← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40
الآيات (1-3): "لاَ تعْمَلِ الشَّرَّ، فَلاَ يَلْحَقَكَ الشَّرُّ. تَبَاعَدْ عَنِ الأَثِيمِ، فَيَمِيلَ الأَثِيمُ عَنْكَ. يَا بُنَيَّ، لاَ تَزْرَعْ فِي خُطُوطِ الإِثْمِ، لِئَلاَّ تَحْصُدَ مَا زَرَعْتَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ."
تتلخص في آية (عوبديا 15) [ما فعلته يفعل بك عملك يرتد على رأسك]. فيميل الأثيم عنك لأن الله سيبعده عنك. ولكن من يخطئ ويتوب يرفع الرب غضبه عنه. أما مَن يزرع في خطوط الإثم (لاَ تَزْرَعْ فِي خُطُوطِ الإِثْمِ) = المقصود خطوط الحقل الذي يذهب إليها الإنسان ناويًا زرع حبوب، أي الذي يفعل الشر بإرادة وليس عن ضعف.
الآيات (4-7): "لاَ تَلْتَمِسْ مِنَ الرَّبِّ رِئَاسَةً، وَلاَ مِنَ الْمَلِكِ كُرْسِيَّ مَجْدٍ. لاَ تَدَّعِ الْبِرَّ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلاَ الْحِكْمَةَ لَدَى الْمَلِكِ. لاَ تَبْتَغِ أَنْ تَصِيرَ قَاضِيًا، لَعَلَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَأْصِلَ الظُّلْمَ؛ فَرُبَّمَا هِبْتَ وَجْهَ الْمُقْتَدِرِ؛ فَتَضَعُ فِي طَرِيقِ اسْتِقَامَتِكَ حَجَرَ عِثَارٍ. لاَ تَخْطَأْ إِلَى جَمَاعَةِ الْمَدِينَةِ، وَلاَ تَطْرَحْ نَفْسَكَ بَيْنَ الْجُمْهُورِ."
هذا ما قال عنه السيد المسيح أن لا نطلب المتكآت الأولى وقال عنه بولس الرسول [لا ترتئي فوق ما ينبغي أن ترتئي] (رو3:12) ولا تطلب رئاسة ولا القضاء ظنًا منك أنك قادر أن تصلح الكون. بل كن شاعرًا بضعفك طالبًا مراحم الله وإتضع، أما لو اختارك الله لمنصب فهو سيعطيك إمكانيات النجاح فيه، لكن لا تطلبه أنت. ولاَ تَدَّعِ الْبِرَّ = فالله فاحص القلوب والكلى. وقد تظن أنك تفعل هذا أمام الناس، لكن الحكيم يلفت النظر أن ما تفعله يراه الله، هذا إشارة للعبادة الزائفة. ومن يظن أنه قادر أن يحكم بالعدل فربما يهاب وجه العظماء فيحكم لهم خوفًا منهم، وبهذا يخطئ إلى جماعة المدينة ويحط من نفسه بين الجمهور= لا تطرح نفسك بين الجمهور.
الآيات (8-11): "لاَ تَعُدْ إِلَى الْخَطِيئَةِ ثَانِيَةً، فَإِنَّكَ لاَ تَكُونُ مُزَكًّى مِنَ الأُولَى. لاَ تَكُنْ صَغِيرَ النَّفْسِ فِي صَلاَتِكَ. وَلاَ تُهْمِلِ الصَّدَقَةَ. لاَ تَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يَنْظُرُ إِلَى كَثْرَةِ تَقَادِمِي، وَإِذَا قَرَّبْتُهَا لِلْعَلِيِّ فَهُوَ يَقْبَلُهَا»."
هنا نرى إنسانًا مستهترًا لا يهتم إن عاد للخطية التي قدم عنها توبة من قبل. فبهذا لا تكون مزكى في الأولى (إِنَّكَ لاَ تَكُونُ مُزَكًّى مِنَ الأُولَى) = هذا الاستهتار يجعل الله يذكر لك خطيتك الأولى أيضًا. بل وإن كنت تتصور أن كثرة تقدماتك = تَقَادِمِي = ستكون سببًا في الغفران، فالحكيم يقول، بل تقدماتك الله لن يقبلها. ثم للتشجيع ولحل المشكلة يقول الحكيم أن الحل الوحيد هو الصلاة بإيمان أن [1] يغفر الله الخطية [2] أن يعطي قوة حتى لا نسقط ثانية. على ألا تكون الصلاة بيأس = لا تكن صغير النفس في صلاتك. وصغر النفس والكبرياء هما وجهان لعملة واحدة. فالكبرياء = أنا الذي عملت وليس الله، فالله كمعين خارج حساباتي، أنا وحدي في الصورة. وصغر النفس = أنا فاشل ويائس لأن الله خارج تصوراتي وحساباتي، وأنا وحدي في الصورة. أما ابن الله فهو يعمل واثقا أنه أداة في يد الله فلن يفشل. وهذا ليس معناه إهمال التقدمات= لا تهمل الصدقة= والمعنى افعلوا هذا (الصلاة) ولا تتركوا تلك (الصدقة والتقدمات).
