← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ
(1) داود ملكًا على كل إسرائيل (ع1-5)
(2) الانتصار على اليبوسيين (ع6-10)
(3) حيرام يساعد في بناء بيت لداود (ع11-12)
(4) أبناء داود الذين ولدوا له في أورشليم (ع13-16)
(5) الانتصار على الفلسطينيين (ع17-25)
1 وَجَاءَ جَمِيعُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. 2 وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا عَلَيْنَا، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ». 3 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْدًا فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ. وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. 4 كَانَ دَاوُدُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 5 فِي حَبْرُونَ مَلَكَ عَلَى يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا.
ع1: عظمك ولحمك نحن
: نحن أقارب لك، فهو من سبط يهوذا وهم نسل أخوة يهوذا.بعد الأحداث الذي ذكرت في الأصحاحين السابقين (2 صم 3، 4) عن مقتل أبنير قائد جيش ايشبوشث ثم مقتل ايشبوشث نفسه، لم يبقَ على قيد الحياة من نسل شاول إلا مفيبوشث حفيده الذي كان أعرج الرجلين وبالتالي غير صالح ليتولى الملك، ذلك فضلًا عن سعى أبنير لتسليم الملك لداود. فجاء شيوخ إسرائيل من الأسباط الإحدى عشر إلى داود في حبرون معلنين قرابتهم له وبالتالي خضوعهم وقبولهم أن يكون ملكًا عليهم.
ع2: تخرج وتدخل إسرائيل
: تقود الجيوش داخل وخارج إسرائيل.وأقروا أمامه أنه كان يقود جيوشهم بنجاح أثناء ملك شاول، سواء خارج البلاد أو داخلها، كما اعترفوا بما سمعوه من صموئيل أن الرب سيأخذ المملكة من شاول ويعطيها لآخر أفضل منه (1 صم15: 28)، وأن كل الأحداث تؤكد أنه هو المختار من الرب ليملك على شعبه ويرعاهم.
ع3:
جاء الرؤساء وقادة الشعب إلى حبرون لمبايعة داود، فقطع معهم عهدًا أمام الرب أن يحكم شعبه طبقًا للشريعة الإلهية وأن يكون مخلصًا في رعايته لهم، وفى المقابل تعهد الشعب بطاعته والإخلاص له. ومسحه الأسباط جميعًا ليكون ملكًا على إسرائيل.وهذه هي المسحة الثالثة لداود، وكانت الأولى سرًا في بيت أبيه في حياة شاول (1 صم 16: 13)، والثانية مسحة رجال يهوذا في حبرون (2 صم 2: 4) وبعد موت شاول ليكون ملكًا عليهم.
وقد أعد الله داود ليكون ملكًا بما يلي:
علَّمه الصبر والاحتمال حينما احتمل إساءات شاول ومطاردته له.
علّمه الاتضاع حينما اتضع أمام شاول الملك المرفوض من الله ولم يطلب لنفسه المُلك.
علّمه التجرد حينما عاش مطرودًا في الجبال والوديان ومقيمًا عند الأعداء أثناء مطاردة شاول.
اختبر الإيمان والاتكال على الله الذي أنقذه من يد شاول ومن يد الفلسطينيين وكل من يعادونه حتى أقامه في النهاية ملكًا على كل إسرائيل.
علَّمه ألا ينتقم لنفسه في تسامحه مع شاول الذي حاول قتله واحتماله لأبنير وإيشبوشث.
ع4: كان سن داود عند توليه الملك ثلاثين سنة وظل ملكًا مدة أربعين سنة حيث ملك على إسرائيل حتى مات في سن السبعين. وسن الثلاثين هو سن النضج عند اليهود الذي يعتدّ فيه برأى الرجل، وهو نفس السن الذي صار فيه يوسف رئيسًا لمصر وبدأ فيه المسيح خدمته.
ع5: مدة حكمه الكلية على وجه الدقة أربعون سنة وستة أشهر، تنقسم إلى فترتين، الأولى هي مدة حكمه على سبط يهوذا فقط وكان مقر حكمه خلالها في حبرون وكانت مدتها سبع سنين وستة أشهر، بدءًا من موت شاول حتى موت إيشبوشث ابن شاول، والفترة الثانية ومدتها ثلاثون سنة حين ملك على جميع أسباط إسرائيل، وكان مقر حكمه فيها مدينة أورشليم.
