محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ملوك أول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46
الآيات 1-6:- "وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ قَائِلًا: «اذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ. وَكَانَ الْجُوعُ شَدِيدًا فِي السَّامِرَةِ، فَدَعَا أَخْآبُ عُوبَدْيَا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ، وَكَانَ عُوبَدْيَا يَخْشَى الرَّبَّ جِدًّا. وَكَانَ حِينَمَا قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلًا فِي مُغَارَةٍ وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ. وَقَالَ أَخْآبُ لِعُوبَدْيَا: «اذْهَبْ فِي الأَرْضِ إِلَى جَمِيعِ عُيُونِ الْمَاءِ وَإِلَى جَمِيعِ الأَوْدِيَةِ، لَعَلَّنَا نَجِدُ عُشْبًا فَنُحْيِيَ الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَلاَ نُعْدَمَ الْبَهَائِمَ كُلَّهَا». فَقَسَمَا بَيْنَهُمَا الأَرْضَ لِيَعْبُرَا بِهَا. فَذَهَبَ أَخْآبُ فِي طَرِيق وَاحِدٍ وَحْدَهُ، وَذَهَبَ عُوبَدْيَا فِي طَرِيق آخَرَ وَحْدَهُ."
نرى الآن أحد أسباب هذا الجدب فإن أخاب وإيزابل قطعا أنبياء الرب أي قتلوهم. وهناك رأي بأن إيزابل إنتهزت فرصة اختفاء إيليا وأنه السبب في منع المطر فقتلت أنبياء الرب (كما فعل الرومان بعد ذلك حين كانوا يقتلون المسيحيين إذا إمتنع المطر). وسواء هذا الرأي أو ذاك أي أن الجدب سببه قتل أنبياء الرب أو أن إيزابل قتلت أنبياء الرب بسبب الجدب فكلاهما يشيران لوحشية عباد البعل. إلا أن الله له رجاله في كل مكان. ونجد هنا عُوبَدْيَا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ = فهو وكيل أعمال أخاب ونجده رجلا مؤمنا خبأ 100 من أنبياء الله كل 50 في مغارة. وَخَبَّأَهُمْ 50 رَجُلًا فِي مُغَارَةٍ. وفي نسخ أخرى (الكتاب بشواهد) خمسين خمسين. أي كل 50 منهم في مغارة وما جاء في الآية (14) يؤيد هذا. فالله يسمح بإنتقال البعض واستشهادهم وله القدرة على إنقاذ من يريد. وعجيب أن يختار ملك شرير مثل أخاب رجلا بارا مثل عوبديا في هذا المنصب ولكن المؤمنين لهم شهرتهم وهم محل ثقة الجميع مثل دانيال في بابل ثم فارس، ويوسف في مصر ونفهم من أمر الله لإيليا في آية (1) تَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَرًا = أن الله رأى أن الشعب إستفاد من التجربة ومن عطشهم عرفوا السبب في ذلك وأنهم خانوا الرب وأصبحوا مستعدين للتوبة والإيمان. وفي (6) قَسَمَا بَيْنَهُمَا الأَرْضَ = دليل ندرة العشب وهناك ملحوظتين:
1- إيزابل حاولت قتل أنبياء الرب ولكن الله له طرقه في حفظ أولاده فنجد أن الله له7000 ركبة لم تنحني لبعل (1 مل 18:19). وأنه أبقى 100 من أنبيائه عن طريق عوبديا.
2- يقول هنا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ آية (1) وفي (يع 17:5) يقول أن المطر إمتنع ثلاث سنين وستة اشهر. والحل سهل فإنذار إيليا كان قبل فترة المطر بستة أشهر وأن المطر إنقطع فترة قبل إنذار إيليا.
