← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37
يُرجى الرجوع لما يخص حزقيا الملك في سفر أخبار الأيام الثاني وفي سفر إشعياء . فالقصة مكررة في الثلاثة أسفار. وهناك ملحوظات واردة في التفاسير الثلاثة يُرْجَى الرجوع لها لتكتمل الصورة.
الآيات 1-8:- "وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِي ابْنَةُ زَكَرِيَّا. وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. هُوَ أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعَوْهَا «نَحُشْتَانَ». عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. وَالْتَصَقَ بِالرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ. وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ وَلَمْ يَتَعَبَّدْ لَهُ. هُوَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا، مِنْ بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ."
حسب كل ما عمل داود أبوه = كما قيل في الملك آسا (1 مل 11:15) والملك يوشيا (2 مل 2:22) ولم تقال سوى في هؤلاء الثلاثة والعجيب أن كل منهم، من هؤلاء الملوك الثلاثة كان ابنا لملك شرير وكان أشعياء مشيرا لأحاز وحزقيا. أزال المرتفعات = وفي (2 أي 29) جاء أنه في السنة الأولى لملكه فتح ابواب بيت الرب وطَهَّر كهنة بيت الرب وأصعدوا ذبائح وأوقف حزقيا اللاويين للتسبيح وعملوا فصحًا للرب. وكان قد دعا لذلك أسباط إسرائيل ولما فعل هذا خرج كل إسرائيل إلى مدن يهوذا وكسروا الأنصاب وقطعوا السواري وهدموا المرتفعات. ويحسب لهُ شجاعته فهو لم يهاب الثورة الشعبية بعد هذه الإصلاحات ولم يهاب ملك أشور. نحشتان = مشتقة إما من نحشت أي نحاس أو من نحش أي حية. وبعده لم يكن مثله = وقيل في يوشيا ولم يكن قبله ملك مثله (2 مل 25:23) فهما كلاهما ملكين قديسين وربما تميز كل منهما عن الآخر في شيء فمثلًا تميز حزقيا باتكاله على الرب ولا مثيل لهُ في ذلك وتميز يوشيا في غيرته لعبادة الرب الطاهرة وليس لهُ مثيل في ذلك. ولكن العبارة: لا قبله ولا بعده (وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ) هي عبارة عامة تفيد التميز والامتياز، وما زلنا نستخدمها كمديح حتى هذا اليوم وعصى على ملك أشور = وذلك لاتكاله على الرب وربما عصاه في أول ملكه ولكن ملك أشور لم يحاربه منذ أن عصى لأنه كان منشغلًا في حروب أخرى مع السامرة ومع صور ومع مصر. وضرب الفلسطينيين = كان سنحاريب قد أعطى قسمًا من يهوذا إلى ملك غزة. وربما كانت هذه الحرب لإسترداد ما أخذه الفلسطينيين منهم.
بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ = من المزرعة الحقيرة إلى المدن الكبيرة أي كل الأرض. ويبدو واضحًا أن حزقيا كان ملكًا قديسًا لكن الشعب لم يرتفع إلى هذه الدرجة. فكانت الإصلاحات ظاهرية ولكن الشعب استمر في محبته لأوثانه داخل القلب لذلك لم نجد أشعياء سعيدًا أو يعبر عن فرح قلبي بعمل حزقيا لأن أشعياء شعر أن الملك في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، فاستمر في تأنيبه وإنذاراته للشعب. ولم نسمع أن أشعياء قد وافق على عصيان ملك أشور. وربما كان ذلك بسماح من الله لتأديب هذا الشعب وليتمجد في ملك أشور وجيشه أمام أعينهم. وكان مما دفع حزقيا لهذه الإصلاحات درس انهيار إسرائيل أمامهُ بسبب أوثانها فهو قد استفاد من الدرس.
ونعرف من التاريخ أن ملك أشور قبل أن يحاصر أورشليم أحرق 46 مدينة من يهوذا، وكان هذا لتأديب الشعب على انحرافهم تجاه الوثنية. فالله أدب المنحرفين وأظهر قوته في هلاك جيش أشور القوي، فيفهم هذا الشعب لمن يجب أن تقدم العبادة.
الآيات 9-12:- "وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، وَهِيَ السَّنَةُ السَّابِعَةُ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، صَعِدَ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا. وَأَخَذُوهَا فِي نِهَايَةِ ثَلاَثِ سِنِينَ. فَفِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ لِحَزَقِيَّا، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةُ لِهُوشَعَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، أُخِذَتِ السَّامِرَةُ. وَسَبَى مَلِكُ أَشُّورَ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ، وَوَضَعَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي، لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ تَجَاوَزُوا عَهْدَهُ وَكُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَعْمَلُوا."
