← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الأَصْحَاحُ السَّادِسُ
تفاصيل أكثر لحمل التابوت ونقله نجدها في (1 أي 13، 15، 16).
(1) عزة يلمس التابوت (ع1-10)
(2) نقل التابوت من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود (ع11-19)
(3) توبيخ ميكال لداود على رقصه (ع20-23)
1 وَجَمَعَ دَاوُدُ أَيْضًا جَمِيعَ الْمُنْتَخَبِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، ثَلاَثِينَ أَلْفًا. 2 وَقَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ مِنْ بَعَلَةِ يَهُوذَا لِيُصْعِدُوا مِنْ هُنَاكَ تَابُوتَ اللَّهِ الَّذِي يُدْعَى عَلَيْهِ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ الْجَالِسِ عَلَى الْكَرُوبِيمِ. 3 فَأَرْكَبُوا تَابُوتَ اللَّهِ عَلَى عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ، وَحَمَلُوهُ مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ الَّذِي فِي الأَكَمَةِ. وَكَانَ عُزَّةُ وَأَخِيُو ابْنَا أَبِينَادَابَ يَسُوقَانِ الْعَجَلَةَ الْجَدِيدَةَ. 4 فَأَخَذُوهَا مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ الَّذِي فِي الأَكَمَةِ مَعَ تَابُوتِ اللَّهِ. وَكَانَ أَخِيُو يَسِيرُ أَمَامَ التَّابُوتِ 5 وَدَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ الرَّبِّ بِكُلِّ أَنْوَاعِ الآلاَتِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ بِالْعِيدَانِ وَبِالرَّبَابِ وَبِالدُّفُوفِ وَبِالْجُنُوكِ وَبِالصُّنُوجِ. 6 وَلَمَّا انْتَهُوا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللَّهِ وَأَمْسَكَهُ، لأَنَّ الثِّيرَانَ تَعَثَّرَتْ. 7 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ وَضَرَبَهُ اللَّهُ هُنَاكَ لأَجْلِ غَفَلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ لَدَى تَابُوتِ اللَّهِ. 8 فَاغْتَاظَ دَاوُدُ لأَنَّ الرَّبَّ اقْتَحَمَ عُزَّةَ اقْتِحَامًا، وَسَمَّى ذَلِكَ الْمَوْضِعَ «فَارِصَ عُزَّةَ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 9 وَخَافَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَقَالَ: «كَيْفَ يَأْتِي إِلَيَّ تَابُوتُ الرَّبِّ؟» 10 وَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَنْقُلَ تَابُوتَ الرَّبِّ إِلَيْهِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ، فَمَالَ بِهِ دَاوُدُ إِلَى بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ الْجَتِّيِّ.
أورد كاتب السفر هنا قصة نقل التابوت إلى مدينة داود متكاملة، مع أنها تاريخيًا قد حدثت أثناء هجوم الفلسطينيين المذكور في (2 صم 5)، أما سفر أخبار الأيام فذكر هجوم الفلسطينيين أثناء قصة نقل التابوت.
ع1: المنتخبين
: النخبة - صفوة الشعب.جمع داود ثلاثين ألفًا من صفوة رجال الشعب من قادة وحكماء وشيوخ ليشتركوا معه في نقل تابوت العهد إلى مدينة داود.
ع2: بعلة يهوذا: هي نفسها قرية يعاريم المذكورة في (1 أى13: 6)، وهي مدينة على حدود يهوذا وبنيامين وتقع غرب أورشليم بنحو 14 كم. كان بها التابوت منذ نقله من بيت شمس وظل حتى نقل إلى بيت عوبيد أدوم الجتى.
الجالس على الكاروبيم: الكروبيم طغمة ملائكية كانت تحت عرش الله (حاملة العرش) حين ظهر الرب لحزقيال (حز11: 22) لذلك قال لداود "الجالس على الكاروبيم".
توجهوا جميعًا إلى حيث يوجد التابوت في ذلك الوقت في "بعلة يهوذا" ببيت أبيناداب حيث ظل التابوت هناك مند أن استرده بنو إسرائيل من الفلسطينيين، ووضع فترة قصيرة في بيت شمس ثم نقل إلى قرية يعاريم (1 صم6). وقد ظل التابوت في قرية يعاريم طوال حياة صموئيل وشاول وبداية حُكم داود وهو في حبرون أي حوالي 75 سنة.
