* تأملات في كتاب
ملوك أول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34
الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ
(1) بعشا ملك إسرائيل (ع1-7)
(2) أيلة بن بعشا ملك إسرائيل (ع8-14)
(3) زِمْرِي ملكًا على إسرائيل (ع15-22)
(4) عُمْرِي ملكًا على إسرائيل (ع23-28)
(5) آخاب بن عمري ملكًا على إسرائيل (ع29-34)
1 وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى يَاهُو بْنِ حَنَانِي عَلَى بَعْشَا قَائِلاَ: 2 «مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنَ التُّرَابِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَسِرْتَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَجَعَلْتَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُونَ وَيُغِيظُونَنِي بِخَطَايَاهُمْ 3 هأَنَذَا أَنْزِعُ نَسْلَ بَعْشَا وَنَسْلَ بَيْتِهِ، وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. 4 فَمَنْ مَاتَ لِبَعْشَا فِي الْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ لَهُ فِي الْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ السَّمَاءِ». 5 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ بَعْشَا وَمَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 6 وَاضْطَجَعَ بَعْشَا مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي تِرْصَةَ، وَمَلَكَ أَيْلَةُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. 7 وَأَيْضًا عَنْ يَدِ يَاهُو بْنِ حَنَانِي النَّبِيِّ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ عَلَى بَعْشَا وَعَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ الشَّرِّ الَّذِي عَمِلَهُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ بِإِغَاظَتِهِ إِيَّاهُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ، وَكَوْنِهِ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَلأَجْلِ قَتْلِهِ إِيَّاهُ.
: هو ابن حنانى الرائى الذي وبخ آسا (2 أى16: 7) وسكن في أورشليم، غالبًا وبخ بعشا في نهاية ملكه ووبخ يهوشافاط أيضًا ملك يهوذا على مساندته للملك الشرير آخاب (2 أى19: 2، 3).
تقدم ياهو النبي إلى بعشا ملك إسرائيل بكل شجاعة؛ ليوبخه على شره لعله يتوب وكان ذلك في أواخر حياة بعشا، بعد أن عبد الأصنام وأضلّ الشعب سنينًا طويلة، وأوضح الله لبعشا فضله عليه برفعه من التراب؛ لأنه كان من عامة الشعب ووهبه الله أن يملك على إسرائيل. فالله يوضح له أن تملكه كان بسماح منه وليس بقوة بعشا الشخصية، ولكن للأسف بعد تملكه لم يخضع لله الذي أعطاه نعمة الملك، بل أغضبه بعبادة الأصنام التي أقامها يربعام وأضل الشعب وراءه، فأغاظوا الله وتحدوه. وما زال الله يقول "شعبى" رغم خطاياهم؛ لأنه أب حنون ورحيم.
ع3، 4: كان الحكم الإلهي على خطايا بعشا هو نزع وإبادة نسله، كما أباد الله نسل يربعام على يد بعشا، وتلقى جثثهم في المدينة، فتأكلها الكلاب وفى الحقول، فتأكلها الطيور الجارحة. وهذا تحقير لهؤلاء الملوك ونسلهم؛ لأنهم اغضبوا الله، فبعشا قتل نسل يربعام حقدًا منه على يربعام وليس طاعةً لله؛ لذلك يؤدبه الله بإبادة نسله هو أيضًا، كما أدبت بابل مملكة يهوذا ولكن عاقب الله بابل بعد ذلك بواسطة مادي وفارس؛ لأنها لم تؤدب يهوذا طاعة لله ولكن طمعًا وشرًا.
كل هذا التوبيخ يبين:
شجاعة ياهو النبي.
غرضه وهو دعوة بعشا للتوبة هو ونسله.
رفع أعينهم إلى الأبدية، فهم وإن كانوا سيملكون ولكن سيموتون بطريقة حقيرة؛ لعلهم ينتبهون أثناء تملكهم؛ ليستعيدوا أبديتهم بالرجوع إلى الله.
تذكير بعشا بأن الحكم الذي صدر على يربعام ونسله ونفذه بعشا بإبادتهم والازدراء بجثثهم (1 مل 14: 1-16) هو نفس الحكم الصادر عليه؛ لعله ينتبه ويتوب.
