، أي أورشليم بهيكلها العظيم، وهذه النجاسة تعلن قرب خراب أورشليم. وقد تنبأ عنها دانيال (دا 9: 27)، وكان يقصد تنجيس أورشليم عند محاصرة جيوش الرومان لها وهم يحملون تماثيلهم الوثنية. فهذا يعلن قرب خراب أورشليم، لأنهم بعد ذلك سيهجمون على المدينة ويدمرونها، ويخرّبون الهيكل.
"ليفهم القارئ": لأن المسيح يعلم أن الإنجيل سيكتَب ويقرأه المسيحيون، فيلزم أن يهربوا في تلك الساعة من أورشليم قبل تخريبها وقتل من فيها؛ وقد حدث هذا فعلا، ونجا المسيحيون من الموت.
ويرمز هنا أيضًا إلى قيام ضد المسيح في المكان المقدس، أي الهيكل، ويدنسه بشره، ويتبعه كثيرون من الذين يضلهم، فليفهم القارئ أن يوم الدينونة قد اقترب.
† عندما ترى علامات النهاية، مثل الحروب والأوبئة والاضطهادات، اعلم أن حياتك في الأرض غير مستقرة واستعد لأبديتك، فتهرب من الخطية لتحيا مع الله.
16- "فحينئذ، لِيَهْرُبِ الذين في اليهودية إلى الجبال. 17- والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئًا. 18- والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه. 19- وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام. 20- وصَلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت."
ع16:
إذا لاحظ المسيحيون حصار أورشليم، سواء الموجودين فيها أو في بلاد اليهودية المحيطة بها، فليهربوا إلى الجبال التي حولهم حتى لا يفتك بهم عساكر الرومان. وبالفعل، فالذين ظلوا في أورشليم، قتلهم تيطس القائد الروماني بأعداد ضخمة جدًا.
ع17:
إن كان شخص فوق السطح، فليهرب سريعا إذا رأى من بعيد جنود الرومان مقبلين، ولا يفكر في أمتعته التي في البيت حتى ينجو بحياته.
ع18:
العاملون في الحقول ينبغي أن يجروا سريعا للأمام، ولا يعودوا حتى لأخذ ثيابهم التي خلعوها ليقوموا بأعمالهم.
ع19:
تظهر صعوبة الهرب على الحبالى والمرضعات اللائى يحملن الأَجِنّة والأطفال الصغار، لتثقّلهن بما يحملن.
ع20:
يا ليت هذا الخراب والهرب منه لا يكون في شتاء، حتى لا تكون الأمطار معوّقة للهرب والطرق موحلة، وأيضا لا يكون في سبت، حتى لا يتعبهم ضميرهم أنهم يجرون مسافات طويلة في يوم السبت ضد ما تأمر به الشريعة، أو تمنعهم شرطة اليهود من ذلك.ومن الناحية الروحية، يرمز كل ما سبق للهروب من الشر سريعًا إلى الجبال التي تشير للارتفاع مع الله عن العالم، وعدم النزول إلى الشهوات أو التراجع إليها، وطلب معونة الله ليسند ضعفنا إن كنا مثْقَلين بأحمال وأتعاب هذا العالم.
† فلنسرع في الهرب، مهتمين بخلاص نفوسنا قبل كل شيء، ومتنازلين عن الماديات لننال الملكوت.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
21 لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22 وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ.
ع21:
كان هجوم تيطس الروماني على أورشليم عنيفا، فقتل فيها أكثر من مليون يهودي، بالإضافة إلى من قتلهم في اليهودية؛ هذا الدمار لم يكن مثله في كل هذه المنطقة."لم يكن مثله... ولن يكون": أي لم يحدث خراب بهذه القسوة في أورشليم، ولن يحدث بعد ذلك بهذا المقدار.
وهذا يرمز للضيق العظيم الذي سيحدث في العالم كله قبل يوم الدينونة، الذي لم يكن ضيق مثله قبل ذلك، ولن يكون.
