ولا نعرف ظهور الله كان بأى شكل، حلم أو رؤيا أو بأى شكل آخر، مثل سماعه صوت أو ظهور ضباب أو غيره، ولكن تأكد سليمان أن الله يكلمه وبالطبع لم يرى جوهر الله لأن "الله لم يره أحد" (يو1: 18).

 

St-Takla.org Image: God renews His vow to Solomon (1 Kings 9:1-9) صورة في موقع الأنبا تكلا: الله يجدد العهد مع الملك سليمان (ملوك الأول 9: 1-9)

ع3: قال الرب لسليمان أن صلاته قد صعدت أمامه، وها هو يستجيب لطلباته ويعلن رضاه عما فعله. فإذ أتم سليمان بناء الهيكل توقف عمله عند هذا الحد، أما تقديس البيت فهو عمل الله نفسه معلنًا تقبله لهذه العطية، والله وهو يعلن حضوره في البيت يكشف عما قرره وهو أن يكون من الآن فصاعدًا واضعًا عينه، أي رعايته وقلبه، أي محبته على هذا البيت، فالله يهتم بهيكله وبكل العبادات التي تقدم فيه. وليس معنى رعاية الله بهيكل سليمان أنه لن يتعرض للهدم - كما ظن اليهود - لأنه قال "إلى الأبد" ولكن الله يحفظ هيكله طالما كان شعبه خاضعين له وحافظين وصاياه، أما عندما انشغلوا عنه بعبادة الأوثان والشهوات الردية رفض السكنى بينهم، فسمح بحرق الهيكل على يد بابل (2 مل24)، ثم على يد الرومان. أما المقصود برعايته لهيكله إلى الأبد فهو وجوده في كنيسته، التي تمتد إلى الأبد في ملكوت السموات.

ع4، 5: هنا يؤكد الرب وعده المشروط بدوام الملك لنسل داود كما سبق ووعد أباه، وكان الشرط هو المثابرة على حفظ الوصايا باستقامة قلب، كما فعل داود.

وهذا شرط إيجابى بالإضافة إلى شروط سلبية سيذكرها في الأعداد التالية. واستمرار نسل سليمان إلى الأبد على عرشه يقصد به المسيح، الذي يأتي من نسله ويملك إلى الأبد في ملكوت السموات.

وبتنبيه الله لسليمان أن يحفظ وصاياه يقصد بها ألا ينشغل بمحبة النساء والزوجات الأجنبيات، أو باقتناء الذهب والإكثار من الخيل والمقتنيات المختلفة؛ لئلا تشغله عن الله، فهدف حياته أن يعبد الله بأمانة.

ع6، 7: أما إذا انحرف شعب الله في أي جيل عن طريق الرب ووصاياه وعبدوا الأوثان، مثل الأمم، فإن الله ينذرهم بطردهم من الأرض التي سبق ووهبها لهم، ويهمل البيت الذي قدسه فيتعرض للخراب ويصبح إسرائيل مثار سخرية وتعجب لجميع الشعوب المحيطة بهم.

ورغم وضوح كلام الله أنه يمكن أن يسمح بهدم هيكله، ظل اليهود يعتقدون أن الهيكل سيظل إلى الأبد، رغم أنه هدم على يد بابل، ثم على يد الرومان بعد قيامة المسيح (لو19: 44). وما زال اليهود يظنون أنهم سيبنون الهيكل ولا يريدون أن يفهموا المعنى الروحي وهو الإيمان بالمسيح والخضوع له، فيملك على قلوبهم في كنيسته إلى الأبد.

 

