← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37
الآيات 1-3:- "وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. وَصَعِدَ الْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، وَالْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ الَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. وَوَقَفَ الْمَلِكُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ الرَّبِّ، وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَكُلِّ النَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هذَا الْعَهْدِ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا السِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عِنْدَ الْعَهْدِ."
جميع رجال يهوذا = المقصود نواب الشعب وشيوخهم. ومع أن الرد الذي وصل من النبية كان غير مشجع إلا أنه عمل واجتهد ولم ييأس. وهو يعمل ما عليه أي واجبه والله يفعل ما يريده. ولاحظ أن يوشيا هو الذي قرأ فهو يعتبر أن قراءة الكتاب كرامة له ولم يطلب من أحد أن يقرأ له. ووقف جميع الشعب عند العهد = أي أعلنوا رِضاهم وطاعتهم والتزامهم، وما سيأتي من إصلاحات يوشيا يظهر إلى أي مدى تفشَّى الفساد في يهوذا.
الآيات 4-9:- "وَأَمَرَ الْمَلِكُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ، وَكَهَنَةَ الْفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ، وَحُرَّاسَ الْبَابِ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ هَيْكَلِ الرَّبِّ جَمِيعَ الآنِيَةِ الْمَصْنُوعَةِ لِلْبَعْلِ وَلِلسَّارِيَةِ وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ، وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ فِي حُقُولِ قَدْرُونَ، وَحَمَلَ رَمَادَهَا إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَلاَشَى كَهَنَةَ الأَصْنَامِ الَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَالَّذِينَ يُوقِدُونَ: لِلْبَعْلِ، لِلشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ. وَأَخْرَجَ السَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَارًا، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ. وَهَدَمَ بُيُوتَ الْمَأْبُونِينَ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ النِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتًا لِلسَّارِيَةِ. وَجَاءَ بِجَمِيعِ الْكَهَنَةِ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَنَجَّسَ الْمُرْتَفَعَاتِ حَيْثُ كَانَ الْكَهَنَةُ يُوقِدُونَ، مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَهَدَمَ مُرْتَفَعَاتِ الأَبْوَابِ الَّتِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ يَشُوعَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ الَّتِي عَنِ الْيَسَارِ فِي بَابِ الْمَدِينَةِ. إِلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ يَصْعَدُوا إِلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ بَلْ أَكَلُوا فَطِيرًا بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ."
كَهَنَةَ الْفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ
= وفي (2 مل 18:25) ذكر الكاهن الثاني ويبدو أن الكاهن العظيم أو رئيس الكهنة كان له نواب والنواب كانوا هم الفرقة الثانية. وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ = لئلا يدنس أورشليم برمادها. وحقول قدرون كان بها مقبرة لعامة الشعب وتقع شرق أورشليم وبجانبها وادي ابن هنوم وتوفة. وكان وادي ابن هنوم وتوفة مناطق متنزهات وعبادة أصنام وتقديم ذبائح لمولك وإجازة الأطفال في النار، فنجسها يوشيا بطرحه فيها رماد آنية العبادة الصنمية. ومن زمان يوشيا فصاعدًا صارت مزبلة ترمى فيها كناسة أورشليم وتحرق فيها، ويصبون فيها بواليع البلد . وأماكن الزبالة هذه كلها دود ونار، هذه النار هي التي يحرقون فيها هذه الزبالة. وصارت هذه المنطقة ولها اسم جهنم = (ومعناه أرض ابن هنوم) كناية عن موضع العقاب الأبدي (مت 22:5 + 46:25) [جي = أرض، هنوم = هو صاحب الأرض الأصلي أو أصحاب الأرض الأصليين]. إِلَى بَيْتِ إِيلَ = إلى مكان خارج يهوذا كلها ولأن بيت إيل كانت مقر عبادة العجلين اللذين أقامهما يربعام ابن نباط فهو