← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43
الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ
(1) المحرقات والتسبيح أمام التابوت (ع1-7)
(2) نشيد داود (ع8-36)
(3) حراسة وخدمة التابوت والخيمة (ع37-43)
1 وَأَدْخَلُوا تَابُوتَ اللهِ وَأَثْبَتُوهُ فِي وَسَطِ الْخَيْمَةِ الَّتِي نَصَبَهَا لَهُ دَاوُدُ، وَقَرَّبُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ اللهِ. 2 وَلَمَّا انْتَهَى دَاوُدُ مِنْ إِصْعَادِ الْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ بَارَكَ الشَّعْبَ بِاسْمِ الرَّبِّ. 3 وَقَسَمَ عَلَى كُلِّ آلِ إِسْرَائِيلَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ، رَغِيفَ خُبْزٍ وَكَأْسَ خَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ. 4 وَجَعَلَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ مِنَ اللاَّوِيِّينَ خُدَّامًا، وَلأَجْلِ التَّذْكِيرِ وَالشُّكْرِ وَتَسْبِيحِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ: 5 آسَافَ الرَّأْسَ وَزَكَرِيَّا ثَانِيَهُ، وَيَعِيئِيلَ وَشَمِيرَامُوثَ وَيَحِيئِيلَ وَمَتَّثْيَا وَأَلِيآبَ وَبَنَايَا وَعُوبِيدَ أَدُومَ وَيَعِيئِيلَ بِآلاَتٍ رَبَابٍ وَعِيدَانٍ. وَكَانَ آسَافُ يُصَوِّتُ بِالصُّنُوجِ. 6 وَبَنَايَا وَيَحْزِيئِيلُ الْكَاهِنَانِ بِالأَبْوَاقِ دَائِمًا أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ اللهِ. 7 حِينَئِذٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَوَّلًا جَعَلَ دَاوُدُ يَحْمَدُ الرَّبَّ بِيَدِ آسَافَ وَإِخْوَتِهِ:
ذكرت هذه الآيات في (2 صم6: 17-19). ولعل تساؤلًا يظهر، وهو لماذا لم يحضر داود الخيمة وما فيها من جبعون إلى أورشليم، ليضع فيها التابوت، بل أقام خيمة خاصة في أورشليم وضع فيها التابوت؛ والسبب كما نظن هو أن داود كان ينوى إقامة هيكل ثابت لله في أورشليم يضع فيه التابوت، ولكن الله قال له أن ابنه هو الذي يبنى الهيكل وليس هو.
وقد كانت الخيمة في شيلوه، كما ذكرنا وفيها التابوت (1 أخ 13: 3)، ثم بعد استيلاء الفلسطينيين على التابوت نقلت الخيمة إلى نوب (1 صم21: 1-9) وبعد قتل شاول الكهنة في نوب (1 صم 22: 17-19) نقلت الخيمة إلى جبعون (1 أخ 16: 39؛ 21: 29).
وهكذا أخيرًا حقق داود ما تمناه قلبه وأعلنه في مزمور (مز 132: 3، 4)، أنه لن يستريح قلبه ويستقر في بيته ويجد نعاسًا لعينيه، إلى أن يجد موضعًا للرب، هذا تم عندما وضع تابوت العهد في خيمة في أورشليم؛ ليقدم له الخدمة والعبادة المقدسة.
: تذكر احسانات الله وشكره عليها.
يضيف هنا السفر ترتيب داود لخدمة التسبيح أمام تابوت عهد الله، ويبين أن قائد المغنين هو آساف ومعه عدد كبير من اللاويين وكذلك الكهنة وكان معهم الآلات الموسيقية؛ لتمجيد الله في فرق ونظام محدد. وقد أعد داود نشيدًا بهذه المناسبة، أعطاه لآساف والمغنين؛ ليرددوه بالموسيقى أمام التابوت، وسنشرح هذا النشيد في الآيات التالية.
وقد كتب آساف اثنى عشر مزمورًا، ضمن سفر المزامير واهتم بتعليم أبنائه التسبيح؛ حتى أنه عاد من السبي مئة وثمانية وعشرون من نسله، متدربين على التسبيح (عز2: 41)، وقد سبحوا عند تجديد الهيكل أيام عزرا الكاهن (عز3: 10).