وكان غرض داود من نقل التابوت هو أن يكون في عاصمة المملكة التي تضم الملك ورئيس الكهنة وباعتبار أن التابوت كان يرمز لحلول الرب وسط شعبه. وسمى التابوت باسم رب الجنود الذي قيل عنه "الجالس على الكاروبيم" لأن مجده كان يتجلى بين الكاروبين اللذين على غطاء تابوت العهد. وقد قصد داود أيضًا بنقل التابوت أن يرتبط الشعب بوجود الله في وسطهم.
ع3، 4: عجلة: عربة تجرها الحيوانات وهي الثيران هنا.
أبيناداب: رجل من قرية يعاريم قَبِلَ أن يكون تابوت العهد في بيته عندما أُرجِعَ من عند الفلسطينيين.
الأكمة: مكان مرتفع في قرية يعاريم.
أهمل داود وكهنة الرب الوصية الخاصة بكيفية حمل التابوت عند نقله من مكان لآخر، إذ يلزم أن يحمله الكهنة على الأكتاف بالعصوين المخصصين للحمل. فوضعوه على عربة جديدة يجرها ثوران سارت به من بيت أبيناداب، والذي كان على أرض مرتفعة في قرية يعاريم، وكان "عزة وأخيو" وهما ابنا أو حفيدا أبيناداب يسوقان الثيران، فسار أخيو في المقدمة يقود الثيران بينما سار عزة خلف التابوت يلاحظ من الخلف.
ع5: خشب السرو: نوع من الخشب يتميز بمتانته ورائحته الطيبة.
العيدان: جمع عود وهي آلة عرفت منذ القدم، عرفتها شعوب شرقية كثيرة ووجدت مرسومة على مقابر المصريين، ولا تزال تستعمل إلى اليوم مع حدوث بعض التطورات عليها، وهو صندوق له عدة أوتار يتراوح عددها بين 4 و10 حسب النوع. وقد أتقن داود العزف عليه وانتشر استعماله عند بني إسرائيل فاستعمل في طقوس العبادة وفى مناسبات الفرح والأعياد.
الرباب: آلة موسيقية على شكل مثلث ولها أربعة أوتار ويعزف عليها بالأصابع.
الدفوف: جمع دف، ويسمى في مصر "الرق". هو عبارة عن غشاء من جلد الحيوانات مشدودة حول إطار خشبى مركب فيه أجراس صغيرة، يحدث صوتًا عند الدق عليه.
الجنوك: جمع جنك وهو من آلات الطرب القديمة.
الصنوج: وهي تشبه "الدف" المستخدم حاليًا في كنائسنا. وهي عبارة عن صفيحتين مستديرتين من النحاس، إذا ضربت إحداهما في الأخرى رنتا. كان العبرانيون يستعملونها في طقوس العبادة.
كان موكب التابوت رائعًا، فقد سار داود وممثلو الشعب في قمة سعادتهم وفرحهم، يرقصون ويعزفون بالآلات الموسيقية المصنوعة من خشب السرو ومنها العيدان والرباب والدفوف والجنوك والصنوج.
ع6، 7: بيدر ناخون: هو نفس المسمى بيدر كيدون في (1 أى13: 9). والبيدر هو أرض صخرية مستوية يدرسون عليها الحبوب لفصل القش عنها (جرن). ناخون هو اسم شخص كان يملك بيدرًا قرب أورشليم.
الثيران انشمصت: الثيران جمحت أي تعثرت ثم اندفعت بسرعة.
الرب اقتحم عزة: ضربه وأماته.
حدث أثناء السير أن الثيران جمحت فجأة، وكانوا قد وصلوا إلى بيدر ناخون في وسط الطريق من بعلة يهوذا إلى أورشليم، وقد تعثرت الثيران لوعورة الأرض فخشى عزة من أن ينقلب التابوت ويسقط على الأرض، لذا مد يده ليسند التابوت، فأثار هذا الفعل غضب الرب فأماته في الحال.
ولم يكن الله ظالمًا في قتله عُزَّة لأنه كان لاويًا يعرف أنه لا يصحّ أن يلمس أحد التابوت بل يجب أن يحمله الكهنة بعصوين تدخلان في حلقات التابوت، ولابد أن يكون قد فهم هذا لأن التابوت كان في بيت أبيه أوجده منذ أكثر من 70 عامًا أي تعلم أنه لا يمكن أن يمس أحد التابوت، ولكن يبدو أنه قد ألف منظر التابوت وخدمته فاندفع بدون تدقيق حتى لا يسقط على الأرض، وكان الأجدر بعزة أن يصر على حمله على أكتاف الكهنة وإن تعذر وجود كهنة فيكون على أكتاف اللاويين دون أن يمسه أحد.
