← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47
اَلأَصْحَاحُ الثامن والأربعون
(1) تدمير موآب (ع1-5)
[2] هروب موآب (ع6-10)
[3] ضعف موآب (ع 11 - 13)
[4] خزي موآب (ع 14 - 25)
[5] كبرياء موآب (ع 26 - 32)
[6] ذل وفقر موآب (ع 33 - 39)
[7] غزو بابل لموآب (ع 40 - 47)
1 عَنْ مُوآبَ: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: وَيْلٌ لِنَبُو لأَنَّهَا قَدْ خَرِبَتْ. خَزِيَتْ وَأُخِذَتْ قَرْيَتَايِمُ. خَزِيَتْ مِسْجَابُ وَارْتَعَبَتْ. 2 لَيْسَ مَوْجُودًا بَعْدُ فَخْرُ مُوآبَ. فِي حَشْبُونَ فَكَّرُوا عَلَيْهَا شَرًّا. هَلُمَّ فَنَقْرِضُهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةً. وَأَنْتِ أَيْضًا يَا مَدْمِينُ تُصَمِّينَ وَيَذْهَبُ وَرَاءَكِ السَّيْفُ. 3 صَوْتُ صِيَاحٍ مِنْ حُورُونَايِمَ، هَلاَكٌ وَسَحْقٌ عَظِيمٌ. 4 قَدْ حُطِّمَتْ مُوآبُ، وَأَسْمَعَ صِغَارُهَا صُرَاخًا. 5 لأَنَّهُ فِي عَقَبَةِ لُوحِيتَ يَصْعَدُ بُكَاءٌ عَلَى بُكَاءٍ، لأَنَّهُ فِي مُنْحَدَرِ حُورُونَايِمَ سَمِعَ الأَعْدَاءُ صُرَاخَ انْكِسَارٍ.
ع1:
يعلن الله خراب موآب التي تقع شرق نهر الأردن شمال بني عمون ويذكر مدنها الشهيرة رمزًا لموآب كلها فمدينة نبو تقع بجوار جبل عباريم شرق الاردن مقابل أريحا وبجوارها مدينتي قريتايم ومسجاب.
ع2: هجوم بابل على موآب يدمر عاصمتهم حشبون ويقتل سيف بابل شعب موآب في مدنية مدمين الموآبية.
ع3: نتيجة تخريب مدينة حورونايم الموآبية وقتل الكثيرين يصرخ بقية الموآبيين مما حدث لهم
ع4
: نتيجة تخريب موآب يصرخ أطفالها خوفًا ورعبًا مما يحدث لهم.
ع5: يذكر هنا أيضًا مدينتين موآبيتين هما (عقبة لوحيت) و(حورونايم) التي تقع في وادي بجوارها فمن هذه المدن يُسمع البكاء الشديد لحزن شعبيها على خراب بلادهم.
من أجل فساد موآب وانتشار الشهوات الشريرة فيها أتى عليها الخراب على يد نبوخذ نصر وكان ذلك في عام 582 ق . م
الموآبيون وهم نسل لوط أي ذوي قرابة لبني إسرائيل وعلى علاقة بشعب الله أيام الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب ثم بعد سكن بني إسرائيل في أرض الميعاد كانت هناك خلافات وحروب بينهما حتى أخضع داود الموآبين. ثم دمرت موآب بيد آشور وعندما حاولت بعد ذلك استعادة قوتها دمرها الموآبيون الذين يتكلم عنهم هنا إرميا، ثم خضعت بعد ذلك للحكم الفارسي وبعده للعرب.
†
لا تتمادى في شهواتك لئلا يأتي عليك العدل الإلهي وتكون نهايتك هي الهلاك بل قدس حواسك وأفكارك لتكون لله فتحيا مطمئنًا.