† عندما يريد الله ويكمل الوقت يعيد إليك حقوقك ويخضع الكل لك. فقد انتظر داود بعد مسحه ملكًا على يد صموئيل سنينًا طويلة حتى تم تملكه على كل الشعب. فكن صبورًا واستمر في صلواتك حتى تنال حقوقك، ولا تنسَ أن حقك الأول والأهم هو ملكوت السموات، فاهتم بالتوبة ونمو علاقتك بالله قبل أي شيء مادي فسيرفع الله عنك خطاياك مهما طال الزمن وينمى إيمانك لتتمتع بعشرته.
6 وَذَهَبَ الْمَلِكُ وَرِجَالُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ. فَقَالُوا لِدَاوُدَ: «لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا مَا لَمْ تَنْزِعِ الْعُمْيَانَ وَالْعُرْجَ». (أَيْ لاَ يَدْخُلُ دَاوُدُ إِلَى هُنَا). 7 وَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ (هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ). 8 وَقَالَ دَاوُدُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «إِنَّ الَّذِي يَضْرِبُ الْيَبُوسِيِّينَ وَيَبْلُغُ إِلَى الْقَنَاةِ (وَالْعُرْجِ وَالْعُمْيِ الْمُبْغَضِينَ مِنْ نَفْسِ دَاوُدَ) لِذَلِكَ يَقُولُونَ: لاَ يَدْخُلِ الْبَيْتَ أَعْمَى أَوْ أَعْرَجُ». 9 وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْحِصْنِ وَسَمَّاهُ «مَدِينَةَ دَاوُدَ». وَبَنَى دَاوُدُ مُسْتَدِيرًا مِنَ الْقَلْعَةِ فَدَاخِلًا. 10 وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّمًا وَالرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ مَعَهُ.
ع6: اليبوسيون: قبيلة من الكنعانيين سكنت يبوس التي هي أورشليم.
ما لم تنزع العميان والعرج: يستطيع العميان والعرج من اليبوسيين أن يصدوك، فهم أقوى من رجال جيشك. وفى هذا تحدى وتهكم على داود وجيشه.
أورشليم: كان اسمها قبلًا ساليم أو شاليم أي ملك السلام ومنها ملكى صادق كاهن الله العلى (تك14: 18)، وتقع على خمسة جبال منها جبل صهيون وجبل المريا، وترتفع فوق سطح البحر بنحو 700 متر وتبعد نحو 22 كم غرب البحر الميت، وتقع شمال سبط يهوذا وبالقرب من سبط بنيامين. وكانت تسمى قديمًا يبوس نسبة لليبوسيين سكانها، ورغم قتل يشوع لملكها ضمن الخمسة ملوك (يش10: 13-26) إلا أن اليبوسيين عادوا فتملكوها وكذلك أحرق معظمها سبط يهوذا ومع هذا لم يتركها اليبوسيون وظلوا يسكنون في الأماكن المرتفعة الحصينة التي فيها بينما سكن البنيامينيون في الأجزاء الأقل ارتفاعًا (يش15: 36).
بعد انضمام الأسباط الإحدى عشر إلى سبط داود في مملكة موحدة ملكها داود، قرّر داود نقل عاصمة ملكه من حبرون إلى أورشليم التي كان يقيم بها اليبوسيون، فكان عليه أن يحاربهم ليتسنى له الاستيلاء على مدينتهم أورشليم والتي كانوا يسمونها يبوس. وكان اليبوسيون محصنين في أرضهم وواثقين تمامًا من مناعتها فلا يستطيع أحد غزوها، فتهكموا على داود حين سمعوا قراره بمحاربتهم قائلين عبارتهم المشهورة وقتئذ والتي تعنى أن العمى والعرج في مدينتهم أقوى وأشد بأسًا من رجال جيشه ومنه. وكان معنى قولهم أن هؤلاء العمى والعرج هم الذين سيدافعون عن المدينة وهم كفيلون بمنعه من دخولها فأظهروا له ضعفه ليتراجع عن محاربتهم.
وقد اختار داود أورشليم لتكون عاصمة ملكه لما يلي :
موقعها المتوسط بين الأسباط.
