← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
الآيات (1-5): "لاَ تُخَاصِمِ الْمُقْتَدِرَ، لِئَلاَّ تَقَعَ فِي يَدَيْهِ. لاَ تُنَازِعِ الْغَنِيَّ، لِئَلاَّ يَجْعَلَ عَلَيْكَ ثِقَلًا. فَإِن الذَّهَبَ أَهْلَكَ كَثِيرِينَ، وَأَزَاغَ قُلُوبَ الْمُلُوكِ. لاَ تُخَاصِمِ الْفَتِيقَ اللِّسَانِ، وَلاَ تَجْمَعْ عَلَى نَارِهِ حَطَبًا. لاَ تُمَازِحِ النَّاقِصَ الأَدَبِ، لِئَلاَّ يُهِينَ أَسْلاَفَكَ."
ليس من الحكمة أن يقف الإنسان في وجه متهور يمسك بسكين، وبنفس المنطق ليس من الحكمة أن يقف إنسان ويهاجم من له سلطان= المقتدر أو إنسان غني لئلا يجعل عليك ثقلًا = أي يفوقك ثقلًا = أي إن دفعت قرش يدفع مائة ولن تستطيع أن تواجهه بمنطق المال فهو يتفوق عليك فيه، ولاَ تُخَاصِمِ الْفَتِيقَ اللِّسَانِ = الثرثار. ولا تجمع على ناره حطبًا = أي لا تزيد الموقف اشتعالًا بأن تثيره فينثر عليك شائعات تسيء إليك. ولا تمازح الناقص الأدب. ليس كل إنسان هو يوحنا المعمدان الذي عليه أن يواجه هيرودس. بل إن من يصطدم هكذا بالأقوياء وآخرين كما قال الحكيم يكون بدون حكمة. الموضوع يحتاج إلى تروٍ وحكمة لتغيير وضع سائد.
الآيات (6-8): "لاَ تُعَيِّرِ الْمُرْتَدَّ عَنِ الْخَطِيئَةِ، اُذْكُرْ أَنَّا بِأَجْمَعِنَا نَسْتَوْجِبُ الْمُؤَاخَذَةَ. لاَ تُهِنْ أَحَدًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فَإِنَّ الَّذِينَ يَشِيخُونَ هُمْ مِنَّا. لاَ تَشْمَتْ بِمَوْتِ أَحَدٍ، اُذْكُرْ أَنَّا بِأَجْمَعِنَا نَمُوتُ."
لا تعير المرتد عن الخطيئة = بل بالعكس فالسماء تفرح بخاطئ واحد يتوب، فلنفرح بتوبة الناس ولا نذكرهم بخطاياهم لنذلهم. الله نسى خطاياهم إذ تابوا فهل نذكرها نحن لهم (مي18:7، 19). بل إن عيَّرت أحدًا قد تاب عن خطيته وذكرته بها لتهينه فهذا قد يدفعه لليأس وللعودة للخطية، وبهذا نشترك مع الشيطان. ولنذكر أننا جميعًا ضعفاء خطاة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لا تهن أحد في شيخوخته= وأذكر أنه ربما يكون لك نفس الظروف، وربما تضعف في شبابك لمرض يلم بك. بل الشيوخ يجب أن يكونوا محل احترام. وليس من العقل أن تشمت بموت أحد= فنحن قد نموت بعد دقائق.
الآيات (9-12): "لاَ تَسْتَخِفَّ بِكَلاَمِ الْحُكَمَاءِ، بَلْ كُنْ لَهِجًا بِأَمْثَالِهِمْ. فَإِنَّكَ مِنْهُمْ تَتَعَلَّمُ التَّأْدِيبَ، وَالْخِدْمَةَ لِلْعُظَمَاءِ. لاَ تُهْمِلْ كَلاَمَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ تَعَلَّمُوا مِنْ آبَائِهِمْ، وَمِنْهُمْ تَتَعَلَّمُ الْحِكْمَةَ، وَأَنْ تَرُدَّ الْجَوَابَ فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ."