6 اهْرُبُوا نَجُّوا أَنْفُسَكُمْ، وَكُونُوا كَعَرْعَرٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. 7 «فَمِنْ أَجْلِ اتِّكَالِكِ عَلَى أَعْمَالِكِ وَعَلَى خَزَائِنِكِ سَتُؤْخَذِينَ أَنْتِ أَيْضًا، وَيَخْرُجُ كَمُوشُ إِلَى السَّبْيِ، كَهَنَتُهُ ورُؤَسَاؤُهُ مَعًا. 8 وَيَأْتِي الْمُهْلِكُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ، فَلاَ تُفْلِتُ مَدِينَةٌ، فَيَبِيدُ الْوَطَاءُ، وَيَهْلِكُ السَّهْلُ كَمَا قَالَ الرَّبُّ. 9 أَعْطُوا مُوآبَ جَنَاحًا لأَنَّهَا تَخْرُجُ طَائِرَةً وَتَصِيرُ مُدُنُهَا خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ فِيهَا. 10 مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.
ع6: عرعر: شجيرة تنمو في الصحراء أوراقها صغيرة وتأكلها الماعز وهي ترمز للإنسان المتكل على البشر إذ يفقد قوته مثلما يفقد العرعر أوراقه عندما تأكلها الحيوانات.
ينادي إرميا الموآبيين أن يهربوا من الهجوم البابلي وإذ يصلون إلى الصحراء يهملهم البابليون ولكنهم يكونون في ضيق وعزلة وضعف مثل نبات العرعر.
ع7: كموش:
إله الموآبيين وكانت تقدم له ذبائح بشرية من الأطفال وقد أدخل سليمان عبادته في أورشليم وأزالها بعده يوشيا الملك.يوبخ مدن موآب التي اتكلت على قوتها وأحوالها إذ سيظهر خزيها عندما يدمرها البابليون ويطردون سكانها فيخرجون حاملين تماثيل إلههم كموش في ضعف وخزي وبذلك ويذل كهنة كموش ورؤساء موآب عندما تسبيهم بابل.
ع8: الوطاء:
واديتدمر بابل كل مدن موآب سواء التي في المرتفعات أو الأودية لأن الله هو الذي أمر بهذا تأديبًا لموآب.
ع9: يعبر إرميا عن خوف الموآبين من بابل إذ يحتاجون للسرعة في الجري كما يطير الطائر لأن الهجوم البابلي سيكون عنيفًا ويقتل كل من يصادفه.
ع10: ينادي الله جيش بابل حتى يقتلوا الموآبيين ويعملوا عمل الرب أي تدمير موآب بكل حماس ونشاط فلا يتراخى البابليون عن قتل الموآبيين بالسيف ويعتبر تدمير موآب هو عمل الرب لأنهم أغاظوه بشهواتهم الشريرة فهو يؤدبهم بيد بابل.
†
إن كل أعمالك وخاصة إن كانت خدمة لمن حولك واهتمام بخلاص نفوسهم هو عمل الرب، فليتك تعمله باهتمام لأنه عمل الرب ويقدم له قبل أن يقدم للناس وكما اهتم المسيح بخلاص نفسك وتممه بكل جدية فمات عنك، اعمل عمله بكل نشاط مهما كانت التضحية.
11 «مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ، وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ، وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ. لِذلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ، وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ. 12 لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُرْسِلُ إِلَيْهِ مُصْغِينَ فَيُصْغُونَهُ، وَيُفَرِّغُونَ آنِيَتَهُ، وَيَكْسِرُونَ أَوْعِيَتَهُمْ. 13 فَيَخْجَلُ مُوآبُ مِنْ كَمُوشَ، كَمَا خَجِلَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْتِ إِيلَ مُتَّكَلِهِمْ.
ع11: درديه:
بقايا العنب المتخمر أي الرواسب التي توجد في قاع زجاجات الخمر.مستقر على درديه: يعنى أن يكون موآب مطمئنًا مثل رواسب الخمر التي لا تتحرك في قاع الزجاجات لأنه لا يجرؤ أحد على تحريكها أي مهاجمة موآب.