وبهذا قدم داود لتابوت الله أمرين:
ذبائح السلامة والشكر.
التسبيح.
ويلاحظ أن عدد رؤساء المغنين المذكورين في (ع5، 6) هم أقل من المذكورين في (1 أخ 15) وذلك لأن بعض المغنين كانوا أمام التابوت في أورشليم بقيادة آساف وهناك مجموعة أخرى من المغنين كانوا تحت قيادة هيمان ويدوثون أمام الخيمة في جبعون (ع41، 42).
إن كنت تحب الله، فتلقائيًا ستود أن تسبحه؛ لتفرح قلبه وتفرح معه، فاهتم بالاشتراك في التسبحة في الكنيسة؛ لتتعود عليها وتحبها وتتمتع بها أيضًا في مخدعك.
8 «اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. أَخْبِرُوا فِي الشُّعُوبِ بِأَعْمَالِهِ. 9 غَنُّوا لَهُ. تَرَنَّمُوا لَهُ. تَحَادَثُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. 10 افْتَخِرُوا بِاسْمِ قُدْسِهِ. تَفْرَحُ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ. 11 اطْلُبُوا الرَّبَّ وَعِزَّهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا. 12 اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي صَنَعَ. آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فَمِهِ. 13 يَا ذُرِّيَّةَ إِسْرَائِيلَ عَبْدِهِ، وَبَنِي يَعْقُوبَ مُخْتَارِيهِ. 14 هُوَ الرَّبُّ إِلهُنَا. فِي كُلِّ الأَرْضِ أَحْكَامُهُ. 15 اذْكُرُوا إِلَى الأَبَدِ عَهْدَهُ، الْكَلِمَةَ الَّتِي أَوْصَى بِهَا إِلَى أَلْفِ جِيل. 16 الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ. وَقَسَمَهُ لإِسْحَاقَ. 17 وَقَدْ أَقَامَهُ لِيَعْقُوبَ فَرِيضَةً، وَلإِسْرَائِيلَ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 18 قَائِلًا: لَكَ أُعْطِي أَرْضَ كَنْعَانَ حَبْلَ مِيرَاثِكُمْ. 19 حِينَ كُنْتُمْ عَدَدًا قَلِيلًا، قَلِيلِينَ جِدًّا وَغُرَبَاءَ فِيهَا. 20 وَذَهَبُوا مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ وَمِنْ مَمْلَكَةٍ إِلَى شَعْبٍ آخَرَ. 21 لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَظْلِمُهُمْ بَلْ وَبَّخَ مِنْ أَجْلِهِمْ مُلُوكًا. 22 لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي. 23 «غَنُّوا لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ. 24 حَدِّثُوا فِي الأُمَمِ بِمَجْدِهِ وَفِي كُلِّ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ. 25 لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَمُفْتَخَرٌ جِدًّا. وَهُوَ مَرْهُوبٌ فَوْقَ جَمِيعِ الآلِهَةِ. 26 لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الأُمَمِ أَصْنَامٌ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ. 27 الْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ. الْعِزَّةُ وَالْبَهْجَةُ فِي مَكَانِهِ. 28 هَبُوا الرَّبَّ يَا عَشَائِرَ الشُّعُوبِ، هَبُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَعِزَّةً. 29 هَبُوا الرَّبَّ مَجْدَ اسْمِهِ. احْمِلُوا هَدَايَا وَتَعَالَوْا إِلَى أَمَامِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 30 ارْتَعِدُوا أَمَامَهُ يَا جَمِيعَ الأَرْضِ. تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ أَيْضًا. لاَ تَتَزَعْزَعُ. 31 لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَتَبْتَهِجِ الأَرْضُ وَيَقُولُوا فِي الأُمَمِ: الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. 32 لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ، وَلْتَبْتَهِجِ الْبَرِّيَّةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا. 33 حِينَئِذٍ تَتَرَنَّمُ أَشْجَارُ الْوَعْرِ أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. 34 احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. 35 وَقُولُوا: خَلِّصْنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، وَاجْمَعْنَا وَأَنْقِذْنَا مِنَ الأُمَمِ لِنَحْمَدَ اسْمَ قُدْسِكَ، وَنَتَفَاخَرَ بِتَسْبِيحَتِكَ. 36 مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ كُلُّ الشَّعْبِ: «آمِينَ» وَسَبَّحُوا الرَّبَّ.
