محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ملوك أول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33
الآيات 1-24:- "وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ وَهُوَ بَعْدُ فِي مِصْرَ، لأَنَّهُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ الْمَلِكِ، وَأَقَامَ يَرُبْعَامُ فِي مِصْرَ، وَأَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ. أَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَكَلَّمُوا رَحُبْعَامَ قَائِلِينَ: «إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفِ الآنَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ الْقَاسِيَةِ، وَمِنْ نِيرِهِ الثَّقِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا، فَنَخْدِمَكَ». فَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيَّ». فَذَهَبَ الشَّعْبُ. فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ الشُّيُوخَ الَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ، قَائِلًا: «كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَابًا إِلَى هذَا الشَّعْبِ؟» فَكَلَّمُوهُ قَائِلِينَ: «إِنْ صِرْتَ الْيَوْمَ عَبْدًا لِهذَا الشَّعْبِ وَخَدَمْتَهُمْ وَأَجَبْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَمًا حَسَنًا، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيدًا كُلَّ الأَيَّامِ». فَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ وَاسْتَشَارَ الأَحْدَاثَ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَابًا عَلَى هذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُونِي قَائِلِينَ: خَفِّفْ مِنَ النِّيرِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ». فَكَلَّمَهُ الأَحْدَاثُ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ قَائِلِينَ: «هكَذَا تَقُولُ لِهذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُوكَ قَائِلِينَ: إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ مِنْ نِيرِنَا، هكَذَا تَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي. وَالآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيرًا ثَقِيلًا وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِالْعَقَارِبِ». فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَمَا تَكَلَّمَ الْمَلِكُ قَائِلًا: «ارْجِعُوا إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ». فَأَجَابَ الْمَلِكُ الشَّعْبَ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، وَكَلَّمَهُمْ حَسَبَ مَشُورَةِ الأَحْدَاثِ قَائِلًا: «أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِالْعَقَارِبِ». وَلَمْ يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ السَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْ يَدِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، رَدَّ الشَّعْبُ جَوَابًا عَلَى الْمَلِكِ قَائِلِينَ: «أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ؟ وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ». وَذَهَبَ إِسْرَائِيلُ إِلَى خِيَامِهِمْ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ. ثُمَّ أَرْسَلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ أَدُورَامَ الَّذِي عَلَى التَّسْخِيرِ فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ فَمَاتَ. فَبَادَرَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى الْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَعَصَى إِسْرَائِيلُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِأَنَّ يَرُبْعَامَ قَدْ رَجَعَ، أَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ إِلَى الْجَمَاعَةِ، وَمَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَتْبَعْ بَيْتَ دَاوُدَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ جَمَعَ كُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَسِبْطَ بَنْيَامِينَ، مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ، لِيُحَارِبُوا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَرُدُّوا الْمَمْلَكَةَ لَرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ. وَكَانَ كَلاَمُ اللهِ إِلَى شِمَعْيَا رَجُلِ اللهِ قَائِلًا: «كَلِّمْ رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ مَلِكِ يَهُوذَا وَكُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّ مِنْ عِنْدِي هذَا الأَمْرَ». فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ الرَّبِّ وَرَجَعُوا لِيَنْطَلِقُوا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ."
رحبعام أمه عمونية وكان عمره 41 سنة حين ملك ويبدو أن أبوه لم يربيه حسنًا فلم يتعلم من حكمة أبيه، ونجد سليمان في سفر الأمثال يتكلم في العديد من أمثاله عن أهمية التشاور وحماقة من لا يستشير وكمثال لذلك (أم12: 15)، فالحكمة لا تورث بل هي عطية من الله مع التعليم والتدريب والإرشاد (فالروح القدس هو روح الحكمة وهو روح النصح (إش11: 2 + 2تى1: 7) ، ولأن أبوه كان للأسف مشغولا بأشياء أخرى لم يكن لديه الوقت لتربية ابنه التربية السليمة فشب بلا حكمة. وهو ترك لذلك مشورة الشيوخ لإنه إستحسن الغنى والسيطرة على الشعب، فلم تكن فيه روح الرعاية والخدمة لشعبه. وكان الشيوخ هم الذين شرحوا له المعنى الحقيقي للمُلك وأنه خدمة للشعب. وفي (1) ذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ وهذه بداية المؤامرة أن يدعوا المتآمرين رحبعام لشكيم أي في وسط إسرائيل. وفي (3) أرْسَلُوا فَدَعَوْا يَرُبْعَامُ: أَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ. أَتَى يَرُبْعَامُ. فهم تظاهروا بأنهم يريدون أن يُمَلِّكوا رحبعام في شكيم وذلك حتى يكون معزولا وسط إسرائيل بعيدا عن جيشه في يهوذا. فهم يخططون للانفصال من أول وهلة. وكانت البداية طلبهم أن تخفض الضرائب. ولاحظ أنهم إشتكوا من سليمان لأنه أرهقهم بالضرائب ولم يشتكوه لأجل عبادته الوثنية. وهم إشتكوه بالرغم من كل التقدم والخير والإزدهار الذي حققه لإسرائيل، فهو بأموالهم حصن البلاد. ولكن جشع هذا الشعب جعلهم دائمي التذمر بل اهتموا برخائهم المادي ولم يبالوا بحياتهم الدينية ونلاحظ في رد الشباب إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي = الخنصر هو الإصبع الضعيف (الإصبع الرابع) والمتن هو وسط الإنسان أو خاصرته. والمعنى أن أبي كان جالسًا عليكم بخاصرته وأرهقكم، أما أنا فخنصري أشد من أبي الجالس عليكم فما بالكم لو جلست أنا عليكم. فإن كان أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِالْعَقَارِبِ = وربما قصد بالعقارب نوع من القسوة أو نوع من السياط ذات الكرات الحديدية التي تمزق الجلد وتقطعه. والله لم يرشد أو يلين قلب هذا الملك لأن الأمر كان من قِبَله. ولأنه لم يستشر الله بل الناس فقط.