خبرات الشيوخ مهمة فهي حصيلة نجاحات عديدة وفشل كثير خلال رحلة الحياة، فالشيخ أصبح يعرف متى يكون النجاح ومتى يكون الفشل. والأكثر من الشيوخ هم الحكماء = من يعثر على إنسان حكيم عليه أن يسمع لكل كلمة يقولها، ومن هنا فالكنيسة تحترم جدًا أقوال آبائها. الخدمة لدى العظماء (الْخِدْمَةَ لِلْعُظَمَاءِ) = هذه قالها من قبل قف في جماعة الشيوخ (سي 35:6) والمقصود انتهز الفرصة للجلوس مع الحكماء والشيوخ المختبرين، ولو جاء لك فرصة لخدمتهم فلتخدمهم لتتعلم منهم. يشوع كان خادم موسى العظيم (يش1:1). وكان إليشع يصب ماءً على يدي إيليا العظيم (2مل11:3). فصار يشوع وإليشع كلاهما عظيمين. وهكذا مع أباء الرهبنة العظماء كان لهم من الرهبان الشبان من يخدمونهم فصار هؤلاء التلاميذ عظماء.
الآيات (13-22): "لاَ تُوقِدْ جَمْرَ الْخَاطِئِ، لِئَلاَّ تَحْتَرِقَ بِنَارِ لَهِيبِهِ. لاَ تَنْتَصِبْ فِي وَجْهِ الشَّاتِمِ، لِئَلاَّ يَتَرَصَّدَ لِفَمِكَ فِي الْكَمِينِ. لاَ تُقْرِضْ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْكَ، فَإِنْ أَقْرَضْتَهُ شَيْئًا، فَاحْسَبْ أَنَّكَ قَدْ أَضَعْتَهُ. لاَ تَكْفُلْ مَا هُوَ فَوْقَ طَاقَتِكَ، فَإِنْ كَفَلْتَ، فَاهْتَمِّ اهْتِمَامَ مَنْ يَفِي. لاَ تُحَاكِمِ الْقَاضِي، لأَنَّهُ يُحْكَمُ لَهُ بِحَسَبِ رَأْيِهِ. لاَ تَسِرْ فِي الطَّرِيقِ مَعَ الْمُتَقَحِّمِ، لِئَلاَّ يَجْلُبَ عَلَيْكَ وَبَالًا، فَإِنَّهُ يَسْعَى فِي هَوَى نَفْسِهِ، فَتَهْلِكُ أَنْتَ بِجَهْلِهِ. لاَ تُشَاجِرِ الْغَضُوبَ، وَلاَ تَسِرْ مَعَهُ فِي الْخَلاَءِ، فَإِنَّ الدَّمَ عِنْدَهُ كَلاَ شَيْءٍ، فَيَصْرَعُكَ حَيْثُ لاَ نَاصِرَ لَكَ. لاَ تُشَاوِرِ الأَحْمَقَ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ كِتْمَانَ الْكَلاَمِ. لاَ تُبَاشِرْ أَمْرًا سِرِّيًّا أَمَامَ الأَجْنَبِيِّ، فَإِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مَا سَيَبْدُو مِنْهُ. لاَ تَكْشِفْ مَا فِي قَلْبِكَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ، فَعَسَاهُ لاَ يَجْزِيكَ شُكْرًا."
لا توقد جمر الخاطئ= تشجعه على الخطية. لئلا تحترق بنار لهيبه= سيجذبك معه. بل حاول أن تخيفه من عواقب الخطية فستخاف منها أنت أيضًا. لا تنتصب في وجه الشاتم= إبتعد عن هذا، فإن حاولت النزاع معه فستخطئ وتشتم وبهذا يتصيد عليك أخطائك ويكون هذا شركًا لك= لئلا يترصد لفمك في الكمين. إن أردت أن تقرض فإقرض المسكين، فإن لم تعود لك أموالك فلقد ذهبت لمن يستحقها، أما القوي الذي سيتاجر بمالك إن أقرضته وذهب مالك وماله في تجارة فاشلة فلقد ذهب مالك بلا فائدة. ولا تكفل أحد بما فوق طاقتك. والعالم الذي نحن فيه عالم ظالم، فلا داعي لأن تقيم دعوى على الأقوياء (كقاض مثلًا) فسيحكم ضدك.
لاَ تَسِرْ فِي.. طَّرِيقِ مَعَ الْمُتَقَحِّمِ = أي المُغَاِمر، فهذا سيجذبك للهلاك. وإذا عرفت إنسانًا غضوبًا فلا تتشاجر معه وَلاَ تَسِرْ مَعَهُ فِي الْخَلاَءِ فهو سيقتلك. وسِرِّك لا تعطه للأحمق فسيذيعه. وأمام الغريب الذي لا تعرفه لا تتصرف تصرفًا يسيء الغريب فهمه فهو لا يعرفك. الخلاصة كن حريصًا في كل تصرف حتى لا تندم.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 9 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8d4fzz8