← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الآيات (1-13): "مَنْ أَحَبَّ ابْنَهُ، أَكْثَرَ مِنْ ضَرْبِهِ، لِكَيْ يُسَرَّ فِي آخِرَتِهِ. مَنْ أَدَّبَ ابْنَهُ، يَجْتَنِي ثَمَرَ تَأْدِيبِهِ، وَيَفْتَخِرُ بِهِ بَيْنَ الْوُجَهَاءِ. مَنْ عَلَّمَ ابْنَهُ، يُغِيرُ عَدُوَّهُ، وَيَبْتَهِجُ بِهِ أَمَامَ أَصْدِقَائِهِ. إِذَا تُوِفِّيَ أَبُوهُ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ، لأَنَّهُ خَلَّفَ مَنْ هُوَ نَظِيرُهُ. فِي حَيَاتِهِ رَأَى وَفَرِحَ، وَعِنْدَ وَفَاتِهِ لَمْ يَحْزَنْ. خَلَّفَ مُنْتَقِمًا مِنَ الأَعْدَاءِ، وَمُكَافِئًا لِلأَصْدِقَاءِ بِالْجَمِيلِ. مَنْ دَلَّلَ ابْنَهُ فَسَيَضْمِدُ جِرَاحَهُ، وَعِنْدَ كُلِّ صُرَاخٍ تَضْطَرِبُ أَحْشَاؤُهُ. الْفَرَسُ الَّذِي لَمْ يُرَضْ، يَصِيرُ جَمُوحًا وَالاِبْنُ الَّذِي لَمْ يُضْبَطُ يَصِيرُ سَفِيهًا. إِنْ دَلَّلْتَ ابْنَكَ رَوَّعَكَ، وَإِنْ لاَعَبْتَهُ حَزَنَكَ. لاَ تُضَاحِكْهُ لِئَلاَّ يَغُمَّكَ، وَفِي أَوَاخِرِكَ يَأْخُذُكَ صَرِيفُ الأَسْنَانِ. لاَ تَجْعَلْ لَهُ سُلْطَانًا فِي صَبَائِهِ وَلاَ تُهْمِلْ جَهَالاَتِهِ. احْنِ رَقَبَتَهُ فِي صَبَائِهِ وَارْضُضْ أَضْلاَعَهُ مَا دَامَ صَغِيرًا، لِئَلاَّ يَتَصَلَّبَ فَيَعْصِيَكَ؛ فَيَأْخُذَكَ وَجَعُ الْقَلْبِ. أَدِّبِ ابْنَكَ، وَاجْتَهِدْ فِي تَهْذِيبِهِ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِيمَا يُخْجِلُكَ."
هذه عن تأديب الأبناء، والاهتمام بهذا حتى لو ضرب الأبناء (1) ومن يؤدب أبناءه سيجني ثمرة حلوة. وتأديب الأبناء ليس بالعصا فقط بل بالحزم والتوجيه. لذلك يقول بولس الرسول "لا تغيظوا أولادكم" (أف4:6). من عَلَّمَ ابنه يغير عدوه= العدو يريد أن يشمت في الأب، فإن أدب ابنه وكان ناجحًا لن يعطي فرصة لعدوه ليشمت فيه. إذا مات الأب ترك رجلًا مكانه (4). خلف منتقمًا من الأعداء= هذه كانت تصلح أيام الحروب ضد أعداء الوطن ومازالت إن وُجِد أعداء للوطن، فأعدائنا الآن هم إبليس والخطية والجسد بشهواته الخاطئة. وهذا الابن الصالح يرد الجميل لأصدقاء الأب. وفي آية (7) قد يكون المعنى أن الحكيم يرسم صورة للأب الذي يؤدب ابنه بعصا فيجرحه ثم يدلل ابنه بتضميد جروحه. وعندما يصرخ تضطرب أحشاء الأب (عِنْدَ كُلِّ صُرَاخٍ تَضْطَرِبُ أَحْشَاؤُهُ) والمعنى التأديب برفق وبمحبة وليس كانتقام حتى لا يفشل الولد (كو21:3). أو أن من يدلل ابنه سيتسبب في فساده وهذا سيعرضه لمشاكل كثيرة وجروح كثيرة، مما يستدعى أن الأب تضطرب أحشاؤه على آلام ابنه، بل سيضطر الأب مع كل جرح لابنه المدلل أن الأب يظل يضمد جرحه ، وهذا التفسير هو الذي يتفق مع الباقي. والابن الذي لا يؤدب يكون سفيهًا كحصان جامح لم يروض = الفرس الذي لم يرض يصير جموحا. والابن المدلل يروع ويحزن أبيه. لا تضاحكه= المقصود لا تضحك له حينما يخطئ فيزداد في أخطائه. صريف الأسنان= أي جز الأسنان من الغيظ. وفي (11، 12) أهمية تأديب الولد في الصغر فيشب على الأدب الصحيح، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، أما التعليم في الكِبَر فكالنقش على الماء أي بلا فائدة، لن يترك أثر. والغصن الرخص الطري يمكن إستعداله، أما اليابس فيستحيل إستعداله.