ونلاحظ أن الله قد سمح أن تسير العجلة التي تجرها البقرات من بلاد الفلسطينيين إلى أراضي بني إسرائيل بسلام ولم يجمح البقر. أما هنا فقد سمح الله للثيران أن تجمح لأن اليهود يعرفون كيفية نقل التابوت عن طريق الكهنة. وللأسف نسى داود أن يستشير الله في كيفية نقل التابوت فحدث ما حدث.
ع8: اغتاظ: تأثر لموت عزة الذي اهتم بخدمة التابوت سنينًا طويلة ولكنه في نفس الوقت ليس معترضًا على أمر الله لأنه يعرف أن ما حدث هو تهاون من عزة أن يلمس التابوت.
بموت عزة المفاجئ تحولت أفراح الشعب إلى حزن، فتضايق داود من تحول الحال وتعكر صفو المناسبة وسمى المكان الذي مات فيه عزة "فارص عزة" أي "اقتحام عزة" بإماتته من قبل الرب. وظل هذا الاسم يطلق على المكان إلى يوم كتابة السفر.
ع9: خاف: شعر بمهابة التابوت وعظمته لدرجة الارتعاد أمامه لأن الله إله قوى وغيور على مقدساته.
أدرك داود أن التعامل مع التابوت يستلزم الدقة الكاملة في اتباع ما شرعه الرب بخصوصه لأن الرب إله غيور على شريعته، وهو -أي داود- إنسان معرض للخطأ قد يسهو عن الالتزام بكل ما يقتضيه وجود التابوت في مدينته وتحت حيازته وقد رأى عاقبة ذلك أمامه بإماتة الرب لعزة. ولعله كتب مزمور 15 "يا رب من يسكن في مسكنك" وقت ذلك.
ع10: خاف داود من نقل التابوت إلى مدينته وطلب من رجل اسمه عوبيد أدوم أن يحتفظ بالتابوت في داره، وهو من مدينة "جت" الفلسطينية ويسكن حاليًا في الطريق من بيدر ناخون وأورشليم، وهو في الأصل لاوى وعُيِّن فيما بعد لحراسة التابوت (1 أى13: 13).
ويظهر من هذا إيمان عوبيد الذي تفوق به على داود النبى، إذ قبل أن يكون التابوت في بيته وإيمانه غطى على مخاوفه، ورأى أن يلتزم بطقوس احترام التابوت التي تقضى بها الشريعة، واثقًا في بركة الله التي سينالها.
† الله الحنون هو أيضًا المخوف العادل، فليتك تسجد أمام هيكله بخشوع عندما تدخل الكنيسة، ثم تقف في مكانك وتقدم توبة وتطلب رحمته وتشكره لأنه أنعم عليك بالدخول إلى بيته، فيكشف لك أسراره ويمتعك بوجوده معك فيفرح قلبك بالحقيقة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 وَبَقِيَ تَابُوتُ الرَّبِّ فِي بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ الْجَتِّيِّ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. وَبَارَكَ الرَّبُّ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ بَيْتِهِ. 12 فَأُخْبِرَ الْمَلِكُ دَاوُدُ: «قَدْ بَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ مَا لَهُ بِسَبَبِ تَابُوتِ اللَّهِ». فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَصْعَدَ تَابُوتَ اللَّهِ مِنْ بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ بِفَرَحٍ. 13 وَكَانَ كُلَّمَا خَطَا حَامِلُو تَابُوتِ الرَّبِّ سِتَّ خَطَوَاتٍ يَذْبَحُ ثَوْرًا وَعِجْلًا مَعْلُوفًا. 14 وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَكَانَ دَاوُدُ مُتَنَطِّقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ. 15 فَأَصْعَدَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ تَابُوتَ الرَّبِّ بِالْهُتَافِ وَبِصَوْتِ الْبُوقِ. 16 وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا. 17 فَأَدْخَلُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَأَوْقَفُوهُ فِي مَكَانِهِ فِي وَسَطِ الْخَيْمَةِ الَّتِي نَصَبَهَا لَهُ دَاوُدُ، وَأَصْعَدَ دَاوُدُ مُحْرَقَاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، 18 وَلَمَّا انْتَهَى دَاوُدُ مِنْ إِصْعَادِ الْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ بَارَكَ الشَّعْبَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ. 19 وَقَسَمَ عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ، عَلَى كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ رِجَالًا وَنِسَاءً، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ رَغِيفَ خُبْزٍ وَكَأْسَ خَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ. ثُمَّ ذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ
ع11:
عوبيد أدوم الجتى: لقب بالجتى لعله من بلدة جت رمون التي في نصيب دان بالجنوب وأعطيت لبنى قهات (يش19: 45، يش21: 24) خاصة وأن وعوبيد من القورحيين نسل قهات (عد16: 1).ظل التابوت في بيت عوبيد أدوم ثلاثة أشهر فكان وجوده بالبيت سبب بركة له ولكل أهل بيته. وكان هذا هو المكافأة الطبيعية لإيمان عوبيد المتميز عن باقي اليهود الذين غطى خوفهم على إيمانهم.
