* تأملات في كتاب
ملوك أول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
(1) زيارة ملكة سبأ لسليمان (ع1-13)
(2) غِنَى ومجد سليمان (ع14-29)
1 وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ. 2 فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدًّا، بِجِمَال حَامِلَةٍ أَطْيَابًا وَذَهَبًا كَثِيرًا جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا. 3 فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيًّا عَنِ الْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ. 4 فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ، 5 وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ، وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ، وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ، وَسُقَاتَهُ، وَمُحْرَقَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. 6 فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: «صَحِيحًا كَانَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ. 7 وَلَمْ أُصَدِّقِ الأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا النِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحًا عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ. 8 طُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا السَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. 9 لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ الرَّبَّ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكًا، لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَبِرًّا». 10 وَأَعْطَتِ الْمَلِكَ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَابًا كَثِيرَةً جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذلِكَ الطِّيبِ فِي الْكَثْرَةِ، الَّذِيِ أَعْطَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. 11 وَكَذَا سُفُنُ حِيرَامَ الَّتِي حَمَلَتْ ذَهَبًا مِنْ أُوفِيرَ، أَتَتْ مِنْ أُوفِيرَ بِخَشَبِ الصَّنْدَلِ كَثِيرًا جِدًّا وَبِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. 12 فَعَمِلَ سُلَيْمَانُ خَشَبَ الصَّنْدَلِ دَرَابَزِينًا لِبَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَعْوَادًا وَرَبَابًا لِلْمُغَنِّينَ. لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ خَشَبِ الصَّنْدَلِ ذلِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 13 وَأَعْطَى الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِمَلِكَةِ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا الَّذِي طَلَبَتْ، عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَانْصَرَفَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وَعَبِيدُهَا.
ع1:
سبأ: مملكة مستقلة جنوب الجزيرة العربية وهي اليمن الحالية، ولكن يرى الأحباش أن هذه الملكة ملكتهم وأنها تزوجت بسليمان وأنجبت منه ابنًا دعته منليك، هو أب لملوك الحبشة ومنهم كنداكة ملكة الحبشة (أع8: 27). ويدعوها المسيح ملكة التيمن، أي الجنوب (لو11: 31) لأن بلادها تقع جنوب شعب إسرائيل. وهي مثال للأمم الذين قبلوا الإيمان في العهد القديم (لو11: 29، 32).لمجد الرب: أي أن كل حكمة وغنى سليمان منسوب لله.
سمعت ملكة سبأ الكثير عن سليمان وعن حكمته ومعرفته وغناه وأنه رجل الله التقى، فجاءت بنفسها إلى أورشليم غير مصدقة لما سمعته عنه، وقدمت له أسئلة؛ لتتأكد من حكمته. ولعلها كانت أسئلة في مجالات مختلفة دينية وإدارية وعلمية.
† إن كنت متمسكًا بالله، فهو يتمجد فيك وتكون نورًا للعالم. فاحرص على علاقتك بالله، لكي تكون صورة حسنة له ويرى الناس الله فيك.
ع2: جاءت ملكة سبأ إلى أورشليم في قافلة ضخمة من الجمال محملة بالهدايا من الأطياب وذهب كثير وحجارة كريمة، وقابلت الملك سليمان وطرحت أمامه أسئلتها.
ع3: كان لدى سليمان الإجابة الشافية المقنعة على كل استفساراتها ولم يعجز عن أمر ما من الأمور التي طرحتها عليه.
ع4، 5: لم يبقَ فيها روح بعد: انبهرت وذهلت جدًا.
لما رأت ملكة سبأ عظمة مواهب سليمان وحكمته في بناء الهيكل وتنظيم الخدمة فيه، والتنظيمات الإدارية التي أحاطت به من موظفى قصره وجمال ملبسهم وخدامه الحاضرين دومًا لخدمته، وحفظه لفرائض شريعته بتقديمه المحرقات في الهيكل، اعتراها ذهول عميق ودهشة فائقة.
