← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32
الأَصْحَاحُ التاسع وَالعِشْرُونَ
(1) رسالة إلى المسبيين ( ع1- 23)
(2) رسالة إلى شمعيا ( ع24-29)
(3) رسالة ثانية إلى المسبيين ( ع30-32)
1 هذَا كَلاَمُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِرْمِيَا النَّبِيُّ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَقِيَّةِ شُيُوخِ السَّبْيِ، وَإِلَى الْكَهَنَةِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَإِلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ، 2 بَعْدَ خُرُوجِ يَكُنْيَا الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ وَالْخِصْيَانِ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، 3 بِيَدِ أَلْعَاسَةَ بْنِ شَافَانَ، وَجَمَرْيَا بْنِ حِلْقِيَّا، اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا صِدْقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ قَائِلًا: 4 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لِكُلِّ السَّبْيِ الَّذِي سَبَيْتُهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ: 5 اِبْنُوا بُيُوتًا وَاسْكُنُوا، وَاغْرِسُوا جَنَّاتٍ وَكُلُوا ثَمَرَهَا. 6 خُذُوا نِسَاءً وَلِدُوا بَنِينَ وَبَنَاتٍ وَخُذُوا لِبَنِيكُمْ نِسَاءً وَأَعْطُوا بَنَاتِكُمْ لِرِجَال فَيَلِدْنَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَاكْثُرُوا هُنَاكَ وَلاَ تَقِلُّوا. 7 وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ. 8 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: لاَ تَغُشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ، وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9 لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 10 «لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنِّي عِنْدَ تَمَامِ سَبْعِينَ سَنَةً لِبَابِلَ، أَتَعَهَّدُكُمْ وَأُقِيمُ لَكُمْ كَلاَمِي الصَّالِحَ، بِرَدِّكُمْ إِلَى هذَا الْمَوْضِعِ. 11 لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً. 12 فَتَدْعُونَنِي وَتَذْهَبُونَ وَتُصَلُّونَ إِلَيَّ فَأَسْمَعُ لَكُمْ. 13 وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ. 14 فَأُوجَدُ لَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَرُدُّ سَبْيَكُمْ وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَمِنْ كُلِّ الْمَوَاضِعِ الَّتِي طَرَدْتُكُمْ إِلَيْهَا، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَرُدُّكُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي سَبَيْتُكُمْ مِنْهُ. 15 «لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: قَدْ أَقَامَ لَنَا الرَّبُّ نَبِيِّينَ فِي بَابِلَ، 16 فَهكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْمَلِكِ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَلِكُلِّ الشَّعْبِ الْجَالِسِ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ، إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَخْرُجُوا مَعَكُمْ فِي السَّبْيِ: 17 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا أُرْسِلُ عَلَيْهِمِ السَّيْفَ وَالْجُوعَ وَالْوَبَأَ، وَأَجْعَلُهُمْ كَتِينٍ رَدِيءٍ لاَ يُؤْكَلُ مِنَ الرَّدَاءَةِ. 18 وَأُلْحِقُهُمْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ، وَأَجْعَلُهُمْ قَلَقًا لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ، حِلْفًا وَدَهَشًا وَصَفِيرًا وَعَارًا فِي جَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهِمْ، 19 مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِي، يَقُولُ الرَّبُّ، إِذْ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِمْ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءَ مُبَكِّرًا وَمُرْسِلًا وَلَمْ تَسْمَعُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. 20 «وَأَنْتُمْ فَاسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ السَّبْيِ الَّذِينَ أَرْسَلْتُهُمْ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ. 21 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَخْآبَ بْنِ قُولاَيَا، وَعَنْ صِدْقِيَّا بْنِ مَعْسِيَّا، اللَّذَيْنِ يَتَنَبَّآنِ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ: هأَنَذَا أَدْفَعُهُمَا لِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَقْتُلُهُمَا أَمَامَ عُيُونِكُمْ. 22 وَتُؤْخَذُ مِنْهُمَا لَعْنَةٌ لِكُلِّ سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِينَ فِي بَابِلَ، فَيُقَالُ: يَجْعَلُكَ الرَّبُّ مِثْلَ صِدْقِيَّا وَمِثْلَ أَخْآبَ اللَّذَيْنِ قَلاَهُمَا مَلِكُ بَابِلَ بِالنَّارِ. 23 مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا عَمِلاَ قَبِيحًا فِي إِسْرَائِيلَ، وَزَنَيَا بِنِسَاءِ أَصْحَابِهِمَا، وَتَكَلَّمَا بِاسْمِي كَلاَمًا كَاذِبًا لَمْ أُوصِهِمَا بِهِ، وَأَنَا الْعَارِفُ وَالشَّاهِدُ، يَقُولُ الرَّبُّ.
