← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35
الآيات (1-10): "الَّذِي يَصْنَعُ رَحْمَةً يُقْرِضُ الْقَرِيبَ، وَالسَّخِيُّ الْيَدِ يَحْفَظُ الْوَصَايَا. أَقْرِضِ الْقَرِيبَ فِي وَقْتِ حَاجَتِهِ، وَاقْضِهِ مَا لَهُ عَلَيْكَ فِي أَجَلِهِ. حَقِّقْ مَا نَطَقْتَ بِهِ وَكُنْ أَمِينًا مَعَهُ؛ فَتَنَالَ فِي كُلِّ حِينٍ بُغْيَتَكَ. كَثِيرُونَ حَسِبُوا الْقَرْضَ لُقْطَةً؛ فَعَنَّوُا الَّذِينَ أَمَدُّوهُمْ. قَبْلَ أَنْ يَقْبِضُ يُقَبِّلُ الْيَدَ، وَيَخْشَعُ بِصَوْتِهِ، حَتَّى يَنَالَ مَالَ الْقَرِيبِ. فَإِذَا آنَ الرَّدُّ مَاطَلَ، وَنَطَقَ بِكَلاَمٍ مُضْجِرٍ، وَشَكَا صَرْفَ الدَّهْرِ. إِنْ كَانَ الرَّدُّ فِي طَاقَتِهِ، لَمْ يَكَدْ يَرُدُّ النِّصْفَ، وَيَحْسَبُ مَا رَدَّهُ لُقْطَةً. وَإِلاَّ فَيَسْلُبُهُ أَمْوَالَهُ، وَيَتَّخِذُهُ عَدُوًّا بِلاَ سَبَبٍ. يَجْزِيهِ اللَّعْنَةَ وَالشَّتِيمَةَ، وَبَدَلَ الإِكْرَامِ يُكَافِئُهُ الإِهَانَةَ. كَثِيرُونَ أَمْسَكُوا لأَجْلِ خُبْثِ النَّاسِ، مَخَافَةَ أَنْ يُسْلَبُوا بِغَيْرِ سَبَبٍ."
موضوعها كن رحيمًا، وإقِرض المحتاج. وكن أمينًا فإذا إستدنت فأرجع ما إستدنته. وهنا نميز بين العطاء لفقير، هذا تعطيه دون انتظار الرد. ولكن مع الغني الذي تقرضه لأجل التجارة، فهذا لا بُد أن يعيد ما أخذه، هذه هي الأمانة.
السخي اليد يحفظ الوصايا= فوصية الله أن نعطي المحتاج. إقضه ما له عليك في أجله= إن إستدنت إوفِ ما عليك في الموعد المحدد ولا تتوانى. فتنال في كل حين بغيتك= لن يتردد أحد في أن يعطيك في أي وقت ما تحتاجه فسمعتك حسنة. بل الله يبارك لك.
كثيرون حَسِبوا القرض لقطة= أي بلا صاحب، عليهم أن يعيدوا له أمواله. فعنوا= أتعبوا صاحب المال وجعلوه في عناء. ولاحظ خبث هؤلاء، فهم يقبلون اليد ليحصلوا على القرض.
ويخشع بصوته. وحين يأتي وقت رد القرض يماطل، ويشتكي كذبًا. صرف الدهر= أي أن الدهر صرف وجهه عنه، وهو لا يملك شيء يرد به القرض. وإن رد يرد جزء ويماطل في الباقي= لم يكد يرد النصف. والمقرض يحسب ما ردَّه لقطة= إذا حصل صاحب المال على نصف ماله يحسب ما حصل عليه لقطة (جيد أن حصل على شيء). أو يكون المعنى أن المقترض حين رد النصف يكون شاعرًا بأنه منَّ على صاحب المال بما اعتبره لقطة له أي أموالًا وجدها وصارت له (وهذا الأقرب للتصور). والبديل لرد جزء من المال لصاحبه، أن لا يرد شيء أبدًا ويسلب الأموال ويصير صاحب المال عدوًا بلا سبب. بل بدلًا من أن يكافئ من أقرضه ويكرمه يبدأ يشتمه. لذلك فكثيرين امتنعوا عن أن يقرضوا أحدًا مخافة أن يُسلَبوا بغير سبب.
