St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   31-Sefr-Hazkyal
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حزقيال 38 - تفسير سفر حزقيال

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حزقيال:
تفسير سفر حزقيال: مقدمة سفر حزقيال | حزقيال 1 | حزقيال 2 | حزقيال 3 | حزقيال 4 | حزقيال 5 | حزقيال 6 | حزقيال 7 | حزقيال 8 | حزقيال 9 | حزقيال 10 | حزقيال 11 | حزقيال 12 | حزقيال 13 | حزقيال 14 | حزقيال 15 | حزقيال 16 | حزقيال 17 | حزقيال 18 | حزقيال 19 | حزقيال 20 | حزقيال 21 | حزقيال 22 | حزقيال 23 | حزقيال 24 | حزقيال 25 | حزقيال 26 | حزقيال 27 | حزقيال 28 | حزقيال 29 | حزقيال 30 | حزقيال 31 | حزقيال 32 | حزقيال 33 | حزقيال 34 | حزقيال 35 | حزقيال 36 | حزقيال 37 | حزقيال 38 | حزقيال 39 | حزقيال 40 | حزقيال 41 | حزقيال 42 | حزقيال 43 | حزقيال 44 | حزقيال 45 | حزقيال 46 | حزقيال 47 | حزقيال 48 | يا ابن آدم

نص سفر حزقيال: حزقيال 1 | حزقيال 2 | حزقيال 3 | حزقيال 4 | حزقيال 5 | حزقيال 6 | حزقيال 7 | حزقيال 8 | حزقيال 9 | حزقيال 10 | حزقيال 11 | حزقيال 12 | حزقيال 13 | حزقيال 14 | حزقيال 15 | حزقيال 16 | حزقيال 17 | حزقيال 18 | حزقيال 19 | حزقيال 20 | حزقيال 21 | حزقيال 22 | حزقيال 23 | حزقيال 24 | حزقيال 25 | حزقيال 26 | حزقيال 27 | حزقيال 28 | حزقيال 29 | حزقيال 30 | حزقيال 31 | حزقيال 32 | حزقيال 33 | حزقيال 34 | حزقيال 35 | حزقيال 36 | حزقيال 37 | حزقيال 38 | حزقيال 39 | حزقيال 40 | حزقيال 41 | حزقيال 42 | حزقيال 43 | حزقيال 44 | حزقيال 45 | حزقيال 46 | حزقيال 47 | حزقيال 48 | حزقيال كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رأينا في الإصحاحات السابقة قيام الكنيسة، ونرى هنا أن هناك حروبًا ستنشأ ضد هذه الكنيسة. فالحروب قائمة ضد شعب الله في كل زمان ومكان، دائمًا هناك حرب ضد شعب الله أيًا كان (شعب إسرائيل فيما قبل المسيح أو الكنيسة فيما بعد المسيح). وهذه الحروب هي تنفيذ لما قاله الله للحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها" (تك 3: 15). ولكن شكرًا لله أن النبوة لم تنتهي هكذا بل نسمع "هو يسحق رأسك" فدائمًا تنتهي هذه الحروب بأن يتدخل الله في الوقت المناسب لهزيمة أعداء الكنيسة. بل إن الله يستخدم هذه الحروب في تنقية كنيسته، وتطهير مؤمنيه وزيادة إيمانهم وثباتهم فيه، فقد رأينا الله يسمح للشيطان بأن يضرب أيوب لينقيه، ويسمح للشيطان أن يضرب بولس الرسول ليحميه من أن ينتفخ (2كو 12:7).

والنبوات تكتب بطريقة مرنة جدًا وإعجازية بحيث يمكن تطبيقها عدة مرات. وهذه النبوة التي تشمل الإصحاحين 38، 39 تتكلم عن حرب رهيبة ضد شعب الله يبدو في أولها أن النصر لأعداء الكنيسة، ولكن سرعان ما ينقلب الحال، إذ أن الله يتدخل لحماية شعبه بعد أن تكون الحرب قد أثمرت الثمرة المطلوبة منها مثل تنقية البعض وإيمان البعض... إلخ.