هذا النشيد مأخوذ من عدد من المزامير التي كتبها داود وهي: في (ع8-22) مأخوذ من (مز105: 1-15)، (ع23-33) مأخوذ من (مز96: 1-13)، (ع34-36) مأخوذ من (مز106: 1، 47، 48).
ع8: يدعو داود الشعب لشكر الله وذكر اسمه وإحساناته؛ حتى ينتشر بين الأمم؛ ليؤمنوا بالله، أي يطلب من الشعب ثلاثة أمور؛ الشكر والصلاة والتبشير، إذ يقول (احمدوا، إدعوا، أخبروا).
ع9: يطلب داود من الشعب الاهتمام بالتسبيح؛ بقوله غنوا وترنموا، وكذلك أن تمتلئ أحاديث الشعب مع بعضهم بالكلام عن أعمال الله العجيبة معهم؛ حتى يعيشوا حياة الشكر.
ع10:
يبين داود بركات التسبيح، إذ تعطى من يسبح:افتخار وثقة بالنفس المتكلة على الله.
فرح وتعزية لا يعبر عنها.
ع11: عندما يكتشف الإنسان، من خلال التسبيح، عظمة الله يطلب معونته وقوته (عزه)، بل يطلبه على الدوام، فيصير متكله في كل حين ويدخل فيما يسمى بحياة الصلاة.
ع12: يُظهر أهمية ترديد أعمال الله (عجائبه) وشكره عليها، بالإضافة إلى وصاياه وشريعته (أحكام فمه)، فترديد كلام الله يثبته في القلب ويؤثر على سلوك الإنسان؛ فيحيا لله.
ع13، 14: يُفرح قلوب شعب الله، الذين هم نسل يعقوب إسرائيل، بأن الله هو إلهنا، أي نحن خاصته ومختاريه، فهذا يعطيهم طمأنينة وقوة؛ لأنه ضابط الكل (فى كل الأرض أحكامه).
ع15-17: يوجههم داود إلى تذكر وعود الله التي أعطاها لآبائهم إبراهيم واسحق ويعقوب، وهي وعود البركة لنسلهم إذا حفظوا وصاياه، أي أن داود ينبههم لحفظ وصايا الله؛ حتى يتمتعوا بعهوده.
ويقصد "بألف جيل" استمرار عهود الله إلى الأبد، فالسماء والأرض يزولان ولكن كلام الله لا يزول وثبات وعود الله تدعونا لتسبيحه على الدوام.
: كانت الأراضي تقاس بحبال لها طول معين، والمقصود هنا أرض كنعان، التي أعطاها الله ميراثًا لشعبه وهو قد قاسها وعلم مساحتها ووهبها لهم.
يذكر داود شعبه باتمام وعود الله؛ التي تمت فيهم، إذ كانوا عددًا قليلًا في أيام يعقوب، الذي وعده الله بميراث أرض كنعان، وقد تم هذا فعلًا بإخراج الله شعبه من مصر وعبورهم برية سيناء، ثم دخولهم وامتلاكهم أرض كنعان بعد مئات السنين، فقد كانوا سبعين رجلًا أيام يعقوب، ودخلوا أرض كنعان وعددهم مليونان تقريبًا.
ثق في وعود الله لك، مهما بدا ضعفك وقلة إمكانياتك، فهو قادر أن يباركك ويحقق المعجزات فيك وبعد هذا لا تنس أن تشكره على الدوام.