الآيات 7-16:- "وَفِيمَا كَانَ عُوبَدْيَا فِي الطَّرِيقِ، إِذَا بِإِيلِيَّا قَدْ لَقِيَهُ فَعَرَفَهُ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «أَأَنْتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا؟» فَقَالَ لَهُ: «أَنَا هُوَ. اذْهَبْ وَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا». فَقَالَ: «مَا هِيَ خَطِيَّتِي حَتَّى إِنَّكَ تَدْفَعُ عَبْدَكَ لِيَدِ أَخْآبَ لِيُمِيتَنِي؟ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنَّهُ لاَ تُوجَدُ أُمَّةٌ وَلاَ مَمْلَكَةٌ لَمْ يُرْسِلْ سَيِّدِي إِلَيْهَا لِيُفَتِّشَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لاَ يُوجَدُ. وَكَانَ يَسْتَحْلِفُ الْمَمْلَكَةَ وَالأُمَّةَ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوكَ. وَالآنَ أَنْتَ تَقُولُ: اذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ هُوَذَا إِيلِيَّا. وَيَكُونُ إِذَا انْطَلَقْتُ مِنْ عِنْدِكَ، أَنَّ رُوحَ الرَّبِّ يَحْمِلُكَ إِلَى حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ. فَإِذَا أَتَيْتُ وَأَخْبَرْتُ أَخْآبَ وَلَمْ يَجِدْكَ فَإِنَّهُ يَقْتُلُنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى الرَّبَّ مُنْذُ صَبَايَ. أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ حِينَ قَتَلَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ، إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ الرَّبِّ مِئَةَ رَجُل، خَمْسِينَ خَمْسِينَ رَجُلًا فِي مُغَارَةٍ وَعُلْتُهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ؟ وَأَنْتَ الآنَ تَقُولُ: اذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا، فَيَقْتُلُنِي». فَقَالَ إِيلِيَّا: «حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي الْيَوْمَ أَتَرَاءَى لَهُ». فَذَهَبَ عُوبَدْيَا لِلِقَاءِ أَخْآبَ وَأَخْبَرَهُ، فَسَارَ أَخْآبُ لِلِقَاءِ إِيلِيَّا."
في (12) روح الرب يحملك = هم فتشوا عنه طوال هذه السنين ولم يجدوه فظن أن روح الرب هو الذي اختطفه وخبأه حتى لا يجده أخاب. وظن أنه بعد أن يتركه يرجع روح الرب ويحمله ثانية لأنه واثق أن أخاب لا بُد وسيقتله حين يراه لذلك لا بُد أن يحميه روح الرب. وفي (13) يخبر إيليا بما فعله مع أنبياء الرب ليظهر لإيليا أنه غير موافق على أفعال أخاب فلا يتعرض لسخط إيليا وعقابه. ويرجو إيليا أيضًا أن لا يعرضه لعقوبة أخاب إن عاد روح الرب واختطف إيليا ثانية.
الآيات 17-28:- "وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ: «لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ. فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ». فَأَرْسَلَ أَخْآبُ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَجَمَعَ الأَنْبِيَاءَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ». فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ. ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلًا. فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ يَضَعُوا نَارًا. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ أَضَعُ نَارًا. ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللهُ». فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالُوا: «الْكَلاَمُ حَسَنٌ». فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ: «اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَقَرِّبُوا أَوَّلًا، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَضَعُوا نَارًا». فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعَوْا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ قَائِلِينَ: «يَا بَعْلُ أَجِبْنَا». فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ. وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!» فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَال، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ."
بترككم وصايا الرب = لأن الشعب كله ترك الرب وساروا وراء العجول.
وبسيرك وراء البعليم = هذه خطية أخاب الخاصة فهو الذي أدخل هذه العبادة ولاحظ قوة إيليا في كلامه مع الملك وأنه يأمر الملك، وأخاب يطيع فهو أي أخاب كان خائفا من قوة روحية هو غير قادر أن يراها أو يفهمها لكنه شاعرا بها. وفي (19) أنبياء البعل = أي كهنة البعل فهم يدعون أنهم يقدرون أن يكلموه ويستعطفوه فلم يجبه الشعب بكلمة = لأنهم شعروا بأن كلامه صحيح. وكون إيليا يقدم ذبيحته بعد فشل أنبياء البعل فهذا سيكون له تأثير عظيم على الناس. الذي يجيب بنار لأن عبدة البعل ادعوا بأنه إله الشمس والنار، ولم يتكلم في موضوع المطر حتى يتم الاتفاق أولًا على من هو الإله الحقيقي الذي يطلبون منه المطر. وعمومًا فالله لا ينزع الضربة قبل أن تؤتي ثمارها ونقدم توبة عن خطيتنا فهو يرجع إلينا بعد أن نرجع إليه. وإيليا اختار جبل الكرمل لأن الكنعانيون وعبدة البعل يعتبرونه أرضا مقدسة لآلهتهم. ونلاحظ أن الديانات الوثنية ديانات مجاملة فمن السهل في نظرهم التوفيق بين البعل ويهوه في نظام عبادة واحد. ولكن إيليا رفض هذا تمامًا ففي نظره أن عبادة البعل وحده أفضل من إهدار كرامة الله بعبادتهم المشتركة. وهذا ينطبق الآن على كل من يريد أن يعبد الله بمنطق " ساعة لقلبك وساعة لربك".
