← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41
الآيات 1-6:- "فِي السَّنَةِ الثَّانِيةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي السَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ، فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْدًا وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ، وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ. وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ السَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي."
هناك احتمال للمفسرين أن هوشع إغتال فقح في السنة الرابعة لأحاز ولكنه بدأ الحكم في السنة الثانية عشرة لأحاز (هو 3:10). وكان هوشع شريرا لكنه كان أحسن ممن قبله، ولكن شعبه كان قد إكتمل ذنبهم. وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ = هو كان متحالفًا مع تغلث فلاسر وبمساعدته قتل فقح . وظل هوشع خاضعًا لأشور مدة حياة تغلث فلاسر، وبعد موته عصى على خليفته شلمنآصر. فصعد عليه وأدبه فخضع لهُ ثم إنتهز فرصة إنشغال شلمنآصر في حروب أخرى فعاد وعصى عليه. وأراد ان يتحالف مع سوا ملك مصر ضد أشور. وهوشع النبي نهاه عن هذا التحالف (هو 11:7 + 1:12). وفي هذه المدة صعد عليه شلمنآصر، وحاصر السامرة مدة طويلة مات خلالها شلمنآصر وتلاه سرجون. وسرجون هو الذي أسقط السامرة بعد حصار 3 سنين.
وفي آية (4) فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ = غالبًا هو قبض عليه قبل سقوط السامرة ولذلك كانت المدينة في حصارها بلا قائد. والتسع سنين محسوبة إلى سقوط السامرة وليست إلى تاريخ سجنه. وفي الكتابات الأشورية أنه سَبَى 27290 من إسرائيل + 50 مركبة.
الآيات 7-18:- "وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمِ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، وَاتَّقَوْا آلِهَةً أُخْرَى، وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ. وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرًّا ضِدَّ الرَّبِّ إِلهِهِمْ أُمُورًا لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ، وَبَنَوْا لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جَمِيعِ مُدُنِهِمْ، مِنْ بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ. وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَابًا وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلّ عَال وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُورًا قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: «لاَ تَعْمَلُوا هذَا الأَمْرَ». وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلًا: «ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، فَرَائِضِي، حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ». فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلًا وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ، وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدًّا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ."
نجد كاتب سفر الملوك هنا لأنه موحى لهُ من الروح القدس لا يرجع سقوط إسرائيل لأسباب سياسية أو عسكرية أو اقتصادية كما تكتب كتب التاريخ. بل يرجعها لأسباب روحية لذلك فهو ليس بسفر تاريخي ولكنه سفر روحي. فالله هو الذي يحرك التاريخ وهو الذي أتى بإسرائيل إلى هذه الأرض ليحفظوها أرضًا مقدسة لهُ والان بسبب خطاياهم فهو الذي يطردهم منها، وما أشور إلا أداة في يد الله. لذلك يراجع الكاتب هنا خيانات إسرائيل التي كانت السبب في السبي بعد أن أدبهم الرب طويلا بدون فائدة. وطبعًا ما زاد من بشاعة خطاياهم أن الرب كان قد أحبهم واختارهم وأخرجهم من أرض مصر وأرسل لهم شريعته وأنبياؤه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي (8) ملوك إسرائيل الذين أقاموهم= وملوك إسرائيل أي يربعام بن نباط وكل من جاء بعده من ملوك إستقلوا عن يهوذا. والشعب هو الذي حضهم على هذا الانفصال فصار الشعب مسئولًا مع ملوكه عن محنة تقسيم شعب الله. وفي (9) برج النواطير = أي المزرعة الحقيرة إلى المدينة المحصنة = المدن الكبيرة. وفي (13) وأشهد الرب = لم ينقطع الأنبياء عن أن يحملوا رسائل الله إلى هذا الشعب والرسائل كانت كلها إنذارات ودعوة بالتوبة حتى لا يرفضهم الله والأنبياء كانوا أنواع:
1. مَنْ لم يكتب أو يسجل شيئًا بل كانت أعماله (معجزات / تأديب شفوي) إيليا / إليشع.
2. كتبوا أقوالهم ليسجلوها للتاريخ ولنا أيضًا مثل أشعياء لإرميا..
