← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36
الآيات (1-11): "يَا بُنَيَّ، لاَ تَحْرِمِ الْمِسْكِينَ مَا يَعِيشُ بِهِ، وَلاَ تُمَاطِلْ عَيْنَيِ الْمُعْوِزِ. لاَ تَحْزُنِ النَّفْسَ الْجَائِعَةَ، وَلاَ تَغِظِ الرَّجُلَ فِي فَاقَتِهِ. لاَ تَزِدِ الْقَلْبَ الْمَغِيظَ قَلَقًا، وَلاَ تُمَاطِلِ الْمُعْوِزَ بِعَطِيَّتِكَ. لاَ تَأْبَ إِعْطَاءَ الْبَائِسِ سُؤْلَهُ، وَلاَ تُحَوِّلَ وَجْهَكَ عَنِ الْمِسْكِينِ. لاَ تَصْرِفْ طَرْفَكَ عَنِ الْمُعْوِزِ، وَلاَ تَصْنَعْ شَيْئًا يَجْلُبُ عَلَيْكَ لَعْنَةَ الإِنْسَانِ. فَإِنَّ مَنْ يَلْعَنُكَ بِمَرَارَةِ نَفْسِهِ، يَسْتَجِيبُ صَانِعُهُ دُعَاءَهُ. كُنْ مُتَوَدِّدًا إِلَى الْجَمَاعَةِ، وَاخْفِضْ رَأْسَكَ لِذِي الْوَجَاهَةِ. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى الْمِسْكِينِ، وَأَجِبْهُ بِرِفْقٍ وَوَدَاعَةٍ. أَنْقِذِ الْمَظْلُومَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ، وَلاَ تَكُنْ صَغِيرَ النَّفْسِ فِي الْقَضَاءِ. كُنْ أَبًا لِلْيَتَامَى، وَبِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ لأُمِّهِمْ؛ فَتَكُونَ كَابْنِ الْعَلِيِّ، وَهُوَ يُحِبُّكَ أَكْثَرَ مِنْ أُمِّكَ."
انتهى الإصحاح السابق بأهمية الصدقة، فَمَنْ يعمل عمل بِر يُكَفَّر عن خطاياه ويسنده الله يوم سقوطه، فمَن يصنع برًا بالمحتاج فهو يصنعه بالمسيح شخصيًا (مت 25). لذلك فلنجتهد أن نصنع أي بر يمكننا أن نصنعه. وهناك مقولة مهمة [الله لا يبقى مديونًا لأحد] = [إن من يعطي الفقير يقرض الرب] (أم17:19). لا تماطل المعوز بعطيتك= لا تقل له تعال غدًا وعندك ما يسد احتياجه. فمن يظلم فقيرًا يجلب على نفسه لعنة. والإنسان يعيش في مجتمع به الفقير الذي يجب أن يعطف عليه، وفي المجتمع ذوي الوجاهة والمناصب، وهؤلاء يجب أن نتعامل معهم باحترام [فالإكرام لمن ينبغي له الإكرام] (رو7:13) وبهذا يعيش الإنسان في وداعة مع الغني ومع الفقير= كُنْ مُتَوَدِّدًا إِلَى الْجَمَاعَةِ.. لاَ تَكُنْ صَغِيرَ النَّفْسِ فِي الْقَضَاءِ = أن تستحي بأن تشهد للحق مجاملة للغني والقوي. كن أبًا لليتامى.. فتكون كابن العلي= من يكون رحيمًا يتشبه بالله الرحيم، ويكون كابن يشبه والده.