ع22:
تَدَخَّلَ الله، فلم يستمر حصار أورشليم إلا خمسة أشهر، حتى لا يهلك كل من فيها. وقد فعل الله هذا، حتى يهرب المسيحيون إلى الجبال كما قال لهم.ينطبق هذا أيضًا على نهاية الأيام، إذ يكون اضطهاد شديد من الشيطان لأولاد الله حتى يرجعوا عن إيمانهم، فَيُضَيِّقُ عليهم حتى في الحصول على ضروريات الحياة، ويعذب ويقتل الكثيرين. ولكن محبة الله ستجعل هذه الفترة قصيرة، حتى لا يضعف إيمان أولاده وينكروا مسيحهم، بل يسمح بضيقات على قدر احتمال أولاده، ويعطيهم المعونة للهرب منها، والالتجاء للكنيسة والعبادة الروحية، فيجدوا خلاصهم.
† اطمئن، فالله لا يدعك تجرَّب فوق طاقتك، ويسندك في الضيقة، بل ويجعلها دافعا لاقترابك إليه؛ فثق أن يد الله ضابط الكل أبوك السماوي تدبّر حياتك ولا يضرك شيء.
23 حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24 لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25 هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26 فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28 لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ.
ينبّه المسيح أولاده إلى ظهور أشرار يدّعون أنهم هو، ويتظاهرون بالتقوى، ولكن يدسون تعاليم غريبة لتضليل المؤمنين. فينبغي الابتعاد عنهم ورفض تعاليمهم ما داموا خارجين عن الكنيسة، مهما كانت معجزاتهم، فالشيطان قادر على عمل معجزات، ولكن غير بنّاءة. وطالما أن الإنسان مطيع للكنيسة وآبائها، فلا خوف عليه من الضلال.
ع26:
من التضليل، الادعاء أن مجيء المسيح وظهوره سيكون لعدد قليل في مكان ما، مثل صحراء معيّنة، أو مختفيا في مكان مغلق مع جماعة خاصة؛ فينبّه المسيح أن مجيئه سوف يُعلَن لكل البشر في نفس الوقت.
ع27:
يعطى المسيح تشبيها لمجيئه بالبرق الذي يظهر في السماء، فيراه كل الناس سواء في الشرق أو الغرب، هكذا لا يحتاج إنسان أن ينبّه آخر لمجىء المسيح. ويلاحظ أن البرق يظهر فجأة ويكون واضحا لكل الناظرين، هكذا يكون مجيء المسيح الثاني.
ع28:
يمكن أن يُقصَد بهذه الآية خراب أورشليم، فالجثة هى الأمة اليهودية التي ابتعدت عن الله، فصارت ميتة بالنسبة له، وهجم عليها الرومان كالنسور فخرّبوا أورشليم، وكانوا يحملون رمزهم، وهو النسور، على راياتهم وهم يهاجمون أورشليم.وتنطبق أيضًا هذه الآية على نهاية الأيام، عندما تهجم النسور، وهم الملائكة، على الأشرار الذين يُرمَز لهم بالجثة ليعلنوا غضب الله وقضائه عليهم، ليلقوهم في العذاب الأبدي.
وكذلك يُقصَد بالجثة المسيح المصلوب والمعطى على المذبح في كنيسته كل يوم جسدا ودما حقيقيا، هناك يجتمع القديسون المرتفعون في حياة سمائية مثل النسور الطائرة في علو السماء.
هكذا في مجيء المسيح، يجتمع أولاده حوله بواسطة الملائكة، ويفرحون معه. وعلى العكس، يجتمع الأشرار حول إبليس في العذاب الأبدي.
† إن كنت كالنسر من أولاد الله، فمكان اجتماعك يكون حول المسيح في الكنيسة، فتجد راحتك وفرحك دائما.
29 «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.
