St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   31-Sefr-Hazkyal
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حزقيال 36 - تفسير سفر حزقيال

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حزقيال:
تفسير سفر حزقيال: مقدمة سفر حزقيال | حزقيال 1 | حزقيال 2 | حزقيال 3 | حزقيال 4 | حزقيال 5 | حزقيال 6 | حزقيال 7 | حزقيال 8 | حزقيال 9 | حزقيال 10 | حزقيال 11 | حزقيال 12 | حزقيال 13 | حزقيال 14 | حزقيال 15 | حزقيال 16 | حزقيال 17 | حزقيال 18 | حزقيال 19 | حزقيال 20 | حزقيال 21 | حزقيال 22 | حزقيال 23 | حزقيال 24 | حزقيال 25 | حزقيال 26 | حزقيال 27 | حزقيال 28 | حزقيال 29 | حزقيال 30 | حزقيال 31 | حزقيال 32 | حزقيال 33 | حزقيال 34 | حزقيال 35 | حزقيال 36 | حزقيال 37 | حزقيال 38 | حزقيال 39 | حزقيال 40 | حزقيال 41 | حزقيال 42 | حزقيال 43 | حزقيال 44 | حزقيال 45 | حزقيال 46 | حزقيال 47 | حزقيال 48 | يا ابن آدم

نص سفر حزقيال: حزقيال 1 | حزقيال 2 | حزقيال 3 | حزقيال 4 | حزقيال 5 | حزقيال 6 | حزقيال 7 | حزقيال 8 | حزقيال 9 | حزقيال 10 | حزقيال 11 | حزقيال 12 | حزقيال 13 | حزقيال 14 | حزقيال 15 | حزقيال 16 | حزقيال 17 | حزقيال 18 | حزقيال 19 | حزقيال 20 | حزقيال 21 | حزقيال 22 | حزقيال 23 | حزقيال 24 | حزقيال 25 | حزقيال 26 | حزقيال 27 | حزقيال 28 | حزقيال 29 | حزقيال 30 | حزقيال 31 | حزقيال 32 | حزقيال 33 | حزقيال 34 | حزقيال 35 | حزقيال 36 | حزقيال 37 | حزقيال 38 | حزقيال 39 | حزقيال 40 | حزقيال 41 | حزقيال 42 | حزقيال 43 | حزقيال 44 | حزقيال 45 | حزقيال 46 | حزقيال 47 | حزقيال 48 | حزقيال كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تركنا في الإصحاح السابق جبل سعير وهو قفر وسيستمر كذلك. الآن نستدير لجبل إسرائيل أي شعب الله الذي كان خرابًا لاستعباد الأعداء له، مثل سعير. وهنا نسمع وعد الله بخلاص شعبه. واستعادة إسرائيل هنا لأرضها بعد أن كانت في سبي بابل، وسعير شامت فيها، هي رمز لاستعادة الإنسان لميراثه السماوي، بعد أن أُسْلِمنا للشيطان (رمزه بابل وسعير) بسبب الخطية.

 

آية 1:- "«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَتَنَبَّأْ لِجِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ: يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ:"

هكذا أراد الله أن يكون شعبه جِبَالَ = جبالًا مرتفعين عن الأرضيات لهم حياة سماوية، ثابتين كالجبال في إيمانهم غير مزعزعين (كو 2: 7).

 

آية 2:- "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْعَدُوَّ قَالَ عَلَيْكُمْ: هَهْ! إِنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ الْقَدِيمَةَ صَارَتْ لَنَا مِيرَاثًا،"

شماتة العدو بسقوط أولاد الله وهزيمتهم. وقالوا = المرتفعات القديمة صارت لنا ميراثًا = أي لم يعد هناك مكان مقدس، بل تسيد العدو على كل شيء وقد رأينا سيادة بابل على أورشليم وتخريب الهيكل. ومن قبل رأينا العبادة الوثنية تدخل الهيكل (إصحاح 8). والمرتفعات القديمة هي آدم الذي خلقه الله في حياة سماوية وبسبب خطيته سقط، فظنه الشيطان أنه صار له ميراثًا أبديًا، لكن الله سمح بأن يسلم الإنسان للباطل فترة للتأديب حتى يأتي المسيح.

