ع7-12: يمتارون: يجمعون الطعام وكلمة ميرة معناها طعام.

عين الملك اثنى عشر وكيلًا، كل واحد على منطقة من أراضي بني إسرائيل؛ ليجمعوا طعامًا لبيت الملك.والمقصود ببيت الملك البيوت التابعة له والولائم التي يقيمها لمعاونيه وضيوفه، وهي شيء كثير، كان يجمعه هؤلاء الوكلاء مجانًا من الشعب وكان الشعب راضيًا من أجل كثرة الخيرات التي أنعم بها الله عليه أيام سليمان. وكان كل وكيل يجمع الطعام من منطقته؛ ليكفى احتياجات بيت الملك شهرًا من السنة، أي قُسمت السنة على اثنى عشر وكيلًا.

أسماء الوكلاء والمقاطعات المسئولين عنها:

ويلاحظ حكمة سليمان في وضع جابر وابنه (ع13، 19) وكيلين على مقاطعتين متجاورتين ليسهل التعاون بينهما فيصل سليمان إلى نتائج أفضل من أعمالهما. ونجد أيضًا أن تسعة وكلاء عملوا غرب الأردن وثلاثة فقط كانوا في شرق الأردن لصغر المنطقة التابعة لشعب الله هناك وهؤلاء الوكلاء الثلاثة هم ابن جابر (ع13)، وأخيناداب (ع14) وجابر ابن أورى (ع19).

كان يشرف على كل هؤلاء الوكلاء مراقب عام واحد هو عزرياهو بن ناثان كما جاء في ع5.

† يسجل لسليمان هنا مع حكمته قدرته على تنظيم الدولة، فعيَّن لكل مسئولية الشخص المناسب لها بحيث يسير كل شيء في ترتيب صحيح؛ نحن أيضًا مع تسليمنا وإيماننا ببركة الرب في تدبير الأمور، علينا أن ندبِّر شئون حياتنا وننظم أمورنا بالتعقل والحكمة، ثم نترك الرب يتممِّ كل أمر حسب مشيئته.

ع20: يذكر هنا أن شعب الله كان كثيرًا جدًا، ويخص سبط يهوذا بالذكر لأنه كان يشغل مساحة كبيرة ومنه كان داود الذي أتى من نسله المسيح.وبهذا تحقق وعد الله لإبراهيم بكثرة النسل (تك22: 17) وكثرة الخيرات فكانوا في فرح مستمر.

وكان ازدياد العدد أيام سليمان رمزًا لازدياد نسل إبراهيم الذي سيؤمن بالمسيح في العالم كله في العهد الجديد.

ع21: كذلك تحقق الوعد الإلهي لشعب الله، فكان سليمان متسلطًا على جميع الممالك من النهر الكبير أي نهر الفرات إلى نهر مصر، والذي يقع عند حدودها قرب العريش، وهو نهر موسمى من مياه السيول في سيناء وليس النيل وكانت الهدايا الإجبارية التي تعتبر كجزية مقدمة من الشعب سببًا في ازدياد موارد الدولة بالإضافة إلى أن السخرة وفرت للدولة أموالًا كثيرة.

سميذ: الدقيق الفاخر.

الأيائل: جمع أيلة وهي نوع من الغزال.

اليحامير: حيوانات من فصيلة الأيائل.

الظباء: مفردها ظبى وهو الغزال.

كان ما يلزم القصر والساكنين فيه والممنوح لهم شرف الجلوس على مائدة الملك والضيوف وكبار المدعوين، كمية كبيرة من الطعام والشراب في اليوم الواحد كالآتي:

30 كر سميذ

60 كر من الدقيق

10 ثيران مسمنة

20 ثورًا من المراعى

100 خروف

وأعداد كبيرة من الغزلان والحيوانات والطيور المسمنة.

وهذا معناه أن مائدة سليمان تكفى لإطعام حوالي 4000 نفس وهو هنا يرمز للمسيح الذي أشبع 4000 نفس بسبعة أرغفة وقليل من صغار السمك.

تفسح: مدينة معروفة قديمًا تقع غرب نهر الفرات.

غزة: مدينة معروفة على البحر الأبيض المتوسط قرب حدود مصر.

دان: تقع أقصى شمال بلاد اليهود.

بئر سبع: مدينة تقع أقصى جنوب اليهودية.

تحقَّقت في أيام سليمان وعود الرب للآباء، فامتد سلطانه من نهر الفرات شرقًا إلى البحر الأبيض وحدود مصر غربًا، ومن دان شمالًا إلى بئر سبع جنوبًا، وخضع له وتصالح معه كل ملوك البلاد المحيطة بمملكته وأعطوه الهدايا والأموال، فعاش بنو إسرائيل أي سبط يهوذا وباقى الأسباط في سلام متمتعين بخيرات الأرض الغنية مثل الكروم والتين. ويذكر سبط يهوذا لكثرة عدده وليس لأنه منقسم عن باقي الأسباط أيام سليمان.

