← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الآيات 1-7:- "وَكَانَ نُعْمَانُ رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ رَجُلًا عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مَرْفُوعَ الْوَجْهِ، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ جَبَّارَ بَأْسٍ، أَبْرَصَ. وَكَانَ الأَرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا غُزَاةً فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، فَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ امْرَأَةِ نُعْمَانَ. فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَدَخَلَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ قَائِلًا: «كَذَا وَكَذَا قَالَتِ الْجَارِيَةُ الَّتِي مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: «انْطَلِقْ ذَاهِبًا، فَأُرْسِلَ كِتَابًا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ». فَذَهَبَ وَأَخَذَ بِيَدِهِ عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلاَفِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشَرَ حُلَل مِنَ الثِّيَابِ. وَأَتَى بِالْكِتَابِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ فِيهِ: «فَالآنَ عِنْدَ وُصُولِ هذَا الْكِتَابِ إِلَيْكَ، هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ نُعْمَانَ عَبْدِي فَاشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَلَمَّا قَرَأَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا اللهُ لِكَيْ أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، حَتَّى إِنَّ هذَا يُرْسِلُ إِلَيَّ أَنْ أَشْفِيَ رَجُلًا مِنْ بَرَصِهِ؟ فَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَرَّضُ لِي»."
هذه القصة حدثت غالبًا في أوخر أيام إليشع وغالبًا كان هذا في أيام ياهو الملك (بعد إصحاحات 7،6).
(أي بعد الأحداث التي وقعت فيها) ومَلِكِ أَرَامَ = غالبًا هو بنهدد. مرفوع الوجه = رفعه الملك وكرمه. أعطى الرب خلاصا لأرام = أي انتصارا في حروبها ضد أعدائها ولا يعقل أن يقال هذا إذ كان العدو هو إسرائيل فيكون معنى الكلام عدوا آخر غالبًا هو أشور. أبرص = كان اليهود بحسب الناموس يعزلون البرص من الحياة العامة ولكن بالنسبة للأراميين فلا مانع عندهم من ذلك. النبي الذي في السامرة = كان إليشع له بيت معروف ومكانه معروف، ومشهورًا وسط الشعب وليس مثل إيليا. فإنه كان يشفيه لاحظ أن فتاة صغيرة أسيرة شهدت لله. وسنرى الآن الملك على كرسيه في خزي ممزق الملابس فالله قادر أن يعمل ويحول الصغار لشهود له. والله الذي سمح بغزوة أرام لإسرائيل لخطاياهم تأديبًا لهم، سمح لهذه الفتاة البريئة أن تسقط في أيديهم أسيرة ولكن نجد الله قد حماها وتعهدها في أرض السبي بل استخدمها في البشارة فكل الأمور تعمل معًا للخير.
ولكن من المؤكد أن أهل هذه البنت علموها أمور دينها وهي صغيرة وكان هذا سببا في خلاص عظيم. في (4) فدخل وأخبر سيده = دخل نعمان وأخبر سيده الملك بما قالته الفتاة. وفي (5) نجد ملك أرام يرسل خطابا لملك إسرائيل وهذا يشير لعلاقات ودية بينهما في هذه الفترة. ولكن يبدو أن ملك إسرائيل كان قد نسى إليشع أو هو لم يصدق أن يصنع معجزة كهذه لذلك ظن أن ملك أرام يخطط لغزو إسرائيل ويطلب شيئًا صعبا كشفاء نعمان حتى أنه حين يفشل في علاجه يعلن الحرب عليه لذلك مزق ثيابه. ونلاحظ أن نعمان وملك أرام لم يخطئوا بأن يرسلوا لاستدعاء إليشع بل أعطوا كرامة للنبي بذهاب نعمان بنفسه وفي هيئة رسمية. وذهبوا لملك إسرائيل أولًا ثم ذهبوا للنبي في مكانه وهم لم يذهبوا فارغين بل ومعهم هدايا. ونلاحظ أن شفاء نعمان رمز لشفاء الأمم وهذه الفتاة الصغيرة التي نشرت الإيمان بعد أن تشتت الشعب إلى أرام تشير لتشتت المسيحيين من أورشليم ونشرهم المسيحية (أع4:8).
الآيات 8-14:- "وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ اللهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، أَرْسَلَ إِلَى الْمَلِكِ يَقُولُ: «لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ». فَجَاءَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولًا يَقُولُ: «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الأُرْدُنِّ، فَيَرْجعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ». فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ، وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ. أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟» وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَكَلَّمُوهُ وَقَالُوا: «يَا أَبَانَا، لَوْ قَالَ لَكَ النَّبِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا، أَمَا كُنْتَ تَعْمَلُهُ؟ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذْ قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟». فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ."