 

آية 3:- "فَلِذلِكَ تَنَبَّأْ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ قَدْ أَخْرَبُوكُمْ وَتَهَمَّمُوكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِتَكُونُوا مِيرَاثًا لِبَقِيَّةِ الأُمَمِ، وَأُصْعِدْتُمْ عَلَى شِفَاهِ اللِّسَانِ، وَصِرْتُمْ مَذَمَّةَ الشَّعْبِ،"

تهمموكم = داسوا عليكم وابتلعوكم. والمعنى أنه حينما هزمت بابل الشعب صار فريسة لباقي الشعوب مثل سعير، فأخربوه من كل جانب. فصار مذمة الشعوب (مَذَمَّةَ الشَّعْبِ). وهذا ما حدث بسقوط آدم أن البشر عمومًا صاروا فريسة وسخرية لإبليس وهكذا كل من يسقط في خطية الآن، يجر هذا عليه خطايا أكثر فيصير مذمة للشعوب (مَذَمَّةَ الشَّعْبِ).

 

آية 4:- "لِذلِكَ فَاسْمَعِي يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ كَلِمَةَ السَّيِّدِ الرَّبِّ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلْجِبَالِ وَالآكَامِ وَلِلأَنْهَارِ وَلِلأَوْدِيَةِ وَلِلْخِرَبِ الْمُقْفِرَةِ وَلِلْمُدُنِ الْمَهْجُورَةِ الَّتِي صَارَتْ لِلنَّهْبِ وَالاسْتِهْزَاءِ لِبَقِيَّةِ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهَا."

هنا نجد وعد الله بأنه سيخلص الجميع، وأنه سيأتي للجميع كبارًا وصغارًا قديسين وخطاة = جبالًا ووديانًا (لِلْجِبَالِ.. وَلِلأَوْدِيَةِ). فالناس درجات فمنهم جِبَالَ = الجبال مثل حزقيال وإرميا ودانيال... إلخ.، ومنهم درجات أقل فهم أكام ومنهم درجات منخفضة جدًا (أَوْدِيَةِ) = وديان، ومنهم من خربته الخطية = خِرَبِ الْمُقْفِرَةِ وهذه الأخيرة صارت للنهب. ومنهم الذين كانوا معلمين = أنهار.

 

آية 5:- "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي فِي نَارِ غَيْرَتِي تَكَلَّمْتُ عَلَى بَقِيَّةِ الأُمَمِ وَعَلَى أَدُومَ كُلِّهَا، الَّذِينَ جَعَلُوا أَرْضِي مِيرَاثًا لَهُمْ بِفَرَحِ كُلِّ الْقَلْبِ وَبُغْضَةِ نَفْسٍ لِنَهْبِهَا غَنِيمَةً."

أعداء الله وضعوا أياديهم الدنسة على شعبه = أرضه (أَرْضِي) وظنوها ميراثًا لهم وبكل بغضة نفوسهم (بُغْضَةِ نَفْسٍ) ضد شعبه فرحوا بقلوبهم لهذا (بِفَرَحِ كُلِّ الْقَلْبِ). لكن الله لن يسكت فهذا أثار نار غيرته على شعبه (نَارِ غَيْرَتِي).

 

آية 6:- "فَتَنَبَّأْ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لِلْجِبَالِ وَلِلْتِّلاَلِ وَلِلأَنْهَارِ وَلِلأَوْدِيَةِ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا فِي غَيْرَتِي وَفِي غَضَبِي تَكَلَّمْتُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ حَمَلْتُمْ تَعْيِيرَ الأُمَمِ."

لنلاحظ أنه حين يقوم الأمم بتعيير شعب الله (حَمَلْتُمْ تَعْيِيرَ الأُمَمِ) أي إهانتهم فهذا يثير غضبه وغيرته (هأَنَذَا فِي غَيْرَتِي وَفِي غَضَبِي).

 

آية 7:- "لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي رَفَعْتُ يَدِي، فَالأُمَمُ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ هُمْ يَحْمِلُونَ تَعْيِيرَهُمْ."