يتكلم هنا عما يحدث في نهاية الأيام، يختفى ضوء الشمس والقمر، وتتساقط النجوم، فتضطرب الطبيعة كلها، وحينئذ يظهر المسيح ليدين العالم كله. وستزداد هذه العلامات بظهور المسيح بنوره القوى، فتصير الشمس والقمر بالنسبة له مظلمان لضعفهما أمام نوره القوى، وكل شيء في الطبيعة يصبح بلا قيمة.
ومن الناحية الروحية، يرمز ظلام الشمس والقمر إلى ضعف المعرفة بالله، واضطهاد الكنيسة أيام ضد المسيح، والارتداد العام عن الله. ويصبح الحق مهتزا، بل يتساقط في نظر الكثيرين.
وينطبق هذا على كل إنسان يبتعد عن الله، فَتُظْلِمُ روحه وعقله، وتتساقط مواهبه وقدراته، ويهتز كيانه نتيجة انغماسه في الشهوات والأمور الدنيوية.
† عندما تقابل اضطرابات في حياتك وتُحَارَبَ بالقلق، التجئ سريعا إلى الله ليحميك ويرشدك، فتسلك مطمئنا مهما كان الاضطراب محيطا بك.
30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31 فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.
ع30:
يكمل المسيح حديثه عن يوم الدينونة، فبعد انهيار الطبيعة، تظهر علامة ابن الإنسان في السماء، وهي الصليب، بنور ومجد. وحينئذ، يرتعد ويخزى غير المؤمنين وغير التائبين جميعهم، لأنهم رفضوا الإيمان بالمسيح المصلوب، بل صلبوه مرارا في حياتهم بانغماسهم في الشر، ويبكون في ندم بلا رجاء. ويسميهم "قبائل الأرض"، تمييزًا لهم عن أولاد الله السمائيين المؤمنين به.ثم يظهر المسيح نفسه بمجد عظيم على سحاب السماء، لأننا قد تعودنا أن السحاب يشير لحضرة الله، كما حدث أيام موسى وفي التجلي.
ومنظره في مجده، يختلف تمامًا عن صورة تواضعه عند مجيئه الأول في الجسد.
ع31:
تظهر ملائكة الله في الحال بأبواق الهتاف والفرح والنصرة، ليجمعوا أولاد الله المؤمنين به من أركان العالم الأربعة ليملكوا إلى الأبد مع مسيحهم. يجمعون، ليس فقط سكان السماء، أي أرواح القديسين، بل كل الذين عاشوا حياة سماوية على الأرض.† كم هو يوم عظيم ومبهج لأولاد الله، فلنستعد بتوبة وتدقيق شديد، ونحتمل آلام الحياة لنتمجّد معه.
32 فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. 34 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ.
يعطى المسيح مثلا هنا، وهو شجرة التين التي تبدو جافة في فصل الشتاء، ولكن عندما يأتي الصيف تسرى العصارة في أغصانها، وتمتلئ بالأوراق والأزهار والثمار، وهذا دليل على حلول فصل الصيف.
كذلك إذا ظهرت العلامات السابق ذكرها في هذا الأصحاح (ع5-15)، فهذا يعني قرب خراب أورشليم.
† إذا زاد الشر واحتملت ضيقات كثيرة، فهذا معناه قرب انفراج الضيقة، وتمجيد الله لك.
ع34:
"هذا الجيل": الجيل يشمل من 30 إلى 40 سنة، وقد حدث خراب أورشليم بعد هذا الكلام بأربعين سنة، وبعض السامعين عاشوا حتى خراب أورشليم، مثل يوحنا الحبيب.يحدد المسيح ميعاد إتمام هذه العلامات، وهو الجيل الذي يعيش فيه من يسمعونه، ويقصد خراب أورشليم عام 70 م.
كما يقصد أيضًا انتشار الإيمان به في القارات المعروفة وقتذاك، وبدء استعداد المؤمنين للملكوت الأبدي.
35 اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. 36 «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.
