← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) إخبار داود بموتهما (ع1-16)
(2) مرثاته لهما (ع17-27)
1 وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ وَرُجُوعِ دَاوُدَ مِنْ مُضَارَبَةِ الْعَمَالِقَةِ أَنَّ دَاوُدَ أَقَامَ فِي صِقْلَغَ يَوْمَيْنِ. 2 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذَا بِرَجُلٍ أَتَى مِنَ الْمَحَلَّةِ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابٌ. فَلَمَّا جَاءَ إِلَى دَاوُدَ خَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 3 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟» فَقَالَ لَهُ: «مِنْ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ نَجَوْتُ». 4 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي». فَقَالَ: «إِنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْقِتَالِ، وَسَقَطَ أَيْضًا كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَمَاتُوا، وَمَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ أَيْضًا». 5 فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟» 6 فَقَالَ الْغُلاَمُ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «اتَّفَقَ أَنِّي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإِذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإِذَا بِالْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ. 7 فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي فَقُلْتُ: هَئَنَذَا. 8 فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَالِيقِيٌّ أَنَا. 9 فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. 10 فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي هَهُنَا». 11 فَأَمْسَكَ دَاوُدُ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا وَكَذَا جَمِيعُ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ. 12 وَنَدَبُوا وَبَكُوا وَصَامُوا إِلَى الْمَسَاءِ عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى يُونَاثَانَ ابْنِهِ وَعَلَى شَعْبِ الرَّبِّ وَعَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمْ سَقَطُوا بِالسَّيْفِ. 13 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ابْنُ رَجُلٍ غَرِيبٍ عَمَالِيقِيٌّ». 14 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ لَمْ تَخَفْ أَنْ تَمُدَّ يَدَكَ لِتُهْلِكَ مَسِيحَ الرَّبِّ؟» 15 ثُمَّ دَعَا دَاوُدُ وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «تَقَدَّمْ. أَوْقِعْ بِهِ». فَضَرَبَهُ فَمَاتَ. 16 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ لأَنَّ فَمَكَ شَهِدَ عَلَيْكَ قَائِلًا: أَنَا قَتَلْتُ مَسِيحَ الرَّبِّ».
مضاربة العمالقة: محاربة العمالقة.
صقلغ: مدينة تقع جنوب أرض سبط يهوذا ثم أعطيت لسبط شمعون، وبعد ذلك استولى عليها الفلسطينيون، ثم أعادها أخيش ملك الفلسطينيين إلى بني إسرائيل، وعندما كان داود بعيدًا عنها هاجمها العمالقة وأحرقوها فحاربهم داود واستعادها وأخذ غنائم كثيرة وأقام بها ليجددها.
المحلة: مخيمات جنود بني إسرائيل أثناء الحرب.
انتهى سفر صموئيل الأول بذكر حادثتين هما انتصار داود على العمالقة واستعادته للغنائم والأسرى، والحادثة الأخرى موت شاول وبنيه في حربه ضد الفلسطينيين. ويكمل لنا بداية السفر الثاني تتابع تلك الأحداث، فيذكر أنه بعد عودة داود إلى "صقلغ" وإقامته بها يومين، إذ في اليوم الثالث برجل غريب أتى من ميدان معركة الفلسطينيين مع شاول، ثيابه ممزقة وعلى رأسه تراب علامة على الحزن الشديد - سواء كان حزنًا حقيقيًا أو افتعالًا - لإعطاء من يقابلهم إيحاءً بأنه متألم مما يحمله من أنباء. جاء هذا الرجل إلى داود وسجد أمامه إكرامًا له، ولعله كان يتمنى أن ينال مكانة عند داود بإبلاغه خبر موت عدوه شاول.
ويلاحظ أن داود لم يرسل ليعرف أخبار الحرب لئلا يظن أحد أنه يتمنى موت شاول ومتلهف للحصول على الملك. وهو بالفعل لم يكن متلهفًا على ذلك.
ع3:
سأله داود من أين أتى، فأخبره أنه هرب من معسكر إسرائيل لينجو بحياته.
ع4: كان داود على علم بالموقعة الحادثة بين بني إسرائيل والفلسطينيين، وهي المعركة التي منعه رجال أخيش من الاشتراك فيها (راجع 1 صم29: 4)، لذلك سأله بلهفة عما جرى في الحرب، فأجابه الرجل أن مقاتلى إسرائيل هربوا من الميدان إذ لم يستطيعوا الصمود في مواجهة جيوش الفلسطينيين، وسقط منهم كثيرون قتلى، ومات أيضًا شاول ويوناثان ابنه. وقد قصد الرجل أن يبشر داود أن الملك شاول ويوناثان ولىّ العهد قد ماتا فأصبح هو الملك.