الله هنا يقسم = رفعت يدي = علامة القسم أن الأمم سيلاقون نفس المصير أي التعيير (تَعْيِيرَ). فالكأس التي أعدوها لشعب الله سيشربونها، فالصليب الذي أعده هامان صُلِبَ عليه هو (قصة إستير). إذًا لا داعي للشكوى من أي اضطهاد فكلما زاد الاضطهاد تزيد مراحم الله.

 

الآيات 8-11:- "أَمَّا أَنْتُمْ يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّكُمْ تُنْبِتُونَ فُرُوعَكُمْ وَتُثْمِرُونَ ثَمَرَكُمْ لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَرِيبُ الإِتْيَانِ. لأَنِّي أَنَا لَكُمْ وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ فَتُحْرَثُونَ وَتُزْرَعُونَ. وَأُكَثِّرُ النَّاسَ عَلَيْكُمْ، كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بِأَجْمَعِهِ، فَتُعْمَرُ الْمُدُنُ وَتُبْنَى الْخِرَبُ. وَأُكَثِّرُ عَلَيْكُمُ الإِنْسَانَ وَالْبَهِيمَةَ فَيَكْثُرُونَ وَيُثْمِرُونَ، وَأُسَكِّنُكُمْ حَسَبَ حَالَتِكُمُ الْقَدِيمَةِ، وَأُحْسِنُ إِلَيْكُمْ أَكْثَرَ مِمَّا فِي أَوَائِلِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ."

وعد برجوع الشعب إلى أرضه ويكونون في حرية ويكون لهم ثمر. وهذا اليوم قريب الإتيان = وهناك يوم رمزي وهو عودة الشعب من السبي ويوم حقيقي، هو يوم الصليب. تحرثون وتزرعون = هنا يشبه الله الإنسان بالأرض، التي يجب أن تحرث ليتم تنقيتها، وتزرع لتأتي بثمر. ونحن بالمعمودية نتنقَّى إذ يموت إنساننا العتيق، ويزرع فينا إنسان جديد على شكل المسيح، لأن المسيح يعطينا حياته (رو 6: 4-8) الإنسان والبهيمة = حين تكثر أعدادهم فهذا يشير لزيادة الخير والبركات. لكن الإنسان يشير للسالك بالروح والبهيمة تشير لمن يسلك بحسب شهواته. والروح القدس يقدس كليهما. وَأُحْسِنُ إِلَيْكُمْ أَكْثَرَ [من] أَوَائِلِكُمْ = فنعمة المسيح وعمله جعلتنا في وضع أفضل من آدم.

 

الآيات 12-15:- "وَأُمَشِّي النَّاسَ عَلَيْكُمْ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَرِثُونَكَ فَتَكُونُ لَهُمْ مِيرَاثًا وَلاَ تَعُودُ بَعْدُ تُثْكِلُهُمْ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: أَنْتِ أَكَّالَةُ النَّاسِ وَمُثْكِلَةُ شُعُوبِكِ. لِذلِكَ لَنْ تَأْكُلِي النَّاسَ بَعْدُ، وَلاَ تُثْكِلِي شُعُوبَكِ بَعْدُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَلاَ أُسَمِّعُ فِيكِ مِنْ بَعْدُ تَعْيِيرَ الأُمَمِ، وَلاَ تَحْمِلِينَ تَعْيِيرَ الشُّعُوبِ بَعْدُ، وَلاَ تُعْثِرِينَ شُعُوبَكِ بَعْدُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."

هنا وعد لشعب الله أن يعود لأرضه. فالكلام هنا للجبال = وأمشى عليكم شعبي إسرائيل. أي يكثر الله الناس داخل الكنيسة، ويكونون في حالة حركة بلا توقف، ولا يقترب الموت إليهم. وكانت سخرية الأمم على إسرائيل أنها أكالة الناس بالسيف والجوع والوبأ والحصار. ولكن بنعمة المسيح بطل كل هذا.