لم يفرغ من إناء إلى إناء: لم ينقل الموآبيون من مكان إلى مكان أي من بلادهم إلى بلاد أخرى في السبي.
يشرح حالة الموآبيين إذ كانوا يعيشون في طمأنينة داخل بلادهم ويشبههم بالدردي الذي في قاع آنية الخمر ولم يُسبهم أحد إلا عددًا قليلًا في أيام الهجوم الآشوري حتى جاء الهجوم البابلي فسبى معظم الموآبيين. أي أن موآب عاشت في سلام وتنعم مثل الخمر التي رائحتها فيها وطعمها لم يتغير حتى هاجمها بابل فحولها إلى حالة رديئة قتل الإناء الرديئ الذي صب منه كل خيراته ثم كسرت هذه الآنية الرديئة أي نزعت خيراتها وحطمتها.
ع12: مصغين فيصغونه:
مصنعين أي صياغ فيشكلونه والمقصود يحولونه إناءً رديئًا.ينذر إرميا موآب بأنه ستأتي أيام وهي أيام الهجوم البابلي فيطردون الموآبيين من بلادهم ويدمرون مدنهم ويشبه مدن موآب بآنية الخمر فيقلبها بابل وتهرق الخمر ويحركون الرواسب التي في القاع ثم يكسرون الآنية أي يدمرون المدن والخلاصة أن بابل ستنزع سلام موآب وتطرد سكانها وتدمر مدنها.
ع13: يشعر موآب بضعفه وضعف إلهه كموش أمام بابل ويخزى كما خزيت مملكة إسرائيل أي المملكة الشمالية التي عاصمتها السامرة عندما اتكلت على التماثيل التي أقامها الملك يربعام في بيت إيل عندما انفصل بالعشرة أسباط عن مملكة يهوذا وأورشليم وظهر ضعف هذه التماثيل فلم تحمِ الشعب من وجه الهجوم الآشوري والسبي.
†
اتكل على الله في كل أعمالك فهو قادر أن يحميك ولا تتكل على أموالك وقدراتك لئلا يظهر ضعفك وخزيك واستخدم هذه الإمكانيات من أجل الله وبمعونته فتكون مفيدة لك.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
14 «كَيْفَ تَقُولُونَ نَحْنُ جَبَابِرَةٌ وَرِجَالُ قُوَّةٍ لِلْحَرْبِ؟ 15 أُهْلِكَتْ مُوآبُ وَصَعِدَتْ مُدُنُهَا، وَخِيَارُ مُنْتَخَبِيهَا نَزَلُوا لِلْقَتْلِ، يَقُولُ الْمَلِكُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 16 قَرِيبٌ مَجِيءُ هَلاَكِ مُوآبَ، وَبَلِيَّتُهَا مُسْرِعَةٌ جِدًّا. 17 اُنْدُبُوهَا يَا جَمِيعَ الَّذِينَ حَوَالَيْهَا، وَكُلَّ الْعَارِفِينَ اسْمَهَا قُولُوا: كَيْفَ انْكَسَرَ قَضِيبُ الْعِزِّ، عَصَا الْجَلاَلِ؟ 18 اِنْزِلِي مِنَ الْمَجْدِ، اجْلِسِي فِي الظَّمَاءِ أَيَّتُهَا السَّاكِنَةُ بِنْتَ دِيبُونَ، لأَنَّ مُهْلِكَ مُوآبَ قَدْ صَعِدَ إِلَيْكِ وَأَهْلَكَ حُصُونَكِ. 19 قِفِي عَلَى الطَّرِيقِ وَتَطَلَّعِي يَا سَاكِنَةَ عَرُوعِيرَ. اسْأَلِي الْهَارِبَ وَالنَّاجِيَةَ. قُولِي: مَاذَا حَدَثَ؟ 20 قَدْ خَزِيَ مُوآبُ لأَنَّهُ قَدْ نُقِضَ. وَلْوِلُوا وَاصْرُخُوا. أَخْبِرُوا فِي أَرْنُونَ أَنَّ مُوآبَ قَدْ أُهْلِكَ. 21 وَقَدْ جَاءَ الْقَضَاءُ عَلَى أَرْضِ السَّهْلِ، عَلَى حُولُونَ وَعَلَى يَهْصَةَ وَعَلَى مَيْفَعَةَ، 22 وَعَلَى دِيبُونَ وَعَلَى نَبُو وَعَلَى بَيْتِ دَبْلَتَايِمَ، 23 وَعَلَى قَرْيَتَايِمَ وَعَلَى بَيْتِ جَامُولَ وَعَلَى بَيْتِ مَعُونَ، 24 وَعَلَى قَرْيُوتَ وَعَلَى بُصْرَةَ وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ أَرْضِ مُوآبَ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ. 25 عُضِبَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ، يَقُولُ الرَّبُّ.