موقعها الحصين لأنها مبنية على جبال فيصعب محاربتها.
كان يسكنها اليبوسيون فلم تكن ملكًا لأحد الأسباط، وبهذا لم يأخذ مدينة من أي سبط فلا يصير تابعًا لأى سبط.
كانت ملاصقة لسبط بنيامين ويسكنها بعض البنيامينيين، وبهذا تودد لهذا السبط الذي منه شاول حتى يثبت السلام في مملكته، وهي تدخل أيضًا في سبط يهوذا، فبهذا يرضى سبط يهوذا أيضًا الذي هو منه.
ع7: نجح داود في الاستيلاء على المدينة رغم ادعاءات أهلها اليبوسيين، ودعى داود المدينة "مدينة داود".
والأعداد التالية تحكى تفاصيل الاستيلاء عليها من قبل داود. وحصن صهيون المذكور يقع في الجنوب الشرقى من أورشليم وهو جبل عالٍ تحصن فيه اليبوسيون، واستولى عليه داود ثم أقام هيكل للرب على جبل المريا واتسع اسم صهيون ليعبر عن كل أورشليم.
ع8: أراد داود أن يلهب حماس رجاله، فخصص مكافأة لمن يعبر من خلال قناة الماء إلى داخل أرض الفلسطينيين فيصل إلى موقع حراس الأسوار اليبوسيين ويحاربهم وينتصر عليهم. ولم يكن الحراس عميانًا ولا عرجًا ولكنهم قالوا ذلك تحديًا وتهكمًا على داود.
وتخصيص مكافأة لم يرد في هذا العدد ولكنه ورد في (1 أى11: 6) وهي أن من يفعل ذلك يكون رئيسًا وقائدًا.
قول داود أن العمى والعرج مبغضين من نفسه يقصد به اليبوسيين إجمالًا. وكان داود يبغضهم لوثنيتهم وما أبدوه نحوه من تحدى واحتقار لشخصه ولشعب الرب، وقد أصبح قول داود عن العرج والعمى مثلًا يتداوله الناس. فيقولون "لا يدخل بيت الرب أعمى أو أعرج" أي لم يعد هناك يبوسى ليدخل بيت الرب، أو من الممنوع أن يدخل بيت الرب أي وثني مثل اليبوسيين.
وكلمة يبوسى معناها مداسًا تحت الأقدام، فهو يرمز للشيطان الذي داسه المسيح بصليبه، والمسيح هو نسل داود وداود يرمز إليه، وقد حقق المسيح هذه النصرة على الشيطان كما انتصر داود على اليبوسيين لكي يعطى قوته هذه لكل من يؤمن به فيدوس قوة الشيطان ويطرده من حياته.
ع9: بعد استيلاء داود على المدينة أسماها مدينة داود، وعمّرها وبنى بيوتًا كثيرة فيها امتدت من سور المدينة إلى وسطها.
ع10: كانت مكانة داود تزداد تألقًا وازدهارًا وكان الله هو سر قوته فهو إله الجنود الذي يرسل ملائكته لمعاونة وتعضيد أولاده.
† لا تنزعج من تهديدات الأشرار إذا تطاولوا عليك واستهزأوا بك لأن الرب معك فلا يقدر عليك أحد. فكن ثابتًا في إيمانك، متمسكًا بوصايا الله فتنجح في النهاية مثل داود.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ رُسُلًا إِلَى دَاوُدَ وَخَشَبَ أَرْزٍ وَنَجَّارِينَ وَبَنَّائِينَ فَبَنُوا لِدَاوُدَ بَيْتًا. 12 وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ.
ع11: حيرام ملك صور: ملك 34 سنة على مملكة صور، وكانت له علاقات ودية وصداقة مع كل من داود وسليمان.
كان حيرام ملك صور صديقًا لداود، فأرسل إليه خشبًا كثيرًا مع نجارين وبنائين ماهرين ليعاونوه في بناء قصر عظيم له. إذ كانت صور تتميز بوجود أشجار الأرز القوية في خشبها ووجود النجارين الماهرين في صناعة الأخشاب. وهنا تظهر بركات الله لأولاده المجاهدين، إذ ساند داود في طرد الوثنيين من يبوس ثم كافأه بهدايا حيرام.