 

الآيات 16-19:- "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ لَمَّا سَكَنُوا أَرْضَهُمْ نَجَّسُوهَا بِطَرِيقِهِمْ وَبِأَفْعَالِهِمْ. كَانَتْ طَرِيقُهُمْ أَمَامِي كَنَجَاسَةِ الطَّامِثِ، فَسَكَبْتُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ لأَجْلِ الدَّمِ الَّذِي سَفَكُوهُ عَلَى الأَرْضِ، وَبِأَصْنَامِهِمْ نَجَّسُوهَا. فَبَدَّدْتُهُمْ فِي الأُمَمِ فَتَذَرَّوْا فِي الأَرَاضِي. كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ."

الله يذكرهم هنا بأن تأديبهم راجع لخطاياهم. فهم نجسوا الأرض المقدسة.

 

آية 20:- "فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، إِذْ قَالُوا لَهُمْ: هؤُلاَءِ شَعْبُ الرَّبِّ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِ."

حتى حينما أرسلهم الله للسبي في أرض غريبة استمروا في خطاياهم فنجسوا اسم الله القدوس (نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ)، وهذه عكس [ليرى الناس أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات] (مت 5: 16).

 

الآيات 21، 22:- "فَتَحَنَّنْتُ عَلَى اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسَهُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا. «لِذلِكَ فَقُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، بَلْ لأَجْلِ اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جِئْتُمْ."

هذه الآيات لا تعني أن الله لا يهتم بنا، أو يهتم فقط بمجد اسمه القدوس، بل تعني أن لا شيء فينا يستحق نعمته، بل هو يعمل فينا بمحبته ولأجل مجد اسمه القدوس.

 

الآيات 23-25:- "فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ الْمُنَجَّسَ فِي الأُمَمِ، الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي وَسْطِهِمْ، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِهِمْ. وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ. وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ."

حين يؤدب الله شعبه ثم يرفعهم يتعلم الآخرين الدرس فيتقدس الله قدام أعين الأمم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي 24 نبوة بدخول الأمم للكنيسة جسد المسيح مع اليهود. وحين يجمع الله شعبه يطهرهم. وهذه نبوة عن عمل المعمودية أي غسل الخطايا القديمة.

 

St-Takla.org Image: From Bible Verse Ezekiel 11: "I will give them one heart, and I will put a new spirit within them, and take the stony heart out of their flesh, and give them a heart of flesh" صورة من وحي سفر حزقيال 11: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،" (سفر حزقيال 11: 19)

St-Takla.org Image: From Bible Verse Ezekiel 11: "I will give them one heart, and I will put a new spirit within them, and take the stony heart out of their flesh, and give them a heart of flesh"

صورة من وحي سفر حزقيال 11: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،" (سفر حزقيال 11: 19)

آية 26:- "وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ."

أنظر شرح الآية حز 11: 19. والقلب الجديد، هو القلب المختون بالروح (رو 2: 29) الذي مات منه إنسان الخطية أي شهوة الخطية. فالروح القدس يمنحنا طبيعة جديدة منفتحة على الله عوضًا عن الطبيعة الفاسدة المنفتحة على الشر.

 

آية 27:- "وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا."

هذه نبوة عن سر الميرون الذي به يسكن الروح القدس في المؤمن المعمد فيعينه على حفظ الوصايا. وذلك بأن يسكب محبة الله في قلبه (رو 5: 5).

 

آية 28:- "وَتَسْكُنُونَ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا، وَتَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلهًا."

الله يذكر عهده لآبائهم بأن يعطيهم الأرض، وهذا ما حدث بعد العودة من السبي ولكن هذه الآية تنظر لما هو أبعد من ذلك. فهي تشير لإستردادنا الميراث السماوي فمن يسكن الكنيسة الآن سيرث السماء.

 

الآيات 29-31:- "وَأُخَلِّصُكُمْ مِنْ كُلِّ نَجَاسَاتِكُمْ. وَأَدْعُو الْحِنْطَةَ وَأُكَثِّرُهَا وَلاَ أَضَعُ عَلَيْكُمْ جُوعًا. وَأُكَثِّرُ ثَمَرَ الشَّجَرِ وَغَلَّةَ الْحَقْلِ لِكَيْلاَ تَنَالُوا بَعْدُ عَارَ الْجُوعِ بَيْنَ الأُمَمِ. فَتَذْكُرُونَ طُرُقَكُمُ الرَّدِيئَةَ وَأَعْمَالَكُمْ غَيْرَ الصَّالِحَةِ، وَتَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ وَعَلَى رَجَاسَاتِكُمْ."