ع20، 21: تحرك شعب الله، العدد القليل، والذي يتمثل في الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، من أمة إلى أمة، وهي مصر وجرار، وحفظهم الله أثناء وجودهم في هذه الممالك، فلم يستطع أحد أن يظلمهم، بل وبخ الله فرعون مصر (تك12: 17) عندما أخذ سارة وكذلك أبيمالك ملك جرار (تك20: 3)، وبخه الله في الحلم؛ لأنه أخذ سارة ليتزوجها، رغم ضعف الآباء أمام سطوة هؤلاء الملوك، ولكن إلههم القوى حفظهم ودافع عنهم، فالتمس هؤلاء الملوك بركة الآباء.
ع22: يعلن الله هنا حفظه لأولاده ومنع العالم من تعطيل أولاده عن خدمتهم. والمسحاء جمع مسيح وهو الممسوح بالدهن، ولكن الآباء؛ إبراهيم واسحق ويعقوب كانوا مخصصين لله وهم وحدهم الذين آمنوا به وسط العالم، فكانوا مثل المسحاء لم يكن الآباء أنبياء، أي يتكلموا بنبوات، ولكنهم أعلنوا صوت الله بحياتهم في العالم، كما يعلن الأنبياء صوت الله بنبواتهم.
ع23: هنا يبدأ الجزء المأخوذ من (مز96)، فينادى العالم كله وليس فقط شعب الله؛ ليسبحوه ويطالب المؤمنين بالله أن يبشروا به بين جميع الأمم؛ لأن المسيح سيأتى؛ ليموت عن العالم كله.
ويطلب أن يكون التبشير من يوم إلى يوم، أي يستمر في العهد القديم والعهد الجديد وعلى مدى الأجيال؛ فترى الأمم الله في المؤمنين به.
ع24: يطالب داود المؤمنين أن ينادوا بإحسانات الله وأعماله العجيبة في الكون؛ لينبهوا كل الأمم والشعوب؛ حتى يرجعوا إلى الله. وعندما يرى العالم صلوات وتسابيح المؤمنين؛ كيف هي قوية وحارة، يؤمنون بإلههم العظيم، من أجل صدق مشاعرهم.
ع25: لماذا يمجد المؤمنون الله؟ لأن الله يختلف عن كل الآلهة الوثنية، فهو أعظم من كل الآلهة، ممجد (مفتخر) ومرهوب، أي يخافه الكل؛ لأن بيده كل السلطان، فيخافه السمائيون وبالتالي، لابد أن يمجده الأرضيون ويخافونه.
ع26: من ناحية اخرى كل الآلهة الوثنية هي تماثيل أصنام، لا تتكلم ولا تشعر؛ بل هي أدوات في يد الشيطان، أما الله فهو الحى الحقيقي، الذي خلق السموات والأرض وكل ما فيها.
ع27: الله فيه كمال النقاوة والجمال، فحضرته، أى مكانه، تعلو فوق كل فكر في عظمتها. وأمامه يشع وقاره وبركته، التي تظهر في ملائكته وقديسيه المحيطين به. وعزة الله، أي قوته في الرحمة ومحبة البشر؛ لذا فهي مفرحة ومبهجة لقلوب أولاده.
: أعطوا هبة، أي قدموا تبرع وعطية لله.
ينادى داود كل الأمم؛ لتخضع لله وتقدم له عطايا وتقدمات، تمجيدًا لعظمته ويكون سجودهم بطهارة ونقاوة قلب وهذه هي الزينة المقدسة. وتعتبر هذه التقدمات تسبيح وشكر لله، خالق الكل ومدبرهم وصانع الخيرات مع كل الشعوب (عب13: 15، 16).
ع30: ينادى داود كل البشر ليخافوا الله، فيسلكوا حسنًا ولا يظلم أحد الآخر، فيعيشوا في استقرار وسلام وتثبت المسكونة كلها في هدوء، ولا يستطيع إبليس أن يصنع اضطرابات وانشقاقات، بسبب إثارته للشهوات الشريرة في القلوب.
ع31: إذا خاف البشر الله، يستطيعون حينئذ أن يشتركوا مع السمائيين في رؤية الله وتمجيده، فيفرحوا ويملك الله على قلوبهم، كما يملك على السمائيين، فيصيروا في سعادة حقيقية.