هذه الفقرة لإظهار قداسة حزقيا بالمقارنة مع إسرائيل. وبسقوط إسرائيل لم يعد هناك فاصل بين يهوذا وأشور بل صارت عرضة لهجماتهم مباشرة. ثم استراحت يهوذا بعد موت سنحاريب وهلاك جيشه. ونلاحظ أن هناك تعارض ظاهري بين الآية 10، (أش 8:7) فهنا يقول الكتاب أن السامرة سقطت بعد 3 سنين وأما أشعياء فيذكر أن هناك فترة 65 سنة تسقط بعدها السامرة وتنكسر حتى لا تقوم شعبًا، وحل هذه المشكلة أن تغلث فلاسر ملك أشور حارب ملك إسرائيل وقتل وَسَبَى كثيرين وهذا يُعتبر السبي الأول، وكان بعد نبوة إشعياء بسنة أو سنتين ثم بعد 20 سنة لنطق إشعياء بنبوته جاء شلمناصر ملك أشور وسبا ملك إسرائيل ورجاله (2 مل 1:17-6 + 9:18-12) وهذا هو السبي الثاني ولكن تمام نبوة الـ65 سنة لإشعياء كانت أيام السبي الثالث في أيام أسرحدون ملك أشور الذي أزال مملكة إسرائيل تمامًا من الوجود وأتى بالأجانب إلى السامرة وإستعمروها تمامًا وَسَبَى منسى ملك يهوذا في السنة 21 لملكه وكان ذلك بعد نطق إشعياء بنبوته بـ65 سنة (عز 10،3،2:4 + 2 مل 24:17 + 2 أي 11:33).
الآيات 13-16:- "وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، صَعِدَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ وَأَخَذَهَا. وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى لَخِيشَ يَقُولُ: «قَدْ أَخْطَأْتُ. ارْجعْ عَنِّي، وَمَهْمَا جَعَلْتَ عَلَيَّ حَمَلْتُهُ». فَوَضَعَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا ثَلاَثَ مِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَثَلاَثِينَ وَزْنَةً مِنَ الذَّهَبِ. فَدَفَعَ حَزَقِيَّا جَمِيعَ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ. فِي ذلِكَ الزَّمَانِ قَشَّرَ حَزَقِيَّا الذَّهَبَ عَنْ أَبْوَابِ هَيْكَلِ الرَّبِّ وَالدَّعَائِمِ الَّتِي كَانَ قَدْ غَشَّاهَا حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا، وَدَفَعَهُ لِمَلِكِ أَشُّورَ."
حاول حزقيا أن يستعطف سنحاريب لكنه غدر به فبعد أن أخذ الفدية إستدار ليهاجم أورشليم وطلب تسليم أورشليم لهُ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكانت هذه سقطة لحزقيا، هي لحظة ضعف أرسل فيها حزقيا الهدية المأخوذة من الهيكل إلى سنحاريب. ومن المؤكد أنه لم يستشر إشعياء في ذلك ولكي يدفع الجزية اضطر لنزع الذهب من الهيكل. وبعد غدر سنحاريب عرف خطأ عقد معاهدة مع خائن. ونلاحظ أنه من هذه الآيات [(2 مل 13:18) - نهاية الإصحاح 20] مكرر في إشعياء مما يدل أن مصدرها هو إشعياء هنا وهناك.