حين يسكن الله وسط كنيسته فهو يبارك ببركات روحية بل ومادية أيضًا. ولاحظ أنه في حالة القداسة والبركة، لو تذكر التائب خطاياه يمقت نفسه (تَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ) لأنه أهان الله يومًا. بل مهما وصلنا لدرجة عالية من القداسة سنظل نمقت أنفسنا إذ نكتشف دائمًا وجود خطايا داخلنا (1تي 1: 15) وهذه علامة التوبة الحقيقية.

 

آية 32:- "لاَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكُمْ. فَاخْجَلُوا وَاخْزَوْا مِنْ طُرُقِكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ."

فأخجلوا = الله غفر حقًا، لكن لنقل خطيتي أمامي في كل حين فلا نسقط في الكبرياء.

 

الآيات 33-35:- "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي يَوْمِ تَطْهِيرِي إِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ آثَامِكُمْ، أُسْكِنُكُمْ فِي الْمُدُنِ، فَتُبْنَى الْخِرَبُ. وَتُفْلَحُ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ عِوَضًا عَنْ كَوْنِهَا خَرِبَةً أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ عَابِرٍ. فَيَقُولُونَ: هذِهِ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ صَارَتْ كَجَنَّةِ عَدْنٍ، وَالْمُدُنُ الْخَرِبَةُ وَالْمُقْفِرَةُ وَالْمُنْهَدِمَةُ مُحَصَّنَةً مَعْمُورَةً."

النفس التي يفارقها الله تصبح خرابًا موحشة، وحين يعود لها الله تصبح جنة.

 

آية 36:- "فَتَعْلَمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تُرِكُوا حَوْلَكُمْ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، بَنَيْتُ الْمُنْهَدِمَةَ وَغَرَسْتُ الْمُقْفِرَةَ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَسَأَفْعَلُ."

الله أب للجميع فهو يصلح من حال شعبه ويجعلهم كجنة، ولكن عين الله أيضًا على الأمم. وحين يرى الأمم عمله مع شعبه يؤمنون به فيتحولون هم أيضًا لجنات.إذًا "لنسعى كسفراء للمسيح كأن المسيح يعظ بنا" فهذا واجب كل مؤمن.

 

آيات 37، 38:- "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبِّ: بَعْدَ هذِهِ أُطْلَبُ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَفْعَلَ لَهُمْ. أُكَثِّرُهُمْ كَغَنَمِ أُنَاسٍ، كَغَنَمِ مَقْدِسٍ، كَغَنَمِ أُورُشَلِيمَ فِي مَوَاسِمِهَا، فَتَكُونُ الْمُدُنُ الْخَرِبَةُ مَلآنَةً غَنَمَ أُنَاسٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»."

حينما تمتلئ النفس من بركة ونعمة ومحبة الله يقدم الإنسان نفسه كذبيحة حية (رو 12: 1) وهذه معناها صلب الأهواء والشهوات (غل 5: 24) وهذه تعني أن نحسب أنفسنا أمواتًا أمام الخطايا (رو 6: 11 + كو 3: 5)، كغنم سيقت للذبح (رو 8: 36) والآيات تشير لازدياد عدد المؤمنين في الكنيسة. وهذه تعني أن نجاهد حتى الدم ضد الخطية (عب 12: 4)، بل حتى الموت وسفك الدم في سبيل التمسك بالإيمان، أي لو اقتضى الأمر أن نستشهد.