ومناسبة هذين الإصحاحين في هذا الجزء من حزقيال أن النبي كان قد أشار في الجزء الأول لخراب أورشليم بسبب خطاياها ثم أشار في الإصحاحات 25-32 لهلاك كل أعدائهم. ثم بدأت الوعود بتأسيس أورشليم جديدة. ولكن إنه لمنطق ضعيف أن يتصور أحد أن لنا سلام دائم في هذا العالم، فهذا لن يكون قبل أن نصل للسماء. والضيقات القديمة لا تعفينا من ضيقات جديدة يسمح بها الله ضد كنيسته ولكنها تحت سيطرته الإلهية. وهذا ما يشير إليه النبي هنا، فبعد أن عادت إسرائيل وعاشت فترة في سلام جاء عليها الغزو اليوناني الذي انتهى بأبشع أنواع الاضطهاد أيام أنطيوخس إبيفانيوس الذي هزمه المكابيون وأنهوا حكم اليونان.

 وهذه الحرب هي رمز للعداوة المستمرة ضد ملكوت الله (يو 15: 18، 19). فبعد أن أتى المسيح بالسلام لكنيسته أثار عدو الخير ضدها كل أنواع الحروب، فبدأ بالاضطهاد الدموي وفشل، ثم حاول بالهرطقات التي أثارت الانشقاقات، ولكن في الأيام الأخيرة يبدو أنه سيثير حربًا رهيبة ضد شعب الله ويبدو أيضًا أن النصر سيكون حليفه في أولها، ولكن الآية تنقلب عليه ويهلك جيشه بأسلحته لأن الله هو الذي يحمي كنيسته. وهذه الحروب الأخيرة تشير لها أيضًا النبوات الواردة في (زك 14: 1- 5 + رؤ 14: 19، 20 + رؤ 16: 12-16 + رؤ 20: 7-9) وهذه الحرب الأخيرة أسماها سفر الرؤيا حرب جوج وماجوج ضد الكنيسة، وبهذا تصبح التسمية جوج وماجوج هي اسم رمزي للعدو الذي سيثير حربًا ضد الكنيسة خاصة في الأيام الأخيرة. ولكن مصير هذا العدو الهلاك. وكأن ما حدث حول أسوار أورشليم حين زحف جيش أشور الجبار ضدها مُحطِّمًا في طريقه عدة مدن من يهوذا حارقًا إياها، ثم حاصر أورشليم أخيرًا، لكن الله أهلك 185000 من هذا الجيش، هذا سوف يتكرر ثانية حين يزحف أعداء الله على كنيسته، وفي طريقهم سيضربون كل ما هو خارج أورشليم أي خارج الكنيسة، فمن هو داخل الكنيسة لن يفقد إيمانه، لأن الله يحميه، هو يكون سورًا من نار حول كنيسته (زك 2: 5).

 

آية 1:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا:"

 

آية 2:- "«يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ، أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ، وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ"

جوج = هو اسم لملك بربري متوحش ودموي في حروبه وقد يرمز لأنطيوخس إبيفانيوس، أو كل من يثير حربًا وحشية ضد شعب الله، كما سيحدث في أيام النهاية (أيام ظهور ضد المسيح). ويقول البعض أنه رئيس روسيا، حيث أنه مذكور هنا أنه رئيس روش ماشك وتوبال. فيفسرون روش على أنها روسيا وماشك على أنها موسكو وتوبال على أنها توبولسك وكل هذا في روسيا. ولكن الأقرب للصحة أن روش وماشك وتوبال هي قبائل كانت تقطن في مناطق البحر الأسود وبحر قزوين. جوج أرض ماجوج ماجوج هو ابن يافث، وغالبًا فماجوج هي الأرض التي يسكنها جوج، كما نقول فرعون والمصريين أو فرعون وأرض مصر. مثال آخر: قولنا England فهذه تعني The land of English people لاحظ هنا أن ماجوج هي The land of Gog.

 

آية 3:- "وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ."

هذا مما يعطينا ثقة كبيرة في النصرة الأكيدة، أن الله على هذا المتوحش جوج. ومن الْمُعَزِّي أن الله قبل أن يعطي فكرة عن وحشيته يعطي هذا التأكيد.

