← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39
اَلأَصْحَاحُ التاسع والأربعون
(1) بني عمون (ع1-6)
[2] أدوم (ع 7 - 22)
[3] عن دمشق (ع 23 - 27)
[4] العرب (ع 28 - 33)
[5] عيلام (ع 34 - 39)
1 عَنْ بَنِي عَمُّونَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَلَيْسَ لإِسْرَائِيلَ بَنُونَ، أَوْ لاَ وَارِثٌ لَهُ؟ لِمَاذَا يَرِثُ مَلِكُهُمْ جَادَ، وَشَعْبُهُ يَسْكُنُ فِي مُدُنِهِ؟ 2 لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُسْمِعُ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ جَلَبَةَ حَرْبٍ، وَتَصِيرُ تَلاًّ خَرِبًا، وَتُحْرَقُ بَنَاتُهَا بِالنَّارِ، فَيَرِثُ إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ وَرِثُوهُ، يَقُولُ الرَّبُّ. 3 وَلْوِلِي يَا حَشْبُونُ لأَنَّ عَايَ قَدْ خَرِبَتْ. اُصْرُخْنَ يَا بَنَاتِ رَبَّةَ. تَنَطَّقْنَ بِمُسُوحٍ. انْدُبْنَ وَطَوِّفْنَ بَيْنَ الْجُدْرَانِ، لأَنَّ مَلِكَهُمْ يَذْهَبُ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَكَهَنَتُهُ وَرُؤَسَاؤُهُ مَعًا. 4 مَا بَالُكِ تَفْتَخِرِينَ بِالأَوْطِيَةِ؟ قَدْ فَاضَ وَطَاؤُكِ دَمًا أَيَّتُهَا الْبِنْتُ الْمُرْتَدَّةُ وَالْمُتَوَكِّلَةُ عَلَى خَزَائِنِهَا، قَائِلَةً: مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ؟ 5 هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكِ خَوْفًا، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ، مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ حَوَالَيْكِ، وَتُطْرَدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا أَمَامَهُ، وَلَيْسَ مَنْ يَجْمَعُ التَّائِهِينَ. 6 ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أَرُدُّ سَبْيَ بَنِي عَمُّونَ، يَقُولُ الرَّبُّ».
ع1:
يتعجب النبي إرميا لعداوة بن عمون لبني إسرائيل فقد سكن سبط جاد شرق نهر الأردن حيث تقع مملكة بني عمون شمال مملكة موآب وقد تميزت بني عمون بالعداوة على مدى الأجيال لشعب الله منذ أيام القضاة حتى قرب ميلاد المسيح. فإرميا يحزن لتقدم ملك بني عمون واستيلائه على بعض أراضي سبط جاد أي شعب الله. وفي بعض الترجمات يكتب ملكوم بدل ملكهم وملكوم هو إله بني عمون الذي كانت تقدم له ذبائح بشرية والمقصود أن شعب بني عمون يستولى ويسكن في مدن بني إسرائيل.
ع2: ربة بني عمون: عاصمة بني عمون وهي الآن عمان عاصمة الأردن.
من أجل عداوة بني عمون لشعب الله يؤدبها الله عن طريق بابل فيسمع في عاصمتها ربة ضجيج الحرب. ويخرب جيش بابل مدينة ربة وتصير تلًا ويحرقون بنات بني عمون أي يقتلون سكان ربة والمقصود بميراث بني إسرائيل لبني عمون هو استيلاء بابل على مدنها أي أن الله يؤدب أعداء شعب الله.
ع3
: عاي: إما مدينة موآبية أو كلمة معناها دمار والمقصود دمار مدن بني عمون.حشبون: عاصمة موآب كانت تقع غالبًا في ملك موآب وأحيانًا في ملك بني عمون يناديها إرميا لتبكي على مدينة عاي التابعة لبنى عمون. وينادى أيضًا نساء مدينة ربة عاصمة بني عمون ليصرخن حزنًا على قتلاهم ويطلب منهن أن يلبسن الملابس الخشنة مثل المسوح دليلًا على الحزن الشديد وكن يلبسنها خاصة على الوسط فما أسفل - أي الحقوين - ثم يطلقن كلمات الرثاء - أي الندب - من أجل الخراب الذي حل بهن وكذلك يَدُرْنَ بين جدران المعابد يطلبن نجدة الآلهة ليس من معين لأن السبي البابلي قد أخذ الملك والكهنة والرؤساء وأصبح شعب بنى عمون الباقي في ذل شديد.
