← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44
الآيات 1-7:- "وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: «إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ». فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟». فَقَالَتْ: «لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ». فَقَالَ: «اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ». فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. وَلَمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالَتْ لابْنِهَا: «قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً». فَقَالَ لَهَا: «لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ». فَوَقَفَ الزَّيْتُ. فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ: «اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ»."
بحسب الناموس كان من حق الدائن أن يستعبد المديون إن لم يستطع أن يوفي. نساء بني الأنبياء= فكان الأنبياء يتزوجون ويحيون حياة عادية ولهم أعمالهم وكان إليشع رئيسا عليهم فأتت له هذه المرأة ليحل لها مشكلتها. ماذا أصنع لك = فهو لن يستطيع أن يمنع هذا الدائن الطماع. دهنة زيت = أي ما يكفي لدهن لقمة خبز. ومرة أخرى نتقابل مع الجهاد والنعمة فكانت دهنة الزيت هي كل ما عند المرأة ونحن يجب أن نبذل كل جهدنا "لم تقاوموا بعد حتى الدم" (عب 4:12). وامتلاء الآنية بالزيت هو النعمة. كما طلب المسيح الخمس خبزات والسمكتين (جهاد) وبارك فيها فأشبعت 5000 رجل (نعمة) إستعيري = امتحان إيمان للمرأة فبقدر ما ستستعير بقدر ما ستحصل على نعمة، أي بقدر ما تصدق يكون لها. لا تقللي = فلنطلب من الله فهو يعطي بسخاء ولا يعير. إغلقي الباب = لكي تصلي وتوجه قلبها لله وتسبح وتفرح بعمل الله الذي سيظهر في ملء آنيتها. وهي علامة أن الزيت لم يأتي من الخارج بل هي معجزة حقيقية. هذه يفهم منها أن المقدسات ليست لفرجة الشعب وحياتنا الداخلية ليست للآخرين فعلاقتنا مع الله هي علاقة سرية "إن أردت أن تصلي أدخل إلى مخدعك". وأيضًا فالمعجزات هي عمل محبة. وقول إليشع إغلقي الباب هو مشابه لقول المسيح "اذهب ولا تخبر أحدا" فالمعجزة هي عمل محبة وليس للفرجة.
وأخبرت رجل الله = هي حسبت أن الزيت من الله وهو لله وهي تسأل وما هي الطريقة التي أتصرف بها فيما أعطاه الله لي. ونحن بكل إمكانياتنا وقلوبنا وأفكارنا ومواهبنا ووقتنا كلنا لله ولنسأله يا رب الكل لك فماذا تريد مني أن أفعل به. والله يسكب علينا في غرفتنا ونحن قد أغلقنا الباب علينا من نعمته ويملأنا من روحه القدس وعلينا أن نسأل ماذا تريدني يا رب أن أفعل. وكان رد إليشع بيعي الزيت. وهكذا قال إيليا إصنعي لي كعكة. وهكذا قال المسيح وزعوا الخمس خبزات والسمكتين. إذًا هناك مبدأ روحي أن نمتلئ نحن أولًا ثم نتاجر بما أخذنا ونبيعه "والمروِي هو أيضًا يُرْوَى".
ولنسكب كل شيء تحت قدمي المسيح. ونلاحظ أنها هي التي تسكب وليس إليشع فهي التي تعمل بعد أن قال لها إليشع، وهكذا نحن علينا أن نخدم ولكن بعد أن ترسلنا الكنيسة فليس من سلطة إنسان أن يفوض نفسه في عمل الكرازة (رو 15:10) ونحن لا بُد أن نتاجر بقدر ما نستطيع (كل الأواني) فنعمة الله لا تنقطع بل نحن المحدودين في إيماننا وليس الله هو المحدود في عطائه وطوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون أما الذي يظن أنه غير محتاج فلا يأخذ. ولاحظ قول إليشع = إوفي دينك = فنحن من كثرة ما أخذنا مديونين لكل العالم وعلينا أن نعطيه (رو 15،14:1) ولا نخاف من العطاء بل ما يتبقى سيكفي لمعيشتنا نحن وأولادنا = وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ.