3- مَنْ لم يكتبوا شيئًا لكن قصة حياتهم كانت رمزًا للسيد المسيح كيونان النبي.
وفي (14) لم يؤمنوا بالرب = لم يصدقوا مواعيده وذهبوا وراء آلهة أخرى وفي (15) وصاروا باطلًا = من يسجد لباطل يصير باطلًا مثله. وفي (17) عرفوا عرافة = هي سجود لآلهة أخرى ليعرفوا المستقبل وتفاءلوا = هي تشمل التفاؤل والتشاؤم = كانوا يربطون المستقبل ببعض العلامات. باعوا أنفسهم= الشيء المباع يفقد البائع كل سلطة لهُ عليه وتصير السلطة كلها لمن اشترى. ولكل هذه الأسباب أسلمهم الله للسبي فذهبوا إلى أرض غريبة مطرودين من الأرض التي أعطاها الله لهم. ولم يبق سوى سبط يهوذا وَحْدَهُ في الأرض = وكان مع يهوذا بنيامين وشمعون ولاوي وكل من رفض عبادة العجل وظلت يهوذا مدة 135 سنة بعد سقوط إسرائيل ثم ذهبت إلى سبي بابل هي الأخرى.
الآيات 19-23:- "وَيَهُوذَا أَيْضًا لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ، فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ، فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي عَمِلَ. لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا، حَتَّى نَحَّى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ."
وحتى يهوذا سلكوا في العبادات الوثنية إلا أنه كان لهم بعض الملوك الصالحين وهذا ما أجَّل سقوطهم. ففي آية (19) ذكر أن يهوذا هي أيضًا مخطئة حتى لا يظن شعب يهوذا أنهم قديسين. ثم عاد إلى سبط إسرائيل ثانية ابتداء من آية (21) يربعام بن نباط = هو أتى بسماح من الله، فالله ترك الشعب يعملون حسب إرادتهم تأديبا لهم على خطاياهم. هم تركوا الرب فتركهم الرب (رو 28:1).
الآيات 24-26:- "وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا. وَكَانَ فِي ابْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا الرَّبَّ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. فَكَلَّمُوا مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ، لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ». فَأَمَرَ مَلِكُ أَشُّورَ قَائِلًا: «ابْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِدًا مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ، وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ»."
وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ
= ربما عدد من ملوك أشور، وكل ملك أشوري يأتي يُصْعِد بعض سكان إسرائيل لأشور، ويأتي بغيرهم. كُوثَ = على الفرات. وَسَفَرْوَايِمَ = على فرع من فروع الفرات وكانت هذه السياسة حتى تضعف مشاعرهم الوطنية فيخضعوا لملك أشور. فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ = كان هذا ليعرف السكان الجدد في أرض الله أن الله صاحب الأرض لهُ قوانينه فيحترموها، وأنه قادر أن يجعل السباع تلتهمهم إن خالفوا. وكان الله هنا يؤدبهم بالطريقة التي يفهمونها، فربما كانت السباع تحمل لهم معنى مخيف فهموا منهُ أن إله الأرض غاضب. ومفهوم إله الأرض هو مفهوم وثني. فهم يعتقدون أن هناك إلهًا لكل أرض. وأما شعب الله فيفهم أن الأرض كلها لله. بهذا الأسلوب فَهِم الشعب الجديد أنهم هنا بسماح من الله وليس ضد إرادته لذلك طلبوا من يعلمهم شريعة الله. والعجيب أن هؤلاء الأشوريين طلبوا معرفة شريعة الرب التي لم يقبلها الإسرائيليون ورفضوا أن يتعلموها ورفضوا أن يسلكوا فيها. ولكن نجد هذا الشعب الجديد يعبد آلهته التي يحبها وفي نفس الوقت يتبع شريعة الرب الذي خافوه حتى لا تفترسهم السباع. وما فهمه هؤلاء الوثنيون أن الضربات هي نتيجة لغضب الله، هذا لم يفهمه اليهود شعب الله.