الآيات (12-14): "لاَ تَسْتَهْزِئْ بِأَحَدٍ فِي مَرَارَةِ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ يُوجَدُ مَنْ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ. لاَ تَفْتَرِ الْكَذِبَ عَلَى أَخِيكَ، وَلاَ تَخْتَلِقْهُ عَلَى صَدِيقِكَ. لاَ تَبْتَغِ أَنْ تَكْذِبَ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّ تَعَوُّدَ الْكَذِبِ لَيْسَ لِلْخَيْرِ."
وإذا رأيت إنسان خاطئ مر النفس، فلا تستهزئ به ظانًا أنك بار وأفضل منه لكن إعلم أن الله هو الذي ستر عليك فلم تسقط في نفس خطيته. بل إن من يفعل هذا يتركه الله يسقط في نفس خطية هذا الشخص الذي سخر منه حتى لا يتكبر وحتى يشعر بضيقة من سخر منه فيصلي لأجله بدلًا من أن يسخر منه في كبرياء. فالله يخفض المتكبر ويرفع المتضع الذي إنسحق وتذلل إذ أخطأ. لا تفتر الكذب= فالسيد المسيح قال عن الشيطان "أبو الكذاب" (يو44:8) فالكذاب جعل نفسه إبنًا لإبليس. تعود الكذب ليس للخير= [1] يضعف الشخصية [2] يفقد الكذاب مصداقيته أمام الناس [3] يستسهل الخطية فعنده الحل وهو الكذب [4] يصير الإنسان إبنًا لإبليس [5] يبتعد عنه المسيح الذي هو الحق.
آية (15): "لاَ تُكْثِرِ الْكَلاَمَ فِي جَمَاعَةِ الشُّيُوخِ، وَلاَ تُكَرِّرِ الأَلْفَاظَ فِي صَلاَتِكَ."
كيف يتكلم إنسان وسط شيوخ أكثر حكمة منه. فليسكت ليتعلم. ولا تكرر الألفاظ في صلاتك. (قارن مع مت7:6) = لكن الصلاة تكون بتفكير من الذهن وخشوع طالب الرحمة من القلب. ولكن هذا لا يمنع اللجاجة التي طلبها رب المجد منا.
آية (16): "لاَ تَكْرَهِ الشُّغْلَ الْمُتْعِبَ، وَلاَ الْحِرَاثَةَ الَّتِي سَنَّهَا الْعَلِيُّ."
طالما هاجم سليمان في سفر الأمثال، الكسل. الحراثة = عمل الفلاحة. وهذه الآية تنطبق على الجهاد الروحي. والحِراثة هي التوبة.
الآيات (17-19): "لاَ تَنْظِمْ نَفْسَكَ فِي عِدَادِ الْخَاطِئِينَ. اُذْكُرْ أَنَّ الْغَضَبَ لاَ يُبْطِئُ. ضَعْ نَفْسَكَ جِدًّا، لأَنَّ عِقَابَ الْمُنَافِقِ نَارٌ وَدُودٌ."
ابتعد عن الخطية فغضب الله قادم على الخطاة. ضع نفسك جدًا= تذلل أمام الله ليغفر ويسامح فالعقاب نار ودود = وهذا هو تعليم السيد المسيح (مر47:9، 48).
الآيات (20-23): "لاَ تُبْدِلْ صَدِيقًا بِشَيْءٍ زَمَنِيٍّ، وَلاَ أَخًا خَالِصًا بِذَهَبِ أُوفِيرَ. لاَ تُفَارِقِ امْرَأَتَكَ، إِذَا كَانَتْ حَكِيمَةً صَالِحَةً فَإِنَّ نِعْمَتَهَا فَوْقَ الذَّهَبِ. لاَ تُعْنِتْ عَبْدًا يَجِدُّ فِي عَمَلِهِ، وَلاَ أَجِيرًا يَبْذُلُ نَفْسَهُ. لِتُحْبِبَ نَفْسُكَ الْعَبْدَ الْعَاقِلَ، وَلاَ تَمْنَعْهُ الْعِتْقَ."
الإنسان لا يساويه شيء، لا ذهب أوفير ولا أي شيء زمني. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وينبه لعدم خيانة الزوجة وتركها فأكثر ما يحزن الله أن يتسبب إنسان في أن يجعل إنسان غيره في حالة حزن. بل حتى العبد لا تتعنت معه. بل حاول أن تعتق العبد. الله يقدر النفس البشرية بل مات لأجلها. ذهب أوفير= أنقى أنواع الذهب.
