* تأملات في كتاب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34
الأَصْحَاحُ العِشْرُونَ
(1) مَثَل الفَعَلَة (ع 1-16)
(2) نبوة عن آلام المسيح وصلبه (ع 17-19)
(3) الرئاسة بين التلاميذ (ع 20-28)
(4) فَتْح عيون الأعميين (ع 29-34)
1 «فَإِنَّ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلًا رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الصُّبْحِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ، 2 فَاتَّفَقَ مَعَ الْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي الْيَوْمِ، وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ. 3 ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَامًا فِي السُّوقِ بَطَّالِينَ، 4 فَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى الْكَرْمِ فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا. 5 وَخَرَجَ أَيْضًا نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذلِكَ. 6 ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَامًا بَطَّالِينَ، فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا وَقَفْتُمْ ههُنَا كُلَّ النَّهَارِ بَطَّالِينَ؟ 7 قَالُوا لَهُ: لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ. قَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى الْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ. 8 فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ قَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: ادْعُ الْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُ الأُجْرَةَ مُبْتَدِئًا مِنَ الآخِرِينَ إِلَى الأَوَّلِينَ. 9 فَجَاءَ أَصْحَابُ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَارًا دِينَارًا. 10 فَلَمَّا جَاءَ الأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ أَيْضًا دِينَارًا دِينَارًا. 11 وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ 12 قَائِلِينَ: هؤُلاَءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً، وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلَ النَّهَارِ وَالْحَرَّ! 13 فَأجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ، مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟ 14 فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيرَ مِثْلَكَ. 15 أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟ 16 هكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».
ع1:
"رب بيت": هو الله."كرمه": هو الكنيسة.
"الفعلة": هم كل البشر الذين يدعوهم الله للحياة معه وخدمته.
الله هو الذي خرج، أي أنه المبادر في طلب الإنسان، والبادئ بالحب، وقد خرج من الفجر في الساعة الأولى يطلب قلوب أولاده.
الساعات اليهودية المعروفة خمس ساعات، ترمز لحياة الإنسان، وهي (مع ملاحظة أن الساعة هنا ليست 60 دقيقة، وإنما فترة زمنية تمتد إلى الساعة التي تليها):
الساعة الأولى: الطفولة.
الساعة الثالثة: الصبا.
الساعة السادسة: الشباب.
الساعة التاسعة: الرجولة.
الساعة الحادية عشرة: الشيخوخة.
وتشير هذه الساعات أيضًا إلى تاريخ البشرية: آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى والأنبياء، ثم المسيح.
ومعنى هذا، أن الله يطلب الإنسان على مدى تاريخ البشرية، وطوال حياته، لعله يستجيب فيَخلُص.
"المساء": هو نهاية العمر، ويوم الدينونة.
"وكيله": هم الملائكة.
"أصحاب الساعة الحادية عشرة": عندما لامهم السيد لوقوفهم بطالين طوال النهار، قالوا: "لم يستأجرنا أحد" (ع7)، أي لم يفهموا دعوة الله، فظلوا بلا عمل روحي طوال حياتهم، حتى انتبهوا في آخر العمر.
"دينارا": هو الخلاص والحياة الأبدية.
فالكل، ما دام قد آمن بالمسيح، وعمل معه ولو لساعة واحدة، ينال الحياة الأبدية. ولكن، يتميّز الواحد عن الآخر، بمقدار تمتعه وعشرته وارتباطه بالله.
وقد تكون الدعوة أتت في نهاية الحياة، وتجاوب الإنسان معها بكل قلبه، فيصير مثل أصحاب الساعة الأولى، بل قد يكون أفضل منهم بمقدار حبه لله.
وإن قال واحد سأنتظر حتى الساعة الحادية عشرة، ما دام الخلاص يُعطَى للكل، ولا أريد أن أكون متميزا في ملكوت السماوات، فهذا معناه:
أولًا: أنه لا يعرف أن عمره قد ينتهى في أية لحظة.
ثانيا: أنه لا يُقدّر قيمة عشرة الله ومحبته، فيستهين بعلاقته مع الله على الأرض.
ع11-16: يرمز أصحاب الساعة الأولى لليهود، الذين ظنوا أن الخلاص قاصر عليهم وليس للأمم، وأنه إذا آمن غير اليهود بالمسيح، يكونون في مرتبة أقل من اليهود الذين صاروا مسيحيين، وتكلموا عن أصحاب الساعة الحادية عشرة قائلين: "هؤلاء الآخرون..." أما المسيح فكلمهم بحب قائلًا: "يا صاحب."