ع12:
علم داود ببركة الله لبيت عوبيد، فذهب إليه لأخذ التابوت من عنده، وأمر بترتيب موكب عظيم لنقله إلى مدينته أورشليم، وكان الجميع فرحين للقيام بهذا العمل الجليل. ويظهر هنا اتضاع داود الذي تعلم من خطأه السابق بترك التابوت في بيت عوبيد خوفًا من الله الذي يعاقب من لا يلتزم بشريعته، وتعلم باتضاع الإيمان من عوبيد، فذهب إلى بيته وطلب منه أن يأخذ التابوت إلى أورشليم ليكون بركة لعاصمة المملكة.
ع13: كلما خطا حاملو التابوت ست خطوات، إذ حملوا التابوت هذه المرة على الأكتاف كما تقضى الوصية، كانوا يذبحون ثورًا وعجلًا مسمنًا تكفيرًا عن خطئهم السابق في طريقة حمله، وتعبيرًا عن شكرهم للرب واحتفالًا بنقل التابوت.
ع14: كان داود يرقص بكل حماس في موكب التابوت تعبيرًا عن فرحه بالرب وبالمهمة المقدسة التي يقوم بها، وكان يرتدى ثوبًا من الكتان مما كان يلبسه الكهنة أثناء الخدمة الذي كان يلبسه الملتزمون بالشريعة في المناسبات الدينية المقدسة. وقد خلع داود جبته وهي العباءة الخارجية التي تمثل العظمة فظهر الأفود الذي يمثل النقاوة وهو يتحرك بفرح ويرقص أمام التابوت، معلنًا اتضاعه وفرحه بقبول الله ليحل في وسطهم ويسكن في مدينة داود ليباركهم، ويظهر توبته عن تغافله وتقصيره في عدم نقل التابوت سريعًا إلى مدينته أورشليم. وقد أنشد داود المزمور الثلاثين تعبيرًا عن فرحه بنقل تابوت الله.
ع15: كانوا في مسيرتهم وهم حاملون التابوت يستخدمون بالإضافة إلى الآلات الموسيقية المذكورة قبلًا، الأبواق والهتاف تعبيرًا عن فرحهم الروحي العظيم.
ع16: وصل الموكب إلى مدينة داود فكان سكان المدينة يطلون من النوافذ لمشاهدة الموكب العظيم، وأطلت كذلك ميكال زوجة داود من نافذة بيتها فرأت زوجها الملك يقفز ويرقص فرحًا، فلم يعجبها هذا التصرف واعتبرته أمر مبتذل يحط من شأن الملك وهيبته، فقد كانت تعتقد في نفسها أن الملك يجب أن يحتفظ بوقاره وجلاله في كل الأوقات، لذلك انحط الملك في نظرها. فهي متعلقة بأمجاد العالم والعظمة الخارجية.
† لم يلفت نظر ميكال شيء من جلال الموكب سوى تصرف داود، كم نفعل نحن أيضًا مثلها حين ننقد تصرفات الغير وطريقة كلامهم أو تعبيرهم دون أن نهتم بمضمون ما يقولون. فلا تسرع إلى النقد بل انظر إلى التصرفات الحسنة والقصد الحسن عند الناس لتستفيد من الكل ولا تدين الأبرياء كما فعلت ميكال.
ع17:
كان داود قد أعد خيمة في مدينته لوضع التابوت داخلها، فجعلوه في وسطها. وهي غير خيمة الاجتماع التي كانت في ذلك الوقت في جبعون (1 أى16: 39).وقدّم داود والشعب محرقات وذبائح سلامة تعبيرًا عن فرحهم بنقل التابوت إلى عاصمة المملكة، وعن شكرهم للرب الذي سمح بإتمام هذا العمل بسلام. وكتب داود المزمور الثلاثين في هذا الوقت.