فهو يذهب للكنيسة وباقي الأسبوع غارق في ملذاته أو همومه وقلبه بعيدا عن الله.
الآيات 29-40:- "وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ، وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ. ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَرًا، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلًا: «إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ» وَبَنَى الْحِجَارَةَ مَذْبَحًا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ الْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ الْبَزْرِ. ثُمَّ رَتَّبَ الْحَطَبَ وَقَطَّعَ الثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَقَالَ: «امْلأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى الْحَطَبِ». ثُمَّ قَالَ: «ثَنُّوا» فَثَنَّوْا. وَقَالَ: «ثَلِّثُوا» فَثَلَّثُوا. فَجَرَى الْمَاءُ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَامْتَلأَتِ الْقَنَاةُ أَيْضًا مَاءً. وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا النَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ. اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا». فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ. فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: «الرَّبُّ هُوَ اللهُ! الرَّبُّ هُوَ اللهُ!». فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ». فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ."
قبول الله للذبيحة هنا يعني: 1) صدق إيليا؛ 2) غفران خطايا شعبه.
فلا غفران ولا صلح إلا بدم الذبيحة وكما سقط المطر بعد إصعاد الذبيحة انسكب الروح القدس على الكنيسة بعد ذبيحة الصليب.
وفي (29) تنبأوا أي كرروا اسم البعل في صلواتهم وصرخوا بصوت عظيم في صلواتهم مع الرقص وسفك دمائهم مذبح الرب المنهدم = هدمه أخاب ومنع السجود للرب وترميم إيليا للمذبح علامة الرجوع إلى شريعة الرب. وهو لذلك رمم مذبح سبق استخدامه للرب ولم يبني مذبحًا جديدًا. وفي (31) 12 حجرا = هذا إشارة أن الشعب هو شعب واحد حتى لو انقسموا إلى شعبين لأسباب سياسية وهذا أيضًا معنى قوله إسرائيل يكون اسمك = أي أن الأسباط كلهم من أب واحد هو إسرائيل هكذا دعاه الله ودعاهم الله ليكونوا شعبه الواحد. وأيضًا بكلامه هذا يظهر لهم كيف انحطوا إلى هذه الدرجة وليقارنوا بين مجد يعقوب أبيهم وانحطاطهم هم، وهم نسله. القناة المملوءة ماء: امْتَلأَتِ الْقَنَاةُ أَيْضًا مَاءً = حتى لا يظن أحد أنه خبأ نارا تحتها وذلك لأن كهنة الوثنيين كانوا يخدعون البسطاء بأنهم يحفرون حول مذابحهم ويشعلون النار بطرق خفية لتلتهم الذبيحة فيظن البسطاء أن النار الإلهية أكلتها وفي (32) تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ الْبَزْرِ = أي أن عمق القناة كعمق مكيال يسع كيلتين. وبعد كل هذا الماء لا يمكن لأحد أن يدعي أن النار طبيعية فكيف تلحس كل هذا الماء. الكيلة = 3 جالون.
ملحوظة :- كهنة الأوثان لهم طرقهم الملتوية في أن يخدعوا البسطاء كما ذكرنا الآن ولكن لا يمكن أن نتصور أنهم يقبلون أن يقفوا هذا الموقف الصعب أمام إيليا وأمام الملك وكل الشعب بدون أن يكون لهم ما يستندون عليه. ونحن لا يمكن أن ننكر قوة السحر وأن الشيطان يمكنه بسهولة أن يشترك مع كهنة الأوثان في خداع الناس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وأن هؤلاء الكهنة كان بإمكانهم وبقوة شيطانية أن ينزلوا نارًا من السماء وحدث هذا في أيام موسى وكان السحرة يقومون بأشياء شبيهة بما يفعله موسى. وفي الأيام الأخيرة سيأتي ضد المسيح ويصنع نفس الشيء وسيكون له سلطان أن ينزل نارا من السماء (رؤ 13:13). وهذا بقوة إبليس فهو له قدرة إبليس (رؤ 2:13). ولكن لماذا لم يتمكن كهنة البعل وأنبياؤه أن يصنعوا هذا الآن؟ لأن إيليا موجود = إيليا الآن له سلطان الله وأمام الله يخزى إبليس ومن يتبعه. وبنفس المفهوم التهمت حيَّة موسى حيات السحرة. ولماذا كانت قوة إبليس قبل ذلك قادرة على خداع الناس؟ الإجابة ببساطة لأن الناس يريدون إبليس ولكن مع وجود إيليا وبسلطانه الروحي الجبار ومع توبة الشعب واشتياقهم لأن يعرفوا الحقيقة ولرجوعهم إلى الله لم يتمكن أنبياء البعل ولا سيدهم إبليس من أن ينزلوا نارًا.