يتعجب إرميا من أجل افتخار رجال موآب بقوتهم في الحرب وقد انسحقوا أمام الهجوم البابلي هذا ما يراه بروح النبوة، وهرب شعبها من مدنهم التي في السهول وصعدوا إلى الجبال ليختبئوا فيها وأن سيف بابل قد وصل إليهم وأنزلهم على الأرض قتلى. هذا هو تأديب وأمر الله من جهة موآب فالله فيه كل القوة لذا يدعوه رب الجنود الذي يحطم كل قوة شريرة على الأرض تقف في وجهه مثل موآب.
ع16: يعلن أيضًا أن دمار موآب قريب جدًا، فنبوة إرميا ستتحقق سريعًا بهجوم بابل على موآب.
ع17: أندبوها:
قولوا كلمات رثاء تظهروا بها محاسنها وابكوا عليها. ينادي الله المدن والدول المحيطة بموآب ليحزنوا عليها، فرغم عظمتها السابقة قد تحطمت الآن بيد بابل ويشبه قوتها بقضيب الذهب الذي يمسكه الملك أو عصا الرئاسة أي أنها ستفقد مجدها وعظمتها بين الدول وتصير في خزي شديد أمام بابل.
ع18: الظماء:
الأرض اليابسة العطشانةديبون: المدينة الموآبية التي يوجد بها الإله كموش إله الموآبيين وتقع شمال نهر أرنون أي شرق البحر الميت.
يعلن لموآب أنها ستنحط من مجدها وتصير في جوع وعطش يؤدي بها إلى موت ولا ينفعها إلهها كموش الذي يضعونه في مدينة ديبون، لأن جيش بابل مهلك موآب قد هجم على مدنها وصعد على أسوارها وحصونها وهدمها.
ع19: عروعير:
مدينة موآبية في شمال نهر أرنون الذي يقع شرق البحر الميت وهي على بعد 12 ميل من البحر الميت وجنوب شرق ديبون.يوضح مدى تعجب الموآبيين من سرعة الهجوم البابلي عليهم فينادي سكان مدينة عروعير أن يخرجوا على الطرق المؤدية إلى باقي مدن موآب فيروا الناس يجرون هربًا فيسألون حينئذ ما هو سبب هروبهم فيعرفون أنه الهجوم البابلي العنيف.
ع20: ثم ينادي الموآبيين ليخبروا كل المدن المحيطة بنهر أرنون الذي يقع داخل بلاد موآب ويعرفونهم بالهجوم البابلي ليهربوا بعيدًا. وهكذا يغطي البكاء والخوف أهل الموآبيين فيتشتتوا هربًا في كل مكان.
ع21-24: يظهر اكتساح الهجوم البابلي لكل موآب ويذكر هنا أشهر مدن موآب التي خربت ليبين وصول بابل لكل المدن البعيدة والقريبة في موآب وتحطيمها.