وفي هذا التذمر تدخّـل في عمل الله كديّان، فهو قد أعطى كل واحد ما اتفق معه عليه، ثم أنعم على غيره، دون أن يُنقص من اليهودي أو المتذمر شيئًا.
"عينك شريرة": أي أنانية، تفكر في الخير لنفسك وترفضه لغيرك، وتحسد الآخرين على ما ينالونه.
"كثيرين يُدْعَوْنَ": الله يطلب خلاص الكل. ولكن، لا يؤمن ويحيا في المحبة إلا القليلين، هؤلاء هم فقط الذين يَخلُصون.
خلاصة القول، إن المسيح يعطى الخلاص لكل من يؤمن به ويحيا معه في كنيسته، سواء عاش حياة التوبة من بداية حياته، أو في أواخر عمره.
وهذا لا ينفى وجود منازل ودرجات في الملكوت، لكن الكلام هنا فقط عن دخول الملكوت.
* اُنظر إلى كل البشر على أنهم صورة الله، وأنهم قد يسبقوك إلى الملكوت، واعمل الخير مع الكل، خاصة مع الضعفاء والبعيدين عن الله، لعلهم يتوبون، عالما أنهم قد يزدادون في محبة الله أكثر منك.
17 وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: 18 «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، 19 وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
مرة ثالثة، عند اقتراب المسيح مع تلاميذه من أورشليم، وكان ذلك في نهاية حياته على الأرض، ينبههم إلى الآلام التي سيتحملها من أجل البشرية، من حيث اضطهاد اليهود له، واستخدامهم الأمم، في شكل السلطة الرومانية، لصلبه، حتى يموت ويتخلّصوا منه. ولكنه، بلاهوته، يقوم في اليوم الثالث.
وقد ذكر هذا حتى لا ينزعجوا عندما يحدث ذلك، وقد كرر هذه النبوة لهم مرات كثيرة، لأنهم كانوا ما زالوا مستغرقين في فكرة مُلكه الأرضى، فغريبة جدًا عليهم أخبار آلامه وموته.
* الله يحاول إعداد قلبك للأحداث المقبلة التي لا تعرفها ولا تستطيع قبولها، فتجاوب مع صوته بالاقتراب إليه، والتوبة والازدياد في علاقتك به، وقبول الأمور المعاكسة لإرادتك؛ حينئذ تزداد قوة وصلابة، فلا تضطرب من أية أمور أخرى تأتي عليك، سواء كانت أمور محزنة أو محيرة، وثق أن الله بجوارك يسندك، فتمر فيها بسلام.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
20 حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. 21 فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». 23 فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24 فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. 25 فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26 فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، 27 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، 28 كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
"حينئذ": بعد كلام المسيح عن آلامه المقبلة.
"أم ابنى زَبْدِى": وهى سالومة، وتقدّمها كان بتحريض من ابنيها لتعضّدهما في طلبهما من المسيح، والدليل على ذلك أن المسيح خاطبهما بعد ذلك، وليس الأم.
"شيئًا": تأدّبا منها، ولشعورها بصعوبة ما تطلبه، وأنه قد يكون مرفوضا، فقالت له: أريد منك شيئًا.
"ماذا تريدين؟": كان المسيح يعلم ما تريدهٍ، ولكنه قصد أن تراجع نفسها لآخر مرة فيما ستطلبه.
تقدمت أم ابنى زَبْدِى ومعها ابناها إلى المسيح، وسجدت له في إيمان، وإذ ظنت أن المسيح يكون له مُلك أرضى، كما يفكر باقي اليهود، فحبا في ابنيها، طلبت منه أن يكون لهما مكانا متميزا في هذا الملكوت عن باقي التلاميذ، فيجلسان، الواحد عن يمينه والآخر عن يساره، أي أن تكون لهما رئاسة على الباقين.
وجّه المسيح نظر التلميذين إلى الآلام التي ينبغي احتمالها من أجل الوصول إلى الملكوت، هذا ما يتم طوال الحياة، ليبعد أعينهما عن التعلق بالمراكز الأرضية، ويفكّرا بطريقة روحية في ملكوت السماوات أنه حب وعشرة مع الله، وليس بحثا عن المراكز أو الرئاسة.