ع4: الأوطية:
الوديانكان شعب بني عمون يفتخر بسهوله الخصبة التي تعطي محاصيل جيدة وخيرات كثيرة فيناديه النبي ليبطل افتخاره بعد أن امتلأت الوديان من دماء قتلاه وذلك لارتداده عن الله وعبادته الأوثان واعتماده على غناه وخيراته التي ستباد بيد بابل.
ع5: عندما يهجم جيش بابل على سكان بني عمون يملأ قلوبهم الخوف ويهربون تاركين أراضيهم وتسبى بابل رجالهم وتنقلهم إلى بلاد أخرى بعيدة. وفي النهاية تخلو بلاد بني عمون من سكانها ويتشتت شعبها في بلاد كثيرة ولا يستطيعون الرجوع والتجمع ثانية في بلادهم.
ع6:
يبشرهم إرميا بأنهم سيعودون من السبي ويخبرنا سفر نحميا أن طوبيا العموني كان رئيسًا لبني عمون وذلك كان أثناء سبى مادى وفارس وكذلك هذه الآية نبوة عن رجوع بني عمون للإيمان أي إيمانهم كأمم بالمسيح، فالمسيح جاء لأجل اليهود والأمم.†
لا تعتمد على غناك وخيراتك فهي متقلبة ولكن اعتمد على الله واهب هذه الخيرات واشكره كل يوم على إحساناته فقد وهبها لك دليلًا على محبته ليتعلق قلبك به لتنطلق في صلوات وتأملات وخدمة له.
7 عَنْ أَدُومَ: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: أَلاَ حِكْمَةَ بَعْدُ فِي تِيْمَانَ؟ هَلْ بَادَتِ الْمَشُورَةُ مِنَ الْفُهَمَاءِ؟ هَلْ فَرَغَتْ حِكْمَتُهُمْ؟ 8 اُهْرُبُوا. الْتَفِتُوا. تَعَمَّقُوا فِي السَّكَنِ يَا سُكَّانَ دَدَانَ، لأَنِّي قَدْ جَلَبْتُ عَلَيْهِ بَلِيَّةَ عِيسُو حِينَ عَاقَبْتُهُ. 9 لَوْ أَتَاكَ الْقَاطِفُونَ، أَفَمَا كَانُوا يَتْرُكُونَ عُلاَلَةً؟ أَوِ اللُّصُوصُ لَيْلًا، أَفَمَا كَانُوا يُهْلِكُونَ مَا يَكْفِيهِمْ؟ 10 وَلكِنَّنِي جَرَّدْتُ عِيسُوَ، وَكَشَفْتُ مُسْتَتَرَاتِهِ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْتَبِئَ. هَلَكَ نَسْلُهُ وَإِخْوَتُهُ وَجِيرَانُهُ، فَلاَ يُوجَدُ. 11 اُتْرُكْ أَيْتَامَكَ أَنَا أُحْيِيهِمْ، وَأَرَامِلُكَ عَلَيَّ لِيَتَوَكَّلْنَ. 12 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَا إِنَّ الَّذِينَ لاَ حَقَّ لَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا الْكَأْسَ قَدْ شَرِبُوا، فَهَلْ أَنْتَ تَتَبَرَّأُ تَبَرُّؤًا؟ لاَ تَتَبَرَّأُ! بَلْ إِنَّمَا تَشْرَبُ شُرْبًا. 13 لأَنِّي بِذَاتِي حَلَفْتُ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّ بُصْرَةَ تَكُونُ دَهَشًا وَعَارًا وَخَرَابًا وَلَعْنَةً، وَكُلُّ مُدُنِهَا تَكُونُ خِرَبًا أَبَدِيَّةً. 14 قَدْ سَمِعْتُ خَبَرًا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، وَأُرْسِلَ رَسُولٌ إِلَى الأُمَمِ قَائِلًا: تَجَمَّعُوا وَتَعَالَوْا عَلَيْهَا، وَقُومُوا لِلْحَرْبِ. 15 لأَنِّي هَا قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيرًا بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَمُحْتَقَرًا بَيْنَ النَّاسِ. 16 قَدْ غَرَّكَ تَخْوِيفُكَ، كِبْرِيَاءُ قَلْبِكَ، يَا سَاكِنُ فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، الْمَاسِكَ مُرْتَفَعِ الأَكَمَةِ. وَإِنْ رَفَعْتَ كَنَسْرٍ عُشَّكَ، فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 17 وَتَصِيرُ أَدُومُ عَجَبًا. كُلُّ مَارّ بِهَا يَتَعَجَّبُ وَيَصْفِرُ بِسَبَبِ كُلِّ ضَرَبَاتِهَا! 18 كَانْقِلاَبِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَمُجَاوَرَاتِهِمَا، يَقُولُ الرَّبُّ، لاَ يَسْكُنُ هُنَاكَ إِنْسَانٌ وَلاَ يَتَغَرَّبُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ. 