أراد تلويث هذه العبادة وتنجيسها. لاَشَى = أي طردهم حتى لا يمارسوا عبادتهم الوثنية. وَالْمَنَازِلِ = هناك عبادة للكواكب أسموها المنازل، لأنهم زعموا ان الآلهة نزلوا وسكنوا فيها (سكنوا في هذه الكواكب والبروج). أَخْرَجَ السَّارِيَةَ = أي تمثال عشتاروث الذي أقامه منسى (2 مل 7:21 + 2 أي 15:33). بُيُوتً السَّارِيَةِ: بُيُوتًا لِلسَّارِيَةِ = هي بيوت زنا وكان النساء ينسجن خيام تجري فيها هذه الأعمال القبيحة ويضعون في الخيام تماثيل السارية. وَجَاءَ بِجَمِيعِ الْكَهَنَةِ = إلى أورشليم حتى لا يوقدون بعد في المرتفعات بل في أورشليم مكان العبادة الواحد. مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ = أي من أقصى شمال يهوذا حتى أقصى جنوبها. مُرْتَفَعَاتِ الأَبْوَابِ = كانوا يوقدون على سطوح البيوت وكان عند أبواب المدينة أبراج وهي تحولت إلى معابد وثنية فسميت مرتفعات لأنها في أبراج عند أبواب المدينة. ويبدو أن هذا كان عند باب يسمى باب يشوع. إلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ = لم يمارسوا خدمة الكهنوت لأنهم كانوا سابقًا كهنة مرتفعات. ولكنهم أكلوا من التقدمات لكونهم من بني هرون فكانوا مثل الكهنة الذين بهم عيوب (لا 21:21-23). وكان خبز التقدمات فَطِيرًا (لا 16:6-18).ملحوظة:
توجد كلمتين عبريتين بمعنى كهنة:
1. كوهانيم = الكهنة الذين يخدمون الرب.
2. كيماريم = وهم كهنة الأصنام (هي مشتقة من اللون الأسود الذي كانوا يلبسونه في عباداتهم). وهؤلاء هم الذين لاشاهم يوشيا آية (5).
الآيات 10-14:- "وَنَجَّسَ تُوفَةَ الَّتِي فِي وَادِي بَنِي هِنُّومَ لِكَيْ لاَ يُعَبِّرَ أَحَدٌ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ لِمُولَكَ. وَأَبَادَ الْخَيْلَ الَّتِي أَعْطَاهَا مُلُوكُ يَهُوذَا لِلشَّمْسِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ الرَّبِّ عِنْدَ مُخْدَعِ نَثْنَمْلَكَ الْخَصِيِّ الَّذِي فِي الأَرْوِقَةِ، وَمَرْكَبَاتُ الشَّمْسِ أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. وَالْمَذَابحُ الَّتِي عَلَى سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ الَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ يَهُوذَا، وَالْمَذَابحُ الَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ، هَدَمَهَا الْمَلِكُ، وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ وَذَرَّى غُبَارَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ. وَالْمُرْتَفَعَاتُ الَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ، الَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ الْهَلاَكِ، الَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَهَا الْمَلِكُ. وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ وَمَلأَ مَكَانَهَا مِنْ عِظَامِ النَّاسِ."
ونجس توفة = توفة هي موقدة أو مكان الإحراق لأنه فيها كانوا يحرقون الذبائح. وكان فيها تمثال مجوف نحاسي لمولك إله بني عمون وكانوا يوقدون جوفه بنار حامية تجعله يصل لدرجة الاحمرار ثم يقدمون ضحاياهم على يدي هذا التمثال وكان هناك طريقتين:
1. إجازة الطفل بين يدي التمثال ويسمونها "عبروا أطفالهم في النار" وهذه علامة تكريس أو تخصيص الطفل للإله مولك ويعتبرون هذا نوعًا من البركة لهم ولأطفالهم.
2. تقديم الطفل نفسه ضحية بوضعه على يد التمثال فيحترق حيًا، وسميت توفة من توف أي طبلة لأنهم كانوا يقرعون الطبول بشدة لكي لا يسمع أحد صراخ الأطفال. وتوفة في الجزء الجنوبي الشرقي من وادي ابن هنوم أو وادي هنوم وهم قبيلة من الكنعانيين (أش 33:30). وأباد الخيل = كان اليونانيون والرومان يشبهون الشمس براكب في مركبة، وكانوا يستعملون في احتفالاتهم الدينية مركبات الشمس، والمركبة هي مركبة يجرها الخيول. فعابدو الشمس يتصورون أن مركباتهم تخرج كل صباح لتقابل الشمس ولذلك استعملوا الجياد لسرعتها ورشاقتها رمزًا للشمس. وكان عابدي الشمس يركبون هذه الخيول إكرامًا للشمس. وجاء يوشيا وأحرق مركبات الشمس وأباد الخيل أي امتنع عن إعطائها لمركبات الشمس كأسلافه من ملوك يهوذا، أو هو أعدم هذه الخيول التي أصبح لها عند الشمس دلالات مقدسة. وقد يكون نثنملك = هو الخصي المتوكل على الخيل وكان مكان الخيل عند مخدعه عند مدخل بيت الرب.