ونلاحظ أن داود كان يعرف أن روح الله قد فارق شاول، وأنه معرض للموت في هذه الحرب، ولكنه لم يرسل مندوبين ليعرفوا نتيجة الحرب لئلا يظن أحد أنه يبحث عن موت شاول ليملك عوضًا عنه.
ع5: ليتأكد داود من موت شاول ويوناثان، سأل الرجل كيف عرف أنهما قد ماتا، لأنه كان يحبهما وتمنى أن يكون الخبر غير صحيح وما سمعه الرجل مجرد إشاعة.
ع6: اتفق: تصادف، أي أن هذا الرجل لم يكن من الجنود المحاربين مع بني إسرائيل بل كان يمر بالمصادفة في هذا الجبل حيث دارت المعركة.
جبل جلبوع: هو الجز الشمالى الشرقى من جبل أفرايم ويقع بين نهر قيشون ووادى نهر الأردن، وهو يرتفع عن البحر نحو 500 متر وداخله أودية ضيقة.
أفهمه الرجل أنه علم ذلك صدفة إذ كان في جبل جلبوع حيث دارت المعركة بين الجيشين، فرأى شاول مستندًا على رمحه والمحاربين الفلسطينيين متوجهين نحوه ليقتلوه.
(إلى هنا تتطابق رواية الرجل مع ما جاء في 1 صم31).
ع7: بدءًا من هنا تختلف شهادة الرجل عما رواه الوحى في (1 صم31: 4)، إذ يدعى الرجل أن شاول، إذ كان يتلفت حوله، رآه ودعاه فاستجاب الرجل وجاء إليه. والحقيقة أن شاول تكلم مع حامل سلاحه وليس مع هذا الرجل، فهو يكذب ليظهر لداود أنه قتل عدوه شاول فينال مكافأة منه.
ع8: استطرد الرجل في ادعاءاته عما حدث، فذكر أن شاول سأله عن شخصه فأجابه أنه رجل عماليقى ولعله سكن مع بني إسرائيل وانضم إليهم.
ع9: ادعى الرجل أن شاول طلب منه أن يقترب ويطعنه بالسيف لأنه أحس بدوار ولكنه كان لا يزال حيًا.
(هذا الحديث كان قد جرى بين شاول وحامل سلاحه كما جاء في (1 صم31: 4)، ولكن الرجل العماليقى ادعى كذبًا أن حديث شاول كان موجهًا إليه هو.
ع10: وقفت عليه: اقتربت منه بعد أن سقط على الأرض.
استمر الرجل في كذبه قائلًا أنه اقترب بالفعل من شاول وقتله، مبررًا ذلك بأنه رأى جروح شاول الشديدة وأنه حتمًا سيموت. وأخذ التاج الذي كان على رأس شاول وسوار الذهب الذي على ذراعه وجاء بهما إلى داود، ظنًا منه أن داود سيسّر بنبأ موت شاول ويكافئ الرجل على بشارته هذه، ولم يخترع قصة يظهر بها أنه قتل يوناثان لأنه يعرف أن داود يحب يوناثان فلم يرد أن يثير غضب داود تأثرًا على قتله يوناثان.
ويظن البعض أن حامل سلاح شاول هو دواغ الأدومى وهذا الرجل العماليقى هو ابنه لأن عماليق من نسل أدوم، وأن دواغ هو الذي قتل شاول كما يذكر في (1 صم31: 4)، وأرسل إكليل وسوار شاول مع ابنه إلى داود ليبشره ثم قتل نفسه حزنًا على سيده شاول.
ع11: كان وقع النبأ على داود مؤلمًا جدًا، على عكس ما كان يتوقعه الرجل العماليقى، فقد حزن داود ورجاله ومزّق الجميع ثيابهم علامة الحزن الشديد.
ولم يشمت داود في موت شاول رغم مطاردة الأخير له طوال حياته، وهذا دليل على تسامح داود ونقاوة قلبه ومحبته لأعدائه.
ع12: قام الرجال بتأبين الموتى بعبارات حزينة، وبكوا بصوت عالٍ وصاموا إلى المساء التماسًا لمراحم الرب من أجل نفوس الموتى، وكان حزنهم شديدًا على شاول ملكهم وعلى يوناثان الشجاع صديق داود المخلص وعلى شعب الرب الذي قتل في الحرب.
ع13: سأل داود الرجل الذي أتى إليه بهذه الأخبار المفجعة من أين هو، فأجابه الرجل أنه ابن عماليقى غريب.
ع14: استنكر داود على الرجل جرأته في قتل شاول وكيف لم يخف أن يمده يده على مسيح الرب الذي مسح بالدهن المقدس، والرب حذر من ذلك كما في (مز105: 15) "لا تمسوا مسحائى ولا تسيئوا إلى أنبيائى".