19 هُوَذَا يَصْعَدُ كَأَسَدٍ مِنْ كِبْرِيَاءِ الأُرْدُنِّ إِلَى مَرْعًى دَائِمٍ. لأَنِّي أَغْمِزُ وَأَجْعَلُهُ يَرْكُضُ عَنْهُ. فَمَنْ هُوَ مُنْتَخَبٌ، فَأُقِيمَهُ عَلَيْهِ؟ لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي؟ وَمَنْ يُحَاكِمُنِي؟ وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟ 20 لِذلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ، وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ: إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. 21 مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ. 22 هُوَذَا كَنَسْرٍ يَرْتَفِعُ وَيَطِيرُ وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ عَلَى بُصْرَةَ، وَيَكُونُ قَلْبُ جَبَابِرَةِ أَدُومَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ كَقَلْبِ امْرَأَةٍ مَاخِضٍ».
ع7: أدوم: هو عيسو وكلمة أدوم معناها أحمر وقد سكن في جبال سعير التي تقع جنوب فلسطين وعاصمتها سالع وقاومت بني إسرائيل كثيرًا وخضعت لها أحيانًا وكان هيرودس الملك أيام المسيح أدوميًا.
ع8: تيمان:
معناه الجنوب وهي من أهم مدن الآدوميين وسميت على اسم حفيد عيسو وتقع شمال شرق بلاد أدوم ويتميز شعبها بالحكمة وضرب الأمثال.تعجب إرميا عند سقوط تيمان وبلاد أدوم بيد البابليين، ويتساءل أين حكمتهم التي لم تنفعهم في الدفاع عن أنفسهم أمام بابل.
ع8: ددان:
ابن إبراهيم من قطورة وسكن جنوب شرق أدوم وكان تابعًا له وتميز شعبها بالتجارة.تعمقوا في السكن: اختبئوا
ينادي بلاد ددان التابعة لأدوم والمجاورة له ليهربوا ويتلفتوا يمينًا ويسارًا وهم هاربين لأجل خوفهم من الأعداء البابليين ويختبئوا قدر ما يستطيعوا لأن غضب الله على أدوم قد حل عليهم أيضًا.
ع9: علالة:
الثمار القليلة الباقية في عنقود العنب أو أفرع الشجر.يندهش النبي لأجل إبادة بابل لبلاد الأدوميين لأن المعتاد أن القاطفين عندما يجمعون الثمار يتركون بعض الحبات أو الثمار القليلة واللصوص عندما يسرقون يأخذون ما يكفيهم من المسروقات ويتركون الباقي أما بابل فقد حطمت أدوم تمامًا.
ع10: هذا ما حدث لأدوم على يد بابل إبادة شاملة لنسله وإخوته وجيرانه أي كل سكانه ومن يجاوره من الشعوب التي يعتمد عليها ولم يبق العدو شيئًا من ممتلكات أدوم إلا واستولى عليه وحطمه فتجرد أدوم تمامًا ولم يبق له شئٌ نفيسٌ مستترٌ أو مخبأ.
ع11: يعود الله فيعطي رجاء لأدوم أنه بعد قتل رجاله سيدعو الله ويحافظ على أطفاله الأيتام ونسائه الأرامل. فالله لا يقصد إبادة الأمم بل رجوعهم إليه بالإيمان والتوبة عندما يسمعون نبوات إرميا عنهم وكذا عندما يموت بعضهم فيؤمن الباقون.
ع12: يقصد بالكأس كأس الغضب الإلهي ويقصد بالذين لا حق لهم أن يشربوا الكأس هم شعب الله أي أن الله إن كان قد سمح بتأديب شعبه لخطاياهم حتى يتوبوا فبالأولى أدوم الشرير الذي يعبد الأوثان، والمتكبر ينبغي أن يشرب كأس غضب الله لأن الله العادل يحكم عليه ولا يبرئه.