آية (16) إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ تحمل معنى الامتناع عن المفاوضات . الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ = أي أن أسرة داود وممثلها رحبعام لا تملك سوى سبط يهوذا. إذًا فالمعنى اذهب يا رحبعام أملك واهتم بيهوذا فقط.
وَكُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ
(آية 23) = مثل شمعون وبنيامين وباقي الأسر من أسباط إسرائيل الذين فضلوا أن يبقوا بجانب الهيكل ومن هنا بدأ الانشقاق وأصبحت المملكة مملكتين. أرْسَلَ.. أَدُورَامَ = دليل عدم حكمته، فالتسخير ورموزه مكروهين لدى الشعب. ولقد إمتنع رحبعام عن الحرب طاعة لأوامر الرب على فم النبي شمعيا ولكنها كانت طاعة وقتية بدليل (1 مل 30:14). ونلاحظ أن الانفصال كما كان عقوبة لرحبعام وبيت يهوذا كان عقوبة لإسرائيل فهم بوثنيتهم كانوا لا يستحقون وجود الهيكل بينهم. فبالانفصال حرموا من الهيكل. ولاحظ رحبعام في إجاباته المتكبرة هو نفسه يهرب مذعورا بعد ذلك.آية 15:- وَلَمْ يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ السَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ = لماذا سمح الله بالانشقاق؟ واضح أن الأسباط العشرة إنحرفوا بسرعة إلى الوثنية (الغالبية، فهناك رُكَب لم تنحني لبعل). والله أراد أن يحمي يهوذا التي هي الأفضل لوجود الهيكل والكهنوت بها، وهي التي سيأتي منها المسيح. هذا فضلًا عن أنها عقوبة على انحراف سليمان وشعبه وراء عبادة غريبة على المرتفعات، لكن تظل يهوذا هي الأفضل من إسرائيل. ولكن لنلاحظ أن الله لا يفرض شيئًا عليهم، بل يعطي رحبعام مشورة صالحة عن طريق الشيوخ ورحبعام هو الذي رفضها. وتكون نبوة النبي أخيا الشيلوني ليربعام (1مل11: 29 - 39) معناها أن الله كان يعلم ما وصل إليه رحبعام ومَن حوله مِن حماقة، نتيجة بعدهم عن الله وما ستسببه هذه الحماقة من انقسام المملكة، ومع هذا يرشدهم بمشورة صالحة. ولا يسمع رحبعام وأصدقائه لهذه المشورة الصالحة، وتنقسم المملكة ولكن بسماح من الله... وذلك لأن الله أراد ذلك ليحمي يهوذا الضعيفة روحيا من فساد إسرائيل الشديد. فيبقى هناك سبط يأتي منه المسيح.
وأيضا نلاحظ أن الله مع أنه يعلم فساد يربعام فإنه يعطيه وصية صالحة (1مل11: 38). حقا كما قال داود في مزموره (51) "لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك " وفي السبعينية " لكي تتبرر في أحكامك وتغلب إذا حوكمت".