في (1 أى16: 37-43) ذكر الوحى أن صادوق رئيس الكهنة وباقى الكهنة ظلوا في جبعون لخدمة خيمة الاجتماع وتقديم الذبائح، بينما المرتلون عينوا لخدمة التابوت في أورشليم، أي أن خيمة الاجتماع بكل مشتملاتها من مذبح النحاس ومذبح البخور والمنارة ومائدة خبز الوجوه ... كل هذا ظل في جبعون ووُضَع التابوت وحده مؤقتًا في خيمة خاصة بمدينة داود. وكان أبياثار الكاهن يخدم التابوت في أورشليم، واستمر هذا الوضع حتى أيام سليمان حيث صار صادوق رئيس الكهنة فقط وبنى هيكلًا للرب ووضع فيه التابوت وكل مشتملات بيت الرب (1 مل2: 26، 27).
ع18، 19: بانتهاء المحفل بعد تقديم الذبائح والمحرقات، صلى داود من أجل الشعب وباركهم قبل صرفهم معطيًا كل واحد منهم رغيف خبز وكأس خمر وقرص تين مجفف كعلامة شركة محبة بينهم، وكان الخبز والخمر والتين من التقدمات المعتادة للرب التي تقدم في خيمته والتين من الأشجار المنتشرة في المنطقة، وبعد ذلك انصرف كل واحد إلى مدينته بعد اشتراكه في الاحتفال برجوع تابوت الرب في وسط أورشليم.
20 وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاِسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ!» 21 فَقَالَ دَاوُدُ لِمِيكَالَ: «إِنَّمَا أَمَامَ الرَّبِّ الَّذِي اخْتَارَنِي دُونَ أَبِيكِ وَدُونَ كُلَّ بَيْتِهِ لِيُقِيمَنِي رَئِيسًا عَلَى شَعْبِ الرَّبِّ إِسْرَائِيلَ، فَلَعِبْتُ أَمَامَ الرَّبِّ. 22 وَإِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذَلِكَ وَأَكُونُ وَضِيعًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِي. وَأَمَّا عِنْدَ الإِمَاءِ الَّتِي ذَكَرْتِ فَأَتَمَجَّدُ». 23 وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.
ع20:
إماء: جمع أَمَة أي جارية.بعد انتهاء الحفل الكبير، رجع داود أيضًا ليبارك أهل بيته كما بارك الشعب. فخرجت زوجته ميكال لاستقباله بازدراء، معنفة إيّاه على الصورة التي ظهر بها أمام شعبه بلا كرامة وبلا وقار إذ خلع جبته وأخذ يقفز ويرقص كما يفعل رعاع القوم والسفهاء منهم، وفى إحتقارها لداود قالت أن منظره كان سفيهًا أمام الجوارى اللاتي ينظرن من الكوى والعبيد الذين في الطريق.
ع21: وقولها ما كان أكرم ملك إسرائيل اليوم
: معناه أن منظره كان حقيرًا وسفيهًا.غضب داود من كلامها وأجابها أنه كان يرقص ويقفز أمام الرب وليس لتقديم عروضًا أمام الجميع، ورقصه هذا إنما هو للتعبير عن فرحه بالرب واعترافه بعمله العظيم معه باختياره ملك لشعبه بعد رفضه أبيها شاول ونسله. فهذا الرقص كان كعبادة وفرح لله وتكريمًا له، وليس مثل رقص السفهاء، والله العظيم يستحق هذا الإكرام وقد اختاره الله لأنه يكرمه ويخضع له أما شاول فرفضه الله لأنه تكبر عليه. وهكذا وبخها لعدم اهتمامها بإكرام الله وانشغالها بالمظهر والعظمة البشرية، ولكن لا كرامة لأى إنسان أمام الله، هذا هو شعور داود المتضع.
ع22: وقال لها داود: أنى أمام الرب أحس بتواضعى وصغر شأنى ولكن عند العبيد فأظل محترمًا وممجدًا، فالمتضع يرفعه الله ويكرمه ويمجده أمام كل شعبه.
ع23:
كانت ميكال عاقرًا لم تنجب طيلة حياتها، ولعل هذا كان عقابًا، وكان العقر عند اليهود يعتبرونه عارًا لأن كل امرأة كانت تأمل أن يولد منها المسيح المنتظر.ويذكر الكتاب المقدس في (2 صم21: 8) أن ميكال كان لها خمسة أولاد، والحقيقة أنهم أولاد ميرب أختها الكبرى التي كانت قد ماتت وتبنت ميكال أولادها الخمسة وربتهم فنسبوا لها، كما نسب يوسف لليئة أو بلهة جارية راحيل كأم له لأن راحيل كانت قد ماتت (تك37: 10).
† على قدر ما تتضع أمام الله وأمام الناس، يرفعك الله في نظر الكل ويعطيك نعمة ومهابة روحية فتجعل الناس يحترمونك ويحبونك.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل ثاني 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل ثاني 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel2/chapter-06.html
تقصير الرابط:
tak.la/s9zhntv