ما زالت أبوة الله وحنانه على شعبه الذي أضله الملوك الأشرار في إسرائيل فيدعوهم "شعبى" لعلهم ينتبهون ويرجعون إليه ويتركون عبادة الأصنام.
كن منتبهًا لما يحدث في حياتك ولكلام الله الذي تقرأه في الكتاب المقدس، فهو رسائل شخصية لك تدعوك للرجوع إلى الله؛ لتحيا معه وتنقذ نفسك من متاعب كثيرة في الأرض، ثم يكون لك مكان في السماء.
ع5:
جميع أعمال بعشا مكتوبة في "سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل".
ع6: ترصة
: كانت مركزًا لمملكة أسباط إسرائيل العشرة نحو خمسون سنة. على بعد عشرة كيلو مترات شمال شرق مدينة شكيم، أي نابلس.مات بعشا بعد فترة حكم أربع وعشرين سنة كما جاء في (1 مل 15: 23) ودفن في "ترصة" عاصمة ملكه وخلفه على العرش ابنه أيلة.
ع7:
يؤكد هنا عقاب الله الذي أعلنه على يد ياهو النبي ابن حنانى في (ع2، 3) وذلك نتيجة خطايا بعشا وابنه أيلة، الذي ملك بعده لمدة سنتين فقط وذلك لما يلي:عبادة الأصنام التي أقامها يربعام.
عنفه وقسوته في قتل نسل يربعام، وعندما يقول في هذه الآية قتله ليربعام يقصد به قتله لنسله. وإن كان الله قد سمح بهذا عقابًا ليربعام ولكن عمل بعشا كل هذا؛ لينفرد بالملك ولا يقاومه أحد من نسل يربعام وكان قاسيًا جدًا في إبادتهم.
عمل شرورًا كثيرة دافعها الأنانية والشهوات المختلفة.
من أجل هذا سمح الله بإبادة كل نسل بعشا، بالضبط كما فعل بعشا في يربعام، هكذا صُنع به.
8 وَفِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ أَيْلَةُ بْنُ بَعْشَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ سَنَتَيْنِ. 9 فَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبْدُهُ زِمْرِي رَئِيسُ نِصْفِ الْمَرْكَبَاتِ، وَهُوَ فِي تِرْصَةَ يَشْرَبُ وَيَسْكَرُ فِي بَيْتِ أَرْصَا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ فِي تِرْصَةَ. 10 فَدَخَلَ زِمْرِي وَضَرَبَهُ، فَقَتَلَهُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ عِوَضًا عَنْهُ. 11 وَعِنْدَ تَمَلُّكِهِ وَجُلُوسِهِ عَلَى كُرْسِيِّهِ ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا. لَمْ يُبْقِ لَهُ بَائِلًا بِحَائِطٍ، مَعَ أَوْلِيَائِهِ وَأَصْحَابِهِ. 12 فَأَفْنَى زِمْرِي كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَعْشَا عَنْ يَدِ يَاهُو النَّبِيِّ، 13 لأَجْلِ كُلِّ خَطَايَا بَعْشَا، وَخَطَايَا أَيْلَةَ ابْنِهِ الَّتِي أَخْطَأَا بِهَا، وَجَعَلاَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. 14 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَيْلَةَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟
ع8:
خلف أيلة والده بعشا على عرش إسرائيل وكان ذلك في السنة السادسة والعشرين لملك آسا ملك يهوذا. كانت عاصمة ملكه "ترصه" وكانت فترة حكمه قصيرة إذ حكم سنتين فقط، وهو في الحقيقة لم يكمل سنتين؛ لأنه يذكر أن زمرى الذي قتله ملك بعده في السنة السابعة والعشرين لحكم آسا (ع15)، فالجزء من السنة يحسب سنة.: تآمر وقام بثورة ضده.
زمرى عبده: كان العاملون عند الملك يسمون عبيدًا له، مهما كانت مناصبهم.
تآمر عليه أحد قواد جيشه وهو زمرى رئيس نصف المركبات الحربية، وحينما كان أيلة في "ترصة" يشرب الخمر في بيت أرصا وكيله المعين على بيته، اقتحم زمرى البيت وقتله وكان ذلك في السنة السابعة والعشرين لآسا ملك يهوذا واعتلى زمرى العرش.