دمك على رأسك: تحمل ذنبك.
أمر داود أحد رجاله الشبان أن يقتل العماليقى ففعل الشاب كذلك، وكان قتله جزاءً لقتله شاول كما اعترف بنفسه إذ قال له داود أنه يتحمل عقاب ما فعله. وقد كانت هذه أول قضية يحكم فيها داود كملك بعد موت شاول وتظهر عدله ومحبته لأعدائه.
†
لا تفرح بمصائب من يسيئون إليك، بل اشفق عليهم وصلى لأجلهم والتمس العذر لهم في إساءاتهم إليك وأنظر إلى فضائلهم لتحبهم، فتستطيع حينئذ أن تمد إليهم يد المساعدة في ضيقاتهم.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 وَرَثَا دَاوُدُ بِهَذِهِ الْمَرْثَاةِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنَهُ، 18 وَقَالَ أَنْ يَتَعَلَّمَ بَنُو يَهُوذَا «نَشِيدَ الْقَوْسِ». هُوَذَا ذَلِكَ مَكْتُوبٌ فِي «سِفْرِ يَاشَرَ»: 19«اَلظَّبْيُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى شَوَامِخِكَ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ! 20 لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ. لاَ تُبَشِّرُوا فِي أَسْوَاقِ أَشْقَلُونَ، لِئَلاَّ تَفْرَحَ بَنَاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِئَلاَّ تَشْمَتَ بَنَاتُ الْغُلْفِ. 21 يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لاَ يَكُنْ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ الْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلاَ مَسْحٍ بِالدُّهْنِ. 22 مِنْ دَمِ الْقَتْلَى مِنْ شَحْمِ الْجَبَابِرَةِ لَمْ تَرْجِعْ قَوْسُ يُونَاثَانَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَيْفُ شَاوُلَ لَمْ يَرْجِعْ خَائِبًا. 23 شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ. 24 يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلْبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ، وَجَعَلَ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ. 25 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ الْحَرْبِ! يُونَاثَانُ عَلَى شَوَامِخِكَ مَقْتُولٌ. 26 قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ. 27 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ».
ع17:
كانت هذه المرثاة عملًا أدبيًا بليغًا لتأبين شاول ويوناثان ابنه، فلم يشمت داود في موت شاول بل حزن حزنًا شديدًا على موته.
ع18: قوس: ساق معدنية مرنة يربط بين طرفيها وتر من الجلد فتنحنى على شكل قوس، ويوضع السهم بين الوتر والقوس فيشد القوس إلى الأمام والوتر إلى الخلف ويوجه السهم نحو الغرض ثم يترك الوتر فينطلق السهم نحو هدفه.
سفر: كتاب.
ياشر: معناه مستقيم أو بار، ويعنى أنه سفر لكتابة أخبار أبطال بني إسرائيل، وهو سفر تاريخى وليس من أسفار الكتاب المقدس وكتب فيه أخبار انتصار يشوع على الملوك الخمسة (يش10: 13) وهم اختصار لاسم يشورون أي إسرائيل المحبوبة.
أمر داود بأن يحفظ بنو يهوذا هذا النشيد الذي دعى "نشيد القوس"، لأن القوس هو سلاح من أسلحة الحرب في ذلك الزمان ويرمز إلى البسالة والمهارة في تلك الحروب، فهي الصفات التي أبرزها النشيد. ولأن يوناثان تميز في استخدام القوس والسهام وكان داود يحب يوناثان جدًا فسمى المرثاة نشيد القوس. وكان الغرض من حفظ النشيد تخليد ذكرى شاول ويوناثان والمحاربين الشجعان، وكان تعليم النشيد أولًا لبنى يهوذا باعتباره سبط داود ثم حفظته جميع الأسباط فيما بعد.
ع19: الظبى: ذكر الغزال وهو يتقدم القطيع ويتميز بالشجاعة والقيادة.
شوامخك: مرتفعاتك.
يشبه داود كل من يوناثان وشاول بالغزال لتميزهما بسرعة الحركة والشجاعة في القتال، وينعيهما لأنهما قتلا على جبل جلبوع الجبل الشامخ كما كانا هما عظيمين شامخين في حياتهما. ويتعجب داود من سقوط أبطال إسرائيل في هذه الحرب وهم المنتصرون دائمًا في جميع الحروب السابقة.