الآيات (11-18): "مَعَ ذلِكَ كُنْ طَوِيلَ الأَنَاةِ عَلَى الْبَائِسِ، وَلاَ تُمَاطِلْهُ فِي الصَّدَقَةِ. لأَجْلِ الْوَصِيَّةِ أَعِنِ الْمِسْكِينَ، وَفِي عَوَزِهِ لاَ تَرْدُدْهُ فَارِغًا. أَتْلِفْ فِضَّتَكَ عَلَى أَخِيكَ وَصَدِيقِكَ، وَلاَ تَدَعْهَا تَصْدَأُ تَحْتَ الْحَجَرِ وَتَتْلَفُ. أَنْفِقْ ذَخِيرَتَكَ بِحَسَبِ وَصَايَا الْعَلِيِّ؛ فَتَنْفَعَكَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ. أَغْلِقْ عَلَى الصَّدَقَةِ فِي أَخَادِيرِكَ؛ فَهِيَ تُنْقِذُكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. تُقَاتِلُ عَنْكَ عَدُوَّكَ، أَكْثَرَ مِنْ تُرْسِ الْبَأْسِ وَرُمْحِ الْحَمَاسَةِ."
هنا على العطاء والصدقة للمسكين= لا تماطله في الصدقة= وأنت تملك لا ترده فارغًا. فهذه وصية الله (تث7:15-11). أتلف فضتك على المحتاج والأخ والصديق أفضل من أن تكنزها وتصدأ. وهذا يعود عليك بالبركة من الله، وبذلك تنفعك أكثر من الذهب.. بل تقاتل عنك عدوك. والسبب أن الله لا يبقي مديونًا فإن أعطيت الفقير فأنك تعطي الله، والله هو الذي يعطيك.
أخاديرك
تُترجم في ترجمات أخرى "أهراءك" أي "مخازن الحبوب". أي أن تضع الصدقة في مخازن خاصة بك. وهنا نرى معنى كلمة أخادير وهي تعني السِتْرْ الذي تختفي وراءه الجارية. وبهذا يتكامل المعنى الرائع، الذي يعني أن صدقتك مخزونة لحسابك في السماء لكنها ستنفعك بعد إنتقالك من هذه الحياة. وهذه تتفق مع قول السيد المسيح "إكنزوا لكم كنوزًا في السماء". وقد يكون المعنى أيضًا لتكن صدقتك في خفية كمن وراء ستر.
الآيات (19-27): "الرَّجُلُ الصَّالِحُ يَكْفُلُ الْقَرِيبَ، وَالَّذِي فَقَدْ كُلَّ حَيَاءٍ يَخْذُلُهُ. لاَ تَنْسَ نِعَمَ الْكَافِلِ؛ فَإِنَّهُ بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِكَ. الْخَاطِئُ يَهْرُبُ مِنْ كَافِلِهِ، وَاللَّئِيمُ الرُّوحِ يَخْذُلُهُ. الْخَاطِئُ يُدَمِّرُ خَيْرَاتِ الْكَافِلِ، وَجَاحِدُ الْجَمِيلِ يَخْذُلُ مُخَلِّصَهُ. مِنَ النَّاسِ مَنْ يَكْفُلُ قَرِيبَهُ، لكِنَّهُ يَفْقِدُ كُلَّ حَيَاءٍ فَيَخْذُلُهُ. كَثِيرُونَ كَانُوا فِي نُجْحٍ؛ فَأَهْلَكَتْهُمُ الكَفَالَةُ وَأَقْلَقَتْهُمْ كَأَمْوَاجِ الْبَحْرِ. أَلْجَأَتْ رِجَالًا مُقْتَدِرِينَ إِلَى الْمُهَاجَرَةِ؛ فَتَاهُوا بَيْنَ أُمَمٍ غَرِيبَةٍ. الْخَاطِئُ الَّذِي يَتَهَافَتُ عَلَى الكَفَالَةِ، وَيَصْبُو إِلَى الْمُعَامَلاَتِ يَقَعُ تَحْتَ الأَقْضِيَةِ. أَمْدِدْ قَرِيبَكَ بِقَدْرِ طَاقَتِكَ، وَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ أَنْ تَسْقُطَ."