ع13: بصرة:
مدينة رئيسية في أدوم وكانت عاصمة له بعض الوقت.يعلن الله تخريب أهم مدن أدوم وهي بصرة حتى أن من يمر بها يدهش لأجل خرابها بعد أن كانت مدينة عظيمة وتصير مثلًا للعار واللعنة لأنها لا تقوم ولا تبني ثانية.
ع14: يظهر الله ما سيحدث لأدوم وهو اجتماع الأمم أي جيوش بابل عليها لتدميرها.
ع15: بعد تدمير أدوم لا يصبح شعبًا قويًا بل صغيرًا ومحتقرًا بين الشعوب.
ع16: محاجئ الصخر:
مغاير وسط الصخور كان يسكن فيها الأدوميون محصنين في الصخور في مخابئ يشعرون أنه لا يستطيع أحد أن يصل إليها لحصانتها.الأكمة: التل أو الهضبة
يوبخ أدوم لأجل كبريائه وتخويفه للشعوب المحيطة به لأنه قوي يسكن فوق الجبال في مغاير محصنة، ويقول له الله إن شبهت نفسك بالنسر وهو أقوى الطيور الجارحة الذي لا يمكن الوصول إليه، فالله بقوته يحطه إلى الأرض ويدمر بلاده بيد بابل.
ع17: من أجل دمار أدوم التي كانت بلاد عظيمة يتعجب كل من يمر بها بل ويصفر استهزاءً بها لأجل خرابها.
ع18: يشبه دمار أدوم بخراب سدوم وعمورة والبلاد المجاورة لها أي أنه دمار شامل فلا يستطيع أن يسكن هناك إنسان بل تصير مهجورة تمامًا.
ع19: كبرياء الأردن:
مياه نهر الأردن عندما تفيض بقوة وكبرياءيشبه جيش بابل بالأسد ملك الحيوانات في قوته عند هجومه على أدوم ويشبهه أيضًا بفيضان مياه الأردن فيهجم على أدوم التي كانت مراعي خصبة. ولكن الله يغمز له أي يشير إليه فيرجع عن أدوم ولا يقتل كل من فيه فيركض عنه أي يجري ويبتعد بابل عن أدوم. ثم يتكلم الله بقوة واصفًا نفسه بالراعي الذي له سلطان كامل على كل الأرض، فيأمر بابل فتهاجم أدوم ثم يوقفها ويرجعها عنه لأن الله هو ضابط الكل.
ع20: يعلن الله حكمه على بلاد أدوم التي من أشهر مدنها تيمان بأنها ستصير ضعيفة جدًا بعد الهجوم البابلي فتسحبها قطعان الأغنام الضعيفة بعد تخريب مدنها.
ع21: يوضح مدى مصيبة أدوم وصراخ شعبها الحزين أنه من عنف الهجوم البابلي سيصرخون بشدة حتى أن صوتهم يسمع في بحر سوف أي البحر الأحمر ويصل بهذا صراخهم إلى مصر وترتجف وتهتز كل أراضي الشعوب المحيطة بأدوم من أجل بليته.
ع22: يشبه جيش بابل بالنسر القوي الذي يبسط جناحيه على بلاد أدوم أي يهاجمه ويدمر مدنه التي يرمز إليها ببصرة عاصمته ولا يبقى أي رجل قوي يدافع عن أدوم بل يصير أقوياؤه في ضعف وألم كالمرأة عندما تلد.
†
إن كان الكبرياء هو سبب شرور كثيرة وجلب غضب الله فالاتضاع هو أقصر طريق إلى قلب الله فأعلن توبتك أمامه وتضرع إليه في خشوع فتنال مراحم ويظهر اتضاعك الحقيقي عندما تتضع وتحتمل من حولك.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
23 عَنْ دِمَشْقَ: «خَزِيَتْ حَمَاةُ وَأَرْفَادُ. قَدْ ذَابُوا لأَنَّهُمْ قَدْ سَمِعُوا خَبَرًا رَدِيئًا. فِي الْبَحْرِ اضْطِرَابٌ لاَ يَسْتَطِيعُ الْهُدُوءَ. 24 ارْتَخَتْ دِمَشْقُ وَالْتَفَتَتْ لِلْهَرَبِ. أَمْسَكَتْهَا الرِّعْدَةُ، وَأَخَذَهَا الضِّيقُ وَالأَوْجَاعُ كَمَاخِضٍ. 25 كَيْفَ لَمْ تُتْرَكِ الْمَدِينَةُ الشَّهِيرَةُ، قَرْيَةُ فَرَحِي؟ 26 لِذلِكَ تَسْقُطُ شُبَّانُهَا فِي شَوَارِعِهَا، وَتَهْلِكُ كُلُّ رِجَالِ الْحَرْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 27 وَأُشْعِلُ نَارًا فِي سُورِ دِمَشْقَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ».