ع12: رأى داود وتأكد أن الرب هو العامل على تثبيت ملكه وهو أيضًا العامل على تعظيم مملكته لمحبته لشعبه ورغبته في إسعاده. فمن يرضى الرب يعطيه نعمة في أعين من حوله فيسالمونه بل يحاولون التودد إليه.
†
جميل من داود أن يرجع الفضل في كل ما آل إليه من عظمة ورفعة إلى الرب الذي أيده وعضده؛ فلنتواضع نحن أمام الرب لتكن لدينا البصيرة الروحية حتى نتبين أن كل ما يتحقق لنا من نجاح هو ليس ثمرة قوتنا أو قدراتنا البشرية بل هو نعمة وعطية من الرب فنشكره في كل يوم.
13 وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. 14 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ: شَمُّوعُ وَشُوبَابُ وَنَاثَانُ وَسُلَيْمَانُ 15 وَيِبْحَارُ وَأَلِيشُوعُ وَنَافَجُ وَيَافِيعُ 16 وَأَلِيشَمَعُ وَأَلِيدَاعُ وَأَلِيفَلَطُ.
ع13: اتخذ داود زوجات وسرارى كعادة ملوك تلك العصور إضافة إلى زوجاته اللواتى كن له حين كان في حبرون والمذكورات في (2 صم 3: 2-5). ولكن للأسف لم تحمى كثرة الزوجات داود من السقوط في شهوته لبثشبع والزنا معها، بل الذي يحمى هو العفة ومخافة الله كما فعل يوسف (تك39: 11-15).
ع14: الأربعة الأول وهم "شموع" و"شوباب" و"ناثان" و"سليمان"، وهم أبناء بثشبع امرأة أوريا الحثى، وشموع له اسم آخر ذكر به في (1 أى3: 5) وهو "شمعى".
ع15: "يبحار" ذكر أيضًا في (1 أى3: 6، 14: 5)، و"أليشوع" الذي ورد اسمه "أليشامع" في (1 أى3: 6)، و"نافج" أو "نفج" والمذكور أيضًا في (1 أى3: 7 و14: 6).
ع16: "أليشمع" وورد أيضًا في (1 أى3: 8)، "أليداع" وورد أيضًا "أليداع" في (1 أى3: 8) وفى (1 أى14: 7) دعى "بعليداع".
"أليفلط" أو "أليفالط" ولد بعد موت الابن المذكور بنفس الاسم في (1 أى3: 8 و14: 7).
ويزيد سفر أخبار الأيام الأول (2 صم 3، 14) ولدين آخرين على الأولاد الإحدى عشر المذكورين هنا وهما نوجة وأليفلط، ولم يذكرهما الوحى هنا لأنهما ماتا صغيرين.
† إن كان لك أبناء جسديون فاهتم بتربيتهم في خوف الله، ولكن الأهم أن تقتنى الفضائل وتحب وتخدم من حولك وتهتم بخلاص نفوسهم، فكل هؤلاء هم أبناؤك الروحيون الذين يبقون معك إلى الأبد في ملكوت السموات.
17 وَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ مَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَصَعِدَ جَمِيعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيُفَتِّشُوا عَلَى دَاوُدَ. وَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ نَزَلَ إِلَى الْحِصْنِ. 18 وَجَاءَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. 19 وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ: «أَأَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اصْعَدْ لأَنِّي دَفْعًا أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ». 20 فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَعْلِ فَرَاصِيمَ وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ هُنَاكَ، وَقَالَ: «قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْدَائِي أَمَامِي كَاقْتِحَامِ الْمِيَاهِ». لِذَلِكَ دَعَى اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «بَعْلَ فَرَاصِيمَ». 21 وَتَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ فَنَزَعَهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ. 22 ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضًا وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. 23 فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا 24 وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 25 فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذَلِكَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ جَبْعٍَ إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ.
ع17:
عندما بدأ ملك داود ينمو ويتسع بانضمام جميع الأسباط إليه، بدأ الفلسطينيون يتخوفون منه، فخططوا لمحاربته قبل أن يكتمل نمو مملكته وقاموا بتحركات استطلاعية تمهيدية. ولما وصلت أنباء هذه التحركات إلى داود لجأ إلى مكان حصين ليدبر الأمور مع قواده.