ع25: عضب:
انكسر.الخلاصة هي تحطيم قوة موآب أمام بابل والتي يرمز إليها بالقرن الذي ينكسر والذراع التي تتحطم فالقرن والذراع هما القوة التي يدافع أو يهاجم بها الحيوان أو الإنسان في الحرب.
†
تأمل المواقف التي اتكلت فيها على قوتك والمتاعب التي لحقت بك حتى تلتجئ إلى الله وتعتمد عليه فلا يقوى عليك الشيطان ولا كل قوى العالم.
26 «أَسْكِرُوهُ لأَنَّهُ قَدْ تَعَاظَمَ عَلَى الرَّبِّ، فَيَتَمَرَّغَ مُوآبُ فِي قُيَائِهِ، وَهُوَ أَيْضًا يَكُونُ ضُحْكَةً. 27 أَفَمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ ضُحْكَةً لَكَ؟ هَلْ وُجِدَ بَيْنَ اللُّصُوصِ حَتَّى أَنَّكَ كُلَّمَا كُنْتَ تَتَكَلَّمُ بِهِ كُنْتَ تَنْغَضُ الرَّأْسَ؟ 28 خَلُّوا الْمُدُنَ، وَاسْكُنُوا فِي الصَّخْرِ يَا سُكَّانَ مُوآبَ، وَكُونُوا كَحَمَامَةٍ تُعَشِّشُ فِي جَوَانِبِ فَمِ الْحُفْرَةِ. 29 قَدْ سَمِعْنَا بِكِبْرِيَاءِ مُوآبَ. هُوَ مُتَكَبِّرٌ جِدًّا. بِعَظَمَتِهِ وَبِكِبْرِيَائِهِ وَجَلاَلِهِ وَارْتِفَاعِ قَلْبِهِ. 30 أَنَا عَرَفْتُ سَخَطَهُ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ بَاطِلٌ. أَكَاذِيبُهُ فَعَلَتْ بَاطِلًا. 31 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أُوَلْوِلُ عَلَى مُوآبَ، وَعَلَى مُوآبَ كُلِّهِ أَصْرُخُ. يُؤَنُّ عَلَى رِجَالِ قِيرَ حَارِسَ. 32 أَبْكِي عَلَيْكِ بُكَاءَ يَعْزِيرَ، يَا جَفْنَةَ سَبْمَةَ. قَدْ عَبَرَتْ قُضْبَانُكِ الْبَحْرَ، وَصَلَتْ إِلَى بَحْرِ يَعْزِيرَ. وَقَعَ الْمُهْلِكُ عَلَى جَنَاكِ، وَعَلَى قِطَافِكِ.
ع26:
يظهر حقارة موآب أمام الهجوم البابلي فيصير كالسكران الذي يترنح وفقد توازنه وعظمته ويطالب جيش بابل أن يسقيه الخمر أي يجعله يترنح من الخوف كما يترنح السكران، ومن كثرة سكره يتقيأ ما في داخله فيزداد ذله إذ يتمرغ في القئ الذي تقيأ وتستهزئ به كل الشعوب المحيطة كل هذا بسبب كبريائه وتعاظمه على الله وعلى شعبه اسرائيل إذ كان موآب يستهزئ بشعب الله عندما تحل بهم ضيقة أو يهاجمهم الأعداء.
ع27: تنغض الرأس:
تهز رأسك استهزاء واستخفافًايعاتب الله موآب وهو في خزيه ويعلن له أن سبب هذا الخزي هو استهزائه بشعب الله واحتقاره له كأنه أحد اللصوص الأشرار، فكان يتكلم عليه باستهزاء ويحرك رأسه مستخفًا به في ضيقاته.
ع28: خلوا:
اخلوا واهربوا واتركوا المدنينادي الموآبيين ليهربوا من مدنهم إلى الجبال ويختبئوا بين الصخور لعلهم ينجون من يد بابل وشبههم بحمامة ضعيفة لا تستطيع أن تعشش بأمان بين فروع الأشجار بل تهرب لتصنع لها عشًا بين الصخور في الجبال.