ع35:
يؤكد المسيح صدق كلماته وحتمية تنفيذها، فهي أثبت من أي شيء يعرفه البشر. فإن كانت الأرض ثابتة تحت أقدامهم، والسماء مرتفعة فوقهم، لكنهما سيزولان في يوم الدينونة، ليتم كلام الله، فيأخذ أولاده إلى ملكوته. والسماء ترمز إلى الروح التي تنتقل إليها، والأرض للجسد الذي يوضع فيها. أي أن البشر يموتون على مدى الأجيال، لكن لا بُد أن تتم في النهاية هذه العلامات ومجيئه الثاني.
ع36: يجب ألا ينشغل أحد بتحديد ميعاد مجيئه، فهو لن يعلنه ولا حتى لملائكته، حتى لا يتراخى الناس في جهادهم واستعدادهم الروحي، أو يرتعدوا ويخافوا فَتُشَلُّ حركتهم الروحية.
† حيث أن الله لن يعلن ميعاد مجيئه، ولا يوم انتقالك من العالم، فيلزم أن تستعد كل يوم بالتوبة والصلاة ومحبة الآخرين.
37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38 لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39 وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 40 حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. 41 اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى.
بعطى تشبيها لحياتنا الآن التي نستعد فيها لمجىء المسيح، بما كان يحدث أيام نوح. فقبل الطوفان، كان الناس منشغلين بشهواتهم وأعمالهم المادية من زواج وأكل وشرب، متناسين علاقتهم بالله، والتوبة عن خطاياهم. كذلك الآن في حياتنا، يوجد كثيرون منشغلون عن خلاص نفوسهم باهتماماتهم العالمية.
ع39:
أتى الطوفان فجأة، ولعدم استعدادهم هلكوا.كذلك فمجىء المسيح يأتي فجأة، فَيَخْلُصُ فقط المستعدون بحياة التوبة.
† لا تنهمك في الانشغالات المادية لأنها ليست هدف حياتك، بل الهدف هو محبة الله. فتعَوَّد العلاقة معه في صلوات وأصوام وقراءات روحية، حتى إذا فاجأك يوم النهاية تكون مستريحا، بل ممجدا في فرح لا يُعَبَّرُ عنه.
42 «اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. 43 وَاعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 44 لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ.
ع42:
يستكمل المسيح حديثه عن الاستعداد للملكوت، فينادى صراحة بأهمية السهر الروحي، أي اليقظة والانتباه لخلاص النفس بالتوبة، ومحاسبة النفس كل يوم، والاهتمام بالممارسات الروحية، لتنمو محبتنا لله، فينتج عنها محبة وتسامح وخدمة للآخرين.وسبب تركيزه على أهمية السهر، أي الاستعداد الدائم، هو عدم معرفتنا لميعاد مجيئه.
"هزيع": قسم من الليل الذي يقسّمه اليهود إلى أربعة أقسام.
"السارق": الموت، وكناية أيضًا عن مجيء ابن الإنسان المفاجئ.
"يُنْقَبُ": يُسرق.
"في ساعة لا تظنون": في ساعة لا تعرفونها.
يعطى المسيح مثلا عن أهمية السهر الروحي لمواجهة السارق (الموت) الذي يأتي أثناء الليل، منتهزا فرصة نوم من في البيت ليكسر ويدخل من أي مكان ليسرقه. فلو كان رب البيت المسئول عنه يعرف ميعاد مجيء اللص، لَظَلَّ مستيقظا ليمنعه من سرقة بيته.
ثم يؤكد أهمية الاستعداد، لأن المسيح لم ولن يحدد ميعاد مجيئه.
† كُن حريصًا لئلا يوجه الشيطان فكرك وحواسك إلى شهوات الشر حتى يقنعك بضرورتها، فتفاجأ بيوم الدينونة، ولا تستطيع أن تفعل شيئًا.
45 فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46 طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! 47 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48 وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. 49 فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى. 50 يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، 51 فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.