سطح علية أحاز = معناه أن أحاز قد بنى عَليه على أحد أبنية الهيكل، وكانوا على سطحها قد عملوا مذابح لعبادة الأجرام السماوية. وركض من هناك = دليل على رغبته في إتمام العمل وكان دار بيت الرب مشرفًا على وادي قدرون. جبل الهلاك = قبالة أورشليم وهو القسم الجنوبي لجبل الزيتون وَدُعِيَ هكذا لكونه مكان معابد الأصنام التي بناها سليمان في شيخوخته لأجل نساءه. من عظام الناس عظام الأموات نجاسة وعلامة الموت والفساد. ولقد زعم عبدة الآلهة المذكورة أنها مصدر الحياة والخصب وكثرة المواليد.
ولكن لماذا وضع عظام ناس لينجس المرتفعات؟ لو لم يفعل هذا لعاد الناس وبنوها مرة ثانية فهدمها في نظرهم لن يفقدها قدسيتها. ووضع العظام على هذه المذابح لتنجيسها يشبه وضع حريق مخلفات الوثنية وإلقائها في بيت إيل لينجس بيت إيل فلا تعود تستعمل كهيكل للرب. ووضع العظام على المذابح المحطمة والآلهة المكسورة التي سحقها. هو مزج الآلهة الميتة بالعظام الميتة فكلاهما سواء. وكانوا يعتبرون أن وضع عظام ميت على شيء هو أكبر وأعظم نجاسة لهذا الشيء.
الآيات 15-20:- "وَكَذلِكَ الْمَذْبَحُ الَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ فِي الْمُرْتَفَعَةِ الَّتِي عَمِلَهَا يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، فَذَانِكَ الْمَذْبَحُ وَالْمُرْتَفَعَةُ هَدَمَهُمَا وَأَحْرَقَ الْمُرْتَفَعَةَ وَسَحَقَهَا حَتَّى صَارَتْ غُبَارًا، وَأَحْرَقَ السَّارِيَةَ. وَالْتَفَتَ يُوشِيَّا فَرَأَى الْقُبُورَ الَّتِي هُنَاكَ فِي الْجَبَلِ، فَأَرْسَلَ وَأَخَذَ الْعِظَامَ مِنَ الْقُبُورِ وَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَنَجَّسَهُ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي نَادَى بِهِ رَجُلُ اللهِ الَّذِي نَادَى بِهذَا الْكَلاَمِ. وَقَالَ: «مَا هذِهِ الصُّوَّةُ الَّتِي أَرَى؟» فَقَالَ لَهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ: «هِيَ قَبْرُ رَجُلِ اللهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا وَنَادَى بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي عَمِلْتَ عَلَى مَذْبَحِ بَيْتِ إِيلَ». فَقَالَ: «دَعُوهُ. لاَ يُحَرِّكَنَّ أَحَدٌ عِظَامَهُ». فَتَرَكُوا عِظَامَهُ وَعِظَامَ النَّبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنَ السَّامِرَةِ. وَكَذَا جَمِيعُ بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ الَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ إِسْرَائِيلَ لِلإِغَاظَةِ، أَزَالَهَا يُوشِيَّا، وَعَمِلَ بِهَا حَسَبَ جَمِيعِ الأَعْمَالِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي بَيْتِ إِيلَ. وَذَبَحَ جَمِيعَ كَهَنَةِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي هُنَاكَ عَلَى الْمَذَابحِ، وَأَحْرَقَ عِظَامَ النَّاسِ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ."