وهذا يبين مدى الفساد الذي انتشر في مملكة إسرائيل، فقد انشغل الملك بملذاته الخاصة واستغرق في شرب الخمر، وفى نفس الوقت انتشرت الخيانة، فقام زمرى المدرب على الحرب - إذ كان ضابطًا كبيرًا في الجيش وقائدًا لنصف المركبات الحربية - وهجم على الملك وقتله أثناء سكره. وبدلًا من أن يكون الملك قائدًا لجيشه الذي كان يحارب الفلسطينيين (ع15) استغرق في لذّاته. وربما كان قتل الملك أيلة مؤامرة متفق عليها بين زمرى وأرصا، إذ كان هناك حزب من الشعب يتبع زمرى ولعل أرصا كان أحد أفراده، كما سيظهر في الأعداد التالية أن هذا الحزب سيقف أمام حزب عمرى.
لا تنهمك في لذات العالم وشهواته الشريرة وتنخدع بها؛ لأن نهايتها الهلاك. احترس من الشيطان الذي يضع لك السم في العسل وابتعد عن كل شيء يؤدى بك إلى الخطية واطلب الله، فتتلذذ بعشرته وتسعد دائمًا.
: أقاربه وأصدقائه وكل من يمكن أن ينتقم لموته.
بائل بحائط: كل ذكر من نسله.
كان الله قد أرسل ياهو النبي ليحذر بعشا ولكنه لم يبالِ بكلمات الرب، فحان وقت العقاب الإلهي وبمجرد جلوس زمرى على العرش قام بالقضاء على كل أقارب وأصدقاء وأولياء بعشا، فلم يترك له قريب، أو صديق ينتقم لدمه، فتحقق بذلك كلام الرب الذي تكلم به.
وكانت إبادة نسل بعشا هي النتيجة الطبيعية لخطاياه وتضليله لشعب مملكة إسرائيل، تمامًا كما أضل يربعام إسرائيل بعبادة الأصنام، فسمح الله بإبادة نسله وهذا يبين:
قسوة زمرى وعنفه في إبادة نسل بعشا.
عدل الله وانتقامه، فكما فعل بعشا بنسل يربعام فعل زمرى بنسله.
حتمية تنفيذ كلام الله فهو يطيل أناته ولكن لابد أن يتحقق كلامه، كما أعلن على فم ياهو النبي لبعشا.
ع14: بقية أعمال أيلة مكتوبة في "سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل" وهو سفر مدنى غير أسفار أخبار الأيام الموجودة في الكتاب المقدس.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي تِرْصَةَ. وَكَانَ الشَّعْبُ نَازِلًا عَلَى جِبَّثُونَ الَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. 16 فَسَمِعَ الشَّعْبُ النَّازِلُونَ مَنْ يَقُولُ: «قَدْ فَتَنَ زِمْرِي وَقَتَلَ أَيْضًا الْمَلِكَ». فَمَلَّكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ عُمْرِيَ رَئِيسَ الْجَيْشِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فِي الْمَحَلَّةِ. 17 وَصَعِدَ عُمْرِي وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ جِبَّثُونَ وَحَاصَرُوا تِرْصَةَ. 18 وَلَمَّا رَأَى زِمْرِي أَنَّ الْمَدِينَةَ قَدْ أُخِذَتْ، دَخَلَ إِلَى قَصْرِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَأَحْرَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَيْتَ الْمَلِكِ بِالنَّارِ، فَمَاتَ 19 مِنْ أَجْلِ خَطَايَاهُ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا بِعَمَلِهِ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَيْرِهِ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ، وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّتِهِ الَّتِي عَمِلَ بِجَعْلِهِ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 20 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ زِمْرِي وَفِتْنَتُهُ الَّتِي فَتَنَهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 21 حِينَئِذٍ انْقَسَمَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُ الشَّعْبِ كَانَ وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ لِتَمْلِيكِهِ، وَنِصْفُهُ وَرَاءَ عُمْرِي. 22 وَقَوِيَ الشَّعْبُ الَّذِي وَرَاءَ عُمْرِي عَلَى الشَّعْبِ الَّذِي وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ، فَمَاتَ تِبْنِي وَمَلَكَ عُمْرِي.