الآيات 27-41:- "فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنَ السَّامِرَةِ، وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ. فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوثَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلهَيْ سَفَرْوَايِمَ. فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ أطْرَافِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ، كَانُوا يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ إِلَى هذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْدًا وَأَمَرَهُمْ قَائِلًا: «لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ اسْجُدُوا، وَلَهُ اذْبَحُوا. وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. وَلاَ تَنْسَوْا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ». فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. فَكَانَ هؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضًا بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ."
وَاحِدً مِنَ الْكَهَنَةِ
= كهنة العجلين ليعلمهم قضاء إله الأرض كما فرضه يربعام. بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ = الشعوب الجديدة وجدوا معابد مصنوعة حاضرة فإستعملوها ووضعوا آلهتهم فيها (آية 29). السَّامِرِيُّونَ = هذا أول ذكر للسامريين وهم يُذكرون كثيرا في العهد الجديد وأصل دينهم كان خليطًا من عدة أديان. فأصبحوا لا يعبدون الإله الحقيقي كما ينبغي أن تكون العبادة ولا عبادتهم عبادة وثنية صرف. لذلك إحتقرهم اليهود وحتى أيام المسيح (يو 9:4) وكان السامريون 3 أنواع:-1. الساجدون للعجلين كما فرض يربعام وهؤلاء قليلون.
2. الإسرائيليون الذين أضافوا على العجلين بعض العبادات الوثنية.
3. الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام بعض ما أخذوه عن الإسرائيليون.
وفي (32) كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ= أي ممارسات خارجية بطريقتهم التي يختلط فيها عبادة الرب الحقيقية مع عبادة الأوثان. لذلك عاد وقال في (34) أنهم لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ = فهم لا يعبدون الله بقلوبهم وكما يريد هو. الموضوع كله أنهم كانوا يحاولون ظاهريًا إتباع طقوس دين الرب خوفًا من السباع وإستمر حالهم هكذا حتى أيام الإسكندر حين تزوج منسى أخو يادوس رئيس كهنة أورشليم بنت سنبلط حاكم السامرة وهذا ذهب إليهم بتصريح من الإسكندر وبَنَى هيكل في جرزيم جذب إليه كثير من اليهود وسعَى لِطَرْد الأوثان من وسط السامريين حتى يعبدوا الله فقط. ومع هذا إستمرت بعض العادات الوثنية المتأصلة في وسطهم لذلك قال لهم المسيح: أنتم تعبدون ما لستم تعرفون: "أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ" (يو4: 22). وأما الإسرائيليون الذين ذهبوا للشتات فبعضهم حافظ على ما إستلمه من آبائه وهؤلاء عادوا بعد العودة من سبي بابل أيام كورش ملك فارس والباقين ضاعوا تمامًا. ولنلاحظ أسماء بعض الآلهة الوثنية المذكورة هنا. ففي (30) سُكُّوثَ بَنُوثَ = مظال البنات. فهي خيام البنات المكرسات للزنا في الهياكل الوثنية ورمز هذه العبادة دجاجة مع أفراخها. وهي نفس عبادة فينوس. ونلاحظ أن كلمة فينوس وكلمة نبوث هما كلمة واحدة بتبديل حروف (B ,V) ونَرْجَلَ =عبادة الشمس ورمزه الديك فهو يصيح في الفجر. وأَشِيمَا = هو إله النار. ونِبْحَزَ = نصفه كلب ونصفه إنسان. أَدْرَمَّلَكَ =إله الشمس. عَنَمَّلَكَ= إله القمر ورمزهم بغل وحصان.
رأي مُوجَّه لِمَنْ يقولوا أن اليهود حرَّفوا التوراة:
لو أراد اليهود أن يحرفوا التوراة أما كانوا قد حذفوا هذا الإصحاح وما يُماثله من الإصحاحات التي تهاجم اليهود؟! أما كانوا قد حذفوا هذا الإصحاح بالذات الذي يحكم الله فيه على 10 أسباط بالضياع لخيانتهم لله؟! مَنْ يريد أن يُزوِّر التاريخ فهو يفعل ذلك ليخفي فضائحه ويُعلن أمجادًا ليست له. لكن نجد اليهود هنا أبرياء من هذه التهمة، فهم احتفظوا بكلام الله كما هو حتى وإن كان يدينهم.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 18 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الثاني 16 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/84z5xkq