† إن كانت ملكة سبأ قد أتت إلى سليمان من بعيد؛ لترى حكمته، فهل تهتم أنت أن تأتى إلى الكنيسة؛ لترى قوة المسيح في أسراره وترفع الصلوات أمامه، فتتمتع ببركات وفيرة وتشبع بمحبته.
ع6: إزاء ما رأته بعينها، لم يسعها إلا أن تقر أمام الملك بصحة كل ما سمعته عنه وعن حكمته وهي في بلادها؛ قبل أن تجئ إلى أورشليم.
ع7: اعترفت له بأنها في أول سماعها لأخباره تشككت في صحتها لعظم قدرها، ولكنها حين جاءت وشاهدت واطلعت بنفسها على الأمور، أدركت أن ما سمعته لم يتجاوز نصف ما رأته. ولعلها سألت سليمان أيضًا عن الرب عندما وجدت سليمان يقدم ذبائحه وعبادته بخشوع شديد فتأثرت وبدأ قلبها يقبل الإيمان بالله.
ع8، 9: امتدحت الملكة سليمان على عظمته التي يتمتع برؤيتها رجاله الواقفون بين يديه وعبيده الذين يخدمونه، وباركت الرب إلهه الذي أحبه وأجلسه على عرش إسرائيل، إذ من محبة الرب لشعبه إسرائيل أن أجلس لهم ملكًا حكيمًا مثله يقودهم بحكمة وعدل ومباركة ملكة سبأ للرب يبين أنها بدأت تؤمن به.
ع10: قدمت الملكة لسليمان الهدايا التي جاءت بها وكانت 120 وزنة ذهب وهي نفس الكمية التي قدمها حيرام لسليمان (1 مل 9: 14)، وأطيابًا كثيرة وحجارة كريمة. وكان الطيب الذي أحضرته وأعطته للملك سليمان كثيرًا جدًا فاق في كميته كل ما ورد لسليمان من طيب وسليمان هنا يرمز للمسيح، وهدايا ملكة سبأ ترمز لهدايا المجوس.
ع11، 12: خشب الصندل: من الأخشاب الثمينة وله رائحة زكية.
بالإضافة إلى ما قدمته ملكة سبأ، أتت سفن الملك حيرام بالذهب الكثير من "أوفير"، وكذلك خشب الصندل بكميات كبيرة وأيضًا حجارة كريمة. استخدم سليمان خشب الصندل في صنع درابزين لسلالم لبيت الرب وقصره، وصنع منه أيضًا أعوادًا وربابًا للمغنين. ولم يوجد مثيل لهذا الخشب إلى يوم كتابة هذا السفر.
ع13: أعطى سليمان لملكة سبأ هدايا كثيرة ضمت كل ما طلبته منه رمزًا للصداقة بين بلديهما، وأضاف عليه كل ما يجود به كرم الملوك، فانصرفت راجعة هي وحاشيتها إلى بلادها.
† إن كانت ملكة سبأ قد تأثرت جدًا بحكمة سليمان وتدابيره وغناه، فكم بالأحرى تنبهر قلوبنا عندما نتأمل في عظمة المسيح وحكمته وغناه وقدرته الغير متناهية، فهو يستطيع أن يعطينا كل شيء ويحلّ كل مشاكلنا ويحمينا من كل خطأ.
وقد جاءت ملكة سبأ من أقصى الأرض عندما سمعت بحكمة سليمان .. فما هو جهادنا لنعرف المسيح ونتمتع بعشرته. كم هو جهاد صلواتنا وأصوامنا وقراءاتنا؟ ما مدى لجاجتنا وسعينا نحوه؟
وقدمت ملكة سبأ هدايا كثيرة لسليمان .. فماذا نقدم لمسيحنا؟ ليس العطايا المادية فقط، بل بالأولى قلوبنا ووقتنا.