 

آية 4:- "وَأُرْجِعُكَ، وَأَضَعُ شَكَائِمَ فِي فَكَّيْكَ، وَأُخْرِجُكَ أَنْتَ وَكُلَّ جَيْشِكَ خَيْلًا وَفُرْسَانًا كُلَّهُمْ لاَبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، جَمَاعَةً عَظِيمَةً مَعَ أَتْرَاسٍ وَمَجَانَّ، كُلَّهُمْ مُمْسِكِينَ السُّيُوفَ."

وأرجعك وأضع شكائم في فكيك وأخرجك = لاحظ أنه قبل أن يقول أخرجك يقول أرجعك. وهذا يعني أولًا:- أنه خروج بسماح من الله ومحكوم عليه مقدمًا بالرجوع وهو خاسر، بل أن حكم الرجوع يسبق حكم الخروج. فكأن الله يريد أن يقول "ولو جاء عليكم هذا كله فلا تخافوا" فهو محكوم عليه بالهلاك. وثانيًا: - فهذا العدو لم يخرج ضد الكنيسة من نفسه بل لأن الله ضابط الكل سمح له بذلك. قارن هذا مع رد السيد المسيح على بيلاطس "لم يكن لك عليَّ سلطان البتة إن لم تكن قد أعطيت من فوق" وثالثًا :- فهذا العدو ليس مطلق السلطان ضد أولاد الله، ولكنه مقيد فالله وضع شكائم في فكيه ليسيطر عليه.. إذًا علينا أن لا نخشى فنحن أولًا وأخيرًا في يد الله. ولكن لماذا يسمح الله بالضيقات المذكورة؟ المعروف أن الضيقات تقود الإنسان للتوبة وإلى اللجوء لله. ولنتأمل في وصف جيش الأعداء في هذه الآية.. فهم في منتهى القوة ومسلحين بل لابسين افخر الثياب.. ولكن فالعبرة دائمًا بالنهاية.

 

آية 5:- "فَارِسَ وَكُوشَ وَفُوطَ مَعَهُمْ، كُلَّهُمْ بِمِجَنٍّ وَخُوذَةٍ،"

هنا نسمع عن الدول المتحدة مع هذا الجوج المتوحش وهي فارس وكوش وفوط = فارس هي إيران، أما كوش فهناك مكانين يسميان كوش في الكتاب المقدس، أولهما هي المنطقة من النوبة وحتى أثيوبيا والثانية هي في أراضي العراق أو الجزيرة العربية (تك 2: 13) أما فوط فهي ليبيا.

 

آية 6:- "وَجُومَرَ وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَبَيْتَ تُوجَرْمَةَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ كُلِّ جَيْشِهِ، شُعُوبًا كَثِيرِينَ مَعَكَ."

جومر = قبائل سكنت في كبادوكيا (شرق تركيا) بعد أن هاجرت من روسيا.

توجرمة = غالبًا هؤلاء سكنوا جنوب شرق أرمينيا.

 

آية 7:- "اِسْتَعِدَّ وَهَيِّئْ لِنَفْسِكَ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَاتِكَ الْمُجْتَمِعَةِ إِلَيْكَ، فَصِرْتَ لَهُمْ مُوَقَّرًا."

هذا الجوج عدو شعب الله أيًا كان هو، نجده وقد صار موقرًا وسط كل هذه الشعوب المذكورة سابقًا وصارت تحت إمرته، وهكذا حدث أن اجتمعت معظم هذه الجيوش فعلًا متضامنين مع جيش أنطيوخس إبيفانيوس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فهذه الآيات تطبق أولًا على اليهود، وكأنها نبوة عن قيام أعداء لهم بشن حروب ضدهم بعد أن يعودوا من السبي، وتطبق هذه الآيات ثانية على الأيام الأخيرة

 

آية 8:- "بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ تُفْتَقَدُ. فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ تَأْتِي إِلَى الأَرْضِ الْمُسْتَرَدَّةِ مِنَ السَّيْفِ الْمَجْمُوعَةِ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي كَانَتْ دَائِمَةً خَرِبَةً، لِلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ الشُّعُوبِ وَسَكَنُوا آمِنِينَ كُلُّهُمْ."