ع18: وادي الرفائيين
: وادي خصيب بين بيت لحم وأورشليم.قام الفلسطينيون بنشر قواتهم في "وادى الرفائيين".
ع19: كعادة داود قبل أن يقدم على أي تحرك، سأل الرب هل يصعد لمواجهة الفلسطينيين وهل ينصره عليهم، فأجابه الرب بالإيجاب.
ع20: بعل فراصيم
: مكان مرتفع شمال وادي الرفائيين.اقتحم الرب أعدائى كاقتحام المياه: اقتحم الرب الأعداء كما تقتحم المياه الجارفة كل ما يعترضها.
تقدم داود لملاقاة الفلسطينيين، وحدثت المجابهة في مكان يدعى فيما بعد باسم "بعل فراصيم" أي إله الاقتحام، حيث انتصر داود انتصارًا باهرًا، وكعادته أيضًا أرجع النصر إلى الرب الذي أيَّده، وتقدمت قوته الصفوف مقتحمة الأعداء لذلك سمى المكان "إله الاقتحام".
ع21: كان الفلسطينيون قد حملوا أصنامهم في وسط جيوشهم كما كانت عادة الشعوب قديمًا، ظنا منهم أن آلهتهم هذه ستساعدهم على تحقيق النصر، فلما انهزم الفلسطينيون وفروا هاربين لم يكن لديهم الوقت لسحب أصنامهم في تراجعهم فتركوها في مكان المعركة، فأبادها داود ورجاله وأحرقوها بالنار حتى لا تكون عثرة للشعب فيما بعد.
ع22: لم يستسلم الفلسطينيون بعد هزيمتهم الأولى، بل شنوا حربًا أخرى لينتقموا من داود ومملكته، فحشدوا جيشوهم في نفس المكان أي في وادي الرفائيين.
: نوع من الأشجار تخرج منه عصارة تشبه الدموع.
محلة الفلسطينيين: معسكر الفلسطينيين حيث يتحصنون.
كعادة داود اتجه للصلاة إلى الرب سائلًا هل يحارب الفلسطينيين، فلم يكتفِ الرب بأن يجيبه بالتأييد أو الرفض بل وجهه أيضًا إلى الخطة التي يتبعها ليحوز النصر فأمره بعدم مواجهتهم من الأمام كالمرة السابقة، بل يلتف حولهم حتى يصبح خلفهم ويختبئ في منطقة كثيفة الأشجار، وعند سماعه صوت خطوات منتظمة كخطوات جيش جرار كأنها صادرة من فوق قمم الأشجار، عندئذ يعلم أن الرب حاضر معه ويتقدمه لينصره على جيش الأعداء فيخرج من مكمنه ويقاتلهم.
†
الرب حاضر مع أولاده في كل حين ما داموا يطلبونه. حين تحيط بنا بعض التجارب أو الظروف الصعبة فلنثق أن الله سيمد يده بالمساعدة لنا فيخرجنا من الضيقة إلى الرحب، فقط علينا أن ندعوه فهو قريب يستجيب لمن يدعوه.
ع25: جبع
: مدينة في بنيامين على الطرف الشمالى لمملكة يهوذا أي شمال شرق أورشليم وخصصت لإقامة الكهنة (يش21: 17).جازر: مدينة في أرض سبط يهوذا تقع على حدود بلاد الفلسطينيين وهي شمال غرب أورشليم.
نفذ داود الخطة التي رسمها له الرب بكل دقة، فانهزم أمامه الفلسطينيون وفروا هاربين، وتتبعهم داود بجيشه من جبع حتى وصلوا إلى جازر حيث كفّ بنو إسرائيل عن مطاردتهم. أي أن الفلسطينيين لم يهربوا إلى بلادهم التي تقع غرب أورشليم بل هربوا إلى شمال شرق أورشليم أي مدينة جبع ليتحصنوا هناك، وإذ لم يجدوا فرصة للتحصن، عادوا فاتجهوا نحو الغرب نحو بلادهم وساروا في طريق مدينة جازر اليهودية التي تقع على حدود بلاد الفلسطينيين.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل ثاني 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل ثاني 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel2/chapter-05.html
تقصير الرابط:
tak.la/qy8jqhh