اهتمت ملكة التيمن أن تسأل سليمان أسئلة كثيرة لتستفيد من حكمته، ونحن الذين نعرف ضعف فهمنا هل نطلب المسيح الكلمة الذي هو مصدر الحكمة للعالم كله ونستشيره في كل أعمالنا بصلوات كثيرة؟
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
14 وَكَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الَّذِي أَتَى سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وَسِتًّا وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ. 15 مَا عَدَا الَّذِي مِنْ عِنْدِ التُّجَّارِ وَتِجَارَةِ التُّجَّارِ وَجَمِيعِ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَوُلاَةِ الأَرْضِ. 16 وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّق، خَصَّ التُّرْسَ الْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ. 17 وَثَلاَثَ مِئَةِ مِجَنٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّق. خَصَّ الْمِجَنَّ ثَلاَثَةُ أَمْنَاءٍ مِنَ الذَّهَبِ. وَجَعَلَهَا سُلَيْمَانُ فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ. 18 وَعَمِلَ الْمَلِكُ كُرْسِيًّا عَظِيمًا مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِبْرِيزٍ. 19 وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ الْجُلُوسِ، وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ الْيَدَيْنِ. 20 وَاثْنَا عَشَرَ أَسَدًا وَاقِفَةً هُنَاكَ عَلَى الدَّرَجَاتِ السِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الْمَمَالِكِ. 21 وَجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، لاَ فِضَّةٍ، هِيَ لَمْ تُحْسَبْ شَيْئًا فِي أَيَّامِ سُلَيْمَانَ. 22 لأَنَّهُ كَانَ لِلْمَلِكِ فِي الْبَحْرِ سُفُنُ تَرْشِيشَ مَعَ سُفُنِ حِيرَامَ. فَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ. أَتَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ حَامِلَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً وَعَاجًا وَقُرُودًا وَطَوَاوِيسَ. 23 فَتَعَاظَمَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ الأَرْضِ فِي الْغِنَى وَالْحِكْمَةِ. 24 وَكَانَتْ كُلُّ الأَرْضِ مُلْتَمِسَةً وَجْهَ سُلَيْمَانَ لِتَسْمَعَ حِكْمَتَهُ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي قَلْبِهِ. 25 وَكَانُوا يَأْتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ، بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَآنِيَةِ ذَهَبٍ وَحُلَل وَسِلاَحٍ وَأَطْيَابٍ وَخَيْل وَبِغَال سَنَةً فَسَنَةً. 26 وَجَمَعَ سُلَيْمَانُ مَرَاكِبَ وَفُرْسَانًا، فَكَانَ لَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَأَقَامَهُمْ فِي مُدُنِ الْمَرَاكِبِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. 27 وَجَعَلَ الْمَلِكُ الْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ الْحِجَارَةِ، وَجَعَلَ الأَرْزَ مِثْلَ الْجُمَّيْزِ الَّذِي فِي السَّهْلِ فِي الْكَثْرَةِ. 28 وَكَانَ مَخْرَجُ الْخَيْلِ الَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ. وَجَمَاعَةُ تُجَّارِ الْمَلِكِ أَخَذُوا جَلِيبَةً بِثَمَنٍ. 29 وَكَانَتِ الْمَرْكَبَةُ تَصْعَدُ وَتَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِل مِنَ الْفِضَّةِ، وَالْفَرَسُ بِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ. وَهكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ الْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكِ أَرَامَ كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ.
: وزنة ذهب = 34 كيلوجرام تقريبًا.
تجارة التجار: كان التجار يدفعون ذهبًا لسليمان، كجمارك ورسوم مرور للطرق التجارية التي أقامها.
ملوك العرب وولاة الأرض: يقصد البلاد التي أخضعها سليمان له وكانت محيطة ببلاده ودفعوا له الجزية. وولاة الأرض قد يكون المقصود بهم أيضًا رؤساء بني إسرائيل الذين دفعوا ضرائب لسليمان.