هذه قد تعني تجمع شعب اليهود في أرض إسرائيل بعد عودتهم من سبي بابل، ليعمروا أورشليم ويهوذا التي كانت قد صارت خربة على يد البابليين. وهذه الآية تشير لدخول الأمم للإيمان بعد أن كانوا في وثنيتهم = كانت دائمًا خربة. وهؤلاء دخلوا إلى الكنيسة السماوية العالية = جبال إسرائيل. وهؤلاء جمعهم الله من الشعوب الكثيرة (شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ) = فالأمم الذين آمنوا بالمسيح كانوا من كل العالم. ولقد استردهم المسيح من يد إبليس = الأرض المستردة من السيف. وقد تعني تجمع شعب إسرائيل الحالي استعدادًا لإيمانهم، وهذه إشارة لأيام النهاية. وفي كل هذه المرات، حينما يجمع الله شعبه يثور عليه الأعداء (الآيات 9 وما بعدها). ولنلاحظ أن إسرائيل الحالية لا يقال عنها شعب الله فهم غير مؤمنين بالمسيح، بل دم المسيح ما زال عليهم.

بعد أيام كثيرة تُفتَقَد = تُفتَقَدْ تأتي هنا بمعنى تُعاقَبْ أو أنتقم منك على ما فعلته بأولادي. ولماذا تركه الله كل هذه الفترة يضرب أولاده؟ لأن الله كان يستخدمه كأداة تأديب لأولاده. وبعد أن انتهى التأديب يُعاقبه الله على كل شره.

 

آية 9:- "وَتَصْعَدُ وَتَأْتِي كَزَوْبَعَةٍ، وَتَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَكُلُّ جُيُوشِكَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ."

يثور العدو عليه كزوبعة، فبعد رجوعهم من السبي ثار عليهم أنطيوخس، وفي زمن الإيمان بالمسيح ثار على الكنيسة اليهود والوثنيين. وفي أيام النهاية يثور الشيطان ضد الكنيسة في شخص ضد المسيح، فتكون هناك الحرب الرهيبة المشار إليها سابقًا.

 

الآيات 10-13:- "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أُمُورًا تَخْطُرُ بِبَالِكَ فَتُفَكِّرُ فِكْرًا رَدِيئًا، وَتَقُولُ: إِنِّي أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ. آتِي الْهَادِئِينَ السَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ، كُلُّهُمْ سَاكِنُونَ بِغَيْرِ سُورٍ وَلَيْسَ لَهُمْ عَارِضَةٌ وَلاَ مَصَارِيعُ، لِسَلْبِ السَّلْبِ وَلِغُنْمِ الْغَنِيمَةِ، لِرَدِّ يَدِكَ عَلَى خِرَبٍ مَعْمُورَةٍ وَعَلَى شَعْبٍ مَجْمُوعٍ مِنَ الأُمَمِ، الْمُقْتَنِي مَاشِيَةً وَقُنْيَةً، السَّاكِنُ فِي أَعَالِي الأَرْضِ. شَبَا وَدَدَانُ وَتُجَّارُ تَرْشِيشَ وَكُلُّ أَشْبَالِهَا يَقُولُونَ لَكَ: هَلْ لِسَلْبِ سَلْبٍ أَنْتَ جَاءٍ؟ هَلْ لِغُنْمِ غَنِيمَةٍ جَمَعْتَ جَمَاعَتَكَ، لِحَمْلِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، لأَخْذِ الْمَاشِيَةِ وَالْقُنْيَةِ، لِنَهْبِ نَهْبٍ عَظِيمٍ؟"

