← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
الآيات (1-13): "لاَ تَغَرْ عَلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي فِي حَجْرِكَ، وَلاَ تُعَلِّمْ عَلَيْكَ تَعْلِيمًا سَيِّئًا. لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الْمَرْأَةِ، لِئَلاَّ تَتَسَلَّطَ عَلَى قُدْرَتِكَ. لاَ تَلْقَ الْمَرْأَةَ الْبَغِيَّ، لِئَلاَّ تَقَعُ فِي أَشْرَاكِهَا. لاَ تَأْلَفِ الْمُغَنِّيَةَ، لِئَلاَّ تُصْطَادَ بِفُنُونِهَا. لاَ تَتَفَرَّسْ فِي الْعَذْرَاءِ، لِئَلاَّ تُعْثِرَكَ مَحَاسِنُهَا. لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الزَّوَانِي، لِئَلاَّ تُتْلِفَ مِيرَاثَكَ. لاَ تُسَرِّحْ بَصَرَكَ فِي أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ، وَلاَ تَتَجَوَّلْ فِي أَخْلِيَتِهَا. اصْرِفْ طَرْفَكَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ، وَلاَ تَتَفَرَّسْ فِي حُسْنِ الْغَرِيبَةِ. فَإِنَّ حُسْنَ الْمَرْأَةِ أَغْوَى كَثِيرِينَ، وَبِهِ يَتَلَهَّبُ الْعِشْقُ كَالنَّارِ. كُلُّ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ تُدَاسُ كَالزِّبْلِ فِي الطَّرِيقِ. كَثِيرُونَ افْتَتَنُوا بِجِمَالِ الْمَرْأَةِ الْغَرِيبَةِ، فَكَانَ حَظُّهُمُ الرَّذْلَ، لأَنَّ مُحَادَثَتَهَا تَتَلَهَّبُ كَالنَّارِ. لاَ تُجَالِسْ ذَاتَ الْبَعْلِ الْبَتَّةَ، وَلاَ تَتَّكِئْ مَعَهَا عَلَى الْمِرْفَقِ. وَلاَ تَكُنْ لَهَا مُنَادِمًا عَلَى الْخَمْرِ، لِئَلاَّ تَمِيلَ نَفْسُكَ إِلَيْهَا، وَتَزِلَّ بِقَلْبِكَ إِلَى الْهَلاَكِ."
هذه الآيات عن التعامل مع النساء. لا تغر على المرأة التي في حجرك= لا داعي للغيرة الجنونية التي بلا مبرر، فهذه تدفع للجنون، بل فليثق كل طرف بالآخر إذا لم يكن هناك داعٍ للشك. التي في حجرك= "التي في حضنك" في ترجمة أخرى. والمقصود الزوجة. حَجْر = المنع من التصرف. حَجْرِك= الحرام والمقصود زوجتك فهي لك. ولا تعلم عليك تعليمًا سيئًا= في ترجمة أخرى "لا تعلمها تعليمًا يسيء إليك". فمثلًا لا تعلمها أن تجالس الغرباء وتأتي أنت برجال غرباء لبيتك، ربما تعتبرهم أصدقاء لك، فقد يحدث ارتباط عاطفي مع أحدهم.
لا تسلم نفسك إلى المرأة لئلا تتسلط على قدرتك = الرجل هو رأس المرأة، فلا يصح أن تصبح هي رأسه وتتسلط عليه. هذا يعتبر وضع معكوس ناشئ من تدليل خطأ. ثم يمنع تمامًا التعامل مع المرأة البغي = أي الساقطات وهكذا لا تألف المغنية = "لا تطيل المقام معها" في ترجمة أخرى. لا تتفرس في العذراء= حتى لا تثار شهوات لا داعٍ لها قد تقود للخطأ. ولا تسلم نفسك إلى الزواني لئلا تتلف ميراثك= ميراثك الأرضي، فأموالك ستذهب لها، وميراثك السماوي، فالزناة لا نصيب لهم في ملكوت السموات (1كو9:6، 10). ولا تترك عينك تسعى وراء شهوات هذا العالم= لا تسرح بصرك في أزقة المدينة = المقصود أن لا يسرح بصرك وراء النساء، ولا تتجول في أخليتها= أي "زواياها المقفرة" حيث الساقطات ينتظرن من يلتقطهن. ولا تطيل النظر للمرأة الجميلة (الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ) = فهذا سيثير شهوتك، وفكر في أن كل هذا الجمال سيتحول إلى تراب يومًا ما. الغريبة= التي هي ليست زوجتك. والأفضل كما يقول عدم الدخول مع النساء في مُصادقات لا داعِ لها = لاَ تُجَالِسْ.. لاَ تَكُنْ لَهَا مُنَادِمًا عَلَى الْخَمْرِ.