ع15:
في السنة السابعة والعشرين لآسا ملك يهوذا ملك زمرى في "ترصة" ولكن لم يدم حكمه سوى أسبوع واحد فقط. وكان جيش إسرائيل في ذلك الوقت محاصرًا لـ"جبثون" التي كان الفلسطينيون مستولين عليها ويبدو أن النزاع على جبثون استمر سنينًا طويلة، فهنا يذكر أنها كانت محاصرة وأيضًا منذ 26 عامًا في (1 مل 15: 27)، كانت محاصرة أيضًا أيام ناداب ابن يربعام.وبقتل أيلة انتهت الأسرة الثانية التي ملكت على إسرائيل وقد كانت الأسرة الأولى هي أسرة يربعام والأسرة الثانية هي أسرة بعشا، ثم ملك زمرى الذي لم يستمر في الملك إلا بضعة أيام. (أنظر سلسلة ملوك يهوذا وإسرائيل في نهاية الكتاب).
ع16، 17: سمع جنود مملكة إسرائيل النازلون على جبثون أن زمرى قام بثورة على الملك أيلة وقتله. ويبدو أن زمرى لم يكن محبوبًا من كل الجيش، فغضب الجنود المحاصرون لجبثون والتابعون لعمرى على قتل زمرى لآيلة، لأن أيلة كان مسالمًا وإن كان غير مهتم بالمملكة، فقاموا للانتقام من دمه وأقاموا عمرى ملكًا عليهم وتركوا جبثون وتحركوا نحو ترصة عاصمة الملك وحاصروها. وكانت ترصة مدينة جميلة ولكنها غير محصنة، وكانوا ينوون القبض على زمرى وقتله بعد أن ملكوا عمرى وكانت في خطتهم قتل زمرى بعد تمليك عمرى.
ولعل عمرى عندما رأى زمرى يقتل عبيد ورؤساء الملك أيلة، خاف على نفسه أن يقتله زمرى فقاد الجيش للقضاء عليه.
ع18: عندما رأى الملك زمرى أن عاصمته ترصة محاصرة، إذ كانت المدينة غير حصينة ومن السهل اقتحامها، تأكد أن عمرى سيقبض عليه، بل ويشهر به لقتله الملك أيلة الذي سبقه. لذلك أشعل النار في القصر الذي يسكن فيه، فانتحر واحترق القصر العظيم. ولعله أراد ألا يتمتع عمرى بهذا القصر الفخم.
وهكذا نرى نتيجة الخيانة والقتل اللذان قام بهما زمرى تأتى على رأسه سريعًا، فيموت ميتة صعبة، أي محترقًا.
لا تنبهر بالمراكز والممتلكات فتسلك في الشر لتصل إليها. فالله عادل ويرى أعمالك وسيعاقبك عليها وإن أطال أناته فترة فالعقاب يكون أصعب، وثق أن الشر لا يعطى راحة أو سعادة أبدًا ولكن الوجود مع الله والسلوك في وصاياه هو الشئ الوحيد الذي يعطيك استقرارًا وطمأنينة وسعادة.
ع19: كان موت زمرى بهذه الطريقة الشنيعة عقابًا إلهيًا له على خطاياه بعبادة الأوثان والعنف والظلم، ليس فقط في حياته الأولى ولكن بعد تملكه على إسرائيل وبهذا أضل الشعب وشجعه على عبادة الأوثان وعمل كل شر. والعجيب أن يحدث هذا في سبعة أيام فقط، فهذا يوضح أنه كان شريرًا جدًا وبدأ الشر من أول يوم في ملكه، فأغاظ الرب بخطاياه.
ع20: تفاصيل حياة زمرى والتآمر الذي قاده ضد أيله مكتوبة في "سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل".