ع29: يؤكد هنا أن كل الشعوب المحيطة تعلم كبرياء موآب الشديد وبسببه صار هذا الخزي أمام بابل.
ع30: يعلن الله أن غضب موآب الذي كان يفزع من حوله هو لا شيء وقد ظهر ضعفه وخزيه أمام بابل. وأن كل كلمات الكبرياء التي كان يرددها موآب هي أكاذيب بدليل الخزي الذي ناله أمام بابل.
ع31: قير حارس:
مدينة موآبية تقع شرق البحر الميت والجزء الجنوبي منه.تظهر أبوة إرميا في بكائه على موآب، فهو مثل إلهه يريد خلاص الجميع وليس شعب الله فقط، وهو متأثر جدًا فيبكي ويولول ثم يصرخ بصوت عالٍ من أجل خراب موآب وداخل نفسه يئن أيضًا متوجعًا لأجله ويذكر هنا إحدى مدن موآب رمزًا لكل مدن موآب.
ع32: يعزير:
مدينة موآبية تقع شمال موآب غرب ربة عمون بعشرة أميال.سبمة: مدينة موآبية بجوار مدينة حشبون عاصمة الموآبين وهي في شمال بلاد موآب واشتهرت سبمة بكرومها.
جفنة: شجرة عنب.
جناك: الثمار التي تجمع من المحصول.
يواصل إرميا مشاعر أبوته نحو موآب فيبكي على بلادها المشهورة بغناها مثل يعزير وسبمة لأن كل خيراتها من عناقيد العنب بقضبانها والثمار المختلفة وقد استولى عليها البابليون ونقلوها في البحر أي الأنهار ليتمتعوا بها بعد أن دمروا بلاد موآب وتركوا سكانها الذين بقوا بعد القتل في فقر شديد.
†
إن كبرياءك تفصلك عن الله فتحرم من مراحمه فيهجم عليك الشيطان وبذلك لا تجد من يعينك لذا اتضع سريعًا وقدم توبة أمام الله فيسامحك ويخلصك من العدو.
33 وَنُزِعَ الْفَرَحُ وَالطَّرَبُ مِنَ الْبُسْتَانِ، وَمِنْ أَرْضِ مُوآبَ. وَقَدْ أُبْطِلَتِ الْخَمْرُ مِنَ الْمَعَاصِرِ. لاَ يُدَاسُ بِهُتَافٍ. جَلَبَةٌ لاَ هُتَافٌ. 34 قَدْ أَطْلَقُوا صَوْتَهُمْ مِنْ صُرَاخِ حَشْبُونَ إِلَى أَلْعَالَةَ إِلَى يَاهَصَ، مِنْ صُوغَرَ إِلَى حُورُونَايِمَ، كَعِجْلَةٍ ثُلاَثِيَّةٍ، لأَنَّ مِيَاهَ نِمْرِيمَ أَيْضًا تَصِيرُ خَرِبَةً. 35 وَأُبَطِّلُ مِنْ مُوآبَ، يَقُولُ الرَّبُّ، مَنْ يُصْعِدُ فِي مُرْتَفَعَةٍ، وَمَنْ يُبَخِّرُ لآلِهَتِهِ. 36 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يُصَوِّتُ قَلْبِي لِمُوآبَ كَنَايٍ، وَيُصَوِّتُ قَلْبِي لِرِجَالِ قِيرَ حَارِسَ كَنَايٍ، لأَنَّ الثَّرْوَةَ الَّتِي اكْتَسَبُوهَا قَدْ بَادَتْ. 37 لأَنَّ كُلَّ رَأْسٍ أَقْرَعُ، وَكُلَّ لِحْيَةٍ مَجْزُوزَةٌ، وَعَلَى كُلِّ الأَيَادِي خُمُوشٌ، وَعَلَى الأَحْقَاءِ مُسُوحٌ. 38 عَلَى كُلِّ سُطُوحِ مُوآبَ وَفِي شَوَارِعِهَا كُلِّهَا نَوْحٌ، لأَنِّي قَدْ حَطَمْتُ مُوآبَ كَإِنَاءٍ لاَ مَسَرَّةَ بِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 39 يُوَلْوِلُونَ قَائِلِينَ: كَيْفَ نُقِضَتْ؟ كَيْفَ حَوَّلَتْ مُوآبُ قَفَاهَا بِخِزْيٍ؟ فَقَدْ صَارَتْ مُوآبُ ضُحْكَةً وَرُعْبًا لِكُلِّ مَنْ حَوَالَيْهَا.