كان وزن الذهب الذي حصل عليه سليمان في سنة واحدة حوالي 23 طنًا. هذا بخلاف الذهب الكثير الذي كان تجار البلاد الخاضعة له يقدمونه إليه وكذا ملوك وحكام تلك الأراضي، والتي كانت تقدم إليه بمثابة جزية يلتزمون بتأديتها دوريًا بانتظام، فكان دخله السنوى منها بلا حصر. بالإضافة إلى أن كثرة التجارة وإقامة التجار في بلاد بني إسرائيل قدمت للبلاد أموالًا كثيرة، مقابل إقامتهم وأعمالهم مما زاد الذهب والرخاء في البلاد ولكن الستمائة ستة وستين وزنة ذهب لم يكن دخلًا سنويًا ولكن في إحدى السنين حصل سليمان على هذه الكمية.
† هذا يبين اهتمام ومحبة سليمان الزائدة للمال وكل هذا الذهب حمله فرعون شيشق ملك مصر بعد خمس سنوات من موت سليمان (1 مل 14: 25، 26 ؛ 2 أى9، 12: 2-11). فالتقوى مع القناعة تجارة عظيمة. لذا يا أخى لا تنشغل بالمال فهو زائل، وإن كان عندك أموال فاشكر الله عليها ولكن لا تتعلق بها، فالأمان والسعادة من الله.
ع16، 17: ترس: مصد يحمله الجندى لصد السهام والرماح عن صدره.
ذهب مطرق: ذهب مطروق أي مشكل ومصنع بالطرق.
الشاقل: (11-15 جرام).
مجن: درع، مصد طويل يحمى جسم الجندى بطوله.
أمناء: جمع منا وهو 100 شاقل.
كان الترس الذي يحمله الجندى للدفاع عن نفسه يصنع – في ذلك الزمن - من الخشب ويغطى بطبقة من الجلد، أما سليمان فصنع مائتى ترس من الذهب المطروق، فكان وزن الذهب المستخدم في الترس الواحد 7 كجم، كما صنع 300 درع من ذهب مطروق وكان الذهب المستخدم في الدرع الواحد 3 كجم. وعلق التروس والمجن للزينة - كما كانت العادة قديمًا - على حوائط بيت وعر لبنان، الذي أنشأه من قبل.
والتروس والمجن وسائل دفاعية يستخدمها الجندى، فهي تعلن أن سليمان يدافع عن الحق والمظلومين وليس كالرومان، الذين كانوا يتقدم موكبهم الفئوس والعصى؛ التي تمثل العنف والهجوم وظلم الآخرين.
عمل سليمان كرسى عرش فخم، صنعه من عاج وغشاه بذهب نقى، وكان يصعد للعرش بست درجات، وكان للكرسى رأس مستدير من الخلف وربما كانت قبة فوق الكرسى، لها قائم من وراء الكرسى مثبتًا فيه مسندان على جانبيه حول موضع الجلوس وأسدان واقفان إلى جوار المسندين. والأسدان يعلنان قوة الله التي مع سليمان فلا يخاف من أحد ويجرى العدل في مملكته بكل قوة (أنظر صورة كرس القضاء).
ع20: أقام سليمان على الدرجات الست اثنى عشر أسدًا، ست على كل جانب، فكان كرسى العرش أفخم من أي عرش من عروش الملوك في ذلك العصر. والاثنا عشر أسدًا تعلن للأسباط الاثنى عشر أنهم ينبغى أن يثقوا بقوة الله التي معهم ويسلكوا بالعدل والقوة ولا يخافوا من أحد.
ع21: كانت الأوانى المستخدمة في الشرب وسائر الأوانى التي كانت في قصر الملك وبيت وعر لبنان كلها مصنوعة من الذهب الخالص ولم يصنع شيء منها من الفضة، فالفضة لم يكن لها قيمة؛ لكثرتها في الزمن الذي ملك فيه سليمان.