الآيات 17-37:- "وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ تَرْتَانَ وَرَبْسَارِيسَ وَرَبْشَاقَى مِنْ لَخِيشَ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَصَعِدُوا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا صَعِدُوا جَاءُوا وَوَقَفُوا عِنْدَ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا الَّتِي فِي طَرِيقِ حَقْلِ الْقَصَّارِ. وَدَعَوْا الْمَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشِبْنَةُ الْكَاتِبُ وَيُواخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ. فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «قُولُوا لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا الاتِّكَالُ الَّذِي اتَّكَلْتَ؟ قُلْتَ إِنَّمَا كَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَالآنَ عَلَى مَنِ اتَّكَلْتَ حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟ فَالآنَ هُوَذَا قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا، دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا! هكَذَا هُوَ فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ. وَإِذَا قُلْتُمْ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ وَالآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيَكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنْ كُنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ. فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟ وَالآنَ هَلْ بِدُونِ الرَّبِّ صَعِدْتُ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ لأَخْرِبَهُ؟ اَلرَّبُّ قَالَ لِي اصْعَدْ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا». فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا وَشِبْنَةُ وَيُواخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَمِ؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟» ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَتَكَلَّمَ قَائِلًا: «اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا، لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِهِ، وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا تَتَّكِلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلًا: إِنْقَاذًا يُنْقِذُنَا الرَّبُّ وَلاَ تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. لاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: اعْقِدُوا مَعِي صُلْحًا، وَاخْرُجُوا إِلَيَّ، وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَاشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ حَتَّى آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ كَأَرْضِكُمْ، أَرْضَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضَ خُبْزٍ وَكُرُومٍ، أَرْضَ زَيْتُونٍ وَعَسَل وَاحْيَوْا وَلاَ تَمُوتُوا. وَلاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا لأَنَّهُ يَغُرُّكُمْ قَائِلًا: الرَّبُّ يُنْقِذُنَا. هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟ هَلْ أَنْقَذُوا السَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟». فَسَكَتَ الشَّعْبُ وَلَمْ يُجِيبُوهُ بِكَلِمَةٍ، لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ قَائِلًا: «لاَ تُجِيبُوهُ». فَجَاءَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشِبْنَةُ الْكَاتِبُ وَيُوَاخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ إِلَى حَزَقِيَّا وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ، فَأَخْبَرُوهُ بِكَلاَمِ رَبْشَاقَى."
ترتان = الترتان هو القائد العام وهذه صفة أو وظيفة وليس اسمًا. وهكذا الربساريس = رتبة سامية في الجيش. والربشاقى = هو الساقي الأول. ولذلك يسبقها "الـ" للتعريف. وكان المتحدث الرسمي لهم هو الربشاقى لإجادته اللغة العبرانية. وعجيب أن يحاول هذا الربشاقى أن يعقد إتفاقًا وهو حالًا قد نقض إتفاقه السابق ولكن من يضمن أي اتفاق مع الشيطان. من لخيش = هي مدينة فلسطينية على طريق مصر ويبدو أن غرضه كان فتح مصر وفي الطريق قصد تدمير أورشليم المدينة الحصينة لتمردها. قناة البركة العليا قناة تحت الأرض لجلب الماء من خارج أورشليم للداخل (اش 3:7) ومعنى الآيات (19-21) أن الربشاقى ظن أن حزقيا عقد معاهدة مع مصر كما فعل ملك إسرائيل. ولكن هذا لم يحدث لأن أشعياء منعهم من ذلك. وفي (22) ويقول لهم إذا كنتم قد اتكلتم على الله فعبثًا لأن حزقيا هدم مذابح الله. هو كإنسان وثني ظن أن هذه المرتفعات التي أزالها حزقيا هي مذابح لله. وباقي الكلام في 24،23سخرية واضحة. وهذا أسلوب الشيطان التهكم والتشكيك في كل عمل صالح نقوم به. فهنا الربشاقى يسخر ويشكك في هدم المذابح ويسخر من قوتهم ومن اتكالهم على الله ومن اتكالهم على أي قوة أخرى مثل مصر حتى يدفعهم لليأس التام. آية (31) نجده هنا يوجه دعوة للشعب أن يتركوا أورشليم ويخرجوا خارجًا وسوف يأخذهم إلى أرض جميلة ولكن هذا غش وخداع لأنه كان سيستعبدهم (وهكذا إبليس يدعونا لنترك حضن الآب ونترك الكنيسة ونذهب وراءه فيعطينا من ملذات العالم ولكنه سيستعبدنا إذا قبلنا هذا من يدهُ = "أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لي" وفي (33) تشكيك واضح أن الله قادر أن ينقذهم وفي (36) لا تجيبوه = هكذا ينبغي ألا ندخل في حوار مع إبليس. ثيابهم ممزقة = عادة يهودية إن سمعوا تجديف. ولنلاحظ أن هذه الشعوب كانت تعتقد أن الحروب هي بين الآلهة فلذلك ربشاقى يشكك في قوة الله أمام آلهته وهم ينسبون انتصارهم للآلهة، لذلك يحذر هل أنقذت آلهة الأمم الأخرى شعوبها.
← تفاسير أصحاحات الملوك ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الثاني 19 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الثاني 17 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5k5dbq4