ع33: جلبة:
ضجيج وضوضاءإذ استولى البابليون على خيرات موآب وبساتينها المملوءة أشجارًا مثمرة صار الموآبيون في حزن شديد إذ لم يعد لهم كروما وأيضًا المعاصر هدمها الأعداء وبدلًا من أن يسمع في موآب هتاف الفرح بجني المحاصيل وعصر الكروم واستخراج الخمر سيسمع ضجيج البكاء خاصة وأن الرجال الذين يدوسون العنب في المعاصر قد ماتوا بيد بابل.
ع34: حشبون:
عاصمة موآب تقع شمالها.العالة: مدينة موآبية تقع على تل شمال جشبون.
ياهص: مدينة موآبية تقع شرق البحر الميت.
صوغر: بجوار سدوم وعمورة ولم تحترق معها لالتجاء لوط إليها وتقع جنوب شرق البحر الميت.
حورونايم : مدينة موآبية تقع في سهل بجوار صوغر
مياه نمريم: ينابيع كثيرة تقع جنوب شرق البحر الميت.
عجلة ثلاثية: عجلة عمرها ثلاث سنوات.
عم البكاء والحزن الموآبين إذ تعالت صرخات الضيق من بلاد موآب المختلفة من عاصمة موآب حشبون ومن كل البلاد مهما كانت غنية بخيراتها وقد سلب العدو كل هذه الخيرات.
ع35: فقد الموآبيون رجاءهم في آلهتهم إذ لم تعينهم في هجوم بابل عليهم فأبطلوا عبادة الأوثان يأسًا منها ولكنهم لم يرجعوا إلى الله. وهكذا لم يقدم بخور في معابد الأوثان ولا عبادة على المرتفعات للآلهة الوثنية.
ع36: يعبر إرميا عن حزنه على مدن موآب مثل قيرحارس بأن يضرب في ناي حزين عليها لفقدانها ثرواتها.
ع37: يظهر حزن موآب في حلق شعر الرجال وكان المحلوقون يفعلون هكذا في المسبيين وأيضًا يحلقون لحاهم التي ترمز للوقار أي يصير الموآبيون في ذل وهوان.
ع38: عم البكاء والحزن بيوت الموآبيين حيث صعدوا وبكوا على أسطحها فبدلًا من أن كانوا يقدمون العبادات الوثنية على الأسطح قدموا البكاء والذل وامتلأت الشوارع من الباكين. لأن الله قد حطم موآب بواسطة بابل ويشبه موآب بإناء قديم غير صالح للاستعمال فيحطمه صاحبه.
ع39: تحول فخر موآب إلى ضعف وحقارة وهربوا من أمام بابل وأعطوها قفاهم وصار موآب مثالًا للهزء أمام من حوله بل ورعب وخوف إذ كيف تحطم الجبار فخافت جميع المدن من بطش بابل بهم إذا هجمت عليهم.
†
عندما تضغط عليك الضيقات لا تستسلم لليأس بل إلتجئ لله رافضًا كل ما اعتمدت عليه فتختبر قوة الله في حياتك وينقذك من متاعبك.