ع45:
يقدم المسيح مثلا آخر لسيد يقيم أحد عبيده وكيلا له للعناية باحتياجات العاملين عنده، ويسافر فترة. ثم يتساءل عن صفات العبد الأمين الحكيم، ويجيب بأنه هو الذي يعطى طعاما لكل من في البيت في الوقت المناسب."العبد": كل مسيحي: أب أو أم أو خادم مسئول أن يرعى ويخدم غيره.
"الأمين": الذي يتمم واجباته على الوجه الأكمل.
"الحكيم": من يستعد لأبديته بالسهر الروحي.
"سيده": المسيح.
"خَدَمِهِ": كل النفوس المحيطة بالمسيحي أو الخادم، التي يطالبه الله برعايتها والاهتمام بها روحيا.
"الطعام": الرعاية الروحية، وما تشمله أيضًا من سد الاحتياجات المادية والنفسية.
"في حينه": أي في الوقت المناسب عند احتياجهم.
يمتدح العبد الذي يفعل ما كلّفه به سيده طوال فترة سفره، ويكافئه بأن يقيمه وكيلا على جميع ممتلكاته.
وهو بهذا يرمز لأهمية عناية كل واحد بخلاص نفسه، وإشباع روحه وجسده بعلاقة حية مع الله، ويهتم أيضًا بخدمة كل من حوله وجذب النفوس للمسيح. والمكافأة هي أن يرفعه إلى السماء ليعطيه معرفة الله، والتمتع الدائم بعشرته.
"إذا جاء سيده": مجيء المسيح في يوم الدينونة.
"يفعل هكذا": مستمر في أمانته ويقظته الروحية واستعداده للأبدية.
"الحق": تأكيد لأهمية ما سيعلنه.
"جميع أمواله": أي معرفة الله في الأبدية والتمتع بعشرته.
العبد غير الأمين يسلك بالشر بعد إقامته وكيلا للعناية بالخدم الذين في البيت، فبدلًا من أن يهتم باحتياجاتهم، يكون قاسيا عليهم، ظانا أن سيده لن يأتي سريعا. وينهمك في إشباع لذاته المادية التي يمثلها بالأٍكل وشرب الخمر حتى السكر.
"العبد الرَّدِىُّ": المسيحي أو الخادم الذي يهمل علاقته مع الله، وينشغل بالشهوات الشريرة.
"يبطئ قدومه": يتناسى الاستعداد ليوم الرب بداعى أنه ما زال هناك وقت طويل في العمر، فينغمس في الشهوات.
"يضرب العبيد": القسوة والظلم في معاملة الآخرين.
"يأكل ويشرب مع السكارى": الانهماك في اللذات والشهوات المادية.
"سيد": كناية عن الله.
"ذلك العبد": الإنسان الأنانى المنشغل بشهواته الفاسدة، وليس له محبة نحو الآخرين، ويتغافل عن الاستعداد لأبديته.
"فَيُقَطِّعَهُ": أي يبيده.
يأتي السيد بغتة دون ميعاد، فيرى عدم أمانة عبده في خدمته، فيبيده ويلقيه مع الأشرار المرائين في العذاب الأبدي حيث البكاء وصرير الأسنان، أي الآلام الصعبة جدًا واليأس، لأنه يتظاهر أنه وكيل عن الله في العناية بنفسه وَمَنْ حوله، وهو في الحقيقة يُفسد نفسه ويسىء للآخرين.
† افحص المسئوليات والنفوس التي وضعك الله بينها لتجذبها إليه، واسأل نفسك ما مدى أمانتك في وقتك ومواهبك وكل إمكانياتك، وهل استخدمتها لمجد الله أم لمزاجك الشخصى وانحرفت بها في الشر؟
وهل تصلى وتسعى لخلاص كل نفس حولك؟
← تفاسير أصحاحات إنجيل متى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير متى 25 |
قسم تفاسير
العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير متى 23 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/matthew/chapter-24.html
تقصير الرابط:
tak.la/45bsa9z