حولت قلوبهم رجوعًا = هذا يثبت أن عمل الله قد أكتمل بتحويل قلوب الشعب وفي (38) النار أكلت الحجارة: نَارُ الرَّبِّ.. أَكَلَتِ.. الْحِجَارَةَ = هذا يشير أن الله يود لو أزالوا كل المذابح التي على المرتفعات حتى التي باسمه ويعودوا للمذبح الوحيد الذي في أورشليم. وفي (40) يذبح إيليا أنبياء البعل ولكن هرب منهم جزء. وهناك من يقول أنه ذبح كهنة البعل من اليهود وترك كهنة البعل الصيدونيين فنحن نرى 400 منهم بعد ذلك. وهؤلاء كان لهم وظيفة أخرى فهم الذين ضللوا أخاب بعد ذلك (إصحاح 22) ومات ولحست الكلاب دمه.
الآيات 41-46:- "وَقَالَ إِيلِيَّا لأَخْآبَ: «اصْعَدْ كُلْ وَاشْرَبْ، لأَنَّهُ حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ». فَصَعِدَ أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ الْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «اصْعَدْ تَطَلَّعْ نَحْوَ الْبَحْرِ». فَصَعِدَ وَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ». فَقَالَ: «ارْجعْ» سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَفِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ قَالَ: «هُوَذَا غَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ كَفِّ إِنْسَانٍ صَاعِدَةٌ مِنَ الْبَحْرِ». فَقَالَ: «اصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ: اشْدُدْ وَانْزِلْ لِئَلاَّ يَمْنَعَكَ الْمَطَرُ». وَكَانَ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَا أَنَّ السَّمَاءَ اسْوَدَّتْ مِنَ الْغَيْمِ وَالرِّيحِ، وَكَانَ مَطَرٌ عَظِيمٌ. فَرَكِبَ أَخْآبُ وَمَضَى إِلَى يَزْرَعِيلَ. وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ."
إصعد كل = إيليا يعلم أن أخاب لا يهتم سوى بهذا وهو ربما نزل مع إيليا ليرى ذبح كهنة البعل. وإيليا بالإيمان يقول له اذهب فهناك حس دوي مطر = وهي كلمة إيمان فلم يكن بعد أي علامة. وفي (42) لاحظ أن أخاب ذهب ليأكل ويشرب بينما إيليا يصعد ليصلي. ومع أن الله وعد إيليا بالمطر إلا أن إيليا لا يستطيع أن يكف عن الصلاة. وكانت صلاته كصلاة يعقوب "لا أتركك إن لم تباركني" وهي صلاة بلا يأس فنجد الغلام يذهب 6 مرات ولا يجد أي علامة وفي (46).
وكانت يد الرب على إيليا = هذه الآية لها تفسيران:-
1) إيليا في محبته ظل يجري متابعًا عربة أخاب مُظْهِرًا له محبته حتى يتأثر قلبه فيترك عبادة البعل ويرجع للرب. حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ = فهو وصل مع المركبة إلى مداخل يزرعيل لكنه رفض دخولها.
2) أن الروح أعطى لإيليا قوة مثل ما نسمع عن السواح الآن فانطلق إلى يزرعيل وسبق الملك وحينما وصل الملك وجد إيليا هناك وقد سبقه وكان هذا إثباتًا آخر لأخاب أن إيليا مرسل من الله. هو فعل هذا ليعطي قوة لأخاب في مواجهة إيزابل الشريرة.
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الأول 19 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الأول 17 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a8bdcmv