وسألهما سؤالا واضحا: هل تستطيعان أن تحتملا كأس الآلام وصبغة الموت؟ فأجابا دون تَرَوٍ وفهم وقالا: "نستطيع." وهنا، وجّه المسيح نظرهما إلى أن الوجود في الملكوت هو نعمة من الله، فلا يستطيع الإنسان بإرادته فقط أن يحتمل الآلام من أجل المسيح، بل بمعونة الله.
"أُعِدَّ لهم من أبى": أي من أكملوا جهادهم، فيستحقون نعمة الله. ومع أن إرادة الابن والآب إرادة واحدة، قال هنا "أبى"، ليرفع تفكيرهم من المُلك الأرضي معه إلى الملكوت السماوي، أي عند الآب.
ع24:
تحركت محبة العظمة في قلوب التلاميذ عندما سمعوا رغبة ابنى زَبْدِى يعقوب ويوحنا في هذه الرئاسة، واغتاظوا وتضايقوا، إذ خافوا أن ينالا ما يطلبان.نبّههم المسيح إلى أن السعى نحو الرئاسة هو تفكير أهل العالم، وليس أولاد الله. وأعلن بوضوح أهمية السعي نحو الاتضاع في شكل خدمة بعضهم البعض، وخضوع كل واحد للآخر، فهذا ما يجعلهم عظماء في نظر الله، وتكون لهم مكانة متميزة في السماء.
أي أن العالم يسعى للرئاسة والتسلط، أما أولاد الله فللاتضاع والخدمة.
ع28:
أعطى المسيح نفسه مثالا في الاتضاع، فهو لم يطلب مركزا عالميا فيخدمه كثيرون، بل أتى ليكون خادما للبشرية، ويموت عنها ليفديها.*
هل تبحث عما تقدمه من خدمة للآخرين، وكيف تخضع لهم، أم عن مكانتك وكرامتك وسطهم؟ ليتك من اليوم تخضع للكل، لترتفع في نظر الله.
29 وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، 30 وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!» 31 فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا، فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!» 32 فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟» 33 قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!» 34 فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا، فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.
هذه آخر معجزة يعملها المسيح قبل دخوله أورشليم. ففيما هو سائر في الطريق مع الجمع، كان هناك أعميان جالسان على الطريق، يبدو أنهما كانا يستعطيان (يشحذان).
فلما سمعا صوت الجمع، وعلما أن هذا هو موكب المسيح الذي يشفى المرضى، آمنا بقدرته على الشفاء، وصرخا يطلبان منه ذلك، واثقين أنه المسيا المنتظر ابن داود.
وقد ذُكر هنا أعميان، أما مرقس ولوقا فذكرا أعمى واحدا، يبدو أنه كان هو المتقدم أكثر من الثاني في الكلام (مر 10: 46-52 ؛ لو 18: 35-43).
ع31:
من كثرة صراخهما ضايقا الجمع، فحاولوا إسكاتهما حتى يتمتعوا بالاستماع لكلام المسيح، أما هما فظلا يصرخان في إصرار يعلنان إيمانهما، وحاجتهما الشديدة للشفاء، منتهزين هذه الفرصة التي لا تعوض.* ألح على الله في الطلب، فهذا يُظهر مدى إيمانك، ولا تتعطل بأفكار البشر التي تبعدك عن الله.
وقف يسوع ونادى الأعميين، فهو يهتم جدًا بمن يطلبه، وإن كان ينتظر قليلا، حتى يُظهر مدى تمسكه وإلحاحه في الصلاة. ثم سألهما ماذا يريدان، حتى يظهرا احتياجهما للشفاء، فأعلنا ذلك. وحينئذ ظهر حنانه وشفاهما. ومن فرط فرحهما، تبعاه، ليتمتعا مثل الآخرين بالاستماع لتعاليمه ورؤية معجزاته.
* الله مستعد أن يهبك البصيرة الروحية، أي التمييز والفهم، إن كنت تطلبهما بلجاجة، فحنانه غير محدود نحوك. وإن وهبك الحكمة والتمييز، فاتبع المسيح في كل خطواتك حتى لا يكون إيمانك نظريا، بل تتمتع بعشرته كل يوم أكثر من ذى قبل.
← تفاسير أصحاحات إنجيل متى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير متى 21 |
قسم تفاسير
العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير متى 19 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/matthew/chapter-20.html
تقصير الرابط:
tak.la/fvx94rg