سبع مرات = رقم كامل ومقدس. فغضب نعمان = بعد أن ترك قصر الملك ذهب ووقف بباب النبي وظن هذا تنازلا كبيرًا منه خصوصا أن إليشع لم يخرج لإستقباله ولكن غالبا إليشع لم يخرج ليس بسبب الكبرياء لكن هو أراد أن يظهر له أن الذي يشفيه هو الله وليس إليشع، فنعمان انتظر ممارسات سحرية مثلما يفعل كهنة بلاده وأن يضع إليشع يده على موضع المرض ولكن إليشع أراه أن الله هو مصدر النعمة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). بالإضافة إلى أن نعمان بحكم مركزه فهو رجل متكبر ولكي يحصل على نعمة من الله يجب أن يتواضع وتنكسر كبرياؤه، وهو فعلا رجع ووقف بتواضع أمام النبي فقد شفى من كبريائه. ونهر أَبَانَةُ = هو نهر بردي الحالي وهو يمر وسط دمشق وفرفر = غالبًا هو نهر الأعرج الذي يخرج من جبل الشيخ وهما أنهار كبيرة بالمقارنة بنهر الأردن. وقد أظهر نعمان طاعة في أنه استجاب لتعليمات إليشع. ومن الناحية الرمزية:-
فالبرص يشير للخطية والاغتسال في الأردن يشير للتطهير من الخطية في المعمودية. ولقد تشكك نعمان من الشفاء بهذا الأسلوب السهل، وأيضًا المعمودية في منتهى السهولة فتغطيس المعمد في ماء المعمودية يشفي من برص الخطايا الأصلية والتي صنعها الإنسان. وهكذا التوبة والاعتراف ويسمَّى المعمودية الثانية. وهو خلاص مجاني لكل من يريده لذلك رفض إليشع الهدية والمعمودية تعطي ولادة جديدة... لاحظ قول إليشع فيرجع لحمك إليك وتطهر آية 10.
إن أنهار دمشق بعظمتها التي تسقي أرض شعوب وثنية أقصى ما تستطيعه هو تنظيف الجسد أما نهر الأردن الذي يسقي أرض الله يشفي البرص. وكان أمر الله أن يغتسل نعمان فيه.
الآيات 15-19:- "فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ، وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ». فَقَالَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي لاَ آخُذُ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى. فَقَالَ نُعْمَانُ: «أَمَا يُعْطَى لِعَبْدِكَ حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ التُّرَابِ، لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى بَلْ لِلرَّبِّ. عَنْ هذَا الأَمْرِ يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ: عِنْدَ دُخُولِ سَيِّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ لِيَسْجُدَ هُنَاكَ، وَيَسْتَنِدُ عَلَى يَدِي فَأَسْجُدُ فِي بَيْتِ رِمُّونَ، فَعِنْدَ سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ». فَقَالَ لَهُ: «امْضِ بِسَلاَمٍ». وَلَمَّا مَضَى مِنْ عِنْدِهِ مَسَافَةً مِنَ الأَرْضِ،"
هنا نرى نعمان الذي تطهر ليس فقط من البرص بل من وثنيته:-
1. رجوعه إلى إليشع (آية 15). هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا إله إسرائيل. هو آمن بالله فالاغتسال فتح عينيه مثلما فتح الاغتسال في بركة سلوام عيني المولود أعمى فآمن بالمسيح أنه ابن الله. لقد أعطاه الاغتسال استنارة (سر المعمودية).
2. هو عاد كل المسافة من الأردن إلى الكرمل حيث إليشع ليقدم الشكر = وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً أي خذ الهدية فأتبارك أنا. هنا هو يشبه الأبرص الذي عاد من وسط 10 برص شفاهم المسيح (لو 12:17-19). وفي مثل السيد المسيح كان الذي عاد سامريًّا غريب الجنس مثل نعمان الغريب الجنس فهو أرامي (أي سوري). وبرجوعه للمسيح حصل هذا السامري على الخلاص..." إيمانك خلصك" وهكذا نعمان.
3. رفض نعمان أن يقدم ذبائح لإله آخر غير يهوه بل سيصنع مذبحًا من تراب إسرائيل ليقدم ذبائح ليهوه عليه. لذلك يطلب حمل بغلين من التراب لأنه اعتبر أن أرض إسرائيل أرض الرب هي أرض مقدسة فهذا الذي احتقر الأردن هو الآن يقدس تراب إسرائيل.
4. نجد لنعمان هنا ضعفة إيمانية (آية 18) فهو يطلب استثناء من إليشع أنه عند عودته لدمشق فهو كرئيس للجيش يجب عليه أن يقدم سجودًا لآلهة أرام في بيت رمون وهو يرى أنه غير قادر على المجاهرة بأنه سيمتنع عن ذلك. ونجد إليشع بحكمة يقول له إمض بسلام فهو ترك له حرية القرار حينما رآه مترددا فهو لا يستطيع أن يوافقه على عبادة وثنية وبعد أن أعلن إيمانه بالله ولا يستطيع إرغامه كقائد جيش وحديث الإيمان بالله، أن يتغير تغييرا فجائيا. بل إليشع ترك التغيير لله مع الوقت. وهل نلوم نعمان على هذه الضعفة ولا نلوم إسرائيل الذي يعبد الله والبعل.
5. رفض إليشع للهدية درس لهذا المؤمن الجديد بأن أولاد الله يحتقرون ماديات العالم ويظهر له أن الشفاء هو من إله إسرائيل وهو مجاني.
