محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ملوك أول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28
الآيات 1-4:- "وَصَاهَرَ سُلَيْمَانُ فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ، وَأَخَذَ بِنْتَ فِرْعَوْنَ وَأَتَى بِهَا إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ إِلَى أَنْ أَكْمَلَ بِنَاءَ بَيْتِهِ وَبَيْتِ الرَّبِّ وَسُورِ أُورُشَلِيمَ حَوَالَيْهَا. إِلاَّ أَنَّ الشَّعْبَ كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي الْمُرْتَفَعَاتِ، لأَنَّهُ لَمْ يُبْنَ بَيْتٌ لاسْمِ الرَّبِّ إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ. وَأَحَبَّ سُلَيْمَانُ الرَّبَّ سَائِرًا فِي فَرَائِضِ دَاوُدَ أَبِيهِ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ فِي الْمُرْتَفَعَاتِ. وَذَهَبَ الْمَلِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ، لأَنَّهَا هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى، وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذلِكَ الْمَذْبَحِ."
إيجابيات سليمان التي ظهرت هنا هي محبته لله ومن يحب الله لا يهتم بتكاليف العبادة فنجد أن سليمان قدم 1000 محرقة وكان سليمان يسير حسب وصايا الله ولكن كان لسليمان سلبياته:
1. تزوج بنت فرعون وهي وثنية وربما كان هذا بسبب سياسي فمصر كانت من الأمم العظيمة في ذلك الوقت. وربما تهودت بنت فرعون هذه بعد ذلك فلم نسمع في (1 مل 1:11-8) أن سليمان بَنَى مذابح لآلهة المصريين من ضمن ما بَنَى. وإذا فهمنا أن سليمان كباني للهيكل يرمز للمسيح فبنت فرعون تشير لكنيسة الأمم التي اقترن بها المسيح.
2. أنه أبقى على المرتفعات ليذبح عليها الشعب بينما أن الله حدد في (تث 1:12-14) أن يكون الذبح في مكان واحد فقط بل قدم هو نفسه ذبائحه في المرتفعات ولم يكن مثل داود أبيه الذي التزم بوصية الله وقدم ذبائحه في الخيمة فقط. وكان تقديم الذبائح على المرتفعات عادة وثنية قلدهم فيها اليهود ولقد سميت جبعون المرتفعة العُظمى = حيث كانت الخيمة والمذبح النحاسي وسميت هكذا لأنها على هضبة. ولأن الشعب اعتاد تقديم الذبائح على المرتفعات فأسموها مرتفعة وأطلقوا عليها عظمى لوجود الخيمة.
الآيات 5-15:- "فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلًا، وَقَالَ اللهُ: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ». فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرّ وَاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ابْنًا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهذَا الْيَوْمِ. وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ. وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ، شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْبًا فَهِيمًا لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا؟» فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأَمْرَ. فَقَالَ لَهُ اللهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّامًا كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى، وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزًا لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ، هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ، كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ، فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ». فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِهِ."
أمام محبة سليمان ظهرت استجابة الله له فورا فلقد ظهر الله له في حلم وواضح أن الحلم هو من الله كأحلام فرعون يوسف ونبوخذ نصر ويوسف رجل مريم العذراء. غير أنه هناك أحلام من خيالات الإنسان وغيرها من الشيطان وهذه تسبب القلق للإنسان فعلينا أن لا نهتم بالأحلام. والله يستجيب لنا بالصلاة وليس بالأحلام لذلك يقول السيد المسيح مهما سألتم باسمي فذلك أفعله (يو 13:14). وقال الله إسأل ماذا أعطيك = الله يسأل سليمان ماذا يريد لأن الله خلق الإنسان حرًا ويضع أمامه كل الطرق وعلى الإنسان أن يختار. والسيد المسيح قال "إطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم" (مت 33:6). وهذا ما حدث هنا. ونلاحظ رد سليمان الحلو.
1. فهو يعترف بمراحم الله عليه وعلى أبيه.
2. وشعوره بالمسئولية تجاه شعب الله والله استجاب لسليمان بعد محبته التي ظهرت في تقديم ذبائح كثيرة فمن يزرع بالشح بالشح يحصد.. وماذا نقدم نحن لله؟ وكون أن سليمان يجيب على الله هذه الإجابة فهذا يشير لأن سليمان منشغل بهذا الأمر (كيف يحكم وسط شعب الله بالحكمة) حتى وهو نائم. إعط عبدك قلبا فهيمًا = كلمة فهيمًا = سامعًا (الكتاب بشواهد) أي يستمع لصوت الله وإرشاده ويحكم على هذا الأساس. ولقد حصل سليمان على الحكمة لأنه طلبها وعلى الثروة لأنه لم يطلبها. وكان هناك شرط لاستمرارية عطاء الله = فإن سلكت في طريقي.. إذًا عطايا الله مشروطة بأن نلتزم وصاياه ولقد أخذ سليمان كثيرًا ولكن لأنه لم يلتزم بوصايا الله تغير الموقف بل لم يطل عمر سليمان أكثر من 60 عامًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي (15) نلاحظ أن سليمان بعد لقائه مع الله ذهب لتابوت العهد مباشرة وقدم ذبائح كأن هذا اعتراف منه بأنه أخطأ في موضوع المرتفعات ولأنه يريد أن يستلم الملك من الله شخصيا وقول سليمان في (7) لا أعلم الخروج والدخول = الخروج والدخول يشير لأعمال الإنسان كلها من أولها إلى آخرها فالإنسان يخرج ليبدأ عمله وعندما ينتهي يدخل بيته ثانية أو العبارة تشير إلى أنني كالطفل لا أعرف الخروج والدخول ولا كيف أمشي وفي (9) شعبك= فسليمان يفهم أنه خادم لشعب، وهذا الشعب هو شعب الله وليس شعبه.