ع23: دمشق:
عاصمة بلاد الأراميين أي سوريا وهي مدينة قديمة وقويةحماة وأرفاد: بلاد سورية عظيمة تأتي بعد دمشق في أرام التي هي سوريا.
عندما سمعت بلاد الأراميين أخبار الهجوم البابلي خافت جدًا وصارت في خزي وذلك لضعفها أمام قوة الأعداء واضطربت كالبحر الهائج.
ع24: انزعجت دمشق وما حولها من بلاد وصارت مرتعبة أمام بابل متألمة كالمرأة عندما تلد.
ع25، 26: تميزت دمشق بالفساد ولذات الشهوات المختلفة ولكن كل هذا الفرح قد ضاع بهجوم بابل عليها وقتل شبانها وكل رجال الحرب بها.
ع27: بنهدد:
لقب لملوك دمشق.مدينة دمشق تحتمي بأسوارها العالية ولكن عند هجوم بابل عليها تحرق أسوارها دليل على خرابها.
†
لذة الخطية مؤقتة أما لذة الفضيلة فدائمة، فتمسك بمحبة الله وتلذذ بعشرته ليدوم سلامك وفرحك ولا يستطيع إبليس العدو أن يحطمك.
28 عَنْ قِيدَارَ وَعَنْ مَمَالِكِ حَاصُورَ الَّتِي ضَرَبَهَا نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قُومُوا اصْعَدُوا إِلَى قِيدَارَ. اخْرِبُوا بَنِي الْمَشْرِقِ. 29 يَأْخُذُونَ خِيَامَهُمْ وَغَنَمَهُمْ، وَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ شُقَقَهُمْ وَكُلَّ آنِيَتِهِمْ وَجِمَالَهُمْ، وَيُنَادُونَ إِلَيْهِمِ: الْخَوْفَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. 30 «اُهْرُبُوا. انْهَزِمُوا جِدًّا. تَعَمَّقُوا فِي السَّكَنِ يَا سُكَّانَ حَاصُورَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنَّ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ أَشَارَ عَلَيْكُمْ مَشُورَةً، وَفَكَّرَ عَلَيْكُمْ فِكْرًا. 31 قُومُوا اصْعَدُوا إِلَى أُمَّةٍ مُطْمَئِنَّةٍ سَاكِنَةٍ آمِنَةٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، لاَ مَصَارِيعَ وَلاَ عَوَارِضَ لَهَا. تَسْكُنُ وَحْدَهَا. 32 وَتَكُونُ جِمَالُهُمْ نَهْبًا، وَكَثْرَةُ مَاشِيَتِهِمْ غَنِيمَةً، وَأُذْرِي لِكُلِّ رِيحٍ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيرًا، وَآتِي بِهَلاَكِهِمْ مِنْ كُلِّ جِهَاتِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 33 وَتَكُونُ حَاصُورُ مَسْكَنَ بَنَاتِ آوَى، وَخَرِبَةً إِلَى الأَبَدِ. لاَ يَسْكُنُ هُنَاكَ إِنْسَانٌ، وَلاَ يَتَغَرَّبُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ».
ع28: قيدار:
أشهر قبائل بلاد العرب وهي كلمة معناها أسود وتسكن في خيام وليس في المدن أي هم البدو وكانوا يمتلكون مواشي كثيرة وكانوا أغنياء.حاصور: تقع جنوب الفرات أي شمال شبه جزيرة العرب وهم قبائل بدوية يسكنون الخيام أو القرى غير المسورة.
تنادي نبوة إرميا جيوش بابل لتهاجم قبائل قيدار التي تسكن في الشرق من مصر
ع29: شققهم:
قطع من القماش توصل بالخيام لتوسعها.عند هجوم بابل على قيدار تستولى على خيامهم وأغنامهم وشققهم وآنيتهم فيخاف سكان قيدار ويحاولون الهرب إذ يشعرون بالهجوم البابلي يحاصرهم من كل جانب ولم تسبهم بابل إذ شعرت أنه لا حاجة لها بهم واكتفت بسلب ممتلكاتهم.