الآيات 20-27:- "قَالَ جِيحْزِي غُلاَمُ أَلِيشَعَ رَجُلِ اللهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي قَدِ امْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَدِ نُعْمَانَ الأَرَامِيِّ هذَا مَا أَحْضَرَهُ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنِّي أَجْرِي وَرَاءَهُ وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئًا». فَسَارَ جِيحْزِي وَرَاءَ نُعْمَانَ. وَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضًا وَرَاءَهُ نَزَلَ عَنِ الْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: «أَسَلاَمٌ؟». فَقَالَ: «سَلاَمٌ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلًا: هُوَذَا فِي هذَا الْوَقْتِ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ، فَأَعْطِهِمَا وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ». فَقَالَ نُعْمَانُ: «اقْبَلْ وَخُذْ وَزْنَتَيْنِ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ، وَصَرَّ وَزْنَتَيْ فِضَّةٍ فِي كِيسَيْنِ، وَحُلَّتَيِ الثِّيَابِ، وَدَفَعَهَا لِغُلاَمَيْهِ فَحَمَلاَهَا قُدَّامَهُ. وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الأَكَمَةِ أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا وَأَوْدَعَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَطْلَقَ الرَّجُلَيْنِ فَانْطَلَقَا. وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «مِنْ أَيْنَ يَا جِيحْزِي؟» فَقَالَ: «لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ». فَقَالَ لَهُ: «أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي حِينَ رَجَعَ الرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟ أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ الْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ فَبَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَالثَّلْجِ."
لاحظ أن جيحزي يحلف باسم الرب وهو ينوي الكذب والخيانة = حي هو الرب وفي (21) نَزَلَ عَنِ الْمَرْكَبَةِ = أعطاه نعمان هذا التكريم لأنه تلميذ إليشع ولكن تلميذ إليشع هذا خدعه. وفي (26) الم يذهب قلبي... = الله أعلم إليشع بما حدث فكأنه رأى وسمع ما فعله جيحزي. أهو وقت = بل هو وقت كرازة بالله وسط الأراميين الوثنين هذا هو الفارق بين الخادم الحقيقي الذي يهتم بخلاص النفوس وبين الخادم الذي يهتم بمكسبه المادي أولًا. لأَخْذِ الْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ = وهذه أخذها. وزيتون وكروم.... هذه التي كانت نيته متجهة لشرائها بوزنتي الفضة، لقد رأى إليشع ما في قلب جيحزي. وفي 27 فبرص = هو إشتهى ما لنعمان فأخذ أيضًا برصه. عجيب أن جيحزي تلميذ إليشع يكون بهذه الصورة عوضًا........ أن يكون قديسًا بينما أن رجال نعمان الوثنيين كانت مشورتهم صالحة وكانوا أفضل منه كثيرا. نعمان هذا يشير لقبول الأمم للمسيح بينما جيحزي هذا يشير لليهود الذين رفضوا المسيح فلصقت بهم خطيتهم فهم لم يستفيدوا من إمكانيات دم المسيح. وكان اليهود من خاصة المسيح من شعبه ومن لحمه وعظامه ورفضوه كما أن جيحزي كان خادم إليشع الملتصق به ولم يستفد من قداسته. وخطايا جيحزي متعددة:-
1. محبته للمال ومحبة المال أصل كل الشرور.
2. أدان معلمه النبي العظيم داخل قلبه وحسبه أخطأ إذ رفض الهدية فهو حسب نفسه أحكم من معلمه.
3. حسد هذا الأممي الغريب إذ حصل على هذه النعمة مجانًا.
4. وسارق إذ أخذ الهدية التي كان يجب أن يعطيها لسيده.
5. شوه صورة سيده أمام الغرباء فهو أظهر صورته كمن ندم على كرمه وكان هذا كفيلا بأن يرتد نعمان عن إيمانه.
6. أخفى ما أخذه وكذب على إليشع وكثرة الخطايا سببت له عمى فهو لم يدرك أن إليشع الذي يعلم كل شيء قادر أن يكشف خداعه. وهذه الحقيقة أن إليشع قادر أن يعرف كل شيء أدركها حتى الأعداء (2 مل 12:6) فهذه الحقيقة عرفها الوثنيين لكن لم يدركها جيحزي لجشعه. فالخطايا والأغراض الخبيثة داخل القلب تسبب عمى القلب عن إدراك ما يدركه أبسط الناس بل أن حتى كذبته كانت ساذجة فهل غلامان من بني الأنبياء يحتاجان وزنة من الفضة (3000 شاقل وثمن العبد 30 شاقل) بسبب كل هذا وقع عليه عقاب شديد كما حدث مع حنانيا وسفيرة اللذان كذبا على الروح القدس هو كسب وزنتي فضة ولكنه خسر صحته وكرامته وسمعته وربما خلاص نفسه، والتصاق البرص به وببيته للأبد وهذا ما دعى بعض المفسرين أن يقولوا أن عائلته قد انقرضت سريعًا.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الثاني 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bywp3p5