الآيات (14-25): "لاَ تُقَاطِعْ صَدِيقَكَ الْقَدِيمَ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ لاَ يُمَاثِلُهُ. الصَّدِيقُ الْحَدِيثُ خَمْرٌ جَدِيدَةٌ، إِذَا عَتُقَتْ، لَذَّ لَكَ شُرْبُهَا. لاَ تَغَرْ مِنْ مَجْدِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ كَيْفَ يَكُونُ انْقِلاَبُهُ. لاَ تَرْتَضِ بِمَرْضَاةِ الْمُنَافِقِينَ. اُذْكُرْ أَنَّهُمْ إِلَى الْجَحِيمِ لاَ يَتَزَكَّوْنَ. تَبَاعَدْ عَمَّنْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الْقَتْلِ، فَلاَ تَجْرِيَ فِي خَاطِرِكَ مَخَافَةُ الْمَوْتِ. وَإِنْ دَنَوْتَ مِنْهُ، فَلاَ تُجْرِمْ، لِئَلاَّ يَذْهَبَ بِحَيَاتِكَ. اعْلَمْ أَنَّكَ تَتَخَطَّى بَيْنَ الْفِخَاخِ، وَتَتَمَشَّى عَلَى مَتَارِسِ الْمُدُنِ. اخْتَبِرِ النَّاسَ مَا اسْتَطَعْتَ، وَشَاوِرِ الْحُكَمَاءَ مِنْهُمْ. لِيَكُنْ مُؤَاكِلُوكَ مِنَ الأَبْرَارِ، وَافْتِخَارُكَ بِمَخَافَةِ الرَّبِّ. اجْعَلْ عِشْرَتَكَ مَعَ الْعُقَلاَءِ، وَكُلَّ حَدِيثِكَ فِي شَرِيعَةِ الْعَلِيِّ. يُثْنَى عَلَى عَمَلِ الصُّنَّاعِ لأَجْلِ أيْدِيهِمْ، أَمَّا رَئِيسُ الشَّعْبِ فَإِنَّهُ حَكِيمٌ لأَجْلِ كَلاَمِهِ. الْفَتِيقُ اللِّسَانِ يُخَافُ مِنْهُ فِي مَدِينَتِهِ، وَالْهَاذِرُ فِي كَلاَمِهِ يُمْقَتُ."
صَدِيقَكَ الْقَدِيمَ = الصديق القديم هو مَن اختبرته ومع الأيام ثبت لك إخلاصه. فلا تقاطعه من أجل صديق حديث لا تعرف عن إخلاصه شيئًا. وشبه الصديق القديم بالخمر كلما كانت عتيقة تكون أفضل. ويحذر من أن نرى مجد الخاطئ فنغار منه، فهو من المؤكد لن يستمر في مجده، (مز3:73، 18).