ع1:
بعد سبى "نبوخذ نصر" "ليكنيا" الملك الذي يُدعى أيضًا "يهوياكين" ومعه العظماء الذين في أورشليم، أرسل إرميا هذه الرسالة وكان ذلك عام 597 ق.م. وهذه الرسالة أرسلها إرميا من أورشليم إلى قادة المسبيين وهم الكهنة والأنبياء ليقرأوها لكل الشعب.
ع2: كان مع "يكنيا" الملك المسبى زوجته الملكة وكذلك بعض الرجال الذين خصاهم ملك بابل للعمل عنده خاصة في قصور نسائه بالإضافة إلى المتميزين في الحرف المختلفة من اليهود.
ع3: أرسل الملك صدقيا ملك يهوذا اثنين من العاملين عنده، هما "ألعاسة" و"جمريا"، ليصنع علاقة طيبة مع "نبوخذ نصر" الذي سمع بمحاولة عمل تحالف ضده في غرب مملكته والذين منهم ملك يهوذا. فأرسل إرميا رسالته مع هذين الرسولين واللذين كانا صديقين له.
ع4: المتكلم هو إله إسرائيل أي إله الشعب المسبى في ذل وعبودية، فيعلن أبوته ورعايته لهم ليطمئنهم ويؤكد هذه الطمأنينة بوصف نفسه أنه رب الجنود أي القوى القادر على كل شيء.
†
إذا مرت بك ضيقة، فثق أن إلهك الذي يحبك دائمًا لن ينساك، وهو القوى القادر أن ينقذك برجوعك إليه بالتوبة ويحدد الوقت المناسب ليرفع عنك كل متاعبك، وأيضًا أثناء الضيقة لن يتركك بل يعزى قلبك ما دامت أنت متمسك به.
ع5: يأمرهم الله بالاستقرار في بابل ولا ينخدعوا بأضاليل الأنبياء الكذبة الذين يوهمونهم بأن الرجوع من بابل سوف يكون بعد سنتين ويؤكد هذا الإستقرار من خلال أمرين:
بناء بيوت خاصة لهم يقيمون فيها.
يغرسون حدائق من أشجار الفاكهة ليأكلوا من ثمارها التي ستنضج بعد سنوات.
ومعنى هذا أنه يدعوهم لقبول التأديب الإلهي فيساعدهم ذلك على التوبة وبعد ذلك سيرجعهم الله إلى أورشليم وذلك بعد سبعين عامًا حتى تكمل توبتهم.
ع6: يثبت إستقرارهم بأمر ثالث، وهو دعوة الشباب للتزاوج وإقامة أسر جديدة وولادة أبناء، فلا داعى لتأجيل الزواج إذ أمامهم سبعين عامًا في السبي. وطبعًا الزواج سيكون من المؤمنين اليهود وليس من الوثنيين.
ع7: يؤكد أيضًا إستقرارهم بأمر رابع هو أن يصلوا لأجل مملكة بابل، وإذ يكون لها سلام يتمتعون هم بالسلام والإستقرار. وهذا ما تفعله الكنيسة في الصلاة لأجل المدينة التي هي مقامة فيها، ومن أجل الرؤساء المدنيين، وذلك في صلوات القداس والصلوات الطقسية المختلفة (أوشية السلامة - أوشية الرئيس ... ).