ع32: يعج
: تتلاطم أمواج البحر بقوة؛ فتحدث صوتًا مرعبًا.البحر يرمز للعالم، فهو مضطرب دائمًا ومنزعج، لكن لا يؤثر في أولاد الله، المستقرين في مخافته؛ لأنهم بالله أقوى من العالم، بل يُخضع العالم لهم. والبرية، التي هي الأرض القفر المهجورة، فلتبتهج؛ لأن الله يعمرها بالرهبان المتوحدين، الذين عاشوا فيها، من أيام إيليا في العهد القديم وحتى اليوم.
ع33: الوعر
: الأماكن المهجورة، وفيها تنبت الأشجار البرية، التي بلا ثمر.يستكمل داود إحساسه بخضوع جميع المخلوقات وفرحها بالله، الذي يملك عليها، وأنه قد اقترب مجيئه؛ ليدين الشر الذي في العالم ويزيله وشجر الوعر يرمز للأمم الذين كانوا بلا ثمر، لكن عندما يؤمنون بالمسيح الفادى ويخضعون له، يصبحون أولاده ويعطون ثمرًا ويفرحون بمجيئه، ليدين الشر في العالم ويرفعهم معه إلى الملكوت.
ع34: ينهى داود هذا الجزء من النشيد بحمد الله؛ لأنه صالح، بل هو وحده الصالح بالكمال في هذا العالم، ويستحق الحمد والتسبيح إلى الأبد.
ع35: يتكلم داود -بروح النبوة- عن شعب الله، الذي سيتشتت في السبي، فيطلب من الله أن يخلصه ويعيده إلى بلاده؛ ليعبده في هيكله، فينقذهم من أيدي الأمم؛ ليحيوا مسبحين وممجدين شخصه العظيم، وهذا هو عملهم الأساسى.
ع36: يختم داود نشيده، فيبارك الله ويدعو الشعب كله للاشتراك في الصلاة والتمجيد له، كما هو مبارك وممجد من الأزل وإلى الأبد. واستجاب الشعب لنداء داود، وقالوا آمين، معلنين موافقتهم على كل ما نطق به آساف والمغنين الذين معه، بل اشتركوا كلهم في تسبيح الله، أي غنى الشعب كله بتسبحة كانوا يعرفونها.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
37 وَتَرَكَ هُنَاكَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ آسَافَ وَإِخْوَتَهُ لِيَخْدِمُوا أَمَامَ التَّابُوتِ دَائِمًا خِدْمَةَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهَا، 38 وَعُوبِيدَ أَدُومَ وَإِخْوَتَهُمْ ثمَانِيَةً وَسِتِّينَ، وَعُوبِيدَ أَدُومَ بْنَ يَدِيثُونَ وَحُوسَةَ بَوَّابِينَ. 39 وَصَادُوقَ الْكَاهِنَ وَإِخْوَتَهُ الْكَهَنَةَ أَمَامَ مَسْكَنِ الرَّبِّ فِي الْمُرْتَفَعَةِ الَّتِي فِي جِبْعُونَ 40 لِيُصْعِدُوا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ دَائِمًا صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَحَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ الَّتِي أَمَرَ بِهَا إِسْرَائِيلَ. 41 وَمَعَهُمْ هَيْمَانَ وَيَدُوثُونَ وَبَاقِيَ الْمُنْتَخَبِينَ الَّذِينَ ذُكِرَتْ أَسْمَاؤُهُمْ لِيَحْمَدُوا الرَّبَّ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. 42 وَمَعَهُمْ هَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ بِأَبْوَاق وَصُنُوجٍ لِلْمُصَوِّتِينَ، وَآلاَتِ غِنَاءٍ للهِ، وَبَنُو يَدُوثُونَ بَوَّابُونَ. 43 ثُمَّ انْطَلَقَ كُلُّ الشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ.
ع37:
كان نشيد داود الذي رنمه المغنين - بقيادة آساف - هو مقدمة لنظام وضعه داود، لتقديم التسابيح يوميًا أمام التابوت في أورشليم. وبهذا عادت لله مكانته في مدينته المقدسة، أورشليم، ورجعت قلوب الشعب إليه، ليكون إلههم في كل خطواتهم، يمجدونه ويطلبونه في كل احتياجاتهم.إن كان داود قد نظم التسابيح يوميًا أمام الله في العهد القديم، فكم بالأحرى ينبغى أن تقدم التسابيح اليوم في الكنيسة، في كل وقت؛ لنشارك السمائيين الذين يسبحون على الدوام.