في ذلك اليوم = يوم تدبير الشر ضد أولاد الله. يظن عدو الخير أن شعب الله هو أرض أعراء = أي بدون أسوار، فيظن أنه قادر أن ينهب منها ما يشاء. في الحروب العادية ينهب الأعداء الممتلكات أما في الحروب الروحية فالشيطان يسلب نفوس أولاد الله. خِرَبٍ مَعْمُورَةٍ = الخرب المعمورة: أورشليم بعد سبي بابل صارت خرب، وحينما عاد الشعب عُمِّرَت من جديد. ونفوس البشر كانت خرابًا وهي تحت عبودية الشيطان، وبعد المسيح صارت أرضًا معمورة. شبا وددان = هذه قبائل عربية. وتجار ترشيش = ترشيش غالبًا تشير لأسبانيا أو بريطانيا. وكل أشبالها = أي تابعيهم حينما يرون هذا الهجوم سيسألون [هل أتيت لنهب الأرض؟] (هَلْ لِسَلْبِ سَلْبٍ أَنْتَ جَاءٍ؟) = فهم حينئذ سيتضامنون معه. وحين جاء قائد جيش أنطيوخس ليحارب اليهود، اتحدت معه الأمم المجاورة (1 مك 3: 41) لتشترك في النهب. ويبدو أنه في هذا الهجوم الأخير ستتحد دولًا كثيرة مع هذا الجوج في هجومه على شعب الله، سيكونون في منتهى العنف.

الساكن في أعالي الأرض = جاءت كلمة أعالي الأرض بمعنى to pile up وهذه تعني يُكَوِّمْ أشياء فوق بعضها، أو to accumulate وهذه تعني يتراكم. فالله يجمع أولاده من كل أنحاء الأرض ويُسْكِنهم آمنين (آية14) فهو يحميهم ويظلل عليهم كسور من نار (زك2: 5). ولكن في نفس الوقت يؤدبهم ليضمن خلاص نفوسهم. ولكن قوله Pile up تعطي معنى يوحي بأن الله دائمًا يسعى أن يجذب أولاده إلى فوق، ليحيوا في السماويات وهم هنا على الأرض. ولهذا يدعونا القديس بولس الرسول " إطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس.... (كو3: 1 – 4).

تجار ترشيش = هم من تجار القبائل العربية الذين لهم تجارة مع أسبانيا أو الدول البعيدة فترشيش تطلق على البلاد البعيدة عن إسرائيل كأسبانيا وغيرها. أو هم تجار تلك البلاد الذين لهم تجارة أو مصالح مع القبائل العربية.

أرض أعراء = جوج ومن مثله من أعداء الكنيسة يظنون أنها ضعيفة بلا حماية، فيهاجمونها فهم لا يرون يد الله القوية التي تحمي الكنيسة عروسه. ولذا إنخدع ملك أرام وأرسل رجاله ليلقي القبض على إليشع النبي. ولكن كان هناك جيش من الملائكة يحمونه (2مل6: 16 – 18).

 

الآيات 14-16:- "«لِذلِكَ تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لِجُوجٍ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَ سُكْنَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ، أَفَلاَ تَعْلَمُ؟ وَتَأْتِي مِنْ مَوْضِعِكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ، كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلًا، جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ. وَتَصْعَدُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ. فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ يَكُونُ. وَآتِي بِكَ عَلَى أَرْضِي لِكَيْ تَعْرِفَنِي الأُمَمُ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ يَا جُوجُ."

هنا تكرار للجزء الأول، وحينما يكرر الله جزء معين، فهو يقصد أن نلتفت إليه لأهميته. أفلا تعلم = كأن الله يريد أن يقول ألا تعلم أن شعبي يسكن آمنين (سُكْنَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ) لأني أنا أحميهم. حين أتقدس فيك = قد تعني أنه حين تنزل ضربات الله عليه، يؤمن بالله غير المؤمنين الذين غالبًا ما سيكونوا قد انخدعوا في شخص ضد المسيح وتبعوه، ولكنهم يرجعوا عنه مؤمنين بالمسيح.

