← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36
الآيات (1-4): "ثَلاَثٌ هُنَّ زِينَةٌ لِي، وَبِهِنَّ قُمْتُ جَمِيلَةً أَمَامَ الرَّبِّ وَالنَّاسِ: اتِّفَاقُ الإِخْوَةِ، وَحُبُّ الْقَرِيبِ، وَالْمُصَافَاةُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَرَجُلِهَا. ثَلاَثَةٌ تُبْغِضُهُمْ نَفْسِي وَتَمْقُتُ حَيَاتَهُمْ: الْفَقِيرُ الْمُتَكَبِّرُ، وَالْغَنِيُّ الْكَذَّابُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي الْفَاقِدُ الْفَهْمِ."
الحكمة تتحدث فتقول أن ما يفرحها ويجعلها في صورة حلوة أمام الرب والناس أن يعمل الناس بها، وأهم صورة لمن تجاوب مع الحكمة هي المحبة، فالله محبة (مز133) وما تكرهه الحكمة أن يتخلى الناس عنها فيعيشوا في حماقة [1] الْفَقِيرُ الْمُتَكَبِّرُ =فلو كان الكبرياء من غني فهو مقبول نوعًا ما أو قل له مبرر أما لو من فقير فسيكون مثار سخرية. [2] الغني الكذاب= أي الذي له ويدعي العكس حتى لا ينفق [3] الشيخ الزاني= المفترض فيه الوقار بعد أن هدأ جسمه، وهذا يسميه الحكيم هنا الفاقد الفهم. وما الذي جعل هذا الشيخ هكذا؟ الإجابة في آيات (5-8).
الآيات (5-8): "إِنْ لَمْ تَدَّخِرْ فِي شَبَابِكَ؛ فَكَيْفَ تَجِدُ فِي شَيْخُوخَتِكَ؟ مَا أَجْمَلَ الْقَضَاءَ لِلشِّيْبِ، وَحُسْنَ الْمَشُورَةِ لِلشُّيُوخِ. مَا أَجْمَلَ الْحِكْمَةَ لِلشُّيُوخِ، وَالرَّأْيَ وَالْمَشُورَةَ لأَرْبَابِ الْمَجْدِ. كَثْرَةُ الْخِبْرَةِ إِكْلِيلُ الشُّيُوخِ، وَمَخَافَةُ الرَّبِّ فَخْرُهُمْ."
إن لم تدخر في شبابك= تدخر تقوَى وحكمة وخبرات، وطاعة للشريعة فيكون لك حكمة في شيخوختك. وما أجمل أن نذهب للشيب لنحتكم ونستفيد بخبراته وحكمته. هذا طبعًا لو كان له حكمة. أمّا من أضاع شبابه وراء شهواته سيصبح بلا كرامة في مشيبه.
الآيات (9-16): "تِسْعُ خِصَالٍ غَبَّطْتُهَا فِي قَلْبِي، وَالْعَاشِرَةُ يَنْطِقُ بِهَا لِسَانِي. مَغْبُوطٌ الإِنْسَانُ الَّذِي يُفَرَّحُ بِالأَوْلاَدِ، وَالَّذِي يَرَى فِي حَيَاتِهِ سُقُوطَ أَعْدَائِهِ. مَغْبُوطٌ مَنْ يُسَاكِنُ امْرَأَةً عَاقِلَةً، وَمَنْ لَمْ يَزْلِلْ بِلِسَانِهِ، وَمَنْ لَمْ يَخْدُمْ مَنْ لاَ يَسْتَأْهِلُهُ. مَغْبُوطٌ مَنْ وَجَدَ الْفِطْنَةَ، وَمَنْ يَجْعَلُ حَدِيثَهُ فِي أُذُنٍ وَاعِيَةٍ. مَا أَعْظَمَ مَنْ وَجَدَ الْحِكْمَةَ؛ لكِنَّهُ لَيْسَ أَفْضَلَ مِمَّنْ يَتَّقِي الرَّبَّ. مَخَافَةُ الرَّبِّ أَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الَّذِي يَحُوزُهَا، بِمَنْ يُشَبَّهُ؟ مَخَافَةُ الرَّبِّ أَوَّلُ مَحَبَّتِهِ، وَالإِيْمَانُ أَوَّلُ الاِتِّصَالِ بِهِ."
تسع خصال غبطتها.. والعاشرة ينطق بها لساني فما هي التسع؟
1. الإنسان الذي يُفرح بالأولاد= الذي يربي أولاده حسنًا فيفرح بهم كبارًا أتقياء.
2. الذي يرى في حياته سقوط أعدائه= في العهد القديم كان عدل الله بحسب فهمهم يظهر في سقوط الأعداء الأشرار الذين يضايقون الإنسان البار فهم ما كانوا يفرقون بين الخاطئ والخطية. أما في العهد الجديد فما صار لنا أعداء من البشر نفرح بسقوطهم بل نحن نحبهم بحسب أمر السيد الرب. وصار أعداؤنا هم إبليس والخطية وشهوات الجسد.