ع21، 22: انقسم الشعب إلى فريقين، فريق يناصر عمرى الذي ثار ضد زمرى والفريق الثاني يناصر تبنى الذي كان يؤيد زمرى ويقاوم تحرك عمرى وإثارته للجيش ضد زمرى. استمر الانقسام فترة أربع سنوات أو أكثر قليلًا (ع15، 23) من السنة السابعة والعشرين حتى الحادية والثلاثين لآسا، قامت فيها حروب أهلية بين الفريقين، حيث ظهرت قوة عمرى وجيشه على الحزب الآخر الذي كان يتبع زمرى ويقوده الآن تبنى. ومع الوقت ضعف هذا الفريق ومات تبنى إما في أحد الحروب، أو حزنًا على ما صار إليه، وبهذا استطاع عمرى أن يتملك وحده على إسرائيل إذ كان معه الجيش وهو بالطبع أقوى من الشعب الذي ناصر تبنى.
23 فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. مَلَكَ فِي تِرْصَةَ سِتَّ سِنِينَ. 24 وَاشْتَرَى جَبَلَ السَّامِرَةِ مِنْ شَامِرَ بِوَزْنَتَيْنِ مِنَ الْفِضَّةِ، وَبَنَى عَلَى الْجَبَلِ. وَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا بِاسْمِ شَامِرَ صَاحِبِ الْجَبَلِ «السَّامِرَةَ». 25 وَعَمِلَ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. 26 وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. 27 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُمْرِي الَّتِي عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ الَّذِي أَبْدَى، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 28 وَاضْطَجَعَ عُمْرِي مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي السَّامِرَةِ، وَمَلَكَ أَخْآبُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
ع23:
في السنة الواحدة والثلاثين لآسا ملك يهوذا مَلَكَ عمرى على إسرائيل واستمرت فترة حكمه اثنتى عشرة سنة، وكانت "ترصة" هي عاصمة ملكه في الست سنوات الأولى من حكمه. وهذه الست سنوات من بعد موت زمرى فهي تشمل الأربع سنوات التي اشتد فيها الصراع مع تبنى وحزبه (ع21، 22)، وهي في الحقيقة أقل من ست سنوات بشهور إذ بدأت من السنة السابعة والعشرين للملك آسا حتى السنة الثانية والثلاثين.
ع24: وزنتين من الفضة
: وزنة الفضة لها عدة أوزان تتراوح بين 17-40 كجم.السامرة: تقع شمال أورشليم على بعد 56 كم وبناها عمرى في عام 924 ق.م واستمرت حتى سبى إسرائيل، حين دمرها الأشوريون عام 722 ق.م ومكانها الآن مدينة سبسطية. وكانت قائمة على جبل فمن السهل تحصينها، فكانت مناسبة كعاصمة.
اشترى عمرى جبل السامرة من شامر الذي يمتلكه وأقام عليها مدينة السامرة على اسم شامر وجعلها عاصمة لملكه. وهكذا انتقلت العاصمة من شكيم التي كانت مقرًا للملك إلى ترصة، ثم إلى السامرة.
فاق عمرى في انحرافه وانحراف شعبه عن طريق الرب أكثر من جميع الذين سبقوه. فسار في طريق يربعام وقاد الشعب للعبادة الوثنية مما أغضب الرب، ولعل شر عمرى كان في الضغط على الشعب لعبادة العجول الذهبية التي أقامها يربعام، مما زاد من ضلال الشعب.
ع27: سجلت أعمال عمرى كتاريخ في "سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل".والتاريخ يعلن أن عمرى كان قائدًا ناجحًا سياسيًا وعسكريًا ولكنه للأسف كان بعيدًا عن الله بعبادته الأوثان.
ع28: مات عمرى ودفن في السامرة وخلفه ابنه آخاب على عرش إسرائيل. وهكذا بدأت أسرة عمرى التي ملكت مدة طويلة على إسرائيل وكانت أشر الأسر في عبادة الأوثان والظلم (مى6: 16).
استغل عمرى المُلك لعمل الشر أكثر من كل من قبله، فعاقبه الله بإبادته هو ونسله بعد مدة. كن حريصًا على استغلال امكانياتك ومركزك وظروفك لتمجيد الله والارتباط به وجذب الآخرين إليه، فتخلص نفسك ومن حولك ويكون لك مكان في السماء.