 

آية 17:- "«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ أَنْتَ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ عَنْ يَدِ عَبِيدِي أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ سِنِينًا أَنْ آتِيَ بِكَ عَلَيْهِمْ؟"

يقول السيد المسيح لتلاميذه "قلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون" (يو 14: 29). فحينما نعلم أن الله يخبرنا بما سيحدث قبل حدوثه يزداد إيماننا بأنه ضابط الكل، وأننا في يده محفوظين فنمتلئ سلامًا وسط هذه الضيقات التي أخبرنا أنها ستحدث، فمن يعلم بحدوثها هو قادر أيضًا أن يسيطر عليها. هل أنت هو الذي تكلمت عنه في الأيام القديمة لقد تنبأ دانيال عن شخص ضد المسيح (راجع دا 11: 31-39) وتنبأ عنه زكريا (زك 11: 15-17) وعن الضيقة العظيمة التي ستكون في أيامه تنبأ دانيال في (دا 12: 1). وعن انتقام الله من أعداء شعبه تنبأ موسى (تث 32: 43) وداود (مز 9: 15) ويوئيل (يوء 3: 1-3) وإشعياء (إش 27: 1).

 

آية (18):- "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي."

هذا ما قاله أيضًا القديس بولس الرسول "وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ ٱلْأَثِيمُ، ٱلَّذِي ٱلرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ" (2تس2: 8) ونرى نفس المعنى في (دا2: 35).

 

آية 19:- "وَفِي غَيْرَتِي، فِي نَارِ سَخَطِي تَكَلَّمْتُ، أَنَّهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَعْشٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ."

رعش عظيم = هذه نبوة بزلزلة رهيبة ستصاحب أحداث النهاية وهذا الزلزال سيصاحب ضربات الله ليلقي الرعب في القلوب من يد الله القوية، وهذا ليقود البعض للتوبة. وهذا الزلزال يشير إليه أيضًا زكريا النبي (زك 14: 1-5) ويوحنا في رؤياه (رؤ 16: 18). ويبدو من نبوة زكريا أن هذا الزلزال سيكون سببًا في نجاة المؤمنين (زك 14: 5).

 

آية 20:- "فَتَرْعَشُ أَمَامِي سَمَكُ الْبَحْرِ وَطُيُورُ السَّمَاءِ وَوُحُوشُ الْحَقْلِ وَالدَّابَّاتُ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَتَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَتَسْقُطُ الْمَعَاقِلُ وَتَسْقُطُ كُلُّ الأَسْوَارِ إِلَى الأَرْضِ."

من هول ما سيحدث، نجد أنه حتى الحيوانات سترتعب، ولكن نلاحظ أن ضربة الزلزال ستكون السبب في انهيار دفاعات ضد المسيح = تسقط المعاقل وتسقط كل الأسوار إلى الأرض. ولاحظ سقوط ضد المسيح هذا في حرب أهلية، وتحت عقوبات كثيرة (آيات 21، 22).

وقد يعني سمك البحر = البشر الذين يعيشون في العالم جاهلين طرق السماء أما طيور السماء = فيشيرون للمتقدمين روحيًّا ويحيون في السمائيات، وتشير وحوش الحقل لكل ظالم جبار وسفاك دم، أما الدبابات فهم يشيرون لكل من يسعى وراء شهواته الجسدية، يلعق تراب الأرض، لذلك يقول الله " إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس. ولا تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على الأرض " (لا11: 44). وكل الناس الذين على وجه الأرض = الله قصد من هذا الزلزال أن يوقع الرعب بكل سكان الأرض فينتبه الأبرار ويلجأون لله بصلوات حارة، فيزدادون نقاوة محتَقِرين كل الأرضيات فيلمع إكليلهم ، أما الأشرار فستكون هذه آخر فرصة ليقدموا توبة فيخلصوا.

 

الآيات 21-23:- "وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ. وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ، وَأُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ وَعَلَى الشُّعُوبِ الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ مَعَهُ مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا وَكِبْرِيتًا. فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ وَأُعْرَفُ فِي عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ."

 فيكون سيف كل واحد على أخيه = هذا نفس ما حدث مع جدعون [وراجع قض7: 22] فالله إما أن يضع سلامه في القلب ويكون له الروح القدس روح قوة ونصح، أو يلقي الرعب في النفوس فيتخبط الإنسان كما لو كان في الظلام. وهذا نفس ما قيل في (زك14: 13).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/31-Sefr-Hazkyal/Tafseer-Sefr-Hazkial__01-Chapter-38.html

تقصير الرابط:
tak.la/d4kcd7t