3. من يساكن امرأة عاقلة= من له زوجة عاقلة.
4. من لم يزلل بلسانه= من استطاع أن يحفظ لسانه من الزلل.
5. من لم يخدم من لا يستأهله= من لا يضطر لخدمة إنسان لا يستحق.
6. من وجد الفطنة= أي من له حكمة تجعله يعرف كيف يتصرف حسنًا في كل موقف.
7. من يجعل حديثه في أذن واعية= أي يعلم من يستحق ومن هو قادر أن يستفيد.
8. من وجد الحكمة= وهذا كمن اكتشف لؤلؤة كثيرة الثمن.
9. التقوى (يَتَّقِي الرَّبَّ) = وهي أفضل من الحكمة لماذا؟ لو كانت الحكمة هي معلومات في الرأس بلا تطبيق لكان الإنسان غير قادر أن يستفيد منها. وأهم ما يستفيده الإنسان من الحكمة هو التنفيذ العملي لها بأن يتقي الله.
والعاشرة ينطق بها لساني= مخافة الرب أعلى من كل شيء. فمن يخاف الله ويتقيه فهذا هو كمال الحكمة، مثل هذا له العين المفتوحة التي ترى المكافأة على الأرض وفي السماء فيتقي الله ويتبع وصاياه فيزداد حكمة. ويرى أيضًا اللعنات التي تصيب الخاطئ على الأرض، وضياع أبديته [فيتمم خلاصه بخوف ورعدة] (في12:2).
وقوله تسع.. والعاشرة هو أسلوب ثقافي عبري يشير لكمال الشيء (أم16:6؛ جا2:11؛ مي5:5).
مخافة الرب أول محبته = لكي يصل الإنسان لمحبة الرب عليه أن يبدأ أولًا بأن يخافه وينفذ وصاياه. والمدخل للمخافة هو الإيمان بالله أولًا وبحياة الدهر الآتي والدينونة= الإيمان أول الاتصال به.
الآيات (17-36): "غَايَةُ الأَلَمِ أَلَمُ الْقَلْبِ، وَغَايَةُ الْخُبْثِ خُبْثُ الْمَرْأَةِ. كُلَّ أَلَمٍ وَلاَ أَلَمَ الْقَلْبِ. وَكُلَّ خُبْثٍ وَلاَ خُبْثَ الْمَرْأَةِ. وَكُلَّ نَائِبَةٍ وَلاَ النَائِبَةَ مِنَ الْمُبْغِضِينَ. وَكُلَّ انْتِقَامٍ وَلاَ انْتِقَامَ الأَعْدَاءِ. لاَ رَأْسَ شَرٌّ مِنْ رَأْسِ الْحَيَّةِ. وَلاَ غَضَبَ شَرٌّ مِنْ غَضَبِ الْمَرْأَةِ. مُسَاكَنَةُ الأَسَدِ وَالتِّنِّينِ خَيْرٌ عِنْدِي مِنْ مُسَاكَنَةِ الْمَرْأَةِ الْخَبِيثَةِ. خُبْثُ الْمَرْأَةِ يُغَيِّرُ مَنْظَرَهَا، وَيَرُدُّ وَجْهَهَا أَسْوَدَ كَالْمِسْحِ. رَجُلُهَا يَكْمَدُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَإِذَا سَمِعَ تَأَوَّهَ بِمَرَارَةٍ. كُلُّ سُوءٍ بِإِزَاءِ سُوءِ الْمَرْأَةِ خَفِيفٌ. لِتَقَعْ قُرْعَةُ الْخَاطِئِ عَلَيْهَا. مَثَلُ الْعَقَبَةِ الْكثِيرَةِ الرَّمْلِ لِقَدَمَيِ الشَّيْخِ؛ مَثَلُ الْمَرْأَةِ الْخَبِيثَةِ اللِّسَانِ لِلْرَّجُلِ الْهَادِئِ. لاَ يُعْثِرْكَ جَمَالُ امْرَأَةٍ، وَلاَ تَشْتَهِ امْرَأَةً لِحُسْنِهَا. غَضَبٌ وَوَقَاحَةٌ وَفَضِيحَةٌ عَظِيمَةٌ، الْمَرْأَةُ الَّتِي تَتَسَلَّطُ عَلَى رَجُلِهَا. الْمَرْأَةُ الشِّرِّيرَةُ ذِلَّةٌ لِلْقَلْبِ، وَتَقْطِيبٌ لِلْوَجْهِ، وَأَلَمٌ لِلْفُؤَادِ. الَّتِي لاَ تُنْشِئُ سَعَادَةَ رَجُلِهَا، إِنَّمَا هِيَ تَرَاخٍ لِلْيَدَيْنِ، وَتَخَلُّعٌ لِلرُّكْبَتَيْنِ. مِنَ المَرْأَةِ ابْتَدَأَتِ الْخَطِيئَةُ، وَبِسَبَبِهَا نَمُوتُ نَحْنُ أَجْمَعُونَ. لاَ تَجْعَلْ لِلْمَاءِ مَخْرَجًا، وَلاَ لِلْمَرْأَةِ الشِّرِّيرَةِ سُلْطَانًا. إِنْ لَمْ تَسْلُكْ طَوْعَ يَدِكَ، تُخْزِيكَ أَمَامَ أَعْدَائِكَ. فَاقْطَعْهَا عَنْ جَسَدِكَ، لِئَلاَّ تُؤْذِيَكَ عَلَى الدَّوَامِ."