ع8، 9: يحذرهم الله من الإصغاء إلى أكاذيب الأنبياء والعرافين والحالمين فهو كلام تضليل منهم وليس كلام الله، فلن تخرب بابل بعد سنتين كما يدعون.
ع10، 11: إن كان الله قد سمح بتأديب شعبه ليتوبوا، فذلك لفترة محددة سبعين عامًا في السبي، وبعد ذلك يرجعهم إلى بلادهم ليتمتعوا بعبادتهم له.
فخطة الله هى خلاص أولاده، والضيقات هي حلقة من حلقات هذه الخطة حتى يكونوا معه في السماء.
: تشعرون بوجودى في وسطكم.
يشجع الله أولاده بأنه عندما تكمل توبتهم ويصلوا إليه ليس فقط بشفاههم بل بإيمانهم وكل مشاعرهم، يسمع لهم الله فيشعرهم بوجوده في وسطهم، ويعيدهم من السبي إلى بلادهم.
ع15: يوبخ الله شعبه المسبى في بابل لوصفهم النبيين الكاذبين وهما "آخاب بن قولايا" و"صدقيا بن معسيا" المذكورين في (ع21) بأنهما نبيين من الله، وبالتالي صدقوا أكاذيبهما بأن بابل ستنقلب بعد سنتين، فعطلهم ذلك عن التوبة والرجوع إلى الله.
ع16: ثم يكلم الله المسبيين عن إخوتهم الذين مازالوا في أورشليم ويقيم معهم الملك صدقيا أي يعطى للمسبيين رسالة من الله عن الباقين من أورشليم.
ع17: ظن الباقون في أورشليم أنهم أبرار والذين في السبي أشرار، فأعلن الله للباقين في أورشليم أن غضبه سيأتى عليهم ليموتوا بثلاثة طرق هي:
الموت بالسيف.
الموت بالمرض أي بالوبأ.
الموت بالجوع.
وستكون حالتهم تعيسة جدًا ولا يقبل أحد التعامل معهم مثل التين الشتوى الردئ الذي لم يمكن أكله والذي سبق شرحه في (إر 24).
ع18: قلقًا
: سبب متاعب.حلفًا : تحالف الأمم ضدهم.
دهشًا : تتعجب الأمم من ذلهم وتخلى إلههم عنهم.
صفيرًا : يصفرون عليهم استهزاءً بهم.
عارًا : مثال للذل والهزء.
يستكمل الله عقابه للباقين في أورشليم واليهودية باستمرار غضبه عليهم، فيموتون بالسيف والجوع والوبأ حتى بعد أن يطردهم وينقلهم البابليون من بلادهم إلى بلاد أخرى، ويصيرون سبب متاعب في البلاد التي يذهبون إليها، ويستهزئ الكل بهم ويتعجبون للذل الذي صاروا فيه.
ع19: يواصل كلامه للباقين في أورشليم موبخًا لهم بسبب عدم طاعتهم لأنبيائه الذين أرسلهم مُبكرًا أي منذ سنوات طويلة وحتى الآن، ليدعونهم للإيمان والتوبة، وبسبب هذا العصيان أتى عليهم غضب الله.
ع20: يعود ليوجه كلامه إلى المسبيين في بابل فيعطيهم رسالة جديدة ويوضح في كلامه أنه هو الذي أرسلهم إلى بابل أي سمح بهذا التأديب ليقبلوه ويخضعوا لله ويتوبوا.
ع21: يتنبأ إرميا عن النبيين الكاذبين اللذين ظن المسبيون أنهما نبيان من الله فيعلن أن ملك بابل سيقتلهما وذلك عقاب إلهي بسبب كثرة خطاياهم وخاصة في تضليلهما الشعب.
ع22: وسيقتلهما ملك بابل ليس بالسيف، بل يعذبهما بحرقهما بالنار أو الزيت المغلى فيموتان ميتة شنيعة تصير مثالًا للعار واللعن، ويسمح الله بذلك حتى يخاف الشعب ويبتعد عن الضلال.