ع20: يدعو داود في قصيدته ألا ينشروا خبر هزيمة إسرائيل في مدن الفلسطينيين مثل جت وأشقلون وكذلك في أسواقها حيث يتكاثر الناس وتتناقل الأخبار بسرعة، لئلا تفرح نساء وبنات الفلسطينيين ويشمتون في موت شاول وجنوده. وقد أسماهم ببنات الغلف لأنهم من شعب غريب عن الرب لم يدخل في عهد معه بالختان. وقد اختار جت لأنها أكبر بلاد الفلسطينيين واختار أشقلون لأن بها أكبر هياكل للآلهة عشتاروث، وربما يكون الفلسطينييون قد أرسلوا أسلحة شاول ويوناثان إلى معابد أشقلون لإظهار قوة آلهتهم التي انتصرت في الحرب (1 صم31: 10).
ع21: المجن: أي الترس الكبير وهو قطعة خشبية مغطاة بالجلد لصد السهام عن جسم المحارب.
كانت جبال جلبوع هي الأماكن التي سقط فيها جنود إسرائيل وأبطالها، لذلك دعى عليها داود بالجفاف، فلا يرويها مطر أو ندى ولا ينبت فيها محاصيل يقدم منها العشور والقرابين فتنزع منها البركة. ويوضح داود سبب لعنته للمكان لأنه فيه مات شاول ويوناثان وبقية الأبطال، وألقيت عليه أسلحتهم ومنها الترس الكبير الخاص بالملك شاول وهو - أي الترس - الممسوح بالدهن المقدس (كما اعتاد القادة أن يصنعوا بأسلحتهم لينالوا البركة)، وقد زالت هذه المسحة المقدسة من جراء إلقائها على الأرض وضاعت كل آثار الدهن المقدس.
ع22: في كل انتصاراتهم السابقة يذكر داود بسالة وإقدام شاول ويوناثان وأسلحتهم التي أراقت دماء الأعداء وأسقطت أجساد جنودهم الأشداء. في كل تلك الحروب لم يتقهقر يوناثان أبدًا إلى الوراء كما يفعل الجبناء، فحصد سيفه رؤوس الأعداء في كل جولات القتال ولم يخب في أي منها.
†
كل العبارات التي قالها داود عن شاول كانت عبارات مدح ذكر فيها محاسنه ولم يذكر سيئاته. ليتنا إن أخطأ أحد نحونا، نذكر فضائله وليس أخطاءه التي وقع فيها.
ع23: كان الشعب محبًا ومتعلقًا بقيادة وملك شاول وابنه ولى عهده يوناثان، وهما أيضًا كانا محبين لشعبهما ويعملان على تحقيق آماله.
وقد عاش شاول ويوناثان ملتصقين ببعضهما ولم يفترقا لا في السلم ولا في الحرب، فكما كانا جنبًا إلى جنب في حياتهما، هكذا كانا أيضًا في مماتهما. كانا كلاهما أخف وأسرع من النسور في الحركة وأشد من الأسود في القوة والشجاعة في الحروب.
ع24: قرمزًا: لون أحمر داكن، وكانت الملابس القرمزية هي ملابس الملوك والأغنياء.
يدعو داود نساء إسرائيل ليبكوا شاول الذي كان عهده عهد رخاء وتنعم، إذ تمتعت النساء خلاله بأفخر الثياب وهي الثياب الحمراء الملوكية الجميلة ولبس الحلى الذهبية.
ع25: يعود فيتعجب لموت الجبابرة شاول ويوناثان وخاصة صديقه يوناثان الذي مات على جبال جلبوع.
ع26: يظهر داود حزنه الشديد على موت صديقه الذي كان يعتبره أقرب إليه من الأخ، فكان موته بمثابة صدمة كبرى هزته من الأعماق. فقد كانت معاملاته لداود غاية في اللطف والحلاوة، وقد بادله داود مشاعر الود والمحبة فكانت صداقتهما مضرب الأمثال، بل كانت محبتهما لبعضهما أشد وأعجب من محبة المرأة للرجل، فقد كانت خالية من كل غرض، محبة بريئة مضحية، كل منهما يفصل الآخر على نفسه. وكان يوناثان قد خدم داود بإنقاذه من أبيه شاول وأراد أن يرد الجميل ليوناثان عندما يملك، ولكن للأسف مات يوناثان في الحرب مع شاول ولم يكن أمام داود فرصة للتعبير عن حبه ليوناثان إلا بهذه المرثاة، كما حاول داود إكرام أبناء يوناثان مثل مفيبوشث (1 صم 9).
ع27: يعود داود مرة أخرى فيكرر تعجبه من موت الجبابرة شاول ويوناثان، ويتساءل بدهشة كيف فقدت الأسلحة فعاليتها في الحرب فانعدم تأثيرها وكأنها قد تلاشت.
وهكذا نجد داود يذكر فضائل شاول ويتناسى خطاياه، لأن داود يتميز بالنظرة البسيطة والمحبة حتى لمن يعاديه.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل ثاني 2 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة سفر صموئيل الثاني |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel2/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/h222k8g