St-Takla.org Image: When Solomon had built the temple and his own palace God spoke to him. ‘I have consecrated this temple, by putting my Name there forever. If you obey me you will never fail to have a successor on the throne of Israel. (1 Kings 9: 1-5) (2 Chronicles 7: 11-12) - "King Solomon builds the temple" images set (1 Kings 5-9, 2 Chronicles 2-7): image (15) - 1 Kings, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان لما أكمل سليمان بناء بيت الرب وبيت الملك وكل مرغوب سليمان الذي سر أن يعمل، أن الرب تراءى لسليمان ثانية كما تراءى له في جبعون. وقال له الرب: «قد سمعت صلاتك وتضرعك الذي تضرعت به أمامي. قدست هذا البيت الذي بنيته لأجل وضع اسمي فيه إلى الأبد، وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام. وأنت إن سلكت أمامي كما سلك داود أبوك بسلامة قلب واستقامة، وعملت حسب كل ما أوصيتك وحفظت فرائضي وأحكامي، فإني أقيم كرسي ملكك على إسرائيل إلى الأبد كما كلمت داود أباك قائلا: لا يعدم لك رجل عن كرسي إسرائيل" (الملوك الأول 9: 1-5) - "وأكمل سليمان بيت الرب وبيت الملك. وكل ما خطر ببال سليمان أن يعمله في بيت الرب وفي بيته نجح فيه. وتراءى الرب لسليمان ليلا" (أخبار أيام الثاني 7: 11-12) - مجموعة "الملك سليمان يبني الهيكل" (ملوك الأول 5-9, أخبار الأيام الثاني 2-7) - صورة (15) - صور سفر الملوك الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ع8: يصفر: إعلانًا للتعجب والاستهزاء.

يصير الهيكل، الذي كان موضع فخر وإعزاز لبنى إسرائيل، عجبًا لكل من يمر به فيندهش لخرابه ويتساءل لماذا صنع الرب هكذا بهذه الأرض وبهذا الهيكل. وقد تم هذا سنة 586 ق.م عندما خُرّبَ وحُرِقَ الهيكل في السبي البابلي.

ع9: يأتيهم الجواب على تساؤلهم هكذا: لأنهم تركوا الرب إلههم، الذي خلص آباءهم من مصر بيت العبودية وأخرجهم منها، وانحرفوا وراء آلهة أخرى سجدوا لها وعبدوها، فلحق بهم كل هذا الشر. وهذا التحذير الإلهي هو نبوة واضحة عن هدم الهيكل.

† إن طريقك مع الله بحفظ وصاياه يضمن لك الراحة والفرح. فلماذا تبتعد عنه، بل تغيظه بخطاياك وتصر عليها، فتخسر كل شيء إن طريق الله مفتوح لك دائمًا من خلال التوبة، فلا تهمله.

حاصور: كانت عاصمة مملكة الكنعانيين في شمال فلسطين (يش11)، تبادل بنو إسرائيل والكنعانيون السيطرة عليها، وعندما استولى سليمان عليها حصنها، ثم أخذها تغلت فلاسر عند هجوم مملكة أشور على إسرائيل (2 مل15: 29).

مجدو: هي المسماة "هر مجدون" أي تل مجدون في سفر الرؤيا (رؤ16: 16). مدينة لمنسى تقع جنوب شرق حيفا بنحو 32 كم، كان فيها اسطبلات لخيول سليمان.

جازر: مدينة كنعانية قديمة تبعد حوالي 30 كم غرب أورشليم.

احتاج سليمان من أجل الإنشاءات الكثيرة التي قام بها إلى فرض نظام السخرة، كانت أعمال البناء التي قام بها هي الهيكل ثم قصره كما جدد مدينة داود وأسوارها بعد أن كانت قد تهالكت بمرور الوقت، كما أقام القلاع والحصون والمواقع الهامة، مثل حاصور ومجدو وجازر.

 

St-Takla.org Image: King Solomon uses people not of the children of Israel as labour (1 Kings 9:15-21) صورة في موقع الأنبا تكلا: الملك سليمان يُسَخِّر أناسًا ليسوا إسرائيليين (ملوك الأول 9: 15-21)

ع16: استولى بنو إسرائيل على جازر عند دخولهم أرض كنعان ولكن استطاع الفلسطينيون استعادتها من بني إسرائيل، ثم بدأت جازر تهاجم مصر، فهاجمها فرعون واستولى عليها وأحرقها وقتل من بها وقدمها هدية لإبنته مهرًا لزواجها من سليمان، كما اعتاد الملوك قديمًا.

ع17، 18: بيت حورون السفلى: هي قرية على بعد 20 كم إلى الشمال من أورشليم، مبنية على أرض منخفضة وهي من المدن التي حصنها داود.