متى كانت المرأة تقية خائفة لله تصير مصدر فرح لرجلها ولأولادها، والعكس، فالمرأة التي لا تعرف الله فهي سبب مصائب لبيتها، فكما أن أصعب ألم هو ألم القلب أي جرح المشاعر، فإن أصعب خبث هو خبث المرأة (غَايَةُ الْخُبْثِ خُبْثُ الْمَرْأَةِ) فهي لضعفها تدبر بخبث، هي تلجأ للحيلة لا للمواجهة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهناك نساء تستدرج الرجال بسبب الشهوة ثم يذلون الرجل ويقضون عليه، ولكن هذا أيضًا لا يحدث إلاّ لرجل خاطئ انجذب من شهوته. لذلك استخدمت الدول النساء كجواسيس ناجحات. وكل نائبة (مصيبة) ولا النائبة من المبغضين= فالمصيبة التي تدبرها المرأة التي تبغض هي أصعب مصيبة بل يشبه الخبث والانتقام من المرأة برأس الحية بما فيها من سم (22) وخبث الخبيثة الغاضبة يغير شكل المرأة إلى لون أسود. وهذه تحزن رجلها (25). والحكيم هنا يقول يا ليت الخاطئ يكون نصيبه امرأة كهذه ليتأدب= لتقع قرعة الخاطئ عليها. وفي (27) فكما أن الرجل الشيخ يجد صعوبة كبيرة في تسلق تل من الرمل. هكذا يجد الرجل الهادئ (لِلْرَّجُلِ الْهَادِئِ) صعوبة في معاشرة امرأة خبيثة اللسان (الْمَرْأَةِ الْخَبِيثَةِ اللِّسَانِ). وهنا يعطي الحكيم نصيحة للرجل أن لا ينجذب لمرأة بسبب جمالها:- [1] الجمال ليس عيبًا ولكن فليسأل الرجل نفسه إن أراد الزواج.. ماذا عن عقل المرأة؟ وماذا عن علاقتها بالله؟ لئلا تكون من هذا النوع الخبيث [2] إن انجذب لشهوته لامرأة جميلة لفعل الخطية فليحذر من الخبث والفضائح والمصائب التي سيقع فيها، طبعًا بالإضافة لغضب الله، ولكن بسبب غضب الله سيتركه الله لهذه المصائب ليتأدب.
آيات (29، 30) غضب ووقاحة.. المرأة التي تتسلط على زوجها أي التي تنفق عليه لأنه لا يعمل وهذا ضد الطبيعة، فبدلًا من أن يعول الرجل امرأته تعوله هي فتتسلط عليه وتعطي لنفسها الحق أن تغضب عليه وتعامله بوقاحة وهذا فضيحة عظيمة. وهذا يصيب الرجل بـ:ذِلَّةٌ لِلْقَلْبِ.. (31) بل يصل الرجل من ألمه النفسي لـ:تَرَاخٍ لِلْيَدَيْنِ، وَتَخَلُّعٌ لِلرُّكْبَتَيْنِ (32). وآية (33) إشارة لحواء. ويشبه الحكيم المرأة الشريرة بخزان ماء لو سمحت بأن يوجد فيه فتحة فسيتدفق منها كل ما فيه، هكذا لا تسمح للمرأة المعروف شرها وخبثها بفرصة حتى لا يخرج من فمها سيل من الكلام الجارح والأخطاء= مثلًا لا تسمح لها بأن تنفق عليك فلا يكون لها سلطان عليك. فإن لم يَكُنْ للرجل سلطان على امرأته ستخزيه أمام أعداءه. وإذا لم يستطع الرجل السيطرة على امرأته فليطلقها= إقطعها عن جسدك.
ملحوظة: الآية الأخيرة كانت في العهد القديم حيث كان الطلاق مسموحًا به. أما العهد الجديد حيث انسكب الروح القدس، فالروح يرشد بالصلاة كلا الرجل والمرأة للاختيار الصالح وبالتالي لا يسمح بالطلاق. وشريعة العهد الجديد موضوعة لأناس مملوئين من الروح القدس. أما الذين أطفأوا الروح القدس واختاروا شريكًا لحياتهم بحسب شهواتهم (مال/ جمال/ مراكز..) ولم يسمعوا لصوت الروح القدس، فهؤلاء يقعون في تجارب متنوعة وكثيرة.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8km43pd