الآيات (12-22): "الْحِكْمَةُ تُنْشِئُ لَهَا بَنِينَ، وَالَّذِينَ يَلْتَمِسُونَهَا تَضُمُّهُمْ إِلَيْهَا. مَنْ أَحَبَّهَا أَحَبَّ الْحَيَاةَ، وَالَّذِينَ يَبْتَكِرُونَ إِلَيْهَا يَمْتَلِئُونَ سُرُورًا. مَنْ مَلَكَهَا يَرِثُ مَجْدًا، وَحَيْثُمَا دَخَلَتْ، فَهُنَاكَ بَرَكَةُ الرَّبِّ. الَّذِينَ يَعْبُدُونَهَا يَخْدُمُونَ الْقُدُّوسَ، وَالَّذِينَ يُحِبُّونَهَا يُحِبُّهُمُ الرَّبُّ. مَنْ سَمِعَ لَهَا يَحْكُمُ عَلَى الأُمَمِ، وَمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهَا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا. إِذَا اسْتَسْلَمَ لَهَا يَرِثُهَا، وَأَعْقَابُهُ يَبْقَوْنَ عَلَى امْتِلاَكِهَا. فَإِنَّهَا فِي أَوَّلِ الأَمْرِ تَسْلُكُ مَعَهُ بِعِوَجٍ؛ فَتُلْقِي عَلَيْهِ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ، وَتَمْتَحِنُهُ بِتَأْدِيبِهَا إِلَى أَنْ تَثِقَ بِنَفْسِهِ، وَتَخْتَبِرَهُ فِي أَحْكَامِهَا. ثُمَّ تَعُودُ فَتُعَامِلُهُ بِاسْتِقَامَةٍ وَتَسُرُّهُ، وَتَكَشِفُ لَهُ أَسْرَارَهَا، وَتَجْمَعُ فِيهِ كُنُوزًا مِنَ الْعِلْمِ وَفَهْمِ الْبِرِّ. وَأَمَّا إِذَا ذَهَبَ فِي الضَّلاَلِ؛ فَهِيَ تَخْذُلُهُ وَتُسَلِّمُهُ إِلَى مَصْرَعِهِ."
الحكمة هنا تصور كشخص يؤدب الإنسان، وهي لها جاذبية فتجذب إليها الناس، يتعلمون، فتربيهم ويكونون لها كأبناء تضمهم إليها. وهؤلاء هم من يكون لهم حياة وسرور (يَمْتَلِئُونَ سُرُورًا) وفي الأبدية مجد = يرث مجدًا. وفي الأرض بَرَكَةُ الرَّبِّ.
يَبْتَكِرُونَ إِلَيْهَا = كمن يذهب إليها باكرًا أي ساعيًا إليها مع بداية يومه والمعنى يبحث عنها بجدية. الذين يعبدونها= المعنى يخدمونها، أي يطيعون وصايا الله، فالحكمة هي مخافة الله وطاعة وصاياه. ولكن إذا فهمنا أن الحكمة هي أقنوم الابن فالابن هو الله وينبغي له العبادة (1كو24:1) = يخدمون القدوس= فالابن هو القدوس. والذين يحبونها يحبهم الرب [راجع (يو23:5)]. من سمع لها يحكم على الأمم= الأمم هنا رمز للشياطين. فمن يسلك بالحكمة لا يكون للشيطان سلطان عليه، بل يدوس هو الحيات والعقارب.. (لو19:10). فالأمم وقت يشوع بن سيراخ كانت تعبد الأوثان أي الشياطين. ومن يكون له سلطان على الشياطين والخطية يحيا في سلام= يسكن مطمئنًا. إذا إستسلم لها= يسير وراءها يتبعها ويرثها ويورثها= أعقابه يبقون على امتلاكها= فنحن سنرث الله نرث مع المسيح (رو17:8) وإذا علمنا أولادنا أن يسلكوا بالحكمة يرثون هم أيضًا ملكوت الله فإنها في أول الأمر تسلك معه بعوج= في بداية أن يسلك الإنسان بحكمة لن يجد السعادة والمجد من أول يوم، فنفس الإنسان معوجة تحتاج إلى تأديب إلى أن تتغير طبيعته= تثق بنفسه أي تثق في تغييره. أما لو ضل فهي تخذله وتسلمه إلى مصرعه عوضًا عن الفرح وكنوز العلم (كُنُوزًا مِنَ الْعِلْمِ وَفَهْمِ الْبِرِّ).