كون أن يوشيا يصل إلى بيت إيل نفهم منه أن تسلط أشور على الأرض كان قد ضعف فهو جاء وأصلح بلا مانع من حكام أشور. وتاريخيًا ففي فترة يوشيا كانت مملكة أشور موشكة على السقوط وكان ملك أشور مشغولًا بحروبه في الشمال مما أعطى ليوشيا تسلطًا وقتيًا على أرض إسرائيل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وأحرق المرتفعة = هو أحرق ما كان خشبًا وسحق الحجارة وأحرقها على الذبائح = هو أحرق العظام قبل هدم المذبح لينجسه. رجل الله الذي نادى = (1مل 2:13). ويوشيا يبدو أنه لم يكن يعرف النبوة إلا بعد أن تممها. النبي الذي من السامرة = كان النبي من بيت إيل وهي إحدى مدن السامرة (1 مل 11:13). فيوشيا أكرم هذا النبي بسبب نبوته وأكرم النبي الذي احتمى به ولم يعبث بقبره احترامًا للنبي الذي احتمى به.
الآيات 21-23:- "وَأَمَرَ الْمَلِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلًا: «اعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْعَهْدِ هذَا». إِنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُ هذَا الْفِصْحِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقُضَاةِ الَّذِينَ حَكَمُوا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ فِي كُلِّ أَيَّامِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ يَهُوذَا. وَلكِنْ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا، عُمِلَ هذَا الْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ."
فِصْحًا لِلرَّبِّ = ما يميز فصح يوشيا كثرة الذبائح (2أى 1:35-19). فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ = أي في نفس السنة التي تم فيها ترميم الهيكل والعثور على سفر الشريعة وتجديد العهد وهدم العبادة الوثنية في يهوذا والسامرة. وفي مقارنة بين يوشيا وياهو نجد أن ياهو دمر هيكل البعل وكذلك يوشيا ، لكن يوشيا بعد أن دمر عبادة الأوثان أقام الفصح ليطيع الشريعة . وهذه هي التوبة الحقيقية إزالة السلبيات والامتناع عنها وممارسة الفضائل الإيجابية.
الآيات 25،24:- "وَكَذلِكَ السَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ، أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَ فِي السِّفْرِ الَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ."
التَّرَافِيمُ
= كلمة عبرانية تعني آلهة بيتية يضعونها كبركة في البيوت وهذا نوع من الوثنية.
الآيات 27،26:- "وَلكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَرْجعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الإِغَاظَاتِ الَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ»."
خطايا منسى جعلت الشعب يخطئ فأحب هذه العبادات الوثنية وبينما تاب منسى استمر الشعب في محبته للخطية وكانت إصلاحات يوشيا إصلاحات من فوق وبقى الشعب على ما هو عليه.
الآيات 28-30:- "وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيْتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ."
لم يذكر الكتاب شيء عن الـ13 سنة الأخيرة من حكم يوشيا لكن غالبًا كانت في سلام وخلالها سقطت مملكة أشور وقامت مملكة بابل. فرعون نخو= وجد هذا الفرعون أن فرصة سقوط أشور وقيام بابل الدولة الجديدة هي فرصة سانحة لغزو سوريا وما بين النهرين. فصعد الملك يوشيا = ربما فهم يوشيا أنه إن لم يقاوم ملك مصر فإن مملكته ستسقط بيد ملك مصر. ولكن نجد أن نخو أخبر يوشيا أنه لا يريد حربًا معه بل يريد ملك أشور، لكننا نجد أن يوشيا لم يصدقه (2اى 20:35-27) وكان كلام نخو هو كلام صحيح إلا أن يوشيا لم يعرف وكان ذلك بسماح من الله الذي فضل أن ينهي حياته لأنه كان سيبدأ في تأديب أورشليم. وسياسيًا فنخو كان يريد الإستيلاء على ما كانت أشور تمتلكه قبل أن يشتد عود بابل فتأخذ هي كل ميراث اشور ويوشيا كان قد استولى على الكثير من أراضي إسرائيل وضمها له واستقرت مملكته وخاف أن يضيع استقلاله. ونجد أن يوشيا أخطأ في عدم استشارة الله ولا الأنبياء ولا الأوريم لكن الله سمح بهذا وفي آية (29) فقتله في مجدو = الكلمة الأصلية لقتله هنا جُرح جرحًا مميتًا وهو حمل لأورشليم ومات هناك (2 أي 24:35). وبعد يوشيا لم تر أورشليم يومًا جيدًا بل جاءت المصائب واحدة تلو الأخرى إلى أن دمرت نهائيًا بعد 22 سنة.