40 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَا هُوَ يَطِيرُ كَنَسْرٍ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ عَلَى مُوآبَ. 41 قَدْ أُخِذَتْ قَرْيُوتُ، وَأُمْسِكَتِ الْحَصِينَاتُ، وَسَيَكُونُ قَلْبُ جَبَابِرَةِ مُوآبَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ كَقَلْبِ امْرَأَةٍ مَاخِضٍ. 42 وَيَهْلِكُ مُوآبُ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَعْبًا، لأَنَّهُ قَدْ تَعَاظَمَ عَلَى الرَّبِّ. 43 خَوْفٌ وَحُفْرَةٌ وَفَخٌّ عَلَيْكَ يَا سَاكِنَ مُوآبَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 44 الَّذِي يَهْرُبُ مِنْ وَجْهِ الْخَوْفِ يَسْقُطُ فِي الْحُفْرَةِ، وَالَّذِي يَصْعَدُ مِنَ الْحُفْرَةِ يَعْلَقُ فِي الْفَخِّ، لأَنِّي أَجْلِبُ عَلَيْهَا، أيْ عَلَى مُوآبَ، سَنَةَ عِقَابِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 45 فِي ظِلِّ حَشْبُونَ وَقَفَ الْهَارِبُونَ بِلاَ قُوَّةٍ، لأَنَّهُ قَدْ خَرَجَتْ نَارٌ مِنْ حَشْبُونَ، وَلَهِيبٌ مِنْ وَسْطِ سِيحُونَ، فَأَكَلَتْ زَاوِيَةَ مُوآبَ، وَهَامَةَ بَنِي الْوَغَى. 46 وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ! بَادَ شَعْبُ كَمُوشَ، لأَنَّ بَنِيكَ قَدْ أُخِذُوا إِلَى السَّبْيِ وَبَنَاتِكَ إِلَى الْجَلاَءِ. 47 وَلكِنَّنِي أَرُدُّ سَبْيَ مُوآبَ فِي آخِرِ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ».
ع40:
يشبه جيش بابل في هجومه السريع وانقضاضه على موآب بالنسر الذي ينقض بسرعة من السماء على فريسته.
ع41: ماخض:
المرأة ساعة ولادتها.قريوت: مدينة موآبية حصينة تقع جنوب نهر أرنون.
بهجوم بابل استولوا على المدن الحصينة وعلى كل بلاد موآب وصار الجنود الموآبيين الأقوياء في ضعف شديد مثل المرأة التي تتلوى ساعة ولادتها.
ع42: سبب هلاك موآب وفناء شعبه هو كبريائه على الله وشعبه بني إسرائيل.
ع43، 44: يصاب الموآبيون بالخوف الشديد فيموتوا خوفًا ومن ينجو من الموت خوفًا يقع وهو هارب من بابل في حفر توجد في الطريق فيموت ومن يستطيع أن يهرب من هذه الحفر يسقط في الفخاخ التي صنعتها بابل لهم لإسقاطهم فيهلكون أيضًا.
وذلك لأن الله أمر بعقابهم لكثرة شرورهم في هذا الوقت أي هذه السنة.
ع45: عندما هرب الموآبيون من قرية موآب التجأوا إلى عاصمتهم حشبون ففوجئوا بها تحترق بيد بابل فضاع المهرب منهم.
ع46: الخلاصة هي فناء الشعب الموآبي الذي يعبد كموش برجاله ونسائه على يد بابل.
ع47: يقصد برد سبى موآب ليس إقامة دولة لهم ولكن إيمان الموآبين المسبيين بالمسيح فيحيوا حياة جديدة في الإيمان.
†
إن إبليس بقوته العظيمة وسرعة انقضاضه على البشر لا يستطيع أن يفعل شيئًا إن لم يكن له فيهم مكانًا. فاحترس يا أخي من الخطية حتى لا تسقط فيها وإن سقطت فارجع عنها بالتوبة فيخاف منك إبليس ويبتعد عنك.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أرميا 49 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أرميا 47 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/jeremiah/chapter-48.html
تقصير الرابط:
tak.la/4t8pymy