29 وَأَخْآبُ بْنُ عُمْرِي مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَالثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. 30 وَعَمِلَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. 31 وَكَأَنَّهُ كَانَ أَمْرًا زَهِيدًا سُلُوكُهُ فِي خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، حَتَّى اتَّخَذَ إِيزَابَلَ ابْنَةَ أَثْبَعَلَ مَلِكِ الصِّيدُونِيِّينَ امْرَأَةً، وَسَارَ وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ. 32 وَأَقَامَ مَذْبَحًا لِلْبَعْلِ فِي بَيْتِ الْبَعْلِ الَّذِي بَنَاهُ فِي السَّامِرَةِ. 33 وَعَمِلَ أَخْآبُ سَوَارِيَ، وَزَادَ أَخْآبُ فِي الْعَمَلِ لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 34 فِي أَيَّامِهِ بَنَى حِيئِيلُ الْبَيْتَئِيلِيُّ أَرِيحَا. بِأَبِيرَامَ بِكْرِهِ وَضَعَ أَسَاسَهَا، وَبِسَجُوبَ صَغِيرِهِ نَصَبَ أَبْوَابَهَا، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ.
ع29:
في السنة الثامنة والثلاثين لآسا ملك يهوذا ملك آخاب بن عمرى على إسرائيل في السامرة واستمر حكمه اثنتين وعشرين سنة.
ع30: أكثر آخاب من عمل الشر، ففاقت الشرور والخطايا التي ارتكبها خلال حكمه على شرور جميع الذين جلسوا على عرش إسرائيل قبله وبعده. وهكذا نجد الشر يتزايد، فعمرى صنع الشر أكثر من كل من قبله وابنه آخاب تعلم منه، فصار أشر من والده وساعده على ذلك زوجته الوثنية إيزابل ابنة ملك صيدون. ومما يظهر شناعة خطايا آخاب أنه كان في أيامه صوت الله واضحًا على فم إيليا القوى ولكنه رفض كلام إيليا واضطهده وحاول قتله، كما سيظهر في الأصحاح التالى.
احترس لأن ما تفعله من خطايا يؤثر على أولادك فأنت قدوة. لذلك اهتم بعلاقتك مع الله وتوبتك فتقود أولادك في طريق الله.
: سكان صيدا وهي مدينة ساحلية غنية تشتهر بالتجارة وصيد السمك وتقع في لبنان الحالية.
لم يكتفِ آخاب باتباعه طريق يربعام في عبادة العجلين الذهبيين، بل زاد على ذلك بأن تزوج "إيزابل" ابنة "أثبعل" ملك صيدا وهي التي جذبته لعبادة البعل إلهها والسجود له، وبنى بيتًا على اسم البعل في السامرة وأقام مذبحًا وضعه فيه، أي نشر عبادة البعل وشجعها وصارت عبادة العجلين اللذين أقامهما يربعام عبادة وثنية علنية وليست رمزًا لعبادة الله، واضطهد الأنبياء والمؤمنين وقتل الكثيرين منهم (1 مل 18: 4). وصار آخاب وإيزابل مصدرًا للشر ليس في مملكة إسرائيل، بل وفى يهوذا أيضًا لأن ابنة آخاب وهي عثليا تزوجها ملك يهوذا، بل وانفردت هي أيضًا بالملك بعد ذلك.
ع33: أقام آخاب سوارى كثيرة لعبادة الأوثان، فغضب الرب عليه؛ لتزايده في عبادتها أكثر من كل ملوك إسرائيل السابقين له.
ع34: فى أيام ملكه بنى حيئيل البيتئيلى أريحا. وكان هناك لعنة على من يبنى مدينة أريحا، قيلت بفم يشوع بن نون، والجميع يعلمون بهذه اللعنة، ولكن لم يعد خوف الله أمام بني إسرائيل فاحتقروا تهديدات الله كما احتقروا مواعيده. لقد مضى أكثر من 500 سنة على كلام الرب على فم يشوع ولكن لم ينسَ الرب كلمته، فمات أبيرام بن حيئيل البكر عند وضع أساسات المدينة، ومات ابنه الأصغر سجوب عند نصب أبوابها، وغالبًا مات باقي أبنائه بعد ذلك. وكانت أريحا قد بنيت كمساكن كما ورد في (يش16: 1، 7، 18: 12) ولكن المقصود هنا بناءها كمدينة محصنة.
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ملوك الأول 17 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير ملوك الأول 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/kings1/chapter-16.html
تقصير الرابط:
tak.la/jxp4b53