ع22، 23: ترشيش: هى ترتيسوس الواقعة جنوب أسبانيا قرب جبل طارق، وكانت مدينة غنية جدًا بالثروة المعدنية.
قرود وطواويس: كانت من الأشياء الغالية واستيرادها يمثل الرفاهية في حياة سليمان.
كان لسليمان أسطول بحرى تجارى أقامه بالتعاون مع الملك حيرام، فكانت سفنهما تطوف البحار وتذهب إلى "ترشيش" وغيرها من المدن الساحلية لتعود مرة كل ثلاث سنوات إلى قواعدها في سواحل إسرائيل حاملة ذهبًا وفضة وعاجًا وقرودًا وطواويس، فيفرغون حمولتها هناك. وكانت ترشيش تعتبر آخر بلاد العالم القديم المعروف قبل اكتشاف الأمريكتين، أي أن سفن سليمان كانت تمر بكل البلاد التجارية الهامة في العالم. هكذا تعاظم قدر سليمان على كل ملوك الأرض، إذ فاقهم جميعًا غنى وحكمة.
ع24: كانت الوفود من جميع أرجاء المسكونة تأتى إلى أرض إسرائيل ملتمسة مشاهدة الملك سليمان والاستماع إلى حكمته التي وهبها له الله.
وقد فاقت عظمة سليمان أعظم بلاد العالم الموجودة وقتذاك وهي مصر وآشور.
† استخدم سليمان الحكمة التي نالها في تدبير شئون الحكم والقيام بالأعمال الإنشائية العظيمة وإنعاش التجارة مع سائر الشعوب. ليتنا نحن أيضًا نستخدم العطايا التي منحنا الله إياها في منفعة أنفسنا والآخرين. فكل منا وهبه الله نعم كثيرة فلنستخدمها في خدمة اخوتنا وكنيستنا، فلا نعيش لأنفسنا فقط.
ع25: لم يكن الزوار الآتين يحضرون فارغى الأيدى بل كانوا يأتون ومعهم الهدايا التي تنوعت بين أوانى فضية وذهبية وملابس وأسلحة وأطياب وخيل وبغال، وكانت الزيارات تتكرر من سنة لأخرى وإحضارهم الهدايا سنويًا يعنى ضمنيًا خضوعهم له، فهي تعتبر كجزية لابد أن يدفعوها.
ع26: مراكب: أي مركبات حربية ومدنية تجرها الخيول.
تجمع لدى سليمان مركبات حربية وفرسان فكان له 1400 مركبة و12 ألف فارس، وزعها سليمان على المخازن التي سبق وأقامها في مدن تخزين المركبات واحتفظ ببعض منها في عاصمة ملكه أورشليم.
ع27: كان النظر إلى الفضة في أورشليم كما ينظر إلى الحجارة من حيث كثرتها ووجودها في كل مكان، أي ليس لها قيمة، كما صار خشب الأرز الثمين - لوفرته - لا يزيد قيمةً عن خشب الجميز الرخيص جدًا.
ع28، 29: جليبة: هي ما يُجلب أي يستورد من البلاد الأخرى.
الأراميين: شعوب تقيم في أماكن مختلفة من أهمها منطقة سوريا الحالية.
كان سليمان يستورد الخيل من مصر، وتجار الملك يحصلون عليها بأثمان رخيصة بسبب زواج سليمان من ابنة فرعون، فكانت المركبة الحربية تشترى بحوالي سبعة كجم من الفضة والفرس بكيلوجرامين من الفضة. وكان التجار يعيدون تصدير بعضها لملوك الحثيين والآراميين، فيكسبون من فرق الثمن وهذا معنى قوله "يخرجون عن يدهم".
واقتناء سليمان للخيل بكثرة هو أمر ضد الشريعة، فالله أوصى بعدم الإكثار منها حتى لا يعتمد الإنسان على قوته ولا ينشغل بالعالم (تث16: 17-20).
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الأول 11 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير ملوك الأول 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/kings1/chapter-10.html
تقصير الرابط:
tak.la/kjzp522