الآيات 8-17:- "وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا». وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَاضْطَجَعَ فِيهَا. فَقَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «ادْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. فَقَالَ لَهُ: «قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هذَا الانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟» فَقَالَتْ: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي». ثُمَّ قَالَ: «فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟» فَقَالَ جِيحْزِي: «إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ». فَقَالَ: «ادْعُهَا». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. فَقَالَ: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا». فَقَالَتْ: «لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ». فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ."
شونم = كانت لسبط يساكر. امرأة عظيمة = امرأة غنية أو امرأة رجل غني. ولكن سنكتشف بعد ذلك أن لها صفات روحية عظيمة. ومن الْمُعَزِّي أن نجد أناسًا روحيين في وسط هذا الانحطاط في إسرائيل. فأمسكته = كان إليشع يمر على شونم كثيرًا وهو في طريقه من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء في الجلجال وبيت إيل. وهو كان يبيت ليلته في فندق إذا جاء إلى شونم ولاحظت المرأة هذا فصنعت له العلية = وهي مكان منفرد عن بقية البيت ليختلي فيه النبي... ما يتكلم به إلى الملك = نرى هنا أن إليشع بعد معركة موآب وعمله مع الجيش صارت له كلمة عند الملك ورئيس الجيش فهما صارا يخافان منه ويخشاه ويسمعان له بالرغم من شرورهما. ليس لها ابن = المرأة لم تذكر هذا لإليشع ربما ليأسها من حل هذه المشكلة وربما لأن هناك من اعتاد أن يترك كل أموره لله دون أن يسأل فهو يثق في محبة الله وأن اختياره هو الأصلح. والأقرب إلى المنطق هو الرأي الثاني فأين نجد مرأة لا تريد شيئًا من الملك ولا من رئيس الجيش، لا تطلب أرضا ولا مالًا. هي قانعة بحياتها وسط جيرانها وأهلها رافضة أي واسطة لتحسين معيشتها مثل هذه تقنع بما يقسمه الله لها. وهي حتى لم تطلب ابنًا بل جيحزي هو الذي طلب لها.
الآيات 18-31:- "وَكَبِرَ الْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ، وَقَالَ لأَبِيهِ: «رَأْسِي، رَأْسِي». فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: «احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ». فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ. فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ. وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ: «أَرْسِلْ لِي وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَرْجعَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ». فَقَالَتْ: «سَلاَمٌ». وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: «سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ». وَانْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ اللهِ مِنْ بَعِيدٍ قَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «هُوَذَا تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا وَقُلْ لَهَا: أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟» فَقَالَتْ: «سَلاَمٌ». فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى الْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحْزِي لِيَدْفَعَهَا، فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: «دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي». فَقَالَتْ: «هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟» فَقَالَ لِجِيحْزِي: «أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَدًا فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ». فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ». فَقَامَ وَتَبِعَهَا. وَجَازَ جِيحْزِي قُدَّامَهُمَا وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ. فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلًا: «لَمْ يَنْتَبِهِ الصَّبِيُّ»."
وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي فلم يكن صوت ولا مصغٍ فرجع للقائه واخبره قائلًا لم ينتبه الصبي.