بعلة: تدعى أيضًا "بعلة يهوذا" أو "قرية بعل" أو "قرية يعاريم"، بقى فيها التابوت فترة، وهي إحدى مدن سبط دان (يش19: 44). على بعد 15 كم غرب القدس.

تدمر: كانت من أجمل مدن العالم، حصنها سليمان لضبط طرق القوافل المارة بها. تقع على بعد 140 ميلًا شمال شرق دمشق و120 ميلًا غرب نهر الفرات.

البرية: الصحراء المحيطة بالمدينة.

الأرض: الأماكن التي استولى عليها سليمان وأصبحت ضمن مملكته.

أعاد سليمان بناء جازر كما أقام إنشاءات عديدة في مدن ذات مواقع هامة وهي بيت حورون السفلى، وبعلة وتدمر في الأراضي الصحراوية.

ع19: مرغوب سليمان: أي المباني والحدائق التي أقامها لتسليته.

كما بنى المدن التي كانت بها مخازن للغلات الزراعية ومواد البناء والمدن التي بها مخازن المركبات الحربية ومساكن لإقامة الفرسان فقد كان عدد مركباته كبير فاحتاج إلى عدة مدن ليضعها فيها (1 مل 10: 26). وهكذا أقام سليمان كل المنشآت التي رغب فيها، في أورشليم وفى لبنان وفى جميع أرجاء مملكته، فكان من الصعب حصر جميع الإنشاءات التي أقامها لكثرتها.

ع20، 21: الأموريين: شعب حكم أجزاءً من فلسطين وسوريا بعض الزمن، ترجع سلسلة نسبهم إلى كنعان وبقوا في أرض كنعان بعد أن فتحها العبرانيون.

الحثيين: هم أصل الأرمن الحاليين وليسوا ساميون. جاءوا إلى آسيا الصغرى في وقت مبكر وكانت لسليمان نساء حثيات بين نسائه.

الفرزيين: فرع هام من فروع الكنعانيين لم يبادوا عند دخول بني إسرائيل أرض الميعاد.

الحويين: هم أحد أجناس الكنعانيين.

اليبوسيين: قبيلة كنعانية سكنت "يبوس" التي هى أورشليم وقد سكنوا مع بنى يهوذا وبنيامين وظلوا محتفظين بحصن صهيون إلى أيام داود الذي استولى على حصنهم وجعله جزءًا من أورشليم عاصمته. بقى بعضهم بالمدينة بعدما استولى عليها داود واستمر تواجدهم بالمدينة إلى ما بعد الرجوع من السبي البابلي.

احتاج سليمان لإقامة منشآته العديدة إلى أيدي عاملة كثيرة، فاستخدم أبناء الشعوب الذين بقوا في أرض الموعد إذ لم يستطع بنو إسرائيل إبادتهم - وهم الأموريون والحثيون والفرزيون والحويون واليبوسيون، الذين ليسوا من بني إسرائيل، ففرض عليهم سليمان خدمة التسخير كعبيد.

 

St-Takla.org Image: Israelis serve Solomon as men of war (1 Kings 9:22, 23) صورة في موقع الأنبا تكلا: الإسرائيليون يخدمون سليمان كرجال قتال حرب (ملوك الأول 9: 22، 23)

ع22: ثوالث: جمع ثالث وهي رتبة عسكرية متقدمة، فالملك هو الأول والأمراء في المركز الثاني ثم هؤلاء الثوالث. وكانوا يركبون في المركبة الخاصة بالملك إذ كانت كل مركبة يركب فيها ثلاثة أشخاص.

أما بنو إسرايل فلم يسخر منهم سليمان أحدًا بل جعلهم جنودًا وضباطًا، قادة مركبات وفرسان، وكان منهم رجال حاشيته وأمراؤه.

ع23: كان عدد المشرفين على العمال المسخرين للبناء 550 رجلًا.

† الله بارك سليمان وساعده في الاستيلاء على أراضي كثيرة لتوسيع مملكته وإقامة منشآت لكل احتياجات المملكة، الله مستعد أن يباركك وكل ما تعمله إن خضعت لوصاياه وسرت باستقامة أمامه. فاطلب الله قبل كل شيء فيدبر لك كل أمورك.