هذه عن الكفالة أي أن يضمن إنسان مقتدر، إنسان آخر في ضيقته، يسدد عنه أو يقرضه حتى يسدد هو. لكن هذا الأمر يحتاج لحكمة كبيرة. فعلينا أن نساعد المحتاج الذي في ضيقة على أن لا نتعرض نحن للفقر. آية (19) يجب أن نكفل المحتاج، أما من يخذله فقد فَقَدَ كل حياء آية (20) هذه لمن قبل الكفالة، وهذا عليه أن لا ينسى جميل من كفله. وفي (21) الخاطئ اللئيم من يهرب من كافله ولا يرد ما عليه إذا ما طالبه صاحب المال بالرد. وفي (22) الخاطئ يرى من كفله يخرب ويفتقر ولا يهتم بأن يعيد ما عليه، مثل هذا الذي يخذل من كفله هو فاقد لكل حياء (23). وفي (24) كثيرون كانوا في نجح= أي نجاح أي حالهم ميسور والكفالة جعلتهم يهربون. والخاطئ الذي يفعل هذا في من كفله سيدينه الله= يقع تحت الأقضية= إمّا هنا على الأرض أو في السماء. لذلك كله يلخص الحكيم الموضوع في آية (27) أمدد قريبك بقدر طاقتك وأحذر على نفسك أن تسقط (تفتقر) (راجع أم1:6-5).
الآيات (28-35): "رَأْسُ الْمَعِيشَةِ الْمَاءُ وَالْخُبْزُ وَاللِّبَاسُ وَالْبَيْتُ السَّاتِرُ لِلسَّوْءَةِ. عَيْشُ الْفَقِيرِ تَحْتَ سَقْفٍ مِنْ أَلْوَاحٍ، خَيْرٌ مِنَ الأَطْعِمَةِ الْفَاخِرَةِ فِي دَارِ الْغُرْبَةِ. إِرْضَ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ؛ فَلاَ تَسْمَعَ تَعْيِيرًا فِي أَمَرِ الْبَيْتِ. بِئْسَ حَيَاةُ الإِنْسَانِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، وَحَيْثُمَا ضَافَ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. تُطْعِمُ وَتَسْقِي جَاحِدِينَ لِجَمِيلِكَ، وَأَنْتَ ضَيْفُهُمْ، وَوَرَاءَ ذلِكَ تَسْمَعُ أَقْوَالًا مُرَّةً. أَنْ قُمْ، يَا ضَيْفُ، جَهِّزِ الْمَائِدَةَ، وَإِنْ كَانَ بِيَدِكَ شَيْءٌ فَأَطْعِمْنِي. انْصَرِفْ، يَا ضَيْفُ، مِنْ أَمَامِ شَخْصٍ كَرِيمٍ. إِنَّ أَخًا لِي يَتَضَيَّفُنِي؛ فَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى الْبَيْتِ. أَمْرَانِ يَسْتَثْقِلُهُمَا الإِنْسَانُ الْفَطِنُ: الاِنْتِهَارُ فِي أَمَرِ الْبَيْتِ، وَتَعْيِيرُ الْمُقْرِضِ."
هذه عن أن يكتفي الإنسان بالقليل الذي عنده، هذا خيرٌ من التطفل على الأغنياء. رأس المعيشة= ما يحتاجه الإنسان ليعيش الماء والخبز واللباس والبيت الذي يستره. فإذا وُجِدَ هذا القليل فهذا أفضل من التطفل ليعيش الإنسان في بيت غني من أطعمته الفاخرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالغني الذي تذهب إليه لا بُد وسيعيرك (تَسْمَعَ تَعْيِيرًا) = يهينك. بئس حياة الإنسان المتنقل من بيت إلى بيت. وحيثما ضاف (استضافوه) لم يفتح فاه= مهما أهين لا يستطيع أن يرد. بل يسمعونه أقوالًا مُرّه بينما هو يخدم أصحاب البيت= تُطِعم وتسقى. وهم جاحدين لجميلك. بل يعطون أوامر في كبرياء أن قم يا ضيف جهز المائدة. وإن كان في يدك طعام يأخذه= إن كان بيدك شيء فأطعمني. وإذا جاء لهم ضيف غني مثلهم طردوا الفقير= انصرف يا ضيف من أمام شخص كريم. ويلخص الحكيم الأمر، في أن الإنسان الفطن يستثقل الوجود في بيت غرباء والانتهار منهم وأيضًا أن يعيره من أقرضه.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 30 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 28 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qr6h86n