ليتك تتذوق تسبيح الله كل يوم ولو بتسبحة صغيرة؛ لتتمتع بعشرته ويفرح قلبك وتفرح قلبه.
ع38: رتب أيضًا داود بوابين لحراسة التابوت، يذكر أن عددهم ثمانى وستون، وكانوا بقيادة عوبيد آدوم وأخوته الثمانية بالإضافة لشخص آخر يدعى عوبيد آدوم ورفيقه حوسة. من هذا يظهر اهتمام داود بتابوت عهد الله، فنظم كل شيء يختص بخدمته.
ع39: جبعون
: مدينة تقع شمال غرب أورشليم على بعد خمسة أميال.من ناحية أخرى اهتم داود بخدمة الله أمام خيمة الاجتماع الموجودة في مدينة جبعون بكل أجزائها، ما عدا تابوت عهد الله وكانت مدينة جبعون مبنية على مكان مرتفع. ورتب داود أن يكون صادوق رئيس الكهنة وإخوته الكهنة مسئولين عن الخدمة في جبعون، في حين كان أبياثار، رئيس الكهنة، مسئولًا عن الخدمة في أورشليم، وكان هذا وضعًا مؤقتًا أيام داود، أي وجود رئيسين للكهنة، ولكن في أيام سليمان صار صادوق وحده رئيسًا للكهنة.
ع40: اهتم صادوق وكل الكهنة بإتمام الشريعة وتقديم المحرقة الصباحية والمسائية كل يوم؛ ليعلنوا محبتهم لله وارتباطهم به.
اهتم بالصلاة كل يوم صباحًا ومساءً، لتبدأ يومك وتنهيه بالله، واغصب نفسك في البداية؛ حتى تتعود على الصلاة، وحينئذ تنتقل إلى مرحلة التلذذ والتمتع بالله وإحساسك بوجوده معك، وبركاته في حياتك؛ إذ تصير ابنًا مقربًا له. افتح قلبك وكلمه كإبن، اشكره على إحساناته واعترف امامه بخطاياك، ثم اطلب منه ما تريد لنفسك وللآخرين.
ع41، 42: نجد هنا اهتمام داود بترتيب خدمة التسبيح أمام خيمة الاجتماع أيضًا، فيقف المغنون بقيادة هيمان ويدوثون للتسبيح الدائم، كما يقود آساف التسبيح أمام تابوت العهد في أورشليم؛ لأن داود شعر أن مراحم الرب دائمة على شعبه إلى الأبد، فينبغى شكره كل حين على ذلك.
واستخدم المغنون الآلات الموسيقية مع التسابيح، هذه الآلات كانت الأبواق والصنوج وآلات أخرى مختلفة.
واهتم أيضًا داود بحراسة الخيمة فأقام بوابين برئاسة يدوثون.
ع43: بعد انتهاء الاحتفال بوضع التابوت في أورشليم، وترتيب الخدمة له وكذلك خدمة الخيمة في جبعون انصرف الشعب، كل واحد إلى بيته وكذلك داود؛ ليستكملوا الصلاة وتسبيح الله في بيوتهم. وهذا يبين أهمية الصلاة الأسرية في البيت، فهي الامتداد الطبيعي للصلاة الجماهيرية مع باقي الشعب في الكنيسة؛ لأن محبة الإنسان لله في الكنيسة، لابد أن يصاحبها صلاة منزلية، والصلاة الأسرية تؤكد ترابط الأسرة ووحدانيتها في محبة الله.
لم يذكر هذا السفر خطية ميكال زوجة داود واحتقارها له، عندما رقص أمام التابوت (2 صم6: 16)؛ لأن السفر هنا يركز على محبة داود لله وكيف أنه رمز للمسيح.
← تفاسير أصحاحات أخبار أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الأول 17 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الأول 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles1/chapter-16.html
تقصير الرابط:
tak.la/8ar52kf