الآيات (24-28): "إِنْ كَانَتْ لَكَ دَوَابُّ؛ فَتَعَهَّدْهَا، وَإِنْ كَانَ لَكَ مِنْهَا نَفْعٌ؛ فَأَبْقِهَا عِنْدَكَ. إِنْ كَانَ لَكَ بَنُونَ؛ فَأَدِّبْهُمْ، وَأَخْضِعْ رِقَابَهُمْ مِنْ صَبَائِهِمْ. إِنْ كَانَتْ لَكَ بَنَاتٌ؛ فَصُنْ أَجْسَامَهُنَّ، وَلاَ يَكُنْ وَجْهُكَ إِلَيْهِنَّ كَثِيرَ الطَّلاَقَةِ. زَوِّجْ بِنْتَكَ، تَقْضِ أَمْرًا عَظِيمًا، وَسَلِّمْهَا إِلَى رَجُلٍ عَاقِلٍ. إِنْ كَانَتْ لَكَ امْرَأَةٌ عَلَى وَفْقِ قَلْبِكَ؛ فَلاَ تَرْفُضْهَا، أَمَّا الْمَكْرُوهَةُ فَلاَ تُسَلِّمْ إِلَيْهَا نَفْسَكَ."
الكلام عن أهمية تربية الأولاد، ولكنه بدأ بالاهتمام بالحيوانات، والمعنى أنه إذا كنا نهتم بالحيوانات فبالأولى نهتم بأولادنا. لا يكن وجهك إليهن كثير الطلاقة = أي لا تكون بشوشًا معهن طبعًا لو أخطأن ولم يصونوا أجسادهن (صُنْ أَجْسَامَهُنَّ). وكصيانة للبنت ينصح أبوها بتزويجها ولكن من رجل عاقل وليس مهمًا أن يكون غنيًا أو ذا مركز. أما المكروهة = التي سيرتها لا ترضي زوجها فعليه أن لا يأتمنها = لا تسلم إليها نفسك.
الآيات (29-35): "أَكْرِمْ أَبَاكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَلاَ تَنْسَ مَخَاضَ أُمِّكَ. اُذْكُرْ أَنَّكَ بِهِمَا كُوِّنْتَ؛ فَمَاذَا تَجْزِيهِمَا مُكَافَأَةً عَمَّا جَعَلاَ لَكَ؟ اخْشَ الرَّبَّ بِكُلِّ نَفْسِكَ، وَاحْتَرِمْ كَهَنَتَهُ. أَحْبِبْ صَانِعَكَ بِكُلِّ قُوَّتِكَ، وَلاَ تُهْمِلْ خُدَّامَهُ. اتَّقِ الرَّبَّ، وَأَكْرِمَ الْكَاهِنَ. وَأَعْطِهِ حِصَّتَهُ بِحَسَبِ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَالْبَاكُورَةَ لأَجْلِ الْخَطَاءِ، وَعَطِيَّةَ الأَكْتَافِ وَذَبِيحَةَ التَّقْدِيسِ وَبَاكُورَةَ الأَقْدَاسِ."
عن وجوب إكرام الوالدين والكاهن، فلا تنسى تعب والديك معك. اخْشَ الرَّبَّ.. وَاحْتَرِمْ كَهَنَتَهُ = فهم وكلاء الله وخدامه، واحترامهم احترام لله الذي يخدمونه. وآية (35) هي النصيب الذي حدده الله للكاهن من الذبائح.
آية (36): "وَابْسُطُ يَدَكَ لِلْفَقِيرِ، لِكَيْ تَكْمُلَ بَرَكَتُكَ."
الفقراء هم إخوة الرب، من يعطيهم يباركه الرب.
الآيات (37-40): "كُنْ عَارِفًا لِلْجَمِيلِ مِنْ كُلِّ حَيٍّ، وَلاَ تُنْكِرْ عَلَى الْمَيْتِ جَمِيلَهُ. لاَ تَتَوَارَ عَنِ الْبَاكِينَ، وَنُحْ مَعَ النَّائِحِينَ. لاَ تَتَقَاعَدْ عَنْ عِيَادَةِ الْمَرْضَى؛ فَإِنَّكَ بِمِثْلِ ذلِكَ تَكُونُ مَحْبُوبًا. فِي جَمِيعِ أَعْمَالِكَ، اذْكُرْ أَوَاخِرَكَ؛ فَلَنْ تَخْطَأَ إِلَى الأَبَدِ."
إذا أحسن إليك أحد فعامله بالمثل، وإن مات أحسن إلى أولاده، إشترك مع الحزانى = "بكاءً مع الباكين" (رو15:12). وإفتقد المرضى (مت35:25-46). هنا الحكيم يتكلم عن أعمال البر لكل محتاج (الفقراء والمرضى والحزانى.. وأهل الموتى). وزيارة المرضى هنا تشمل خدمتهم وخدمة الميت تشمل دفنه. ولا تنكر على الميت جميله = رد جميله لأهله ولأولاده، وهكذا لو كان عليك دين لا بد أن ترده لأولاده.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 8 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير يشوع ابن سيراخ 6 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9dzxa58