وشبع وآمن شعب الله أيام سليمان وسليمان يرمز للمؤمنين في العهد الجديد الذين يملك عليهم المسيح فيتمتعون بالشبع الروحي والسلام.

يبين هنا غنى سليمان إذ كان عنده أربعون ألف مزودًا لإطعام خيوله، وكان له أيضًا اثنا عشر ألف فارس للركوب على هذه الخيول. وإكثار الخيل مخالف للشريعة لأن الله أراد أن يتكلوا عليه وليس على قوتهم الحربية بكثرة الفرسان والخيول (تث17: 16).

كان الوكلاء السابق تعيينهم على المقاطعات الاثنا عشر يمدون احتياجات القصر الملكى –كما ذكر من قبل– كل واحد في شهره فلم يكن القصر في احتياج إلى شيء. وكان المسئولون عن توريد التبن والشعير يأتون به إلى وكلاء المقاطعات ليرسلوه لإطعام خيول الملك، بحسب المواعيد المحددة له ليكون هناك طعام طوال السنة لهذه الحيوانات.

† ليتك تشكر الله على الخيرات التي يعدها لك فتتمتع بها إذ أنها غالية لأنها من عند الله، فتفرح بمحبة الله لك وتعطى المحتاجين فيصير القليل الذي عندك كثيرًا وتكون قنوعًا شاكرًا محبًا للعطاء.

ع29: كانت نعمة الله لسليمان عظيمة جدًا، فحكمته كانت كبيرة فوق كل قياس وكان يعلم أمورًا كثيرة في مختلف أنواع العلم ومستعدًا بصدر متسع أن يحل كل المشاكل التي تعرض عليه حتى أنه يعبر عن اتساع حكمته وصدره برمل البحر الذي لا يمكن أن يعد، هكذا تنوعت المعرفة والعلم الذي تميز به.

† إن طول الأناة فضيلة عظيمة ليتك تهتم بها، فتحسن الإنصات لكل من حولك مهما كان ضعفهم في التعبير عن أنفسهم، فتشجعهم بابتسامتك وتريح قلوبهم ويجدوا المسيح فيك.

حكمة مصر: اشتهرت مصر بالحكماء كما كان أيام يوسف وموسى.

إيتان الأزراحى: من عشيرة زارح من سبط يهوذا (1 أى2: 6)، اشتهر بحكمته وهو كاتب مزمور 89.

بنى محول الثلاثة:

هيمان: ابن ماحول ابن زارح، من سبط يهوذا، عرف بحكمته البالغة وهو منظم المزمور 88.

كلكول: ابن ماحول وكان أيضًا من أحكم أهل زمانه (1 أى2: 6).

دردع: ابن ماحول اشتهر أيضًا بالحكمة (1 أى2: 6).

بالطبع كان هناك حكماء في أنحاء متفرقة من الأرض، سواء في بنى المشرق أو في مصر، لكن الحكمة التي تمتع بها سليمان فاقت حكمة كل هؤلاء. فتعدت حكمته حكمة جميع الناس ومنهم إيتان الأزراحى وهيمان وكلكول ودردع بنى محول. وذاع صيته وحكمته في جميع الأمم المحيطة.

ع32: ظهرت حكمة سليمان في الأمثال العديدة التي نطق بها والتي بلغ عددها ثلاثة آلاف مثل، وفى الأناشيد التي نظمها وقد بلغت ألفًا وخمسًا. وهذه الأمثال والأناشيد وضع بعضها في سفر الأمثال بالكتاب المقدس. ونعلم أيضًا أن سفر الأمثال ليس كله من وضع سليمان كما هو مكتوب في السفر.

الدبيب: الزواحف.

بلغ علمه إلى فهم خصائص البجر وعالم النباتات، فوصف أنواعًا كثيرة منها بدءًا من أرز لبنان إلى نبات الزوفا الذي ينبت على الحائط، أي من أكبر الأشجار مثل الأرز إلى أصغر النبات مثل الزوفا. كما فاق علمه بالمملكة النباتية حدود علم جميع معاصريه، كذلك كان وصفه للبهائم والطيور والزواحف والأسماك كاملًا ودقيقًا.

ع34: لما ظهر علم سليمان الفائق وانتشر خبره بين ممالك العالم، أقبل ملوك ورؤساء العالم لمقابلته والتمتع بسماع ورؤية حكمته.

† انتهز كل فرصة للتعلم من حكمة الآخرين والتلمذة على أيدي الأخوة الروحيين، فمن أجل محبتك للحكمة واتضاعك يفيض عليك الله بالكثير وتتمتع بعمله فيك.