الآيات 25-33:- "وَبَنَى يَرُبْعَامُ شَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَسَكَنَ بِهَا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَبَنَى فَنُوئِيلَ. وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ: «الآنَ تَرْجعُ الْمَمْلَكَةُ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ. إِنْ صَعِدَ هذَا الشَّعْبُ لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، يَرْجعْ قَلْبُ هذَا الشَّعْبِ إِلَى سَيِّدِهِمْ، إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا وَيَقْتُلُونِي، وَيَرْجِعُوا إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا». فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». وَوَضَعَ وَاحِدًا فِي بَيْتِ إِيلَ، وَجَعَلَ الآخَرَ فِي دَانَ. وَكَانَ هذَا الأَمْرُ خَطِيَّةً. وَكَانَ الشَّعْبُ يَذْهَبُونَ إِلَى أَمَامِ أَحَدِهِمَا حَتَّى إِلَى دَانَ. وَبَنَى بَيْتَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ الشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. وَعَمِلَ يَرُبْعَامُ عِيدًا فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، كَالْعِيدِ الَّذِي فِي يَهُوذَا، وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ. هكَذَا فَعَلَ فِي بَيْتِ إِيلَ بِذَبْحِهِ لِلْعِجْلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَمِلَهُمَا. وَأَوْقَفَ فِي بَيْتِ إِيلَ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا. وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَ فِي بَيْتِ إِيلَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّامِنِ، فِي الشَّهْرِ الَّذِي ابْتَدَعَهُ مِنْ قَلْبِهِ، فَعَمِلَ عِيدًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَصَعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ لِيُوقِدَ."
وَبَنَى.. شَكِيمَ
= أي جعلها تكبر وعمل سورًا لها لتكون عاصمة له. ثم تركها إلى فنوئيل ثم إلى ترصة (1 مل 17:14). واستمرت ترصة هي عاصمة المملكة الشمالية حتى بَنَى عُمري الملك مدينة السامرة وجعلها عاصمة لمملكة إسرائيل الشمالية (1مل16: 24).عِجْلَيْ ذَهَبٍ
= هو لم يقصد أن يجعلها عبادة وثنية بل قصد عبادة الله لكن في صورة مصورة وإستخدم لذلك صورة الآلهة المصريين. فالمصريين يعبدون الإله أبيس في صورة العجل.ولكن العامة لا يستطيعون أن يميزوا بين المعبود والواسطة ولذلك سريعا ما إنحرفت هذه العبادة للعبادة الوثنية.
بَيْتِ إِيلَ – دَانَ = أقصى جنوب وأقصى شمال إسرائيل.كهنة من أطراف الشعب
= وفي (2 أي 14،13:11). إن الكهنة واللاويين تركوا مسارحهم واموالهم وإنطلقوا إلى أورشليم لأن يربعام وبيته رفضوهم وكلمة أطراف الشعب أي من عامة الشعب وليس من الرؤوس. وكان يربعام يعين الكهنة ليكونوا تحت إمرته (1مل 33:13). وبنى بيت المرتفعات = هذا البيت هو للعبادة، حقا هو باسم يهوه ولكن ليس بحسب فكر الله، ولكن بحسب الفكر الوثني. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالوثنيين يفضلون المرتفعات لإقامة هياكلهم أو مذابحهم، فجاء يربعام ليبني هياكل للعجول في بيت إيل وفي دان، ولم يكتفي بهذا بل بَنَى بيتًا في مكان مرتفع لعجوله، تل مثلًا، ثم صار هناك بيوتا لتقديم الذبائح في كل مكان = جميع بيوت المرتفعات (1مل13: 32).وفي آية (32) يذكر بيت إيل فقط ولم يذكر دان لأن بيت إيل مقدس الملك وبيت الملك. وَأَصْعَدَ عَلَى الْمَذْبَحِ = أصعد بنفسه وليس عن طريق الكهنة. فهو طرد الكهنة الذين اختارهم الرب وهو الآن الذي يُعَيِّن الكهنة فلماذا لا يقدم هو الذبائح وهو جعل من نفسه رئيسًا للكهنة
* ألا يتفق ما فعله يربعام مع من ينادون الآن بأنه لا كهنوت وكل المسيحيين كهنة.
والله لم يعاقبه بالبرص مثل عزيا، فكل العبادة غير مقبولة عند الله، والهيكل لا يعتبر هيكل لله، والمذبح ليس مذبحًا لله. فهو إذًا لم يقدم شيء لله، ولم يتعدى على هيكل الله الذي حدده الله. ولنلاحظ أن يربعام صنع عبادة له وللشعب حسب أهوائه وليس حسب إرادة الله، ونحت لله صورة بحسب قلبه. يربعام إخترع دين سياسي وخدع الشعب بمظهر الملك الطيب الذي يبحث عن راحة شعبه، ولا يريد لهم التعب في أن يسافروا إلى أورشليم، فيجعل لهم لا مكانًا واحدًا قريبًا في بيت إيل ليعبدوا فيه، بل مكانين وكل واحد يذهب للمكان الأقرب له، بل صار هناك بيوت المرتفعات في كل مكان. بل هو إخترع عيدًا آية (32).
وعموما لا ننسى أن عبادات سليمان الوثنية كانت هي البداية والباب لكل هذه الانحرافات وهذه العبادات.
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الأول 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الأول 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q573nqc