رأسي رأسي = غالبًا هي ضربة شمس. لِمَاذَا تَذْهَبِينَ.. الْيَوْم = هو إما أنه لم يعرف بموت الولد وهي لم ترد أن تشركه في الحزن أو عرف ولا يصدق أن هناك أمل في إحيائه ثانية. وغالبًا فإن هذه المرأة سمعت عن إقامة إيليا لابن الأرملة في صرفة صيدا. فذهبت ولها إيمان أن إليشع يصنع لها نفس الشيء ولم ترد أن يعوقها زوجها فإيمانها أقوى لا تتعوق لأجلي = أي قُدْ الأتان بسرعة ولا تهتم من أن تزعجني فكان الغلام يجري أمام الحمار ليحثه على السير سريعًا. اركض الآن للقائها = عرف من مجيئها في وقت غير عادي أنه قد حدث شيء يستلزم المساعدة. سلام = هي تريد النبي نفسه ولا تريد تضييع الوقت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ليدفعها = هو لم يفكر في محنة المرأة بل في واجبات الاحترام للنبي. أما النبي ففكر في آلامها المرة. هل طلبت ابنا من سيدي = من هذه الجملة فهم إليشع أن الولد قد مات ففي نظرها أن لا يكون لها ولد خير من أن يكن لها ولد ثم يموت وتفقده. وخذ عكازي = العكاز في يد إليشع غيره في يد جيحزي فإليشع نبي ورجل صلاة والله استجاب لصلاته ولجاجته عن الولد. والله استجاب:-
1. لإيمان المرأة العجيب وتشبثها بالنبي كرجل لله.
2. لإيمان النبي وجهاده فكان يمكن أن يقول لها اذهبي وسأصلي لأجلك ليعزيك الله.
الآيات 32-37:- "وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: «اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ». فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ."
وصلى إلى الرب = بإيمان عظيم. وتَمَشَّى في البيت = كان يسير في البيت مصليا باكيا لمحبته للعائلة والولد. وهو نام فوق الولد ليدفئه ووضع فمه على فم الولد لينفخ فيه فهو يفعل ما في استطاعته.
(مثل الدقيق والملح والزيت والخمس الخبزات.... هذا هو جهاد الإنسان).
ولكن نعمة القيامة هي من الله.
الآيات 38-41:- "وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسًا أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ». وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولًا، فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا وَقَالُوا: «فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللهِ!». وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. فَقَالَ: «هَاتُوا دَقِيقًا». فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: «صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا». فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ."
هذه المعجزة حدثت غالبًا وقت المجاعة المذكورة بعد ذلك في (إصحاح 8). يقطينا بريا = القثاء البري ويرجح أنه الحنظل وطعمه مر وفعله مسهل عنيف يحدث مغص وقيء شديدين. صرخوا وقالوا = عرفوه من طعمه المر وتوقفوا عن الأكل حتى لا يتسمموا بزيادة. هاتوا دقيق = هو المادة الوسيطة مثل الملح في تبرئة المياه. والدقيق يشير لحياة المسيح على الأرض، حياته التي أعطاها لنا ليصلح حياتنا ويحيينا. وظهر إيمان بنو الأنبياء أنهم استمروا في الأكل بعد وضع الدقيق. (لاحظ بساطة أكل الأنبياء فهو أعشاب مسلوقة).
تأمل:-
في القدر موت = نقول هذا مع أشياء كثيرة فنقول في السيجارة موت وفي الخمور موت وفي الطعام أو الرزق الذي نحصل عليه بالغش موت بل في كل طعام نأكله بلا شكر وبتذمر وبلا بركة الرب.
الآيات 42-44:- "وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ اللهِ خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا». فَقَالَ خَادِمُهُ: «مَاذَا؟ هَلْ أَجْعَلُ هذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُل؟» فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ». فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ."
نقول أيضًا أن هذه المعجزة حدثت في وقت المجاعة (إصحاح 8). بعل شليشة = قريبة من الجلجال. سويق = الطحين الناعم. إعط الشعب ليأكلوا = نرى هنا كرم الرجل الذي ينفذ وصية الباكورات ويأتي بهذه الهدية لرجل الله، وكرم النبي الذي لم يحتفظ بها لنفسه وكلاهما ظهر كرمه بالأكثر لأن الوقت وقت مجاعة. أَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ = هذه هي البركة فلنقدم لله، والله يبارك.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الثاني 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5x37wzx