الآيات 31-37:- "كَانَ يَهُوآحَازُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَمُوطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَهُ آبَاؤُهُ. وَأَسَرَهُ فِرْعَوْنُ نَخْوُ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ لِئَلاَّ يَمْلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ. وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضًا عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ، وَأَخَذَ يَهُوآحَازَ وَجَاءَ إِلَى مِصْرَ فَمَاتَ هُنَاكَ. وَدَفَعَ يَهُويَاقِيمُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ لِفِرْعَوْنَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَوَّمَ الأَرْضَ لِدَفْعِ الْفِضَّةِ بِأَمْرِ فِرْعَوْنَ. كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَقْوِيمِهِ. فَطَالَبَ شَعْبَ الأَرْضِ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ لِيَدْفَعَ لِفِرْعَوْنَ نَخْوٍ. كَانَ يَهُويَاقِيمُ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ زَبِيدَةُ بِنْتُ فِدَايَةَ مِنْ رُومَةَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُ."
كان يهوأحاز ثالث أبناء يوشيا، الكبير إلياقيم (يهو ياقيم) والأكبر يوحانان (1 أي 15:3). وربما اختاروا الأصغر فهم تصوروا أنه الأكفأ. ويهوأحاز له اسم آخر هو شلوم. وكان الرابع هو متنيا أو صدقيا. ثلاثة شهور = بينما ذهب فرعون نخو إلى كركميش ورجع. فإنه ترك جيشه ورجع إلى مصر ثم ذهب ثانيًا إلى كركميش وتقابل مع نبوخذ نصر وانكسر في الحرب واستولى نبوخذ نصر على كل ما كان لمصر من نهر الفرات إلى نهر مصر (2 مل 7:24). ونجد أن فرعون خلع يهوأحاز كنوع من إظهار السلطة على يهوذا فشعب يهوذا كانوا قد ملكوه دون استشارته. والعجيب أن الكتاب يسجل على يهوأحاز أنه في خلال هذه المدة الصغيرة عمل الشر في عيني الرب وهذا دليل على أن إصلاحات يوشيا كانت من فوق حتى أن أولاده كانوا أشرارًا. ولقد تجاوب الشعب مع شر يهوأحاز. وفي (35) قوَم الأرض = أي أن كل فرد يدفع نصيبه بحسب ما يملك من أرض. ولقد أخذ يهوياقيم الفضة من شعب الأرض وكان يهوياقيم شريرًا ظالمًا (ار 13:22-19+ 20:26 -23 + 20:36-32) ولأول مرة يرث الأخ أخيه على عرش داود. وفرعون لم يكن ينوي أن يهاجم يهوذا لكن بعد انتصاره على يوشيا فلماذا لا يفرض عليهم الضريبة ويتحكم فيهم. ولو صار أولاد يوشيا مثل أبيهم لكانوا قد عوملوا معاملة كريمة من فرعون، ولكن لشرورهم سمح الله لهم بالذل فأحدهم سُبي إلى مصر والآخر صار خاضعًا في ذل يدفع الجزية. ولنرى عاقبة الخطية فسابقًا سلب بنو إسرائيل المصريين. والآن بسبب الخطية نجد المصريين يسلبون بني إسرائيل ويسببون لهم الفقر. ويهوياقيم = يهوه يقيم، والياقيم = الله يقيم وفرعون غير الاسم ليهوياقيم نوعًا من إظهار السلطة لكن هناك فضل لنخو فهو غير الاسم لاسم ديني وكان هذا بإرشاد من رجال إسرائيل وهذا عكس ما فعلوه في بابل فهم غيروا الأسماء لأسماء وثنية (دانيال والفتية).
ملحوظة:
سليمان: هو باني الهيكل رمزًا للمسيح باني الكنيسة.
حزقيا: طال عمره 15 سنة رمزًا للمسيح الذي قام من الأموات فامتد عمره.
يوشيا: مات خارج أورشليم في حربه مع الأعداء رمزًا للمسيح الذي مات خارج
أورشليم.
وكلهم يرمزون للمسيح في كونهم ملوك على شعب الله وهم أبناء
داود.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 24 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الثاني 22 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j9fqpks