لا ترتض بمرضاة المنافقين = لا ترضى بما يرضي المنافقين، ولا تساير الخطاة. أذكر أنهم إلى الجحيم لا يتزكون= أي حتى يموتوا (وهم سيذهبون للجحيم) لن يتزكوا، لن يقبلهم الله. هؤلاء الأشرار قد يكون لهم نجاح مؤقت ولكنه لا يدوم. تباعد عمن له سلطان على القتل فلا تجري في خاطرك مخافة الموت ابتعد عن الأشرار الذين يستهينون بالدم، فلو عاشرتهم سيختفي من داخلك الشعور بمخافة الموت لأنك ستعتاد عليه، بل لا تعود تخاف أنت من الموت وتتبلد مشاعرك تجاهه. (أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وقد اعتاد الناس مناظر الدم، سادت هناك لعبة غريبة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فيضع الشبان رصاصة واحدة في مسدس، ويراهن بأن يطلقها ولا يموت.. [وطبعًا احتمالات الموت هي 1: 6 فالمسدس يسع 6 رصاصات].. لكن هو استهانة بالموت الذي اعتادوا عليه.) وإن دنوت منه= إن اضطرتك الظروف أن تتعامل مع مثل هذا الإنسان، فحاذر أن تخطئ، فالدم لا قيمة له عنده = فلا تجرم لئلا يذهب بحياتك = أي إذا كنت مضطرًا أن توجد مع مثل هذا الإنسان فحاذر لئلا تخطئ، فحياتك مع مثل هذا الإنسان تشبه مَن يتخطى بين الفخاخ (تَتَخَطَّى بَيْنَ الْفِخَاخِ) = معرض للسقوط كل لحظة. وتتمشى على متارس المدن = من يختبئ وراء أسوار المدن هو في حماية، ولكن مَنْ يتمشى بلا احتراس على أسوار المدن هو مُعَرَّض لسهام العدو المحيط بالمدينة. أي حياة الإنسان الذي يعاشر هذا المجنون الدموي هي في خطر مستمر فليحذر. والعكس حاول أن تعاشر العقلاء (23) ولذلك اختبر الناس ما استطعت= لتعرف من تعاشره ومن تتجنبه. وشاور الحكماء ليخبروك من تعاشره ومن تبتعد عنه. وحاول أن يكون حَدِيثِكَ عن شَرِيعَةِ الْعَلِيِّ.. وَافْتِخَارُكَ بِمَخَافَةِ الرَّبِّ والأبرار سيفرحون بهذا الحديث فعاشرهم، والأشرار سينفرون من هذا الحديث فستكتشف شرهم وبالتالي تجنبهم. عمومًا بين أولاد الله يلذ الحديث عن الله وشريعة الله وأعمال الله. ولكن كل واحد له مجاله فـ:الصناع الذين يعملون بأيديهم يثنى عليهم لو كانت لهم أعمال جيدة. أما رئيس الشعب فهو لا يعمل بيده، بل يحكم عليه ويثنى عليه لأجل كلامه لو كان فيه حكمة. والفتيق اللسان= الثرثار يُخاف منه= لنشره شائعات تسبب مشاكل ويتلف أعمالًا جيدة، هكذا الهاذر الذي يسخر من كل شيء. وفي ترجمة أخرى جاء "السريع الغضب" بدلًا من الهاذر. عمومًا كثير الهزار والسخرية من الآخرين، إذا سخر منه أحد يكون غضبه سريع وشديد على من سخر منه.
تعليق على الآيات (18-23) هناك من يميل لمعاشرة المجرمين ظنًا أنهم يحمونه بل يستهين بالموت وربما يظلم ويقتل وينتفخ ظنًا أنهم يحمونه وهناك من يميل إلى أن يعاشر الرؤساء والملوك والولاة ويفتخر بهذا، بل يسعى إلى ذلك منتهزًا أي فرصة لذلك، وينتفخ بهذا ويتكبر إذ هو صار له معرفة بهم. والحكيم ينبه أن هذا خطر فهؤلاء وأولئك ممن لهم السلطان أو القوة إن أخطأ الإنسان فيهم فإنهم سيقتلونه. وهذا يكون في ارتفاعه إذ يعاشر كبار القوم، كمن يسير على أسوار المدن فيتعرض لسهام العدو القاتلة. هي معرفة وإن كان لها فوائد لكن لها مخاطرها. وينصح الحكيم بدلًا من ذلك أن نعاشر الحكماء ومَن اختبرنا تقواهم وبرهم والأفضل والأكثر أمنًا أن نحتمي بالله.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 10 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m7fkgfy