ع23: يضيف الله سبب آخر، إلى جانب أكاذيب وتضليل هذين النبيين للشعب، أنهما زنيا مع نساء أصحابهما فهي خطية زنا وخيانة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
24 «وَكَلِّمْ شِمْعِيَا النِّحْلاَمِيِّ قَائِلًا: 25 هكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ أَرْسَلْتَ رَسَائِلَ بِاسْمِكَ إِلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَإِلَى صَفَنْيَا بْنِ مَعْسِيَّا الْكَاهِنِ، وَإِلَى كُلِّ الْكَهَنَةِ قَائِلًا: 26 قَدْ جَعَلَكَ الرَّبُّ كَاهِنًا عِوَضًا عَنْ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ، لِتَكُونُوا وُكَلاَءَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ لِكُلِّ رَجُل مَجْنُونٍ وَمُتَنَبِّئٍ، فَتَدْفَعُهُ إِلَى الْمِقْطَرَةِ وَالْقُيُودِ. 27 وَالآنَ لِمَاذَا لَمْ تَزْجُرْ إِرْمِيَا الْعَنَاثُوثِيَّ الْمُتَنَبِّئَ لَكُمْ. 28 لأَنَّهُ لِذلِكَ أَرْسَلَ إِلَيْنَا إِلَى بَابِلَ قَائِلًا: إِنَّهَا مُسْتَطِيلَةٌ. ابْنُوا بُيُوتًا وَاسْكُنُوا، وَاغْرِسُوا جَنَّاتٍ وَكُلُوا ثَمَرَهَا». 29 فَقَرَأَ صَفَنْيَا الْكَاهِنُ هذِهِ الرِّسَالَةَ فِي أُذُنَيْ إِرْمِيَا النَّبِيِّ.
ع24:
طلب الله من إرميا أن يكلم أحد الأنبياء الكذبة الموجودين في بابل، الذي يدعى شمعيا النحلامى، ولم تذكر تفاصيل هذه الرسالة ولكن في جوهرها هو توبيخ شمعيا على رسالته التي أرسلها إلى صفنيا الكاهن ليثير الناس ضد كلام الله على فم إرميا.
ع25: رسالة أرميا إلى شمعيا يظهر فيها ما يلي :
المتكلم صاحب الرسالة هو الله رب الجنود أي القوى ليخاف شمعيا ويتوب عن شره.
كان صفنيا له وضع متميز بين الكهنة في أورشليم، لذا أرسل له شمعيا رسالته.
أراد شمعيا إثاره الكهنة كلهم ضد إرميا، فوجه رسالته ليس فقط إلى صفنيا بل إلى كل الكهنة، ولكن أرسلها لصفنيا لأنه متقدم بينهم ورئيس، وأرفقها برسائل بنفس الكلام إلى الكهنة.
رب الجنود هو إله إسرائيل أي الذي يرعاه، ولا تستطيع رسائل الأنبياء الكذبة مثل شمعيا أن تغير خطته فهو يؤدبهم ليتوبوا ثم يرجعهم من السبي.
هذه الرسائل هي بإسم شمعيا وليست بإسم الله فهي كلامه الشخصى وليس كما يدعى شمعيا أنها من الله.
ع26: المقطرة
: قطعة خشبية فيها مكان لتثبيت اليدين والرجلين حيث يلقى الشخص على ظهره ثم تقيد يده ورجله بها فلا يستطيع الحركة داخل السجن.رسالة شمعيا إلى صفنيا تحوى ما يلي:
إدعاء شمعيا أن الله أقامه كاهنًا رئيسًا بل يهوياداع الذي لا نعرف عنه شيئًا ولكن يظن أنه كان مسؤولًا كبيرًا بين الكهنة ومعروفًا لدى الجميع ومات فأقام شمعيا نفسه بدلًا منه وإدعى أن الله أقامه.
يصف إرميا النبي بأنه مجنون وبالتالي كلامه غير سليم وليس كلام الله.
إدعى أن الله أعطاه حق القبض على الأشرار الذين يقولون كلام ضد الهيكل مثل إرميا.