الآيات (23-36): "يَا بُنَيَّ، احْرِصْ عَلَى الزَّمَانِ، وَاحْتَفِظْ مِنَ الشَّرِّ. وَلاَ تَسْتَحِيِ فِي أَمَرِ نَفْسِكَ، فَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ مَا يَجْلُبُ الْخَطِيئَةَ، وَمِنْهُ مَا هُوَ مَجْدٌ وَنِعْمَةٌ. لاَ تُحَابِ الْوُجُوهَ، فَذلِكَ ضَرَرٌ لِنَفْسِكَ. وَلاَ تَسْتَحِيِ حَيَاءً بِهِ هَلاَكُكَ. لاَ تَمْتَنِعْ مِنَ الْكَلاَمِ فِي وَقْتِ الْخَلاَصِ، وَلاَ تَكْتُمْ حِكْمَتَكَ إِذَا جَمُلَ إِبْدَاؤُهَا. فَإِنَّمَا تُعْرَفُ الْحِكْمَةُ بِالْكَلاَمِ، وَالتَّأْدِيبُ بِنُطْقِ اللِّسَانِ. لاَ تُخَالِفِ الْحَقَّ، بَلِ اَسْتَحِي مِنْ جَهَالَتِكَ. لاَ تَسْتَحِي أَنْ تَعْتَرِفَ بِخَطَايَاكَ، وَلاَ تُغَالِبْ مَجْرَى النَّهْرِ. وَلاَ تَتَذَلَّلْ لِلْرَّجُلِ الأَحْمَقِ، وَلاَ تُحَابِ وَجْهَ الْمُقْتَدِرِ. جَاهِدْ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْمَوْتِ، وَالرَّبُّ الإِلهُ يُقَاتِلُ عَنْكَ. لاَ تَكُنْ جَافِيًا فِي لِسَانِكَ، وَلاَ كَسِلًا مُتَوَانِيًا فِي أَعْمَالِكَ. لاَ تَكُنْ كَأَسَدٍ فِي بَيْتِكَ، وَكَمَجْنُونٍ بَيْنَ أَهْلِكَ. لاَ تَكُنْ يَدُكَ مَبْسُوطَةً لِلأَخْذِ، مَقْبُوضَةً عَنِ الْعَطَاءِ."
هناك أمور في الحياة تختلف من ظروف لأخرى، فهناك أمور ينبغي للمرء أن يصمت أمامها وهناك أمور لا بُد وأن نتكلم فيها "للسكوت وقت وللتكلم وقت" (جا7:3). لذلك جائت احرص على الزمان في ترجمات أخرى "راعِ الظروف" وهذه ترجمة أدق. فالحكمة تستدعي وتستلزم مراعاة التوقيت. احتفظ من الشر ولا تستحي في أمر نفسك = حينما تدعى للشر أعلن بوضوح رفضك، لأنك لو صمت وخجلت ووافقت الشرير لهلكت، هذا ما قال عنه هنا = فإن من الحياء ما يجلب الخطيئة. وهناك من الصمت ما هو مجد ونعمة= حينما لا نساير الأشرار في أقوالهم. وعلى الحكيم أن يعلن الحق ولا يحاب الوجوه. وهناك من يظن أنه يفهم في كل شيء ويجب أن يتكلم حتى فيما لا يفهمه، والحكيم هنا يقول له إستحي من جهالتك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وإذا واجهك إنسان بخطأ فعلته لا تكابر بل لاَ تَسْتَحِي أَنْ تَعْتَرِفَ بِخَطَايَاكَ.
لاَ تَكُنْ جَافِيًا فِي لِسَانِكَ = بل لا بُد من الوداعة [والجواب اللين يصرف الغضب] (أم 15: 1). وهناك مَن هو بشوش خارج بيته وفي بيته كأسد.
ملحوظة: في قول الحكيم "لا تستحي أن تعترف بخطاياك" إرشاد لمن لا يريد أن يعترف أمام الكاهن لخجله، فلا بُد أن نخجل ونعترف لكي نستحي أن نفعل هذا مرة أخرى أمام الله.
لا تتذلل للرجل الأحمق= فلن يفهم هذا معنى الاتضاع، بل سيتصور أنه على حق فيسفه منك.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p2p49gq