أما في خلال حياتنا العادية فلنكن كغنم تتبع راعيها أينما سار، فهو يقودها إلى المراعي الخضراء ومياه الراحة. وتقبل ضربات عصاه وعكازه (التجارب) حتى يعيدها للطريق الصحيح فلا تفقد ميراثها السماوي فتسكن في بيت الرب مدى الأيام (مزمور 23).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإصحاح 36 يُلَخِّص عمل المسيح لكنيسة العهد الجديد

يبدأ الإصحاح بأن يخاطب الله شعب العهد الجديد ويسميهم جبال إسرائيل (آية1) وهذا يعني حياتهم السماوية وثباتهم على الإيمان كما رأينا في نهاية الإصحاح السابق. ولكن ماذا كنا قبل ذلك؟ كنا مستعبدين للشيطان = أخربوكم وتهمموكم (آية3) = أي داسوا عليكم وخربوا شكلكم وحياتكم. ونجد في (آية2) الشيطان يسخر من الإنسان ظانًا أن هذا الوضع نهائي، وأن البشر بعد أن كانوا قبل السقوط مرتفعات قديمة (الْمُرْتَفَعَاتِ الْقَدِيمَةَ) صاروا له ميراثا. ويشير في (آيات16 – 20) كيف صارت حال الإنسان رديئة وإلى أي مستوى قد إنحدر. وحتى في العهد القديم صار من كانوا هم شعب الله سخرية ومذمة للأمم الوثنية (آية3). ولكن الله تحنن على اسمه القدوس (آية21) وبرحمته ومحبته للبشر = وفي نار غيرته يقول تكلمت على بقية الأمم وعلى أدوم (آية5) = والمقصود من بقية الأمم وأدوم الشيطان ومن يتبعه، وأن المسيح كلمة الله سيسحقهم بصليبه (إصحاح35) فقوله تكلمت إشارة للابن كلمة الله وعمله الفدائي، وأيضًا نجد في (آية7) قول الله رفعت يدي إشارة لأن العمل هو عمل الابن، فالابن هو ذراع الله (إش 49: 22؛ 51: 9؛ 52: 10؛ 59: 1، 16). ونجد المسيح في فدائه يهتم بكل درجات البشر، المتقدمين روحيًّا ويسميهم الجبال، والأقل درجة ويسميهم الأكام، ومعلمو الشعب ويسميهم الأنهار وأقل الدرجات أي الأودية ... بل وبالذين إستسلموا للشيطان فخربهم = الخرب المقفرة والمدن المهجورة (آية4). ويعمل المسيح بروحه القدوس في كل هؤلاء ليحولهم إلى جبال إسرائيل (آية1). ولكن هناك من لن يقبل عمل المسيح ويظل في عناده تابعا للشيطان، لذلك نجد الوحي في (آية6) يكرر (آية4) دون ذِكْر الخرب المقفرة والمدن المهجورة، فهؤلاء هم من رفضوا عمل المسيح وتجديد الروح القدس لهم الذي وحده قادر أن يحولهم إلى خليقة جديدة، فبرفضهم ظلوا كما هم خرابًا.

ونجد المسيح يجمع كنيسته من بين كل الأمم والشعوب، فهو ليس مخلصا للشعب اليهودي فقط (آية24).

ويصير المخلصون كثيرون جدًا (آية10 – 15). ونلاحظ أن القديس بولس الرسول يسمي الكنيسة إسرائيل الله = إسرائيل الكبيرة جدًا (غل6: 16).

والمسيح قَدَّم للكنيسة الفداء، ولكن كيف نستفيد من عمل المسيح ؟ يكون ذلك بالمعمودية التي تغفر كل الخطايا السابقة وتثبتنا في المسيح لنصير أبناء الله (آية25) وأرش عليكم ماءً طاهرا = ولاحظ أن قوله يرش هو بأسلوب العهد القديم إذ كان الكاهن يرش (ينضح) على الشعب بزوفا، ماء به نقاط من دم الذبيحة ليطهرهم، لذلك يقول داود النبي [تنضح عليَّ بزوفاك فأطهر] (مز51) والزوفا نبات يغمس في ماء الرش، ويرش به الكاهن. وفي (آية27) نسمع عن سر الميرون وسكنى الروح القدس فينا، وهو الذي يجدد طبيعتنا. وعن الطبيعة الجديدة يقول في (آية26) أعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدة في داخلكم = والروح الجديدة في هذه الآية هي الخليقة الجديدة للإنسان وليس الروح القدس المذكور في (آية27). القلب الجديد والروح الجديدة (قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً) (آية26) أي الحياة الجديدة أو ما أسماها بولس الرسول " الخليقة الجديدة " (2كو5: 17) . وماذا أيضًا عن عمل الروح القدس فينا بعد المعمودية والميرون؟ الروح يبكت ويعين الإنسان فيتوب عن خطاياه ودم المسيح يطهر = أخلصكم من كل نجاساتكم (آية29)، فيظل ثابتا في المسيح وفي كنيسته = آتي بكم إلى أرضكم = أي الكنيسة، ومن يثبت في الكنيسة يظل حيا فيكون له ثمار = وتثمرون ثمركم (آية8). وهذا يكون ببعض التجارب إذا دعت الضرورة لذلك = فتُحرثون (آية9). وفي (آية19) يقول وكأفعالهم دنتهم (كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ) = هذه بالنسبة لليهود كانت تسليمهم كعبيد لبابل، وللبشرية كلها أولاد آدم فالله أسلمهم للشيطان للتأديب " أُخْضِعَت الخليقة للباطل " (رو8: 20).