يدعو الكهنة للقبض على إرميا وربطه بالمقطرة ووضعه في السجن، ومن هذا يفهم أن يهوياداع هذا كان رئيسًا للحرس المسؤول عن حماية الهيكل وحل محله شمعيا، لذا يأمر الكهنة ومساعديهم بالقبض على إرميا وإلقائه بالسجن.
كل هذا طبعًا أكاذيب وإدعاءات من شمعيا والله برىء منها تمامًا.
ع27: يقول شمعيا في رسالته إلى صفنيا معاتبًا له عن تقصيره في توبيخ إرميا الذي من قرية عناثوث القريبة من أورشليم.
ع28: مستطيلة
: البقاء في بابل سيكون مدة طويلة.توضح رسالة شمعيا إلى صفنيا أن إرميا أخطأ لأنه أرسل رسالة إلى بابل يطلب من اليهود أن يستقروا فيها ويبنوا بيوتًا ويزرعوا بساتين فاكهة وينتظروا ليأكلوا منها. فهذا في رأى شمعيا ضد شعب الله وتحالف مع الأعداء البابليين.
ولكن الحقيقة هي كلام إرميا وكلام الله لتأديب شعبه في البقاء في السبي لمدة 70 سنة حتى يتوبوا.
ع29: عندما وصلت رسالة شمعيا إلى صفنيا الكاهن أعلم بها ليس كل الكهنة والعاملين بالهيكل فقط، ولكن أعلنها أيضًا لإرميا حتى يتوقف عن نبوته فهي بمثابة تهديد له.
أما إرميا فلم يخف وأعلن الله له أن يرسل رسالة له يوبخه فيها على رسائله وأكاذيبه فأرسل له رسالة كما ذكرنا.
†
لا تخف من تهديدات الأشرار فليس لهم سلطان عليك بل الله وحده صاحب السلطان وهو يحميك لذا استمر بالتمسك بوصاياه وإعلان الحق ولا تخف من أحد.
30 ثُمَّ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلًا: 31 «أَرْسِلْ إِلَى كُلِّ السَّبْيِ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِشِمْعِيَا النِّحْلاَمِيِّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ شِمْعِيَا قَدْ تَنَبَّأَ لَكُمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُ، وَجَعَلَكُمْ تَتَّكِلُونَ عَلَى الْكَذِبِ. 32 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُعَاقِبُ شِمْعِيَا النِّحْلاَمِيَّ وَنَسْلَهُ. لاَ يَكُونُ لَهُ إِنْسَانٌ يَجْلِسُ فِي وَسْطِ هذَا الشَّعْبِ، وَلاَ يَرَى الْخَيْرَ الَّذِي سَأَصْنَعُهُ لِشَعْبِي، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ».
: أمر الله إرميا أن يرسل رسالة ثانية إلى المسبيين في بابل يعلن فيها عقابه لشمعيا الذي أضل المسبيين وأيضًا الذين في أورشليم، والمقصود بإعلان عقاب الله أن يبتعد اليهود عن هذه الأضاليل ويتوبوا فيسامحهم الله.
ع32: العقاب الإلهي لشمعيا هو أن لا يكون له نسل يعيش حتى يرى الرجوع من السبي بعد 70 عامًا أي يموت أبناؤه وبناته ونسله ولا يتركون نسل بعده، فلا يتمتع نسله ببركة الله لشعبه الراجع من السبي.
وقد سبق وأعلن الله عقابه على فم إرميا لنبى آخر كاذب هو حننيا (إر 28: 15-16) بموته فمات سريعًا، والغرض الإلهي أيضًا هو عدم الإصغاء لأكاذيب الأنبياء الكذبة.
†
ابتعد عن أي تعاليم غريبة تسمعها خارج الكنيسة وتتعارض مع تعاليمها، واستشر أب اعترافك في هذه الاجتماعات حتى لا تعرض نفسك لأفكار تبعدك عن الله مهما كان شكلها جميل وجذاب، لأن إبليس متحايل يمكن أن يأخذ شكل ملاك ليضل أولاد الله.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أرميا 30 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أرميا 28 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/jeremiah/chapter-29.html
تقصير الرابط:
tak.la/j9s2txv