محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ملوك أول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الآيات 1-13:- "وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ. فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدًّا، بِجِمَال حَامِلَةٍ أَطْيَابًا وَذَهَبًا كَثِيرًا جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا. فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيًّا عَنِ الْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ. فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ، وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ، وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ، وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ، وَسُقَاتَهُ، وَمُحْرَقَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: «صَحِيحًا كَانَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ. وَلَمْ أُصَدِّقِ الأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا النِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحًا عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ. طُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا السَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ الرَّبَّ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكًا، لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَبِرًّا». وَأَعْطَتِ الْمَلِكَ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَابًا كَثِيرَةً جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذلِكَ الطِّيبِ فِي الْكَثْرَةِ، الَّذِيِ أَعْطَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. وَكَذَا سُفُنُ حِيرَامَ الَّتِي حَمَلَتْ ذَهَبًا مِنْ أُوفِيرَ، أَتَتْ مِنْ أُوفِيرَ بِخَشَبِ الصَّنْدَلِ كَثِيرًا جِدًّا وَبِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. فَعَمِلَ سُلَيْمَانُ خَشَبَ الصَّنْدَلِ دَرَابَزِينًا لِبَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَعْوَادًا وَرَبَابًا لِلْمُغَنِّينَ. لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ خَشَبِ الصَّنْدَلِ ذلِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. وَأَعْطَى الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِمَلِكَةِ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا الَّذِي طَلَبَتْ، عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَانْصَرَفَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وَعَبِيدُهَا."
نرى هنا عظمة غنى وحكمة سليمان التي جذبت إليه ملكة سبأ = وهي بلاد اليمن واشتهرت هذه البلاد بكثرة الذهب والأطياب والحجارة الكريمة وكان للنساء فيها اعتبار كبير ومنهن من جلس على العرش. وقد تكون ملكة سبأ هي بلقيس (وهناك أسطورة يقولها أهل الحبشة، فهم يظنون أنهم من نسل ملكة سبأ وأن ملكة سبأ طلبت أن يكون لها نسل من سليمان فأجابها لطلبها (آية 13) وهي أنجبت منه ولدا اسمه منلك. ومن نسلها كنداكة (أع 27:8) وغالبًا فهذا ليس صحيحًا. وقد سمعت ملكة سبأ عن سليمان عن طريق قوافل التجار وسمعت عن حكمته ومجده وأبنيته ونجاحه. ومن الرائع أنها قالت... ليكن مباركا الرب إلهك آية (9) فهي نسبت كل هذا للرب. وفي (1) تمتحنه بمسائل = أي بألغاز أو مشاكل لا تجد لها حلولا وهي كانت امرأة فاضلة راغبة في العلم، وربما سألته عن أمور العالم الآخر ولم يكن في بلادها من يدلها وهي بدأت في السؤال عن الرب والتعرف عليه حينما رأت سليمان يقدم ذبائحه في خشوع. وفي (3) لم يكن أمر مخفيا = أي أجاب على كل أسئلتها.
لم يبق فيها روح بعد = وجدت كل حكمتها كلا شيء.
وفي (8) طوبى لرجالك = لأنك أنت ملكهم.
تأمل:- أتت ملكة سبأ لسليمان بسبب حكمته وغناه فكم وكم تكون حكمة المسيح وغنى ملك السلام. هي لم تأتي للتجارة أو المعاهدات بل لتطلب حكمة من ملك حكيم فهل نأتي للمسيح وهو مصدر الحكمة بل أقنوم الحكمة ومذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم، على أننا يجب أن نقف أمامه شاعرين بتفاهة حكمتنا وعقلنا. وهي دفعت هدايا جواهر وذهب فماذا قدمنا؟ الله يطلب القلب ولا يطلب أموال فهل نظهر فارغين. وماذا أعطاها سليمان؟ ربما القوانين التي يحكم بها أو خلاصة أمثاله وحكمته وأعطاها هدايا. ولقد مدح المسيح ملكة سبأ لأنها طلبت الحكمة (مت 42:12). وهي لم تكتفي بالسمع بل سافرت محتملة مشقات كثيرة لتسمع الحكمة فأين جهادنا لنختبر شخص الرب يسوع المسيح. على أنها هي جاءت لسليمان من أقصى الأرض بينما أتى لنا المسيح من أقصى السموات ليجعلنا نحن الذين كنا بعيدين نصير قريبيين.
وفي (7) هوذا النصف لم أخبر به = غالبًا الخبر يزيد عن الحقيقة ولكن العكس حدث هنا. وهكذا سنقول بعد أن نرى السماء وفي (11) خشب الصندل = خشب أحمر ثمين رائحته زكية يؤتى به من الهند عدا ما أعطاها إياه (13) عوضها بهداياه عن ما أتت به وزيادة.