ومن يمتلئ بالروح حينما لا يقاوم عمل الروح يكون له نصيب في الميراث السماوي = تسكنون الأرض (آية28). وتكون علامة التوبة الحقيقية = تمقتون أنفسكم (آية31)، إذ أن التوبة تنقي القلب وتفتح العينين فيعاين الإنسان النقي الله (مت5: 8)، وفي هذا النور يرى خطايا له لا يراها الإنسان العادي، ولكن حقا سنمقت أنفسنا ونخجل إذ بسبب خطايانا هذه سببنا حزنا وألمًا لله، ولكن هذا الخجل يكون ممتزجا بروح الشكر والتسبيح على الخلاص الذي تممه لنا المسيح. ومع الامتلاء من الروح القدس تكون الثمار الطبيعية هي المحبة والفرح والسلام (غل5: 22) وهذه سمات جنة عَدْنْ ، وكأن المسيح إستعاد لنا الحياة الفردوسية مرة أخرى (آية35). والروح القدس يسكب محبة الله في قلوبنا (رو5: 5) والنتيجة الطبيعية لوجود المحبة وجود الفرح. وكيف يسكب الروح القدس محبة الله في قلوبنا؟ يكون هذا بأن يخبرنا عن المسيح (يو16: 14). ومن يفتح الروح القدس عينيه ويعرف شخص المسيح يحبه. ولماذا؟ من إختبر وعرف شخص المسيح وجده شخص جميل وحلو ويُحَّبْ، قالت عنه عروس النشيد " حبك أطيب من الخمر... لذلك أحبتك العذارى " (نش1: 2، 3). ومن عرف المسيح الجوهرة الكثيرة الثمن باع بقية اللآلئ إذ وجد كل شيء نفاية (مت13: 46 + فى3: 8) وهذا معنى أن شخص المسيح فيه الشبع، إذ معه لا تحتاج لسواه. وعبَّر الوحي عن الشبع بشخص المسيح فقال وأدعو الحنطة وأكثرها ولا أضع عليكم جوعا (آية29).

ومع هذا الحب لله يقدم الإنسان نفسه ذبيحة حية (آية38) = كغنم مقدِسْ = هذا الغنم يقدم ذبائح في الهيكل لله. ومن يقبل أن يصلب جسده أهواءه مع شهواته تزداد الثمار فيه (غل5: 24). ومن يقبل أن يُصلب مع المسيح في ألامه يختبر حالة من الفرح لا يعرفها العالم، وهذا الفرح غير الملذات الحسية تمامًا. وليعبر الوحي عن حالة الفرح هذه يسمى الغنم = كغنم أورشليم في مواسمها = والمواسم هي الأعياد وهذه تكون أيام فرح.

 ولكن هناك تساؤل... هل كل هذا ممكن للخليقة الساقطة وللإنسان الخاطئ الذي وصل إلى أبشع أنواع النجاسة؟! الإجابة في الإصحاح القادم حيث يشرح الله أن هذا ممكن وسيحدث بعمل الابن كلمة الله وعمل الروح القدس فهذه هي إرادة الآب، أن الجميع يخلصون.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/31-Sefr-Hazkyal/Tafseer-Sefr-Hazkial__01-Chapter-36.html

تقصير الرابط:
tak.la/8katdpf