الآيات (14-21): "فَقِيرٌ ذُو عَافِيَةٍ وَصَحِيحُ الْبِنْيَةِ، خَيْرٌ مِنْ غَنِيٍّ مَنْهُوكٍ بِالأَسْقَامِ. الْعَافِيَةُ وَصِحَّةُ الْبِنْيَةِ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ الذَّهَبِ، وَقُوَّةُ الْجِسْمِ أَفْضَلُ مِنْ نَشَبٍ لاَ يُحْصَى. لاَ غِنَى خَيْرٌ مِنْ عَافِيَةِ الْجِسْمِ، وَلاَ سُرُورَ يَفُوقُ فَرَحَ الْقَلْبِ. الْمَوْتُ أَفْضَلُ مِنَ الْحَيَاةِ الْمُرَّةِ، أَوِ السَّقَمِ الْمُلاَزِمِ. الْخَيْرَاتُ الْمَسْكُوبَةُ عَلَى فَمٍ مُغْلَقٍ، كَالأَطْعِمَةِ الْمَوْضُوعَةِ عَلَى قَبْرٍ. أَيُّ مَنْفَعَةٍ لِلصَّنَمِ بِالْقُرْبَانِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشَمُّ. هكَذَا مَنْ يُرْهِقُهُ الرَّبُّ، وَيُجَازِيهِ عَلَى آثَامِهِ. يَرَى بِعَيْنَيْهِ وَيَتَنَهَّدُ، كَالْخَصِيِّ الَّذِي يُعَانِقُ عَذْرَاءَ ثُمَّ يَتَنَهَّدُ."
أهمية الصحة الجسدية. وهنا تقال كلمة. فالصحة هي وزنة علينا أن لا نهملها، لكن إذا سمح الله بتجربة في الجسد فلنسلم الأمر لله، فإن من تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية (1بط1:4) فالصحة أفضل من الغنى. ومِنْ نَشَبٍ لاَ يُحْصَى= أي ثروة لا تُقَدَّر. وفي (18، 19) الجسم العليل الذي لا يأكل ولا يشرب لمرضه كالصنم الذي وضعنا بجانبه مأكولات لا يأكلها. فلنشكر الله أننا مازلنا نأكل ونشرب، ولنشكر الله إذا سمح بمرض فإن هذا يؤول لخلاص أنفسنا، لكن على ألا يكون هذا نتيجة استهتار بصحتنا كمن يدخن أو يدمن الخمر. الموت أفضل من الحياة المرة ومع أن هذا حقيقي فالحياة في السماء أفضل من الآلام على الأرض، لكن الله لا ينهي حياتنا إلاّ بعد أن يتم إعدادنا للسماء ببعض التجارب والأمراض التي يسمح بها لتنقيتنا. إذًا علينا ألاّ نطلب الموت في مرضنا، فهذا خطأ، هذا يدل على اليأس وعدم الفهم، فالله لا يأخذ نفوس أولاده إلاّ بعد أن ينهوا أعمالهم التي خلقهم الله ليعملوها (أف 2: 10)، وأيضًا بعد أن يتم إعدادهم للسماء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). الأطعمة الموضوعة على قبر= عادة يهودية، هم يضعون الأطعمة على قبور موتاهم ترحمًا على الموتى، فيأكلها الفقراء، لكن الميت نفسه لا يستفيد منها. (20) هكذا من يرهقه الرب ويجازيه على أثامه= هذا فكر العهد القديم أن المرض عقوبة على الخطايا. أما فكر العهد الجديد فهو لتنقية المريض من أثار الخطية ومحبته لها. ويحسن أن نقول بدلًا من يرهقه، يجربه، وبدلًا من يجازيه يُكَمِّله بسبب آثامه. وفي (21) يرى بعينيه (المريض يرى الطعام) ويتنهد (إذ هو غير قادر على الأكل) كالخصي الذي يعانق عذراء ثم يتنهد.. فكلاهما يشتهي لكنه غير قادر.
الآيات (22-27): "لاَ تَغُمَّ نَفْسَكَ، وَلاَ تُضَيِّقْ صَدْرَكَ بِأَفْكَارِكَ. سُرُورُ الْقَلْبِ حَيَاةُ الإِنْسَانِ، وَابْتِهَاجُ الرَّجُلِ طُولُ الأَيَّامِ. أَحْبِبْ نَفْسَكَ، وَفَرِّجْ عَنْ قَلْبِكَ، وَانْفِ الْحُزْنَ عَنْكَ بَعِيدًا؛ فَإِنَّ الْحُزْنَ قَتَلَ كَثِيرِينَ، وَلَيْسَ فِيهِ ثَمَرَةٌ. الْغَيْرَةُ وَالْغَضَبُ يُقَلِّلاَنِ الأَيَّامَ، وَالْغُمَّةُ تَأْتِي بِالشَّيْخُوخَةِ قَبْلَ الأَوَانِ. الْقَلْبُ الْبَهِجُ الصَّالِحُ لاَ يَزَالُ فِي الْوَلاَئِمِ، وَمَآدِبُةُ مُعَدَّةٌ بِاهْتِمَامٍ."
هذه تساوي "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا افرحوا" (في4:4) أما من يحزن فليحزن على خطيته والرب يحول حزنه فرح (يو22:16)، أما من يحزن على خسارة مادية فهو سيعيش في هم ينهي حياته ويقصر أيامه (2كو10:7).
القلب البهج الصالح لا يزال في الولائم
= "القلب المسرور الطيب يساعد على الشهية ويهتم بمآكله" في ترجمة أخرى. لا تغم نفسك= هناك أشياء كثيرة تأتي بالهم، لكن كلها عبارة عن خسائر مادية. لكن إبتهاج الرجل طول الأيام= أي من يحيا في فرح تطول أيامه، إذ الحزن يقلل الأيام. أحبب نفسك= "روح عن نفسك" في ترجمة أخرى. نفهم هذه في العهد الجديد، وبعد أن سكن فينا الروح القدس أن هذا يكون بأن نصلي ونسبح فنمتلئ بالروح القدس الذي من ثماره الفرح (غل22:5).
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 31 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 29 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9yhfrj4