الآيات 14-29:- "وَكَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الَّذِي أَتَى سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وَسِتًّا وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ. مَا عَدَا الَّذِي مِنْ عِنْدِ التُّجَّارِ وَتِجَارَةِ التُّجَّارِ وَجَمِيعِ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَوُلاَةِ الأَرْضِ. وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّق، خَصَّ التُّرْسَ الْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ. وَثَلاَثَ مِئَةِ مِجَنٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّق. خَصَّ الْمِجَنَّ ثَلاَثَةُ أَمْنَاءٍ مِنَ الذَّهَبِ. وَجَعَلَهَا سُلَيْمَانُ فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ. وَعَمِلَ الْمَلِكُ كُرْسِيًّا عَظِيمًا مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِبْرِيزٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ الْجُلُوسِ، وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ الْيَدَيْنِ. وَاثْنَا عَشَرَ أَسَدًا وَاقِفَةً هُنَاكَ عَلَى الدَّرَجَاتِ السِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الْمَمَالِكِ. وَجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، لاَ فِضَّةٍ، هِيَ لَمْ تُحْسَبْ شَيْئًا فِي أَيَّامِ سُلَيْمَانَ. لأَنَّهُ كَانَ لِلْمَلِكِ فِي الْبَحْرِ سُفُنُ تَرْشِيشَ مَعَ سُفُنِ حِيرَامَ. فَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ. أَتَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ حَامِلَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً وَعَاجًا وَقُرُودًا وَطَوَاوِيسَ. فَتَعَاظَمَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ الأَرْضِ فِي الْغِنَى وَالْحِكْمَةِ. وَكَانَتْ كُلُّ الأَرْضِ مُلْتَمِسَةً وَجْهَ سُلَيْمَانَ لِتَسْمَعَ حِكْمَتَهُ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي قَلْبِهِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ، بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَآنِيَةِ ذَهَبٍ وَحُلَل وَسِلاَحٍ وَأَطْيَابٍ وَخَيْل وَبِغَال سَنَةً فَسَنَةً. وَجَمَعَ سُلَيْمَانُ مَرَاكِبَ وَفُرْسَانًا، فَكَانَ لَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَأَقَامَهُمْ فِي مُدُنِ الْمَرَاكِبِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَجَعَلَ الْمَلِكُ الْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ الْحِجَارَةِ، وَجَعَلَ الأَرْزَ مِثْلَ الْجُمَّيْزِ الَّذِي فِي السَّهْلِ فِي الْكَثْرَةِ. وَكَانَ مَخْرَجُ الْخَيْلِ الَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ. وَجَمَاعَةُ تُجَّارِ الْمَلِكِ أَخَذُوا جَلِيبَةً بِثَمَنٍ. وَكَانَتِ الْمَرْكَبَةُ تَصْعَدُ وَتَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِل مِنَ الْفِضَّةِ، وَالْفَرَسُ بِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ. وَهكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ الْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكِ أَرَامَ كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ."
آية (14) 666 وَزْنَةَ ذَهَبٍ = رقم 666 هو رقم سيء في الكتاب المقدس (عز 13:2؛ رؤ 18:13) وكأن الوحي يريد أن ينبهنا إلى شيء هام، وهو أن سليمان بالرغم من غناه غير العادي لم تتوقف شهوته لمزيد من الغنى، إذًا وجود هذا الرقم كدخل لسليمان يشير للجشع الشيطاني ومحبة هذا العالم (1 يو 15:2-17). والسيد المسيح جعل المال سيد يمكن أن يضل الإنسان وراءه (مت 24:6). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونلاحظ هنا علامات المحبة العالمية فهو يستورد طواويس وخيول وفضة وذهب وصنع أتراس من الذهب لتسير أمامه في موكبه وصنع كرسيه من العاج المطعم بالذهب ومن كثرة الغنى في أيامه وكثرة الذهب صارت الفضة كلا شيء (21) [ بنفس المقياس فروحيًا من يكتشف مجد السماويات (الذهب) يصير عنده مجد الأرضيات (الفضة) كلا شيء] على أن سليمان نفسه اكتشف هذا وسجله في سفر الجامعة. وفي (15) مَا عَدَا الَّذِي مِنْ عِنْدِ التُّجَّارِ وَتِجَارَةِ التُّجَّارِ = فهو شيد طرقا للتجارة وحصل رسوما من التجار وَجَمِيعِ مُلُوكِ الْعَرَبِ = ربما أدى هؤلاء جزية عن مواشيهم. وَوُلاَةِ الأَرْضِ = الـ12 الذين يؤدون الجزية لسليمان كل واحد شهرا في السنة (1 مل 2:4-19).
الوزنة
= 3000 شاقل. والمنا = 100 شاقل (الآيات 16-17).وفي (22)
سُفُنُ تَرْشِيشَ = ترشيش هي غالبًا أسبانيا أو قرطاجنة Carthage وقد تكون هناك مدينة بعيدة لها اسم ترشيش مجهولة المكان ولعل اسم سفن ترشيش تعني سفن كبيرة الحجم قادرة على السفر إلى ترشيش البعيدة. وفي (28) تفهم هكذا " وقد إستُورِدت خيل سليمان من مصر وكان تجار الملك يتسلمونها بثمن معين [ وغالبا بثمن مخفض نظرا لقرابة سليمان مع فرعون].وفي (29) تفهم هكذا وكان تجار الملك يستوردون المركبات
مِنْ مِصْرَ بِـ600 شَاقِل وَالْفَرَسُ بِـ150 شَاقِل ثم يصدرونها لجميع ملوك الحثيين وملوك الأراميين [ بسعر أعلى مما إشتروا به من مصر].الْحِثِّيِّينَ
= ممالك صغيرة بين نهر الفرات في الشرق والشام وحماة في الغرب.
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الأول 11 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الأول 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/79h9z8x