ع30: كذلك خافت قبائل حاصور من أجل أمر نبوخذ نصر ملك بابل بمهاجمتهم، ومن خوفهم حاولوا الهروب للنجاة من يده والاختباء، بعد أن شعروا بهزيمتهم وضعفهم أمامه.
ع32: مقصوصي الشعر مستديرًا:
كانوا يرضون آلهتهم بقص شعرهم مستديرًا ويبقى بعض الشعر فوق رؤوسهم ويقصد هنا أهل حاصور.كانت قبائل حاصور غنية بكثرة الماشية والجمال فنهبها البابليون وهرب سكانها المقصوصو الشعر وقتل منهم البابليون الكثير وبهذا تشتتوا كما يذرى الفلاح القش بالمذراة أي يتطاير في الهواء.
ع33: بنات آوى:
حيوان مفترس حجمه بين الثعلب والذئب ويعيش في الأماكن المهجورة.تصير بلاد حاصور خربة لا يسكن فيها الناس بل الحيوانات التي تعيش في الأماكن المهجورة مثل بنات آوى.
† لا تشابه أهل العالم في مظهرهم وليكن متكلك على الله وليس على كثرة ممتلكاتك المادية وعلى قدر تدقيقك تتمتع بعلاقة نقية مع الله فتختبر محبته
34 كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ عَلَى عِيلاَمَ، فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلَةً: 35 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا أُحَطِّمُ قَوْسَ عِيلاَمَ أَوَّلَ قُوَّتِهِمْ. 36 وَأَجْلِبُ عَلَى عِيلاَمَ أَرْبَعَ رِيَاحٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ السَّمَاءِ، وَأُذْرِيهِمْ لِكُلِّ هذِهِ الرِّيَاحِ وَلاَ تَكُونُ أُمَّةٌ إِلاَّ وَيَأْتِي إِلَيْهَا مَنْفِيُّو عِيلاَمَ. 37 وَأَجْعَلُ الْعِيلاَمِيِّينَ يَرْتَعِبُونَ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَأَمَامَ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ شَرًّا، حُمُوَّ غَضَبِي، يَقُولُ الرَّبُّ. وَأُرْسِلُ وَرَاءَهُمُ السَّيْفَ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ. 38 وَأَضَعُ كُرْسِيِّي فِي عِيلاَمَ، وَأُبِيدُ مِنْ هُنَاكَ الْمَلِكَ وَالرُّؤَسَاءَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 39 «وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنِّي أَرُدُّ سَبْيَ عِيلاَمَ، يَقُولُ الرَّبُّ».
ع34: عيلام:
بلاد قوية تقع شرق بابل تتميز برمي السهام وقد خضعت لآشور ثم بابل ولكن قوتها ساعدت بعد ذلك على تحطيم بابل وقيام مملكة مادي وفارس ويحدد زمن هذه النبوة بابتداء ملك صدقيا آخر ملوك يهوذا.ع35: يعلن الله هزيمة عيلام أمام بابل وتحطيم قوتهم التي تظهر في براعتهم في رمي السهام بالقوس
ع36: عند هجوم بابل على عيلام تهاجمهم من كل جانب وتطرد سكانها فيتشتتون في الأرض كلها كما يذرى الفلاح القش فيتطاير في الهواء في كل مكان.
ع37: يصبح العيلاميون في خوف شديد وتقتل بابل الكثير منهم
ع38: يضع الله كرسيه في عيلام ويقصد به تسلط بابل عليهم لأن بابل هي الأداة الإلهية في تأديب الأمم ويبيد الله ملك ورؤساء عيلام.
ع39: يعطي الله رجاءً لعيلام بالرجوع من السبي ليس فقط بعد سقوط بابل ولكن أيضًا بإيمان العيلاميين بالمسيح وقد ذكروا في الإصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل أنهم كانوا مجتمعين في أورشليم في يوم الخمسين وآمنوا بالمسيح.
†
قد يظن البعض أن قوتهم الجسمانية وأسلحتهم المادية من قوى العالم المختلفة، وممتكاتهم قد تعطيهم النجاح. ولكن لتكن لك القوة الروحية أي إيمانك بالمسيح الذي يستطيع أن يغلب العالم فلا تضطرب من كل تقلباته.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أرميا 50 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أرميا 48 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/jeremiah/chapter-49.html
تقصير الرابط:
tak.la/3j6749f