الآيات 16-28:- "حِينَئِذٍ أَتَتِ امْرَأَتَانِ زَانِيَتَانِ إِلَى الْمَلِكِ وَوَقَفَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ الْوَاحِدَةُ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. إِنِّي أَنَا وَهذِهِ الْمَرْأَةُ سَاكِنَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ وَلَدْتُ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ بَعْدَ وِلاَدَتِي وَلَدَتْ هذِهِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا، وَكُنَّا مَعًا، وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا غَرِيبٌ فِي الْبَيْتِ غَيْرَنَا نَحْنُ كِلْتَيْنَا فِي الْبَيْتِ. فَمَاتَ ابْنُ هذِهِ فِي اللَّيْلِ، لأَنَّهَا اضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ. فَقَامَتْ فِي وَسَطِ اللَّيْلِ وَأَخَذَتِ ابْنِي مِنْ جَانِبِي وَأَمَتُكَ نَائِمَةٌ، وَأَضْجَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا، وَأَضْجَعَتِ ابْنَهَا الْمَيْتَ فِي حِضْنِي. فَلَمَّا قُمْتُ صَبَاحًا لأُرَضِّعَ ابْنِي، إِذَا هُوَ مَيْتٌ. وَلَمَّا تَأَمَّلْتُ فِيهِ فِي الصَّبَاحِ، إِذَا هُوَ لَيْسَ ابْنِيَ الَّذِي وَلَدْتُهُ». وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ الأُخْرَى تَقُولُ: «كَلاَّ، بَلِ ابْنِيَ الْحَيُّ وَابْنُكِ الْمَيْتُ». وَهذِهِ تَقُولُ: «لاَ، بَلِ ابْنُكِ الْمَيْتُ وَابْنِيَ الْحَيُّ». وَتَكَلَّمَتَا أَمَامَ الْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «هذِهِ تَقُولُ: هذَا ابْنِيَ الْحَيُّ وَابْنُكِ الْمَيْتُ، وَتِلْكَ تَقُولُ: لاَ، بَلِ ابْنُكِ الْمَيْتُ وَابْنِيَ الْحَيُّ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «اِيتُونِي بِسَيْفٍ». فَأَتَوْا بِسَيْفٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «اشْطُرُوا الْوَلَدَ الْحَيَّ اثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفًا لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفًا لِلأُخْرَى». فَتَكَلَّمَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي ابْنُهَا الْحَيُّ لِلْمَلِكِ، لأَنَّ أَحْشَاءَهَا اضْطَرَمَتْ عَلَى ابْنِهَا، وَقَالَتِ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ». وَأَمَّا تِلْكَ فَقَالَتْ: «لاَ يَكُونُ لِي وَلاَ لَكِ. اُشْطُرُوهُ». فَأَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: «أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ فَإِنَّهَا أُمُّهُ». وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحُكْمِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ الْمَلِكُ خَافُوا الْمَلِكَ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا حِكْمَةَ اللهِ فِيهِ لإِجْرَاءِ الْحُكْمِ."
هذه القصة إثبات لأن وعد الله قد تحقق وإن حكمة سليمان كانت عجيبة والنقاد يقولون أن هناك تعارض بين ما نراه من حكمة سليمان هنا وما جاء في (أم 2:30) والرد بسيط فغالبًا من كتب (أم 2:30) هو شخص اسمه أجور ولكن حتى إن كان كاتبها هو سليمان فهي من باب التواضع أمام الله. وهذه القضية هنا حتى تصل إلى سليمان فهي عرضت على محاكم القضاة وفشل القضاة في إيجاد حل لها والمرأتين كانتا زانيتين = فلم نسمع عن رجالهما وهما يعيشان سويا في بيت زنا مشترك وينامان سويا. " في قضايا مماثلة عالميا حكم قاض على امرأة ترفض الاعتراف ببنوة ابنها، أن تتزوجه حينئذ رفضت واعترفت بالحقيقة وكان هذا في أيام كلوديوس قيصر. وفي قضية أخرى ادعى 3 أشخاص أنهم أولاد أحد الولاة وكان هذا الوالي قد مات وذهب الـ3 أشخاص للملك يطلب كل منهم أن يصير الوالي عوضا عن أبيه. فطلب الملك الحكيم أن يَرْمي كل واحد جثة الوالي بسهم فرمى اثنان منهم الجثة أما الابن الحقيقي فرفض أن يرمي جثة أبيه. حكمة الله (آية 28) أي حكمة عظيمة جدًا مصدرها الله نفسه. فسليمان رغمًا عن صغر سنه فحكمته التي أخذها من الله أعلنت له أن المحبة التي للأم أقوى من الحسد. وأما الأخرى الكاذبة فكان حسدها أقوى من محبتها للولد فطلبت قتله لأنها تريد الولد لتحرم الأم الحقيقية منه.
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الأول 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الأول 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/48fhnms